logo
الغذاء والمناعة... علاقة حيويّة تبدأ من المائدة!

الغذاء والمناعة... علاقة حيويّة تبدأ من المائدة!

الديار١٠-٠٨-٢٠٢٥
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في ظل التحديات الصحية المتزايدة وانتشار الأمراض المعدية والمزمنة، تبرز أهمية تعزيز الجهاز المناعي كخط دفاع أول في مواجهة الأخطار الصحية. ويلعب النظام الغذائي دورا محوريا في دعم هذا الجهاز الحيوي، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن ما نتناوله يوميا يؤثر بشكل مباشر على كفاءة عمل جهاز المناعة.
يعد النظام الغذائي المتوازن والغني بالعناصر الغذائية الأساسية، حجر الأساس في دعم الجهاز المناعي. فالمناعة القوية لا تُبنى فقط باللقاحات أو العلاجات، بل تبدأ من المائدة. فوجود الفيتامينات والمعادن بكميات كافية في الجسم، مثل فيتامينC، وفيتامينD، والزنك، والحديد، والسيلينيوم، يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى والفيروسات وتقليل فرص الإصابة بالأمراض.
تلعب مضادات الأكسدة دورا مهما في حماية الخلايا المناعية من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وهي مركبات ضارة تتكون في الجسم نتيجة عمليات الأيض أو التعرض لعوامل بيئية كالتدخين والتلوث. وتوجد مضادات الأكسدة بكثرة في الخضروات الورقية والفواكه الطازجة مثل البرتقال، التوت، الجزر، السبانخ، والبروكلي، ما يجعل إدراجها ضمن النظام الغذائي أمرًا ضروريًا للحفاظ على جهاز مناعي فعّال.
من ناحية أخرى، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة تؤثر سلبا على كفاءة الجهاز المناعي، إذ تؤدي إلى التهابات مزمنة داخل الجسم، وتضعف من استجابة الخلايا المناعية. كما ترتبط هذه الأنظمة بزيادة الوزن والسمنة، وهي حالات تضعف الجهاز المناعي وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
وتجدر الإشارة إلى أن صحة الجهاز الهضمي ترتبط ارتباطًا وثيقا بكفاءة الجهاز المناعي، إذ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن حوالى 70% من الخلايا المناعية في جسم الإنسان تتواجد داخل القناة الهضمية، وتحديدا في الأمعاء. هذه العلاقة الحيوية تُظهر أن الأمعاء ليست مجرد عضو هضمي، بل هي مركز استراتيجي للمناعة. فالتوازن بين البكتيريا النافعة والضارة داخل الأمعاء يُعدّ عاملا حاسما في دعم المناعة، حيث تلعب البكتيريا المفيدة دورا رئيسيا في تحفيز الخلايا المناعية، وتعزيز استجابتها للفيروسات والجراثيم، فضلا عن دورها في تنظيم الالتهابات ومنع تسرب السموم إلى مجرى الدم.
من هذا المنطلق، يصبح من الضروري الاهتمام بتغذية الأمعاء بشكل سليم، وذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي، والكفير، والمخللات المخمرة طبيعيا، والتي تساهم في تعزيز نمو البكتيريا المفيدة. كما أن استهلاك الألياف القابلة للذوبان، والمتوفرة في الشوفان، والبقوليات، والتفاح، والخرشوف، يُعدّ ضروريا لتغذية هذه البكتيريا ومنحها بيئة مناسبة للنمو والاستقرار. ومن جهة أخرى، يجب تقليل تناول المضادات الحيوية إلا للضرورة القصوى، لأنها تقتل البكتيريا النافعة وتُخلّ بتوازن الفلورا المعوية.
ولا يمكن الحديث عن دعم الجهاز المناعي دون الإشارة إلى أهمية نمط الحياة الصحي ككل. فالغذاء السليم وحده لا يكفي ما لم يُرافقه نوم منتظم وعميق، إذ تشير الدراسات إلى أن النوم لمدة تقل عن 6 ساعات في الليلة يضعف الاستجابة المناعية، ويزيد من قابلية الإصابة بالعدوى. كذلك، تُعدّ ممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام وسيلة فعّالة لتحفيز الدورة الدموية وتنشيط الخلايا المناعية، في حين أن التوتر والإجهاد النفسي المستمر يؤثران سلبًا على الهرمونات المنظمة للمناعة، مثل الكورتيزول، ويضعفان قدرة الجسم على المقاومة.
إلى ذلك، يتّضح أن الجهاز المناعي لا يعمل في عزلة عن باقي أنظمة الجسم، بل يتأثر بشدة بما نتناوله وكيف نعيش. فالتغذية المتوازنة، والحفاظ على صحة الأمعاء، والنوم الكافي، والحركة اليومية، وإدارة الضغوط النفسية، كلها تشكّل مكونات أساسية لبناء مناعة قوية. وإذا ما التزم الإنسان بهذه الركائز، فإنه لا يعزز فقط قدرته على مقاومة الأمراض، بل يخطو نحو نمط حياة صحي وطويل الأمد، قائم على الوقاية قبل العلاج.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذه الأطعمة تساعد في علاج مقاومة الإنسولين!
هذه الأطعمة تساعد في علاج مقاومة الإنسولين!

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

هذه الأطعمة تساعد في علاج مقاومة الإنسولين!

مع تزايد قلة النشاط البدني واعتماد أنماط غذائية غير صحية، يرتفع خطر الإصابة بـ مقاومة الأنسولين، وهي حالة تفشل فيها خلايا الجسم في الاستجابة للأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم وزيادة احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني. لكن خبراء التغذية يؤكدون أن اتباع نظام غذائي متوازن مع نشاط بدني منتظم يساعد في تحسين حساسية الأنسولين. أطعمة موصى بها بحسب خبيرة التغذية شارمين ها دومينغيز، هناك أطعمة تعزز استجابة الجسم للأنسولين، أبرزها: - الفاصوليا السوداء: غنية بالألياف القابلة للذوبان، تحسن صحة الأمعاء وحساسية الأنسولين. - الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ والكرنب، غنية بمضادات الأكسدة والكالسيوم. - الكينوا: من الحبوب منخفضة المؤشر الجلايسيمي، بديل صحي للكربوهيدرات البسيطة مثل الأرز والخبز. - الخوخ: رغم طعمه الحلو، إلا أنه منخفض في مؤشر السكر وغني بالألياف وفيتامين C، ما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى مقاومة الأنسولين. وتشير الدراسات إلى أن إدخال هذه الأطعمة ضمن النظام الغذائي ، إلى جانب الحركة اليومية، يمكن أن يشكّل خطوة فعّالة للوقاية من السكري من النوع الثاني وتحسين الصحة العامة.

5 طرق طبيعية للحد من تساقط الشعر دون أدوية أو مكملات
5 طرق طبيعية للحد من تساقط الشعر دون أدوية أو مكملات

صدى البلد

timeمنذ 6 ساعات

  • صدى البلد

5 طرق طبيعية للحد من تساقط الشعر دون أدوية أو مكملات

في وقت تتزايد فيه الضغوط للحصول على نتائج فورية، يلجأ الكثيرون إلى أدوية ومكملات غذائية باهظة الثمن لعلاج تساقط الشعر، دون الالتفات إلى آثارها الجانبية المحتملة، غير أن مجموعة من الطرق الطبيعية أثبتت فعاليتها على المدى الطويل دون التسبب بأي ضرر للصحة العامة. في تقرير نشرته صحيفة ذا بوست، يشارك ويليام غاونيتز، عالم الشعر المعتمد، خمس نصائح طبيعية يمكن أن تساعد في تقليل تساقط الشعر دون الحاجة إلى اللجوء للمواد الكيميائية أو المكملات الاصطناعية. نصائح للحد من تساقط الشعر 1. التعرض المعتدل لأشعة الشمس يوصي غاونيتز بالتعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يوميًا دون استخدام واقٍ شمسي، وذلك لتحفيز إنتاج فيتامين D3 في الجسم. هذا الفيتامين ضروري لتكوين خلايا جديدة تتطور إلى بصيلات شعر. وتشير الدراسات إلى أن نقص فيتامين D يرتبط بشكل وثيق بتساقط الشعر، خصوصًا لدى النساء. 2. اتباع نظام غذائي متوازن بحسب فصيلة الدم يشدد غاونيتز على أهمية معرفة فصيلة الدم وتناول الأغذية المناسبة لها، معتبرًا هذا النهج من 'أهم ما يمكن فعله لصحة الشعر'. وفي حال كان النظام الغذائي يخلو من البروتين الحيواني، من المهم التأكد من تعويض النقص بمصادر أخرى، لتجنب استنزاف مخازن الجسم من المغذيات الضرورية لنمو الشعر. 3. تحسين صحة الجهاز الهضمي اضطرابات مثل الإسهال، الإمساك، أو الارتجاع الحمضي قد تشير إلى ضعف في امتصاص العناصر الغذائية، حتى مع تناول طعام صحي. وحين لا يتم امتصاص الفيتامينات والمعادن بشكل جيد، فإن صحة الشعر تتأثر سلبًا، ما يجعل من دعم صحة الأمعاء أولوية لمنع تساقط الشعر. 4. الاهتمام بنظافة فروة الرأس ينصح بغسل الشعر كل 48 ساعة باستخدام شامبو يحتوي على زيوت مضادة للميكروبات مثل زيت بذور الجريب فروت أو شجرة الشاي أو الزعتر. هذا يساعد على تنظيم 'الميكروبيوم' (البكتيريا النافعة) في فروة الرأس، وتقليل التهيج والانسداد الذي قد يؤثر على نمو الشعر. 5. تدليك فروة الرأس يوميًا قبل الاستحمام، يُفضل تدليك فروة الرأس بلطف لتحفيز تدفق الدم إلى البصيلات. يساعد التدليك أيضًا في تفكيك التكلسات البسيطة تحت الجلد وتقليل الزهم المتراكم. يمكن استخدام أدوات مثل 'غوا شا' لتسهيل العملية، خاصة لمن يفضلون تقنيات تتطلب مجهودًا أقل. المصدر: timesofindia

صحة الدم والألياف: كيف تحمي جسمك وتمنع الأمراض؟
صحة الدم والألياف: كيف تحمي جسمك وتمنع الأمراض؟

الديار

timeمنذ 7 ساعات

  • الديار

صحة الدم والألياف: كيف تحمي جسمك وتمنع الأمراض؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تؤدي الألياف الغذائية دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الإنسان وتعزيز وظائف الجسم المختلفة. فهي مجموعة من المركبات النباتية غير القابلة للهضم، توجد بكثرة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات. على الرغم من أن الألياف لا تُستقلب لتوفير الطاقة مباشرة، إلا أن فوائدها الصحية تشمل تحسين عملية الهضم، تنظيم مستويات السكر في الدم، والحفاظ على صحة القلب. من أبرز ما يميز الألياف هو قدرتها على دعم صحة الجهاز الهضمي من خلال زيادة حجم البراز وتحفيز حركة الأمعاء، مما يقلل من خطر الإمساك وأمراض القولون. تؤدي الألياف أيضًا دورًا مهمًا في تنظيم مستويات الدم. فالألياف القابلة للذوبان، مثل تلك الموجودة في الشوفان والبقوليات، تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم عن طريق التقاطه ومنعه من الامتصاص. هذا يقلل من خطر تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن الألياف تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث تبطئ امتصاص الغلوكوز بعد الوجبات، مما يقلل من تقلبات السكر ويحسن التحكم في مقاومة الإنسولين. هذه الخصائص تجعل الألياف جزءًا أساسيًا في الوقاية من السكري وأمراض القلب. ومع أهمية الألياف الكبيرة، هناك بعض الفئات التي يجب أن تنتبه الى كميتها أو نوعها. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو بعض مشاكل الجهاز الهضمي قد يجدون صعوبة في هضم بعض أنواع الألياف، خصوصًا القابلة للذوبان أو الغنية بالفركتان والسكريات القابلة للتخمير، مما قد يؤدي إلى الغازات والانتفاخ أو الإسهال. لذلك، يُنصح هؤلاء الأشخاص بتناول الألياف بشكل تدريجي واختيار الأنواع التي تتحملها أجسامهم، مع استشارة اختصاصي تغذية. من جانب آخر، للألياف تأثيرات إيجابية إضافية في صحة الدم والوظائف الهضمية المرتبطة به. فهي تساهم في تحسين امتصاص بعض المعادن المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، ما يدعم وظائف القلب والأوعية الدموية. كما أن الألياف تساعد على تثبيت الوزن، وهو عامل مهم لصحة الدم والقلب، إذ إن الوزن المثالي يقلل من ضغط الدم ويحد من مستويات الكوليسترول الضار. علاوة على ذلك، تعمل الألياف على تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يقلل من الإفراط في تناول الطعام ويساعد على الوقاية من السمنة التي تُعتبر من عوامل الخطر لأمراض الدم والقلب. أخيراً، يُعد دمج الألياف في النظام الغذائي اليومي خطوة حيوية للحفاظ على صحة الدم والجهاز الهضمي والقلب. ينصح الخبراء بتناول ما بين 25 الى 35 غرامًا من الألياف يوميًا من مصادر متنوعة تشمل الخضراوات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبقوليات. مع ذلك، يجب مراعاة حالة الجهاز الهضمي لكل فرد، وتجنب الإفراط المفاجئ في الألياف إذا كان هناك مشاكل صحية معينة، لتجنب أي آثار جانبية. إن الاهتمام بالألياف يعكس أسلوب حياة صحي ينعكس بشكل مباشر على الصحة العامة ووظائف الدم الحيوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store