logo
خارج الصندوقالذكاء الاصطناعي يقود ثورة التعليم

خارج الصندوقالذكاء الاصطناعي يقود ثورة التعليم

الرياضمنذ 8 ساعات

اقتحم الذكاء الاصطناعي عالم التعليم من أوسع أبوابه، ليس كمساعد بل كعامل محوري في إعادة تشكيل العملية التعليمية برمّتها، المدارس والجامعات حول العالم باتت تُعيد النظر في مفهوم 'التعليم' نفسه، فلم يعد الطالب مضطرًا لأن يسير وفق إيقاع موحّد مفروض على الجميع، بل أصبحت الخوارزميات قادرة على تحليل تفاعله مع المادة، وقياس استيعابه، وتقديم ما يلائم مستواه واهتماماته، تعليم مُفصل لكل طالب، يعالج الفجوات ويمنح كل متعلم فرصة عادلة للوصول إلى أقصى إمكاناته، المعلم لن يُلغَ دوره، بل سيعاد تعريفه، لن يعد مجرد ناقل للمعرفة، بل أصبح موجهًا، محفزًا، ومُيسّرًا للتعلّم، وبفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، لن يغرق في الأعمال الورقية، ولا مستنزفًا في تصحيح الواجبات، سيجد بين يديه تقارير لحظية ترصد أداء كل طالب، وتمنحه فرصة التدخل السريع، قبل أن تتسع الفجوة أو تتكرر الأخطاء.
ومن التطورات اللافتة، أن هذه الأنظمة باتت تلعب دورًا أساسيًا في مساعدة الطلاب على اختيار التخصصات الأكاديمية، من خلال تحليل بيانات الأداء الدراسي، والقدرات المعرفية، والميول الشخصية، وربطها بمعطيات سوق العمل، حيث تقوم الخوارزميات بتقديم توصيات دقيقة ترشد الطالب إلى المسار الأنسب لمواهبه وطموحاته، وتقلل من الهدر الزمني في اختيار تخصصات لا تتوافق مع الإمكانات أو الحاجة الفعلية، وكما هو الحال مع كل ثورة، لا تأتي الفرص وحدها، بل تصحبها تحديات، فالعدالة الرقمية تظل أحد أبرز الإشكاليات، فليست كل البيئات التعليمية مهيأة للاستفادة من هذه التقنية، ولا جميع الأسر قادرة على توفير الأدوات والبنية التحتية اللازمة، يضاف إلى ذلك قلق متزايد حول خصوصية البيانات، وكيفية استخدامها، ومن يملك القرار بشأنها.
وثمة سؤال أخلاقي عالق في الأذهان: إلى أي مدى يجب أن نعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ ومتى يتحول من أداة دعم إلى بديل مقلق للعقل البشري؟ هل سنشهد مستقبلًا تعليميًا خالٍ من التفاعل الإنساني؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيبقى كما ينبغي أداة تعزز قدرات الإنسان، لا تحل محله؟
في النهاية، المعلم لن يُستبدل، لكنه سيتحوّل، والتعليم لن يُلغى كما عرفناه، بل سيُعاد تشكيله ليصبح أكثر تكيُّفًا، وأكثر عدلاً، وأكثر ارتباطًا بالواقع، إن أحسنا توظيف الذكاء الاصطناعي، فقد نكون على مشارف عصر ذهبي جديد في التعليم، عصر يُراعي الفروقات، يُحفّز الإبداع، ويمنح كل متعلم فرصة ليكون هو لا نسخة مكررة من الآخرين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية تعزز مكانتها في الذكاء الاصطناعي وتنضم إلى OECD
السعودية تعزز مكانتها في الذكاء الاصطناعي وتنضم إلى OECD

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

السعودية تعزز مكانتها في الذكاء الاصطناعي وتنضم إلى OECD

في خطوة جديدة تؤكد دورها الريادي في بناء منظومة عالمية آمنة وموثوقة للذكاء الاصطناعي، انضمت المملكة العربية السعودية، ممثلةً في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إلى توصية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشأن الذكاء الاصطناعي، التي تُعد أول معيار دولي يُعنى بحوكمة هذا المجال. ويأتي هذا الانضمام امتدادًا لمساعي المملكة لترسيخ مبادئ الحوكمة المسؤولة للذكاء الاصطناعي، ودعم الابتكار، وتعزيز الثقة في التطبيقات التقنية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي والعام. وكانت المملكة أطلقت مع المنظمة مرصد مخاطر الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وحققت المرتبة الثالثة عالميًا في مرصد سياسات الذكاء الاصطناعي. كما تواصل «سدايا» جهودها في تطوير الأطر التنظيمية، ومنح شهادات الاعتماد، وإطلاق المبادرات الوطنية والدولية التي تعزز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتقنيات الحديثة، بما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. أخبار ذات صلة

خارج الصندوقالذكاء الاصطناعي يقود ثورة التعليم
خارج الصندوقالذكاء الاصطناعي يقود ثورة التعليم

الرياض

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياض

خارج الصندوقالذكاء الاصطناعي يقود ثورة التعليم

اقتحم الذكاء الاصطناعي عالم التعليم من أوسع أبوابه، ليس كمساعد بل كعامل محوري في إعادة تشكيل العملية التعليمية برمّتها، المدارس والجامعات حول العالم باتت تُعيد النظر في مفهوم 'التعليم' نفسه، فلم يعد الطالب مضطرًا لأن يسير وفق إيقاع موحّد مفروض على الجميع، بل أصبحت الخوارزميات قادرة على تحليل تفاعله مع المادة، وقياس استيعابه، وتقديم ما يلائم مستواه واهتماماته، تعليم مُفصل لكل طالب، يعالج الفجوات ويمنح كل متعلم فرصة عادلة للوصول إلى أقصى إمكاناته، المعلم لن يُلغَ دوره، بل سيعاد تعريفه، لن يعد مجرد ناقل للمعرفة، بل أصبح موجهًا، محفزًا، ومُيسّرًا للتعلّم، وبفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، لن يغرق في الأعمال الورقية، ولا مستنزفًا في تصحيح الواجبات، سيجد بين يديه تقارير لحظية ترصد أداء كل طالب، وتمنحه فرصة التدخل السريع، قبل أن تتسع الفجوة أو تتكرر الأخطاء. ومن التطورات اللافتة، أن هذه الأنظمة باتت تلعب دورًا أساسيًا في مساعدة الطلاب على اختيار التخصصات الأكاديمية، من خلال تحليل بيانات الأداء الدراسي، والقدرات المعرفية، والميول الشخصية، وربطها بمعطيات سوق العمل، حيث تقوم الخوارزميات بتقديم توصيات دقيقة ترشد الطالب إلى المسار الأنسب لمواهبه وطموحاته، وتقلل من الهدر الزمني في اختيار تخصصات لا تتوافق مع الإمكانات أو الحاجة الفعلية، وكما هو الحال مع كل ثورة، لا تأتي الفرص وحدها، بل تصحبها تحديات، فالعدالة الرقمية تظل أحد أبرز الإشكاليات، فليست كل البيئات التعليمية مهيأة للاستفادة من هذه التقنية، ولا جميع الأسر قادرة على توفير الأدوات والبنية التحتية اللازمة، يضاف إلى ذلك قلق متزايد حول خصوصية البيانات، وكيفية استخدامها، ومن يملك القرار بشأنها. وثمة سؤال أخلاقي عالق في الأذهان: إلى أي مدى يجب أن نعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ ومتى يتحول من أداة دعم إلى بديل مقلق للعقل البشري؟ هل سنشهد مستقبلًا تعليميًا خالٍ من التفاعل الإنساني؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيبقى كما ينبغي أداة تعزز قدرات الإنسان، لا تحل محله؟ في النهاية، المعلم لن يُستبدل، لكنه سيتحوّل، والتعليم لن يُلغى كما عرفناه، بل سيُعاد تشكيله ليصبح أكثر تكيُّفًا، وأكثر عدلاً، وأكثر ارتباطًا بالواقع، إن أحسنا توظيف الذكاء الاصطناعي، فقد نكون على مشارف عصر ذهبي جديد في التعليم، عصر يُراعي الفروقات، يُحفّز الإبداع، ويمنح كل متعلم فرصة ليكون هو لا نسخة مكررة من الآخرين.

من الشرق والغربكيف تصنع الشركات العملاقة نفوذها؟
من الشرق والغربكيف تصنع الشركات العملاقة نفوذها؟

الرياض

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياض

من الشرق والغربكيف تصنع الشركات العملاقة نفوذها؟

في ساحة التواصل الاستراتيجي، لم تعد المنافسة محصورة على الدول والحكومات؛ بل برزت شركات التقنية العملاقة كقوى ناعمة ذات قدرة هائلة على تشكيل الرأي العام، وتوجيه السلوك العالمي، والتحكم في السرديات العابرة للحدود. لقد أدركت هذه الشركات مبكرًا أن الحضور في الأسواق لا يتحقق فقط من خلال المنتج، بل من خلال الهالة الاتصالية المحيطة بها. شركات مثل أبلو تسلا لا تبيع منتجات فقط، بل تبيع تجربة، وتصورًا، وانحيازًا ضمنيًا لمستقبل معين. كيف تفعل ذلك؟ عبر مجموعة من التقنيات الاتصالية الدقيقة والمعقدة التي تستحق أن تُدرّس في كليات العلوم السياسية، لا في كليات الإعلام والتسويق فقط. تعتمد أبل على سبيل المثال على خلق حالة من الترقّب العالمي قبل كل مؤتمرها السنوي. تبدأ التسريبات الإعلامية قبل أسابيع، لكن ليس أي تسريب. إنها تسريبات مدروسة، تهدف إلى خلق موجة حوار عام دون الإفصاح الكامل، مما يُبقي المتابعين في حالة ترقّب نشط. هذا الأسلوب يسبق المنتج نفسه، ويضمن أن يكون الجمهور في الحالة الذهنية المثالية لتلقي الرسالة. لا تكتفي الشركات العملاقة بصياغة رسالة اتصالية وتسويقية تقليدية، بل تبني سردًا متكاملاً حول المنتج أو القائد. في حالة تسلا، لا تُسوَّق السيارة فقط كمركبة كهربائية، بل كجزء من قصة إنقاذ الكوكب، وكخطوة في طريق المستقبل الذكي. القصة مرتبطة بعناصر عاطفية، بيئية، وتقنية، وتُروى عبر كل وسيط (منصة إعلامية أو رقمية): من المقابلات، مروراً بالتغريدات، إلى العروض المصورة. لا تعتمد هذه الشركات على قناة اتصالية واحدة؛ بل تستخدم الطبقات الإعلامية، حيث تعمل كل وسيلة على تعميق تأثير الأخرى. الإعلان التلفزيوني يمهد لمقال رأي في مجلة مرموقة، الذي بدوره يتقاطع مع محتوى مؤثرين مستقلين، وصولاً إلى المحتوى القصير على تيكتوك والريل على انستغرام. هذا التداخل في الطبقات يضمن أن الجمهور يتعرض للرسالة بأشكال مختلفة، وفي سياقات متنوعة، مما يعزز القبول اللاواعي للرسالة الأصلية. بعض الجمل التي نسمعها من هذه الشركات قد تبدو عادية للوهلة الأولى، مثل (Think Different)، لكنها مدروسة بدقة لغوية ونفسية، ومصممة لتُكرَّر حتى تتحول إلى قناعات. التكرار لا يكون مملاً، بل ذكيًا: يعاد تدويره بصيغ مختلفة، في سياقات مختلفة، إلى أن يتحول إلى "إطار إدراكي" لا يُشكّك فيه المتلقي. عند الأزمات أو في الأوقات المفصلية، لا تكتفي هذه الشركات بالرد، بل تحوّل اللحظة إلى نقطة ارتكاز لصالحها. مثلًا، في مواجهة اتهامات تتعلق بالخصوصية، قد ترد بعض الشركات بإطلاق حملة عالمية تؤكد التزامها بحق المستخدم في التحكم ببياناته، مما يحوّل الشك إلى تمايز تنافسي. إنها مهارة إدارة الأزمة بأسلوب هجومي محسوب، لا دفاعي خجول. إن الاستراتيجيات التي تستخدمها هذه الشركات ليست مجرد أدوات تسويق أو تواصل، بل أدوات نفوذ، تتقن هندسة التفاعل البشري، وتعيد تعريف علاقة الفرد بالمعلومة والسلعة والمستقبل. إنها مدارس تطبيقية في فن التأثير، تتقاطع مع مفاهيم السيادة الاتصالية والتحكم الثقافي، وتشكّل أساسًا لفهم كيف يمكن توجيه السلوك الجماهيري عبر الإقناع، والانبهار، والانتماء العاطفي. الدروس هنا لا تقتصر على عالم الأعمال.. إنها دروس في بناء القوة الناعمة، في فهم تقنية الانحياز النفسي، وفي تصميم الرسائل بحيث تُلامس اللاوعي قبل أن تخاطب المنطق، في زمن تتسارع فيه أدوات التأثير وتتعمّق تقنياتها، لن يكفي أن نملك مشروعًا جيدًا، أو حتى قضية عادلة؛ ما لم نكن نملك القدرة على تسويق الفكرة بذكاء، وتوجيه السياق، والتحكم في الزمن والمحتوى والصوت.. هذه هي الحروب الجديدة: حروب لا يُطلق فيها الرصاص، بل تُزرع فيها الرسائل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store