
السبكى: شراكة إستراتيجية مع الجامعات لتكامل التعليم الطبى مع منظومة التأمين الصحى الشامل
ترأس الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، جلسة رفيعة المستوى بعنوان: "تحالف من أجل التميز: الجامعات، الهيئة العامة للرعاية الصحية، ومستقبل الرعاية الصحية المتكاملة"، والتي نظّمتها الهيئة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر الصحة الأفريقي (Africa Health ExCon 2025).
وجاءت الجلسة في إطار بناء نظام رعاية صحية متكامل ومستدام يضع المواطن في قلب المنظومة، حيث تنبع من رؤية طموح ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى إرث مصر العريق وريادتها في مجالي الطب والرعاية الصحية، حيث أصبحت الدولة نموذجًا يُحتذى به.
وقد ناقشت الجلسة أهمية توحيد الجهود الوطنية، ووجهت دعوة مفتوحة لقوى مصر في التعليم والصحة للاتحاد والعمل بتناغم كبير، من خلال مناقشة آفاق التعاون بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، إلى جانب الاستفادة من الخبرات الدولية، بالتعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية.
وهدفت الجلسة إلى ما هو أبعد من تشخيص التحديات، إذ سعت إلى استكشاف الفرص الواعدة التي يتيحها هذا التكامل، وطرح تساؤلات حول سبل صقل الكوادر الطبية، وضمان توافق مخرجات التعليم مع احتياجات قطاع الرعاية الصحية المصري، وكيفية تحويل تلك الشراكات إلى نموذج عالمي للتميز.
وشارك في الجلسة إلى جانب الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، نخبة من رؤساء الجامعات والقامات الفكرية والقيادات التنفيذية البارزة في مجالي الصحة والتعليم، وهم: الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، الدكتورة جيهان فكري، رئيس جامعة سيناء، البروفيسور فينس، رئيس جامعة UH، الدكتور علاء العشماوي، رئيس جامعة دراية، الدكتور محمد السماني، رئيس الكلية الكندية السودانية، وأدارت الجلسة الدكتورة هبة عويضة، مدير عام الإدارة العامة للبحوث والتطوير بالهيئة العامة للرعاية الصحية.
وقد استهل الدكتور أحمد السبكي الجلسة بالإجابة عن سؤال حول أبرز الفجوات في الكوادر الصحية التي تم رصدها أثناء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمحافظات، حيث أكد أهمية الجلسة في ظل ما تشهده المنظومة من ردود أفعال إيجابية، مشيرًا إلى أهمية التنسيق المستمر بين الهيئة والجامعات المصرية العريقة، لكون الهيئة مسئولة عن تنظيم تقديم الخدمات الصحية التأمينية، بينما تمثل الجامعات ركيزة التعليم والبحث الطبي.
وأوضح أن مصر، شأنها شأن العديد من دول المنطقة والعالم، تعاني من نقص في بعض الكوادر الطبية، ويُعد نقص الأطباء وندرة العاملين في القطاع الصحي أحد أكبر التحديات التي تهدد استدامة النظم الصحية، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن مصر تمتلك واحدة من أكبر البنى التحتية التعليمية في العالم، بالإضافة إلى كوادر أكاديمية ذات كفاءة عالية في مختلف التخصصات الطبية، مما يجعل من عملية تخريج الكوادر عملية مستمرة ومستدامة.
وأضاف: "قبل سنوات كنا نخرج ما بين 9 إلى 10 آلاف طبيب سنويًا، واليوم نتحدث عن أعداد ستتراوح بين 25 إلى 26 ألف طبيب سنويًا خلال العامين المقبلين"، مؤكدًا أن هذا التحول سيكون أحد العوامل الجوهرية في دعم استدامة منظومة التأمين الصحي الشامل.
ولفت إلى توقيع العديد من بروتوكولات التعاون بين الهيئة والجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، بشكل فعال لتدريب الكوادر من تلك الجامعات والاستفادة من كوادرها البشرية والعلمية في تقديم الخدمات العلاجية.
وقال إن الدولة استثمرت في البنية التحتية الصحية من خلال بناء مجمعات طبية ومستشفيات ومراكز ووحدات الرعاية الصحية الأولية، وكان لا بد من وجود كوادر بشرية مؤهلة لتشغيل هذه المنشآت، مشيرًا إلى توفير منظومة تدريب وتعليم مستدامة داخل الهيئة، وهو ما تحقق أيضًا من خلال التكامل القائم اليوم بين المؤسسات الأكاديمية والعلاجية.
وأكد اهتمام الهيئة بإعداد برامج تدريبية نوعية، خاصة لفئات الاستشاريين والأخصائيين الذين تقع على عاتقهم مسئولية نقل الخبرات إلى الأطباء المقيمين أو الأطباء المقيمين المؤهلين.
وأكد على أن مصر تمتلك أعرق الجامعات وأكفأ الكوادر الطبية في العالم، ولديها سفراء متميزون في جميع التخصصات، مشددًا على ضرورة استبقاء هذه الكوادر واستعادة الكفاءات المهاجرة. وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الجلسة مع هذه النخبة من رؤساء الجامعات، متمنيًا استمرار التعاون والازدهار لمصر بجناحيها الأكاديمي والعلاجي.
ومن جانبه، أجاب الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، عن سؤال حول كيفية استثمار الجامعة لإرثها العريق والتطور التكنولوجي داخل مستشفياتها لضمان إعداد قادة المستقبل في مجال الطب ودعم منظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أهمية التكامل بين جميع قطاعات الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن الجامعة تمتلك كوادر متميزة، وتعمل باستمرار على تقييم وتحديث مناهجها التعليمية لتواكب تطورات سوق العمل.
وأضاف أنه تم تطوير مستشفيات جامعة عين شمس منذ عام 2018 بتكلفة بلغت 6 مليارات جنيه، من خلال تمويل الدولة ومشاركات المجتمع الأهلي والخاص والموارد الذاتية، بما يضمن تقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية، ومواكبة التطورات التكنولوجية، وتعزيز الحصول على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والانضمام إلى منظومة التأمين الصحي الشامل.
أما الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، فقد أجاب عن سؤال حول كيفية ضمان المناهج التعليمية والبحثية لتأهيل الطالب بشكل استباقي لسوق العمل الصحي المتغير، موضحًا أنه مع نشأة الجامعات الأهلية كان هناك تخوف، إلا أن مصر تجاوزت ذلك بامتلاكها اليوم ما يقرب من 128 جامعة مقارنة مع 50 جامعة فقط في 2015، مشيرًا إلى أن جودة التعليم أولوية.
وأكد أن الجامعة لا تكتفي بالتعليم النظري، بل تعتمد على تدريب الطلاب ميدانيًا، واستضافة خبراء من سوق العمل لنقل خبراتهم، إضافة إلى الشراكات الدولية التي تُمكِّن الجامعة من نقل أحدث السياسات والبرامج التعليمية، مشيرا إلى تكامل دور الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية ضمن منظومة التعليم والبحث العلمي، وإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي بما بسهم في النهوض بمنظومة الرعاية الصحية.
وجاء رد الدكتورة جيهان فكري، رئيس جامعة سيناء، على سؤال حول مساهمة البنية التكنولوجية المتقدمة والنهج الرقمي المتكامل في سد الفجوات النوعية في سوق العمل الصحي، حيث أوضحت أن الجامعة نجحت في دمج التكنولوجيا والتحول الرقمي في جميع جوانب العملية التعليمية، من خلال الشراكات الإستراتيجية مع مؤسسات التكنولوجيا، وتوفير فرص التدريب الشامل للطلاب، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بما يواكب احتياجات السوقين المحلية والدولية.
كما تحدث البروفيسور "فينس"، رئيس جامعة هيرتفوردشاير، مجيبًا على سؤال حول دور التدريب الإكلينيكي والتعليم المبكر في إعداد الطلاب ليكونوا مهنيين متكاملين قادرين على الابتكار والمشاركة الفعالة ضمن منظومة الرعاية الصحية الشاملة، مؤكدًا أن الجامعة تطبّق تدريبًا إكلينيكيًا مكثفًا منذ السنة الأولى في الكليات الطبية، مما يمكّن الطلاب من اكتساب مهارات عملية ومعرفية متقدمة، إلى جانب مهارات قابلة للنقل مثل التفكير النقدي والعرض والبحث العلمي، وهو ما يعزز التطور المهني وقدرتهم على تقديم خدمات مجتمعية متميزة.
وأضاف أن التعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية يمكّنهم من تقديم أفضل البرامج التدريبية الملائمة للسوق المصرية، مع التركيز على قضايا الصحة والمساواة الصحية التي تُعد ذات أهمية كبرى لصحة السكان ورفاهيتهم.
وعند توجيه السؤال للدكتور علاء العشماوي، رئيس جامعة دراية، حول كيفية الربط بين التحول الرقمي ومعايير الجودة العالمية لتخريج كوادر صحية مؤهلة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، أوضح أن الجامعة تعتمد منظورًا فريدًا يربط بين الجودة الأكاديمية وواقع السوق. من خلال مراكز تكنولوجية وريادة الأعمال، يتم دمج البحث العلمي مع التدريب العملي داخل منشآت صحية، مما يعزز جاهزية الخريجين.
وأكد أن التعاون مع هيئة الرعاية الصحية يضمن تنمية مهارات الطلاب داخل بيئة العمل الحقيقية بما يتوافق مع احتياجات المنظومة كافة.
أما الدكتور محمد السماني، رئيس الكلية الكندية السودانية، فأجاب عن سؤال حول كيفية تشكيل الشراكة مع الهيئة نموذجًا لاستقبال وتأهيل الكوادر السودانية، مؤكدًا أن العلاقة بين مصر والسودان متجذّرة بأكثر من 6 آلاف عام، وأن الطلاب السودانيين يدرسون ويتدربون في مستشفيات ومؤسسات مصرية.
وأكد أن التعاون يشمل إرسال بعثات ونقل الخبرات، سواء على المستوى الفوري أو طويل الأمد، كما ستعمل الهيئة والكلية على إنشاء جسر بين المؤسسات التعليمية السودانية لتطوير كوادر صحية تنهض بالمنظومة الصحية في السودان.
وفي ختام الجلسة، تم التأكيد على أن التناغم بين المؤسسات ليس مجرد شعار، بل مسار عملي قابل للتطبيق، يقود إلى مستقبل صحي أفضل لمصر والقارة الإفريقية. وأعرب المجتمعون عن أملهم في ترجمة هذه الرؤية إلى خطوات ملموسة تعود بالنفع على صحة كل مواطن.
تجدر الإشارة، إلى أن النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر Africa Health ExCon عقدت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو الحالى، بمركز مصر للمعارض الدولية، تحت شعار: "الابتكار والاستقلال: تسخير الذكاء الاصطناعي والتصنيع المحلي لتعزيز أنظمة الصحة الأفريقية"، وبالتعاون مع المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض (Africa CDC)، ووكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (AUDA-NEPAD).
ويؤكد هذا التعاون رفيع المستوى المكانة المتنامية لمصر كمركز إقليمي رائد في الرعاية الطبية في أفريقيا، ويجسد دورها في دعم جهود تطوير الأنظمة الصحية بالقارة، من خلال تعزيز الشراكات الفعالة وتبادل الخبرات مع الدول الشقيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
لبنان: شهيدة و21 مصابًا فى قصف إسرائيلي عنيف على الجنوب خلال ساعات
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، استشهاد مواطنة وإصابة 21 آخرين جراء القصف الإسرائيلي المكثف على قرى وبلدات جنوب لبنان منذ ساعات الصباح، حسبما ورد في نبأ عاجل لفضائية "القاهرة الإخبارية". الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق سكنية في عدة قرى جنوبية، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية واندلاع حرائق في الأراضي الزراعية. وقد نقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة، بينهم حالات خطيرة تتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا. من جهتها، نددت الحكومة اللبنانية بما وصفته "جرائم حرب"، داعية المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف العدوان.


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
عشان صحة أسرتك.. اعرفى مدى صلاحية "الكاتل" وطرق تنظيفه
الكاتل أصبح جهازًا لا غنى عنه في كل البيوت، يقوم بغلي المياه بشكل سريع مما يساعد ربة المنزل على إعداد المشروبات الساخنة والأطعمة دون جهد كبير. فما هي مدة صلاحية الكاتل داخل المنزل، وكيف يجب تنظيفه، وما أضرار عدم تنظيفه لفترات طويلة؟ يجيب الدكتور ماهر الجارحي استشاري الباطنة بمستشفى حميات إمبابة، إن الكاتل أو غلاية المياه لا غنى عنه داخل المنازل، أصبح من الأجهزة الأساسية التي تساعد على غلي المياه حتى والوصول سريعا إلى أعلى درجة حرارة وبشكل سريع. محاذير وشروط استخدام الكاتل ولكن للكاتل محاذير وشروط لاستخدامه، حيث يعد من الأجهزة التي يجب صيانتها أولًا بأول وتنظيفها أيضًا للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من أضرار سوء الاستخدام، حيث إن الترسبات الجيرية والملحية، والتي تقبع على حوافه وفى جوانبه من الداخل نتيجة غلي المياه لأكثر من مرة، قد تسبب الكثير من الأضرار الصحية منها: - الاستخدام والتعرض الطويل المدى لتلك الترسبات قد يضر بأنسجة المعدة الداخلية. - قد يسبب اضطرابات معوية ونزلات. - قد يسبب ترسبات على الكلى ضارة. - الإضرار بوظائف الكلى لدى بعض الأشخاص الذين تعرضوا للفترات طويلة دون تنظيفه. الصدأ لا تكمن الخطورة فقط في الترسبات الداخلية في الكاتل، بل إن بعض الأنواع يصيبها الصدأ بعد فترة من الوقت، هذا الصدأ عبارة عن تفاعلات كيميائية خطيرة تسبب ترسبات باثولوجية في الجسم وتترسب على الكلى والكبد والأمعاء، مما يجعلها ترفع فرص الإصابة بالسرطانات، وقد تسبب تسممًا في بعض الحالات، وقد تؤدي إلى اضطرابات معوية حادة، أو تسبب الإضرار بوظائف الكلى. أهمية تنظيف الكاتل والطريقة المثالية ينصح الجارحي بضرورة تنظيف الكاتل يوميًا وبشكل دوري، وفقًا للتعليمات الملصقة على كل نوع من أنواع الكاتل، ولكن في الأغلب أبسط طرق التنظيف تكون بملئه بالمياه المخلوطة بالملح أو الليمون أو الخل، ليغلي لأعلى درجة غليان ثم ينظف بالمياه العادية. بعض الشروط والنصائح - يجب الامتناع عن غلي المياه لأكثر من مرة، لزيادة حدة التفاعلات. - يجب الامتناع عن غلي نفس المياه مرة أخرى، ويجب التخلص من المياه المتبقية في الكاتل تمامًا واستخدام مياه نظيفة تمامًا بعد استخدامه. - يفضل استخدام المياه الجارية العادية. - الكاتل الزجاجي أفضل الأنواع وأكثرها صحة، لكنها سهلة الكسر لذا يجب الحذر. - لابد من دورة تنظيف عميقة للكاتل بإستخدام الخل أو الليمون . - خصصى فرشاة خاصة لتنظيف الكاتل ولتكن نظيفة دائما.


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
"بداية جديدة وأمل جديد".. انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد الضبعة بكفر الشيخ
نظمت مديرية الأوقاف فعاليات انطلاق القافلة الدعوية الكبرى من مسجد الضبعة الكبير بمركز الرياض، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على عمارة بيوت الله مبنى ومعنى، ومواكبة توجهات الجمهورية الجديدة في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعميق الوعي الديني والحس الإيماني لدى المواطنين، بتوجيهات اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، والدكتور أسامه الأزهري، وزير الأوقاف. جاء ذلك بحضور الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، والدكتور عبدالقادر سليم، مدير عام الدعوة، والشيخ ياسر الغول، مدير إدارة الإدارات، والشيخ محمد أبو عرب، مدير إدارة الرياض شرق، وعدد من القيادات الدعوية والأئمة المشاركين في القافلة. وتضمنت القافلة عدة أنشطة دعوية وتربوية، من أبرزها لقاء الجمعة للأطفال، عقد مقارئ للقرآن الكريم للأئمة والجمهور، ومجلس للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، في إطار دمج العمل الدعوي بالبرامج الإيمانية التفاعلية. وحمل موضوع الخطبة عنوان "بدايةٌ جديدةٌ وأملٌ جديد"، حيث أشار الدكتور عبدالقادر سليم إلى أن الرسالة الرئيسية للقافلة هي دعوة المواطنين إلى تجديد الأمل والتفاؤل مع حلول العام الهجري الجديد، إلى جانب المشاركة الوجدانية في دعم اليوم العالمي للتبرع بالدم، تعزيزًا لقيم الرحمة والتكافل التي حثّت عليها الشريعة الإسلامية. ووجّه وكيل الوزارة الأئمة والدعاة إلى التنويه، في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة، بأهمية التبرع بالدم، ودوره الحيوي في إنقاذ الأرواح، تزامنًا مع اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يُحتفى به في يونيو من كل عام، مؤكدًا أن التبرع بالدم يُعد من أسمى صور التكافل الإنساني والانتماء الوطني والديني، مستشهدًا بقوله تعالى، ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا﴾ [المائدة: ٣٢]. كما تم التأكيد على أهمية التبرع المنتظم لسد احتياجات المستشفيات ومراكز الدم، لاسيما خلال فصل الصيف وأوقات الطوارئ، حيث أن كيس دم واحد قد يُسهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص في حالات النزيف، أو العمليات الجراحية، أو الأمراض المزمنة مثل أمراض الدم والكلى. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود وزارة الأوقاف لربط الخطاب الديني بالقضايا المجتمعية والصحية، وتعزيز الدور التوعوي للمساجد، وتجسيد مبدأ 'الدين حياة' عبر ممارسات عملية تدعم القيم الوطنية والإنسانية. ودعت القافلة جميع المواطنين إلى المشاركة في حملات التبرع بالدم، بالتعاون مع وزارة الصحة، لما لها من أثر كبير في دعم المنظومة الصحية وإنقاذ الأرواح، وترسيخ المبادئ الأخلاقية التي يحتاجها المجتمع. وأكد وكيل وزارة الأوقاف التزام جميع المساجد بالمحافظة بتوقيت الخطبة الموحدة، داعيًا الله عز وجل أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار، وأن تظل منارةً للدين والوسطية، وقبلةً للمآذن والمساجد.