logo
رحلة إلى التاريخ: أبرز القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط

رحلة إلى التاريخ: أبرز القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط

سائحمنذ يوم واحد
يُعتبر الشرق الأوسط مهد الحضارات، وكنزًا تاريخيًا لا يضاهى، حيث تتشابك قصص الأمم الغابرة مع شموخ الآثار الباقية لتُشكل لوحة فنية تحكي عن عصور مجيدة. إنها ليست مجرد حجارة صامتة، بل هي شواهد حية على براعة الإنسان، ومرونة الحضارات، وقدرة المدن على الصمود أمام تحديات الزمن. رحلة إلى هذا الجزء من العالم هي دعوة للانغماس في أعماق التاريخ، والتجول بين قلاع حصينة شهدت فتوحات وصراعات، ومدن قديمة لا تزال نبض الحياة يسري في أزقتها، حاملة عبق الماضي في كل زاوية. من الصحاري الشاسعة إلى السواحل الزرقاء، تُقدم هذه المواقع تجربة فريدة للمسافرين الشغوفين بالاستكشاف والتعمق في فهم جذور البشرية. إنها رحلة تتجاوز مجرد المشاهدة لتصبح تجربة تعليمية وروحانية، تُمكن الزائر من لمس التاريخ بيديه، وسماع حكاياته التي يهمس بها كل حجر، مما يجعله جزءًا من قصة هذه الأرض العريقة التي لا تزال تُبهر العالم بتراثها الثقافي الغني والمتنوع.
قلاع شامخة: حراس التاريخ والحصون المنيعة
تُعدّ القلاع في الشرق الأوسط رمزًا للقوة والصمود، حيث بُنيت على مر العصور لتكون حصونًا دفاعية وشواهد على الأحداث التاريخية الكبرى. من أبرز هذه القلاع، تقف قلعة حلب في سوريا شامخة على تلة مرتفعة، وهي واحدة من أقدم وأكبر القلاع في العالم، وتحكي أسوارها وبواباتها الضخمة قصصًا عن الحضارات المتتالية التي حكمت المدينة، من الرومان والبيزنطيين إلى الأيوبيين والمماليك. على الرغم من التحديات، لا تزال القلعة تُبهر الزوار بجمالها المعماري وعظمتها التاريخية. وفي الأردن، تبرز قلعة عجلون التي بناها صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر لحماية طرق التجارة ومراقبة الطرق المؤدية إلى الأراضي المقدسة. تتميز هذه القلعة بأسلوبها المعماري العسكري الفريد، وتوفر إطلالات بانورامية خلابة على وادي الأردن المحيط. أما في سلطنة عمان، فتشتهر قلعة نزوى، التي تُعد واحدة من أكبر وأقدم القلاع في البلاد، ببرجها الدائري الضخم وأنظمة الدفاع المعقدة التي كانت تستخدم لحمايتها. هذه القلاع ليست مجرد هياكل حجرية، بل هي ذاكرة حية للأمم التي قامت بتشييدها، وتُقدم للزائر فرصة لاستشعار عظمة الماضي وقوة التحمل البشري في مواجهة التحديات عبر التاريخ.
مدن عريقة: قصص من عمق الزمان وأصالة لا تموت
إلى جانب القلاع، تحتضن منطقة الشرق الأوسط مدنًا قديمة لا تزال تنبض بالحياة، وتحمل في طياتها مئات السنين من التاريخ والقصص. مدينة البتراء في الأردن، المدينة الوردية المنحوتة في الصخر، هي تحفة معمارية تعود إلى الأنباط، وتُعد من عجائب الدنيا السبع الجديدة. عبور السيق الضيق ثم الانفتاح على الخزنة الشهيرة هو تجربة لا تُنسى، حيث يرى الزائر كيف أبدع الأنباط في نحت مدينة كاملة داخل الجبال. وفي لبنان، تُعتبر مدينة جبيل (بيبلوس) واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، وتُشكل نقطة التقاء للحضارات الفينيقية والرومانية والصليبية. آثارها المتراكمة تحكي قصة تطور الكتابة الأبجدية، وتُقدم للزائر لمحة عن تاريخ غني يمتد لآلاف السنين. أما في مصر، فتُعد مدينة الأقصر بمثابة متحف مفتوح، تضم معبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك، وهي شهادة على عظمة الحضارة المصرية القديمة وفنونها المعمارية والدينية. هذه المدن ليست مجرد مواقع أثرية للزيارة، بل هي مراكز ثقافية لا تزال تعيش وتتنفس، وتحافظ على جزء كبير من هويتها الأصيلة، مما يُمكن الزائر من الانغماس في نسيجها التاريخي والثقافي الفريد.
دمشق القديمة وصنعاء القديمة: مدن التراث الحي
تبرز بعض المدن القديمة في الشرق الأوسط كشواهد حية على استمرارية التراث وقدرة المجتمعات على الحفاظ على أصالتها رغم تعاقب الأزمان. تُعدّ دمشق القديمة في سوريا، التي تُعرف بأنها واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، مثالًا حيًا على هذا التراث. شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، أسواقها التقليدية الصاخبة، وبيوتها الدمشقية العريقة ذات الفناءات الداخلية، كلها تُقدم صورة نابضة بالحياة عن تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين. مسجد بني أمية الكبير وسوق الحميدية هما قلب المدينة النابض، حيث تتجلى الحياة اليومية مع عبق التاريخ. وفي اليمن، تقف صنعاء القديمة، المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كتحفة معمارية فريدة من نوعها. بيوتها الطينية المرتفعة ذات الزخارف الجصية البيضاء تُشكل مشهدًا لا مثيل له، وتُظهر براعة الهندسة المعمارية اليمنية القديمة. على الرغم من التحديات، لا تزال هذه المدن تحافظ على نسيجها الاجتماعي والثقافي، وتُقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مدن لا تزال تعيش بروح الماضي، مع الحفاظ على عاداتها وتقاليدها التي تتوارثها الأجيال. إن التجول في أزقة هذه المدن يُشبه العودة بالزمن إلى الوراء، حيث يشعر الزائر وكأنه جزء من هذا التاريخ الحي الذي يتجدد كل يوم.
في الختام، تُقدم القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط رحلة استثنائية إلى أعماق التاريخ البشري. إنها ليست مجرد وجهات سياحية، بل هي دعوة للتعلم، التأمل، والانبهار بعظمة الحضارات التي قامت على هذه الأرض. زيارة هذه المواقع تُعد فرصة لا تُقدر بثمن لاستكشاف جذور الإنسانية، وتقدير صمود التراث الثقافي الذي لا يزال حيًا ينبض بالحكايات والألوان، ويُذكرنا بأن الماضي هو جزء لا يتجزأ من حاضرنا ومستقبلنا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحلة إلى التاريخ: أبرز القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط
رحلة إلى التاريخ: أبرز القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط

سائح

timeمنذ يوم واحد

  • سائح

رحلة إلى التاريخ: أبرز القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط

يُعتبر الشرق الأوسط مهد الحضارات، وكنزًا تاريخيًا لا يضاهى، حيث تتشابك قصص الأمم الغابرة مع شموخ الآثار الباقية لتُشكل لوحة فنية تحكي عن عصور مجيدة. إنها ليست مجرد حجارة صامتة، بل هي شواهد حية على براعة الإنسان، ومرونة الحضارات، وقدرة المدن على الصمود أمام تحديات الزمن. رحلة إلى هذا الجزء من العالم هي دعوة للانغماس في أعماق التاريخ، والتجول بين قلاع حصينة شهدت فتوحات وصراعات، ومدن قديمة لا تزال نبض الحياة يسري في أزقتها، حاملة عبق الماضي في كل زاوية. من الصحاري الشاسعة إلى السواحل الزرقاء، تُقدم هذه المواقع تجربة فريدة للمسافرين الشغوفين بالاستكشاف والتعمق في فهم جذور البشرية. إنها رحلة تتجاوز مجرد المشاهدة لتصبح تجربة تعليمية وروحانية، تُمكن الزائر من لمس التاريخ بيديه، وسماع حكاياته التي يهمس بها كل حجر، مما يجعله جزءًا من قصة هذه الأرض العريقة التي لا تزال تُبهر العالم بتراثها الثقافي الغني والمتنوع. قلاع شامخة: حراس التاريخ والحصون المنيعة تُعدّ القلاع في الشرق الأوسط رمزًا للقوة والصمود، حيث بُنيت على مر العصور لتكون حصونًا دفاعية وشواهد على الأحداث التاريخية الكبرى. من أبرز هذه القلاع، تقف قلعة حلب في سوريا شامخة على تلة مرتفعة، وهي واحدة من أقدم وأكبر القلاع في العالم، وتحكي أسوارها وبواباتها الضخمة قصصًا عن الحضارات المتتالية التي حكمت المدينة، من الرومان والبيزنطيين إلى الأيوبيين والمماليك. على الرغم من التحديات، لا تزال القلعة تُبهر الزوار بجمالها المعماري وعظمتها التاريخية. وفي الأردن، تبرز قلعة عجلون التي بناها صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر لحماية طرق التجارة ومراقبة الطرق المؤدية إلى الأراضي المقدسة. تتميز هذه القلعة بأسلوبها المعماري العسكري الفريد، وتوفر إطلالات بانورامية خلابة على وادي الأردن المحيط. أما في سلطنة عمان، فتشتهر قلعة نزوى، التي تُعد واحدة من أكبر وأقدم القلاع في البلاد، ببرجها الدائري الضخم وأنظمة الدفاع المعقدة التي كانت تستخدم لحمايتها. هذه القلاع ليست مجرد هياكل حجرية، بل هي ذاكرة حية للأمم التي قامت بتشييدها، وتُقدم للزائر فرصة لاستشعار عظمة الماضي وقوة التحمل البشري في مواجهة التحديات عبر التاريخ. مدن عريقة: قصص من عمق الزمان وأصالة لا تموت إلى جانب القلاع، تحتضن منطقة الشرق الأوسط مدنًا قديمة لا تزال تنبض بالحياة، وتحمل في طياتها مئات السنين من التاريخ والقصص. مدينة البتراء في الأردن، المدينة الوردية المنحوتة في الصخر، هي تحفة معمارية تعود إلى الأنباط، وتُعد من عجائب الدنيا السبع الجديدة. عبور السيق الضيق ثم الانفتاح على الخزنة الشهيرة هو تجربة لا تُنسى، حيث يرى الزائر كيف أبدع الأنباط في نحت مدينة كاملة داخل الجبال. وفي لبنان، تُعتبر مدينة جبيل (بيبلوس) واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، وتُشكل نقطة التقاء للحضارات الفينيقية والرومانية والصليبية. آثارها المتراكمة تحكي قصة تطور الكتابة الأبجدية، وتُقدم للزائر لمحة عن تاريخ غني يمتد لآلاف السنين. أما في مصر، فتُعد مدينة الأقصر بمثابة متحف مفتوح، تضم معبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك، وهي شهادة على عظمة الحضارة المصرية القديمة وفنونها المعمارية والدينية. هذه المدن ليست مجرد مواقع أثرية للزيارة، بل هي مراكز ثقافية لا تزال تعيش وتتنفس، وتحافظ على جزء كبير من هويتها الأصيلة، مما يُمكن الزائر من الانغماس في نسيجها التاريخي والثقافي الفريد. دمشق القديمة وصنعاء القديمة: مدن التراث الحي تبرز بعض المدن القديمة في الشرق الأوسط كشواهد حية على استمرارية التراث وقدرة المجتمعات على الحفاظ على أصالتها رغم تعاقب الأزمان. تُعدّ دمشق القديمة في سوريا، التي تُعرف بأنها واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، مثالًا حيًا على هذا التراث. شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، أسواقها التقليدية الصاخبة، وبيوتها الدمشقية العريقة ذات الفناءات الداخلية، كلها تُقدم صورة نابضة بالحياة عن تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين. مسجد بني أمية الكبير وسوق الحميدية هما قلب المدينة النابض، حيث تتجلى الحياة اليومية مع عبق التاريخ. وفي اليمن، تقف صنعاء القديمة، المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كتحفة معمارية فريدة من نوعها. بيوتها الطينية المرتفعة ذات الزخارف الجصية البيضاء تُشكل مشهدًا لا مثيل له، وتُظهر براعة الهندسة المعمارية اليمنية القديمة. على الرغم من التحديات، لا تزال هذه المدن تحافظ على نسيجها الاجتماعي والثقافي، وتُقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مدن لا تزال تعيش بروح الماضي، مع الحفاظ على عاداتها وتقاليدها التي تتوارثها الأجيال. إن التجول في أزقة هذه المدن يُشبه العودة بالزمن إلى الوراء، حيث يشعر الزائر وكأنه جزء من هذا التاريخ الحي الذي يتجدد كل يوم. في الختام، تُقدم القلاع والمدن القديمة في الشرق الأوسط رحلة استثنائية إلى أعماق التاريخ البشري. إنها ليست مجرد وجهات سياحية، بل هي دعوة للتعلم، التأمل، والانبهار بعظمة الحضارات التي قامت على هذه الأرض. زيارة هذه المواقع تُعد فرصة لا تُقدر بثمن لاستكشاف جذور الإنسانية، وتقدير صمود التراث الثقافي الذي لا يزال حيًا ينبض بالحكايات والألوان، ويُذكرنا بأن الماضي هو جزء لا يتجزأ من حاضرنا ومستقبلنا.

رقم قياسي جديد.. دبي تستقبل 9.88 مليون زائر دولي خلال النصف الأول
رقم قياسي جديد.. دبي تستقبل 9.88 مليون زائر دولي خلال النصف الأول

رائج

timeمنذ 2 أيام

  • رائج

رقم قياسي جديد.. دبي تستقبل 9.88 مليون زائر دولي خلال النصف الأول

استقبلت إمارة دبي 9.88 مليون زائر دولي خلال الفترة بين شهري يناير ويونيو من العام 2025 ما يمثل نمواً بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وذلك وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي. وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن النجاحات القوية المتواصلة التي يحققها قطاع السياحة في الإمارة تُجسد الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي غرس فينا ثقافة التحدي، وحدد لنا المستحيل هدفاً نبلغ به قمم التميز والريادة، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية. وقال سموه: "إن الأداء الاستثنائي الذي سجله قطاع السياحة في دبي خلال النصف الأول من عام 2025 يعكس الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي جعل من دبي مدينةً لا تتوقف عن التطور، ولا تقبل إلا بالصدارة في كل قطاع.. وها نحن اليوم نقطف ثمار هذه الرؤية التي أرست دعائم نهضة شاملة جعلت من دبي إحدى أسرع مدن العالم نمواً، وأكثرها جذباً للزوار والمستثمرين والمواهب". وأضاف سموه: "ماضون في تعزيز تنافسيتنا وترسيخ مكانة دبي على خارطة السياحة العالمية من خلال الاستثمار في التجارب الاستثنائية، والبنية التحتية المتطورة، وتقديم نموذج عالمي في جودة الحياة وتنوع الخيارات، بما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 ورؤية دبي المستقبلية". وأشاد سموه بالجهود المشتركة والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن هذه الشراكة القوية تعزز مكانة دبي كأهم وجهة سياحية على مستوى العالم، وكمحور رئيسي في خارطة السياحة العالمية. وقال سموه إن تصدر دبي للمشهد السياحي العالمي يعكس تضافر الجهود والتعاون المثمر والنموذجي بين القطاعين العام والخاص والشركاء المحليين والدوليين. ويأتي هذا النمو تتويجاً للتطور المميز الذي شهدته العروض التي توفرها دبي كوجهة سياحية، مدفوعاً باستراتيجية التسويق الفعالة التي تعتمدها الإمارة على المستوى العالمي، وبالشراكات الراسخة التي تجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث تساهم هذه الجهود المشتركة في حصول الإمارة على إشادة عالمية واسعة. وفي ضوء القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؛ وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي؛ يأتي هذا الارتفاع في عدد الزوار الدوليين في النصف الأول من عام 2025 ليواصل تسجيل أرقام النمو القياسية التي يحققها قطاعا السياحة والضيافة في الإمارة على مدار السنوات الماضية. ويعكس ارتفاع أعداد الزوار الدوليين دور قطاع السياحة في جذب سكان وشركات جديدة للإمارة، انسجاماً مع المستهدفات الطموحة لأجندة دبي الاقتصادية 33D الرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة بحلول عام 2033، وترسيخ مكانتها وجهة عالمية رائدة للأعمال والترفيه، ويرتبط هذا النمو بشكل وثيق بالتقدم الاقتصادي الذي تحرزه الإمارة، ويسهم في خلق فرص عمل جديدة وجذب مزيد من الاستثمارات، ويدعم بشكل كبير إجمالي الناتج المحلي للإمارة. وأسهمت علاقات الشراكة والفعاليات والحملات العالمية وإطلاق سلسلة من الوجهات الجديدة في المدينة في نقل صورة أشمل حول دبي للزوار الدوليين، سواءً كانوا زائرين جدد أو دائمين. وثمرت الاستراتيجية التسويقية المخصصة التي تنفذها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي بالتعاون مع أكثر من 3,000 شريك عالمي ومحلي تحقيق مزيد من النمو في الأسواق الرئيسية. وتشير بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي إلى أن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق المجاورة لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استحوذت على 26% من إجمالي زوار دبي في الفترة من يناير إلى يونيو 2025، حيث بلغ عددهم 1.51 مليون (15%) و1.12 مليون (11%) على التوالي. واستحوذت أوروبا الغربية على النسبة الأكبر من زوار دبي بواقع 2.12 مليون زائر (22%)، تلتها رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية (15%)، وجنوب آسيا (15%)، ودول شمال شرق وجنوب شرق آسيا (9%)، والأمريكتان (7%)، وأفريقيا (4%)، وأسترالاسيا (2%). وحافظت دبي على مكانتها بوصفها وجهة السفر المفضلة لدى الزوار من الأسواق التقليدية والناشئة، بفضل عروضها الفريدة ومستويات الأمان العالية وسهولة الوصول والتنقل. وتواصل دبي تطوير عروض الإقامة فيها لتوفير خيارات متنوعة بجودة عالية تناسب جميع الميزانيات، مما يعزز عوامل الجذب لديها. ففي الأشهر الستة الأولى من عام 2025، وسعت الإمارة محفظتها من الفنادق مع الإعلان عن عمليات إطلاق جديدة في جميع الفئات وفي مواقع مختلفة، بما في ذلك جميرا مرسى العرب في أم سقيم، وشيفال ميزون في مدينة إكسبو، وفلل فندق بيلتمور في البرشاء، وفندق فيدا دبي مول في وسط دبي. وفي هذه المناسبة قال معالي هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي إن الأداء المميز الذي حققه قطاع السياحة في دبي خلال النصف الأول من عام 2025 يؤكد متانة النموذج الاقتصادي في الإمارة ومرونته، حتى في ظل استمرار التحديات العالمية.. ولا تزال ضغوط التضخم، وتغير سلوكيات المسافرين، وعدم الاستقرار الاقتصادي على الصعيد العالمي، تمثل تحديات قائمة أمام الوجهات السياحية حول العالم ورغم ذلك، تواصل دبي مسيرتها التصاعدية، في إنجاز ينطلق من الرؤية الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كما ينسجم مع المستهدفات الاستراتيجية لأجندة دبي الاقتصادية"D33. وأضاف معاليه: "لقد جاء رد دبي على هذه المتغيرات استشرافياً ومدروساً، وذلك من خلال الاستثمار في تعزيز تجارب الزوار عبر الابتكار والتكنولوجيا، والتركيز على قطاعات معينة مثل الرفاهية واللياقة وتجارب السفر الشيقة إلى جانب دعم التبادل الثقافي عبر إشراك المجتمع المحلي.. كما تواصل الإمارة دمج مفاهيم الاستدامة ضمن منظومتها السياحية، مع التركيز على تلبية تطلعات مسافري الجيل الجديد والزوار من أصحاب الانفاق العالي". وأكد معاليه أن هذا النهج الشامل، يُجسد التزام دبي بتحقيق أهدافها لتكون أفضل مدينة في العالم للعيش والعمل والزيارة والاستثمار، كما يرسخ مكانتها مركزا عالميا للتجارة والابتكار والتواصل الثقافي.. وبينما ننظر إلى المستقبل، سنواصل تعزيز هذا التأثير الإيجابي وتحقيق مستهدفات أجندة 33D من خلال دفع عجلة النمو المتنوع والمستدام". من جهته، قال سعادة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: "يعكس الأداء المميز الذي حققه قطاع السياحة في دبي مدفوعاً بالقيادة الرشيدة والمستهدفات الاستراتيجية لأجندة دبي الاقتصادية 33D، المستوى الرفيع من علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمشاركة المجتمعية الفاعلة، التي أسهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على دبي كوجهة عالمية.. وقد لعب السكان والشركات والزوار دوراً داعماً في نجاح هذا القطاع، حيث مثلت شهاداتهم الصادقة وتوصياتهم أداة قوية للترويج لدبي وتجاربها الفريدة وأصبح الوصول إلى دبي أكثر سهولة بفضل بنيتها التحتية المميزة وبيئتها الداعمة للأعمال التي تعزز التعاون، فيما استطاع برنامجها السنوي الحافل بالأنشطة الترفيهية والتجارية والفعاليات والمؤتمرات والمعارض جذب شريحة جديدة من الجماهير من جميع أنحاء العالم وإحداث تأثير اقتصادي كبير.. وبالتعاون مع شركائنا الرئيسيين، نلتزم بمواصلة تحسين جودة الحياة للزوار والسكان من خلال تطوير البنية التحتية والاستثمار الدائم في الارتقاء بالقدرات لجذب مزيد من الزوار الجدد من مختلف أنحاء العالم". وفي إطار استعراض المجموعة المتنوعة والمتنامية من الوجهات في دبي، أطلقت مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، سلسلة من الحملات خلال النصف الأول من عام 2025، مثل "اختر قصتك"، بالتعاون مع ميلي بوبي براون وجيك بونجيوفي؛ و"دبي، صيفٌ لا يُنسى"؛ و"مفاجآت في دبي"، بالتعاون مع فيرات كوهلي وأنوشكا شارما.. ولا تزال هذه الحملات التسويقية العالمية المميزة تسهم في استقطاب مزيد من الزوار من خلال الترويج لدبي لدى شريحة أوسع من الجمهور الدولي. وفي إطار جهودها المتواصلة لدعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية 33D، وقعت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي علاقات شراكة استراتيجية في النصف الأول من العام مع شركات الضيافة ماريوت الدولية، وحياة، وبريمير إن، وذلك بهدف تعزيز تجربة الزوار والارتقاء بمستوى جاذبية الإمارة على الصعيد العالمي.. وستستمر محفظة دبي من أماكن الإقامة في النمو مع إطلاق مجموعة مرموقة من الوجهات، مثل ماندارين أورينتال داون تاون دبي؛ وجزيرة زها في جزر العالم؛ وسيل دبي مارينا، الفندق الفاخر التابع لعلامة فينيَت كوليكشن المرموقة، والذي من المقرر أن يكون أطول برج فندقي في العالم. وحصلت دبي على العديد من الجوائز العالمية في النصف الأول من عام 2025 وتمثل أحد الإنجازات الرئيسية في أبريل من هذا العام في حصول دبي على شهادة أول وجهة سياحية معتمدة للتوحد™ في النصف الشرقي للكرة الأرضية، مما يعكس التزامها بتوفير فرص السفر أمام الجميع. وفيما يتعلق بحضورها على مستوى العالم في مجال السياحة، تواصل دبي احتلال المراكز الأولى بوصفها أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2025 من موقع تريب أدفايزر. وفي دراسة أجرتها شركة تأمين السفر، إنشور ماي تريب، تم اختيار دبي بوصفها المدينة الأولى عالمياً للمسافرات المنفردات وحصلت على أعلى الدرجات من 62 مدينة شملتها الدراسة في مؤشرات "الشعور بالأمان" و"الشعور بالأمان عند المشي بمفردك في الليل". وأسهم مكتب فعاليات دبي للأعمال، المكتب الرسمي لعقد المؤتمرات في دبي والتابع لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، في تعزيز مكانة دبي بوصفها وجهة استراتيجية لفعاليات الأعمال المؤثرة. وحققت دبي مرة أخرى المرتبة الأولى في الشرق الأوسط من حيث عدد مؤتمرات الجمعيات التي استضافتها خلال 2024، وفقاً للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات. وسجل مكتب فعاليات دبي للأعمال رقماً قياسياً خلال النصف الأول من عام2025 بالفوز بـ 249 عرضاً لاستضافة مؤتمرات وندوات دولية وبرامج تحفيزية.. ومن المتوقع أن تجذب هذه الفعاليات أكثر من 127 ألف وفد إلى دبي خلال السنوات المقبلة. وكشفت بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أن القطاع الفندقي حقق نتائج مميزة على جميع الأصعدة فخلال الفترة بين يناير ويونيو 2025، بلغ متوسط نسبة الإشغال للفنادق في دبي 80.6% مقارنة بـ 78.7% بالفترة نفسها من عام 2024. وارتفع عدد الغرف المحجوزة بنسبة 4% ليبلغ 22.24 مليون غرفة ، مقارنة بـ 21.35 مليون غرفة في النصف الأول من العام 2024، ووصل متوسط إقامة المسافرين إلى 3.71 ليلة. وارتفع سعر المتوسط اليومي للغرفة ليصل إلى 584 درهما بزيادة 5% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي بينما ارتفع معدل العائدات من الغرف المتوفرة بمعدل 7% من 439 درهما خلال العام الماضي إلى 471 درهما هذا العام. ومن جهة أخرى، وصل العدد الإجمالي للغرف الفندقية المتاحة في دبي بنهاية شهر يونيو 2025 إلى 152,483، فيما بلغ عدد المنشآت الفندقية 822 منشأة. ولا يزال قطاع المطاعم يُشكل عامل جذب رئيسيا للزوار والاستثمارات الدولية، حيث يحظى مشهد المأكولات المتنوع الذي تتميز به دبي باستحسان عالمي مستمر. وضمت النسخة الرابعة من دليل ميشلان دبي الصادرة في مايو ما مجموعه 119 مطعماً تمثل 35 مطبخاً عالمياً، بما في ذلك أول مطعمين حائزين على ثلاث نجوم ميشلان في دبي، وهما مطعم إف زي إن من بيورن فرانتزين، وتريسيند ستوديو. ومع هذا التكريم الأخير لمطعم إف زد إن، أصبح الطاهي السويدي بيورن فرانتزين أول شيف في العالم يحصل على ثلاث نجوم ميشلان لثلاثة مطاعم مختلفة، بينما أصبح تريسيند ستوديو أول مطعم هندي في العالم ينال ثلاث نجوم ميشلان. وشملت نسخة عام 2025 من الدليل أيضا ثلاثة مطاعم حائزة على نجمتي ميشلان، و14 مطعماً حائزاً على نجمة ميشلان، و22 مطعماً حائزاً على جائزة بيب غورماند، وثلاثة مطاعم حائزة على نجمة ميشلان الخضراء. وتضمنت قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم للعام 2025، التي أُعلن عنها في شهر يونيو، اثنين من مطاعم دبي، هما تريسيند ستوديو الذي جاء في المركز 27 على قائمة أفضل مطاعم الشرق الأوسط، وأورفلي بروز بيسترو الذي دخل مرة أخرى القائمة محققاً المركز 37. دبي لن تتوقف عن تحقيق الارقام القياسية.. رقم جديد تسجله المدينة بترحيبها بأكثر من 9.88 مليون زائر خلال النصف الأول من العام الجاري، وبمعدل نمو بلغ 6% مقارنة مع النصف الأول من 2024 … هذا الإنجاز الجديد يعكس رؤية محمد بن راشد في تعزيز مكانة دبي ضمن أهم 3 وجهات سياحية عالمية وفقاً… — Hamdan bin Mohammed (@HamdanMohammed) August 3, 2025

السياحة في بلاد الشام: رحلات لا تُنسى بين دمشق وعمّان وبيروت
السياحة في بلاد الشام: رحلات لا تُنسى بين دمشق وعمّان وبيروت

سائح

timeمنذ 3 أيام

  • سائح

السياحة في بلاد الشام: رحلات لا تُنسى بين دمشق وعمّان وبيروت

تُعدّ بلاد الشام من أكثر المناطق غنى بالتاريخ والثقافة في العالم العربي، فهي تضم مدنًا عريقة عاصرت حضارات متعددة، من الآراميين إلى الرومان والعرب وغيرهم. ولا تزال آثار تلك الحضارات حاضرة في كل زاوية من شوارع دمشق وعمّان وبيروت، لتمنح السائح تجربة سفر مفعمة بالتراث والتنوع. فزيارة هذه المدن ليست مجرّد تنقل جغرافي، بل رحلة في عمق الزمن، حيث تتلاقى الحكايات القديمة مع نبض الحياة المعاصرة. ما يجعل السياحة في بلاد الشام تجربة لا تُنسى، تمتزج فيها الجغرافيا الخلابة بالتاريخ الغني والضيافة الدافئة. دمشق: أقدم عاصمة مأهولة تنبض بالحياة دمشق، عاصمة سوريا، تُعد واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 4,000 عام. عند التجول في أزقة دمشق القديمة، يشعر الزائر وكأنه يعبر في متحف مفتوح، بدءًا من الجامع الأموي العظيم الذي يعكس فنون العمارة الإسلامية، إلى سوق الحميدية الذي يحتفظ بأصالته رغم مرور الزمن. ولا تكتمل زيارة دمشق دون تذوق الحلويات الدمشقية، أو الجلوس في أحد مقاهيها التقليدية التي تعبق برائحة القهوة الشرقية. وعلى الرغم من التحديات التي مرت بها المدينة في العقود الأخيرة، فإنها لا تزال تحتفظ بروحها المفعمة بالحياة، وأهلها مستمرون في استقبال الزوار بروح الكرم والضيافة. عمّان: جسر بين الماضي والحاضر أما العاصمة الأردنية عمّان، فهي مدينة تجمع بين العراقة والحداثة في آنٍ واحد. من جهة، توجد آثار رومانية مبهرة مثل المدرج الروماني وجبل القلعة، ومن جهة أخرى تنتشر المقاهي الحديثة والأسواق العصرية في أحياء مثل عبدون والشميساني. تتميز عمّان كذلك بطبيعتها الجبلية، مما يمنح الزائر إطلالات بانورامية خلابة، خصوصًا عند غروب الشمس. كما تشكل المدينة نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف مناطق أخرى في الأردن مثل البحر الميت والبتراء ووادي رم. وبفضل الاستقرار الأمني والبنية التحتية الجيدة، أصبحت عمّان وجهة مفضلة للزوار الباحثين عن التوازن بين الثقافة والراحة. بيروت: مدينة التنوع والثقافة والإبداع بيروت، عاصمة لبنان، تُعرف بأنها مدينة نابضة بالحياة والثقافة، وتتمتع بطابع فريد يجمع بين الطابعين العربي والغربي. تتنوع أحياؤها بين القديمة والحديثة، حيث يمكن للزائر أن يتجول في شارع الجميزة لمشاهدة فنون الشارع والمقاهي العصرية، ثم ينتقل إلى أسواق وسط بيروت التي تعج بالحركة. لا تغيب عن المدينة ملامح الفن والموسيقى، إذ تحتضن المسارح والمعارض والمهرجانات على مدار العام. كما تمنح بيروت زوارها فرصة للتمتع بالشواطئ الجميلة على البحر الأبيض المتوسط، في تجربة سياحية متكاملة تشمل التاريخ والترفيه والمطبخ اللبناني الغني. ورغم ما مرت به المدينة من أزمات، إلا أن بيروت تظل مثالًا للصمود والانفتاح والحياة. تشكل دمشق وعمّان وبيروت مثلثًا سياحيًا غنيًا لكل من يبحث عن رحلات ذات طابع ثقافي وروحي وإنساني. فكل مدينة تحمل في طياتها تجربة مختلفة لكنها متكاملة، تروي فصولًا من تاريخ طويل ومشترك. وبفضل الترابط الجغرافي والثقافي بين هذه العواصم، يمكن للسائح أن يستكشفها في رحلة واحدة تتنقل بين الحضارات والمناظر الطبيعية والمجتمعات الدافئة. إن السياحة في بلاد الشام ليست مجرد زيارة أماكن، بل هي ملامسة لحكاية أمة تنبض بالحياة رغم كل الظروف، وتبقى في ذاكرة الزائر كرحلة لا تُنسى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store