كيف أحدثت هجمات الحوثيين ضغطا غير مسبوق على البنتاغون ؟ كامل المعمري
كيف أحدثت هجمات الحوثيين ضغطا غير مسبوق على البنتاغون ؟
كامل المعمري
لقد أثارت الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر تساؤلات كبيرة حول مدى قدرة الحوثيين في اليمن على تعطيل عمليات البحرية الأمريكية وإرباك البنتاغون، الذي يمثل قلب التخطيط العسكري الأمريكي.. فمنذ تصاعد التوترات في المنطقة، خصوصاً في أعقاب هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وباب المندب التابعة للكيان أصبح من الواضح أن وفقاً لتقارير غربية، ان صنعاء طورت استراتيجيات وتكتيكات تمكّنها من تحدي القوة البحرية الأعظم في العالم.
هذا التقرير يستعرض كيف تمكّن الحوثيون من إحداث هذا الإرباك، والتحديات التي واجهتها البحرية الأمريكية، والتداعيات الأوسع على الأمن الإقليمي والعالمي.
في البداية، يجب الإشارة إلى أن الحوثيين بدأوا هجماتهم في سياق أزمة البحر الأحمر التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحرب في غزة. أعلنت الجماعة أنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها، كنوع من الضغط لوقف العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني. لكن هذه الهجمات لم تقتصر على السفن التجارية فقط، بل امتدت لتشمل سفناً عسكرية أمريكية وبريطانية، مما وضع البحرية الأمريكية في موقف دفاعي غير معتاد.
استخدم الحوثيون مزيجاً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المسيرة، والزوارق البحرية المفخخة، وهي أسلحة تُظهر قدرات تكنولوجية متطورة نسبياً مقارنة بما كان متوقعاً من جماعة محلية. هذا التطور أثار دهشة المراقبين، حيث أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الحوثيين يمتلكون ترسانة تشمل صواريخ كروز متطورة ودفاعات جوية فعّالة، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز في تصريحات لشبكة سي بي إس.
أحد أبرز الأمثلة على هذا الإرباك هو تعرض السفن الحربية الأمريكية لهجمات متكررة أثناء عبورها مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي ضيق يربط البحر الأحمر بخليج عدن. وفقاً لتصريحات رسمية، تعرضت بعض المدمرات الأمريكية لعشرات الهجمات في فترات زمنية قصيرة، مما يعكس كثافة العمليات الحوثية. هذه الهجمات لم تؤدِ إلى إغراق سفن عسكرية أمريكية حتى الآن، بناءً على التقارير الرسمية من القيادة المركزية الأمريكية، لكنها أجبرت البحرية على استنفار دفاعاتها بشكل مستمر.
من جهة أخرى، أظهرت تقارير صحفية، مثل تلك المنشورة في 'نيويورك تايمز'، أن الحوثيين نجحوا في تحصين مواقعهم ومخازن أسلحتهم، مما جعل الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية، التي بدأت في يناير 2024 تحت اسم 'عملية رامي السهام' أقل فعالية مما كان متوقعاً. مسؤولون في البنتاغون اعترفوا بأن الجماعة طورت قدرة على التكيف، حيث عززت مخابئها وجعلت استهداف ترسانتها الصاروخية أمراً صعباً.
وهذا التكيف لم يقتصر على الجوانب الدفاعية، بل شمل أيضاً تطوير قدرات هجومية جديدة، مثل استخدام الزوارق المسيرة التي فاجأت الدفاعات البحرية بسرعتها ودقتها…
ترامب الذي اعلن الحرب على اليمن قبل ثلاثة اسابيع يواجه نفس المشكلة ..تكتيكات غير المتماثلة حوّلت التفوق التكنولوجي الأمريكي إلى تحدٍ مكلف، حيث أشارت تقديرات إلى أن تكلفة العمليات الأمريكية ضد الحوثيين اقتربت من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقاً لشبكة 'سي إن إن'.
التأثير على البحرية الأمريكية لم يكن فقط عملياتياً، بل نفسياً واستراتيجياً أيضاً. فقد وصفت صحيفة 'ذا ناشيونال إنترست' المواجهات مع الحوثيين بأنها الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، مما يعكس الضغط غير المسبوق على القوات البحرية. حاملات الطائرات الأمريكية، مثل 'يو إس إس دوايت دي أيزنهاور'، واجهت تهديدات مباشرة، وأُجبرت على تغيير مواقعها أو تعزيز حمايتها، مما أثر على مرونتها الاستراتيجية في المنطقة.
هذا الوضع دفع البنتاغون إلى إعادة تقييم خططه، حيث أعلن عن إرسال تعزيزات جوية وبحرية إضافية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات ثانية، لمواجهة التهديد المتزايد. لكن هذه الخطوة أثارت مخاوف من استنزاف الموارد العسكرية الأمريكية على مستوى العالم، كما أشارت تقارير من 'معهد واشنطن' تم الدفع بحاملة الطائرات يو اس اس ترومان التي اصبحت الان تعاني مشاكل كبيرة نتيجة فقدان الامان البحري بسبب الهجمات الصاروخية المستمرة من صنعاء وهاهو البنتاغون يضطر لارسال حاملة اخرى الى جانب ترومان وهذا بدوره يعد استنزافا غير مسبوق
على الصعيد الاقتصادي. البنتاغون، الذي يشرف على أكثر من 1.4 مليون جندي في الخدمة الفعلية، وجد نفسه مضطراً لتخصيص موارد كبيرة لمواجهة تهديد لم يكن متوقعاً أن يصل إلى هذا الحد من التعقيد.
ردود الفعل الدولية أضافت طبقة أخرى من التعقيد. ففي حين دعمت دول مثل بريطانيا وغيرها العمليات العسكرية ضد الحوثيين، انتقدت دول أخرى، مثل روسيا وتركيا، هذه الضربات واعتبرتها غير متناسبة أو غير قانونية. هذا الانقسام أضعف الجبهة الدولية التي كانت واشنطن تأمل في تشكيلها لاحتواء التهديد. في الوقت نفسه، أكد السيد عبد الملك الحوثي، استمرار هجماتهم بـ'فعالية عالية'،مؤكدا إلى أن هدفهم لن يتوقف إلا بوقف الحرب في غزة، وهو شرط يضع الولايات المتحدة في موقف سياسي وعسكري حساس.
رغم الادعاءات الامريكية بأن الضربات الجوية نجحت في تدمير جزء من القدرات الهجومية للحوثيين، حيث قدرت تقارير أمريكية أن حوالي 20 إلى 30% من ترسانتهم تضررت..لكن هذا النجاح الجزئي لم يوقف الهجمات، بل دفع الجماعة إلى تكثيف عملياتها، بما في ذلك استهداف حاملات طائرات أمريكية مرتين في غضون 24 ساعة في مارس 2025،
وفقاً لتقارير إعلامية. هذا التصعيد أظهر أن الحوثيين لا يسعون إلى انتصار تقليدي، بل إلى استنزاف القوات الأمريكية وإجبارها على إعادة التفكير في وجودها بالمنطقة. خبراء عسكريون يرون أن هذا النهج يشبه حرب العصابات البحرية، حيث يعتمد الطرف الأضعف على المرونة والمفاجأة لتحقيق تأثير أكبر من قدراته الفعلية.
في المقابل، واجه البنتاغون تحديات داخلية في التعامل مع هذا الوضع. فالاعتماد على الغارات الجوية، دون وجود خطة لاجتياح بري، يعكس الحذر الأمريكي من التورط في نزاع طويل الأمد في اليمن، خصوصاً بعد تجارب سابقة مثل أفغانستان. لكن هذا الحذر جعل الرد الأمريكي يبدو محدود التأثير، حيث أشار مسؤولون إلى أن استمرار الهجمات الحوثية ينال من هيبة الولايات المتحدة كقوة عظمى. الرئيس دونالد ترامب، في بيانات له عبر منصات التواصل الاجتماعي، هدد الحوثيين وإيران بـ'ألم حقيقي' إذا لم تتوقف الهجمات، لكن الواقع يظهر أن هذه التهديدات لم تحقق الردع المطلوب حتى الآن.
2025-04-11
The post كيف أحدثت هجمات الحوثيين ضغطا غير مسبوق على البنتاغون ؟ كامل المعمري first appeared on ساحة التحرير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
القمة السياسية والقمة الإعلامية: العراق يعلن عودته لاعباً محورياً عربياً!انتصار الماهود
القمة السياسية والقمة الإعلامية: العراق يعلن عودته لاعباً محورياً عربياً! انتصار الماهود*خاص من المنامة لبغداد ومن تونس لبغداد أيضا ، يتحرك العراق بثقة على مسارين متكاملين: الأول سياسي في قمة الجامعة العربية الرابعة والثلاثين، والثاني إعلامي في مؤتمر الإعلام العربي بنسخته الرابعة. وبين هذين الحدثين، برز العراق كلاعب محوري يعيد تموضعه في المشهد العربي، ليس عبر الخطاب وحده، بل من خلال الفعل والمبادرة، مستندًا إلى ثلاثية متماسكة: السياسة، الإعلام، والأمن الذي باتت ملامحه واضحة في قمة بغداد المنعقدة قبل أيام ، حمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خطابًا اتسم بالوضوح والاتزان، والذي أكد فيه دعم العراق للقضية الفلسطينية، وحث على اعتماد الحوار سبيلاً لحل الأزمات العربية، مع رفض التبعية لأي محور خارجي. وهنا أظهر العراق نفسه كدولة ذات سيادة، توازن مصالحها دون أن تفقد بوصلتها العربية. خطاب السوداني لم يكن مجرد مشاركة بروتوكولية، بل إعلان عن مشروع استقرار إقليمي ينطلق من بغداد، ويعتمد الشراكة لا الصدام في كلا القمتين، لم يغفل العراق التأكيد على أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ، وأن استقراره الداخلي هو أساس لأي دور فاعل. ففي القمة العربية قدّم العراق مجموعة من المبادرات والمواقف التي تعكس تطلعاته لتعزيز دوره الإقليمي والدولي. إليك أبرز النقاط التي ركّز عليها العراق خلال القمة: * أولاً: القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة أدان العراق بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة، واصفًا إياها بـ'الإبادة الجماعية'. أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن إنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة ولبنان، مع تعهّد العراق بتقديم 20 مليون دولار لكل منهما. رفض العراق أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا، معتبرًا ذلك 'جريمة ضد الإنسانية' . * ثانيًا: الأمن الإقليمي والتنسيق العربي أطلق العراق مبادرة تأسيس 'غرفة التنسيق الأمني العربي المشترك' لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مقرها بغداد. دعا إلى إنشاء مراكز تنسيق لمكافحة المخدرات والجريمة العابرة للحدود. أكد على أهمية بناء شراكات إقليمية متوازنة بعيدًا عن سياسة المحاور، مع رفض استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى . * ثالثًا: التنمية الاقتصادية والتكامل العربي اقترح العراق تأسيس 'مجلس وزراء التجارة العرب' لتنسيق السياسات التجارية. أطلق مبادرة 'العهد الإصلاحي الاقتصادي العربي' التي تشمل إنشاء مناطق تجارة حرة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التكامل الصناعي والزراعي. شجّع الدول العربية على الانضمام إلى مشروع 'طريق التنمية' الذي يربط العراق بمحيطه الإقليمي. اقترح إنشاء 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' في بغداد *رابعًا: البيئة والأمن الغذائي أعلن العراق عن 'المبادرة العربية لتحقيق الأمن الغذائي' و'مبادرة بغداد لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات البيئية وتغيّر المناخ'. اقترح تأسيس 'المركز العربي لحماية البيئة من مخلفات الحروب'. دعا إلى توفير ملاذات آمنة للمتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة . *خامسًا: تعزيز الدور الثقافي والدبلوماسي اقترح العراق إنشاء 'المجلس العربي للتفاعل الثقافي بين الدول العربية' لتعزيز التبادل الثقافي. استضاف قمتين على هامش القمة: قمة ثلاثية مع مصر والأردن لبحث التعاون الاقتصادي ومشاريع الربط الكهربائي والنقل. قمة خماسية مع مصر، الأردن، فرنسا، والكويت لمناقشة الاستثمار، مكافحة الإرهاب، والربط الإقليمي . * سادسًا: الموقف من سوريا والعلاقات الإقليمية دعا العراق إلى دعم وحدة سوريا ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها. أعرب عن تأييده لرفع العقوبات الدولية عن سوريا لتسريع عملية إعادة الإعمار. أكد على أهمية الحوار بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن نجاح هذا الحوار يصب في مصلحة استقرار المنطقة والعراق . العراق العظيم بثلاثة أبعاد… حضورٌ لا يُمكن تجاهله ما بين خطاب سياسي متزن في البحرين، وتنظيم إعلامي رصين في بغداد، وتأكيد مستمر على أولوية الأمن بمعناه الشامل، يرسم العراق اليوم صورة جديدة لدوره العربي. ليست صورة طارئة أو دعائية، بل ناتجة عن توازن داخلي بدأ يؤتي ثماره، وإرادة سياسية تسعى لاستعادة المكانة دون الاصطدام، بل بالتكامل. إنه العراق الجديد، الذي يقدم نفسه لاعبًا محوريًا بثلاثة أبعاد مترابطة: سياسيًا: برز العراق بخطاب عقلاني يدعو للحلول السلمية والاحترام المتبادل. إعلاميًا: أصبح البلد منصة تجمع العرب حول تحديات كونية بلغة علمية وأدوات حديثة. أمنيًا: للعراق رؤية شمولية ناضجة تتجاوز البندقية، لتشمل الفكر، والمعلومة، والوعي. بعد أيام فقط من القمة السياسية، احتضنت بغداد مؤتمر الإعلام العربي الرابع بمشاركة واسعة من مؤسسات وهيئات إعلامية عربية ودولية. وقد تمحور المؤتمر حول 'الإعلام في مواجهة التغيّر المناخي'، إضافة إلى ورش عمل عن الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى البيئي، ومبادرة الإنذار المبكر للجميع بحلول عام 2027. هذا التحول في بغداد من عاصمة كانت تقترن بالأزمات، إلى حاضنة لحوارات استراتيجية إعلامية، يمثل تحوّلًا نوعيًا في صورة العراق عربيًا، ويكشف عن رغبة واضحة في لعب دور منتج في القضايا العالمية. وهكذا، لم تكن مشاركته في القمتين ترفًا دبلوماسيًا، بل رسالة واضحة مفادها: العراق حاضر… وقادر على أن يكون عنصر توازن، لا أزمة، في معادلة المنطقة بغداد – 2025-05-23


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
منظمة العفو 'الدولية ' ونشاطاتها المريبة خدمة للغرب الاستعماري!كاظم نوري
منظمة العفو 'الدولية ' ونشاطاتها المريبة خدمة للغرب الاستعماري! كاظم نوري خطوة كانت في مكانها ولوانها جاءت متاخرة عندما اعتبرت روسيا انشطة 'منظمة العفو الدولية ' بانها جهة غير مرغوب فيها. ويفترض ان تكون هذه المنظمة ومقرها لندن فاعلة في مجال حماية حقوق الانسان لكنها تعمل بالضد من ذلك خدمة للاجندات الغربية؟؟ هذه المنظمة التي تحمل صفة ' دولية' زورا اخذت تبرر جرائم النازيين الجدد في اوكرانيا وتدعوا الى زيادة تمويلهم وتصر على عزل روسيا سياسيا واقتصاديا؟؟ لقد عرف عن هذه المنظمة ان اعضاءها يدعمون الجماعات المتطرفة ويمولون انشطة عملاء اجانب؟؟ وهناك منظمات عديدة ولجان تحمل اسماء ' دولية ' لكنها تنفذ اجندات امريكية وغربية منها مثلا اللجنة الدولية للطاقة الذرية ومقرها 'فينا' فان معظم مفتشيها الذين يحملون ' صفات دولية' يقدمون معلومات الى الدول الغربية خلال نشاطاتهم وزياراتهم للدول الاخرى المستهدفة غربيا ويقدمون تقارير ومعلومات كاذبة وقدحصل ذلك مع العراق وليبيا وحتى ايران. ومنذ وجدت هذه المنظمات التي تحمل اسماء ' دولية زورا' بهدف التزام الدول الاخرى بقراراتها فهي تنفذ اوامر واشنطن ولندن وقد حرصت الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية على ان تكون مقراتها في دول تسير على النهج الامريكي كما ان معظم كبار المسؤولين فيها يتم اختيارهم وفق رغبات الغرب وان نشاطاتهم لاتخرج عن اهداف دول الغرب الاستعماري ؟؟ موسكو كما هو معروف من الدول المؤسسة للامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية باتت تشعر ان هذه المنظمات التي يفترض ان تنشط باستقلالية بعيدا عن التعليمات الامريكية والغربية تمارس نشاطات بعيدة كل البعد عن النهج الدولي المستقل وكانت احدى هذه المنظمات' محكمة الجنايات الدولية' قد اصدرت حكما ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وامرا بالقاء القبض عليه في حال زيارة بلد ما وان على ذلك البلد ان ينفذ قراراتها كما اصدرت حكما ضد رئيس حكومة العدو الصهيوني نتن ياهو جراء المجازر التي ارتكبها ضد شعب غزة الا ان احدا لم يكترث بقراراتها فقد زار نتن ياهو هنغاريا دون ان تهتم بقرار المحكمة بالقاء القبض عليه. على روسا ان تلتفت الى بقية المنظمات والهيئات التي تحمل اسماء دوليية وتنفذ اجندات غربية وما اكثرها وان منظمة العفو الدولية التي اعتبرت موسكو قراراتها غير شرعية واحدة من تلك المنظمات التي يستغلها الغرب من اجل تنفيذ مشاريعه الاستعمارية في العالم بمنحها صفة دولية زائفة ؟؟ 2025-05-23


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على السودان بعد ثبوت استخدام حكومته أسلحة كيميائية العام الماضي في الحرب الأهلية المستمرة ضد قوات الدعم السريع. وسيتم تقييد الصادرات الأمريكية إلى البلاد ووضع حدود للاقتراض المالي اعتباراً من السادس من يونيو/حزيران القادم، بحسب بيان للمتحدثة باسم الوزارة تامي بروس. وسبق أن اتُهمت القوات المسلحة السودانية وجماعة الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" أثناء الصراع. تواصلت بي بي سي مع السلطات السودانية للتعليق على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وأفاد المسؤولون السودانيون أنهم لم يصدروا بياناً رسمياً حتى الآن. وقُتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الصراع الذي بدأ قبل عامين عندما بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعاً شرساً على السلطة. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، لكن القتال لا يزال مستمراً في أماكن أخرى. ولم يتم تقديم أي تفاصيل بشأن الأسلحة الكيميائية التي قالت الولايات المتحدة إنها عثرت عليها، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في يناير/كانون الثاني أن السودان استخدم غاز الكلور في مناسبتين، وهو ما يسبب مجموعة من التأثيرات المؤلمة والمدمرة، وقد يكون قاتلاً. "تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف كل استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، بحسب البيان، في إشارة إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي التزمت الدول الموقعة عليها بتدمير مخزوناتها من الأسلحة. ووافقت جميع دول العالم تقريباً - بما فيها السودان - على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، وفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة. وأضافت الجمعية أن "إسرائيل وقعت على الاتفاقية لكنها لم تُصادق عليها"، ما يعني أنها لم تُؤكد قانونياً مشاركتها فيها. وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية". Reuters هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على السودان. ففي يناير/كانون الثاني، فرضت عقوبات على قادة من طرفي الصراع. اتهمت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف التحول الديمقراطي" ، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السودانية ووصفته بأنه "غريب ومقلق". وعلى صعيد متصل أيضاً، اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد. ويتنافس طرفا الصراع على السلطة منذ العامين الماضيين، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص وترك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر على البلاد نتيجة هذه الإجراءات السابقة. أثارت هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة توترات بشأن تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان قد ظلت قائمة حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه الإمارات. وبعد الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإمارات الأسبوع الماضي، سعى الديمقراطيون في الكونغرس إلى منع بيع الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الإمارات، جزئياً بسبب تورطها المزعوم في الصراع. وقال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات الجديدة على السودان "لصرف الانتباه عن الحملة الأخيرة في الكونغرس ضد الإمارات". وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة مسعى السودان لمقاضاة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "الإبادة الجماعية".