logo
من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟

من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟

الجزيرة١٢-٠٥-٢٠٢٥

جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، ولد في تل أبيب عام 2003 وانتقل طفلا مع عائلته إلى الولايات المتحدة وترعرع في ولاية نيوجيرسي ، وبعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 قرر العودة إلى إسرائيل والتحق بجيشها في مهمة على الحدود مع قطاع غزة ، وهناك وقع أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية بعد عملية التي شنتها على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المولد والنشأة
ولد عيدان ألكسندر يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2003 في تل أبيب لوالدين إسرائيليين هما عدي ألكسندر ويائيل ألكسندر، انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا واستقرت في البداية بولاية ميريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن.
وفي عام 2008 انتقلت العائلة إلى بلدة تينافلاي بمقاطعة بيرغن الواقعة في ولاية نيوجيرسي لكنها جغرافيّا تعتبر إحدى ضواحي مدينة نيويورك ، ويبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف نسمة، وتعد الأسرة عموما من الطبقة المتوسطة العليا وذات معدل دخل مرتفع.
نشأ عيدان ألكسندر في كنف عائلة من 5 أفراد، وله أخ اسمه ميكا وأخت اسمها روي.
يقول عنه والده "كان شابا أميركيا بامتياز، ورياضيا رائعا"، وفي تصريح آخر قال إن ابنه كان يستمتع بالسباحة وقضاء الوقت مع الأصدقاء وتشجيع فريق نيويورك نيكس.
وقد نظم ناشطون عشرات التجمعات في بلدة تينافلاي للمطالبة بإطلاق سراح عيدان ألكسندر.
الدراسة
شارك في حياته الدراسية ببطولات رياضية ومنافسات مع فريق السباحة المحلي، وكان منخرطا في أنشطة الحركة الكشفية، كما كان من مشجعي نادي نيويورك نيكس لكرة السلة، وسافر كثيرا إلى إسرائيل لزيارة جديه واحتفل ببلوغه سن الرشد هناك.
تخرّج عيدان ألكسندر من مدرسة تينافلي الثانوية عام 2022.
العودة لإسرائيل والالتحاق بجيشها
مباشرة بعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 فاجأ عيدان ألكسندر عائلته بقرار عودته إلى إسرائيل ، وهناك تطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي ، وقال والده إن ابنه لم يكن ملزما بأداء الخدمة العسكرية "لكنه أراد مساعدة إسرائيل".
يوم الأسر
في يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان ألكسندر (20 عاما) متمركزا بزيه العسكري ضمن لواء غولاني في مهمة حراسة بموقع استيطاني بالقرب من كيبوتس نيريم قرب الحدود مع قطاع غزة.
وفي صباح ذلك اليوم تحدث ألكسندر هاتفيا مع والدته يائيل وأخبرها أن هناك إطلاق نار كثيفا، وأنه أصيب بشظايا في خوذته، لكنه أكد لها أنه بخير، قبل أن يقع أسيرا في أيدي المقاومة الفلسطينية التي شنت هجوما واسع النطاق على قواعد ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي.
وأسفر هجوم المقاومة يومها عن مقتل 1200 من العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين واقتياد 250 أسيرا إلى قطاع غزة، بينهم 12 يحملون الجنسية الأميركية.
وفي الأيام الأولى التي تلت ذلك الهجوم لم يكن أفراد عائلة ألكسندر على علم بمكان وجوده، لكن مسؤولين إسرائيليين أبلغوهم بعد أسبوع أن ابنهم وقع أسيرا وتم اقتياده إلى غزة.
ولاحقا، راجت تسجيلات مصورة يظهر فيها ألكسندر محاطا بمقاتلين من كتائب عز الدين القسام الجناع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
بعد أكثر من عام على الهجوم بثت كتائب القسام يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تسجيلا لعيدان ألكسندر تحدث فيه عن معاناته وظروف احتجازه، ووجّه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال ألكسندر إنه محتجز لدى حماس منذ أكثر من 420 يوما، وخاطب نتنياهو "سمعتك تتحدث لشعب إسرائيل في الأخبار، وشعرت بإحباط شديد، سمعت أنك ستقدم 5 ملايين لمن يعيدنا أحياء، لكن ماذا عن حمايتك لنا بصفتنا مواطنين وجنودا؟ أنت أهملتنا".
وأشار إلى أنه يعيش في خوف دائم، قائلا "حراسنا أخبرونا عن التعليمات الجديدة في حال وصول قوات الجيش إلينا، نحن نموت ألف مرة كل يوم ولا أحد يشعر بنا".
ووجّه كلامه إلى "شعب إسرائيل" قائلا "لا تهملونا، نريد العودة بعقل كامل إلى البيت، الخوف والعزلة يقتلاننا، من فضلكم اخرجوا للتظاهر كل يوم واضغطوا على الحكومة، حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس".
كما توجه برسالة إلى ترامب قال فيها "أنا مواطن أميركي إسرائيلي محتجز في غزة، لطالما آمنت بقوة الولايات المتحدة، وأناشدك أن تستخدم نفوذك بكل الطرق للتفاوض من أجل حريتنا، كل يوم نقضيه هنا يبدو كأنه الأبد، والألم يتعاظم يوما بعد يوم".
وانتقد ألكسندر سياسات الإدارة الأميركية السابقة قائلا "لا ترتكبوا الخطأ الذي ارتكبه جو بايدن ، الأسلحة التي أرسلها تقتلنا الآن، والحصار غير القانوني يفتك بنا"، مضيفا "لا أريد أن أنتهي ميتا مثل مواطني الأميركي هيرش".
وختم التسجيل برسالة عاطفية إلى عائلته قائلا "أمي، أبي، ميكا، جوي، جدي، جدتي، كل يوم يمر يزداد الوجع داخلي، أشتاق لكم بشدة، وأصلي كل يوم كي أراكم قريبا، كونوا أقوياء، فالوقت ينفد، لكن هذا الكابوس سينتهي يوما ما".
الظهور الثاني
وفي 12 أبريل/نيسان 2025 بثت كتائب القسام تسجيلا مصورا ثانيا لألكسندر يتهم فيه نتنياهو بالتخلي عن الأسرى في غزة وبعرقلة صفقة التبادل، وقال "الجميع كذبوا عليّ، شعبي وحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش".
وأكد أن الوقت ينفد أمام الأسرى، وتابع "نعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتا، ولا أمل لدينا"، وأشار إلى أنه سمع قبل 3 أسابيع من ذلك البث أن حماس مستعدة لإطلاق سراحه، لكن إسرائيل رفضت وتركته أسيرا.
وهاجم ألكسندر رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الدكتاتور"، كما عاتب ترامب وسأله "لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟".
أسير مفقود
وبعد 3 أيام على بث التسجيل المصور الثاني لعيدان ألكسندر أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة يوم 15 أبريل/نيسان 2015 فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة.
وأوضح أبو عبيدة -في منشور على تطبيق تليغرام – أن تقديرات الكتائب آنذاك تشير إلى أن "جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة" على قطاع غزة.
المفاوضات والإفراج
وطوال الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية كان الإفراج عن ألكسندر في صلب أغلب المفاوضات لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي 11 مايو/أيار 2025 أعلنت حماس أنه سيتم إطلاق سراحه إثر اتصالات مباشرة أجرتها مع الإدارة الأميركية.
وقالت الحركة في بيان إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "أبدت حماس إيجابية عالية"، مضيفة أن قرار إطلاق ألكسندر يأتي ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكدت حماس استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، و"بذل جهود جادة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار سنوات عدة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".
وأشاد ترامب بإعلان حماس عزمها الإفراج عن ألكسندر، وكتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "أنا ممتن لكل من أسهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي"، واصفا الإفراج عن الرهينة بأنه "بادرة حسن نية".
وأضاف "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي"، كما أعرب عن أمله في إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء القتال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها
نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

دعت نائبة في البرلمان الأيرلندي إلى وقف الاستثمارات مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات أسرع لحل الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة. وقالت شينيد غيبني، وهي برلمانية أيرلندية عن حزب الديمقراطيين الاجتماعيين، إن القوات الإسرائيلية تتصرف بطريقة مروعة وغير مسؤولة. وتتوالى التصريحات الغربية المنتقدة لإسرائيل بسبب استمرار حربها الوحشية على غزة وفرضها حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا، في ظل استخدامها سياسة التجويع سلاحا. ودعت غيبني حكومة بلادها إلى إقرار تشريع بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضافت "نضغط على المصرف المركزي بشأن التعاملات مع إسرائيل". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كل النداءات الدولية وأوامر ل محكمة العدل الدولية بوقفها.​​​​​​​ وخلفت حرب الإبادة، التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. وفي سياق متصل، وصفت النائبة في البرلمان الأيرلندي ما حدث للدبلوماسيين في الضفة الغربية بأنه اعتداء إسرائيلي واضح. الضفة الغربية ، للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم. وقررت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والدانمارك استدعاء سفراء إسرائيل لديها، في حين نددت الخارجية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما حدث، وقالتا إنه "عمل عدواني" و"إمعان في انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية".

الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة
الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، الفلسطينيين في مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة بإخلاء مناطقهم فورا، متوعدا بشن هجمات عنيفة على تلك المناطق. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان بخصوص أوامر الإخلاء، إن "هذا إنذار مسبق قبل الهجوم". وأوضح أن العمليات ستستهدف "معسكر جباليا، وأحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعباد الرحمن، والنهضة". وطالب جيش الاحتلال الفلسطينيين في تلك المناطق، "بالتوجه نحو جنوب قطاع غزة"، وأضاف أنه سيعمل بقوة شديدة في كل منطقة يتم منها إطلاق قذائف صاروخية، وفق زعمه. يأتي هذا التهديد في ظل استمرار حرب الإبادة التي انطلقت منذ 20 شهرا، والتصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن توسيعها من خلال عملية " عربات جدعون" التي من المرجح أن تستمر لأشهر وفق إعلام إسرائيلي. وتتضمّن عملية "عربات جدعون" الإجلاء الشامل لسكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع، على أن يبقى الجيش الإسرائيلي في أي منطقة يحتلّها. شاحنات مكدسة في سياق متصل، حصلت الجزيرة على صور خاصة تظهر تكدس الشاحنات المحملة بالأدوية والغذاء والمياه وجميع أنواع الإمدادات عند معبر رفح مع مصر ولا تستطيع الدخول إلى قطاع غزة لتقديم الإغاثة إلى السكان، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية هناك. إعلان ويتزامن ذلك مع تجدد النداءات من الدول والمنظمات الإنسانية بفتح المعابر والسماح بإدخال الإمدادات الطبية والغذائية ودعوة إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على القطاع والتحذير من أن استمرار هذا الإغلاق يفاقم الأزمة الإنسانية، ويزيد من خطر تفشي الأمراض ونقص الغذاء. وانتقد مسؤولون غربيون عدم سماح الحكومة الإسرائيلية بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى موظفي الإغاثة، معتبرين ذلك أمرا مشينا، كما نبهوا إلى أن الشاحنات التي تعبر إلى غزة قليلة جدا. ادعاء بإدخال مساعدات وقال جيش الاحتلال إن إسرائيل سمحت بدخول 100 شاحنة مساعدات محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة أمس الأربعاء، في حين قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن مشكلات التوزيع أدت إلى عدم وصول أي مساعدات حتى الآن إلى من يحتاجونها. وفي وقت سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي يضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، في حين يدير أبشع جرائم التجويع والإبادة في العصر الحديث، بينما حذرت الأمم المتحدة من وفاة 14 ألف رضيع بغزة إذا لم تدخل مساعدات في غضون 48 ساعة. وأضافت حماس، في بيان، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام التجويع كسلاح في حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع
إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع

جنين- مثّل تعرّض أكثر من 32 دبلوماسيا وممثلا لسفارات أوروبية وعربية لإطلاق نار إسرائيلي متعمّد في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية ، ظهر الأربعاء، "صدمة" للفلسطينيين وفي الرأي العام الدولي، كما وصفها مسؤول فلسطيني للجزيرة نت. كان الوفد في جولة دبلوماسية لتفقد آثار العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في مخيم جنين منذ يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أدت إلى تهجير سكانه، وتدمير عدد كبير من منازله وبنيته التحتية. وضم الوفد سفراء وقناصل ودبلوماسيين من 32 دولة، بينها مصر والأردن والمغرب والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وإسبانيا وليتوانيا وبولندا وروسيا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا وكندا والهند وتشيلي وفرنسا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، برفقة أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني. وبدأت الجولة في محافظة جنين بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكان المدينة والمخيم، في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة عليها منذ 5 أشهر والمسماة "السور الحديدي". ووفق الجدول المعلن، فإن الزيارة تضمنت وصول الوفد إلى محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاعه، وتوثيق الإجراءات العسكرية الإسرائيلية فيه، وهو ما تم التنسيق المسبق له والموافقة عليه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح النار تجاه السفراء والدبلوماسيين والسياسيين بعد فترة بسيطة من اقترابهم من إحدى البوابات الحديدية التي أقامها على المدخل الشرقي لمخيم جنين قبل شهر. وقال الديك للجزيرة نت، إن أعضاء الوفد عاشوا "رعبا حقيقيا" و"صدمة كبيرة"، و"لأول مرة جرب هؤلاء الدبلوماسيون شعور المواطن الفلسطيني وما يعيشه بشكل يومي من تهديد لحياته". وأكد أن إسرائيل كانت على علم مسبق "ومنذ حوالي أسبوع" ببرنامج الزيارة، وما يتخللها من فعاليات، ومن بينها الوصول إلى مخيم جنين والوقوف أمام مداخله. وقال "بعد وصولنا بربع ساعة فوجئنا بإطلاق الرصاص الحي، لم نعلم إن كان الرصاص بهدف القتل أم لا. حاولوا إفشال البرنامج الذي أعد من فترة وأُبلغ به الجيش الإسرائيلي وتمت الموافقة عليه، فضلا عن برنامج مشابه تم قبل يومين في محافظة طولكرم". وباسم وزارة الخارجية الفلسطينية، أدان المستشار الديك "هذا العمل غير المبرر، الذي يشكل استمرارا للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وشعبها وكل من يحاول مساندته". ادعاءات إسرائيلية سريعا نشر جيش الاحتلال بيانا قال فيه "إن الوفد الدبلوماسي انحرف عن مسار الزيارة المقرر، ودخل منطقة غير مسموح بالدخول إليها". وقال إن "الجنديين اللذين أطلقا الرصاص في الهواء لم يكونا على علم بزيارة الوفد، وأنه سيتم التحقيق في الحادثة". لكن الخارجية الفلسطينية ردت في بيان شديد اللهجة، وقالت إن "ادعاءات جيش الاحتلال غير صحيحة"، وأكدت أنها أعلنت عن الزيارة منذ 10 أيام، وأن الوفد تحرك باتجاه جنين بسيارات دبلوماسية، وأنه زار أحد مداخل جنين المغلق بسواتر ترابية وانتقل في موكب دبلوماسي إلى إحدى البوابات الحديدية على بعد 500 متر من المدخل الأول. وقال أحمد الديك إن الوفد مكث قرابة 15 دقيقة أمام البوابة مستمعا لشرح مفصل من محافظ جنين كمال أبو الرب حول إفراغ المخيم من سكانه وتهجيرهم، وما تبع ذلك من تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية في المدينة، كل ذلك بحضور عدد من الصحفيين الذين وثقوا إطلاق النار على الهواء مباشرة بعد ربع ساعة من وصول الوفد إلى المنطقة. رد على مواقف بحسب الديك، فإن ما حدث "يعكس استخفاف إسرائيل بالمجتمع الدولي، وبالمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف، كما يدل على عدم احترام إسرائيل لحصانه الدبلوماسيين". وأكد أن الحادثة تأتي بعد قراري بريطانيا وكندا فرض عقوبات على إسرائيل "لاستمرارها في إبادة شعبنا في قطاع غزة"، وعقب قرارات هذه الدول بقطع إمدادات السلاح عن إسرائيل "وهو استخفاف بمطالبة دول الاتحاد الأوروبي بوقف الإبادة والحرب على غزة". وبيّنت مقاطع فيديو لحظات إطلاق الرصاص بشكل مباشر تجاه الوفد، في حين أظهر مقطع لسفير المملكة المغربية وهو على الهواء مباشرة، حين بدأ صوت الرصاص الكثيف، من داخل المخيم، ومحاولة هروب الموجودين للاحتماء منه. وشكلت الحادثة صدمة كبيرة في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر أن إسرائيل وصلت لأقصى درجات الاستهتار بدول العالم وممثليها. وقال مواطنون من جنين إن ما حدث يفسّر استمرار إسرائيل في جرائمها ومجازرها في غزة وعقوباتها في الضفة وخاصة بمخيمات الشمال؛ فهي لا تقيم اعتبارا لأية دولة مهما كان وزنها، وهذا يفسر عدم وجود رادع لأفعالها. وبالمقابل، استنكرت الدول التي شارك ممثلوها في الزيارة الحادثة، مطالبة إسرائيل بتوضيح ما حدث، في حين استدعت بعض الدول، منها فرنسا وإيطاليا وأيرلندا والبرتغال، سفراء إسرائيل لديها. "واقع أليم ومعقد" ووفق محللين فإن الحادثة أثبتت عكس ما تحاول إسرائيل ترويجه لدول العالم من أنها تقوم بملاحقة من تسميهم "الإرهابيين" في المخيمات الفلسطينية، وأنها لا تنكل بالفلسطينيين في المدن والبلدات والقرى ولا تقيّد حركتهم على حواجزها العسكرية. وخلال الزيارة وصف عدد من السفراء والدبلوماسيين الواقع الذي تعيشه جنين ومخيمها بـ"الصعب". وقال سفير الأردن لدى فلسطين عصام البدور في حديثه لوسائل إعلام محلية إن واقع مخيم جنين "أليم ومعقد"، ويجب على العدوان الإسرائيلي أن يتوقف على الفور من أجل إعطاء الفلسطينيين فرصة للعيش بصورة طبيعية كباقي العالم. وشرح محافظ جنين كمال أبو الرب، لسفراء وممثلي 32 دولة أوروبية وعربية خلال الزيارة لمقر المحافظة في المدينة، الوضع المتردي للنازحين من المخيم، وكذلك التراجع الحاد في الاقتصاد المحلي، وتأثير العملية العسكرية الإسرائيلية على كافة مرافق الحياة في المحافظة. وقال أبو الرب إن عدد النازحين من مخيم جنين ومحيطه وصل إلى 22 ألفا، في حين دمّر الاحتلال مئات المنازل بشكل كلي في المخيم، ووصلت الخسائر المباشرة إلى 298 مليون شيكل. في حين استشهد 40 مواطنا وأصيب 200 آخرون برصاص الاحتلال منذ بدء الحملة العسكرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store