
الحرب الإيرانية الإسرائيلية تفكك طاولة المفاوضات بين واشنطن وطهران
تاريخ النشر : 2025-06-15 - 12:11 am
مي الكردي
فالحرب التي اندلعت بين إيران والكيان الصهيوني تنذر بإعادة تشكيل معادلات سوق الطاقة، وتهدد سلاسل الإمداد، وتربك حسابات المستثمرين على حد سواء.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى احتواء الآثار الجيوسياسية للحرب، يواجه الاقتصاد العالمي موجة جديدة من عدم اليقين، تقودها مخاوف من ارتفاع أسعار النفط، واضطراب الملاحة في الممرات الحيوية مثل مضيق هرمز، وتزايد مخاطر التضخم.
أما على المستوى الإقليمي، فتواجه اقتصادات الدول المجاورة لإيران وإسرائيل تحديات مباشرة تتعلق بالاستثمار، والتجارة، وحركة رؤوس الأموال.
ووسط تصاعد الضربات العسكرية بين الطرفين والتي بدأها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الجمعة باستهداف منشآت نووية ومراكز أبحاث وقواعد عسكرية إيرانية، تصاعدت التوترات وتفككت طاولة المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران قبيل جولتها المقررة اليوم الأحد، إثر إعلان إيران انسحابها من المفاوضات النووية.
وفي أوج التصعيد الإسرائيلي على إيران، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة "أيه بي سي' بأن إدارته منحت الإيرانيين فرصة لم يستغلوها، واصفًا الهجوم على إيران بأنه "ممتاز'.
وفي وقت لاحق، عرضت واشنطن على إيران حضور جولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الأحد، لكن العرض قوبل بالرفض وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت' عن مصادر أمريكية.
وإثر ذلك، تتجه التحليلات السياسية والاقتصادية إلى أفضلية عودة إيران إلى طاولة المفاوضات لتفادي تصاعد الصراع في المنطقة وتقليل الخسائر العسكرية والاقتصادية في ظل الحصار الاقتصادي المشدد عليها منذ عقود بسبب برنامجها النووي.
وتشير الاختراقات الإسرائيلية العميقة داخل الأراضي الإيرانية إلى هشاشة الجبهة الداخلية، مع تحذيرات من احتمالية انتقال المواجهة إلى تفكيك النظام الإيراني الحالي.
على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت أسعار النفط والذهب تعويضًا عن خسائر الفترة الماضية، حيث قفزت أسعار النفط في مطلع الهجوم نحو 12%، فيما حقق الذهب ارتفاعات بنحو 1% ويتجه للمزيد وسط توقعات باستمرار الحرب لأيام وربما أسابيع.
إصرار أمريكي على التفاوض النووي
وأكد الخبير السياسي والوزير الأسبق جواد العناني أن محاولة الرئيس الأمريكي ترامب لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات تهدف إلى توضيح أن الضربات الإسرائيلية لم تكن لاستهداف إيران بحد ذاتها، بل لفرض موقف تفاوضي. وأوضح أن ترامب لا يريد خسارة إيران كشريك محتمل في المستقبل، خصوصًا في حال التوصل إلى اتفاق.
وشدد العناني على أن شروط أمريكا واضحة بعدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأي غرض كان، سواء سلميًا أو عسكريًا، مشيرًا إلى موقف المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يعتبر تخصيب اليورانيوم حقًا لإيران لأغراض سلمية، مؤكدًا أن ترامب يرغب في استمرار التفاوض مع إيران.
ورأى العناني أنه رغم المناكفات، قد تُقدم أمريكا عروضًا لإعادة طهران إلى المفاوضات، لكن بدون تنازلات تذكر عن الموقف الأمريكي السابق، مع تأكيده أن الحرب تحمل كلفة اقتصادية عالية لإيران، وقد تؤدي إلى سقوط النظام.
تحركات أمريكية "من تحت الطاولة'
وقال العناني في حديثه لـ'الأنباط' إن الهجمات الإسرائيلية جاءت بإضاءة خضراء أمريكية، مؤكدًا أنه لولا موافقة الولايات المتحدة لما نفذت إسرائيل هذه الضربات.
وأضاف أن واشنطن لم تشارك عسكريًا لكنها قدمت ضمانات لإسرائيل بالحماية، معتبرًا أن الهجوم الإسرائيلي يصب في صالح الموقف التفاوضي الأمريكي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تُجر إلى صراع مباشر مع إيران حتى الآن، رغم احتمال مشاركة استخباراتية، موضحًا أن الإعلام الإسرائيلي ينفي تحريض واشنطن على هذه الخطوة.
اختراق الداخل الإيراني وتمهيد للتصدع
وأكد العناني أن إيران تعاني من اختراقات داخلية نتيجة تعاون بعض الأشخاص مع إسرائيل، مضيفًا أن ملف طهران النووي تحت تهديد خطير قد يضطر النظام إلى تغيير سياساته لإنقاذ مصالحه في المنطقة.
وأشار إلى أن الجبهة الداخلية الإيرانية اليوم أكثر تفككًا مما يظهر إعلاميًا، وأن صوت إيران في المنطقة قد تراجع مقارنة بالدول الإقليمية الأخرى مثل تركيا وإسرائيل.
ارتفاع أسعار الذهب والنفط يتصدر الصراع
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن الارتفاعات التي شهدتها أسعار الذهب والنفط طبيعية في ظل التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث سجل النفط ارتفاعًا بنحو 12%، فيما ارتفع الذهب بأكثر من 1% مع توقعات بمزيد من الصعود.
وأضاف أن هذه الاضطرابات مثالية لجذب المستثمرين في الذهب، مستفيدين من ارتفاع الأسعار، بينما تخشى الأسواق تعطل تصدير النفط عبر الخليج ومضيق هرمز وباب المندب، ما يؤثر على أسعار النفط العالمية.
التغطية الإعلامية الأمريكية الإسرائيلية
وأكد عايش أن التغطية الإعلامية تحاول إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن صورة الهجمات الإسرائيلية على إيران، بهدف حماية القواعد الأمريكية من الرد الإيراني.
وأضاف أن هناك تنسيقًا أمريكيًا إسرائيليًا لتحمّل إسرائيل مسؤولية الضربات مع استعداد واشنطن لحماية مصالحها وقواعدها، بالتعاون مع حلفاء غربيين.
ارتدادات اقتصادية عميقة
وأكد عايش أن إيران في أسوأ حالاتها الاقتصادية، حيث تركز الضربة الإسرائيلية على قدراتها الاقتصادية والعسكرية، مشيرًا إلى أن الحصار المستمر منذ 40 عامًا حد من استفادتها من مواردها النفطية والغازية، وأثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأضاف أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى تقييد إمكانيات إيران اللوجستية، بعد استهداف ميناء بندر عباس، ما يؤثر سلبًا على أداء الاقتصاد والسياسة والعسكرية.
تحجيم الموقف النووي الإيراني
ولفت عايش إلى أن الولايات المتحدة سمحت أو حثت إسرائيل على تنفيذ هذه الضربات لإجبار إيران على العودة إلى المفاوضات "صاغرة' وقبول تفكيك برنامجها النووي، مع احتمال تحرك عملاء إقليميين وغربيين لمحاولة قلب نظام الحكم الإيراني.
انعكاسات الصراع على الأردن
على الصعيد المحلي، يتوقع أن يتأثر الأردن كغيره من دول العالم، حيث يؤثر توقف حركة النقل الجوي على القطاع السياحي، وارتفاع أسعار النفط يزيد من تكاليف المعيشة. كما يسبب تذبذب حركة النقل البحري والبري تأثيرات على استيراد السلع الغذائية وتصدير الفوسفات والبوتاس والأسمدة.
ويتوقع أن ينعكس ذلك على ارتفاع التضخم وتراجع النمو الاقتصادي، حيث خفض البنك الدولي توقعاته لنمو الأردن من 2.6% إلى 2.4%.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 33 دقائق
- رؤيا
أسعار النفط عالميا عند مفترق خطير وسط التصعيد بين طهران وتل أبيب.. إلى أين تتجه؟
ليبو: فقدان النفط الإيراني بالسوق قد يرفع الأسعار بنحو 7.5 دولارات للبرميل تدخل أسعار النفط مرحلة دقيقة من التقلبات وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد الضربات المتبادلة التي طالت منشآت حيوية في كل من حيفا وطهران، ما أعاد شبح "سلاح النفط" إلى الواجهة، وفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر غموضًا في سوق الطاقة العالمية. هذه التطورات، التي تسارعت منذ الساعات الأولى من الجمعة 13 يونيو/ حزيران، أدخلت السوق في معادلات جديدة يصعب التنبؤ بها، أبرزها تهديد حركة ناقلات النفط في مضيق هرمز، واضطراب صادرات إيران التي كانت تخطط لزيادتها تدريجيًا خلال عام 2025. تهديدات حقيقية لأمن الطاقة في هذا السياق، حذّر رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو، في تصريحات لـ CNBC عربية، من أن فقدان النفط الإيراني في السوق قد يرفع الأسعار بما يصل إلى 7.50 دولارات للبرميل، فيما يمكن أن تصل أسعار الخام إلى ثلاثة أرقام، في حال تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز. وأشار إلى أن "أسهل الأهداف التي قد ترصدها إيران وتؤدي إلى تأثير فوري على الأسعار، هي ناقلات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة، دون الحاجة لضرب منشآت إنتاج في السعودية أو الكويت أو الإمارات". تصعيد يهدد الاستقرار وأوضح ليبو أن أسعار النفط ارتفعت بالفعل في بداية الأسبوع الماضي بعد إعلان واشنطن خفض عدد موظفي سفارتها في العراق وسط توتر متصاعد مع إيران بشأن ملفها النووي، إلى جانب إعلان طهران بناء منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم، وانتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعدم امتثال إيران. وجاءت ضربة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لتزيد من حدة القلق في السوق، رغم أن تلك الضربات لم تشمل منشآت نفطية في حينه. ومع الرد الإيراني الأخير على مصفاة حيفا، ورد الاحتلال بقصف مستودع وقود قرب طهران، ارتفعت المخاوف من انقطاعات فعلية في الإمدادات. ضغوط اقتصادية مضاعفة وحذر ليبو من أن ارتفاع أسعار النفط في هذا التوقيت سيؤجج التضخم العالمي، في وقت لا يزال الاقتصاد الدولي يحاول التعافي من تداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وبحسب تقديراته، فإن أسعار خام برنت مرشحة للارتفاع بنحو 5 دولارات إضافية، لتصل إلى حدود 80 دولارًا للبرميل في المدى القريب، إذا استمر التصعيد الحالي. إيران والموقف الأمريكي وأشار ليبو إلى أن إيران تدرك تمامًا أن الرئيس ترمب يسعى لخفض أسعار الطاقة، وأن أي تصعيد يرفع كلفة البنزين والديزل داخل أمريكا يضعف الموقف السياسي للإدارة الحالية. ولفت إلى أن خطوات أوبك+ الأخيرة نحو إنهاء تخفيضات إنتاجها الطوعية بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، ربما جاءت لتعويض أي نقص في الإمدادات بسبب تصاعد التوتر مع طهران. وتُصدّر إيران حاليًا نحو 1.6 مليون برميل يوميًا، وكانت تخطط لزيادتها العام المقبل. ويُشكل السوق الصيني الوجهة الأساسية لهذه الصادرات، وهو ما يجعل أي تعطيل في هذا المسار محوريًا في التوازن العالمي للعرض والطلب.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
وساطة امريكية بين إيران واسرائيل
أعلن ترمب اليوم عزمه التوسط لانهاء الحرب. بين ايران واسرائيل على غرار وساطته التى انهت النزاع المسلح بين الهند وباكستان. وكما يبدو أن هذا العرض لم يأت بهذه السرعه بعد ٣ أيام من إشعال اسرائيل هذه الحرب بهجومها فجرا على أهداف عسكرية ونووية ايرانية. لو لم تكن تل أبيب اوعزت بذلك في ضؤ الردود الايرانية القوية والتي استعادت فيها معادلة الردع في مواجهة العدوان الاسرائيلي. ومن المهم ان يكون العرض الأمريكي مراعيا لشروط القانو ن الدولى ومصالح الدول وسياداتها لا ان تكون إلى جانب المعتدي وهو اسرائيل في مجمل مكونات ومحطات الصراع في المنطقة بدءا بالقضية الفلسطينية وما واكبها من صراعات في الاقليم حتى اليوم... اجل ان واشنطن تملك كل المقومات التى تمكنها من فرض التسويات اذا كانت متوازنه" وهو امر مستبعد" اذا أرادت واشنطن ان تجعل الشرق الأوسط منطقة مزدهره.كما يطرح الرئيس ترامب في تغريداته.......ان.كل دول المنطقه باتت متاكدة ومقتنعه بان اسرائيل ليس كيانا محبا للسلام ومستعدا لاحترام جيرانه بدليل ما يتبجح به زعماء اليمين الحاكم عن شرق أوسط جديد و مخططه لتفكيك دول المنطقه على أسس طائفية وعرقيه(سوريا النموذج الاقرب لتطبيق هذا المخطط الخبيث والتامري).. وفي محاولات بائسه لتمويه مخططها هذا من خلال اجرامها في حرب الاباده في غزه يخرج نتنياهو ليزعم ان حروبها في فلسطين وسوريا ولبنان و خاصةايران إنما تهدف لمنع ابادتها ممن تسميهم باعداءها...ومن المضحك المحزن انها تدعو العرب المطبعين والمجتمع الدولى ان يقف إلى جانبها في حروبها فيما هي لاتحترم هذا المجتمع ولا تستمع إلى ما يقوله كل الزعماء العرب وخاصة الاردن ..ان لا سلام لإسرائيل الا باعترافها بدولة فلسطين....وهاهي اسرائيل اليوم تعلن انها بعد استهدافها ايران ستتفرغ لباكستان فيما اثبتت وقائع الحرب الدائره مع ايران وتلك الممتده لنحو عامين في غزه انها تطرح اهدافا توسعيه وعدوانيه تجرها إلى المهالك....إلى أن تتدخل القوى الغربيه في إخراجها من ازماتها والحفر التي تقع فيها.جراء غطرستها.. هذا التفوق الجوي لن يمكنها ان تضمن قبول شعوب المنطقه بها كجزء من المنطقه وان استخدام القوه الجويه لن يضمن لها الأمن والسلم....ولا التوسط الأمريكي عند الضيق يضمن لها البقاء.


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
ترامب: إسرائيل وإيران ستنعمان بالسلام 'قريبا'
أخبارنا : واشنطن: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد إن إيران وإسرائيل ستنعمان بالسلام "قريبا'، مضيفا أن هناك اجتماعات كثيرة تُعقد وأنه ينبغي للبلدين التوصل إلى اتفاق. وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق، وسوف نتوصل إلى اتفاق… سنصل إلى السلام قريبا'. ولم يقدم ترامب أي تفاصيل حول الاجتماعات أو أي دليل على إحراز تقدم نحو السلام. وتناقض تأكيده مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال أمس السبت إن حملة إسرائيل ضد إيران ستشتد. ولم تجب متحدثة باسم البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق على كيفية عمل ترامب والبيت الأبيض على تهدئة الوضع في الشرق الأوسط. وذكر ترامب، الذي يصور نفسه صانع سلام وتعرض لانتقادات من قاعدته السياسية لعجزه عن منع الصراع الإسرائيلي الإيراني، نزاعات أخرى تحمل مسؤولية حلها، ومنها بين الهند وباكستان، وعبر عن أسفه لعدم حصوله على المزيد من الثناء على ذلك. وكتب "أفعل الكثير ولا أنال أي تقدير لكن لا بأس، فالشعب متفهم. اجعلوا الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى!'.