logo
صداقات البابا فرنسيس مع الديانات الأخرى عززت مسارات السلام

صداقات البابا فرنسيس مع الديانات الأخرى عززت مسارات السلام

الوسط٢٣-٠٤-٢٠٢٥

Reuters
تصدرت وفاة البابا فرنسيس عناوين الصحف العربية والعالمية.
ونبدأ جولة الصحف اليوم من صحيفة الفاتيكان نيوز، التي نشرت مقالاً يسلط الضوء على جهود البابا الراحل لتعزيز الصداقة والحوار بين المسيحيين وأتباع جميع الديانات، مع تركيز خاص على العالم العربي والإسلامي.
افتتحت ديبورا كاستيلانو لوبوف، المراسِلة المعتمَدة لدى الفاتيكان، مقالها بأمثلة على ذلك، بينها زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق؛ وصداقته الوطيدة مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في مصر.
وركّز المقال على زيارة البابا للإمارات، التي شهدت توقيعه "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، مع الإمام الأكبر.
ووصف البابا هذه الزيارة بأنها "لم تكن مجرد بادرة دبلوماسية، بل كانت انعكاساً للحوار والالتزام المشترك". وعلّقت مراسلة الفاتيكان قائلة إنها زيارة "مهدت الطريق لعهد جديد من العلاقات بين الكاثوليك والمسلمين".
وذكر المقال أيضاً زيارة البابا إلى العراق رغم التحديات الأمنية ووباء كورونا، إذ التقى خلالها بأعلى سلطة لدى المسلمين الشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني.
كما ذكر المقال زيارة البابا إلى كازاخستان ذات الغالبية المسلمة، وذلك عام 2022 لحضور المؤتمر السابع لزعماء الأديان، لتعقبها زيارة البابا إلى البحرين.
وفي عام 2024، سافر البابا فرنسيس إلى إندونيسيا، أكبر بلد في العالم من حيث عدد المسلمين، والتي أصر البابا على زيارتها منذ سنوات، وفق المقال.
وقد شهدت الزيارة توقيع الإعلان المشترك لـ"استقلال 2024" بين البابا فرنسيس وإمام جامع مسجد الاستقلال في جاكرتا، حول تعزيز الوئام الديني من أجل الإنسانية.
وفي أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، قالت لوبوف في مقالها إن البابا فرنسيس كان عازماً على العمل مع القادة الدينيين من أجل السلام في الأراضي المقدسة، "وهو طُموح راسخ في قلبه منذ بداية حبريته".
Reuters
البابا فرنسيس يصلّي وهو يلمس الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة
كما سلط مقال الفاتيكان الضوء على علاقة البابا بالديانة اليهودية، "التي تجلّت في صداقته الطويلة مع العديد من الأصدقاء اليهود، والتي يعود تاريخها على الأقل إلى فترة عمله رئيساً لأساقفة بوينس آيرس" في الأرجنتين.
وأشار المقال إلى علاقة البابا "بصديقه المقرب" الحاخام أبراهام سكوركا، الحاخام الفخري للمعهد اللاهوتي لأمريكا اللاتينية في بوينس آيرس، الذي كان يقدم معه قبل الباباوية برنامجاً إذاعياً بعنوان "في السماء والأرض".
وقد زار البابا فرنسيس المعابد اليهودية في روما ونيويورك وأماكن أخرى. كما زار بولندا عام 2016 وصلّى في معسكر أوشفيتز الذي كان شاهداً على الهولوكوست.
ومن قبلها، التقى البابا فرنسيس بحاخامَيْن بارزَيْن في إسرائيل، وزار نُصب ياد فاشيم التذكاري في القدس، كما زار مفتي القدس، خلال زيارته الأراضي المقدسة عام 2014.
وقد عرّج المقال على صداقة البابا فرنسيس مع ديانات أخرى، كصداقته مع البوذيين خلال زياراته إلى تايلاند وسريلانكا ومنغوليا.
الكنيسة تفقد "صانع" توازناتها في الشرق الأوسط
EPA-EFE/REX/Shutterstock
راهبة تضع الزهور أمام صورة البابا فرنسيس في البطريركية اللاتينية الكاثوليكية في البلدة القديمة بالقدس
ننتقل إلى صحيفة "القدس العربي" والحديث حول دور البابا فرنسيس في الشرق الأوسط، مع التركيز على موضوع الفلسطينيين، مشيراً إلى "اعترافه بدولة فلسطين عام 2015"، في خطوة وصفها المقال بأنها "أثارت ضغينة إسرائيل".
كما سلط المقال الضوء على زيارة البابا للأراضي المقدسة عام 2014، وتوقّفه عند الجدار العازل في بيت لحم، حيث "وضع جبهته عليه في مشهد رمزي قوي، وُصف على نطاق واسع بأنه "صلاة ضد الاحتلال" بحسب القدس العربي.
وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دعا البابا فرنسيس إلى أن تكون المدينة مفتوحة للأديان الثلاثة، "وهو موقف يتعارض مع الموقف الإسرائيلي الرسمي".
وأشار المقال إلى مواقف البابا فرنسيس من حرب غزة التي وصفها بـ"الوحشية"، ما أغضب حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشاد المقال بالبابا فرنسيس الذي "استطاع أن يوازن برويّة وحصافة بين التيارات اللاهوتية والفكرية المتنافرة ضمن الكاثوليكية".
"خارج عن الأعراف"
Reuters
البابا فرانسيس يقبّل قدم أحد اللاجئين
ونختتم جولتنا بالمقال التحريري لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الذي يرى أن البابا فرنسيس استطاع أن يطور الفاتيكان ويصبغه بصبغة عصرية تنقل الكنيسة الكاثوليكية إلى القرن الحادي والعشرين.
فَحين جلس البابا فرنسيس على الكرسي الرسولي، سادت توقعات بأن يركّز بشكل رئيسي على تطهير الفاتيكان "المبتلى بالفضائح"، بحسب المقال، لكنه بدلاً من ذلك، "أسس بابوية إصلاحية عميقة، مثيرة للانقسام داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية".
ووصف المقال التغييرات التي أحدثها البابا الراحل بأنها كانت "سعياً حثيثاً لإعادة توجيه المؤسسة جذرياً لتكون أكثر ليبرالية وأقل خضوعاً لتسلسلها الهرمي".
وفق المقال، أحدث البابا تحولات على الكنيسة الكاثوليكية، إذ جعلها "أكثر عالمية وحداثة وشمولية، ومنفتحة بشكل غير مسبوق على تفكير وحوار جديدين".
ووصف المقال البابا الراحل بأنه كان "خارجاً عن الأعراف" لدرجة أثارت استياء وغضب المؤمنين المحافظين، الذين نظروا إليه باعتباره تخلى عن مبادئ الكنيسة الأساسية، كما أثار استياء بعض الليبراليين الذين كانوا في انتظار إصلاح أشمل.
لقد خاض البابا فرنسيس "المعارك الصحيحة" بحسب المقال، متبنياً قضايا مهمة كتغير المناخ والأقليات الدينية المضطهدة، والفقراء والمهاجرين واللاجئين.
وذكر المقال أنه عندما أصبح بابا، كان أكثر من نصف الكرادلة أوروبيين؛ وعند وفاته، كانت نسبتهم أقل من 40 في المئة، في إشارة إلى تعزيز البابا فرنسيس التنوع العرقي داخل أروقة الفاتيكان.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كافح البابا الأساقفة "الذين طالما اعتبروا أنفسهم أولوية لدى البابا"، وكان يرى أنهم يتحملون "مسؤولية جزئية عن التستر على اعتداءات رجال الدين الجنسية لعقود"، فيما يراها المقال "أسوأ فضيحة للكنيسة منذ قرون".
في المقابل، انتقد المقال البابا على "استحياء" واصفاً إياه بأنه كان "يتغاضى عن مشكلات أخرى" كرفضه إدانة استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية، ورفضه قبول ترسيم النساء كقساوسة، على الرغم من ترقيته لهن إلى مناصب إدارية مهمة.
كما أنه ورغم تعهده بعدم التسامح مطلقاً مع اعتداءات رجال الدين الجنسية، إلا أنه "في كثير من الأحيان، تمكّن الأساقفة وغيرهم من المتواطئين في عمليات التستر - من التهرب من المساءلة تحت إشرافه"، حسب الصحيفة.
ويختتم المقال بالقول إن استمرار سياسة البابا فرنسيس يتوقف على من سيختاره مجمع الكرادلة، الذي بات مؤلفاً من أعضاء اختارهم البابا فرنسيس بنفسه، وكثير منهم من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محادثات أمريكية قطرية بشأن ضم طائرة جامبو فارهة إلى الأسطول الرئاسي الأمريكي
محادثات أمريكية قطرية بشأن ضم طائرة جامبو فارهة إلى الأسطول الرئاسي الأمريكي

الوسط

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

محادثات أمريكية قطرية بشأن ضم طائرة جامبو فارهة إلى الأسطول الرئاسي الأمريكي

Getty Images سبق لقطر أن أهدت طائرات فارهة لدول أخرى يجري البيت الأبيض محادثات مع العائلة المالكة في قطر بشأن إمكانية الحصول على طائرة جامبو فارهة، لاستخدامها كطائرة رئاسية رئيسية. وفي بيان رسمي، نفت قطر أنها ستقدّم الطائرة كهدية للولايات المتحدة، لكنها أكدت أن نقل الطائرة "للاستخدام المؤقت" في التنقلات الرئاسية، قيد التشاور بين البلدين. وقال تقرير نشرته شبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، إنه سيتم التبرع بالطائرة لمكتبة ترامب الرئاسية في نهاية ولايته. تأتي هذه التقارير في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لزيارة قطر هذا الأسبوع ضمن أول جولة خارجية له منذ عودته للبيت الأبيض (باستثناء حضوره جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان). وقال الملحق الإعلامي القطري لدى الولايات المتحدة علي الأنصاري، إن المفاوضات جارية بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية، مضيفاً أن "المسألة مازالت قيد المراجعة من قبل الدوائر القانونية المعنية، ولم يتم اتخاذ أي قرار". وقالت مصادر لسي بي إس الإخبارية، إن الطائرة لن تكون جاهزة للاستخدام على الفور، إذ تحتاج إلى إعادة تجهيزها والحصول على موافقة الجهات الأمنية المعنية بالأمر. ومن المؤكد أن القيمة المحتملة للطائرة وطريقة التعامل معها، ستكون محلّ تساؤلات قانونية وأخلاقية في أوساط المعارضة. وقالت مديرة المركز الصحفي في البيت الأبيض كارولين ليفيت الأحد الماضي، إن "أي هدية تقدمها حكومة أجنبية تُقبل دائماً وفقاً للقوانين المعمول بها، وإدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالشفافية الكاملة". وفي تعليقه على المفاوضات مع قطر، قال الرئيس الأمريكي في منشور على منصة "تروث سوشال" إن الطائرة عُرضت عليه لاستخدامها دون أي مقابل. وكتب على المنصة أن "حقيقة حصول وزارة الدفاع على هدية مجانية، وهي عبارة عن طائرة 747 تحل محل طائرة الرئاسة الأمريكية التي يبلغ عمرها 40 عاماً بشكل مؤقت، في معاملة علنية وشفافة للغاية، تزعج الديمقراطيين الملتويين، لدرجة أنهم يصرون على أن ندفع أعلى سعر للطائرة". AFP أهدت قطر طائرة بوينغ 747- 8 لتركيا، وقالت تقارير في 2018 إنها "أضخم وأغلى طائرة خاصة في العالم" ويضم الأسطول الجوي الحالي الخاص بالبيت الأبيض طائرتين من طراز بوينغ 747-200B، مُصممتين للاستخدام الرئاسي، ومُزودتين بمعدات اتصالات خاصة، وتجهيزات مثل قاعة استقبال، ومكتب، وقاعة اجتماعات، وفقاً لسلاح الجو الأمريكي، وتُستخدمان منذ عامي 1990 و1991. وعادةً ما تُنقل طائرات الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) إلى إدارات أخرى. فوفقاً للأرشيف الوطني، فإن مكتبة ريغان الرئاسية هي المالكة الوحيدة لطائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان)، وسافر بها سبعة رؤساء قبل التبرع بها للمكتبة. وقالت تقارير إن قطر ستقدم نموذجاً محدثاً من طائرة بوينغ 747-8، إذ ذكرت شبكة إيه بي سي نيوز أن الطائرة تم تحديثها لتكون "قصراً طائراً". وتعاقدت شركة بوينغ مع البيت الأبيض لتزويده بطائرات حديثه، لكن ترامب اشتكى في وقت سابق من هذا العام من تأخر الشركة عن الموعد المحدد. وتفاوضت إدارة الرئيس الأمريكي خلال فترة ولايته الأولى مع بوينغ لشراء طائرتين متخصصتين من طراز 747-8. لكن الشركة قالت إن الطائرة لن تكون جاهزة حتى عام 2027 أو 2028. وقال ترامب في فبراير/ شباط الماضي: "لا، لست راضٍ عن أداء بوينغ. يستغرق الأمر لديهم وقتاً طويلاً لإنتاج طائرة الرئاسة، كما تعلمون، لقد أبرمنا هذا العقد منذ فترة طويلة". وأضاف: "قد نشتري طائرة أو نحصل على طائرة، أو نفعل شيئاً من هذا القبيل". ولترامب علاقات دبلوماسية إيجابية مع قطر منذ فترة ولايته الأولى، إذ أعلن في عام 2019 أن الدوحة سوف تشتري كمية كبيرة من الطائرات الأمريكية. وقدّمت قطر طائرات خاصة كهدايا إلى دول أخرى من قبل، مثل الطائرة الفارهة التي أهدتها لتركيا في عام 2018.

لماذا لم يختر الكرادلة بابا من أفريقيا؟
لماذا لم يختر الكرادلة بابا من أفريقيا؟

الوسط

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

لماذا لم يختر الكرادلة بابا من أفريقيا؟

Getty Images أربعة رجال يقفون عند كشك لبيع الصحف في أحد شوارع نيروبي، يتصفحون الصحف التي تحمل صورة البابا ليو الرابع عشر بينما كان العالم يترقّب هوية القائد الجديد للكنيسة الكاثوليكية، طرح كثير من المراقبين في الفاتيكان سؤالاً مهماً: من أي منطقة في العالم سيكون البابا الجديد؟ وكان التساؤل الأبرز عمّا إذا كان الاختيار سيقع عل مرشح من القارة التي تنمو فيها الكنيسة الكاثوليكية بوتيرة سريعة، وهي قارة أفريقيا. رغم أن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يضم ثلاثة باباوات على الأقل من أصل أفريقي، إلا أن آخرهم كان البابا غيلاسيوس الأول، الذي تُوفي منذ أكثر من 1500 عام، وقد رأى البعض أن الوقت قد حان لعودة البابوية لأفريقيا. كان البابا فرنسيس يحرص على أن يعكس قادة الكنيسة الامتداد العالمي للكاثوليكية، فقام بترقية 18 كردينالاّ من أصل 108 كرادلة من أفريقيا. وكان من بين هؤلاء، ثلاثة مرشحين بارزين لمنصب البابا، وهم: فريدولين أمبونغو بيسونغو من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وروبرت سارا من غينيا، وبيتر توركسون من غانا، كما كان الكاردينال توركسون مرشحاً قوياً أيضاً في انتخابات 2013 التي انتهت باختيار البابا فرنسيس. Getty Images تجمع الكرادلة بينما كان البابا ليو الرابع عشر يُحيي الحشود من شرفة الفاتيكان - بيتر توركسون من غانا هو الثالث من اليمين. وعندما تم انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست ليحمل اسم البابا ليو الرابع عشر، عبّر الكاثوليك في أنحاء العالم عن فرحتهم، لكن البعض تساءل ما إذا كان قد تمّ تجاهل أفريقيا. عملية انتخاب البابا سرية للغاية، لذا من المستحيل معرفة ما الذي نوقش داخل الاجتماع. لكن من المحتمل أن الكرادلة الـ133 الذين شاركوا في التصويت تساءلوا، كما يقول الأب لورانس نيغوروغي – الكاتب الكاثوليكي وأستاذ في جامعة جومو كينياتا في كينيا: "هل ننتخب بابا يواصل نهج البابا فرنسيس، أم نختار من يسلك طريقاً مختلفاً؟ أتصور أن هذا كان محور انقسام كبير". البابا فرنسيس كان مصلحاً، فبالرغم من أنه لم يغيّر العقيدة، إلا أنه اعتمد لهجة أكثر ليونة في بعض القضايا، مثل السماح للمطلقين بتناول القربان، وترك القرار للأساقفة حول هذه القضية. وفي النهاية، يرى الأب نيغوروغي أنه "رغم وجود كرادلة أفارقة مؤهلين تماماً لمنصب البابا، فإن المسألة الأهم كانت تتعلق بإرث البابا فرنسيس". كما كانت هناك عوامل أخرى، فالكنيسة الكاثوليكية عالمية ويجب على البابا أن يتفهم قضايا واحتياجات كل القارات. Getty Images ويقول الأب جوزيف نيومونغا، المدير الروحي لمعهد القديسة أنا في نيروبي، إن أفريقيا لا تزال تتعافى من آثار الاستعمار، مضيفاً: "نحن قارة مجروحة، لدينا حروب في الكونغو والسودان. حين تتولى قيادة كنيسة بهذا الحجم، تحتاج إلى شخص هادئ ومستقر". ويوضح الأب أن على الكنيسة في أفريقيا أن تركز على بناء هويتها لخدمة الناس بشكل أفضل، مشيراً إلى أن "السؤال هو: ماذا تحتاج أفريقيا الآن؟ هل تحتاج بابا، أم تحتاج العودة إلى جذورها لفهم ما يستنزف شعوبها؟". Getty Images وُلد البابا ليون الرابع عشر في الولايات المتحدة وقضى سنوات عديدة في أمريكا وليست أفريقيا وحدها التي تشهد نزاعات، فالحروب مستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا أيضاً. وسيواجه البابا الجديد تحديات كبيرة، مثل صعود قادة استبداديين والاضطرابات الاقتصادية المختلفة، كما يجب عليه أن يخاطب احتياجات الجنوب العالمي حيث تنمو الكنيسة الكاثوليكية، وفي الوقت ذاته، يجب عليه العمل لإحياء الحضور الكاثوليكي في أوروبا، التي تُعدّ أضعف مناطق الكنيسة ديناميكيةً، بحسب الفاتيكان. ويقول الأب نيغوروغي إن الكرادلة كانوا يبحثون عن "مرشح يخدم الكنيسة بأفضل شكل، بغض النظر عن جنسيته أو عرقه". ويُنظر إلى البابا ليو الرابع عشر على أنه شخصية تُصغي جيداً وقادرة على احتواء الفصائل المختلفة داخل الكنيسة، والأهم أنه يجمع بين الشمال والجنوب العالمي؛ فرغم ولادته في الولايات المتحدة، إلا أنه قضى سنوات في العمل التبشيري في بيرو، وزار كل الدول الخمسين التي تعمل فيها رهبنته (الآوغسطينيون). وكان البابا الجديد في نيروبي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبدأ مشاريع في معظم الدول الأفريقية التي تنشط فيها رهبنته. ورغم أنه ليس أفريقياً، قد يكون البابا ليو الرابع عشر هو الشخصية التي رآها الكرادلة قادرة على فهم احتياجات الكاثوليك في أفريقيا والتواصل معهم.

الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب "الحبر الأعظم" بابا الفاتيكان الجديد؟
الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب "الحبر الأعظم" بابا الفاتيكان الجديد؟

الوسط

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب "الحبر الأعظم" بابا الفاتيكان الجديد؟

Getty Images الكونكلاف داخل كنيسة سيستين في عام 2013 (صورة أرشيفية) يمثل الـ "كونكلاف" أحد أبرز الأحداث الدينية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهو اجتماع مُغلق يُعقد لاختيار "الحبر الأعظم" الذي يتولى قيادة الكنيسة الجامعة، وذلك من خلال إجراءات دقيقة محاطة بالسرّية التامة، يجتمع من أجلها الكرادلة، كبار رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية، المنتخَبون في الفاتيكان لإجراء عملية تصويت وفق تقاليد تاريخية راسخة تعود إلى قرون عديدة. تبدأ في السابع من مايو/أيار 2025، جلسات انتخاب البابا الـ267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، في أعقاب وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً، يوم 21 أبريل نيسان الماضي، وذلك من خلال "كونكلاف" (مجمع مغلق)، يُعقد في كنيسة "سيستين" بالفاتيكان، المعروفة أيضاً باسم "كابلة سكستين"، ويشارك فيه الأعضاء الناخبون في مجمع الكرادلة دون سن الثمانين. ويوجد حالياً 252 كاردينالاً يشكلون مجمع الكرادلة، منهم 135 كاردينالاً دون سن الثمانين، يحق لهم التصويت لاختيار البابا الجديد، وهذا أكبر عدد من الكرادلة يحق لهم التصويت في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ولابد أن يحصل البابا الجديد على ثُلثي الأصوات. وسوف يكون هذا الـ "كونكلاف" السادس والسبعين في تاريخ الكنيسة، والسادس والعشرين الذي يُعقد في كنيسة سيستين، التي تضم جداريات رسمها نحات عصر النهضة الشهير، مايكل أنجلو (1475-1564)، والتي تصوّر "يوم الدينونة". وكلمة "كونكلاف" فرنسية مشتقة من كلمتين باللغة اللاتينية، هما Con وClavis، وتعني "مع المفتاح" أو "غرفة مغلقة بمفتاح"، وتشير في مصطلحات الكنيسة الكاثوليكية إلى المكان المغلق الذي يُنتخب فيه البابا، أو إلى مجمع الكرادلة المدعو إلى انتخاب "الحبر الأعظم" الجديد. Getty Images وتعود أصول هذا التقليد إلى القرن الثالث عشر، وتحديداً في عام 1274 ميلادياً، عندما قرر البابا غريغوريوس العاشر (1210-1276) فرض عزلة كاملة على الكرادلة أثناء عملية التصويت لتسريع إجراءات الانتخاب ومنع أي تدخلات خارجية تؤثر عليها. وكانت عملية التصويت لاختيار البابا، قبل اعتماد نظام المجمع المغلق السرّي، تستغرق أحياناً سنوات بسبب خلافات وتدخلات سياسية، فعلى سبيل المثال، بعد وفاة البابا كليمنت الرابع عام 1268، استمر الكرسي الرسولي شاغراً لمدة نحو ثلاث سنوات، وهذا ما دفع البابا غريغوريوس العاشر إلى فرض قواعد صارمة، بما في ذلك عزل الكرادلة عن العالم الخارجي وتقليص وسائل الراحة المتاحة لهم، بغية تسريع عملية التصويت واختيار البابا. ومع بدء المجمع المغلق السرّي، تُغلق الأبواب بالكامل على الكرادلة الناخبين، ولا يُسمح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي، كما تؤمّن كافة وسائل الاتصال الحديثة، ويُحظر استخدام الهواتف أو الإنترنت أو التلفزيون، ويُفترض أن تكون هذه العزلة ضماناً لنزاهة العملية وإبعاد أي تأثيرات سياسية أو إعلامية. كما يتناول الكرادلة وجبات بسيطة، وينامون في بيت القديسة "مارثا" داخل الفاتيكان، وتُجرى جولتان من التصويت كل يوم، إلا إذا استطاعوا انتخاب البابا سريعاً. ومن أبرز المرشحين لتولي منصب البابا الجديد: بيترو بارولين، إيطالي، 70 عاماً، ولويس أنطونيو جوكيم تاغلي، فلبيني، 67 عاماً، وفريدولين أمبونغو بيسونغو، كونغولي، 65 عاماً، وبيتر كودوو أبياه توركسون، غاني، 76 عاماً. ما هي خطوات اختيار الحبر الأعظم؟ Getty Images يرمز الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين بعد حرق أوراق التصويت إلى اختيار البابا يبدأ الـ "كونكلاف" بعد الإعلان الرسمي عن وفاة البابا أو استقالته، كما حدث مع البابا بندكتوس السادس عشر في عام 2013، وإعلان شغور "الكرسي الرسولي". يؤدي جميع الكرادلة قسماً رسمياً يقضي بالحفاظ على السرّية المطلقة لما يدور داخل الـ "كونكلاف"، وأي خرق لهذا القسم يُعد بمثابة "خطيئة جسيمة". تُجرى عملية تصويت ويُكتب اسم المرشح على بطاقة تصويت سرّية، ويُدوِّن كل كاردينال اختياره على ورقة اقتراع، ثم يضعها داخل جرة كبيرة من الفضة المزخرفة بالذهب، ويلزم ضمان حصول الاسم المرشح على ثُلثي الأصوات ليُنتخب البابا. وبينما تدور كل هذه الأحداث، ينتظر المؤمنون الكاثوليك في ساحة القديس بطرس القريبة، ويراقبون الدخان الذي يتصاعد من مدخنة كنيسة سيستين. تُحرق أوراق التصويت ويحمل الدخان المنبعث من عملية الحرق رمزية خاصة: إذا لم يُنتخب البابا، تُحرق الأوراق مع مادة كيميائية سوداء تُطلق دخاناً أسود (إشارة لعدم عدم اختيار أحد)، وإذا انُتخب البابا، تُحرق الأوراق بدخان أبيض (إشارة إلى اختيار الحبر الأعظم). وعندما يحصل أحد الكرادلة على الأصوات الكافية واختياره لتولي مهام البابا، يُسأل: "هل تقبل انتخابك الحبر الأعظم؟"، فإذا وافق، يُسأل مرة أخرى "بأي اسم تختار أن تُدعى؟" ثم تأتي مرحلة الإعلان الرسمي، وفيها يُقدَّم البابا الجديد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس بكلمات شهيرة باللاتينية هي Habemus Papam!"" والتي تعني بالعربية "لدينا بابا"، ثم يُبارك "الحبر الأعظم" الجديد العالم لأول مرة بصفته خليفة القديس بطرس. يذكر أن أطول "كونكلاف" في التاريخ استمر لمدة عامين وتسعة أشهر، بدءاً من عام 1268، لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت المجمعات المغلقة أسرع، ومنذ أوائل القرن العشرين، باتت تستغرق في المتوسط ثلاثة أيام، وقد جرى انتخاب البابا فرنسيس وسلفه البابا بنديكتوس السادس عشر خلال يومين فقط. أبرز محطات تاريخ الكونكلاف Getty Images يُعقد الكونكلاف داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان الـ"كونكلاف" السادس والسبعون الذي يبدأ اليوم، السابع من مايو/أيار، بالصيغة التي نعرفها حالياً، أنشأه البابا غريغوريوس العاشر في العام 1274 ميلادياً. ويشير موقع الفاتيكان إلى أن الـ"كونكلاف" قبل هذا التاريخ كان يتضمن مشاركة الجماعة المحلية، أي أبرشية روما، وكان المؤمنون يقترحون أسماء المرشحين، على أن يجري اختيار واحد منهم من قبل الأساقفة، وخلال الفترة بين القرنين الرابع والحادي عشر ميلادياً كانت عملية التصويت خاضعة لتجاذبات ونفوذ خارجي، من جانب الأباطرة الرومان وغيرهم. وفي عام 1059 اتخذ البابا نيكولاوس الثاني (990-1061) قراراً يقضي بأن يُجرى التصويت على اختيار البابا بواسطة الكرادلة فقط، وقد صادق على هذا القرار نهائياً البابا ألكسندر الثالث (1100-1181) في عام 1179، وتقرر أن تُجرى عملية التصويت عندما يحصل الكاردينال على ثُلثي أصوات الناخبين، وهو النظام المتبع حتى الآن. وفي عام 1268، عُقد في القصر البابوي في فيتيربو أطول كونكلاف في التاريخ، شارك فيه ثمانية عشر كاردينالاً، وانتخبوا البابا غريغوريوس العاشر (1210-1276) بعد سنتين وتسعة أشهر، ومنذ ذلك التاريخ تقرر أن تُجرى جلسات التصويت وراء الأبواب المغلقة من الداخل والخارج، لذا أطلق عليه الكلمة لاتينية الأصل "كونكلاف"، والتي تعني "الغرفة المغلقة بمفتاح". Getty Images تضم كنيسة سيستين جداريات رسمها نحات عصر النهضة الشهير، مايكل أنجلو، والتي تصوّر "يوم الدينونة" عُقد أول كونكلاف بالمفهوم الذي نعرفه حالياً في أريتسو عام 1276، وانتُخب البابا إينوسنت الخامس (1225-1276)، وفي عام 1621 ألزم البابا غريغوريوس الخامس عشر (1554-1623) الكرادلة بالاقتراع السرّي والخطّي. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، في عام 1945، صادق البابا بيوس الثاني عشر (1876-1958) على دستور "الكرسي الرسولي الفاتيكاني"، والذي تقرر بموجبه أنه مع بداية شغور الكرسي البابوي تنتهي مهام جميع الكرادلة، بما في ذلك أمين سر الدولة وعمداء المجامع والدوائر، باستثناء الكاردينال الكاميرلينغو، وهو المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان المادية والإدارية أثناء فترة شغور الكرسي الرسولي، ورئيس محكمة التوبة ونائب البابا العام على أبرشية روما. أما البابا بولس السادس (1897-1978)، فقد قرر أن يقتصر حق التصويت على الكرادلة دون الثمانين من العمر. وينص الدستور الرسولي المتبع حاليا، بحسب موقع الفاتيكان، والذي أصدره البابا يوحنا بولس الثاني (1920-2005) في عام 1996 وعدّله البابا بندكتوس السادس عشر عام 2013، فيما يتعلق بانتخاب البابا على واجب أن يُعقد الكونكلاف في كنيسة سيستين. كما أصدر البابا بندكتوس إرادة رسولية تنص على أنه بعد 34 جلسة تصويت دون نتيجة، يُدعى الكرادلة إلى التصويت لأحد اثنين من الكرادلة اللذين نالا النسبة الأكبر من الأصوات في الجلسة الأخيرة، مع الحفاظ على أغلبية الثثلثين التي تبقى ضرورية من أجل انتخاب "الحبر الأعظم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store