
ثقوب سوداء غامضة
تعد الثقوب السوداء من أكثر الأجسام عنفاً وتدميراً في الكون. وبقدر ما يبدو الأمر مرعباً، فإن ما يعرف بـ«الثقوب السوداء البدائية» يعد أكثر غموضاً، وأقرب إلى الخيال العلمي، فهي ليست تلك الثقوب السوداء الهائلة التي تبتلع النجوم وتحرق المجرات، وتظهر في أفلام الخيال العلمي، لكنها صغيرة للغاية لا يزيد حجمها على ذرة هيدروجين، وتتراوح كتلتها بين كتلة بكتيريا واحدة وكويكب متوسط الحجم، وتعد واحدة من الفرضيات العلمية الجادة التي قد تفسر واحداً من أكبر ألغاز الفيزياء الحديثة، ألا وهي المادة المظلمة.
يعتقد العلماء أن هذه الثقوب لم تتشكل من انهيار النجوم الضخمة، كما هو الحال في السوداء التقليدية، بل ولدت بعد الانفجار العظيم.
وقالت د. إلبا ألانسو-مونسالفي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: هذه الثقوب تشكلت في أول 25 جزءاً من المليار من الثانية بعد الانفجار العظيم، وهو وقت مبكر جداً، حتى قبل تكون الجسيمات الأولية، ولأن هذه الثقوب لا تصدر إشعاعاً يذكر، فضلاً عن كونها صغيرة لدرجة تجعل رصدها شبه مستحيل، فهي تعد مرشحاً مثالياً لتفسير المادة المظلمة.
ولا يتوقف البحث عن هذه الثقوب عند الفضاء، بل يمتد إلى داخل النظام الشمسي وحتى على الأرض. والاحتمال الأكبر هو أن يمر أحد هذه الثقوب داخل النظام الشمسي مرة كل عشر سنوات تقريباً.
وعلى الرغم من أن هذه الثقوب تمر أحياناً عبر كوكب الأرض، بل وحتى أجسادنا، دون أن تزعج حتى خلاياه، فلا شيء يدعو للقلق، فالثقوب البدائية ذات الكتلة الصغيرة تمر دون ترك أثر يذكر، وهي خفيفة جداً لدرجة أن مرور ألف منها سنوياً عبر كل متر مربع من الأرض لا يسبب أي ضرر.
ومع ذلك، قد يترك هذا المرور إشارات زلزالية دقيقة، أو أنفاقاً صغيرة في الصخور لا ترى إلا بتحليل خاص. ولا تزال هذه الفرضية قيد البحث.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
بوابة النجوم الإماراتية (5)
تبيّن الأحداث الأخيرة أهمية تحليل البيانات الذكية والضخمة في تعزيز جاهزية الأفراد والقطاع الخاص، وحتى المستوى الوطني. ويشمل ذلك تحليلاً لمتغيرات أسواق المال والأسهم، والعملات الرقمية المشفرة وتسعيرها، وأسعار صرف العملات الأجنبية إلى آثار التضخم والأزمات الاقتصادية، وحتى أزمات الغذاء وسلاسل الإمداد، ونقص الإنتاج الغذائي والزراعي الناجم عن التغير المناخي، وصولاً إلى نفط المستقبل.. «البيانات»، وارتباطه ليس فقط بأنماط الحياة وخدمات المجتمع، بل حتى بالأمن الوطني والإقليمي والعالمي. لقد تطورت مستويات الوعي بأهمية البيانات والابتكار باستخداماتها وتحليلها لتشمل حتى طلبيات الوجبات السريعة، حيث اجتهد بعض المهووسين أو الانطوائيين بشكل مفرط، والذين ربما يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية «Nerds»، في ابتكار خوارزميات وطرق تحليلية جديدة لبيانات قد يستخف بها بعضهم، مثل حجم وتوقيت طلبيات الوجبات السريعة بالقرب من مقر مكاتب حكومية حساسة في أميركا، مستخرجين طرق تحليل مبتكرة لأنماط السلوك، كطلب وجبات سريعة بشكل مستمر وبكميات متزايدة ومتواصلة، بما يعكس استمرار العمل والمناوبات دون استراحة. وفي حالة العاصمة الأميركية كانت طلبيات مطاعم البيتزا مؤشراً على انشغال بالتعامل مع أحداث مهمة متوقعة الحدوث. قد يرى بعضهم أن هذا المقياس غير علمي، رغم أنه أثبت كفاءة عالية، بل يرى آخرون أنه لم يُخطئ. فمن يتوقع أن يصبح توقيت وكميات طلب البيتزا أو كنتاكي، أو حتى تكة بالروب، لتصبح من أهم مصادر ومقاييس المعلومات مفتوحة المصدر للتنبؤ الأمني على مستوى وطني وإقليمي، وحتى عالمي؟! إن ارتباط الذكاء الاصطناعي والتقنيات الثورية والناشئة في صناعة المستقبل ارتباط وثيق لا يمكن تجاهله، فمن رصد تحليلي دقيق لقراءات بيانات اليوم، إلى تطوير أنماط تحليلية تدعم اتخاذ القرار، وتعالج التحديات الآنية والمستقبلية استباقياً لتعزيز الصحة الفردية والاستقرار المجتمعي بخدمات تخصصية وباقات خدمية، ومنظمة متكاملة لدعم اتخاذ القرار. لكن هل هذا يكفي؟ لا، بل يجب علينا ألا نغفل أهمية الضوابط الأخلاقية والتشريعية، والتقنية مقرونة بممكنات الحوكمة لضمان منع إساءة واستغلال التقنيات واستخدامها لغير الأغراض القانونية. إن الإمارات وطن المستقبل، لا تسهم في صناعة التاريخ فحسب، بل تشكل المستقبل، وتعزز الجانب الأخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي بصناعة فرص تشكيل مستقبل مشرق، تكون البشرية والإنسانية ركيزته الأساسية، فضمان جودة الحياة، والسعادة بمجتمعات المستقبل، حجر الزاوية في الرفاه البشري، واستدامة التطور، وتعزيز الأمن لأجيال قادمة. *مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


البيان
منذ 8 ساعات
- البيان
قمر اصطناعي متوقف منذ 60 عاماً يرسل إشارة
بعث قمر اصطناعي تابع لـ«ناسا» وخارج عن الخدمة منذ نحو 60 عاماً إشارة أثارت حيرة العلماء. وعاد القمر الاصطناعي «ريلاي 2» الذي أطلق عام 1964 وأعلن عن توقف عمله عام 1967 بعد فشل أجهزة الإرسال الخاصة به، إلى دائرة الضوء فجأة، عندما التقطت التلسكوبات الراديوية الأسترالية إشارة قوية منه استمرت لجزء من الثانية فقط، لكنها كانت كافية لإثارة دهشة المجتمع العلمي. وهذه الإشارة القصيرة ولكن المكثفة، التي التقطها نظام التلسكوبات الراديوية الأسترالي ASKAP المكون من 36 طبقاً، تفوقت في شدتها على جميع الأجسام السماوية الأخرى للحظة وجيزة، حيث بلغت قوتها ما يقارب ثلاثة ملايين جانسكي، وهي وحدة قياس شدة الموجات الراديوية. ولإدراك قوة هذه الإشارة، يكفي أن نعرف أنها كانت أقوى بمئة مليار مرة من إشارات الهواتف الذكية العادية. وأثار هذا الحدث غير المتوقع العديد من التساؤلات العلمية. ويعتقد العلماء أن الإشارة لم تكن مقصودة من القمر الاصطناعي، بل نتجت عن ظاهرة خارجية. وتتركز النظريات العلمية حول احتمالين: الأول هو حدوث تفريغ كهروستاتيكي نتيجة تراكم الشحنات الكهربائية على جسم القمر الاصطناعي أثناء مروره عبر المجال المغناطيسي للأرض، والثاني هو اصطدامه بنيزك، أدى إلى إطلاق طاقة حرارية وكهربائية.


صحيفة الخليج
منذ 11 ساعات
- صحيفة الخليج
ثقوب سوداء غامضة
تعد الثقوب السوداء من أكثر الأجسام عنفاً وتدميراً في الكون. وبقدر ما يبدو الأمر مرعباً، فإن ما يعرف بـ«الثقوب السوداء البدائية» يعد أكثر غموضاً، وأقرب إلى الخيال العلمي، فهي ليست تلك الثقوب السوداء الهائلة التي تبتلع النجوم وتحرق المجرات، وتظهر في أفلام الخيال العلمي، لكنها صغيرة للغاية لا يزيد حجمها على ذرة هيدروجين، وتتراوح كتلتها بين كتلة بكتيريا واحدة وكويكب متوسط الحجم، وتعد واحدة من الفرضيات العلمية الجادة التي قد تفسر واحداً من أكبر ألغاز الفيزياء الحديثة، ألا وهي المادة المظلمة. يعتقد العلماء أن هذه الثقوب لم تتشكل من انهيار النجوم الضخمة، كما هو الحال في السوداء التقليدية، بل ولدت بعد الانفجار العظيم. وقالت د. إلبا ألانسو-مونسالفي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: هذه الثقوب تشكلت في أول 25 جزءاً من المليار من الثانية بعد الانفجار العظيم، وهو وقت مبكر جداً، حتى قبل تكون الجسيمات الأولية، ولأن هذه الثقوب لا تصدر إشعاعاً يذكر، فضلاً عن كونها صغيرة لدرجة تجعل رصدها شبه مستحيل، فهي تعد مرشحاً مثالياً لتفسير المادة المظلمة. ولا يتوقف البحث عن هذه الثقوب عند الفضاء، بل يمتد إلى داخل النظام الشمسي وحتى على الأرض. والاحتمال الأكبر هو أن يمر أحد هذه الثقوب داخل النظام الشمسي مرة كل عشر سنوات تقريباً. وعلى الرغم من أن هذه الثقوب تمر أحياناً عبر كوكب الأرض، بل وحتى أجسادنا، دون أن تزعج حتى خلاياه، فلا شيء يدعو للقلق، فالثقوب البدائية ذات الكتلة الصغيرة تمر دون ترك أثر يذكر، وهي خفيفة جداً لدرجة أن مرور ألف منها سنوياً عبر كل متر مربع من الأرض لا يسبب أي ضرر. ومع ذلك، قد يترك هذا المرور إشارات زلزالية دقيقة، أو أنفاقاً صغيرة في الصخور لا ترى إلا بتحليل خاص. ولا تزال هذه الفرضية قيد البحث.