
رغم الإشادة به.. الرئيس التونسي يقيل والي بن عروس فجرا
أثار قرار الرئيس التونسي قيس سعيد إقالة والي بن عروس، وسام المرايدي، في بيان صدر فجرا، جدلا واسعا بين التونسيين.
وجاء القرار عقب زيارة غير معلنة قام بها سعيد إلى الولاية، على خلفية ما وصفه بيان رئاسة الجمهورية بـ"جملة من الاختلالات".
ومع انتشار خبر إقالة الوالي تفاوتت ردود أفعال التونسيين بين مستغرب من توقيت القرار الذي صدر في الساعات الأولى من الصباح، وبين متسائل عن الأسباب الحقيقية للإقالة، لا سيما بعد حملات الإشادة التي سبق أن شهدتها صفحات التواصل الاجتماعي بحق الوالي المرايدي، على غرار ما يحدث مع كل مسؤول كبير قبل تعيينه.
في المقابل، طرح عدد من الصحفيين والسياسيين تساؤلات حول ظاهرة "عزل الولاة وتعيينهم بجرة قلم"، مطالبين بضرورة اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في تعيين المسؤولين بعيدا عن المحاباة والولاءات السياسية.
وأبدى مغردون استغرابهم من موجة الإقالات المتكررة للولاة، خاصة في ولاية بن عروس، التي تشهد للمرة الثانية منذ سبتمبر/أيلول 2024 إقالة واليها، رغم الإشادات التي يحظى بها المقالون من أنصار الرئيس.
ورأى بعض المعلقين أن الإقالة تأتي في سياق سلسلة إجراءات تهدف، حسب رأيهم، إلى تكريس الانضباط في مؤسسات الدولة وترسيخ مبدأ المحاسبة. في المقابل، اعتبر آخرون أن السبب يعود إلى أخطاء ارتكبها المسؤولون أنفسهم، حتى وإن كانوا من أنصار المسار السياسي الحالي، مؤكدين أن أي مسؤول ينحرف عن الطريق سيتم عزله عند انتهاء مهمته.
وفي معرض التفاعل مع الحدث، تساءل كثيرون عن شعور أولئك الذين تم عزلهم بعد محاولاتهم التقرّب من السلطة وتنكرهم لتحالفاتهم السابقة، في حين علّق أحدهم بالقول: "الفساد ليس في الملعقة بل في الأكل"، في إشارة إلى خطورة السلطة المطلقة.
وعلى خلفية صورة الوالي المعزول في الشهر الماضي وهو يشارك في ترميم جدار مدرسة، تزامنا مع حادثة سقوط جدار مدرسة في محافظة سيدي بوزيد وما تبعها من غضب شعبي، اعتبر نشطاء أن الوالي قام بدور بنّاء أفضل من آخرين تم إعفاؤهم من مناصبهم.
من جهة أخرى، انتشرت على منصات التواصل تعليقات حول ما سمته "مقبرة الولاة"، في إشارة إلى الإعفاءات المتتالية للمسؤولين المحليين، وربطها البعض بتهم فساد وتتبعات قضائية، مطالبين بالكشف عن تفاصيل هذه القضايا ومصارحة الرأي العام.
وتساءل مدونون عن توقيت الإقالة الفجري: "لماذا تُتخذ الإقالات فجرا وفي جنح الظلام والناس نيام؟".
ورغم الجدل الواسع، لم تصدر أي توضيحات رسمية حول الأسباب الحقيقية للإقالة، في حين اعتبر بعض المحللين أن الرئيس "لاحظ إخلالات في أداء الوالي فأقاله ببساطة"، معتبرين أن الأمر لا يحتاج لمزيد من التفسيرات.
وردد كثيرون مطالبات بالكشف عن سيرة وخبرات المسؤولين الجدد لتفادي تكرار تعيين مسؤولين فاسدين، خاصة بعد انتشار وثائق حول الوالي الجديد تتعلق بتتبعات إدارية اعتبرها البعض أمرا عاديا قد يطال أي موظف عمومي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
لمكافحة الفساد.. مكافآت مالية للتبليغ عن المجرمين في الجزائر
تسعى الجزائر إلى تعزيز جهودها في مكافحة الجريمة والفساد من خلال تشجيع المواطنين على الإبلاغ عن المجرمين، عبر تقديم مكافآت مالية وتحفيزات، إلى جانب ضمان الحماية القانونية للمبلغين. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا واسعا من المواطنين الذين عبّروا عن دعمهم للفكرة. وفي هذا السياق، وفي إطار محاربة الجرائم، خصوصا المرتبطة بالمخدرات، ناقشت لجنة الشؤون القانونية والإدارية بالمجلس الشعبي الوطني مشروع تعديل القانون رقم 04-18. يهدف التعديل إلى تخصيص مكافآت مالية للأشخاص الذين يُدلون بمعلومات دقيقة تُسهم في تفكيك شبكات ترويج المخدرات أو توقيف المتورطين فيها. وتُصرف هذه المكافآت بعد التحقق من صحة المعلومات واستكمال التحقيقات، وفق ما أكده وزير العدل لطفي بوجمعة مؤخرا. أدخل المشرع الجزائري تعديلات على قانون الإجراءات الجزائية لتوسيع دائرة الحماية القانونية لتشمل المبلغين عن الجرائم. تشمل هذه التدابير إخفاء هوية المبلغ، توفير حماية جسدية له ولعائلته، وتقديم مساعدات مالية أو اجتماعية. كما يُمنع خضوع المبلغ للمساءلة في حال إفشاء سر المهنة أثناء التبليغ ولقي المشروع استحسان المواطنين الذين اعتبروه خطوة جريئة. التحديات في التطبيق العملي رغم وجود هذه التشريعات، فإن الواقع يُظهر صعوبات كبيرة في تنفيذها على أرض الميدان. إذ تكشف تقارير عن أن العديد من المبلغين لا يحظون بالحماية الفعلية، مما يعرّضهم لخطر الانتقام أو المضايقات، لا سيما في قضايا الفساد. وقد واجه بعضهم ملاحقات قضائية أو تم فصلهم من وظائفهم نتيجة لكشفهم عن مخالفات. ثقافة التبليغ في المجتمع الجزائري تُعد ثقافة التبليغ عن الجرائم في الجزائر محدودة، إذ يفضل كثير من المواطنين التزام الصمت خشية التعرض للانتقام أو لعدم ثقتهم في فعالية آليات الحماية المتوفرة. وتشير تقارير إلى أن بعض المبلغين اضطروا إلى التراجع عن أقوالهم أمام القضاء بسبب الضغوط أو التهديدات التي تعرضوا لها. وفي تصريح لموقع الجزيرة نت، أوضح المحلل السياسي وأستاذ القانون موسى بودهان أن الحكومة تستعد فعليًا لتفعيل هذا المسار، وهي تعمل حاليًا بالتعاون مع البرلمان على تمرير نص قانوني يندرج في إطار الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، ومكافحة الاتجار غير المشروع بها واستخدامها. وأشار إلى أن هذا النص القانوني يعود إلى سنة 2004، بموجب القانون رقم 04-18، وقد تم تعديله سنة 2023 بموجب القانون 23-05. وأضاف بودهان: "نحن ننتظر مناقشة النص والمصادقة عليه من طرف مجلس الأمة، بعد أن صادق عليه المجلس الشعبي الوطني مؤخرا، في نهاية الأسبوع الماضي، مما يعني أن هذا التشريع بلغ مراحله النهائية وأصبح شبه مكتمل". أما بخصوص منح مكافآت مالية وحماية للمبلغين، فأكد أن هذا الإجراء يشمل مختلف أنواع الجرائم، بما فيها الفساد، تبييض الأموال، تمويل الإرهاب، عصابات الأحياء، تهريب البشر، والاتجار بالبشر، إلى جانب الجرائم المتعلقة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، والتي يُنتظر أن يُعتمد قانونها الجديد قريبا. شدد المتحدث على أن المواطنين ملزمون قانونا بالتبليغ عن الجرائم، مؤكدا أن المشرّع الجزائري نص في قانون العقوبات وقانون الإجراءات الجزائية على عقوبات صارمة بحق كل من يمتنع عن الإبلاغ عن الجرائم، مهما كان نوعها. وتزداد خطورة الأمر عندما يتعلق بجرائم مثل المخدرات والمؤثرات العقلية، لما لها من تأثيرات كارثية على المجتمع، والاقتصاد، والصحة العامة، وأمن الدولة واستقرارها. وأضاف أن التبليغ عن الجرائم مؤطر قانونيا من خلال عدة نصوص سارية المفعول، أبرزها القانون 06-01 المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته، والقانون 05-01 المتعلق بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، إلى جانب الأمر 05-06 الخاص بمكافحة التهريب، وغيرها من القوانين ذات الصلة. وأشار إلى أن من المفترض ألا يكون دافع المبلغ عن الفساد أو الجرائم الأخرى هو الحصول على مكافأة مالية أو تحفيز مادي، بل أن ينطلق من وعيه الوطني وشعوره بالمسؤولية، أداء لواجبه كما يتمسك بحقوقه. فالمواطنة، كما قال، لا تقتصر على الحقوق فقط، بل تشمل أيضا الواجبات. فبينما تضمن الدستور أكثر من 44 مادة تكرّس الحقوق (من المادة 34 إلى المادة 77)، فقد خصصت المواد من 78 إلى 83 للواجبات، ولا سيما المواد 79، 80، و83. وأكد المتحدث: "علينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا في حماية مجتمعنا واقتصادنا والدولة، والعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بكل أشكاله. وهذا واجب ديني وأخلاقي، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وشدد على ضرورة تفعيل مفهوم المواطنة بمضمونه الكامل، الذي يجمع بين التمتع بالحقوق وأداء الواجبات. ومن هذا المنطلق، يرى أن المطلوب ليس منح مكافآت للمبلّغين، بل توفير حماية قانونية حقيقية لهم. وأشار إلى أن الهيئة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، برئاسة الأستاذة سليمة مصراتي، تعمل حاليًا على إعداد مشروع قانون يهدف إلى حماية المبلّغين عن الفساد وسائر الجرائم. وأضاف: "نثمّن هذه المبادرة ونعتبرها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، ونؤكد أن التبليغ ينبغي أن يكون نابعا من حس وطني وأخلاقي، وليس بدافع انتظار مقابل مادي. فإذا ربطنا أداء الواجبات الدستورية بالحوافز المالية، فقد يؤدي ذلك إلى فتور في الإقبال، وإلى اختلال في منظومة القيم. فالمادة ليست الغاية، بل تبقى الأخلاق والوعي والالتزام الوطني هي الأسس التي يجب أن يُبنى عليها السلوك العام".


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
تراجعت 11 مرتبة.. تونس تنحدر في تصنيف حرية الصحافة
المرصد كشف أحدث تقارير منظمة 'مراسلون بلا حدود' عن تراجع تونس 11 مرتبة دفعة واحدة في مؤشر حرية الصحافة، لتسجل أكبر تراجع بمنطقة شمال أفريقيا على مستوى المؤشر الاقتصادي المرتبط بحرية الصحافة. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 21 ساعات
- الجزيرة
رئيس وزراء قطر يبحث مع وزير خارجية تونس الوضع في غزة
قالت وزارة الخارجية القطرية إن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث، اليوم، مع وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي آخر التطورات في قطاع غزة وعلاقات التعاون بين البلدين. وأكد رئيس مجلس الوزراء استمرار دعم دولة قطر لتحقيق التنمية المنشودة في تونس ، كما نوّه بحرص البلدين على تعزيز تعاونهما المشترك في مختلف المجالات. وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكدا وقوفهما وتضامنهما الكامل مع الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع كافة حقوقه التاريخية المشروعة. وأعربا عن "رفضهما القاطع وإدانتهما الشديدة لمخططات الكيان المحتل، الرامية إلى التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، ولما يقترفه من جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة يائسة لتصفية قضيته العادلة". وحسب وكالة الأنباء القطرية، أكد الوزيران أهمية البدء في المفاوضات بين وزيري التجارة بالبلدين، في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارة الحرة المزمع التوقيع عليها، وبمشاركة مجلس رجال الأعمال القطري التونسي من أجل استكشاف فرص وآفاق جديدة للتعاون والشراكة.