logo
تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل يهدد بانفجار إقليمي واسع

تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل يهدد بانفجار إقليمي واسع

الوطن الخليجيةمنذ 21 ساعات

شهدت المنطقة تطوراً خطيراً مساء الجمعة مع تنفيذ إيران هجمات صاروخية مباشرة على إسرائيل، في رد هو الأول من نوعه على ضربات جوية إسرائيلية طالت أكثر من 200 موقع عسكري ونووي داخل الأراضي الإيرانية.
مع بدء الهجوم الإيراني، دوت صفارات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في تل أبيب، حيث دعت السلطات السكان إلى الاحتماء في الملاجئ. وبعد ساعات، خفّضت السلطات مستوى التأهب، لكنها أوصت المواطنين بالبقاء قرب أماكن الحماية.
الجيش الإسرائيلي أكد أن إيران أطلقت على الأقل موجتين من الصواريخ استهدفتا 'عشرات المواقع العسكرية والبنى التحتية'، بحسب إعلان طهران. وفي المقابل، شهدت العاصمة الإيرانية طهران انفجارات قوية، وظهرت شهب حمراء في السماء، مع تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية للتصدي لما وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه 'هجوم إسرائيلي جوي واسع'.
في كلمة مصورة عقب الهجمات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تصعيد الحملة ضد إيران، مؤكداً أن الضربات الأخيرة دمّرت منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم، وقضت على عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، مشيراً إلى أن ما حدث هو مجرد بداية، وأن النظام الإيراني 'لم يعرف بعد حجم ما أصابه'.
إسرائيل من جانبها أعلنت تنفيذ ضربات استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، أبرزها قاعدة في أصفهان، وأخرى في تبريز، إلى جانب تدمير بنية فوقية لمنشأة نطنز النووية الحساسة. فيما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعرض موقعي فوردو ونطنز لأضرار محدودة، دون تسجيل أي تسرب إشعاعي، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الهجمات الإسرائيلية خلفت بحسب طهران مقتل 78 شخصاً، بينهم كبار القادة مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب ستة علماء نوويين، وأكثر من 320 جريحاً. في المقابل، أصيب 34 شخصاً في إسرائيل، بينهم امرأة في حالة حرجة، جراء الصواريخ الإيرانية.
الوضع بات ينذر بانفجار إقليمي، مع وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للهجوم الإسرائيلي بأنه 'إعلان حرب'، فيما خاطب سفير طهران لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي مطالباً بإدانة التصعيد.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، أُعلن عن إلغاء واسع للرحلات الجوية في دول الخليج والشرق الأوسط، شمل العراق، لبنان، سوريا، وإيران، مع تعليق شركات عالمية كـ'إير فرانس' و'لوفتهانزا' رحلاتها للمنطقة. كما قفزت أسعار النفط بشكل حاد في الأسواق العالمية، في إشارة واضحة إلى القلق الدولي من امتداد النزاع.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، قبل يومين فقط من جولة جديدة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران في عمّان، والتي أصبح مصيرها الآن غامضاً، في ظل تهديدات إيرانية سابقة باستهداف قواعد أميركية في المنطقة إذا ما تطورت المواجهة.
في الشارع الإيراني، علت أصوات المتظاهرين في طهران بهتافات 'الموت لإسرائيل' و'الموت لأميركا'، فيما دعا مواطنون إلى رد عسكري شامل، وسط شعور عام بالغضب الوطني.
وفي المقابل، عبر إسرائيليون عن قلقهم المتزايد، ليس فقط على أمنهم الشخصي، بل على مستقبل معيشتهم اليومية. قالت فيريد سعار، طاهية في تل أبيب، إنها 'تشعر بالخوف على أولادها، وعلى الوضع الاقتصادي الذي ينهار في ظل التصعيد'.
الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بنتانياهو، دعا إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، محذراً من أن الهجمات الإسرائيلية 'قد تصبح أكثر عنفاً' إذا لم يتم احتواء الأزمة.
المواجهة الأخيرة تُعد الأخطر منذ سنوات، وتضع الشرق الأوسط على شفا نزاع واسع النطاق قد يغير موازين القوى في المنطقة بالكامل، ويدفع بالقضية النووية الإيرانية إلى قلب العاصفة مجدداً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تعرب عن استيائها من «صمت» وكالة الطاقة الذرية
إيران تعرب عن استيائها من «صمت» وكالة الطاقة الذرية

الجريدة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجريدة

إيران تعرب عن استيائها من «صمت» وكالة الطاقة الذرية

أعلنت إيران أن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون كما في السابق، معربة عن استيائها إزاء «صمت» هذه الهيئة بعد شن الاحتلال ضربات على مواقع نووية إيرانية. وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني والمكلّف بالملف النووي في تصريح متلفز إنه «من غير المعقول أن تتعرض هذه المواقع السلمية لهجمات وتلتزم الوكالة الصمت»، مشدداً على أن تعاون طهران مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة لن يكون كما في السابق. من جهتها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء أمس السبت أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً لمحافظي الوكالة الاثنين لبحث هجمات الاحتلال على منشآت إيران النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن 4 أبنية حيوية في موقع أصفهان النووي في إيران تضررت جراء هجوم أمس، منها منشأة لمعالجة اليورانيوم وأخرى لتصنيع صفائح الوقود النووي. وفي بيان سابق، ذكرت وكالة الطاقة الذرية أنها على اتصال بسلطات الأمان النووي الإيرانية للحصول على معلومات عن حالة المرافق النووية المعنية وتقييم أي آثار أوسع نطاقا قد تترتب على صعيد الأمان والأمن النوويين. وذكّرت الوكالة بأن أي هجوم مسلح وأي تهديد ضد المرافق النووية المخصصة للأغراض السلمية يمثّلان انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة.

أمير قطر يدين الهجوم الإسرائيلي في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني
أمير قطر يدين الهجوم الإسرائيلي في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني

الوطن الخليجية

timeمنذ 10 ساعات

  • الوطن الخليجية

أمير قطر يدين الهجوم الإسرائيلي في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني

أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية. وخلال الاتصال، عبر أمير قطر تميم بن حمد للرئيس الإيراني بزشكيان عن إدانة بلاده الشديدة للهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، واعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وخروجًا على القانون الدولي، مؤكدًا على أهمية خفض التصعيد واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية بما يضمن السلام الشامل والدائم في المنطقة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن في كلمة مصوّرة عن تصعيد بلاده ضد إيران، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة دمّرت منشآت لتخصيب اليورانيوم وأودت بحياة عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، مضيفًا أن 'ما حدث هو مجرد بداية'. وأعلنت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في مدن أصفهان وتبريز، بالإضافة إلى تدمير بنية فوقية في منشأة نطنز النووية. وفي المقابل، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقوع أضرار محدودة في موقعي نطنز وفوردو، مع نفي حدوث أي تسرب إشعاعي، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب الرواية الإيرانية، أسفرت الهجمات عن مقتل 78 شخصًا، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى ستة علماء نوويين، وأكثر من 320 جريحًا. أما في الجانب الإسرائيلي، فقد أُصيب 34 شخصًا جراء الصواريخ الإيرانية، بينهم امرأة في حالة حرجة. وفي تطور لافت، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الإسرائيلي بأنه 'إعلان حرب'، بينما طالب سفير طهران لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن بإدانة التصعيد. وتسببت التوترات المتصاعدة بإلغاء واسع للرحلات الجوية في المنطقة، شمل دول الخليج والعراق ولبنان وسوريا وإيران، كما علقت شركات طيران عالمية مثل 'إير فرانس' و'لوفتهانزا' رحلاتها إلى الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، قفزت أسعار النفط بشكل حاد في الأسواق العالمية، مما يعكس حالة القلق المتزايد من امتداد النزاع. ويأتي هذا التصعيد قبل يومين فقط من جولة جديدة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران في عمّان، والتي أصبحت الآن مهددة بالتأجيل أو الإلغاء، في ظل تهديدات إيرانية باستهداف قواعد أميركية في حال تطور المواجهة. في طهران، خرجت تظاهرات غاضبة رُفعت فيها شعارات 'الموت لإسرائيل' و'الموت لأميركا'، وسط دعوات شعبية للرد العسكري. بينما عبر مواطنون إسرائيليون عن قلقهم من تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، حيث قالت إحدى المواطنات في تل أبيب إنها 'تشعر بالخوف على أولادها وعلى الاستقرار المعيشي في ظل هذا التصعيد'.

أبرز المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني
أبرز المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني

الأنباء

timeمنذ 15 ساعات

  • الأنباء

أبرز المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني

أجرت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المباحثات بشأن برنامج طهران النووي قبل الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة. وسرعت إيران بشكل كبير من وتيرة أنشطتها النووية ونطاقها في الأعوام الأخيرة، كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق الذي كان يفترض أن يقيد برنامجها ويضمن سلميته، مقابل رفع العقوبات الدولية. وبحلول منتصف أغسطس، كان مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يبلغ 5751.8 كيلوغراما، أي 28 ضعف الحد الذي سمح به اتفاق 2015 المعروف رسميا باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، حسب آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن هذا الاجمالي، كان المخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، القريبة من نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري، تبلغ 164،7 كلغ، وهي كمية تكفي لإنتاج نحو أربعة قنابل ذرية، وفقا لتعريف الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة. ونفت إيران على الدوام سعيها لامتلاك سلاح نووي. وشددت على سلمية برنامجها. فيما يلي قائمة بالمواقع الرئيسية المعروفة التي تخضع لتفتيش منتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية: - منشآت تخصيب اليورانيوم «نطنز»: كشف عن وجودها في العام 2002، وهي من الأبرز بين منشآت البرنامج النووي الإيراني. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن الموقع تعرض لاستهداف إسرائيلي. وتقسم المنشأة، واسمها الرسمي «موقع الشهيد أحمد روشان»، إلى قسمين أحدهما فوق الأرض والثاني تحتها، ويضم نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي، أي أكثر من 10 آلاف من هذه الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. تعرض الموقع لعملية تخريب في أبريل نسبتها إيران إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. - فوردو: كشفت إيران في سبتمبر 2009 عن منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال بين طهران وقم، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، ما أثار أزمة مع القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وبعدما وصفتها بأنها «موقع انقاذ» في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من هجوم جوي، أعلنت طهران أنه منشأة تخصيب بقدرات عالية، يمكنها استيعاب نحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي. وفي هذا الموقع تم اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83،7% في بداية 2023، وبررت إيران ذلك بأنه «تقلبات غير مقصودة» خلال التخصيب. - مصانع التحويل والبحث «أصفهان»: يتيح مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان، والذي تم اختباره صناعيا في عام 2004، تحويل «الكعكة الصفراء» (مسحوق خام اليورانيوم المركز المستخرج من المناجم الصحراوية الإيرانية) إلى رباعي فلوريد وثم إلى سداسي فلوريد اليورانيوم (UF4 وUF6). بعد ذلك يجب إدخال هذه الغازات في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب. كما تضم أصفهان مختبرا تم تدشينه في أبريل 2009 ينتج وقودا منخفض التخصيب مخصصا للمفاعلات المحتملة. وفي مطلع العام 2024، أعلنت إيران بدء أعمال بناء مفاعل بحثي جديد في الموقع. - أراك: بدأت أعمال بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك، المخصص رسميا لإنتاج البلوتونيوم لأغراض البحث الطبي، في العقد الأول من الألفية الثالثة. لكن المشروع تم تجميده بموجب الاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، والذي نص على إعادة تصميمه. وبالتالي، تمت إزالة نواة المفاعل وصب الخرسانة فيه لجعله غير قابل للتشغيل. ويتوقع أن يتم تشغيل الموقع الذي بات يعرف باسم خنداب، في العام 2026، وفقا للمعلومات التي قدمتها إيران إلى الوكالة الذرية. يضم المجمع كذلك مصنعا لإنتاج الماء الثقيل. - طهران: يضم مركز الأبحاث النووية في طهران مفاعلا لإنتاج النظائر الطبية تم تسليمه من قبل الأميركيين في العام 1967. - محطة نووية «بوشهر»: بدأت محطة بوشهر النووية التي شيدتها روسيا وتزودها بالوقود النووي، العمل في سبتمبر 2011 بقدرة منخفضة قبل أن تربط بالشبكة الكهربائية في العام الذي تلاه. بدأت ألمانيا العمل على بنائها قبل الثورة، واستكملت موسكو عام 1994 بناء هذه المحطة بقدرة 1000 ميغاواط. وتبني إيران محطتين نوويتين أخريين بمساعدة روسيا، هما دارخوين التي بدأ العمل عليها أواخر عام 2022 بقدرة 300 ميغاواط، ومجمع سيريك (المطل على مضيق هرمز) الذي بدأ إنشاؤه مطلع عام 2024، ويضم أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ خمسة آلاف ميغاواط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store