logo
دونالد ترامب يضع توقيعه على اتفاق وقف النار: "صانع سلام" بالقوة

دونالد ترامب يضع توقيعه على اتفاق وقف النار: "صانع سلام" بالقوة

العربي الجديدمنذ 8 ساعات

تصدّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد فجر اليوم الثلاثاء، معلناً أن
إيران وإسرائيل وافقتا
على "وقف تام لإطلاق النار" لوضع "نهاية رسمية" للحرب بينهما التي استمرت 12 يوماً ودخلت الولايات المتحدة بها رسمياً عبر قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد الماضي والإعلان عن تدميرها. وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبداً!".
هكذا سعى دونالد ترامب لتقديم نفسه صانعاً للسلام وصانع صفقات ناجحة، علماً أن مواقفه شهدت تحوّلات جذرية منذ ما قبل
هذه الحرب وخلالها
، وصولاً إلى نهايتها، فهو تحدث لأشهر عن قرب التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني بشكل جذري، ثم أعلن دعمه الكامل للهجوم الإسرائيلي في 13 يونيو/حزيران الحالي، وفجر الأحد الماضي اختار إشراك الولايات المتحدة بشكل مباشر، بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية. وعقب رد إيران المحدود نسبياً أمس الإثنين، عاد ترامب إلى الدبلوماسية، ليعتمد نبرة تصالحية، ويقدّم ما حصل على أنه تحقيق للسلام في الشرق الأوسط.
"إنجاز" دونالد ترامب
ويستطيع ترامب أن يدّعي تحقيق أكبر نجاح في السياسة الخارجية والعسكرية خلال فترة وجوده في المكتب البيضاوي، إذ استطاع وقف هذه الحرب خلال فترة قصيرة نسبياً مانعاً تحوّلها إلى حرب استنزاف وتحديداً لحليفته إسرائيل. كما يمكنه الادعاء الآن بأنه نجح في تدمير المنشآت النووية الإيرانية من دون إغراق الولايات المتحدة في مستنقع جديد في الشرق الأوسط على غرار العراق.
في الداخل الأميركي، نجح دونالد ترامب في فرض رؤيته، ومنع تفتت قاعدته المؤيدة لشعاره "ماغا" (جعل أميركا عظيمة مجدداً)، كما جمع كل أطياف إدارته بدون أي أصوات معارضة. على الرغم من ذلك تبقى أسئلة قائمة بلا إجابات حقيقية، وستظهر تبعاتها في الأشهر وربما السنوات المقبلة، ومنها هل ضمنت الولايات المتحدة، كما زعم ترامب، "القضاء" على البرنامج النووي الإيراني، أم أن الأمر برمته مجرد سراب لدى
الرئيس الأميركي
، وهل يعني عدم اكتمال هذا الصراع أن أزمة أعمق تلوح في الأفق، خصوصاً حول مصير اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني الذي لم يُعرف مصيره وتحدثت معلومات عن أنه تم إخراجه من منشأة فوردو قبل استهدافها فجر الأحد؟ كذلك من يضمن أن تنجح المفاوضات المتوقعة مع طهران في المرحلة المقبلة، وألا تكون هذه الحرب دافعاً لها للتوجّه نحو امتلاك أسلحة نووية على المدى الطويل؟ علماً أن صحيفة واشنطن بوست نقلت عمن قالت إنه مسؤول أميركي كبير لم تكشف عن هويته، أن الخطة الأساسية لاتفاق وقف إطلاق النار جاءت بعد مناقشات مع مسؤولين إيرانيين أوضحوا لإدارة ترامب أنهم سيعودون إلى طاولة المفاوضات وبحث برنامجهم النووي شرط أن تتوقف إسرائيل عن قصف إيران.
استطاع ترامب وقف هذه الحرب خلال فترة قصيرة نسبياً مانعاً تحوّلها إلى حرب استنزاف وتحديداً لحليفته إسرائيل
وبعدما كان دونالد ترامب قد دخل الحرب إلى جانب إسرائيل، بقصف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران الأحد الماضي، وبعد ساعات لمح إلى احتمال "تغيير النظام"، عاد إلى الخيار الدبلوماسي، ليعلن بشكل مفاجئ فجر اليوم الثلاثاء عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. لكن الملابسات التي رافقت هذا الإعلان، أثارت الكثير من اللغط والشكوك لدى مختلف الأوساط في واشنطن. بل ذهب البعض إلى طرح علامات استفهام حول مدى جدية وقف نار جرى حبكه بهذه العجالة ومدى قدرته على الصمود. وتيسرت لترامب شروط الصفقة التي طالما تحدث عنها، فالتقطها في اللحظة المناسبة، إذ كانت إيران بحاجة إلى "التقاط أنفاسها" وإسرائيل بحاجة إلى منع الانزلاق إلى حرب استنزاف، فضلاً عن عدم قدرتها على رفض مخرج يريده ترامب الذي كان قد سلّفها قرار دخوله الحرب إلى جانبها.
أخبار
التحديثات الحية
ترامب لإسرائيل: لا تلقوا القنابل على إيران وأعيدوا طياريكم فوراً
وبرز وصف نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، وقف إطلاق النار بأنه انتصار لكل من إسرائيل وإيران. في مقابلة على قناة فوكس نيوز، تبنّى فانس وصف ترامب لـ"حرب الـ12 يوماً" للصراع الذي استمر قرابة الأسبوعين ووصفه بأنه "لحظة إعادة ضبط مهمة للمنطقة بأكملها". مع ذلك بقي وقف النار محاطاً بالشكوك لجهة شروطه غير المعروفة، كما لجهة مهلته. وفي هذا السياق، نقل موقع بوليتيكو الأميركي عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم يكشف عن هويته، قوله إن الضربة الأميركية على منشآت إيران فجر الأحد جعلت الاتفاق "ممكناً ومقبولاً"، خصوصاً من جانب الإسرائيليين.
كلام دونالد ترامب عن أن "إسرائيل وإيران لن "يتبادلا إطلاق النار مجدداً"، وصفته شبكة "سي إن إن" في تقرير لها بأنه "ادعاء جريء بالنظر إلى سمعة الشرق الأوسط مقبرةً للرئاسات الأميركية"، لافتة إلى أن الأحداث ستقرر ما إذا كان الاختراق حقيقياً أم مجرد وهم آخر. وبحسب الشبكة، يمكن لترامب أن يدّعي تحقيق أكبر نجاح في السياسة الخارجية والعسكرية خلال فترة وجوده في المكتب البيضاوي. فقد راهن على قدرته على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بدون إغراق الولايات المتحدة في مستنقع جديد. وحتى الآن، ثبتت صحة ظنه. وتابعت "سي إن إن": "أظهر ترامب فطنة استراتيجية وحسماً، وسيظل دائماً يستمتع بالمهمة الجريئة التي قامت بها قاذفات بي-2، التي تحمل قنابل خارقة للتحصينات، في رحلة ماراثونية من ميزوري".
بالتوازي، قد يحصل دونالد ترامب على دفعة سياسية محلية، على الأقل في الحزب الجمهوري، ويتمكن من رأب الصدع في قاعدته، حيث شعر بعض المؤيدين بأنه أخّل بوعده بعدم شن حروب جديدة. وسلّطت الحرب مع إيران الضوء على رؤى مهمة حول رئاسة ترامب الثانية. وبحسب "سي إن إن"، كشفت أنه ليس أداة في يد صقور الجمهوريين المتبقين ولا الشعبويين أصحاب شعار "أميركا أولاً". وتحدثت الشبكة عن بروز دائرة ثقة أساسية حول ترامب، تضم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف. ومع ذلك، يبدو مستقبل مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ووزير الدفاع بيت هيغسيث غير مضمون.
نقاط خطيرة تنتظر المستقبل
وفي حين استطاع ترامب أن يستفيد من هذه الحرب، إلا أنها سلّطت الضوء على جوانب أخرى سلبية، منها إلزام ترامب الولايات المتحدة بالعمل العسكري من دون إعداد الجمهور مسبقاً، وتجاهل الكونغرس، وإبعاد كبار الديمقراطيين عن المشهد، مسيّساً الأزمة ومعززاً مجدداً الشعور بأنه ليس رئيساً لجميع الأميركيين. كما أنه لم يُطلع الأميركيين على المعلومات الاستخباراتية التي استخدمها لتبرير الهجمات بحجة أن إيران كانت على بُعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي. كما تجاهل وكالات الاستخبارات الأميركية التي كانت قد استخلصت أن طهران لم تتخذ قراراً بصنع قنبلة نووية. كذلك تجاهل ترامب حلفاء الولايات المتحدة وقلل أهمية جهودهم الدبلوماسية.
استراتيجية ترامب قد لا تنجح بجعل الإيرانيين يوقّعون على اتفاق في المفاوضات يوقف تخصيب اليورانيوم
كذلك فإن نقطة أخطر تبرز، وهي عدم وجود أدلة على ما أعلنه ترامب بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني، كما أن استراتيجيته قد لا تنجح بجعل الإيرانيين يوقّعون على اتفاق في المفاوضات يوقف تخصيب اليورانيوم. أبعد من ذلك، قد تصل طهران إلى قناعة، ولا سيما القادة العسكريون، بأن السبيل الوحيد لبقاء الجمهورية الإسلامية هو امتلاك قنبلة نووية تردع الهجمات المستقبلية. وفي هذا الصدد، قالت كيلسي دافنبورت، من جمعية الحد من الأسلحة، لـ"سي إن إن": "من منظور منع الانتشار النووي، كان قرار ترامب بضرب إيران تصعيداً متهوراً وغير مسؤول، ومن المرجح أن يدفع إيران نحو امتلاك أسلحة نووية على المدى الطويل". وأضافت: "لقد ألحقت الضربات أضراراً بمنشآت نووية إيرانية رئيسية، مثل موقع فوردو. لكن طهران كان لديها متسع من الوقت قبل الضربات لنقل مخزونها من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في الأسلحة إلى موقع سري، ومن المرجح أنها فعلت ذلك". وفي السياق، قال خبير منع الانتشار النووي جوزيف سيرينسيوني، لـ"سي إن إن"، إنه بإمكان إيران إعادة بناء منشآتها. وحذّر من أن إيران قد تُدخل اليورانيوم المفقود في أي أجهزة طرد مركزي جديدة لديها لإنتاج نواة قنبلة نووية خلال خمسة أيام، وعشر قنابل خلال ثلاثة أسابيع.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
فاتورة الحرب: 500 مليار دولار خسارة إيران وترامب تكلّف "أغلى هجوم"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.. فكيف رد ترامب؟
شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.. فكيف رد ترامب؟

BBC عربية

timeمنذ 27 دقائق

  • BBC عربية

شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.. فكيف رد ترامب؟

تقييم استخباراتي أمريكي: الضربات على إيران لم تدمر المواقع النووية.. فهل أحرج التقرير الرئيس ترامب؟ قال تقرير مسرب أعدته وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون إن الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نهاية الأسبوع الماضي، لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني وإنما أحدثت فيه أضراراً وأنه سيكون بالإمكان إعادة تشغيله خلال أشهر فقط. وعقب تسريب التقرير هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسائل الإعلام الأمريكية التي تناقلته مثل شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز. وبحسب تقرير سي إن إن نقلاً عن أشخاص مطلعين فإن الأضرار في فوردو ونطنز وأصفهان اقتصرت إلى حد كبير على المنشآت فوق الأرض، والتي تضررت بشدة، ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معدن لصنع القنابل. ولكن لم تنجح الضربات في القضاء تماماً على أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

إذا صمد وقف إطلاق النار
إذا صمد وقف إطلاق النار

العربي الجديد

timeمنذ 27 دقائق

  • العربي الجديد

إذا صمد وقف إطلاق النار

ليس المنطق السليم والقوانين الدولية والذوق العام وخير البشرية وحدهم ضحايا عصر دونالد ترامب، بل الصحافة أيضاً. تنام على حربٍ يفجّرها الرجل، وتصحو عليه وهو ينصّب نفسه خصماً وحكماً. يعلن الحرب على إيران لإتمام ما بدأته إسرائيل، ثم ببرهة يشكر مسؤوليها ويسمّي نفسه وسيطاً بينهم وبين نظرائهم في تل أبيب. يقول أي شيء، يثرثر أمراً ونقيضه، يندر أن تجد كلمة سياسية مفيدة في عنجهيته وغطرسته وغروره وقلة احترامه لمخاطبه، فلا يترك لمهنة المتاعب إلّا اللهاث وراء خبر يتغيّر في كل دقيقة، حسب تغريداته المتقلّبة والمملّة وتصريحاته وبهلوانياته المكرّرة حيناً والمتحوّلة أحياناً، والتي تكلّف العالم دماً وخسائر اقتصادية وبيئية وبأقل تقدير أعصاباً مهترئة ولعناً لهذه العيشة في هذا الزمن الرديء. ظروف كهذه تجعل التحليل في زمن ترامب شبه مستحيل، هو الذي يكره قراءة التقارير وتقدير المواقف السياسية والأمنية والاستخبارية، ويطلب من مساعديه اختصار ما يودّون إبلاغه شفهياً بكلام شعبوي مقتضب وبأجوبة من صنف نعم ولا، بلا شرح ولا إحاطة أو معلومات أو تنبيه من محاذير وتداعيات. أمّا وقد سارع إلى سرقة جهود الآخرين كعادته، وادّعى تمكّنه من إبرام اتفاق لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل ليل الاثنين ــ فجر الثلاثاء، بينما ما رشح يفيد بأن جلّ الجهد بذله المسؤولون القطريون في مفاوضاتٍ مكثفةٍ واتصالات ماراثونية سبقت إطلاق الحرس الثوري الإيراني عشرة صواريخ باتجاه قاعدة العديد في قطر وتلته، فإنّ الأهم يصبح لا التحليل، بل رصد الأحداث لحظة بلحظة لتبيان مصير القتال ومدى تنفيذ الاتفاق من عدمه، لأن التحليل غالباً ما يكون بلا طائل في عصر ترامب. وإن صمد وقف إطلاق النار إلى حين قراءة هذا المقال، وإن تحقق الأمل بألّا يكون مؤقتاً وأن تنتهي الحرب وكل حرب، أمكن التوقّف عند ملاحظة مركزية واحدة عنوانها كليشيه ولكن تكراره مسموح به: أسوأ اتفاق أفضل من أنبل حرب. وبما أنه حتى كتابة هذه السطور ظل مضمون الاتفاق غامضاً، ولا نعرف سوى تفاصيله الإجرائية المتعلقة بموعد توقف الطرفَين عن إطلاق الصواريخ أو المقاتلات الحربية، فإنه بجميع الأحوال يذكّرنا بكم أن النظام الإيراني من الصنف غير الانتحاري، وإلى أي قدر هو براغماتي ويضع بقاءه فوق أي اعتبار آخر. السلوك الانتحاري تركه حكّام طهران لأتباعهم وحلفائهم في المنطقة العربية، في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين، بينما عندهم، في مركز ما كانوا يتوهّمون أنه إمبراطورية رأى العالم درجة الخرق والضعف في قلبها وكبدها، أدركوا ربما أن التراجع في منتصف الطريق هو القرار الوحيد الذي من شأنه أن ينقذهم من الخسارة المطلقة، خسارة أنفسهم، أي نظامهم، وخسارة هائلة لشعب من 90 مليون شخص وبلد كبير وعريق واقتصاد وإرث وتاريخ، فالاختلال الهائل في موازين القوى بين أميركا وإسرائيل من جهة، وإيران وأتباعها وحلفائها، أبطل مفعول قواعد الردّ المتعارف عليها والمنطقية على الهجوم الإسرائيلي ــ الأميركي، وجعل مرويات طهران عن إرغام واشنطن وتل أبيب على الندم إلى يوم الدين، والبكاء دماً، والوعد بتدفيع الثمن وردّ الصاع صاعَين وأهازيج النار بالنار، بلا صلاحية ولا نتيجة سوى إلحاق مزيد من الخسائر لإيران؛ لنظامها السياسي ولشعبها ولمقدّراتها وثرواتها ومنشآتها وبناها التحتية. كيفَ لا، وقد أظهرت حرب الأيام الـ12 (إنْ صمد وقف إطلاق النار) أن الاختلال الفاضح في موازين القوى العسكرية والتكنولوجية بين إسرائيل وأميركا في ظهرها من جهة، والمعسكر الإيراني من جهة ثانية، بدرجة التفاوت نفسها في السرعة بين سيارة فورمولا واحد وحصان. أما احتفال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس الثلاثاء، بالنصر التاريخي الذي "سيسدّ كل الطرق أمام تكرار مثل هذه الاعتداءات العدوانية"، وبأن إسرائيل أُجبِرَت على قبول الهزيمة، فوحده يكفي للتذكير بحجم الخسارة المتحقّقة في إيران. وكأنّ الاتفاق المبرم يتألف من بند واحد: إيران تنتصر بالتصريحات، والطرف الآخر بتحقيق الأهداف.

ألمانيا تقر موازنة 2025... استثمارات قياسية وإنفاق دفاعي هائل
ألمانيا تقر موازنة 2025... استثمارات قياسية وإنفاق دفاعي هائل

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

ألمانيا تقر موازنة 2025... استثمارات قياسية وإنفاق دفاعي هائل

أقر مجلس الوزراء الألماني اليوم الثلاثاء، مشروع موازنة 2025 وإطار موازنة 2026 مع استثمارات قياسية لإنعاش الاقتصاد والتزام قوي بالإنفاق الدفاعي قبل قمة حلف شمال الأطلسي. ومن أجل تحفيز النمو بعد انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا لعامين متتاليين، يتضمن مشروعا الموازنة استثمارات 115.7 مليار يورو (134 مليار دولار) في 2025 و123.6 مليار يورو في 2026، ارتفاعاً من 74.5 مليار في 2024. ويأتي إقرار مشروع الموازنة لهذا العام متأخراً بسبب الأزمة السياسية العميقة التي عصفت بالبلاد وأدت إلى انهيار الائتلاف الحاكم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ونقلت رويترز عن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس قوله قبل سفره إلى لاهاي لحضور قمة حلف شمال الأطلسي: "نوجِد نقطة تحول تاريخية"، في إشارة إلى الزيادة الكبيرة في الإنفاق الدفاعي ، مضيفاً أن "توقعات حلف شمال الأطلسي وشركائنا في الحلف تجاه ألمانيا عالية". وأظهرت الخطط التي تتضمن أيضاً توقعات مالية متوسطة الأجل أن مدفوعات الفائدة على الديون سترتفع بأكثر من مثليها من 30.2 مليار يورو في 2025 إلى 61.9 ملياراً في 2029. (الدولار= 0.8626 يورو). وبحلول عام 2029، ستمثل مدفوعات الفائدة أكثر من 10% من الموازنة البالغة 573.8 مليار يورو. وأظهرت توقعات على المدى المتوسط أن ألمانيا سترفع إنفاقها الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029، مقارنة مع 2.1% عام 2024، بتمويل من برنامج اقتراض قيمته 400 مليار يورو تقريباً. وتمثل هذه الخطط مخاطرة كبيرة، إذ تسعى حكومة الائتلاف الجديدة التي يقودها التيار اليميني الوسطي إلى مواجهة الدعم المتصاعد لليمين المتطرف وتعزيز دور أوروبا، في وقت يتجه فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو تقليص مشاركة واشنطن في القارة. وأظهرت الخطط التي تشمل أيضاً توقعات مالية متوسطة الأجل أن مدفوعات الفائدة على الديون ستتضاعف أكثر من مرتين، من 30.2 مليار يورو في 2025 إلى 61.9 مليار يورو في 2029. وبحلول عام 2029، ستمثل مدفوعات الفائدة أكثر من 10% من موازنة إجمالية قدرها 573.8 مليار يورو. طاقة التحديثات الحية احتياطي غاز استراتيجي لألمانيا لتجنب أزمات الصراعات هذا وقفز عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 30 عاماً بمقدار ثماني نقاط أساس ليصل إلى 3.065%، وارتفع عائد السندات لأجل عشر سنوات بمقدار خمس نقاط أساس ليصل إلى 2.60%، مع أخذ المستثمرين في الحسبان زيادة الاقتراض. ومع ذلك، فإن ألمانيا تنفق أقل على فوائد الدين بوصفها نسبة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بدول أوروبية كبرى مثل فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وفقاً لأرقام صندوق النقد الدولي، ورغم الارتفاع المتوقع، فمن المرجّح أن يستمر هذا الاتجاه. وأظهرت التوقعات متوسطة الأجل أن ألمانيا سترفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029، ارتفاعا من 2.1% في عام 2024، بتمويل من برنامج اقتراض يقارب 400 مليار يورو. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الإنفاق الدفاعي الألماني من 95 مليار يورو في 2025 إلى 162 مليار يورو في 2029. وقال بيستريوس: "بالنسبة لنا، بوصفنا أكبر اقتصاد وأكبر شريك في الناتو داخل أوروبا، فإن قضية الأمن الخارجي والقدرة الدفاعية أصبحت مرة أخرى أولوية مطلقة في عمل الحكومة". وتهدف قمة الناتو التي تستمر يومين إلى توجيه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الحلف متحد وعازم على توسيع وتعزيز دفاعاته لردع أي هجمات محتملة. وسيصبح اندفاع ألمانيا الاستثماري ممكناً بفضل صندوق بنية تحتية خاص بقيمة 500 مليار يورو واستثناء من قواعد الديون في ما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، تمت الموافقة عليه في مارس/آذار. بدوره، قال وزير المالية لارس كلينغبايل: "من خلال هذه الموازنة وصندوق الاستثمار البالغ 500 مليار يورو، نُطلق ما نحتاجه الآن لضمان قوة اقتصادية جديدة، وجعل بلدنا عصرياً ومتيناً من أجل المستقبل، وتمكين حياة آمنة في ألمانيا في المستقبل أيضاً". ومن عام 2025 إلى 2029، ستقترض ألمانيا ما مجموعه 500 مليار يورو لموازناتها، إضافة إلى 270 مليار يورو أخرى عبر صندوق البنية التحتية، وفقاً للخطط. اقتصاد الناس التحديثات الحية %15 من سكان ألمانيا يعانون من ارتفاع تكاليف الإيجار وضيق السكن ومع إضافة صندوق الدفاع الذي أُنشئ من الحكومة السابقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، فإن إجمالي الاقتراض خلال فترة السنوات الخمس سيصل إلى 847 مليار يورو. وبعد انهيار ائتلاف المستشار السابق أولاف شولتس في نوفمبر/تشرين الثاني، لم تتمكن الحكومة السابقة من تمرير موازنة 2025 في الوقت المناسب. ومنذ بداية العام، تعمل ألمانيا بموازنة مؤقتة. ومن المقرر أن تُنجز لجنة الموازنة تفاصيل موازنة عام 2025 في سبتمبر/أيلول، إذ يُتوقع أيضاً أن يوافق عليها النواب في البرلمان. كما من المقرر أن يتم إقرار المسودة الأولى لموازنة عام 2026 في 30 يوليو/تموز. وستُناقش في البرلمان في سبتمبر/أيلول، ثم تُعتمد في مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني ومجلس الشيوخ في ديسمبر/كانون الأول، وفقاً للجدول الزمني المعتاد. (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store