
الكوليرا في السودان... إصابات مقلقة وسط نظام صحي منهار
يشهد
السودان
تفشياً للكوليرا في 7 ولايات، وسط قطاع صحي متهالك جراء
الحرب
، واكتظاظ مراكز العلاج، ما ينذر بأزمة صحية خطيرة، ما لم يتم تدارك الوضع من قبل السلطات المعنية
وسط محاولة تكتم شديدة من السلطات الحكومية، تفشّى الكوليرا في 7 ولايات في السودان هي: الخرطوم، الجزيرة، سنار، شمال كردفان، نهر النيل، البحر الأحمر، والشمالية. وبلغت حصيلة الوفيات الأولية، بحسب بيان أصدرته نقابة الأطباء، حوالي 346 حالة في
الخرطوم
، و57 في شمال كردفان، و33 في نهر النيل، و30 في الشمالية، و45 في ولاية الجزيرة، وأكثر من 500 في
أم درمان
. وتفيد مصادر ميدانية في مراكز العزل بأن عدد الوفيات بالمئات، والإصابات أكثر من 4000 حالة.
ووصفت لجنة نقابة أطباء السودان الوضع بالخطير. وقالت: "انتشر الكوليرا وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية، وشُح في الكوادر الصحية، وعدم توفر مصادر مياه نظيفة، وغياب شبه كامل لوسائل التعقيم والمطهرات، إلى جانب قلة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ومراكز العزل أمام الأعداد المتزايدة من المرضى". وتابعت النقابة في بيانها: "تدهور الوضع البيئي نتيجة للحرب، وضعف استجابة المؤسسات الرسمية، وغياب الدعم الأممي، جميعها عوامل ساهمت في هذا التفشي الواسع، خصوصاً مع وجود أعداد كبيرة من العائدين والنازحين في مناطق مكتظة من دون خدمات أو غرف طوارئ مجهزة. ومع انتشار الكوليرا في جنوب ووسط البلاد منذ أشهر، لم يتم التعامل معه بالجدية اللازمة، ما أدى إلى انتشاره، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحية كبيرة".
ويقول وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم، إن الإمداد الدوائي في ولاية الخرطوم كاف لمجابهة الجائحة، مشيراً إلى وصول حوالي 150 طنا من المحاليل الوريدية. كما أعلن عن توفير التلقيح الوقائي لجميع المواطنين في جميع محليات الولاية، لافتاً إلى أن "الوضع البيئي الذي أفرزته المليشيا المتمردة بعد دحرها في ولاية الخرطوم أدى إلى ظهور الوباء".
وأكدت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم أن لجنة الطوارئ الصحية قد أعلنت عن مغادرة 530 مصابا إلى مراكز العزل بعد تلقّيهم العلاج، وعولجت 76 حالة إصابة عبر فرق الاستجابة السريعة والعيادات الميدانية المنتشرة في محليات الولاية السبع من دون إحالتهم إلى مراكز العزل. وأشارت الوزارة في بيان إلى إخضاع 52 حالة للعلاج عبر العيادات الميدانية في منطقة الصالحة، جنوب العاصمة الخرطوم.
يقول مكتب الإعلام في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى تطهير 1452 منزلاً ودار إيواء في كل من أم درمان، كرري، بحري وجبل أولياء، وتوزيع 4360 حبة كلور. وبلغ عدد المستفيدين من تعزيز الصحة 2679 مواطنا، فيما رفضت الوزارة الإشارة بدقة إلى عدد الوفيات أو المرضى الذين لا يزالون في مراكز الحجز.
ويتهم عدد من المتطوعين في مراكز العزل وزارة الصحة في ولاية الخرطوم بتعمد التخفيف من حجم الكارثة. ويقول المتطوعون لـ"العربي الجديد" إن سكان الولاية عاشوا خلال الأيام الماضية حالة من الذعر، بعدما أصبح المرضى يموتون على الطرقات العامة وفي المساجد، فيما يجلس بعض ذوي المرضى تحت فيء الأشجار والمقاهي، بعد توصيل المحاليل الوريدية إلى المرضى.
وعانى المرضى والمرافقون جراء اكتظاظ المراكز، حتى أن بعض المرافقين اضطروا إلى حمل المحاليل الوريدية لعدم توفر حوامل لتعليقها. ويقول أحد المتطوعين في مستشفى النو في أم درمان، سالم عبد الكريم، لـ"العربي الجديد"، إنه شهد في 26 مايو/أيار الجاري ثلاث حالات وفاة خلال خمس دقائق، في وقت يصل إلى مركز العزل مريض كل عشر دقائق. يضيف: "في ظل امتلاء مركز العزل، اضطر بعض ذوي المرضي إلى حقنهم بأنفسهم تحت ظلال الأشجار".
وفي 27 مايو/أيار، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل حوالي 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، ما أسفر عن أكثر من 1640 حالة وفاة. وقالت إنها تواصل الدعم من خلال ركائز الاستجابة المتعددة بالسودان، مُحذّرة من عواقب انهيار النظام الصحي في البلاد، وتراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين السودانيين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث "أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية".
في مركز العزل في مستشفى أم درمان، أصبح الوضع أكثر سوءاً، وفقاً لإفادة طبيب يعمل في المستشفى. ويقر الطبيب الذي فضل حجب هويته لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد"، بوجود عدد من الجثث التي قضت ثلاثة أيام داخل فناء المستشفى، ولم تجد من يدفنها خشية العدوى.
صحة
التحديثات الحية
تفشّ قاتل للكوليرا بالسودان وجهود لكبحه في اليمن وسورية
وبعد امتلاء مركز عزل مستشفى أم درمان ومركز عزل مستشفى النو، شرعت السلطات الصحية في نقل المرضى إلى مركز حجز جديد في مستشفى أمبدة الذي كان خارج الخدمة منذ اندلاع الحرب. ويقول المتطوع في مركز عزل مستشفى أمبدة، حامد علي، لـ"العربي الجديد"، إن مركز العزل امتلأ بعد أقل من 12 ساعة على افتتاحه. يضيف: "المرضى حالياً يفترشون الأرض لعدم توفر أسرّة، وقد لجأ بعضهم إلى الأشجار في فناء المستشفى".
ويفتقر مستشفى أمبدة لأبسط الإمكانات التي تؤهله ليكون مركزاً لعزل مرضى الكوليرا، وفقاً لإفادة أحد الأطباء في المستشفى. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "المنطقة التي يقع فيها المستشفى كانت خاضعة لاحتلال قوات الدعم السريع لأكثر من عامين، وقد سرقت خطوط الكهرباء والأثاث. لذلك، ليس مقبولاً أن تكون مركزاً للعزل وهي تفتقر لأبسط الأساسيات".
وبلغ عدد مراكز العزل التي افتتحتها وزارة الصحة منذ بدء انتشار الكوليرا 16 مركزاً، منها مركز مستشفى النو ومركز مستشفى أم درمان ومركز مستشفى أمبدة والجزيرة سلانج، البان جديد، جبل أولياء، مستشفى بشائر، صالحة، الجموعية، الضو حجوج، المستشفى التركي، ومركز عزل البجا عبد القادر.
وتقول مصادر طبية إن نسبة التردد اليومي على المراكز تزيد عن 200 مريض. وفي ظل الاكتظاظ، رفض بعض ذوي المرضى إدخالهم إلى مراكز العزل، كما جرى في مستشفى النو في أم درمان. وتقول خالدة أحمد، وهي أم لمريض بالكوليرا، إنها تفضل أن يكون ابنها أمامها بدلاً من إدخاله إلى مركز العزل الذي تصفه بأنه يفتقر إلى الرعاية اللازمة، كما أن الكوادر الطبية العاملة قليلة. تضيف خالدة لـ"العربي الجديد": "الوضع داخل مركز الحجز أسوأ من الخارج. لذلك، أُفضّل شراء المحاليل بنفسي وإعطاءها لابني حتى لا يموت داخل مركز العزل".
طفل مصاب بالكوليرا في السودان، 17 أغسطس 2024 (فرانس برس)
ويقول أحد سكان الحارة المجاورة لمركز عزل مستشفى النو، إنها سجلت 13 حالة إصابة بالكوليرا في 27 مايو. يضيف أن ذوي المرضى رفضوا نقلهم إلى مركز العزل لضعف المتابعة الطبية، واكتفوا بعزلهم في منازلهم. وفي ظل الاكتظاظ في مراكز العزل توفي عدد من المصابين خارج المركز، بعضهم في المساجد المجاورة والبعض الآخر في الطرقات. وعُثر على جثة مريض بالكوليرا في مسجد مجاور لمستشفى النو.
إلى ذلك، يقول إبراهيم عبد الله، أحد المواطنين الذين عثروا على الجثة داخل المسجد، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن المريض جاء إلى مركز العزل ولم يجد رعاية طبية، فلجأ إلى المسجد وفارق الحياة بعد مدة قصيرة". واعتقلت السلطات الأمنية عدداً من المتطوعين، من بينهم علي جباي، الذي تعرّض للضرب قبل إطلاق سراحه. ويقول الأخير لـ"العربي الجديد" إن الأجهزة الأمنية اعتقلته بعد نشره عدداً من صور المرضى الذين توفوا في الطرقات العامة، ومنهم مريض مات داخل مسجد المستشفى.
ويشير إلى أنه ينشط في توعية المواطنين وتوفير المحاليل للمرضى "وليس لدي أية سوء نية يتجاوز مصلحة المواطنين".
صحة
التحديثات الحية
800 إصابة بوباء الكوليرا تتلقى العلاج في الخرطوم
وتتراوح أسعار المحاليل الوريدية التي يستخدمها مرضى الكوليرا ما بين 2500 جنيه (دولار واحد) و12 ألفاً (حوالي ستة دولارات) من صيدلية إلى أخرى.
وتفيد مصادر في مستشفى أم درمان بأن سلطات ولاية الخرطوم وضعت المنظمات العاملة في تقديم الرعاية لمرضى الكوليرا بين خيار التوقف عن تسجيل المرضى ونشر أعدادهم أو مغادرة المستشفى. وتؤكد المصادر الطبية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها أن المنظمات رفضت أوامر السلطات بعدم تسجيل المرضى واختارت إيقاف خدماتها في مستشفى أم درمان تحديداً.
ووفقاً للأطباء في مستشفى النو، يحتاج مريض الكوليرا يومياً إلى ما بين 4 إلى 8 محاليل وريدية، ما شكل عبئاً على الأسر التي تعاني ظروفاً اقتصادية سيئة نسبة لظروف الحرب، وتوقف كافة الأعمال التجارية واليدوية في الخرطوم. وكان وزير الصحة هيثم إبراهيم قد أعلن قبل أيام أن متوسط حالات الإصابة بالكوليرا تتراوح ما بين 600 إلى 700 حالة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وتعتبر هذه الموجة من الكوليرا الثالثة التي تجتاح السودان منذ اندلاع الحرب في منتصف إبريل/نيسان 2023.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
مستشفيات السودان... نفاد الأوكسجين يهدّد حياة آلاف المرضى
تعاني المستشفيات الحكومية في جميع ولايات السودان من أزمة في توفير الأوكسجين الطبي، ما يجعل حياة آلاف المرضى معرضةً للخطر، ويحرم الأطباء من تقديم الرعاية الصحيّة اللائقة. بعد ساعات قليلة من مغادرتها مخيّم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر ، فارقت السودانية بخيتة (67 سنة) الحياة متأثرة بنوبة ربو حادة، واضطر ابنها الذي كان يرافقها إلى مواراتها الثرى مع عدد قليل من النازحين الذين كانوا رفقتهم خلال رحلة نزوحهم نحو محليّة رُوكيرو، الواقعة بالقرب من جبل مرة في ولاية شمال دارفو ر. كانت بخيتة قبل وفاتها، تسرع نحو المركز الصحي في مخيّم أبو شوك، عندما تتعرض لحالة مشابهة من ضيق التنفس، لتحصل على جرعات من الأوكسجين ، ثم تعود إلى منزلها. وغادرت المخيّم بعد توغل قوات الدعم السريع داخله في إبريل/نيسان الماضي، ضمن آلاف النازحين، لكنها لم تقوَ على إكمال رحلة النزوح، وفارقت الحياة لتلحق بالمئات ممّن قتلتهم الأمراض التنفسية والجلطات بسبب نقص الأوكسجين وتردي الرعاية الصحية. في "مستشفى أم درمان الكبير"، وهو أحد أقدم مستشفيات السودان، فارق عدد من المرضى الحياة في ديسمبر/كانون الأول 2024، بسبب نقص الأوكسجين. يقول طبيب كان يعمل بالمستشفى الذي خرج عن الخدمة لفترة طويلة عقب اندلاع الحرب: "عدد المرضى الذين ماتوا لعدم توفر الأوكسجين يتجاوز العشرة في غضون شهر واحد"، وأفاد الطبيب الذي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، لـ"العربي الجديد"، بأن المستشفى الذي يعتبر مرجعياً في ولاية الخرطوم ، ظل يستقبل الحالات المحوّلة من "مستشفى النو" من أجل إجراء العمليات الجراحية، ولعدم توفر الأوكسجين كان المرضى يموتون خلال العمليات الجراحية، أو نتيجة تأخيرها بسبب نفاد الأوكسجين. وفي مدينة الأبيض بإقليم كردفان، ظلت المستشفيات على مدار نحو عامين تجلب أسطوانات الأوكسجين من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، عبر شاحنات البضائع التي تنقله على طُرق غير مرصوفة، ليباع إلى المستشفيات بأسعار السوق السوداء، ووصل سعر الأنبوبة في بعض الأوقات إلى أكثر من 340 ألف جنيه سوداني (نحو 150 دولاراً) وهو مبلغ يفوق مقدرة المستشفيات التي لا تحصل على أي دعم مالي، بينما تعالج المرضى، وغالبيتهم من النازحين الفارين من الحرب برسوم رمزية. فارق مرضى الحياة في مستشفى أم درمان بسبب نقص الأوكسجين يقول طبيب من مستشفى الأبيض لـ"العربي الجديد": "غالباً ما يمرّ الأسبوع ولا نتمكن من إجراء أيّ عملية جراحية، أو تقديم الرعاية الطبية لمرضى يحتضرون؛ كون المستشفى لا يملك الأوكسجين. المصابون بأزمة في التنفس، والأطفال الذين يحتاجون للأوكسجين يموتون أمام أعيُننا ولا نستطيع مساعدتهم، لعدم توفر أسطوانات الأوكسجين التي تُجلَب بين فترة وأخرى من خارج الولاية، وبأسعار باهظة، كما أنّ المستشفى يعاني من نقص حاد في الكهرباء. الأوضاع في غاية السوء، وعدم توفر الأوكسجين يعني أن العديد من المرضى محكوم عليهم بالموت". وتفيد طبيبة أخرى تعمل في قسم الولادة بمستشفى الأبيض، بأنّ عدم توفر الأوكسجين يمثل تهديداً حقيقياً لحياة النساء الحوامل، وتوضح لـ"العربي الجديد": "الأمور لا تسير على نحوٍ جيّد في المستشفى، وفي مرات كثيرة نضطر إلى إجراء عمليات ولادة من دون أن يكون لدينا أنبوبة أوكسجين، ولو أنّ طارئاً حدث أثناء الولادة لن تكون لدينا وسيلة تصرف، وعادة ما نعتمد على الحظ". أزمة أسطوانات أوكسجين في السودان، 11 يونيو 2020 (فرانس برس) وتظل الأوضاع في مستشفيات مدينة الفاشر المحاصرة من الدعم السريع منذ أكثر من عام، أخطر من مستشفيات الولايات الأخرى، فبعد إغلاق أبواب المستشفيات الرئيسة، ونقل الكوادر الطبية للعمل في مستشفيات ميدانية، لجأت وزارة الصحة في بادرة نادرة الحدوث إلى التعاقد مع تاجر محلي لتوفير الأوكسجين. يقول وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ"العربي الجديد": "يضمّ إقليم دارفور خمسَ ولايات، وبعد توقف مصانع الأوكسجين الحكومية بسبب سرقتها أو تدميرها بالقصف، كان خيارنا هو الاعتماد على تاجر محلي يوفر لنا الأوكسجين بسعر السوق السوداء حتى لا ينعدم في المستشفيات. اشترط علينا التاجر أن تكون تعبئة أسطوانات الأوكسجين 50% من سعتها الأصلية، وهذا شرط مجحف، لكن الوزارة كانت مضطرة للقبول حتّى لا تفقد الأوكسجين نهائياً في المستشفيات في ظلّ أوضاع الحرب والحصار". يضيف خاطر: "ليس هناك سعر ثابت لشراء الأوكسجين من التاجر المحلي، فالسعر يعتمد على كلفة تشغيل المولدات الكهربائية والأجهزة الخاصة التي يمتلكها التاجر، والذي يعتمد في توفير الوقود لتشغيلها على السوق السوداء، إلى جانب المخاطر الأمنية التي يتعرض لها، وجميعها تضاف أعباءً على كلفة أنبوبة الأوكسجين التي تُباع للوزارة". وتسبب انقطاع الكهرباء المستمر عن ولاية نهر النيل، في تقلص إنتاج مصنع الأوكسجين في عطبرة عاصمة الولاية، الذي كان يزوّد مستشفيات عدد من الولايات المجاورة أيضاً. وتراجع إنتاج المصنع من 170 أسطوانة في اليوم إلى 13 بعد قصف المُسيّرات لمحطات الكهرباء بالولاية، في 25 إبريل/ نيسان الماضي، وخروج مولدات سدّ مروي عن الخدمة في 17مايو/أيار. يراجعان قسم النساء بمستشفى ود مدني، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) ورغم أن الأوكسجين يُعدّ مكوناً أساساً في تقديم الرعاية الصحية، لكن السلطات الحكومية لا تبذل جهداً كبيراً لتوفيره، وتترك الأمر لإدارات المستشفيات التي لا تملك المال لشرائه من السوق السوداء. يقول مصدر بوزارة الصحة السودانية لـ"العربي الجديد": "خلال فترة الحرب، لم تمنح السلطات الحكومية أي أهمية لمقدّرات وزارة الصحة، وتركتها تجاهد وحدها، وبمساعدة المنظمات الإنسانية الأهلية لتوفير الرعاية للمواطنين، الذين مات الآلاف منهم نتيجة تفشّي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، ونفاد الأوكسجين في المستشفيات". في ريف ولاية القضارف التي تقع على الحدود الإثيوبية، يلجأ الأطباء لاستخدام جهاز Compressor Nebulizer بدلاً عن أسطوانات الأوكسجين، ويقول الطبيب بأحد المراكز الصحية في المنطقة، حمد محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "أنابيب الأوكسجين غير متوفرة، ولذلك يغذى الكمبروسور النيوبلايزر عبر الطاقة التي تنتجها المولدات الكهربائية التي تعمل بالجازولين، وهو يستخدم في المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة أصحاب الأمراض التنفسية والجلطات وغيرها. الجهاز المستخدم لا يفي بالغرض في الحالات الحرجة أو في أثناء العمليات، لكنّنا لا نملك بديلاً". وفي الوقت الراهن، تعتمد ولاية الجزيرة (وسط)، على المولدات الكهربائية التي تعمل بالجازولين لتعبئة أسطوانات الأوكسجين بعد توقف مصنعَي الأوكسجين نتيجة تعرضهما للتخريب والسرقة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وينفي وزير الصحة بولاية الجزيرة، أسامة عبد الرحمن، وجود أزمة أوكسجين في مستشفيات الولاية، ويقول لـ"العربي الجديد": "نوفّر من خلال المولّدات كل احتياجات مستشفيات الولاية من الأوكسجين". صحة التحديثات الحية الكوليرا في السودان... إصابات مقلقة وسط نظام صحي منهار في المقابل، يؤكّد عدد من مرضى ولاية الجزيرة لـ"العربي الجديد" أن الأوكسجين يكاد يكون معدوماً في المستشفيات، وفي كثير من الأوقات يستخدم المرضى الواسطات والمعارف للتصديق على حصولهم على جرعات أوكسجين. ويسأل المرضى عن المصدر الذي يحصل منه وزير الصحة على الوقود لتشغيل المولدات في ظل وجود أزمة وقود في كل أنحاء السودان. وإلى جانب أزمة الأوكسجين في مستشفيات السودان التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة واسعة، وطاولها القصف أثناء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الحرب التي دخلت عامها الثالث، تفجرت خلال الأيام الأخيرة، وللمرة الثالثة خلال الحرب، أزمة تفشّي وباء الكوليرا، الذي ضرب ولايات عدّة خلال الأسابيع الماضية، وخلّف مئات الإصابات، أكثرها بولاية الخرطوم، التي تعاني من أزمة عطش وانقطاع للكهرباء منذ الخامس عشر من إبريل الماضي، بعد استهداف محطات توليد الكهرباء بالمُسيّرات التابعة للدعم السريع. وتقول مصادر طبية في مستشفى النو بأم درمان لـ"العربي الجديد"، إن "عدد المصابين بالكوليرا الذين يترددون على المستشفى يومياً يتجاوز مئتي إصابة، ما دفع السلطات إلى فرض قيود مشدّدة على العاملين بالمستشفى، ومنعهم من استخدام الهواتف حتى لا ينقلوا ما يجري داخله إلى العالم الخارجي.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
الكوليرا في السودان... إصابات مقلقة وسط نظام صحي منهار
يشهد السودان تفشياً للكوليرا في 7 ولايات، وسط قطاع صحي متهالك جراء الحرب ، واكتظاظ مراكز العلاج، ما ينذر بأزمة صحية خطيرة، ما لم يتم تدارك الوضع من قبل السلطات المعنية وسط محاولة تكتم شديدة من السلطات الحكومية، تفشّى الكوليرا في 7 ولايات في السودان هي: الخرطوم، الجزيرة، سنار، شمال كردفان، نهر النيل، البحر الأحمر، والشمالية. وبلغت حصيلة الوفيات الأولية، بحسب بيان أصدرته نقابة الأطباء، حوالي 346 حالة في الخرطوم ، و57 في شمال كردفان، و33 في نهر النيل، و30 في الشمالية، و45 في ولاية الجزيرة، وأكثر من 500 في أم درمان . وتفيد مصادر ميدانية في مراكز العزل بأن عدد الوفيات بالمئات، والإصابات أكثر من 4000 حالة. ووصفت لجنة نقابة أطباء السودان الوضع بالخطير. وقالت: "انتشر الكوليرا وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية، وشُح في الكوادر الصحية، وعدم توفر مصادر مياه نظيفة، وغياب شبه كامل لوسائل التعقيم والمطهرات، إلى جانب قلة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ومراكز العزل أمام الأعداد المتزايدة من المرضى". وتابعت النقابة في بيانها: "تدهور الوضع البيئي نتيجة للحرب، وضعف استجابة المؤسسات الرسمية، وغياب الدعم الأممي، جميعها عوامل ساهمت في هذا التفشي الواسع، خصوصاً مع وجود أعداد كبيرة من العائدين والنازحين في مناطق مكتظة من دون خدمات أو غرف طوارئ مجهزة. ومع انتشار الكوليرا في جنوب ووسط البلاد منذ أشهر، لم يتم التعامل معه بالجدية اللازمة، ما أدى إلى انتشاره، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحية كبيرة". ويقول وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم، إن الإمداد الدوائي في ولاية الخرطوم كاف لمجابهة الجائحة، مشيراً إلى وصول حوالي 150 طنا من المحاليل الوريدية. كما أعلن عن توفير التلقيح الوقائي لجميع المواطنين في جميع محليات الولاية، لافتاً إلى أن "الوضع البيئي الذي أفرزته المليشيا المتمردة بعد دحرها في ولاية الخرطوم أدى إلى ظهور الوباء". وأكدت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم أن لجنة الطوارئ الصحية قد أعلنت عن مغادرة 530 مصابا إلى مراكز العزل بعد تلقّيهم العلاج، وعولجت 76 حالة إصابة عبر فرق الاستجابة السريعة والعيادات الميدانية المنتشرة في محليات الولاية السبع من دون إحالتهم إلى مراكز العزل. وأشارت الوزارة في بيان إلى إخضاع 52 حالة للعلاج عبر العيادات الميدانية في منطقة الصالحة، جنوب العاصمة الخرطوم. يقول مكتب الإعلام في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى تطهير 1452 منزلاً ودار إيواء في كل من أم درمان، كرري، بحري وجبل أولياء، وتوزيع 4360 حبة كلور. وبلغ عدد المستفيدين من تعزيز الصحة 2679 مواطنا، فيما رفضت الوزارة الإشارة بدقة إلى عدد الوفيات أو المرضى الذين لا يزالون في مراكز الحجز. ويتهم عدد من المتطوعين في مراكز العزل وزارة الصحة في ولاية الخرطوم بتعمد التخفيف من حجم الكارثة. ويقول المتطوعون لـ"العربي الجديد" إن سكان الولاية عاشوا خلال الأيام الماضية حالة من الذعر، بعدما أصبح المرضى يموتون على الطرقات العامة وفي المساجد، فيما يجلس بعض ذوي المرضى تحت فيء الأشجار والمقاهي، بعد توصيل المحاليل الوريدية إلى المرضى. وعانى المرضى والمرافقون جراء اكتظاظ المراكز، حتى أن بعض المرافقين اضطروا إلى حمل المحاليل الوريدية لعدم توفر حوامل لتعليقها. ويقول أحد المتطوعين في مستشفى النو في أم درمان، سالم عبد الكريم، لـ"العربي الجديد"، إنه شهد في 26 مايو/أيار الجاري ثلاث حالات وفاة خلال خمس دقائق، في وقت يصل إلى مركز العزل مريض كل عشر دقائق. يضيف: "في ظل امتلاء مركز العزل، اضطر بعض ذوي المرضي إلى حقنهم بأنفسهم تحت ظلال الأشجار". وفي 27 مايو/أيار، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل حوالي 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، ما أسفر عن أكثر من 1640 حالة وفاة. وقالت إنها تواصل الدعم من خلال ركائز الاستجابة المتعددة بالسودان، مُحذّرة من عواقب انهيار النظام الصحي في البلاد، وتراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين السودانيين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث "أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية". في مركز العزل في مستشفى أم درمان، أصبح الوضع أكثر سوءاً، وفقاً لإفادة طبيب يعمل في المستشفى. ويقر الطبيب الذي فضل حجب هويته لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد"، بوجود عدد من الجثث التي قضت ثلاثة أيام داخل فناء المستشفى، ولم تجد من يدفنها خشية العدوى. صحة التحديثات الحية تفشّ قاتل للكوليرا بالسودان وجهود لكبحه في اليمن وسورية وبعد امتلاء مركز عزل مستشفى أم درمان ومركز عزل مستشفى النو، شرعت السلطات الصحية في نقل المرضى إلى مركز حجز جديد في مستشفى أمبدة الذي كان خارج الخدمة منذ اندلاع الحرب. ويقول المتطوع في مركز عزل مستشفى أمبدة، حامد علي، لـ"العربي الجديد"، إن مركز العزل امتلأ بعد أقل من 12 ساعة على افتتاحه. يضيف: "المرضى حالياً يفترشون الأرض لعدم توفر أسرّة، وقد لجأ بعضهم إلى الأشجار في فناء المستشفى". ويفتقر مستشفى أمبدة لأبسط الإمكانات التي تؤهله ليكون مركزاً لعزل مرضى الكوليرا، وفقاً لإفادة أحد الأطباء في المستشفى. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "المنطقة التي يقع فيها المستشفى كانت خاضعة لاحتلال قوات الدعم السريع لأكثر من عامين، وقد سرقت خطوط الكهرباء والأثاث. لذلك، ليس مقبولاً أن تكون مركزاً للعزل وهي تفتقر لأبسط الأساسيات". وبلغ عدد مراكز العزل التي افتتحتها وزارة الصحة منذ بدء انتشار الكوليرا 16 مركزاً، منها مركز مستشفى النو ومركز مستشفى أم درمان ومركز مستشفى أمبدة والجزيرة سلانج، البان جديد، جبل أولياء، مستشفى بشائر، صالحة، الجموعية، الضو حجوج، المستشفى التركي، ومركز عزل البجا عبد القادر. وتقول مصادر طبية إن نسبة التردد اليومي على المراكز تزيد عن 200 مريض. وفي ظل الاكتظاظ، رفض بعض ذوي المرضى إدخالهم إلى مراكز العزل، كما جرى في مستشفى النو في أم درمان. وتقول خالدة أحمد، وهي أم لمريض بالكوليرا، إنها تفضل أن يكون ابنها أمامها بدلاً من إدخاله إلى مركز العزل الذي تصفه بأنه يفتقر إلى الرعاية اللازمة، كما أن الكوادر الطبية العاملة قليلة. تضيف خالدة لـ"العربي الجديد": "الوضع داخل مركز الحجز أسوأ من الخارج. لذلك، أُفضّل شراء المحاليل بنفسي وإعطاءها لابني حتى لا يموت داخل مركز العزل". طفل مصاب بالكوليرا في السودان، 17 أغسطس 2024 (فرانس برس) ويقول أحد سكان الحارة المجاورة لمركز عزل مستشفى النو، إنها سجلت 13 حالة إصابة بالكوليرا في 27 مايو. يضيف أن ذوي المرضى رفضوا نقلهم إلى مركز العزل لضعف المتابعة الطبية، واكتفوا بعزلهم في منازلهم. وفي ظل الاكتظاظ في مراكز العزل توفي عدد من المصابين خارج المركز، بعضهم في المساجد المجاورة والبعض الآخر في الطرقات. وعُثر على جثة مريض بالكوليرا في مسجد مجاور لمستشفى النو. إلى ذلك، يقول إبراهيم عبد الله، أحد المواطنين الذين عثروا على الجثة داخل المسجد، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن المريض جاء إلى مركز العزل ولم يجد رعاية طبية، فلجأ إلى المسجد وفارق الحياة بعد مدة قصيرة". واعتقلت السلطات الأمنية عدداً من المتطوعين، من بينهم علي جباي، الذي تعرّض للضرب قبل إطلاق سراحه. ويقول الأخير لـ"العربي الجديد" إن الأجهزة الأمنية اعتقلته بعد نشره عدداً من صور المرضى الذين توفوا في الطرقات العامة، ومنهم مريض مات داخل مسجد المستشفى. ويشير إلى أنه ينشط في توعية المواطنين وتوفير المحاليل للمرضى "وليس لدي أية سوء نية يتجاوز مصلحة المواطنين". صحة التحديثات الحية 800 إصابة بوباء الكوليرا تتلقى العلاج في الخرطوم وتتراوح أسعار المحاليل الوريدية التي يستخدمها مرضى الكوليرا ما بين 2500 جنيه (دولار واحد) و12 ألفاً (حوالي ستة دولارات) من صيدلية إلى أخرى. وتفيد مصادر في مستشفى أم درمان بأن سلطات ولاية الخرطوم وضعت المنظمات العاملة في تقديم الرعاية لمرضى الكوليرا بين خيار التوقف عن تسجيل المرضى ونشر أعدادهم أو مغادرة المستشفى. وتؤكد المصادر الطبية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها أن المنظمات رفضت أوامر السلطات بعدم تسجيل المرضى واختارت إيقاف خدماتها في مستشفى أم درمان تحديداً. ووفقاً للأطباء في مستشفى النو، يحتاج مريض الكوليرا يومياً إلى ما بين 4 إلى 8 محاليل وريدية، ما شكل عبئاً على الأسر التي تعاني ظروفاً اقتصادية سيئة نسبة لظروف الحرب، وتوقف كافة الأعمال التجارية واليدوية في الخرطوم. وكان وزير الصحة هيثم إبراهيم قد أعلن قبل أيام أن متوسط حالات الإصابة بالكوليرا تتراوح ما بين 600 إلى 700 حالة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وتعتبر هذه الموجة من الكوليرا الثالثة التي تجتاح السودان منذ اندلاع الحرب في منتصف إبريل/نيسان 2023.


العربي الجديد
منذ 5 أيام
- العربي الجديد
السودان: الكوليرا تنتشر في الخرطوم والسلطات تطلق حملة تطعيم
أعلنت وزارة الصحة السودانية، اليوم السبت، تسجيل مئات الإصابات بمرض الكوليرا في ولاية الخرطوم خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وأفاد وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم، في بيان، بأنّ الزيادة الأخيرة في إصابات الكوليرا "تُقدَّر بمتوسط 600 إلى 700 حالة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة الماضية"، موضحاً أنّ زيادة الإصابات "نتاج متوقع بعد تحرير ولاية الخرطوم وعودة كثير من المناطق والمواطنين من جبل أولياء وصالحة، الأمر الذي أدى إلى تدهور الظروف البيئية مع إشكاليات مصادر المياه الصالحة للشرب في تلك المناطق". وأشار الوزير السوداني إلى أن غرفة طوارئ الصحة الاتحادية تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الصحي بالمنطقة، وتتخذ التدابير اللازمة لمواجهة انتشار المرض. وقال إن التوقعات تشير إلى انخفاض معدل الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع انطلاق حملة التطعيم ضد الكوليرا في الأيام المقبلة. والجمعة، أطلقت شبكة أطباء السودان نداء لتدارك الوضع الصحي بسبب انتشار الكوليرا بالخرطوم، وأعلنت وفاة 9 حالات ووصول 521 إصابة بالمرض لمستشفى "النو" التعليمي في أم درمان، يوم الخميس فقط. وبلغ إجمالي الإصابات بالكوليرا 60 ألفا و993 حالة، بينها ألف و632 وفاة، بحسب آخر إحصائية حكومية في 6 مايو/ أيار الجاري. وفي 12 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت السلطات السودانية الكوليرا "وباءً" في البلاد. وأعلن الجيش السوداني ، الثلاثاء الماضي، اكتمال "تطهير" ولاية الخرطوم وسط البلاد من قوات الدعم السريع، بعد سيطرته على منطقة صالحة، آخر معاقل "الدعم السريع" بمدينة أم درمان غربي الخرطوم. وفي الآونة الأخيرة، سيطر الجيش على معظم مناطق ولاية الخرطوم التي تتكون من مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان، إضافة إلى منطقة شرق النيل. وفي الولايات الـ17 الأخرى بالسودان، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 في إقليم دارفور. قضايا وناس التحديثات الحية عائدون إلى السودان... أزمتا المياه والكهرباء تُرهقان الأهالي ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. (الأناضول)