
ترامب يشعل أزمة دستورية بعد قصف إيران
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
أثار الهجوم الجوي الواسع الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منشآت نووية إيرانية، فجر اليوم الأحد 22 يونيو الجاري، موجة من الجدل الحاد داخل الأوساط السياسية الأميركية، لا سيما في الكونغرس، حيث وجّه عدد من النواب انتقادات لاذعة للرئيس، متهمين إياه بـ'خرق الدستور' وتجاوز صلاحياته الدستورية عبر استخدام القوة العسكرية من دون تفويض تشريعي.
– اتهامات بانتهاك دستوري
أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي وصفوا قرار ترامب بأنه خرق صريح للمادة الدستورية التي تمنح الكونغرس وحده سلطة إعلان الحرب، واعتبروا أن الرئيس 'اتخذ خطوة خطيرة دون مشاورة مسبقة مع المؤسسة التشريعية أو تقديم مبررات واضحة أو خطة استراتيجية لما بعد الضربة'.
– ردود من قادة ديمقراطيين
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في بيان رسمي: 'لا يحق لأي رئيس أن يزج بالبلاد في حرب بهذا الحجم دون العودة إلى الكونغرس، وأن ما حصل يعكس تهورًا استراتيجيًا قد يضعف من موقف الولايات المتحدة بدلًا من أن يعززه'.
السيناتور جاك ريد، عضو لجنة القوات المسلحة، وصف العملية بأنها 'مقامرة ضخمة'، مشيرًا إلى أن الإدارة لم تقدم تصورًا واضحًا بشأن ما سيلي الضربة، كما غاب عنها التقييم الواقعي لمخاطر التصعيد المحتمل مع طهران.
– إخطار محدود ومعلومات سطحية
بحسب وكالة 'أسوشيتد برس'، تم إبلاغ عدد محدود جدًا من قيادات الكونغرس مسبقًا، من بينهم رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، لكن عملية الإخطار لم تجرِ عبر الآليات الرسمية، ولم تُعقد جلسة طارئة للتشاور.
وأكد متحدث باسم شومر أن الإخطار 'كان سطحيًا للغاية'، ولم يتضمن تفاصيل كافية بشأن طبيعة الأهداف أو الأبعاد الاستراتيجية للعملية العسكرية.
– انقسام داخل الحزب الجمهوري
رغم إعلان بعض أعضاء الحزب الجمهوري دعمهم للضربة، واعتبارها خطوة ضرورية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، إلا أن الأصوات المتحفظة لم تغب، فقد صرح السناتور جون ثون: 'أقف مع الرئيس في هذه العملية الحساسة، وأدعو لحماية قواتنا'، لكنه، وآخرين في الحزب، أعربوا عن القلق إزاء غياب رؤية واضحة لما بعد الضربة، وهو ما قد يُضعف وحدة الموقف الجمهوري في وقت تتواصل فيه المفاوضات حول قانون الأمن القومي بقيمة 350 مليار دولار.
– بين 'الضرورة' و'التجاوز'
الإدارة الأميركية شددت على أن العملية العسكرية كانت 'دفاعية وضرورية'، معتبرة أنها جاءت لحماية المصالح الأميركية ومنع تصعيد إيراني وشيك. في المقابل، يؤكد خصوم ترامب أن ما جرى يمثل 'تعديًا صريحًا على الدستور الأميركي'، مع احتمال أن تتجاوز تبعات الضربة الحدود الإيرانية، لتتسبب بأزمة سياسية داخلية قد تعيد رسم العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في الولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ 2 ساعات
- أكادير 24
مسؤول أمريكي لـ'نيويورك تايمز': الضربة على فوردو ألحقت أضراراً بالغة لكنها لم تُدمّر بالكامل
agadir24 – أكادير24 أوضحت مصادر أمريكية ومسؤول رفيع للصحافة اليوم الأحد 22 يونيو 2025، أن الضربة على منشأة فوردو شديدة التحصين، رغم حدتها، لم تتمكن من تدميرها بصورة كاملة، لكنها أحدثت أضرارًا بالغة فيها. هذا، و نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن الطائرات الأمريكية – وعلى الأرجح قاذفات B‑2 – لم تستطع تدمير فوردو بالكامل، رغم نفوذها الميداني الضخم وتسببها بأضرار كبيرة في مداخله وأنفاقه الداخلية. ويأتي هذا القول ليصقل الوقائع الرسمية التي أشادت والدفاعات الأمريكية بالضربة، فتقول وزارة الدفاع إنها 'قضت على الطموحات النووية الإيرانية'، لكنها لم تُنفِ بشكل واضح أن المنشأة أصابها قضاءً أو وُئدت بالكامل . ورغم أن ترامب وعد في تصريحاته أن فوردو قد 'انتهت'، تشير مصادر مشتركة من نيويورك تايمز، ووكالات مثل رويترز، إلى أن الهيكل المحصَّن تحت الجبل قد تأثر جزئيًا فقط، مع تهشُّم الأنفاق ومداخله، بينما تبقى الغرفة الرئيسية المحتضنة للطناجر النووية غير مدمرة بالكامل . مجلة Guard أكدت أن هذا التصعيد المتزامن لم يؤدِّ إلى تسرب إشعاعي حسب التقارير الأولية، لكنه أظهر أن العملية كانت مقرّّرة قبلية، وأثّرت في العمق المدفون للموقع من خلال صور الأقمار الصناعية التي أظهرت أن القصف أغلق بعض المداخل وأنشأ حفرًا كبيرة على المنصة العلوية . يقول محللون أمنيون من الواشنطن بوست إن الضربة – رغم أنها تمثل نقطة تحول في التدخل الأمريكي المباشر في النزاع بين إسرائيل وإيران – لم تصل بعد إلى القنبلة الكبرى التي تكسر نهائيًا القدرة الإيرانية النووية المدفونة، مما يفتح الباب لتقديرات تفيد بأن أميركا قد تعيد استهداف المنشأة في حال تصاعد التصعيد .


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
نتنياهو يشكر ترامب على قصف مواقع نووية إيرانية ويصفه بـ"طارد الشر"
أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، التأكيد على دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد الهجوم العسكري الأميركي الذي استهدف مواقع نووية استراتيجية في إيران، واصفاً إياه بـ'طارد الشر من العالم'. جاء ذلك خلال زيارة قام بها نتنياهو إلى حائط البراق في البلدة القديمة بالقدس، حيث أجرى صلاة قصيرة برفقة أحد الحاخامات، وفق ما أعلنه مكتب حائط البراق في بيان رسمي، أرفقه بمقطع فيديو يوثق الحدث. وقال نتنياهو خلال الصلاة: «أطلب من الله أن يبارك ويحمي الرئيس دونالد ترامب، الذي أخذ على عاتقه مهمة طرد الشر والظلام من هذا العالم». وفي ختام صلاته، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي ورقة في شقوق الحائط – وفقاً للتقليد اليهودي – كتب فيها: «قام شعب إسرائيل، شعب إسرائيل حيّ!». وفي وقت سابق من اليوم، أعرب نتنياهو عن امتنانه لترمب على ما وصفه بـ'الهجوم الجريء' ضد منشآت نووية إيرانية، معتبراً أنه يمثل 'منعطفاً تاريخياً' قد يسهم في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، حسب وصفه. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد أعلن عبر منصته 'تروث سوشيال' عن تنفيذ الجيش الأميركي 'هجوماً ناجحاً جداً' استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، من بينها موقع فوردو الواقع تحت الأرض، إضافة إلى موقعي نطنز وأصفهان. وقال ترمب في منشوره: «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي، وغادرت الطائرات المجال الجوي الإيراني بسلام، وهي الآن في طريقها إلى الوطن». ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل توترات متصاعدة بين واشنطن وطهران، ما يعيد فتح ملف البرنامج النووي الإيراني وتداعياته المحتملة على أمن واستقرار المنطقة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


ناظور سيتي
منذ 2 ساعات
- ناظور سيتي
المغرب مهدد بأزمة غلاء جديدة بسبب تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل ودخول أمريكا على خط الحرب
المزيد من الأخبار المغرب مهدد بأزمة غلاء جديدة بسبب تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل ودخول أمريكا على خط الحرب ناظورسيتي: متابعة تشير مؤشرات الأسواق العالمية إلى اقتراب أزمة غلاء جديدة قد تضرب المغرب، على خلفية التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل، ودخول الولايات المتحدة الأميركية على خط المواجهة، مما ينذر بأزمة طاقة عالمية ستنعكس بشكل مباشر على أسعار المواد الأساسية بالمملكة. ففي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن تنفيذ ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية، وتوعدت طهران برد قاسٍ، بدأ القلق يسيطر على أسواق النفط العالمية، التي شهدت قفزات في الأسعار، وسط مخاوف من اضطرابات في مضيق هرمز، الممر الحيوي لثلث صادرات النفط العالمي. ويُعد المغرب من أكثر الدول تأثراً بأي ارتفاع في أسعار الطاقة، نظراً لاعتماده الكبير على الاستيراد لتأمين حاجياته من المحروقات. وهو ما يعني أن أي تصعيد عسكري في الخليج قد يترجم سريعاً إلى زيادات في أسعار البنزين والغاز، ما يؤدي بدوره إلى موجة غلاء في مختلف القطاعات. الخبراء يتوقعون أن يقفز سعر برميل النفط إلى ما فوق 100 دولار إذا ما استهدفت إيران الملاحة في مضيق هرمز أو قامت بهجمات على منشآت نفطية بالخليج. وفي هذا السيناريو، فإن فاتورة الطاقة بالمغرب سترتفع بشكل حاد، مما سيؤثر على ميزانية الدولة وعجزها التجاري. من جانب آخر، أي ارتفاع في أسعار المحروقات سيدفع شركات النقل واللوجستيك إلى مراجعة تسعيراتها، وهو ما سيؤدي إلى زيادات في أسعار السلع الأساسية، بما فيها الخضر والمواد الغذائية، ما يضع المواطن المغربي أمام تحديات معيشية إضافية. القلق من عودة أزمة الغلاء في المغرب يأتي في وقت لا تزال فيه الأسر تعاني من تبعات الارتفاعات السابقة، التي سجلت خلال سنتي 2022 و2023، بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، إذ لم تنخفض الأسعار بالشكل المرجو رغم تراجع نسبي في الأسواق الدولية. وفي ظل هذا الوضع الجيوسياسي المتوتر، تتصاعد الدعوات في المغرب لتدخل حكومي استباقي، سواء من خلال دعم مباشر للفئات الهشة، أو عبر مراقبة صارمة للأسعار، مع تعزيز المخزون الاستراتيجي من المواد الأساسية، تفادياً لأي أزمة تموين. ووفق خبراء، فإن دولاً مثل المغربستدفع ثمناً باهظاً لأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل سياق اقتصادي داخلي يتّسم بارتفاع غير مسبوق في الاستثمارات العمومية، ما يشكل ضغطاً إضافياً على مالية الدولة. فارتفاع أسعار المواد الأولية، إلى جانب صعود الدولار مقابل الدرهم، سيؤدي إلى زيادة تكلفة الواردات، فضلاً عن ارتفاع كلفة التمويل الخارجي، في وقت تعاني فيه الميزانية من تحديات مرتبطة بعجز الميزان التجاري وتقلّب الأسواق الدولية. ويبقى مستقبل الأسعار في المغرب رهيناً بمسار الأحداث في الشرق الأوسط، حيث قد تتحول حرب التصريحات إلى مواجهة مفتوحة، تضع الأمن الطاقي والاقتصادي العالمي – ومنه المغربي – على المحك.