logo
تزايد حالات الولادات القيصرية في العراق.. موضة أم حاجة ضرورية؟

تزايد حالات الولادات القيصرية في العراق.. موضة أم حاجة ضرورية؟

شفق نيوز١٤-٠٥-٢٠٢٥

شفق نيوز/ تضاعفت نسب إجراء العمليات القيصرية في العراق دون دواع طبية لذلك، ما جعل عشرات الآلاف من النساء ضحايا لتلك العمليات بحسب مؤسسات صحية، ويرى خبراء أن الامر يرتبط بموضة وليس بحاجة فعلية، أو رغبة في ولادة الأطفال بتواريخ محددة.
وبهذا الصدد تقول لبنى وهي حامل تبلغ من العمر 25 عاماً في حديثها لوكالة شفق نيوز، "دخلت صالة العمليات ورأيت النساء الخارجات من العمليات في غرفة الإفاقة أكثر من 5 وهن في حالة التخدير العام".
وتضيف، "لم يطل انتظاري اذ تمت مناداتي بعد دقائق، ودخلت صالة العمليات، و بعد لحظات من دخولي فقدت الوعي نتيجة التخدير، ولم افق الا وانا في السرير وقد تم اجراء العملية لي، لكني لم أر الطبيبة الاخصائية بعد ذلك، ولم تكن هناك سوى ممرضات يعطين الادوية في موعدها".
تشير لبنى إلى انها "حاولت التواصل مع الطبيبة، لكنها عرفت فيما بعد أن الطبيبة تجري العمليات المقررة لها فقط وتغادر المستشفى، لذا اضطرت مغادرة المستشفى، و البقاء عشرة أيام وبعدها ذهبت الى الطبيبة في عيادتها الخاصة لإجراء الفحوصات".
شعرت لبنى خلال فترة الانتظار بمضاعفات في جرح العملية، وعلمت فيما بعد بأن الجرح قد التهب نتيجة عدم المتابعة من قبل متخصصين، وخضعت لدورة علاج أجبرتها على حرمان ابنها من الرضاعة الطبيعية بسبب مفعول العلاجات، وفق ماتقول.
وتفضل العديد من الفتيات والنساء في العراق إجراء عمليات ولادة قيصرية، لأسباب كثيرة، منها الخوف من تجربة الولادة الطبيعية وآلامها، وعدم الصبر على تحمل الم الولادة، وان اغلب النساء لا ينتظرن انتهاء فترة الحمل لصعوبة هذه الفترة، فضلا عن أن العملية القيصرية تحافظ على الجسم.
وأسهم التطور العلمي في المجال الصحي بإدخال نوع من مسكن للآلام يسمى "حقنة التاب بلوك" وتُعطى هذه الحقنة في نهاية العملية وقبل مغادرة المريضة غرفة العمليات.
تتميز هذه الحقنة عن غيرها من المسكنات الأخرى بأنها أكثر أمانًا وأطول مفعولاً، اذ يستمر مفعولها مدة تتراوح بين 18 الى 24 ساعة عادة في المرحلة الصعبة التي تلي الولادة القيصرية مباشرة.
وحتى نهاية القرن الماضي، كان اللجوء الى الولادة القيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، يتم كحل طبي لمواجهة مشكلات الولادات المتعسرة، لكن تحولاً كبيراً حصل في السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت نسب إجراء العمليات القيصرية دون دواع طبية ودون النظر في العواقب المحتملة، ما جعل عشرات آلاف النساء ضحايا لتلك العمليات بحسب مؤسسات صحية.
ووفق بحث منظمة الصحة العالمية (WHO) نشر عام 2021، تصاعدت معدلات العمليات القيصرية على مستوى العالم، لتصبح أكثر من حالة واحدة لكل خمس حالات ولادة، أي ما يتجاوز 20% من جميع الولادات، وان هذا الارتفاع سيستمر وفق ما هو مرجح لتتم نحو 30% من جميع الولادات عن طريق العملية القيصرية بحلول العام 2030.
تؤكد اسراء كاظم 27 عاماً، انها "تخجل من الولادة الطبيعية، ففي المستشفيات العامة تكون صالات الانتظار للولادة مزدحمة بالنساء اللواتي ينتابهن المخاض، ويخضعن جميعاً للكشف من قبل الممرضات بدون خصوصية، وهذا امر مخجل، حسب رأيها، حتى لو كان الامر متعلقا بالطب، اضافة الى الم المخاض الذي لايحتمل، وما يصدر عن الممرضات من كلمات زجر احياناً خلال فترة المخاض".
وتشير في حديثها لوكالة شفق نيوز إلى، أنه "لا يوجد الم و صراخ في الولادة القيصرية، خاصة مع تطور الطب ووجود الحقن المخدرة للألم وهذا مريح بالنسبة للحامل، وهو ما دفعها لانجاب طفليها ضمن ولادات قيصرية تمت في مستشفيات اهلية".
ولا تخفي بعض الطبيبات الآثار الجانبية التي تترتب على عمليات الولادة القيصرية.
وفي هذا السياق، تقول الاخصائية النسائية الدكتورة نضال البغدادي، إن "لعمليات الولادة القيصرية آثارا جانبية وسلبيات تتراوح نسبتها بين 70% الى 80% .
وتضيف في تصريحات لوكالة شفق نيوز، ان "الولادات الطبيعية التي لا تحتاج الى تداخل جراحي أفضل بكثير بالنسبة للحوامل، لذا فانا انصح بالولادات الطبيعية والابتعاد قدر الإمكان عن الولادات القيصرية".
وتوضح ، أن "العمليات القيصرية يتم خلالها فتح بطن المريضة، وقد يعرضها ذلك الى ضرب عضو حيوي من أعضاء الجسم القريبة من البطن".
وتشدد الطبية على ضرورة أن "لا تتجاوز عمليات الولادة القيصرية ثلاثة اطفال مع اهمية تباعد الولادات كي لا تنفتح العملية السابقة، وأنه في حال أنجبت المرأة طفلها في عملية قيصرية فإن بوسعها إنجاب الطفل الآخر بشكل طبيعي ودون الحاجة الى عملية قيصرية".
وتؤكد، أن "العمليات القيصرية قد تتسبب بقلع الرحم ومشاكل أخرى، ولا يجوز اجراء هذه العمليات إلا في الحالات الطارئة والاستثنائية، ومنها الحالات التي تسمى باردة ، والتي يكون فيها الحوض ضيقاً او لا يحتوي على مواصفات احتواء الجنين وهو ما يتسبب بعسر الولادة".
وتنوه الطبيبة إلى أن "ضعف تقلصات عضلات الرحم عند بعض النساء يدخل ضمن الحالات التي تسبب مشاكل أثناء الولادة وتدعو الى التداخل الجراحي".
اما الطبيبة النسائية خالدة شرف، ترى ان "اكثر النساء وخاصة صغيرات السن منهن، يفضلن الولادة القيصرية على الولادة الطبيعية، وتتضمن هذه العملية توسيع الرحم".
وأوضح في حديث للوكالة، أن "التوسع يبقى قائما بعد الولادة ويسبب مشاكل عائلية كثيرة، وهذا ما نلمسه من خلال عدد كبير من المراجعات النسوية بهذا الشأن".
وتشير، الى ان "الولادة القيصرية على الطلب أمر ممنوع، وان الفتيات اصبحت لهن موضة الخوف من الولادة الطبيعية او الرغبة في إجراء عمليات قيصرية ضمن تواريخ وأحداث يرغبن بها ويفضلنها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة تجاوز نقطة الانهيار
الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة تجاوز نقطة الانهيار

الرأي العام

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي العام

الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة تجاوز نقطة الانهيار

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العمليات الإسرائيلية البرية المكثفة في قطاع غزة وأوامر الإخلاء الجديدة، دفعت النظام الصحي في القطاع إلى ما هو أبعد من 'نقطة الانهيار'. وفي منشور عبر منصة 'إكس' أشار مدير عام منظمة الصحة العالمية يدروس أدهانوم غيبريسوس إلى أن عددا من المرافق الطبية، بينها مستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة، إلى جانب 3 مستوصفات و4 نقاط صحية، تقع ضمن منطقة الإخلاء التي أعلنها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء. وأوضح أن مستشفيين آخرين و4 مستوصفات و6 نقاط صحية إضافية، تقع على بعد كيلومتر واحد فقط من منطقة الإخلاء ذاتها. وأضاف أن مستشفى غزة الأوروبي ونقاطا صحية في جنوب القطاع، باتت أيضا ضمن مناطق الإخلاء التي جرى الإعلان عنها يوم الاثنين. كما لفت إلى أن مجمع ناصر الطبي ومستشفى شهداء الأقصى، و5 مستوصفات و17 نقطة صحية أخرى، تقع على بعد نحو كيلومتر واحد من مناطق الإخلاء، ما يجعلها عرضة لخطر مباشر. وأكد غيبريسوس أن حتى المرافق الصحية التي لم تستهدف بشكل مباشر أو لم تجبر على الإخلاء، تعاني من شلل شبه تام بسبب العمليات العسكرية الواسعة وانتشار القوات على الأرض، ما يعيق وصول المرضى إلى الرعاية الصحية، ويمنع المنظمة من تزويد المستشفيات بالإمدادات اللازمة. وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى توقف عمل هذه المستشفيات قريبا، مجددا دعوته إلى ضرورة توفير الحماية الفورية للمرافق والخدمات الصحية، مؤكدا أن المستشفيات ليست أهدافا عسكرية. وفي الختام شدد غيبريسوس على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في القطاع.

"مواد كيميائية خطيرة".. لجنة نيابية تطالب بالتحقيق في انفجار مصفى بيجي
"مواد كيميائية خطيرة".. لجنة نيابية تطالب بالتحقيق في انفجار مصفى بيجي

شفق نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • شفق نيوز

"مواد كيميائية خطيرة".. لجنة نيابية تطالب بالتحقيق في انفجار مصفى بيجي

شفق نيوز/ طالبت لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب العراقي، يوم الأربعاء، ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة والإدعاء العام، بفتح تحقيق "دقيق وعاجل" في حادثة انفجار مصفى الدهون في مصفى بيجي، والذي تسبب بخسائر بشرية ومادية جسيمة. وأشارت اللجنة في وثيقة رسمية وقعها رئيسها النائب ماجد شنكالي، ووردت لوكالة شفق نيوز، إلى أن "التقارير البيئية أظهرت أن المصفى والمناطق المحيطة به تحتوي على كميات كبيرة من المواد الكيميائية، وأن منظومة "Hot oil" داخل المصفى، التي تعمل بضغط مرتفع وحرارة عالية، قديمة ومتهالكة، ورغم ذلك ما زالت تُستخدم دون صيانة دورية". وأوضحت اللجنة أن "هذا الإهمال أدى إلى تسرب خطير تسبب بانفجار في وحدة رقم 109 داخل المصفى، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين قتيل وجريح، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة"، مؤكدة أن "على الجهات المعنية تحديد المسؤولين عن هذا التقصير ومحاسبتهم، لا سيما في ظل وجود مؤشرات على سوء الإدارة والإهمال المتكرر"، مشددة على "ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات لمعالجة أسباب الحادث ومنع تكراره". وأفاد مصدر في مديرية الدفاع المدني بمحافظة صلاح الدين، يوم الأحد الماضي، باندلاع حريق في إحدى وحدات مصافي بيجي، المعروفة بـ"مصفاة الدهون". وقال المصدر لوكالة شفق نيوز إن فرق الدفاع المدني هرعت إلى موقع الحريق فور تلقي البلاغ، وشرعت بعمليات الإخماد بهدف السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى وحدات إنتاجية أخرى داخل المجمع النفطي. وأوضح أن الحريق ناجم عن انفجار في فرن رقم 100 بمصفاة الدهون ضمن مجمع شركة مصافي الشمال، مشيرا إلى اصابة اثنين من العاملين بحروق بسيطة جراء الحادث، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق.

الجفاف يضرب ريف إيلام الفيلية.. مئات القرى بلا ماء ومخاوف على الصحة العامة
الجفاف يضرب ريف إيلام الفيلية.. مئات القرى بلا ماء ومخاوف على الصحة العامة

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • شفق نيوز

الجفاف يضرب ريف إيلام الفيلية.. مئات القرى بلا ماء ومخاوف على الصحة العامة

شفق نيوز/ تزداد أزمة شحّ المياه حدة في محافظة إيلام الفيلية في إيران، حيث أعلن الرئيس التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في المحافظة، محمد محمدي، أن الجفاف الحاد ترك آثاراً كارثية على السكان الريفيين، مؤدياً إلى أزمة متفاقمة في الوصول إلى مياه الشرب النظيفة. وقال محمدي، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام إيرانية وترجمتها وكالة شفق نيوز، إن نقص مياه الشرب الآمنة يزيد من خطر انتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه، ويهدد بشكل خاص صحة الأطفال وكبار السن والمرضى، محذراً من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يدفع بمزيد من سكان القرى إلى الهجرة. وأشار إلى أن 577 قرية في محافظة إيلام تواجه تحديات حقيقية في تأمين المياه، من بينها 44 قرية تعتمد كلياً على إمدادات المياه المتنقلة، بينما تحصل 23 قرية أخرى على هذه الإمدادات فقط خلال مواسم معينة من السنة. وأوضح محمدي أن السلطات المحلية وقعت مذكرة تفاهم مع جهات مانحة بهدف توفير مياه الشرب المستدامة لـ100 قرية محرومة، حيث تشمل الخطة إنشاء أكثر من 600 كيلومتر من خطوط النقل وشبكات توزيع المياه، إلى جانب تركيب تجهيزات حديثة لتأمين الإمدادات. وفي سياق متصل، أشار إلى تدشين مشروع لتزويد 40 قرية بالمياه هذا العام، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية الوطنية، مؤكداً أن المشروع وفّر مياه الشرب المستدامة لأكثر من 5521 من سكان الريف. ويؤكد التقرير أن محافظة إيلام، التي تقع ضمن النطاق المناخي الحار والجاف، تعاني منذ سنوات من انخفاض هطول الأمطار وتراجع مستويات المياه الجوفية، إضافة إلى موجات الحرارة المرتفعة، وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي والحيواني في المناطق الريفية، وتفاقم معاناة السكان في الحصول على المياه، ما دفع بعض الأسر إلى مغادرة قراهم بحثاً عن ظروف معيشية أفضل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store