logo
إيران ترفض المفاوضات قبل وقف الهجمات الإسرائيلية

إيران ترفض المفاوضات قبل وقف الهجمات الإسرائيلية

خبرنيمنذ 4 ساعات

خبرني - قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظرائه الأوروبيين يوم الجمعة إن إيران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ما دامت إسرائيل تواصل حملتها العسكرية، وذلك بعيد توقع رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير حربا "طويلة" مع طهران.
وقال عراقجي إثر لقائه -أمس الجمعة- في جنيف نظراءه الفرنسي، والبريطاني، والألماني، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن إيران مستعدة لتقييد تخصيبها لليورانيوم بطريقة مشابهة للاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، لكنه أوضح أن إيران لن توافق على المطلب الأميركي بوقف التخصيب.
كما أكد عراقجي لوسائل الإعلام الإيرانية بعد الاجتماع أن طهران لا تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي ومستعدة للاجتماع مجددًا مع وزراء الخارجية الأوروبيين، مشددا على أن إيران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية.
ونقل موقع أكسيوس عن دبلوماسيين أوروبيين مطلعين مباشرة على المناقشات أن الاجتماع بين إيران والقوى الغربية الذي استمر ساعتين لم يسفر عن أي اختراق دبلوماسي، حيث لم يقدم أي من الطرفين مقترحًا جديدًا. وقد وُصف الاجتماع بأنه تواصل أولي، واتفق الطرفان على الاجتماع مجددًا الأسبوع المقبل، بحسب الدبلوماسيين الأوروبيين.
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون إن الإيرانيين بدوا أكثر انفتاحًا من ذي قبل لمناقشة ليس فقط القيود على برنامجهم النووي، بل أيضًا مجموعة من القضايا غير النووية، ومن بينها برنامج الصواريخ الإيراني، وشبكة وكلائها الإقليميين، والمساعدات العسكرية لروسيا، والمعتقلون الأوروبيون في إيران.
وقد حث وزراء الخارجية الأوروبيون عراقجي على الانخراط المباشر مع إدارة ترامب واقترحوا إشراك ممثلين أميركيين في المحادثات المقبلة، لكن عراقجي رفض، حسبما ذكر الدبلوماسيون.
ورغم أن وزير الخارجية الإيراني حافظ على اتصالات مباشرة مع ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ بدء الحرب، فإنه كرر في جنيف أن إيران لن تفاوض الولايات المتحدة ما دامت الضربات الإسرائيلية مستمرة.
** الموقف الأوروبي
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، كرر وزراء مجموعة الثلاثية الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قلقهم الطويل الأمد بشأن توسع البرنامج النووي الإيراني"، وأضافوا: "ناقشوا سبل التوصل إلى حل تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع التأكيد على الطابع العاجل للقضية".
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون إنهم أوضحوا خلال الاجتماع أن الوقت ينفد للتوصل إلى حل دبلوماسي.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن "النتيجة الإيجابية اليوم هي أننا نغادر القاعة بانطباع أن الجانب الإيراني مستعد لمواصلة مناقشة جميع المسائل المهمة".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني. فالعمليات العسكرية قد تؤخرها، لكنها لا تستطيع القضاء عليها".
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية البريطاني إن الإيرانيين لديهم فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي وعليهم اتخاذ الخطوات اللازمة، محذرا من أن تدخل واشنطن يخطط له وعلى الإيرانيين أخذه على محمل الجد، بحسب صحيفة فايننشال تايمز نقلا عن مسؤول بريطاني.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعلن أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" لإيران، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
ومن المقرر أن يسافر عراقجي إلى إسطنبول يوم السبت لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، ويُتوقع أن يزور موسكو يوم الاثنين للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومناقشة الحرب، بحسب الدبلوماسيين.
ومن المرجح أن يُعقد الاجتماع التالي مع وزراء الخارجية الأوروبيين بعد هاتين المحطتين، مما قد يضيّق "نافذة الأسبوعين" التي أشار إليها ترامب.
وعُقد اجتماع عراقجي في جنيف مع كبار دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، وكان هذا أول لقاء مباشر بين إيران والقوى الغربية منذ أن شنت إسرائيل هجومها على إيران قبل أسبوع.
وجاء ذلك بعد يوم من إعلان ترامب أنه سيتخذ قرارًا "خلال الأسبوعين المقبلين" بشأن ما إذا كان سيضرب البرنامج النووي الإيراني، مما أبقى الباب مفتوحًا أمام حل دبلوماسي.
وقد تحدث الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع إدارة ترامب للتنسيق قبل الاجتماع، لكن الرئيس الأميركي كان متحفظًا على جهود الأوروبيين الدبلوماسية، وقال للصحفيين:
"إيران لا تريد الحديث إلى أوروبا. إنهم يريدون التحدث إلينا. أوروبا لن تتمكن من المساعدة في هذا الأمر".
من جهتها، نقلت شبكة "سي بي إس"عن دبلوماسيين أن تركيا وعمان ودولا أوروبية عرضت استضافة محادثات مباشرة أو غير مباشرة بين واشنطن وطهران، مشيرة إلى أنه ستكون للدبلوماسية فرصة أخيرة الأسبوعين المقبلين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الإيراني.
كما نقلت الشبكة عن دبلوماسيين غربيين أن هناك محادثات سرية بشأن إمكانية تأمين المواقع والمواد النووية بإيران، وتبحث التداعيات المحتملة على الحلفاء عند ضرب منشآت نووية بإيران. كما تتناول المحادثات السرية من سيقود إيران لاحقا.
ونقلت سي بي إس عن دبلوماسي إن هجوم إسرائيل قد يقلق المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بشأن التواصل لمخاوفه من استخدام الإشارات لاستهدافه.
** وعيد إسرائيلي
وفي حين كان اجتماع جنيف منعقدا، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في رسالة مصورة خاطب فيها الإسرائيليين: "لقد أطلقنا الحملة الأكثر تعقيدا في تاريخنا، علينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة".
وأكد زامير أن الجيش الاسرائيلي أعد لعملية "الأسد الصاعد" "طوال أعوام"، مضيفا "في الأشهر الأخيرة، سرعنا وتيرة التحضيرات في موازاة القتال على جبهات عدة مع الاحتفاظ بأكبر قدر من السرية"، موضحا أن "امتزاج" التهديدات النووية والصواريخ الإيرانية "أجبرنا على توجيه ضربة استباقية".
ولفت زامير إلى أن إيران كانت تملك قبل الهجوم الإسرائيلي "نحو 2500 صاروخ أرض-أرض وكانت تنتجها بوتيرة منتظمة" تتيح لها بلوغ مخزون "يناهز 8 آلاف صاروخ" بعد عامين.
وانتهى العمل باتفاق سابق لتنظيم البرنامج النووي الإيراني أُبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، في عام 2018 عقب الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى.
وردا على ذلك، تخلت إيران عن بعض التزاماتها، مما أدى إلى تسريع تخصيب اليورانيوم.
وخصبت إيران اليورانيوم إلى مستوى عالٍ بلغ 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولصنع قنبلة ذرية، يتعين رفع مستوى التخصيب إلى 90%. وقد حدد اتفاق عام 2015 حد التخصيب عند 3,67%.
وتحافظ إسرائيل على الغموض بشأن امتلاكها للأسلحة النووية، لكنها تمتلك 90 رأسا نوويا وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: مديرة المخابرات غابارد مخطئة بشأن برنامج إيران النووي
ترامب: مديرة المخابرات غابارد مخطئة بشأن برنامج إيران النووي

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

ترامب: مديرة المخابرات غابارد مخطئة بشأن برنامج إيران النووي

عمون - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحا نوويا. وسبق أن نفى ترامب هذا العام صحة تقييمات نقلتها مديرة المخابرات والتي أفادت بأن طهران لا تعمل على تطوير سلاح نووي، وذلك خلال حديثه مع صحفيين بمطار موريستاون بولاية نيوجيرزي. وقال ترامب "إنها مخطئة". وأدلت غابارد بشهادتها أمام الكونغرس في آذار مشيرة إلى أن تقييمات أجهزة المخابرات الأميركية لا تزال تشير إلى أن طهران لا تعمل على تطوير رأس نووية. وقالت غابارد الجمعة في منشور على موقع إكس "أميركا لديها معلومات مخابراتية تفيد بأن إيران وصلت إلى نقطة أنها تستطيع صنع سلاح نووي في غضون أسابيع أو شهور إذا قرروا الانتهاء من التجميع. أوضح الرئيس ترامب أن هذا لا يمكن أن يحدث وأنا أتفق معه". وأضافت أن وسائل الإعلام أخرجت شهادتها التي أدلت بها في آذار "عن سياقها" في محاولة "لإثارة الانقسام". وجاءت تصريحات ترامب متزامنة مع قوله إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الهجمات على إيران. وفي تبريره لشن غارات جوية على أهداف نووية وعسكرية إيرانية على مدار الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران على وشك امتلاك رأس نووية. وكان مكتب غابارد أشار سابقا إلى تصريحات قالت فيها إنها وترامب "على توافق" فيما يتعلق بوضع البرنامج النووي الإيراني. وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية وتؤكد أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص للأغراض السلمية فقط. وقال مصدر مطلع على تقارير المخابرات الأميركية إن التقييم الذي قدمته غابارد لم يتغير.

تنضم أمريكا للحرب أو لا .. ما هي الحسابات؟!
تنضم أمريكا للحرب أو لا .. ما هي الحسابات؟!

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

تنضم أمريكا للحرب أو لا .. ما هي الحسابات؟!

لولا الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، لما أقدمت الأخيرة على ضرب إيران بهذه الجرأة وهذا التخطيط، بل ولما استمرت في حرب الإبادة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 بهذه الوحشية، ولما تجرأت على لبنان واليمن وسوريا والضفة.. فالولايات المتحدة مشتركة في كل خطوة تخطوها إسرائيل، ولولا ذلك لما وصل الحال في الإقليم لما هو عليه اليوم. إسرائيل اليوم تخوض حروبًا ثلاثة ضد إيران، وهي: 1 - حرب عسكرية (جوية) بالأساس، وأسلحتها أمريكية الصنع. 2 - حرب سبرانية وتجسسية واستخباراتية، والاعتماد «المعلوماتي الأكبر» على الولايات المتحدة. 3 - حرب إعلامية (تضليلية وتعتيمية)، والولايات المتحدة مشتركة بها، وتصريحات المسؤولين الأمريكيين متوافقة مع الحرب الإعلامية بكل تفاصيلها. إذًا، وما دام الحال كذلك، وما دامت الولايات المتحدة منخرطة بكل تفاصيل الحرب، لماذا يفكر الرئيس دونالد ترامب كثيرًا باتخاذ قرار الانضمام المباشر من عدمه، ورغم الضغوط الإسرائيلية؟ ورغم ضغوط مستشاريه المقرّبين من إسرائيل، ورغم حالة الانعقاد الدائم لمجلس الأمن القومي الأمريكي لمراقبة ما يجري في الميدان أولًا بأول، وكأنّ أمريكا من تخوض الحرب وليس إسرائيل - وهذه هي الحقيقة -.. رغم كل ما تقدّم، ماذا يعني انضمام أمريكا المباشر لهذه الحرب، ولماذا أجّل الرئيس ترامب قراره الذي كان متوقعًا خلال يومين إلى أسبوعين (تنتهي قبل 4 تموز المقبل، حيث تحتفل الولايات المتحدة بيوم الاستقلال)؟. هناك فرق كبير بين الدعم الأمريكي للحرب وبين الانضمام المباشر، ولكل قرار حساباته وتبعاته وثمنه، ولا بد من إعادة ترتيب الحسابات قبل اتخاذ القرار للأسباب التالية: 1 - هناك اتفاق محسوم (أمريكي إسرائيلي) بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي، ويدعم ذلك قوى عالمية وإقليمية، لكن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة أن إدارة الديمقراطيين (برئاسة بايدن) كانت ترجّح المفاوضات والحوار للتوصل إلى حلّ يحقق هدف عدم تملك إيران للسلاح النووي دون حرب عسكرية. 2 - أحداث 7 أكتوبر استغلتها إسرائيل - بل نتنياهو تحديدًا - كذريعة للقضاء على المشروع النووي الإيراني من خلال «تقليم أظافر» إيران، إمّا بالقضاء على/ أو إضعاف وكلائها في لبنان واليمن وسوريا، وصولًا إلى حرب مباشرة بدأتها 13 حزيران الحالي. 3 - ساعد إسرائيل على ذلك سياسة الجمهوريين بقيادة ترامب المتشدد جدًا في الملف الإيراني.. لكن ما يجعله في مرحلة «موازنة حساباته» أنه من ناحية يقدّم نفسه كرجل سلام لا يريد حروبًا، ومن ناحية أخرى يرفع شعار «السلام بالقوة».. وهمّه في المعادلتين هو المواطن الأمريكي الذي وعده ترامب بألّا يجرّ أمريكا لحروب خارجية. 4 - دخول أمريكا المباشر يغيّر الواقع من «حرب استنزاف» إلى «حرب مفتوحة» على كافة الاحتمالات.. يصعب التحكم بمآلاتها. 5 - إعادة «لملمة» إيران لجروحها كان أسرع من توقعات الطرف الآخر.. وإسرائيل بالتأكيد توقعت ردًّا إيرانيًا، ولكن ليس بحجم الدمار الذي أحدثته وتحدثه الصواريخ الإيرانية شمالًا ووسطًا وجنوبًا، الأمر الذي كشف قوة صاروخية إيرانية «غير محتسبة»، وفشلًا في الدفاعات الإسرائيلية وقبّتها الحديدية. 6 - إسرائيل لن تستطيع إنهاء المشروع النووي الإيراني دون تدخّل مباشر من الولايات المتحدة، واستخدام أسلحة أكثر تطورًا للقضاء على المحطات النووية في أعماق كبيرة تحت الأرض. 7 - تدخّل أمريكا المباشر، يعني استباحة كافة قواعدها في الشرق الأوسط والمنطقة تحديدًا وكافة مصالحها في العالم من قبل إيران. 8 - التدخّل المباشر - ولو بضربة واحدة لإنهاء الأمر - حساب غير مضمون النتائج ولا ردود الفعل. وطول أمد الحرب يزيد من احتمالات دخول قوى أخرى للحرب وفي مقدمتها روسيا والصين. 9 - أيّة حسابات غير مدروسة النتائج بدقة ستقحم أمريكا في (حربين) ضد روسيا، الأولى في أوكرانيا والثانية في الشرق الأوسط ضد إيران. 10 - روسيا لها مصالح في المنطقة انتهى معظمها، وبقي آخر معاقلها في إيران، وموسكو الأقدر على لعب دور الوسيط للتهدئة لعلاقاتها المميزة مع إيران وإسرائيل، والعلاقات الخاصة بين الرئيسين «ترامب وبوتين». 11 - الصين لديها حساباتها، فهي من ناحية يهمها توريط أمريكا وإشغالها في حروب بعيدة عنها، لكن ليس في صالحها تدمير مصالحها الاقتصادية والتجارية والنفطية في هذه المنطقة. 12 - هناك كلف اقتصادية باهظة على أسواق النفط والغاز والذهب والمال العالمية. *باختصار: الحسابات معقّدة، ومختلفة من طرف لآخر، وهي تتغير تبعًا لما يجري في الميدان، فنتائج الحرب العسكرية والسبرانية وحتى الإعلامية هي التي تؤثر أخيرًا في القرار السياسي.. فهل تتدخل أمريكا مباشرة بعد أو حتى قبل أسبوعين؟.. الجواب سيتحدد في ساحات الحرب.

إسرائيل مهدت لضرب إيران منذ أكثر من ٢٠ شهرا للعالم!
إسرائيل مهدت لضرب إيران منذ أكثر من ٢٠ شهرا للعالم!

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

إسرائيل مهدت لضرب إيران منذ أكثر من ٢٠ شهرا للعالم!

كتبت مقالا قبل أكثر من عام عن احد قيادات حماس زاهر جبارين تحدثت فيه ان حماس أعلنت بشكل مباشر عن عملية طوفان الأقصى بشهر حزيران عام 2023 بتصريح رسمي لجبارين على موقع الجزيرة تزامنا مع ذكرى صفقة شاليط، ومع ذلك لم نشهد تحركا لإسرائيل في غزة او الضفة او اي حملة اعتقالات، بل استمرت الأمور بروتينية على الحواجز في الضفة الغربية وكأن إسرائيل كانت تنتظر عملية طوفان الأقصى بفارغ الصبر، رغم انني من راهنت اول اسبوع على عدم قدرة اسرائيل على الاستمرار وسرعان ما تراجعت فورا في مقال بعد عدة ايام عن ذلك بعد أن قمت بمراجعة اخبار الطرفين خلال الفترة السابقة لعملية طوفان الأقصى كنوع من ضبط العاطفة واحلال المهنية والاستقصاء والتروي بالتحليل، إذ أدركت تماما ان ثمة طعم تلقته حماس بشهية وان ضبط إيران لأعصابها له مدلولات سياسية خطرة كونها الداعم والشريك الرئيسي والاستراتجي لحماس ومع مرور الوقت اتضح ما توقعت تماما ان إيران لن تدخل بالحرب الان وهنالك حسابات أخرى ستنشغل بها طهران، راهنت في وقتها على قدرة حماس على تنفيذ حرب شوارع إذا اجتاحت اسرائيل غزة برا فيما بعد الا ان قوة حماس ظلت ثابته بمعنى ليست قوية وإنما صامدة بشكل روتيني لأنها تستطع بعد الاجتياح البري من تنفيذ حرب شوارع كما هو متوقع او تنفيذ عمليات انتحارية قوية اي ان حماس تفاجأت باستمرار إسرائيل في هذه الحرب وبقيت عمليات ضيقة تثبت الصمود وسط غباء اعلامي استخدمته حماس وقت تسليم الأسرى ينم عن ضعف حاد في التحرك السياسي وعدم وجود مشاورات عالية المستوى وسط غضب سري وانفعال لباقي الفصائل التي رفضت العملية واعتبرته تراجعا للقضية الفلسطنية كونهم يعون مدى الفرق بين القوتين رغم ان الدعم العلني جاء للمقاومة للحفاظ على معنوية الناس لاسيما الغزيين التي تناقصت مع الشهور والموت مستمر في ارتقاء الشهداء حتى هذه اللحظة في غزة والضفة . من جانب اخر انتقلت إسرائيل لخطوة ثانية نحو تدمير قيادات حزب الله وثم استغلال الأوضاع في سوريا وإجراء عمليات عسكرية عديدة يمكن وصفها بالتوسعية لا سيما بعد سقوط اتفاقية فض الاشتباك حكما في سوريا بسقوط النظام السابق. بتقديري ان كل ما حدث كان تمهيدا لاقحام المنطقة بحرب إسرائيل مع إيران فيما بعد وان الامر لم يكن مباغتا على الصعيد الاستخباراتي بل كان متوقعا، لكنه تكتيكيا من طرف إسرائيل و امريكا من أجل فرض إسرائيل نفسها في المنطقة بشكل استراتيجي مختلف لاسيما ان تل أبيب قفزت نحو الخليج لتحضير لاتفاقيات سلام الى جانب الترويج للديانة الابراهيمية لتأتي كل هذه الخطوات التحضيرية واخيرا ضرب إيران خطة استراتيجية لما يمكن القول عنه خطة اسرائيلية-امريكية توسعية في المنطقة. إذ انه من الواضح أن العمل الاستخباراتي و المخابراتي كان يتجه لنخر كل الأوساط الداعمة لإيران من وإلى بالعكس تمهيدا لتوسع إسرائيل في المنطقة استراتجيا وان التوسع او ضرب الضفة والسيطرة على غزة ليس إلا مشهدا صغيرا مما سيعد لاحقا. ليس من المتوقع انتهاء الحرب قريبا، إذ ومن الواضح أن إيران تضبط نفسها حتى لا تجر المنطقة لحرب إقليمية وهذا يدل من حجم وطريقة قصفها بينما يظهر العكس تماما لإسرائيل واستطيع تقدير ان المفاوضات الجارية اليوم ستأخذ ابعاد أخرى في تقسيم المنطقة على الاقل في توزيع موازين القوى. اعتقد ان ترامب ينفذ صفقة القرن بشكل مغاير وضمن مغامرات وخطط نتنياهو . يجدر الذكر ان إسرائيل تعتمد ورقة مهمة في المنطقة وهي زعزعة الجبهة الداخلية للدول المحيطة بهدف محاولة اضعافها و/او اختراقها وكلا الأمرين يستوجبان تحركا عريبا اكثر جراءة لوضع ملف تفاوضي أمام تل أبيب للضغط عليها لتراجع، إذ لا توجد اي دولة في المنطقة بعيدة عن حسابات جديدة الى جانب ان إيران ستناور بكل جوانب اقطاب داعميها مثل الاخوان المسلمين في المنتشرين في أنحاء المعمورة لدفع بعمليات عكسية لابطاء مهمة إسرائيل. ورغم ان عملية الاستعراض السياسي والتهديدي مارسته طهران و واشنطن منذ عشرين عاما حتى قررت تل أبيب ان تصعده بطريقتها اخيرا. وهذا يضعنا نحو النظر بشكل سريع نحو التحركات الاستراتيجية اليوم في الأردن ودول الجوار اذ يجب أن تلحقها تحركات أمنية عالية المستوى وبدرجة خطر او طارئ وهذا لا يعني تهديدا بحرب قريبة ربما، لكن يعني وجود تكتيكات قد تستغلها إيران او إسرائيل . اخيرا ماذا يمكن أن يكون مطلوبا منا كمواطنين ومتابعين للشأن؟ إن كل منا في موقعه عليه ان يشحن همة الجبهة الداخلية فالقادم قد يكون أرعن ويحمل مفاجأت أكبر . نهاية الجزء الأول..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store