
رداً على رسوم ترمب.. الهند تعيد ضبط مؤشر بوصلتها تجاه الصين
وتتمثل أحدث الخطوات التي اتخذها مودي، في استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع الصين بحلول الشهر المقبل، وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات، طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وأضافت المصادر أن "الجهود اكتسبت زخماً في الأسابيع الأخيرة، وتم إطلاع شركات الطيران على المقترح".
وجرى تعليق الرحلات الجوية خلال جائحة كورونا التي تزامنت مع تدهور حاد في العلاقات بين الجارتين المسلحتين نووياً، بعد أن أدت اشتباكات حدودية في جبال الهيمالايا إلى مقتل 20 جندياً هندياً، وعدد غير معروف من القوات الصينية.
وتغيرت حسابات مودي الاقتصادية جذرياً هذا الشهر، عندما ضاعف ترمب الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50% كعقوبة على مشترياتها من النفط الروسي.
وزادت تصريحات الرئيس الأميركي بأن الاقتصاد الهندي "ميت" وأن حواجزه الجمركية "مزعجة" من توتر العلاقات.
وكانت الضربة التي وجهتها أكبر شريك تجاري للهند قوية، على الرغم من إشادة مودي بالرئيس الأميركي، إذ كان من أوائل الزعماء الأجانب الذين زاروا الولايات المتحدة بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
العلاقات الصينية الهندية
وقال هنري وانج، رئيس مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث في بكين، إن "العلاقات بين الهند والصين في دورة صعود، وباعتبارهما زعيمين للجنوب العالمي، يتعين عليهما التحدث مع بعضهما البعض حقاً".
وأضاف: "حرب التعريفات الجمركية التي شنها ترمب على الهند جعلتها تدرك أنها يجب أن تحافظ على نوع من الاستقلال الاستراتيجي".
وخففت الصين من القيود المفروضة على شحنات اليوريا إلى الهند، ورغم صغر حجم الكميات الأولية، إلا أن التجارة قابلة للتوسع، مما يُخفف من حدة النقص العالمي في المعروض والأسعار، وذلك بعد أن خففت الصين من الحظر في يونيو الماضي، لكنها أبقت على القيود المفروضة على الهند حتى الآن.
وتستكشف مجموعة Adani إمكانية التعاون مع شركة BYD Co الصينية العملاقة للسيارات الكهربائية، التي من شأنها أن تسمح لمجموعة الملياردير Gautam Adani بتصنيع البطاريات في الهند، وتوسيع نطاق دفعها نحو الطاقة النظيفة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وسمحت الهند مؤخراً بمنح تأشيرات سياحية للمواطنين الصينيين بعد سنوات من القيود، وقد يلتقي مودي بالرئيس الصيني شي جين بينج في قمة في تيانجين يوم 31 أغسطس المقبل.
وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للهند بعد الولايات المتحدة، كما أنها تحتاج إلى مدخلات رئيسية من الصين لتطوير قاعدتها الصناعية.
تحركات هندية
وعلى الرغم من احتمالية حدوث انفراجة في العلاقات، فمن غير المرجح أن تستعيد القوتان الآسيويتان الثقة الكاملة بينهما بين عشية وضحاها، بعد علاقات تنافسية لسنوات، كما أن حدة الخلافات قد تزايدت في الأشهر القليلة الماضية، عندما زودت الصين باكستان بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية في نزاعها العسكري الأخير مع الهند.
وينبع جزء من غضب ترمب الأخير تجاه نيودلهي، بعد أن نفت الهند ادعاءاته بأن وساطته ساهمت في تهدئة التوترات مع باكستان، إذ طعن مودي في هذه الادعاءات مباشرةً في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي في يونيو الماضي.
وشهدت الهند تحولاً في لهجة البيت الأبيض بعد ذلك، وفقاً لمسؤولين في نيودلهي، الأمر الذي دفع مودي إلى تعزيز علاقاته مع البرازيل وروسيا، العضوين المؤسسين لمجموعة "بريكس".
إحباط أميركي
ويشعر ترمب بالإحباط من استمرار واردات الهند من النفط الروسي بأسعار مخفضة، والذي يُسهم في تمويل الحرب على أوكرانيا، في المقابل لم يُبدِ مودي أي إشارة على نيته للتراجع، إذ وقعت حكومته اتفاقيات مع موسكو هذا الشهر لتعزيز التعاون الاقتصادي.
وكان تعزيز العلاقات التجارية بين البرازيل، والهند موضوعاً رئيسياً خلال زيارة مودي إلى برازيليا في يوليو الماضي.
وفي مطلع أغسطس، اتفق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال اتصال هاتفي على توسيع نطاق اتفاقية التجارة الهندية مع "ميركوسور"، وهو اتحاد جمركي لأميركا الجنوبية يضم البرازيل.
ولم تتردد الولايات المتحدة يوماً في محاولة استمالة الهند كقوة موازنة للصين في الساحة الجيوسياسية، ولكن مع حروب ترمب التجارية، وجدت بكين ونيودلهي في ذلك أرضية مشتركة للتقارب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 6 دقائق
- الشرق السعودية
المدعي العام بواشنطن يرفع دعوى قضائية لوقف سيطرة ترمب على إدارة الشرطة
قال المدعي العام لواشنطن العاصمة براين شوالب، الجمعة، إنه رفع دعوى قضائية ضد محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السيطرة على إدارة شرطة المنطقة، في خطوة من المرجح أن تُفاقم التوترات بين قيادة المدينة وإدارة ترمب. وأضاف شوالب أن الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الاتحادية في واشنطن تهدف إلى استصدار قرار بعدم قانونية سيطرة ترمب على إدارة شرطة المدينة. وقال ترمب، الاثنين، إنه سينشر مئات من قوات الحرس الوطني في واشنطن ويتولى مؤقتاً إدارة شرطة المدينة للحد مما وصفه بحالة طوارئ إجرامية في العاصمة الأميركية، رغم أن الإحصاءات تظهر انحسار حوادث جرائم العنف.


أرقام
منذ 21 دقائق
- أرقام
وكالة: الصين تعزز واردات الغاز الطبيعي المسال مع تراجع الأسعار
زادت شركات الطاقة في الصين مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال خلال أغسطس، مستفيدة من تراجع الأسعار ورغبتها في إعادة ملء المخزونات بعد أشهر من ضعف الواردات. وأظهرت بيانات جمعتها وكالة "بلومبرج" أن متوسط الواردات الصينية من الغاز المسال على مدى 30 يوماً ظل فوق متوسط السنوات الخمس الماضية منذ بداية الشهر. وأفادت مصادر مطلعة للوكالة، بأن شركة "بكين غاز جروب" اشترت ما لا يقل عن شحنتين للتسليم في سبتمبر، فيما اشترت شركة "تشيجيانج إنرجي" شحنة أخرى. وتمثل هذه المشتريات تحولاً بعد أن خفضت الصين وارداتها لعدة أشهر نتيجة شتاء معتدل أبقى المخزونات ممتلئة، وارتفاع الأسعار الفورية عالمياً، مما دفع المستوردين لخفض المشتريات أو إعادة بيع الشحنات في أسواق أكثر ربحية. وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا إلى ما بين 11 دولاراً و11.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى منذ أبريل، ما جعل الواردات مربحة في بعض الأسواق المحلية بالصين.


الشرق السعودية
منذ 36 دقائق
- الشرق السعودية
قمة صينية باكستانية أفغانية تبحث التنمية ومكافحة الإرهاب في كابول
تستعد العاصمة الأفغانية كابول، الأربعاء المقبل، لاستضافة اجتماع ثلاثي بين الصين وأفغانستان وباكستان، لبحث تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، والاستقرار الإقليمي، وعدة مسائل اقتصادية. وقالت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، إن التركيز الرئيسي في القمة سينصب على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) ليشمل أفغانستان، ومناقشة مبادرات أوسع نطاقاً لتحقيق الاستقرار الإقليمي. ونقلت وسائل إعلام في إسلام أباد عن مصادر باكستانية وأفغانية قولها، الخميس، إن الحوار الثلاثي السادس لوزراء خارجية الصين وأفغانستان وباكستان سيُعقد لمراجعة القرارات التي اتُخذت في اجتماع غير رسمي عُقد بالعاصمة الصينية بكين خلال مايو الماضي، لتعزيز التعاون الإقليمي، بعد اجتماع مماثل، سبقه، في الشهر نفسه من العام 2023 في إسلام أباد. وسيشارك في الاجتماع المرتقب وزير الخارجية الصيني وانج يي، ونائب رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية إسحاق دار، والقائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، الأسبوع المقبل. الاجتماع الثلاثي الأول في كابول وسيكون هذا أول اجتماع ثلاثي رسمي بين الدول الثلاث، يُعقد في العاصمة كابول، منذ عودة حركة "طالبان" إلى السلطة بأفغانستان في أغسطس عام 2021. وتعد روسيا الدولة الوحيدة التي اعترفت بسلطة "طالبان"، بعد عودتها إلى السلطة، في حين اختارت باكستان والصين الحفاظ على علاقات عمل مع الحكومة الأفغانية المؤقتة، من دون الاعتراف بها رسمياً، وسط مخاوف بشأن تدهور حالة حقوق الإنسان، وعدم الوفاء بتعهدات مكافحة الإرهاب، ونظام الحكم الشامل في البلاد. ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع بعدما أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني عن خطته لزيارة إسلام أباد في أوائل أغسطس الجاري، لكن ذلك لم يحدث بسبب بعض قيود السفر المفروضة من مجلس الأمن الدولي على أمير متقي. وقالت مصادر باكستانية رسمية رفيعة المستوى لـ"الشرق"، إنه بسبب قيود السفر الدولية، اضطر وزير الخارجية الأفغاني إلى تأجيل زيارته الأخيرة إلى باكستان. وأشارت إلى أن الحكومة الباكستانية لم تتمكن من الحصول على استثناء "حلفاء لها" بالسماح له بزيارة إسلام أباد. وكان من المقرر أن يزورها من 4 إلى 6 أغسطس 2025. وذكر وزير خارجية باكستان إسحاق دار في وقت سابق، أن بلاده رفعت من مستوى علاقاتها مع أفغانستان بناءً على طلب بكين. كما رفعت كل من باكستان وأفغانستان درجة القائم بالأعمال إلى مستوى السفراء.