
Saab السويدية تستغل الانسحاب الأميركي في تسويق طائراتها للتجسس بأوروبا
تعمل شركة "ساب" السويدية (Saab) على إقناع دول الشمال الأوروبي باستخدام طائراتها المخصصة لعمليات المراقبة في الدوريات المشتركة، في إطار سعيها للاستفادة من مساعي أوروبا المتزايدة لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة في أمنها ومعداتها العسكرية.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن شخصيات صناعية وحكومية، أن Saab، التي تسيطر عليها عائلة والينبرغ، تُسوّق لطائرتها GlobalEye لتكون القطعة الأساسية في جهود المراقبة المشتركة بين الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد.
وتُعدّ Saab واحدة من العديد من شركات الدفاع الأوروبية التي تسعى للاستفادة من زيادة الإنفاق العسكري بعد غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى تراجع التزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه القارة، ومن المتوقع أيضاً أن تستفيد من الحذر المتزايد بشأن الاعتماد على المنتجات العسكرية الأميركية.
تقلبات السياسة الأميركية
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة Saab، ميكائيل يوهانسون، لصحيفة "فاينانشال تايمز" بوجود "اهتمام كبير جداً" بالدول الإسكندنافية الأربع، والتي أصبحت جميعها أعضاء في حلف الناتو منذ انضمام فنلندا والسويد في عامي 2023 و2024.
وخلال حديثه مع الصحيفة، تساءل يوهانسون: "كيف نحمي بحر البلطيق؟ كيف ننظر إلى القطب الشمالي؟ هل ينبغي أن تكون لدينا قدرة مشتركة على المراقبة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في دول الشمال الأوروبي؟" قبل أن يضيف: "إنها خطوة طبيعية في تعاون الناتو".
وتتمتع شركة Saab، ثامن أكبر شركة دفاع في أوروبا، بتشكيلة واسعة من المنتجات. فإلى جانب طائرات المراقبة، بما في ذلك GlobalEye، التي تُعتبر طائرة Boeing E-7 Wedgetail منافستها الرئيسية، تُصنّع الشركة أيضاً مقاتلات وغواصات وأجهزة استشعار.
وقال ميكائيل جريف، الطيار السابق لطائرات Saab المقاتلة Gripen، والرئيس التنفيذي الحالي لشركة Avioniq، وهي شركة سويدية للذكاء الاصطناعي الدفاعي، إن انعدام الثقة بالولايات المتحدة "فرصة سانحة بالتأكيد" لشركة Saab.
وأشار جريف في حديث لـ"فاينانشيال تايمز" إلى أن المقاولين الأوروبيين، بما في ذلك شركته، سيحاولون استغلال التصور بأن الاستخدام المستقبلي لمعدات الموردين الأميركيين قد يكون رهناً بـ"نزوات" السياسة الأميركية.
وأضاف للصحيفة: "لن تُبرم دولٌ كثيرة عقوداً جديدة مع الولايات المتحدة لأنها تحتاج إلى قاعدة موردين أكثر تنوعاً. من الغباء وضع كل البيض في سلة واحدة".
GlobalEye
وتتكون طائرة GlobalEye من طائرة رجال أعمال من طراز Bombardier Global 6000 أو 6500، مُعدّلة لحمل رادار Erieye بطول 10 أمتار، ومزوّد بأجهزة استشعار متعددة.
و اشترت السويد ثلاث طائرات، ومن المتوقع أن يضمن أي اتفاق تعاون ممارسة السويد لخيارها في طلب طائرة رابعة.
وقال مسؤولون تنفيذيون في شركة Saab إنه في حال الحصول على طائرة رابعة، فسيكون الأسطول قادراً على تغطية معظم منطقة الشمال الأوروبي، بما في ذلك جزر سفالبارد وأيسلندا وجرينلاند في القطب الشمالي.
وتتمتع طائرة GlobalEye بالقدرة على تتبع الأهداف في الجو ضمن دائرة نصف قطرها 650 كيلومتراً، وعلى الأرض ضمن دائرة نصف قطرها 425 كيلومتراً. وهي حساسة بما يكفي لتتبع الطائرات بدون طيار من مسافات تصل إلى 100 كيلومتر إلى 600 كيلومتر، حسب حجمها.
ولدى الدول الاسكندنافية الأربع اتفاقية تعاون في مجال الطائرات المقاتلة. وتساهم السويد بطائرات Saab Gripen في هذا الاتفاق، بينما تساهم الدنمارك وفنلندا والنرويج بطائرات F-35 التي تصنعها شركة Lockheed Martin الأميركية.
وصرح وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، بأنه إذا أبدت دول أخرى اهتمامها بتشغيل طائرة GlobalEye إلى جانب بلاده، فإنها سترحب بذلك.
وقال جونسون: "إن التعاون بين دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق مزدهر بشكل غير مسبوق".
وأصر كارل يوهان بيرجولم، رئيس قسم المراقبة في شركة Saab، على أن التكنولوجيا المستخدمة في منتجات شركته، متقدمة بنحو عقد من الزمن عن تلك المستخدمة في طائرة Wedgetail.
ومع ذلك، اختار حلف شمال الأطلسي (الناتو) منتج Boeing كطائرة مراقبة. وتعتقد الشركة أن بإمكان الناتو استخدام كل من طائرتي Saab وBoeing.
"دفاع جوي إقليمي"
وتأتي جهود Saab في الوقت الذي تناقش فيه العديد من دول الشمال الأوروبي كيفية التعامل مع تحديات مراقبة مجالها الجوي.
وقالت ماجدالينا أندرسون، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط)، وهو أكبر حزب في البرلمان السويدي، في يناير، إنه على البلاد التحدث مع دول الشمال الأوروبي الأخرى بشأن طلب طائرة GlobalEye رابعة.
وأضافت أندرسون أن طائرة إضافية ستتيح المراقبة الكاملة للمنطقة، بما في ذلك الغواصات الروسية وأسطولها الاحتياطي من ناقلات النفط في بحر البلطيق.
واعتبرت آنا فيسلاندر، مديرة شمال أوروبا في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، في حديث لـ"فاينانشيال تايمز"، أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) فتح المجال أمام إمكانية بناء دفاع جوي إقليمي أقوى بكثير.
وقالت فيسلاندر: "إذا نظرنا إلى جانب الصواريخ، وعنصر المراقبة، بالإضافة إلى 240 طائرة مقاتلة حديثة، فسيكون لدينا ثلاثة أبعاد لإنشاء درع منيع فوق دول الشمال الأوروبي".
وأضافت أن "الردع بالمنع" - أي جعل الهجوم غير محتمل أو غير قابل للتنفيذ - "أمر بالغ الأهمية مع روسيا".
فرصة للنمو
ويُعدّ قطاع المراقبة أكبر أعمال شركة Saab، حيث يُمثل أكثر من ثلث مبيعاتها. وارتفعت إيرادات المراقبة بنسبة الخُمس العام الماضي لتصل إلى 2.2 مليار دولار أميركي، بينما ارتفع سجل طلباتها المُتراكمة بنسبة السُدس ليصل إلى 5.3 مليار دولار أميركي.
ولا تستطيع شركة Saab إنتاج سوى عدد قليل من طائرات GlobalEye سنوياً. وهي تعمل حالياً على مناقصات منفصلة لتوريد طائرات مراقبة إلى فرنسا وكوريا الجنوبية وكندا.
ورحب مسؤولون من فنلندا والدنمارك بفكرة تعزيز التعاون بين دول الشمال الأوروبي. لكن الرائد أندرس لاندر من الجيش النرويجي صرّح بأن أوسلو راضية عن التعاون القائم مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مجال المراقبة.
وارتفعت أسهم الشركة السويدية بنسبة 70% خلال الشهر الماضي، حيث راهن المستثمرون على أن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا ستُغذي خزائنها.
وصرح يوهانسون بأنه إلى جانب جهودها للترويج لطائرة GlobalEye، كان على الشركة الاستثمار في طائرة مقاتلة جديدة من الجيل التالي كخليفة لطائرة Gripen.
ويتعين على Saab أن تقرر ما إذا كانت ستطور أي طائرة جديدة بمفردها، كما فعلت مع Gripen، أو بالشراكة مع شركات أخرى.
مع ذلك، أكد يوهانسون أنه "مقتنع تماماً" بأن السويد لن تتخلى عن كونها إحدى الدول القليلة في الاتحاد الأوروبي القادرة على بناء طائرات مقاتلة بشكل مستقل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 33 دقائق
- الوئام
تراجع حاد بمبيعات 'تسلا' في أوروبا
أظهرت بيانات جديدة صدرت عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية انخفاضًا حادًا في مبيعات شركة 'تسلا' داخل دول الاتحاد الأوروبي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية والمملكة المتحدة، حيث بيعت 7,261 سيارة فقط خلال شهر أبريل، بانخفاض بلغ 49% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفق موقع Tech Crunch. يثير هذا التراجع قلقًا خاصًا نظرًا لتزامنه مع إطلاق الشركة نسخة جديدة من طراز Model Y، وهي خطوة عادةً ما تُحفّز المبيعات. إلا أن نظرة فاحصة على السوق تُظهر أن منافسي 'تسلا' لم يتعرضوا لانخفاض مماثل، ما يفتح الباب أمام ترجيحات تفيد بتأثر صورة العلامة التجارية بسلوكيات المدير التنفيذي إيلون ماسك ومواقفه السياسية، لا سيما تقاربه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وعلى صعيد السوق العام، انخفضت تسجيلات السيارات الجديدة في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول مثل السويد والنرويج (ضمن رابطة التجارة الحرة الأوروبية) بنسبة 0.3% خلال أبريل، لتصل إلى نحو 1,077,186 وحدة، مع تراجع ملحوظ في مبيعات سيارات البنزين والديزل. ورغم أن السيارات الكهربائية ما زالت تشكل نسبة صغيرة من إجمالي السوق، إلا أنها تواصل نموها، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 27.8% لتصل إلى 184,685 سيارة في أبريل مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2024. وحققت السيارات الهجينة القفزة الأكبر، بنمو بلغت نسبته 31%. وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات من شركة 'جاتو دايناميكس' لأبحاث السوق، صدرت الأسبوع الماضي، تقدُّمًا لافتًا لمصنّعي السيارات الصينيين مثل BYD، رغم الرسوم الجمركية الأوروبية. فقد ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 59% في أبريل على أساس سنوي، لتقترب من 15,300 وحدة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الدولار يرتفع والين ينخفض مع تراجع عوائد السندات اليابانية
ارتفع الدولار، اليوم الثلاثاء، مع التقاط المستثمرين الأنفاس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأجيل فرض رسوم جمركية أعلى على الاتحاد الأوروبي، بينما تعرض الين لضغوط جراء انخفاض عوائد السندات اليابانية طويلة الأجل بصورة حادة. وكانت الأسواق الأميركية والبريطانية مغلقة، أمس الإثنين، بسبب عطلة رسمية، وقال محللون إن بعض المتداولين لا يزالون يتبادلون التقييمات للقرار الذي اتخذه ترمب الأحد. وبينما رفعت هذه الأخبار اليورو، أمس، عدها الخبراء إيجابية أيضاً بالنسبة إلى الدولار الذي صعد بقوة اليوم وزاد مؤشره في أحدث التعاملات 0.4 في المئة. وظهر صعود الدولار بشكل أكثر وضوحاً مقابل الين، وارتفع الدولار 0.75 في المئة إلى 143.91 ين مع انخفاض عوائد سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل بصورة حادة بعدما أفاد تقرير لـ"رويترز" بأن وزارة المالية اليابانية ستدرس الحد من إصدار السندات طويلة الأجل بعد الارتفاعات الحادة في عوائد السندات في الفترة الأخيرة. وتحدث محلل العملات الأجنبية لدى "آي أن جي" فرانشيسكو بيسولي عن سبب انخفاض عوائد السندات اليابانية قائلاً "إنها خطوة كبيرة تؤدي بوضوح إلى تراجع قيمة العملة". وذكر وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، اليوم، أن الحكومة تراقب سوق الديون من كثب، في حين قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، إن البنك المركزي يجب أن ينتبه إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في اليابان، مما يشير إلى استعداده لمواصلة رفع أسعار الفائدة. وزادت عوائد السندات، لا سيما تلك طويلة الأجل، على مستوى العالم بسبب تنامي المخاوف من اتساع العجز المالي في الاقتصادات المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة واليابان. وتراجعت ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية خلال الأشهر القليلة الماضية بعد اتباع ترمب سياسات متقلبة في شأن الرسوم الجمركية. وفي أحدث مثال على ذلك، تراجع ترمب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الشحنات الواردة من الاتحاد الأوروبي بدءاً من أول يونيو (حزيران) المقبل مما رفع اليورو إلى أعلى مستوى له في شهر. تراجع الذهب تراجع الذهب، اليوم، بعد استعادة الدولار بعض قوته، في حين ظل المستثمرون حذرين في شأن مسار أسعار الفائدة في ظل المخاوف من أوضاع المالية العامة الأميركية وترقب صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة، وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 3325.99 دولار للأونصة، وانخفضت العقود الآجلة الأميركية للمعدن 1.2 في المئة إلى 3325.70 دولار. وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "أواندا" كيلفن وونغ، "نشهد حالياً بعض الاستقرار في أسعار الذهب. السوق تأخذ قسطاً من الراحة وتنتظر المحفز التالي، مع ذلك يشعر المستثمرون بالقلق إزاء اتساع عجز الموازنة الأميركية الذي يمثل عاملاً داعماً لأسعار الذهب ويسهم أيضاً في ضعف الدولار". وارتفع مؤشر الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى بعدما سجل الجلسة السابقة أدنى مستوى له في نحو شهر، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. وأقر مجلس النواب، الأسبوع الماضي، نسخة من مشروع قانون الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض الضرائب، التي توقع مكتب الموازنة بالكونغرس أن تضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل. في غضون ذلك، تراجع ترمب عن تهديده بفرض رسوم جمركية 50 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، عائداً إلى موعد نهائي ينقضي في التاسع من يوليو (تموز) للسماح بإجراء محادثات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق. وسينصب تركيز المستثمرين هذا الأسبوع أيضاً على خطابات عدد من صانعي السياسات في مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس الذي يصدر الجمعة المقبل، للحصول على مؤشرات إلى أسعار الفائدة. وتشير أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي أم إي" إلى أن متعاملين يرجحون أن يعود البنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول). وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 33.12 دولار للأونصة، وهبط البلاتين 0.6 في المئة إلى 1078.68 دولار، وانخفض البلاديوم 0.8 في المئة إلى 979.50 دولار. استقرار الأسهم الأوروبية استقرت الأسهم الأوروبية، اليوم، إذ تلقت دعماً بارتفاع أسهم شركات الصناعات الدفاعية بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات جديدة على روسيا، لكن استمرار الحذر في شأن التحولات في السياسة التجارية الأميركية حد من تحقيق مكاسب على نطاق أوسع. واستقر المؤشر الأوروبي "ستوكس 600" عند 551.53 نقطة، وأغلق المؤشر القياسي مرتفعاً واحداً في المئة في الجلسة الماضية بعدما مدد ترمب الموعد النهائي للرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى التاسع من يوليو بدلاً من أول يونيو. وارتفع مؤشر قطاع الصناعات الدفاعية في أوروبا واحداً في المئة اليوم بعدما قال ترمب، إنه سيوصي بفرض عقوبات إضافية على موسكو، وسط تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي بريطانيا، قفز مؤشر "فايننشال تايمز 100" بنحو واحد في المئة مع عودة المستثمرين إلى نشاط التداول بعد عطلة أمس، وانخفض المؤشر القياسي الفرنسي "كاك 40" في التعاملات المبكرة 0.15 في المئة، وارتفع المؤشر الألماني "داكس 40" ليحوم قرب أعلى مستوياته على الإطلاق. وأشار استطلاع رأي أجري في الآونة الأخيرة إلى أن معنويات المستهلكين تتجه للتحسن قليلاً مع اقتراب يونيو، غير أن الإنفاق الحذر للأسر قد يحد من الانتعاش القوي في أكبر اقتصادات أوروبا. صعود في السوق اليابانية ارتفع المؤشر الياباني "نيكاي"، اليوم، ليعوض خسائره التي تكبدها في بداية الجلسة، وذلك بدعم انخفاض قيمة الين والعوائد على السندات طويلة الأجل. وصعد "نيكاي" 0.51 في المئة ليصل إلى 37724.11 نقطة بعد تراجعه 0.3 في المئة في وقت سابق من الجلسة، وزاد المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" 0.64 في المئة إلى 2769.49 نقطة. وانخفضت العوائد على سندات الحكومة اليابانية بصورة حادة، لتواصل النزول بعدما أشارت "رويترز" إلى أن اليابان ستدرس تقليص إصدار السندات طويلة الأجل في ظل الارتفاعات الشديدة في العوائد. وقال محلل الأسواق في "توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري" شوتارو ياسودا، "ينصب تركيز السوق الآن على عوائد السندات الحكومية اليابانية أكثر من الأسهم، وانخفاض عوائد السندات طويلة الأجل يدعم معنويات المستثمرين حيال الأسهم". وارتفعت عوائد السندات الطويلة الأجل إلى مستويات غير مسبوقة الأسبوع الماضي بعد عطاء ضعيف لسندات الـ20 عاماً ومخاوف في شأن مناورات سياسية في شأن برنامج التحفيز الحكومي. وارتفع سهم مجموعة "سوفت بنك" التي تستثمر في قطاع التكنولوجيا، 2.23 في المئة، ليقدم أكبر دفعة للمؤشر "نيكاي". وزاد سهم وكالة التوظيف "ريكروت هولدينغز" 1.88 في المئة، فيما صعد سهم "سوني لصناعة الألعاب" 1.84 في المئة، وهبط سهم "طوكيو إلكترون"، المتخصصة في تصنيع الرقائق، 0.69 في المئة لتكون الأكثر تراجعاً على المؤشر "نيكاي". وعوضت شركة "تسوروها" القابضة المشغلة للصيدليات خسائرها في بداية الجلسة لترتفع 0.53 في المئة بعد موافقة المساهمين على اندماجها مع شركة "ويلسيا القابضة" على رغم معارضة صندوق "أوروبيس البريطاني للاستثمار". وفي بورصة طوكيو للأوراق المالية، ارتفعت 68 في المئة من الأسهم المدرجة البالغ عددها أكثر من 1600 وانخفض 26 في المئة وظلت أربعة في المئة من دون تغيير.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
اقتصاد الصين يجني تبعات الحرب التجارية بنظرة ائتمانية سلبية
على خلفية حرب الرسوم وأزمة التعريفات، أبقت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، على نظرتها المستقبلية السلبية للصين، مشيرة إلى مخاوف من أن التوتر مع الشركاء التجاريين الرئيسيين ربما يكون له تأثير سلبي طويل الأمد على ملفها الائتماني. وثبتت الوكالة الدولية، تصنيف الصين عند مستوى A1، والذي عدلته ليصبح مع نظرة "سلبية" بدلاً من "مستقرة" في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وقالت إن "دوافع النظرة المستقبلية السلبية للصين تغيرت"، في تحول عن المخاوف المتعلقة بالدين الحكومي المحلي وقوة الشركات المملوكة للدولة. وكشف محللو الوكالة، أن هذه الأخطار انحسرت الآن بعد سياسة الحكومة المنسقة، ولم تعد تؤثر بشكل كبير في تصنيف الصين A1. وقبل أيام، اتفقت الولايات المتحدة الأميركية والصين، على تعليق معظم الرسوم الجمركية المفروضة على سلع بعضهما بعضاً بشكل موقت، في خطوة تعكس تحسناً كبيراً في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وينص الاتفاق التجاري على خفض الرسوم الجمركية "المتبادلة" بين البلدين من 125 في المئة إلى 10 في المئة، ومع ذلك، ستبقى الرسوم الأميركية بنسبة 20 في المئة المفروضة على الواردات الصينية المتعلقة بمادة الـ"فنتانيل" سارية، وهو ما يعني أن إجمالي الرسوم على الصين سيستقر عند 30 في المئة. ارتفاع سريع في الدين مع تدهور المالية العامة وفي أبريل (نيسان) الماضي، خفضت وكالة "فيتش"، التصنيف الائتماني السيادي للصين درجة واحدة إلى A، مشيرة إلى الارتفاع السريع في الدين وتدهور الماليات العامة. ويراقب المستثمرون الكيفية التي ستقيس بها وكالات التصنيف الأخرى والمؤسسات المالية قوة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 145 في المئة على الصين، الشهر الماضي. وفي رد سريع على تقرير "موديز"، قالت وزارة المالية الصينية في بيان، إن قرار الوكالة الدولية، بالإبقاء على تصنيف البلاد والنظرة المستقبلية من دون تغيير "انعكاس إيجابي لآفاق الاقتصاد الصيني". وعلى رغم اتفاق الصين والولايات المتحدة على تعليق الرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت "موديز"، أن "الضبابية المحيطة بالقيود التجارية المستقبلية وتدفقات التجارة العالمية لا تزال قائمة". وأضافت "نتوقع أن تظل الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية إلى الأسواق الرئيسية أعلى مما كانت عليه في بداية العام". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي السياق ذاته، أكد كبير محللي التصنيف السيادي لدى "ستاندرد أند بورز غلوبال"، أنه من المستبعد أن يتعرض التصنيفان الائتمانيان للولايات المتحدة والصين لأضرار سريعة بسبب الحرب التجارية، بينما من المرجح أن تتركز الأضرار على الدول الأكثر فقراً وتلك التي تلقت بالفعل تحذيرات بخفض التصنيف. وأعادت الوكالة الدولية، تأكيد نظرتها "المستقرة" للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة عند مستوى AA+ قبل أيام من إعلان الرئيس دونالد ترمب عن جولته الشاملة من الرسوم الجمركية التجارية العالمية في أوائل أبريل الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن مستوى الدين الحكومي الأميركي الذي يقترب من 100 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي والعجز المالي الذي يراوح ما بين 6 و7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هما نقطتا الضعف الائتماني الرئيسيتين، في حين أشارت أيضاً إلى حالة الضبابية الكبيرة المحيطة بتحركات الرئيس ترمب التجارية وغيرها من السياسات. خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي وأدت الرسوم الجمركية، التي أوقف ترمب العمل بمعظمها 90 يوماً، إلى خفض توقعات النمو العالمي. وقال المدير الإداري لـ"ستاندرد أند بورز"، روبرتو سيفون-أريفالو، إن معظم تصنيفات الاقتصادات الكبرى يجب أن تكون قادرة على تحمل الضغوط في الوقت الحالي. وأضاف "في بداية هذه الفترة من التوتر، كان هناك تذكر لعصر كوفيد-19 والتفكير في: هل هذه أزمة عالمية أخرى؟، لكن عندما نبدأ في النظر إلى المشهد الكامل وقنوات النقل، يظل السؤال المطروح هو: هل يكفي هذا لتغيير الجدارة الائتمانية للحكومات على مستوى العالم بشكل كبير؟". لكن هذا لا يعني عدم تراجع التصنيفات الائتمانية ذات التوقعات السلبية، وهي تحذيرات وكالات التصنيف الائتماني من خفض التصنيف، أو عدم خفض التوقعات، وإنما يتعلق الأمر بتجنب المفاجآت الكبرى. ويظهر نموذج "ستاندرد أند بورز" الذي يستخدم بيانات سوق مبادلة أخطار الائتمان أن المستثمرين يتوقعون حالياً تخفيضات هائلة بواقع خمس درجات للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة وثلاث درجات للتصنيف الائتماني للصين البالغ A+. ولم تخفض وكالة "ستاندرد أند بورز" تصنيفها الائتماني للولايات المتحدة منذ خفضته من مستوى AAA في 2011، كما لم تخفض تصنيف الصين منذ 2017 على رغم أن نظيرتها "فيتش" خفضت تصنيف بكين بدرجة واحدة في اليوم التالي لإعلان الرئيس دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية.