logo
«نافذة إلى الدماغ» تفتح باب الأمل لمرضى الوسواس القهري

«نافذة إلى الدماغ» تفتح باب الأمل لمرضى الوسواس القهري

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
اكتشف باحثون من المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب، بالتعاون مع جامعة أمستردام الطبية، مؤشّرات عصبية جديدة مرتبطة باضطراب الوسواس القهري.
وأوضحوا أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً واعدة، ويمنح الأمل لتطوير علاج أكثر فاعلية لهذا الاضطراب النفسي المزمن، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «الصحّة النفسية الطبيعية».
والوسواس القهري هو حالة نفسية مزمنة؛ إذ يعاني المصابون أفكاراً متكرّرة ومزعجة تُعرف بـ«الهواجس»، تدفعهم إلى سلوكيات قهرية لا يستطيعون التوقّف عنها. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك الخوف من التلوّث، مما يدفع المريض إلى تكرار غسل يديه بصورة مُفرطة.
وغالباً ما يدرك المرضى أنّ هذه الأفكار والسلوكيات غير منطقية، لكنّهم يشعرون بعجز عن مقاومتها، مما يؤثّر سلباً في حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.
ويرتبط هذا الاضطراب بخلل في التواصل بين 3 مناطق في الدماغ، هي: القشرة المخية، والمخطّط، والمهاد؛ التي تُعرف معاً بدائرة «التنسيق الحركي والسلوكي». وتلعب هذه الدائرة دوراً مهماً في تنسيق الحركة والدوافع.
وفي الحالات الشديدة من الوسواس القهري، يُستخدم التحفيز العميق للدماغ خياراً علاجياً، إذ تُزرع أقطاب كهربائية في مناطق عميقة من الدماغ لتقليل العوارض.
وعلى الرغم من فاعلية هذا العلاج لدى كثير من المرضى، فإنّ نحو 30 في المائة منهم لا يحقّقون استجابة كافية، كما أنّ تعديل إعدادات التحفيز لتناسب كل حالة قد يستغرق أشهراً، وفق الباحثين.
وخلال الدراسة، استخدم الباحثون الأقطاب المزروعة بالفعل في أدمغة المرضى لتسجيل نشاط الدماغ، دون تفعيل التحفيز الكهربائي. وعلى مدى التجربة، طُلب من المرضى استحضار أفكارهم التي تدفعهم إلى سلوكيات قهرية عمداً، مثل لمس أرضية متّسخة من دون السماح لهم بغسل أيديهم فوراً، فيما كان يُسجَّل النشاط الدماغي في الوقت الحقيقي.
وللمرّة الأولى، أُتيح تسجيل النشاط العصبي في أعماق الدماغ بدقة مكانية وزمنية عالية، لا توفّرها تقنيات مثل التصوير بالرنين أو تخطيط كهرباء الدماغ.
وأظهرت النتائج نشاطاً لافتاً في موجات دماغية محدّدة خلال أداء الأفعال القهرية، إذ زادت موجات «ألفا» و«دلتا» بشكل ملحوظ، مما يشير إلى وجود ارتباط مباشر بين هذه الموجات وعوارض الوسواس القهري. ويُعدّ هذا الربط النادر بين عوارض نفسية ونشاط دماغي محدّد إنجازاً لافتاً في مجال الطبّ النفسي، وفق الفريق.
وأشار الباحثون إلى أنّ هذا الاكتشاف يُمهّد الطريق لتطوير أنظمة ذكية للتحفيز العميق للدماغ، تُفعَّل فقط عند رصد إشارات دماغية تدلّ على سلوك قهري، بدلاً من التحفيز المستمر كما هي الحال حالياً، مما قد يزيد فاعلية العلاج ويقلّل من آثاره الجانبية.
وخلصوا إلى أن هذا التطوّر يمثّل خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للوسواس القهري، ويوفّر أساساً علمياً لتقنيات علاجية مستقبلية أكثر دقّة وتخصّصاً، بما يتماشى مع حاجات كل مريض على حدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسطورة «ابتلاع اللسان» تُعرقل إنقاذ الرياضيين من السكتة القلبية
أسطورة «ابتلاع اللسان» تُعرقل إنقاذ الرياضيين من السكتة القلبية

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

أسطورة «ابتلاع اللسان» تُعرقل إنقاذ الرياضيين من السكتة القلبية

حذّر باحثون من أن التركيز على فحص مجرى الهواء أثناء الإنعاش القلبي الرئوي ( CPR ) قد يزيد من مخاطر الوفاة لدى الرياضيين الذين يعانون من سكتة قلبية، خاصة بسبب الاعتقاد الخاطئ بإمكانية ابتلاع اللسان، حيث يؤكد الخبراء أن البدء الفوري بتدليك القلب هو الخطوة الأكثر أهمية. وأوضحت الدكتورة دانا فيسكين مسؤولة الدراسة أن اللسان مثبت في الفم بعضلات وأربطة، ما يجعل ابتلاعه مستحيلاً، لكن استرخاء عضلة اللسان الرئيسية قد يسبب انسداداً في مجرى الهواء. وأشارت إلى أن التركيز الأولي على فحص مجرى الهواء يؤخر الإنعاش القلبي واستخدام أجهزة إزالة الرجفان، وهي خطوات حاسمة لإنقاذ حياة الرياضيين. وفي دراسة نُشرت في المجلة الكندية لأمراض القلب، حلل فريق فيسكين لقطات فيديو لـ45 حالة بين عامي 1990 و2024 لرياضيين انهاروا أثناء منافسات أو تدريبات وخضعوا لمحاولات إنعاش، في 38 حالة كانت الاستجابة الأولى مرئية، وفي 30 حالة سكتة قلبية، وتم اتخاذ إجراءات غير مناسبة في 27 حالة، مثل محاولة منع ابتلاع اللسان بفتح فم الرياضي قسراً قبل البدء بالإنعاش. وأظهرت الدراسة أن 18 من هذه الحالات الـ27 انتهت بوفاة الرياضي أو بقائه في حالة غيبوبة، بينما لم يُسجل أي من الرياضيين الثلاثة الذين تلقوا تدليك القلب كإجراء أولي مثل هذه النتائج. وقالت فيسكين إن الاتساق في الاستجابة الخاطئة في معظم الحالات يُعد نتيجة قوية، رغم صعوبة إجراء مقارنات إحصائية بسبب قلة الحالات التي لم تشمل محاولات منع ابتلاع اللسان. وكشفت الدراسة أن العديد من التقارير الإخبارية البارزة استخدمت مصطلح ابتلاع اللسان وأشادت بمحاولات منعه، ما يعزز هذه الأسطورة التي قد تكون رُوِّجت عن غير قصد عبر تسلسل ( A-B-C مجرى الهواء، التنفس، الدورة الدموية) في تعليم الإنعاش القلبي. وأشارت إلى أن جمعية القلب الأمريكية غيّرت هذا التسلسل إلى C-A-B في عام 2010 للتركيز على تدليك القلب أولاً. وأكد متحدث باسم كلية المسعفين في المملكة المتحدة أن الإرشادات الحالية من مجلس الإنعاش البريطاني توصي العامة بالبدء بتدليك القلب فوراً والاتصال بخدمات الطوارئ (999) إذا أصبح شخص فاقداً للوعي ولا يتنفس أو يتنفس بشكل غير طبيعي، وأضاف أن المسعفين المدربين يعطون الأولوية لتدليك القلب بينما يدير آخرون مجرى الهواء. أخبار ذات صلة

فيديو: الشوكولاتة الداكنة.. مركب غذائي غني بالفوائد الصحية
فيديو: الشوكولاتة الداكنة.. مركب غذائي غني بالفوائد الصحية

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

فيديو: الشوكولاتة الداكنة.. مركب غذائي غني بالفوائد الصحية

تُعد الشوكولاتة الداكنة مصدرًا غذائيًا يحتوي على نسبة عالية من الكاكاو، وتتميز بتركيبتها الغنية بالمركبات النباتية النشطة، مثل الفلافونويدات ومضادات الأكسدة. وقد أظهرت دراسات متعددة أن استهلاك الشوكولاتة الداكنة بشكل معتدل يمكن أن يرتبط بعدة فوائد صحية. أولاً: تساهم مركبات الكاكاو في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تعزيز تدفق الدم وتوسيع الشرايين وتقليل ضغط الدم. كما لوحظ تأثير إيجابي على الوظائف الدماغية، إذ تساعد في تنشيط الدورة الدموية في الدماغ، مما يحسّن الانتباه والذاكرة على المدى القصير. تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مضادات أكسدة فعالة، تساهم في الحد من تأثير «الجذور الحرة»، وهي جزيئات غير مستقرة يمكن أن تتلف الخلايا وتزيد من خطر الالتهابات المزمنة والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر. من الناحية النفسية، يساهم الكاكاو في تحفيز إنتاج السيروتونين والإندورفين، وهي مواد كيميائية تؤثر إيجابًا على المزاج وتقلل من مستويات التوتر والقلق. وفي ما يخص صحة الجلد، تشير بعض الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة في الشوكولاتة الداكنة قد تساهم في تحسين مرونة البشرة وحمايتها من التأثيرات البيئية الضارة. كما يرتبط استهلاكها المعتدل بدعم صحة الجهاز الهضمي، من خلال تحفيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء. وتلعب الشوكولاتة الداكنة أيضًا دورًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، خاصة عند استهلاكها بدون إضافات سكرية. وتحتوي على معادن أساسية، مثل المغنيسيوم والحديد، التي تلعب دورًا في إنتاج الطاقة ووظائف العضلات. وأشارت بعض الدراسات الأولية إلى احتمال وجود تأثير إيجابي على صحة الرئتين ووظائف التنفس، إلا أن هذا المجال لا يزال قيد البحث. بشكل عام، يمكن اعتبار الشوكولاتة الداكنة خيارًا غذائيًا مفيدًا عند تناولها ضمن نظام غذائي متوازن، وبنسبة كاكاو تتجاوز 70%، ودون مكونات مضافة مثل السكر أو الدهون الصناعية. أخبار ذات صلة

احذر... هواء منزلك وسيارتك قد يصيبك بمشكلات تنفسية
احذر... هواء منزلك وسيارتك قد يصيبك بمشكلات تنفسية

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

احذر... هواء منزلك وسيارتك قد يصيبك بمشكلات تنفسية

كشفت دراسة جديدة أن الهواء الذي تتنفسه في منزلك وسيارتك يحتوي على الآلاف من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، والتي تتميز بحجمها الصغير للغاية لدرجة أنها قادرة على اختراق الرئتين والتسبب في مشكلات تنفسية. ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بجمع عيّنات من الهواء الداخلي من شُققهم ومن سياراتهم أثناء تنقلهم بين المدن في فرنسا. ووجدت الدراسة، التي نقلتها شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن البالغين قد يستنشقون نحو 68 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين 1 و10 ميكرومترات يومياً، من الهواء الداخلي، وهو تقدير يفوق التوقعات السابقة بـ100 مرة. ووفقاً للدراسة، من المرجح أن تكون هذه الجسيمات ناتجة عن تحلل الأشياء المملوءة بالبلاستيك، مثل السجاد والستائر والأثاث والمنسوجات، بالإضافة إلى الأجزاء البلاستيكية الموجودة في السيارات من لوحات القيادة، وعجلات القيادة، ومقابض الأبواب، وأقمشة المقاعد، والسجاد. وقال الباحثان الرئيسيان في الدراسة، جيروين سونكي ونادية ياكوفينكو، الأستاذان بجامعة تولوز الفرنسية، في بيان مشترك: «غالباً ما كنا نربط تلوث البلاستيك بالمحيطات أو المناطق الصناعية، لكن نتائجنا أظهرت أن البيئة الداخلية اليومية التي نقضي فيها معظم وقتنا، يمكن أن تكون مصدراً رئيسياً للتعرض البشري للجسيمات البلاستيكية الدقيقة». وأضافا: «يقضي الناس ما معدله 90 في المائة من أوقاتهم في الأماكن المغلقة، بما في ذلك المنازل وأماكن العمل والمتاجر ووسائل النقل، ويتعرضون لتلوث البلاستيك الدقيق، من خلال الهواء الذي يستنشقونه في هذه الأماكن». وأكمل الباحثان: «بينما لا يزال البحث جارياً، هناك قلق من أن التعرض طويل الأمد للبلاستيك الدقيق وموادّه المضافة قد يُسهم في مشكلات تنفسية، ويُعطل وظائف الغدد الصماء، ويزيد من خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي، والعيوب الخلقية التناسلية، والعقم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات». وسبق أن اكتشفت دراسات سابقة وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، وفي أنسجة الرئة والكبد، وفي البول والبراز، وفي حليب الأم، وفي المشيمة. وخلصت دراسةٌ، أُجريت في فبراير (شباط) الماضي، إلى وجود ما يقارب ملعقة من جسيمات بلاستيكية دقيقة في أنسجة الدماغ البشري. كما وجدت دراسة، أُجريت في مارس (آذار) 2024، أن الأشخاص الذين لديهم جسيمات بلاستيكية دقيقة في أنسجة الشريان السباتي كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة بمرتين، خلال السنوات الثلاث التالية، مقارنةً بمن لم تكن لديهم جسيمات بلاستيكية دقيقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store