مفتاح حل أزمة دمشق - السويداء بيد ولي العهد السعودي
ومع إطلاق صاروخين على الجولان من ريف درعا والردّ الإسرائيلي الكلامي الذي حمّل الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولية أي تهديد تتعرّض له تل أبيب من الأراضي السورية، كما الردّ العسكري عبر عمليات القصف الجوية التي استهدفت مراكز عسكرية في أرياف درعا ودمشق، يبدو أن المشهد في الجنوب السوري لن يكون على موعد مع حلّ قريب.
الزيارة التي قام بها وفد من السويداء إلى الشرع الأسبوع الماضي، لم تلق تفاعلاً إيجابياً في المحافظة، لا بل ساهمت أكثر في تعقيد الموقف، بحيث أن الوفد الزائر لم يتمكّن من إقناع أي رجل دين من المحافظة بمواكبته. وبعدما سرت أخبار قبل الزيارة وتحديداً يوم الأحد في 25 أيار، بأن شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع ومعهما الأمير حسن الأطرش سيلتقون بالشرع، عدل الثلاثة عن الذهاب إلى قصر الشعب لأسباب غير معروفة.
ورغم الكلام الايجابي الذي نقله الوفد عن لسان الشرع، وتساؤل الأخير عمّا يريده الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري ليتم تنفيذه، غير أن مطالب الأخير أعلنها بوضوخ منذ اليوم الذي تلى سقوط نظام بشار الأسد، ويأتي على رأسها نظام لامركزي ودستور مدني ومشاركة جميع الأطياف السورية في السلطة الجديدة.
الكلام الايجابي المتداول يقابله تصريحات أنصار السلطة الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدعو في معظمها إلى عزل المحافظة الحدودية وقطع المواد الأساسية عنها، في خطوة يرونها ضرورية لتأليب الشارع على الشيخ حكمت الهجري، تمهيداً لبسط سلطة النظام الجديد عليها، غير أن الأمر الأخطر من التصريحات يكمن في مكان آخر، حيث وبحسب المعلومات الخاصة، يجري نقل رجال وشباب من العشائر البدوية التي أعلنت ولاءها للحكم الجديد إلى منطقة تُعرف باسم قرى الأصفر وتقع شمال شرق محافظة السويداء. المعلومات تحدّثت عن وصول حوالى 50 آلية "بيك أب" وحافلتين في الأيام الأخيرة فقط تحمل على متنها مقاتلين من البدو.
هذه التحشيدات التي بدأت في الأسابيع الأخيرة، عززت المخاوف داخل المحافظة وربّما تكون هي السبب الأساس الذي دفع بالرئيس الروحي للدروز إلى الإعلان أن "النفير العام" في المحافظة لا يزال مستمرّاً، طالباً من أبنائها البقاء على أهبة الاستعداد. ويبقى السؤال الكبير: كيف ستنتهي أزمة السويداء؟
بلا أدنى شك، إن الانفتاح العربي والغربي على حكم الشرع أراح الأخير بشكل كبير، لكن وعلى عكس ما يعتقده المؤيّدون الذين يظنون أن هناك ضوءاً أخضر أعطي للحكومة لبسط سيطرتها ولو بالقوة العسكرية، يحتم الواقع على سلطة دمشق التفكير أكثر من مرّة قبل التوجّه نحو فرض حلّ عسكري في المحافظة الجنوبية، فمفاعيل ما وقع في الساحل لم تنتهِ بعد والاتحاد الأوروبي عاقب 3 فصائل وقائدين في وزارة الدفاع، هما محمد حسين الجاسم "أبو عمشة"، وسيف الدين بولاد "أبو بكر".
كما أن التصريحات العلنية والمعلومات الحصرية تؤكد أن الطرفين يرغبان في الحوار، ولكن قد تكون الثقة غائبة نتيجة الأحداث التي بدأت في جرمانا واستكملت في صحنايا وأشرفية صحنايا ومحيط السويداء. لذلك، لا بدّ من مبادرة يقودها شخص قادر على فتح كوة في الجدار وبث الطمأنينة في صفوف الطرفين.
وبعد الدور الذي لعبه في سياق رفع العقوبات عن سوريا، يبدو أن الشخص الوحيد الذي يحظى بثقة دمشق والسويداء في آن معاً هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. فولي العهد السعودي حريص على وحدة الأراضي السورية وانطلاق عجلة تعافي اقتصادها، ودوره في رفع العقوبات وتأمين لقاء الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شاهد على ذلك. وكذلك، فإن دروز السويداء وزعيمهم الهجري يشعرون بالارتياح حيال أي دور سعودي يرعاه بن سلمان لحلّ الأزمة.
جواد الصايغ-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
٤ مليارات يورو تعزز الشراكة الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبي
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة يوم الإثنين مع "دوبرافكا سويتشا" مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي والتطورات الخاصة بميثاق المتوسط، وذلك على هامش المشاركة في الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي فى بروكسل. أشاد الوزير عبد العاطي بالتطورات التي تشهدها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مثمنا الشراكة الاستراتيجية والشاملة التى تجمع مصر والاتحاد الاوروبى، والتى عكسها إقرار البرلمان والمجلس الأوروبيين مؤخرا قرار الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الكلي المقدمة إلى مصر بقيمة ٤ مليار يورو، مؤكداً أولوية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين مصر والاتحاد الأوروبي، ومتابعة نتائج ومخرجات مؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي في يونيو ٢٠٢٤. وشهد اللقاء نقاشاً حول ميثاق المتوسط والذي يعتزم الاتحاد الأوروبي إطلاقه قبل نهاية العام الجاري بهدف تعزيز الحوار السياسي وبناء شراكات مع دول جنوب المتوسط، حيث أكد الوزير عبد العاطي على أهمية توفير مصادر تمويل جديدة وحشد مزيد من الاستثمارات الأوروبية لدعم التنمية الاقتصادية، والعمل على تعزيز حرية التجارة دون قيود ونفاذ الصادرات المصرية للأسواق الأوروبية، وتوفير مسارات للهجرة الشرعية وتسهيل الوصول إلى سوق العمل، فضلاً عن العمل على خفض التصعيد في المنطقة بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار. كما استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً على استمرار موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومشيراً إلى اعتزام مصر، فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، استضافة مؤتمر لإعادة الإعمار في غزة، مؤكداً على أهمية التوصل إلى حل دائم وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
مصر والاتحاد الأوروبي يؤكدان التعاون المتجدد لتعزيز الشراكة وحل أزمات غزة وليبيا والسودان
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة يوم الإثنين مع "كايا كالاس" الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتطورات الإقليمية، وذلك على هامش المشاركة في الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي فى بروكسل. ثمن الوزير عبد العاطي الشراكة الاستراتيجية التى تجمع مصر والاتحاد الأوروبي، مستعرضاً الرؤية المصرية حيال سبل تعزيز التعاون في المنطقة في إطار ميثاق المتوسط الذى يعتزم الاتحاد الاوروبى إطلاقه بنهاية العام الجارى. كما وجه وزير الخارجية الشكر للممثلة العليا على دعمها اتصالاً بإقرار البرلمان والمجلس الأوروبيين قرار الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الكلي المقدمة إلى مصر بقيمة ٤ مليار يورو. ومن جهة أخرى، استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والاتصالات الجارية للعمل على حلحلة القضايا العالقة في المفاوضات، مشددا على ضرورة توقف الاعتداءات الاسرائيلية وحصار المدنيين واستخدام التجويع كسلاح، مؤكدا ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة وتحمل اسرائيل لمسئوليتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. وشدد الوزير عبد العاطى على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واعتزام مصر، فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، استضافة مؤتمر دولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار في غزة، مؤكداً التطلع لمشاركة أوروبية واسعة في المؤتمر. وأكد وزير الخارجية أهمية احترام السيادة الليبية ووحدة وسلامة أراضيها والنأي بها عن التدخلات الخارجية، وضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تنفيذ المقررات الأممية ذات الصلة بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار. وشدد على أهمية توحيد السلطة التنفيذية الليبية على أسس شرعية وتوافقية، بما يحظى بقبول لدى الشعب الليبي، ويدعم جهود الأمم المتحدة. كما شدد الوزير عبد العاطي على أهمية دعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وشرائحه، وتبنى مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية، مشدداً على أهمية ان تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في السودان، حيث جدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية ودعمها، ومؤكداً على حرص مصر على التفاعل الإيجابي مع مختلف الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لوقف إطلاق النار في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق. وأكد الوزير عبد العاطي على موقف مصر الثابت والداعم لأمن واستقرار الصومال ووحدته وسلامة أراضيه، مثمناً الجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية في استعادة الأمن والاستقرار وتعزيز الحوكمة ومؤسسات الدولة في جميع أنحاء البلاد، وجدد تضامن مصر مع الحكومة والشعب الصومالي، بما في ذلك تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية الصومالية.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
مصر والبرتغال: شراكة متجددة ورؤية موحدة لدعم غزة واستقرار الشرق الأوسط
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة يوم الاثنثن مع "باولو رانجل" وزير خارجية البرتغال لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأبرز القضايا الإقليمية، وذلك على هامش المشاركة في الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي فى بروكسل. أكد الوزير عبد العاطى الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر والبرتغال فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين فيما يتعلق بتنفيذ محاور الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لاسيما المكون الاقتصادي والتجارى والاستثماري، معرباً عن ترحيبه بالتطورات الأخيرة عقب اعتماد الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الكلي المقدمة إلى مصر بقيمة ٤ مليار يورو. كما استعرض وزير الخارجية الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى اعتزام مصر، فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، استضافة مؤتمر لإعادة الإعمار في غزة، مؤكداً على أهمية التوصل إلى حل دائم وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.