logo
أزمة العملة تضرب اليمن .. الحرب تؤخر الدعم وخيار "الطباعة" يعود للواجهة

أزمة العملة تضرب اليمن .. الحرب تؤخر الدعم وخيار "الطباعة" يعود للواجهة

اليمن الآنمنذ 5 ساعات

مشاهدات
يعيش اليمن على وقع انهيار مقلق وصادم للعملة المحلية، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية والتي اعلن عن انتهائها يوم امس والتي تلقي بتبعات كارثية تطاول معظم الدول في المنطقة، خاصة الدول التي تعاني من هشاشة اقتصادها وتعتمد على المساعدات والدعم الخارجي بدرجة رئيسية لمواجهة الأزمات الاقتصادية والنقدية والإنسانية. وانخفض سعر الصرف بواقع 150 ريالاً مقابل الدولار في عدن ومناطق إدارة الحكومة المعترف بها دولياً في الأسبوع الأول للحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث وصل إلى 2738 ريالاً من 2584 ريالاً للدولار الواحد وسط توقعات بتجاوز حاجز الألف الثالث خلال أيام قليلة، مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب، والتي شهدت انضمام أميركا لمساندة إسرائيل، حيث قامت بقصف أهم منشآت إيران النووية.
وتعاني السلطات الحكومية في عدن صدّمة هذه الحرب التي أثرت بشكل كبير في جهودها للحصول على دعم السعودية والدول المانحة والذي كانت تعول عليه لمواجهة الأزمات الاقتصادية وانهيار الخدمات والعملة المحلية، في ظل انعدام السيولة من العملات الأجنبية ومحدودية الخيارات المتاحة للتعامل مع كل هذه الأزمات المتلاحقة. ويعتقد المحلل المصرفي اليمني علي التويتي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد يكون محدوداً فيما يخص الدعم الخارجي لليمن، مرجحاً وجود سبب آخر قد يكون أكثر تأثيراً منذ ما قبل الحرب، يتمثل بالتقارب السعودي مع سلطة صنعاء، وقد يعتبر البعض تقديم أي دعم سعودي للحكومة بمثابة عمل عدائي تجاههم، مشيراً إلى أن فساد الحكومة وغيابها عن أداء عملها من داخل البلاد هو المشكلة الرئيسية المتسببة بانهيار العملة وبكل هذه الأزمات الاقتصادية.
في السياق، قال مصدر مسؤول في البنك المركزي في عدن، فضل عدم الإشارة إلى هويته، لـ"العربي الجديد"، إن البنك قدّم منذ فترة خطة شاملة تحتوي على برامج ومشاريع الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي وهي حالياً بتصرف المكونات الرئاسية للنظر فيها وإقرارها. وشهدت عدن الأحد 22 يونيو/ حزيران، اجتماعاً طارئاً على وقع الأحداث الراهنة في المنطقة، عقده رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي مع عدد من المكونات السياسية وهيئة التشاور والمصالحة وأمناء عموم الأحزاب، بحضور رئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي، إذ ناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع المحلية والمتغيرات الإقليمية والدولية، ومسار الإصلاحات المالية والإدارية والجهود المبذولة للوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة، وفي المقدمة استمرار دفع رواتب الموظفين، وتدفق السلع والواردات الأساسية، وتحسين الخدمات، والحد من وطأة الأزمة الإنسانية التي فاقمتها هجمات جماعة الحوثي على المنشآت النفطية، وسفن الشحن البحري.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وضع أمام المكونات في الاجتماع؛ مجمل التطورات المحلية والإقليمية، بما في ذلك التداعيات المحتملة للتصعيد الحربي في المنطقة على الأوضاع الأمنية، والاقتصادية، والإنسانية في اليمن، مؤكّداً أن الملف الاقتصادي والخدمي سيبقى التحدي الأهم للمجلس والحكومة، وفي صدارة أولوياتهما القصوى على الدوام. الباحث الاقتصادي علي البشيري، يلفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن انهيار العملة يبقى المشكلة الأبرز والتحدي الأهم أمام الجميع في هذه الظروف الصعبة والحرجة التي تنعدم فيها كل الخيارات التي بالإمكان اللجوء لها، مع تصاعد التوتر في المنطقة الذي أثر بشكل بالغ بالخطط والأهداف التي كان يجري العمل عليها في الحصول على دعم مالي خارجي لمواجهة انهيار العملة، وتوفير الاحتياجات الخدمية والأسواق المالية والمصرفية من التمويلات والعملات الأجنبية.
في الاجتماع الرئاسي، قدّم رئيس الفريق الاقتصادي تحديثاً حول المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية، والمتغيرات في وضع العملة الوطنية، على ضوء استمرار توقف الصادرات النفطية، وارتفاع أسعار الشحن البحري وانعكاساتها الكارثية على الأوضاع المعيشية، والتدابير المتخذة والمقترحة لاحتواء تداعيات ممارسات الحوثيين المدمرة للاقتصاد الوطني. ويضيف البشيري أن انهيار العملة سيستمر في ظل الفشل والعجز الحكومي، إذ يلاحظ أن هوامير سوق الصرف أقوى بكثير من أي تدخلات حكومية، إضافة لتوقف الصادرات، والأهم عدم وجود دعم خارجي، في ظل انعدام الأمل بالحصول عليه بسبب هذه الأحداث المتصاعدة.
وفي ظل تلاشي مختلف الخيارات التي كانت مطروحة لمواجهة انهيار العملة والخدمات العامة كالكهرباء قبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عاد موضوع "الطباعة" النقدية للواجهة من جديد في أوساط الجهات المعنية، بالرغم من نفي البنك المركزي في عدن ذلك، مشدّداً على عدم وجود أيّ خطط للعودة لطباعة الأوراق النقدية، أو حتى مجرد التفكير في ذلك. الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (منظمة أهلية)، يعتبر في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اللجوء لموضوع الطباعة النقدية أمر بالغ الخطورة، وبمثابة قرار كارثي، في حال لجأت الحكومة لمثل هذا الخيار.
كان مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي قد حذر من طباعة أوراق نقدية جديدة من العملة المحلية لما لها من تداعيات خطيرة على استقرار سعر الصرف وارتفاع منسوب التضخم المفرط. ويقول نصر إن على المؤسسات النقدية الرسمية البحث عن خيارات أخرى غير موضوع الطباعة، ويجب أن تستمر في موقفها برفض هذه الخيار، وعدم التفكير مطلقاً بضخ أي كميات من الأوراق النقدية المطبوعة ما لم يكن هناك غطاء من النقد الأجنبي.
ومع انسداد كل الطرق التي تؤدي إلى الخيارات المعتادة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية وكبح جماح سعر الصرف المنفلت، يؤكد مجلس القيادة الرئاسي دور الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي مثلت تدخلاتهم الاقتصادية والإنمائية والإنسانية، وفق حديث العليمي، في الاجتماع الذي عقده مع المكونات السياسية والحزبية ورئيس الفريق الاقتصادي، عاملاً حاسماً في استمرار وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية خلال السنوات الماضية.
بدوره، يرى التويتي أن العملة المحلية ستستمر بالانهيار، مع عدم وجود أيّ سقف قد يصل إليه سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، مرجحاً قيام الحكومة في عدن بضخ كمية من النقد المطبوع إلى السوق من الطبعة العريضة التي قد يكون لها دور كبير في تأجيج انهيار سعر صرف العملة المحلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عودة الريال اليمني إلى الواجهة: تحسن مفاجئ في سعر الصرف ينذر بتغييرات قادمة
عودة الريال اليمني إلى الواجهة: تحسن مفاجئ في سعر الصرف ينذر بتغييرات قادمة

اليمن الآن

timeمنذ 18 دقائق

  • اليمن الآن

عودة الريال اليمني إلى الواجهة: تحسن مفاجئ في سعر الصرف ينذر بتغييرات قادمة

شهد الريال اليمني تحسناً ملحوظاً في قيمته أمام العملات الأجنبية خلال تعاملات اليوم الأربعاء في الأسواق غير الرسمية بمدينة عدن، مسجلاً تراجعاً في سعر بيع الدولار إلى 2735 ريالاً مقارنة بـ2784 ريالاً يوم الثلاثاء، ما يفتح الباب أمام توقعات بمرحلة استقرار أو تحسن إضافي للعملة الوطنية. وفي تفاصيل أسعار الصرف الصباحية: مدينة عدن: الدولار الأمريكي: الشراء: 2701 ريال البيع: 2735 ريال الريال السعودي: الشراء: 710 ريال البيع: 717 ريال مدينة صنعاء: الدولار الأمريكي: الشراء: 535 ريال البيع: 538 ريال الريال السعودي: الشراء والبيع: 140 ريال تقريباً هذا التحسن المفاجئ يثير تساؤلات حول العوامل الاقتصادية والسياسية التي قد تكون وراءه، ويضع الاقتصاد اليمني على مسار جديد يستحق المتابعة الدقيقة في الأيام المقبلة. المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد

الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي
الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي

اليمن الآن

timeمنذ 23 دقائق

  • اليمن الآن

الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي

عقدت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية اجتماعها الدوري، اليوم الأربعاء، برئاسة الأستاذ علي عبدالله الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. في مستهل الاجتماع، الذي حضره الأستاذ عصام عبده علي، نائب رئيس الجمعية الوطنية، قدّم الكثيري إحاطة شاملة حول آخر المستجدات، خصوصاً ما تمرّ به محافظات العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من تدهور خطير على مختلف الأصعدة الخدمية والمعيشية والاقتصادية، مؤكداً أن هذا الانهيار ليس عشوائياً، بل يتم بطريقة ممنهجة، وأن ما يعانيه المواطن اليوم هو نتيجة لمماحكات سياسية معروفة. وشدّد رئيس الجمعية على أهمية تفاعل هيئات المجلس الانتقالي كافة مع التطورات السياسية الجارية، وعلى ضرورة الحفاظ على ما تحقق من إنجازات لشعب الجنوب منذ تأسيس المجلس، وخصوصاً على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، مؤكداً أن قيادة المجلس، برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي، تبذل جهوداً حثيثة مع الأشقاء في التحالف للتخفيف من معاناة الجنوبيين في مختلف القطاعات. وفي سياق متصل، دعت الهيئة الإدارية إلى ضرورة دعم تحركات رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، الهادفة معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، ورفضت في الوقت نفسه أي محاولات لتعطيل تلك الجهود، كما حذّرت من إصرار بعض الجهات على فرض قرار كارثي برفع الدولار الجمركي، مشددة على أن الأولوية تقتضي إجراء إصلاحات جذرية، وإلزام السلطات المحلية في المحافظات، والمؤسسات، والهيئات الإيرادية بتوريد الإيرادات إلى حساب الحكومة في البنك المركزي. واستعرضت الهيئة تقرير لجنة الاقتصاد والتنمية حول أسباب تدهور العملة المحلية والحلول المقترحة، إلى جانب تقرير اللجنة الإعلامية حول إعادة تأهيل تلفزيون عدن، وتقرير لجنة التعليم العام المتعلق بهيكل المرتبات والأجور للمعلمين، واتخذت ما يلزم من قرارات بشأنها.

31 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة… بينهم 8 خلال إنتظار المساعدات
31 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة… بينهم 8 خلال إنتظار المساعدات

اليمن الآن

timeمنذ 37 دقائق

  • اليمن الآن

31 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة… بينهم 8 خلال إنتظار المساعدات

قُتل نحو 31 مواطناً فلسطينياً، بينهم أطفال، وأصيب عشرات، منذ فجر اليوم (الأربعاء)، إثر قصف طائرات حربية إسرائيلية أنحاء متفرقة في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم، عن مصادر طبية قولها إن «ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال شارع المنصورة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة». اقرأ المزيد... الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي..انفوجراف 25 يونيو، 2025 ( 2:50 مساءً ) باعوم يبحث مع مكتب المبعوث الأممي الأوضاع السياسية والتحديات في الساحة الجنوبية 25 يونيو، 2025 ( 2:47 مساءً ) وأضافت المصادر أن «8 مواطنين استشهدوا برصاص الاحتلال، في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في محور نتساريم وسط القطاع». وأشارت إلى أن «طواقم الإنقاذ انتشلت 3 شهداء وتمكنت من إخراج 5 أحياء، من تحت أنقاض منزلين في جباليا النزلة شمال القطاع، جراء تعرضهما لقصف من طائرات الاحتلال، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض». وارتقى قتيلان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمواطنين قرب المسجد العمري بجباليا البلد شمالاً. ووفق الوكالة: «استشهد أكثر من 10 مواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال منزلين بمدينة دير البلح، وبمنطقة المفتي شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع». وحسب أحدث حصيلة صادرة أمس (الثلاثاء) عن وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 516 شخصاً وأصيب نحو 3800 بنيران إسرائيلية، في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ أواخر مايو (أيار). ويواجه قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، أوضاعاً إنسانية قاسية، في ظل تفشي المجاعة، بعدما منعت إسرائيل كل الإمدادات الغذائية والدوائية من مارس (آذار) الماضي. ولكن الجيش الإسرائيلي سمح منذ أسابيع بإدخال كميات محدودة من المساعدات. وأدت الحرب الإسرائيلية المدمّرة إلى مقتل 56077 شخصاً في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store