logo
أميركا تمنح 'الحزب' مقعدًا على طاولة الحل؟

أميركا تمنح 'الحزب' مقعدًا على طاولة الحل؟

IM Lebanon١٧-٠٧-٢٠٢٥
كتب سامر زريق في 'نداء الوطن':
عقب تسلمه من الرئيس جوزاف عون الرد الرسمي اللبناني، قال المبعوث الأميركي توم برّاك أن على لبنان التكيّف مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، مميزًا بين 'حزب الله' السياسي وجناحه العسكري.
هذا التمييز الممزوج بالدفع نحو التكيف مع التحولات يعد عاملًا مفتاحيًا لفهم سبب اجتماع براك مع مسؤولين من 'الحزب'، ولسبر أغوار تصريحاته السابقة للزيارة واللاحقة، التي تدرّج فيها من مطالبة الأخير بالاختفاء، أي الاندثار، إلى التلويح باحتمالية اندلاع حرب أهلية إذا لم تبادر الحكومة إلى اتخاذ قرار جدي بحصرية السلاح بمهلة لا تتجاوز نهاية العام.
ناهيكم عما بينهما من إشارات تاريخية أسقطها على الوضع الراهن، أكان بتشبيه الرئيس السوري أحمد الشرع بجورج واشنطن، أو القنص من كوّة إلحاق الشمال السني بسوريا، في تكتيك يروم استفزاز 'الحزب' بشكل جدي، ويندرج ضمن سياسة الضغوط القصوى عليه، لدفعه إلى وضع سلاحه على الطاولة، مع منحه مقعداً ليكون إذ ذاك جزءاً من الحل.
هذا المسار يمكن الاستدلال عليه في ثنايا الرد الأميركي الذي تسلمته السلطة يوم الإثنين الفائت، حيث تشير المعلومات إلى أن واشنطن تريد من الدولة التفاهم مع 'حزب الله' حول برنامج لسحب السلاح يتم إقراره بالإجماع في مجلس الوزراء.
والحال إن المؤشرات الأميركية تدعم النهج الذي تتبعه 'بعبدا' في التعامل مع مسألة حصرية السلاح، وتبرز أهمية الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في الموازنة بين الحرص على عدم استعداء 'الحزب' والدرع البشري الذي يحتمي به، المتمثّل بالطائفة الشيعية، والتمريرة الحاسمة التي مرّرها إليه لحماية وجوده كقوة سياسية من خلال إشراكه في صياغة الرد، في موازاة الإصرار على إبقاء الكرة في ملعبه، وإفساح المجال أمام تفاعل ديناميات داخلية مع الضغوط الخارجية توظّف لتعزيز الضغط عليه.
ينطلق الرئيس جوزاف عون من قناعة راسخة مستقاة من وقائع تاريخ البلاد المعاصر المثقل بالندوب، بأن جميع الفاعلين في نهاية المطاف سيجلسون على الطاولة للاتفاق، وصياغة حلول وفق موازين القوى على أرض الواقع.
ما بين اندلاع الحرب الأهلية ولحظة 'الطائف'، تطايرت أوراق وحلول بمطالب وهواجس متباينة، وظهرت إمارات ودويلات، إلى أن نضجت أرضية اتفاق على طاولة 'الطائف' ترجمت موازين القوى الخارجية والداخلية، ولم يكن 'حزب الله' أحد فاعليه، بل استوجب الأمر مراوغة من حافظ الأسد بين قواعد لعبة متغيرة، وفتوى من المرشد في إيران لإدخال صنيعتها إلى النظام السياسي مع إبقائه فاعلاً عسكرياً. وكذلك كان 'اتفاق الدوحة' بعد غزوة ميليشيوية خاطفة على أرض العاصمة ترجمة لتفاهمات وموازين قوى، أتاحت لـ 'الحزب' في ما بعد غطاء للدخول إلى سوريا كقوة احتلال.
اليوم انقلبت المعادلة الإقليمية وخرج سلاح 'الحزب' من المواجهة مع إسرائيل، وصارت الإشكالية في كيفية دفعه إلى التقاعد في الداخل. ورغم مآخذ بعض الأطراف على ما يتسم به نهج 'بعبدا' من بطء شديد، إلا أن المؤشرات تثبت أنه سيثمر تدريجياً، ولا سيما مع ملاحظة بدء تهاطل طروحات المقايضة من حواضن 'الحزب'، بما يعبر عن خرق جدي يمكن المراكمة عليه، من خلال دفعه إلى حيّز النقاش السياسي الجدي.
ومن البديهي أن تبدأ هذه الطروحات بسقوف عالية، لتعود فتتدرج انخفاضًا نحو المتاح ضمن الإطار الزمني المحدد أميركيًا، في ظل أن البديل المطروح هو اندلاع مواجهة تفتقر إلى الحد الأدنى من التكافؤ، مع دخول عناصر جديدة تتمثل بتوظيف الورقة السورية، وتوسيع عملية تجفيف الموارد المالية، بما يزيد من حجم الفجوة في موازين القوى.
في المقابل، يتعامل 'الحزب' مع هذه الوقائع من منطلق أن التنازل الأول سيكون مقدمة لتنازلات أكثر إيلامًا، ولذلك يظهر قدرًا كبيرًا من التعنت، يجعل مسألة سلاحه تتخذ طابع الاستقطاب الحاد، مثلما أظهرت جلسات المساءلة البرلمانية، حيث تجاوزت الحكومة امتحان الثقة بحصولها على تأييد 84 % من الحاضرين، إلا أن الضغط عليها صار أقوى، وموقعها في المعادلة السياسية أضعف.
الأمر الذي يفسر سبب تفضيل رئيس الجمهورية عدم طرح النقاش في القرار الاستراتيجي أمام الحكومة وإبقائه في دوائر السياسة المغلقة، حيث يعمل على إنضاج مناخ يتيح عرض برنامج لتسليم السلاح وفق آلية تنفيذية متدرّجة ومؤطرة زمنياً، ليقرّ بالإجماع على طاولة مجلس الوزراء، فيغدو التزامًا ممهورًا بتوقيع طرفي 'الثنائي الشيعي'، وهذا ما ترمي إليه سياسة الضغط الأميركي لاستدراج 'الحزب' كي يكون شريكًا على طاولة الحل، إنما حسب موازين القوى الجديدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطوات مُرتقبة في مسار مُكافحة الفساد بعبدا تواكب عمليّة الإصلاح... حل أزمة المودعين وترك القضاء يأخذ مجراه
خطوات مُرتقبة في مسار مُكافحة الفساد بعبدا تواكب عمليّة الإصلاح... حل أزمة المودعين وترك القضاء يأخذ مجراه

الديار

timeمنذ 2 دقائق

  • الديار

خطوات مُرتقبة في مسار مُكافحة الفساد بعبدا تواكب عمليّة الإصلاح... حل أزمة المودعين وترك القضاء يأخذ مجراه

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا يحسد رئيس الجمهورية جوزاف عون على حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها عهده، بدءا من تحييد لبنان عن حرب "إسرائيلية" جديدة، والضغوط الدولية لتسليم سلاح حزب الله. فالرئيس جوزاف عون الذي وصل الى بعبدا على متن أكبر مروحة تأييد ودعم خارجي وداخلي، يواجه اليوم أثقل الملفات، فيما لبنان على مفترق خطير ودقيق بين خيارين أحلاهما "مر"، فإما الذهاب الى الحرب او الدخول في تفاهمات او ما يحكى مؤخرا عن تسوية قسرية. وبموازاة الملفات السياسية، تقع على عاتق العهد انجازات تتعلق بمحاربة الفساد والإصلاحات، التي تعتبر مدخلا لبناء الدولة التي يعشش فيها الفساد وسوء الإدارة والولاءات الطائفية والسياسية. وقد تصدر المشهد القضائي مؤخرا واجهة الملفات، مع فتح ملفات هدر أموال في وزارات وإدارات الدولة، ومع رفع الحصانة عن وزراء الإتصالات. ويؤكد المطلعون على الملف القضائي الذي فتح مؤخرا، ان الحملة على الفساد لن تتوقف التزاما بخطاب القسم، والوعود التي أطلقها رئيس الجمهورية في بداية عهده، وانسجاما مع وجهة نظر الرئيس التي تقول ان لبنان "ليس بلدا مفلسا بل مسروق ومنهوب". مع ذلك، فان الرئيس الذي لم يكمل بعد سنته الأولى في قصر بعبدا، مصر كما ينقل عنه زواره، على فتح تحقيقات واحراء اللازم في كل القضايا المشتبه بها، كما هو مصر على معالجة ملف المودعين لانصاف اللبنانيين، حتى لا يتهم عهده بالتقصير وهدر حقوق الناس. وفي شأن جلسة مجلس النواب لرفع الحصانة النيابية عن وزير الصناعة السابق جورج بوشكيان ووزراء الاتصالات الثلاثة نقولا صحناوي وجمال الجراح وبطرس حرب، فان هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الإصلاح والمحاسبة تحتسب ايضا على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب. فرفع الحصانة كان من الممنوعات السياسية في مراحل سابقة، فمن حيث الشكل تعتبر رفع الحصانة خطوة لها حسابها في رحلة الألف ميل، لتجميل صورة السلطة قبل الإنتخابات، لكن العبرة تبقى في التنفيذ وبوصول الملفات الى نتائج عملية، لان رفع الحصانة لا يعني المحاكمة، والتجارب اللبنانية عير مشجعة في هذا المجال. تظهر المعطيات في شأن حملة التوقيفات التي طالت سياسيين ومدراء ورجال اعمال ومديري مصارف، ان هناك حراكا جديا لتقديم نموذج جديد بالمحاسبة والاصلاح، وينقل عن زوار بعبدا قولهم ان الرئيس ماض في الخطوات الاصلاحية، وهناك المزيد على الطريق، لكنه لا يتدخل في عمل القضاء، كما لم يتدخل في التعيينات التي أقرت بفرض أسماء تاركا الامور للآليات الدستورية. مسار الاصلاح مستمر، ولا تستبعد المصادر ان تتوسع الحملة وتطال رؤوسا كبيرة من فئة سياسيين ووزراء ونواب ومدراء ورجال أعمال، بشبهات "هدر الاموال العامة في الادارات الرسمية والوزارات". فعداد الإصلاح انطلق، والعهد الجديد "يرقم" الإنجازات يضيف زوار بعبدا، مع قرار واضح برفض التدخلات والضغوط. محاربة الفساد كما تقول مصادر سياسية تعتبر اختبارا جديا لعهد الرئيس عون والقيادات الأمنية المعينة حديثا، وتجزم المصادر ان مرحلة الإفلات من العقاب انتهت الى غير عودة، وفي لبنان سيكون هناك دولة سيعود إليها دورها ووهجها .

نشرة الأخبار المسائية ليوم الاحد 27 تموز 2025
نشرة الأخبار المسائية ليوم الاحد 27 تموز 2025

OTV

timeمنذ 32 دقائق

  • OTV

نشرة الأخبار المسائية ليوم الاحد 27 تموز 2025

بالشعارات اختارت السلطة السياسية اللبنانية مقاربة الضغوط الخارجية المتزايدة، سعيا الى كسب الوقت في انتظار التطورات الخارجية من جهة، وفي محاولة مكشوفة للهرب الى الامام من مواجهة اسئلة الرأي العام المتراكمة عن مصير الوعود من جهة اخرى. ولكن، على نسق معادلة 'مخايل الضاهر او الفوضى' الشهيرة عام 1988 التي رسم عبرها المبعوث الاميركي يومها ريتشارد مورفي حدا فاصلا بين مرحلتين في تاريخ لبنان، معادلة من نوع آخر رسمها المبعوث الاميركي توم براك، هي 'الالتزام والتصرف الفوري او الجمود المتعثر'، حيث كتب عبر اكس: ترتكز مصداقية الحكومة اللبنانية على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والممارسات. واضاف: كما كرر المسؤولون اللبنانيون مرارًا، من الضروري أن يكون للدولة وحدها حق احتكار السلاح، لكن ما دام حزب الله يحتفظ بسلاحه، فلن تكفي الأقوال، وعلى الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتصرفا فورًا، حتى لا يُحكم على الشعب اللبناني بالبقاء في حالة الجمود المتعثر، ختم براك. وفي المقابل، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه يتفهم توق الناس لتنفيذ خطاب القسم خلال فترة قصيرة، مضيفاً: أنا إسمي يوسف وليس مار يوسف وليست هناك عصا سحرية لتحقيق كل المتطلبات. ‏لكن في مقابل خطر الجمود المستدام محليا، وفي موازاة المراوحة القاتلة في غزة، حركة اقليمية دائمة، حيث نقلت وسائل اعلام اميركية عن مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف ان التوتر في سوريا في الطريق إلى التسوية وان والمفاوضات مع إيران ستعود إلى مسارها وان اتفاقيات ابراهام للسلام ستتوسع ولن يكون مفاجئا إذا انضمت نحو 10 دول بنهاية العام، على حد تعبيره.

بو عاصي: تلكؤ الدولة عن فرض السيادة تحت ذريعة الخوف من حرب أهلية يعني ان المكونات غير متماسكة أصلا
بو عاصي: تلكؤ الدولة عن فرض السيادة تحت ذريعة الخوف من حرب أهلية يعني ان المكونات غير متماسكة أصلا

النشرة

timeمنذ 36 دقائق

  • النشرة

بو عاصي: تلكؤ الدولة عن فرض السيادة تحت ذريعة الخوف من حرب أهلية يعني ان المكونات غير متماسكة أصلا

رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي ان "​ حزب الله ​ لن يسلم سلاحه وهو الأداة الإيرانية في المنطقة، وهو تنظيم حديدي أمني وعسكري لا أجنحة فيه، ارتباطه بإيران لا يتزعزع لأسباب دينية وعقائدية وأمنية، فهي من أوجدته". وأشار الى أنه "حتى اللحظة لا رؤية ولا مشروع للدولة المتمثلة بالسلطة التنفيذية"، معتبراً أن "تلكؤ الدولة عن فرض السيادة تحت ذريعة الخوف من حرب أهلية يعني ان المكونات غير متماسكة أصلا"، وقال: "على الدولة الا تخضع لأي ابتزاز من الحزب والحل الوحيد هو أن تبسط الدولة سلطتها على كامل اراضيها وان تمتلك حصرية السلاح وإن اعترض الحزب، فهو مجموعة خارجة عن القانون وليتحمل مسؤوليته حينها". ولفت في حديث تلفزيوني، الى "ان تلكؤ الدولة عن تحمل مسؤولياتها عام ١٩٧٥ هو ما أدى إلى حرب أهلية لا يمكن تفاديها إلى بالعودة إلى حصرية سلطة الدولة". واعتبر بان "مواجهة الاحتلال مسؤولية الدولة ال​ لبنان ​ية ولا شأن للحزب بذلك. لذا على الدولة ان تكون موجودة وتفرض احترامها كي يثق الناس بها. إذا تركت السلطة التفيذية البلد رهينة لحزب الله فهذا فشل وقلّة جرأة. وغير صحيح ان الحزب فكك منظومته العسكرية، فهو سلّم بعض المخازن ولكن ما زالت لديه أماكن عسكرية جنوب الليطاني لا يستطيع الجيش اللبناني أو اليونيفيل الدخول إليها". أضاف: "طالما القرار السياسي عاجز فالجيش لن يتحرك، والحديث عن ان الجيش عاجز لأنه غير مسلح بشكل كاف هو حفلة مزايدة من قبل الحزب ومن يدور بفلكه". وأشار الى أن "الحزب يريد من اليونيفيل ان تقدّم الخدمات الاجتماعية والمعيشية والانمائية والا تطبق مهامها المرتبطة بتنفذ القرار ١٧٠١"، مؤكّداً أن "تطبيق الفصل السابع من قبل اليونيفيل مستحيل، فالدول المشاركة ارسلت عناصرها كقوة حفظ سلام لا كقوة مواجهة". وراى بانه "لا بد من تنسيق امني جدي مع الجانب السوري لضبط الحدود. كما ان موضوع الخلايا ​ الإرهاب ​ية يجب ان يؤخذ دائماً بجدية. هناك داتا معلومات بشأن المجموعات الارهابية لدى بعض الدول الغربية والعربية والمطلوب ان ننسق معها. لذا علينا كدولة ان نخلق شبكة أمان سياسية- أمنية – عسكرية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store