
اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين ينعش الآمال وسط تصاعد التوترات التجارية والنفطية
أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، استكمال تفاصيل اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لتنفيذ إطار تفاهم تم التوصل إليه خلال مباحثات اقتصادية وتجارية في العاصمة لندن. وذكرت الوزارة أن واشنطن سترفع بعض القيود المفروضة على الصين، مقابل التزام بكين بمراجعة طلبات تصدير
المنتجات
الخاضعة للرقابة والموافقة عليها إذا استوفت الشروط القانونية. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان رسمي: "نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق"، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل سليم ومستقر ومستدام، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
التزامات متبادلة وتصعيد سابق
ودعا البيان الصيني إلى احترام ما تم الاتفاق عليه خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين في 5 يونيو/حزيران، مع التأكيد على أهمية آلية التشاور الاقتصادي والتجاري لمعالجة الخلافات وتطوير التفاهم بين الجانبين. وفي 2 إبريل/نيسان، فرض ترامب رسومًا جمركية إضافية على عدد من شركاء بلاده التجاريين، في مقدمتهم
الصين
، التي ردت بالمثل، ما أدى إلى رفع الرسوم الأميركية إلى 145% مقابل رسوم صينية بلغت 125%.
وردًا على هذه الإجراءات، فرضت الصين قيودًا جديدة على تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تمثل الغالبية العظمى من الإمدادات العالمية. وفي أعقاب هذا التصعيد، عقد البلدان محادثات في جنيف يومي 10 و11 مايو/أيار، توصلوا خلالها إلى اتفاق بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا لمدة 90 يومًا اعتبارًا من 14 مايو/أيار، بحيث تنخفض الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 30%، مقابل خفض الصين رسومها إلى 10%. كما شهدت لندن في 10 و11 يونيو/حزيران مفاوضات مكثفة بين الجانبين، شارك فيها من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، هي ليفينغ، ومن الجانب الأميركي وزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بحسب "الأناضول".
ورغم التوصل إلى اتفاق، اتهم مسؤولون أميركيون لاحقًا بكين بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والتأخر في الموافقة على تراخيص تصدير المعادن النادرة. غير أن الجانبين جدّدا التزامهما بالمضي قدمًا في إطار تفاهم جنيف، وأعلنت بكين، اليوم الجمعة أن "الاتفاق تم تأكيده من الطرفين بعد مشاورات مكثفة"، وأن الصين ستراجع طلبات تصدير السلع الخاضعة للقيود "وتوافق عليها إذا كانت متوافقة مع القانون"، فيما ستقوم واشنطن برفع سلسلة من القيود التجارية المفروضة على الصين، وفقاً لـ"فرانس برس".
اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين... وترقب لتنفيذ الالتزامات
في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك: "سوف يقومون بتوصيل معادن الأرض النادرة إلينا، وبمجرد أن يحدث ذلك، سنرفع إجراءاتنا المضادة". وأضاف الرئيس دونالد ترامب، خلال مناسبة في البيت الأبيض أثناء حديثه عن صفقات مع دول أخرى: "لقد وقعنا اتفاقًا مع الصين أمس"، مشيرًا إلى احتمال وجود "اتفاق كبير جدًا" مع الهند أيضًا، دون أن يصدر تعليق فوري من الجانب الصيني حول الاتفاق.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب: التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يشمل المعادن النادرة
وأكد لوتنيك لقناة "بلومبيرغ" أن الرئيس ترامب يعتزم استكمال سلسلة من الصفقات التجارية خلال الأسبوعين المقبلين، في إطار المهلة التي حددها لإعادة فرض رسوم جمركية أعلى، والتي تنتهي في 9 يوليو/تموز، بعد تعليق هذه الرسوم في إبريل/نيسان. وكانت الحرب التجارية التي أطلقها ترامب مع بكين منذ فبراير/شباط قد أدت إلى تصعيد متبادل في الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أثار قلق الأسواق الدولية.
وفي إبريل/نيسان، رفع ترامب
الرسوم الجمركية
على الواردات الصينية إلى 145%، فيما بدأت تظهر بوادر انفراج قبل أسابيع قليلة. ووفق تصريحات سابقة لترامب، توصلت الدولتان إلى اتفاق مبدئي لتخفيف القيود على تصدير المعادن النادرة، بالإضافة إلى تقدم في ملف التعرفات الجمركية. وفي تصريحات لاحقة، قال لوتنيك إن البيت الأبيض يخطط لعقد اتفاقيات مع عشرة شركاء تجاريين رئيسيين. وأوضح أن الاتفاق مع الصين، والذي تم التوقيع عليه قبل يومين، ينظم الشروط التي تم بحثها خلال المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، ويشمل التزام الصين بتسليم معادن الأرض النادرة، وهي ضرورية لصناعات متعددة مثل توربينات الرياح والطائرات النفاثة.
وفي تطور اقتصادي آخر، أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، عن تمديد رسوم مكافحة الإغراق على مادة التولويدين المستوردة من الاتحاد الأوروبي لخمس سنوات إضافية اعتبارًا من 28 يونيو/حزيران. وقد فُرضت رسوم بنسبة 19.6% على شركة "لانكسيس دويتشلاند جي.إم.بي.إتش" الألمانية، و36.9% على الشركات الأوروبية الأخرى. وتُستخدم مادة التولويدين في صناعة الأصباغ، الأدوية، والمبيدات الحشرية، وفقاً لـ"أسوشييتد برس".
الواردات الصينية من النفط الإيراني تسجل مستويات قياسية
وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة "رويترز" أن واردات الصين من
النفط الإيراني
ارتفعت في يونيو/حزيران مع تحسن الطلب من المصافي المستقلة وتسارع وتيرة الشحنات قبيل اندلاع توترات جديدة في المنطقة. ووفقًا لبيانات شركة "فورتيكسا" لتتبع السفن، استوردت الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – أكثر من 1.8 مليون برميل يوميًا في الفترة من 1 إلى 20 يونيو/حزيران، وهو مستوى قياسي. كما تشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن المتوسط بلغ 1.46 مليون برميل يوميًا حتى 27 يونيو، مقارنة بمليون برميل يوميًا في مايو/أيار.
ويرجع هذا الارتفاع، بحسب المحللين، إلى الإسراع في تفريغ كميات كبيرة من النفط العالقة في ناقلات، بعد أن سجلت صادرات إيران النفطية أعلى مستوى لها منذ سنوات عند 1.83 مليون برميل يوميًا في مايو. ومن المتوقع أن تبقى الواردات الصينية من النفط الإيراني مرتفعة في الفترة المقبلة. ورغم أن ترامب أكد استمرار سياسة "أقصى الضغوط" على إيران، بما في ذلك تقييد مبيعاتها النفطية، إلا أنه أشار إلى احتمال تخفيف العقوبات للمساعدة في
إعادة إعمار
البلاد.
أسواق
التحديثات الحية
ارتفاع الدولار وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية الأميركية الصينية
انخفاض الأرباح الصناعية في الصين بسبب التوترات التجارية
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني أن الأرباح الصناعية في مايو/أيار تراجعت بنسبة 9.1% على أساس سنوي، نتيجة لتأثير التوترات الجمركية على النشاط الصناعي. كما تراجعت الأرباح خلال الفترة من يناير إلى مايو بنسبة 1.1% مقارنة بالعام السابق، رغم ارتفاع الأرباح التشغيلية بنسبة 2.7%. ويأمل المسؤولون الصينيون أن يساهم النمو الثابت في دعم تعافي الأرباح خلال الأشهر المقبلة. وتستهدف بكين تحقيق معدل نمو اقتصادي بنحو 5% لعام 2025، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 4% فقط.
يأتي الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين في لحظة دقيقة من العلاقات الاقتصادية الدولية، حيث تزداد المخاوف من تفاقم التوترات الجيوسياسية والجمركية. وبينما تسعى واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها التجارية قبل نهاية المهلة التي حددها الرئيس ترامب، تحاول بكين الحفاظ على توازن اقتصادي يسمح لها بمواصلة النمو وتحقيق هدفها السنوي.
في المقابل، تُظهر بيانات التجارة والنفط مؤشرات متباينة: من جهة، تشهد واردات الصين من النفط الإيراني قفزات غير مسبوقة، رغم العقوبات، ما يعكس تحولات في مصادر الطاقة والتعاون الإقليمي. ومن جهة أخرى، يضغط التباطؤ في الأرباح الصناعية على الحكومة الصينية لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد المحلي. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى تنفيذ الاتفاقات هو التحدي الأكبر، وسط ترقب عالمي لما إذا كانت هذه التفاهمات ستؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار التجاري، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في حرب اقتصادية لم تبلغ نهايتها بعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
الأسهم التركية تستعيد جاذبيتها بدعم من صناديق المؤشرات
تشهد صناديق المؤشرات المتداولة التركية، والمُدرجة في الأسواق العالمية، تدفقات مالية تعكس اهتمامًا متجددًا من المستثمرين الدوليين بسوق الأسهم التركي، وذلك رغم أن السوق لم يستفد من موجة الارتفاع التي شهدتها أسواق الدول الناشئة هذا العام. فقد استقطب صندوق " iShares MSCI Turkey EFT" الذي يتتبع أداء مؤشر "أم أس سي أي تركي" وتبلغ قيمته السوقية 154 مليون دولار، وتدفقات بقيمة 21.4 مليون دولار في يونيو/حزيران الجاري، ما يجعله في طريقه لتسجيل أفضل أداء شهري منذ عامين. وساهم الأداء الإيجابي لهذا الصندوق وغيره من الصناديق المشابهة في تعزيز مؤشر بورصة إسطنبول 100، الذي يحقق بدوره أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وشهدت الأسهم التركية هذا العام تقلبات ملحوظة نتيجة الاضطرابات السياسية وتوقف سياسة التيسير النقدي. غير أن تراجع التضخم وتحسن التوقعات بخفض أسعار الفائدة جعلا السوق أكثر جذبًا تدريجيًا للمستثمرين. وفي هذا السياق، أشار جان أوكسون، كبير المتداولين في شركة Global Securities بإسطنبول، إلى أن "المستثمرين الأجانب أبدوا اهتمامًا ملموسًا بالأسهم التركية هذا العام، على عكس التقلّب المستمر في مزاج المستثمرين المحليين"، مضيفًا أن التوقعات الإيجابية بشأن خفض الفائدة، وتراجع التضخم في مايو/أيار، إضافة إلى الحماية النسبية من تداعيات الحرب التجارية الأميركية، كلها عوامل تعزز الرهانات الإيجابية على السوق التركي، وفقاً لـ"بلومبيرغ". كما أسهمت الثقة في استمرار وزير المالية محمد شيمشك في انتهاج سياسات اقتصادية تقليدية في دفع مؤشر بورصة إسطنبول 100 للارتفاع بنسبة 3.1% خلال يونيو/حزيران، ما ساعد على تقليص الخسائر المسجلة منذ بداية العام إلى 5.4%. في المقابل، ارتفع مؤشر" أم أس سي أي" للأسواق الناشئة بنسبة 14% منذ بداية 2025. أما صندوق المؤشرات التركي المُدرج في نيويورك، فقد ارتفع بنسبة 0.7% خلال يونيو/حزيران، بعد تراجعات استمرت 4 أشهر أفقدته نحو 17% من قيمته. كما اجتذب صندوق iShares MSCI Turkey UCITS، المُدرج في لندن، تدفقات بلغت 1.8 مليون دولار خلال الشهر الجاري. مع ذلك، يرى سيباستيان كاهلفيلد، مدير المحفظة في شركة "DWS Investment GmbH" في فرانكفورت، أن هذه التدفقات ما زالت "ذات طابع تكتيكي أكثر منها استراتيجية طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن استمرار مسار تطبيع الاقتصاد التركي قد يعيد الأمل بارتفاع التقييمات السوقية في المستقبل. وتبقى التوقعات بخفض أسعار الفائدة ، ربما في يوليو/تموز المقبل، قائمة، وهو ما عزز من أداء أسهم البنوك، خاصة بعدما أظهرت بيانات شهر مايو/أيار تراجعًا في التضخم عن توقعات الخبراء. كما أن التهدئة الإقليمية المحتملة، في حال استمرار الهدنة بين إيران وإسرائيل، قد تخفف من المخاطر الجيوسياسية المحيطة. اقتصاد دولي التحديثات الحية تركيا تدعم الإيداع بالليرة لتعزيز عملتها وكبح التضخم وبحسب بيانات البنك المركزي التركي التي جمعتها "بلومبيرغ"، ضخ المستثمرون الأجانب صافي 637 مليون دولار في سوق الأسهم التركية حتى 20 يونيو/حزيران، بعدما سجلوا صافي انسحاب بقيمة 2.5 مليار دولار خلال عام 2024. في السياق ذاته، قال عدنان العربي، مدير صندوق في شركة Barings Emerging EMEA Opportunities لـ"بلومبيرغ"، إن السوق التركي يضم "فرصًا استثمارية حقيقية". وبيّن أن الصندوق، الذي خفّض تعرضه للأسهم التركية العام الماضي، اختار هذا العام نهجًا أكثر "انتقائية" في إعادة الدخول إلى السوق. وفي تطوّر بارز خلال نهاية يونيو/حزيران، شهدت بورصة إسطنبول ارتفاعًا ملحوظًا في أحجام التداول، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام، بالتزامن مع تنامي تدفّق رؤوس الأموال الأجنبية عبر صناديق المؤشرات المتداولة. وأظهرت بيانات "بلومبيرغ" أن المستثمرين الأجانب ضخّوا صافي 637 مليون دولار في الأسهم التركية حتى 20 يونيو/حزيران، بعدما سجلوا صافي انسحاب بلغ 2.5 مليار دولار خلال عام 2024، فيما ارتفع مؤشر بورصة إسطنبول 100 محققًا أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعًا بهذه التدفقات وحالة التفاؤل بتبدّل السياسات الاقتصادية والنقدية. كما تُظهر البيانات الصادرة عن هيئة أسواق المال التركية، أن حصة الأجانب من الأسهم المتداولة في بورصة إسطنبول سجّلت ارتفاعًا ملحوظًا خلال يونيو/حزيران، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ نحو 18 شهرًا، في مؤشر واضح على عودة تدريجية للثقة الخارجية في الاقتصاد التركي. ويأتي هذا الانتعاش في ظل تزايد التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة، وسط مؤشرات قوية من البنك المركزي على أن التضخم بات تحت السيطرة نسبياً، بعد أشهر من السياسة النقدية المتشددة. ويُلاحظ أن معظم التدفقات الأجنبية تركزت في قطاعات البنوك والصناعة والسلع الاستهلاكية، وهي القطاعات الأكثر حساسية لأي تغييرات في السياسة النقدية. ويرى محللون أن استدامة هذا الاتجاه مرهونة باستمرار التوجه الإصلاحي، وتجنّب أي تدخلات سياسية قد تؤثر سلباً على استقلالية البنك المركزي أو تعرقل جهوده في إعادة بناء مصداقية السياسة النقدية.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين ينعش الآمال وسط تصاعد التوترات التجارية والنفطية
أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، استكمال تفاصيل اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لتنفيذ إطار تفاهم تم التوصل إليه خلال مباحثات اقتصادية وتجارية في العاصمة لندن. وذكرت الوزارة أن واشنطن سترفع بعض القيود المفروضة على الصين، مقابل التزام بكين بمراجعة طلبات تصدير المنتجات الخاضعة للرقابة والموافقة عليها إذا استوفت الشروط القانونية. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان رسمي: "نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق"، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل سليم ومستقر ومستدام، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس". التزامات متبادلة وتصعيد سابق ودعا البيان الصيني إلى احترام ما تم الاتفاق عليه خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين في 5 يونيو/حزيران، مع التأكيد على أهمية آلية التشاور الاقتصادي والتجاري لمعالجة الخلافات وتطوير التفاهم بين الجانبين. وفي 2 إبريل/نيسان، فرض ترامب رسومًا جمركية إضافية على عدد من شركاء بلاده التجاريين، في مقدمتهم الصين ، التي ردت بالمثل، ما أدى إلى رفع الرسوم الأميركية إلى 145% مقابل رسوم صينية بلغت 125%. وردًا على هذه الإجراءات، فرضت الصين قيودًا جديدة على تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تمثل الغالبية العظمى من الإمدادات العالمية. وفي أعقاب هذا التصعيد، عقد البلدان محادثات في جنيف يومي 10 و11 مايو/أيار، توصلوا خلالها إلى اتفاق بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا لمدة 90 يومًا اعتبارًا من 14 مايو/أيار، بحيث تنخفض الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 30%، مقابل خفض الصين رسومها إلى 10%. كما شهدت لندن في 10 و11 يونيو/حزيران مفاوضات مكثفة بين الجانبين، شارك فيها من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، هي ليفينغ، ومن الجانب الأميركي وزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بحسب "الأناضول". ورغم التوصل إلى اتفاق، اتهم مسؤولون أميركيون لاحقًا بكين بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والتأخر في الموافقة على تراخيص تصدير المعادن النادرة. غير أن الجانبين جدّدا التزامهما بالمضي قدمًا في إطار تفاهم جنيف، وأعلنت بكين، اليوم الجمعة أن "الاتفاق تم تأكيده من الطرفين بعد مشاورات مكثفة"، وأن الصين ستراجع طلبات تصدير السلع الخاضعة للقيود "وتوافق عليها إذا كانت متوافقة مع القانون"، فيما ستقوم واشنطن برفع سلسلة من القيود التجارية المفروضة على الصين، وفقاً لـ"فرانس برس". اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين... وترقب لتنفيذ الالتزامات في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك: "سوف يقومون بتوصيل معادن الأرض النادرة إلينا، وبمجرد أن يحدث ذلك، سنرفع إجراءاتنا المضادة". وأضاف الرئيس دونالد ترامب، خلال مناسبة في البيت الأبيض أثناء حديثه عن صفقات مع دول أخرى: "لقد وقعنا اتفاقًا مع الصين أمس"، مشيرًا إلى احتمال وجود "اتفاق كبير جدًا" مع الهند أيضًا، دون أن يصدر تعليق فوري من الجانب الصيني حول الاتفاق. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب: التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يشمل المعادن النادرة وأكد لوتنيك لقناة "بلومبيرغ" أن الرئيس ترامب يعتزم استكمال سلسلة من الصفقات التجارية خلال الأسبوعين المقبلين، في إطار المهلة التي حددها لإعادة فرض رسوم جمركية أعلى، والتي تنتهي في 9 يوليو/تموز، بعد تعليق هذه الرسوم في إبريل/نيسان. وكانت الحرب التجارية التي أطلقها ترامب مع بكين منذ فبراير/شباط قد أدت إلى تصعيد متبادل في الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أثار قلق الأسواق الدولية. وفي إبريل/نيسان، رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، فيما بدأت تظهر بوادر انفراج قبل أسابيع قليلة. ووفق تصريحات سابقة لترامب، توصلت الدولتان إلى اتفاق مبدئي لتخفيف القيود على تصدير المعادن النادرة، بالإضافة إلى تقدم في ملف التعرفات الجمركية. وفي تصريحات لاحقة، قال لوتنيك إن البيت الأبيض يخطط لعقد اتفاقيات مع عشرة شركاء تجاريين رئيسيين. وأوضح أن الاتفاق مع الصين، والذي تم التوقيع عليه قبل يومين، ينظم الشروط التي تم بحثها خلال المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، ويشمل التزام الصين بتسليم معادن الأرض النادرة، وهي ضرورية لصناعات متعددة مثل توربينات الرياح والطائرات النفاثة. وفي تطور اقتصادي آخر، أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، عن تمديد رسوم مكافحة الإغراق على مادة التولويدين المستوردة من الاتحاد الأوروبي لخمس سنوات إضافية اعتبارًا من 28 يونيو/حزيران. وقد فُرضت رسوم بنسبة 19.6% على شركة "لانكسيس دويتشلاند جي.إم.بي.إتش" الألمانية، و36.9% على الشركات الأوروبية الأخرى. وتُستخدم مادة التولويدين في صناعة الأصباغ، الأدوية، والمبيدات الحشرية، وفقاً لـ"أسوشييتد برس". الواردات الصينية من النفط الإيراني تسجل مستويات قياسية وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة "رويترز" أن واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت في يونيو/حزيران مع تحسن الطلب من المصافي المستقلة وتسارع وتيرة الشحنات قبيل اندلاع توترات جديدة في المنطقة. ووفقًا لبيانات شركة "فورتيكسا" لتتبع السفن، استوردت الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – أكثر من 1.8 مليون برميل يوميًا في الفترة من 1 إلى 20 يونيو/حزيران، وهو مستوى قياسي. كما تشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن المتوسط بلغ 1.46 مليون برميل يوميًا حتى 27 يونيو، مقارنة بمليون برميل يوميًا في مايو/أيار. ويرجع هذا الارتفاع، بحسب المحللين، إلى الإسراع في تفريغ كميات كبيرة من النفط العالقة في ناقلات، بعد أن سجلت صادرات إيران النفطية أعلى مستوى لها منذ سنوات عند 1.83 مليون برميل يوميًا في مايو. ومن المتوقع أن تبقى الواردات الصينية من النفط الإيراني مرتفعة في الفترة المقبلة. ورغم أن ترامب أكد استمرار سياسة "أقصى الضغوط" على إيران، بما في ذلك تقييد مبيعاتها النفطية، إلا أنه أشار إلى احتمال تخفيف العقوبات للمساعدة في إعادة إعمار البلاد. أسواق التحديثات الحية ارتفاع الدولار وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية الأميركية الصينية انخفاض الأرباح الصناعية في الصين بسبب التوترات التجارية من جهة أخرى، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني أن الأرباح الصناعية في مايو/أيار تراجعت بنسبة 9.1% على أساس سنوي، نتيجة لتأثير التوترات الجمركية على النشاط الصناعي. كما تراجعت الأرباح خلال الفترة من يناير إلى مايو بنسبة 1.1% مقارنة بالعام السابق، رغم ارتفاع الأرباح التشغيلية بنسبة 2.7%. ويأمل المسؤولون الصينيون أن يساهم النمو الثابت في دعم تعافي الأرباح خلال الأشهر المقبلة. وتستهدف بكين تحقيق معدل نمو اقتصادي بنحو 5% لعام 2025، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 4% فقط. يأتي الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين في لحظة دقيقة من العلاقات الاقتصادية الدولية، حيث تزداد المخاوف من تفاقم التوترات الجيوسياسية والجمركية. وبينما تسعى واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها التجارية قبل نهاية المهلة التي حددها الرئيس ترامب، تحاول بكين الحفاظ على توازن اقتصادي يسمح لها بمواصلة النمو وتحقيق هدفها السنوي. في المقابل، تُظهر بيانات التجارة والنفط مؤشرات متباينة: من جهة، تشهد واردات الصين من النفط الإيراني قفزات غير مسبوقة، رغم العقوبات، ما يعكس تحولات في مصادر الطاقة والتعاون الإقليمي. ومن جهة أخرى، يضغط التباطؤ في الأرباح الصناعية على الحكومة الصينية لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد المحلي. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى تنفيذ الاتفاقات هو التحدي الأكبر، وسط ترقب عالمي لما إذا كانت هذه التفاهمات ستؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار التجاري، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في حرب اقتصادية لم تبلغ نهايتها بعد.


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
ترشيح ترامب لنوبل السلام: جدل في باكستان ومخاوف من تبعات
في خطوة أثارت استغراب واستياء الكثيرين في باكستان، رشحت الحكومة الباكستانية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026 بدعوى أن الرئيس الأميركي تمكن من احتواء الصراع والحرب القائمة بين باكستان والهند في مايو/أيار الماضي، معتبرة ذلك دبلوماسية عملية من أجل السلام في المنطقة. على النقيض من ذلك، اعتبرت شريحة كبيرة في باكستان تصرف ترامب مع الملف الهندي- الباكستاني أنه كان من منطلق المصالح الأميركية ولم يكن من أجل باكستان ولا المنطقة. ورأى هؤلاء أن ما فعله ترامب كان مناورة سياسية تهدف إلى استعادة التوازن بين علاقات باكستان التقليدية مع الصين وبين التقارب مع أميركا. ورأى بعض المراقبين أن خطوة ترشيح ترامب لنوبل السلام قد تكون جيدة وفق الحسابات الباكستانية، كما أنها قد تكون نافعة لمستقبل العلاقات الباكستانية - الأميركية، لكنها لم تأت في وقت مناسب، وأنها قد تدمر العلاقات الباكستانية بالدول الإسلامية، كما أنها ستضر بسمعة إسلام أباد في أوساط الشعوب الإسلامية، خصوصاً أن خطوة ترشيح ترامب لنوبل السلام أتت في وقت كانت فيه الحرب مستعرة بين إسرائيل وإيران، وكانت سياسات ترامب حيال تلك القضية واضحة بدعم إسرائيل بشكل كامل، علاوة على ضرب النووي الإيراني من قبل سلاح الجو الأميركي. امتعاض من ترشيح ترامب لنوبل السلام كما جاء ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام من قبل باكستان في وقت فشلت فيه كل الجهود الرامية لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وواشنطن تساعد تل أبيب التي تنفذ تلك الإبادة وتقتل أهل غزة. وفي هذه الظروف المأساوية، جاء إعلان إسلام أباد ترشيح ترامب لنوبل السلام، ما أثار امتعاضاً في الشارع الباكستاني بأطيافه المختلفة، وصرح البعض بأن التقدم الدبلوماسي الذي أحرزته باكستان بسبب تأييدها غزة، وبسبب تفوقها العسكري على الهند في الحرب الأخيرة، قد ضاع بسبب هذا الإعلان. المولوي فضل الرحمن: القول إن ترامب يعمل للسلام كاذب وقال الإعلامي الباكستاني أمين الحق قريشي، لـ"العربي الجديد"، إنه "كان لترامب دور كبير في تهدئة الأوضاع والصراع بين الهند وباكستان، وفعلاً لو حدثت الحرب بين الدولتين النوويتين لكانت دمرت المنطقة بأسرها، والرئيس الأميركي تمكن من تهدئة الأوضاع وإقناع إسلام أباد ونيودلهي بوقف إطلاق النار. ولكن علينا أن نفكر ملياً في وضع العالم الإسلامي كله، ولا نقرر فقط وفق حسابات ومصالح بلادنا، فنحن جزء من هذا العالم وجزء من العالم الإسلامي". وأضاف: "ترامب الذي تمكن من تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان هو نفسه يدعم إسرائيل في إبادة غزة وأهلها، وهو نفسه كان يدعم إسرائيل ضد إيران ولبنان وسورية، من هنا، كان يحق لباكستان أن تتجنب مثل هذه الخطوة وهي غير ضرورية أصلاً". وأشار قريشي إلى أن "لباكستان مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، وقضية غزة وفلسطين على رأس الأولويات لكل العالم الإسلامي، من هنا كان يجب على باكستان أن تأخذ بعين الاعتبار هذه القضية"، مضيفاً أن "باكستان لها مصالح مع أميركا وهي بحاجة إلى تقوية تلك العلاقات، لكن ترشيح ترامب لنوبل السلام قضية تؤثر على الرأي العام أكثر من تأثيراتها على العلاقات الرسمية بين الدول، وكل العالم مشغول بهذه القضية، وكان على باكستان أن تكون أكثر عقلانية وتتجنب اتخاذ قرارات عاطفية". أخبار التحديثات الحية باكستان قلقة حيال مقترح ترامب بشأن غزة: "غير عادل" ودان الكثير من الساسة المعارضين الحكومةَ وحتى بعض مؤيديها، قرار ترشيح ترامب لنوبل السلام وطلبوا إعادة النظر به، والأخذ بعين الاعتبار ما حل بغزة وفلسطين. وقال زعيم جمعية علماء الإسلام، كبرى الأحزاب الدينية في البلاد، المولوي فضل الرحمن، في بيان، إن "القول إن ترامب يعمل للسلام كاذب ومن يقوله يخدع نفسه. واشنطن سعت لتهدئة الأوضاع بين باكستان والهند وذلك بعد أن دمرت باكستان القوة الجوية للهند، ولكن لماذا لم تعمل لإنهاء الحرب على غزة وفي فلسطين بشكل عام، بل هي تدعم إسرائيل، وهذا الأمر ليس في فلسطين وحده، بل أيضاً في لبنان وسورية وأخيراً ضد إيران. من هنا ترامب ليس داعية للسلام، بل هو من يولع الحرب ". كما دعا الحكومة إلى إعادة النظر في قرارها ترشيح ترامب لنوبل السلام موضحاً أن "ترامب دعا قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير إلى الغداء معه، ونحن من شدة الفرح، ظننا أن ترامب داعية سلام، ولكن هذا ليس إلا خداعاً للنفس وللغير". من جهته، قال القيادي في حزب حركة الإنصاف علي محمد خان، في حديث لوسائل إعلام، إنه "بعد كل ما حصل من دمار وإبادة جماعية في غزة، يظهر لنا ما الهدف الحقيقي لترامب، وبعد كل هذه الإبادة التي تقوم بها إسرائيل المدعومة من أميركا والرئيس الأميركي له دور فعال في هذا، نأتي لنرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام. هذا أمر مقلق للغاية". وليس المعارضون فحسب بل حتى أعضاء في الحكومة وقياديون في الحزب الحاكم أيضاً انتقدوا الخطوة بشدة. وقالت النائبة في البرلمان من حزب "حركة إنصاف" الحاكم نوشين افتخار، لـ"العربي الجديد": "لا شك أن ترامب قام بدور في تهدئة الأوضاع بين باكستان والهند وهو أمر مهم، لكن علينا أن ننظر إلى بلادنا ضمن العالم الإسلامي كله، فإذا كان لترامب دور في تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان، فلماذا لا يلعب دوره في وقف الإبادة الإسرائيلية على غزة؟ ولماذا دعمت، ولا تزال، إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والإيرانيين؟ إذاً، ما يفعله الرجل ليس للسلام بل للمصالح، لذا فإن ترشيح ترامب لنوبل السلام أمر غير صحيح، وتجب إعادة النظر فيه". دفاع عن قرار باكستان لكن القيادي في الحزب الحاكم النائب عقيل أنجم، المقرب من رئيس الوزراء شهباز شريف، قال لـ"العربي الجديد": "علينا أن ننظر إلى القضية بحسابات بلادنا وليس بحسابات العالم. ترامب ساعدنا في تهدئة الأوضاع مع الهند، وقد توقف حمام الدم، وإلا لكانت الحرب بين الدولتين النوويتين أغرقت المنطقة كلها في الويلات، من هنا رشحته الحكومة الباكستانية لجائزة نوبل للسلام، ولم نرشحه لأنه قام بالشيء نفسه لدول أخرى. إن ملف الهند وباكستان ملف مستقل عن الملفات الأخرى". عقيل أنجم: علينا أن ننظر إلى القضية بحسابات بلادنا وليس بحسابات العالم وثمة من يرى أن اللقاء الذي جمع ترامب بقائد الجيش المشير عاصم منير، في 19 يونيو/حزيران الجاري، في واشنطن، كان السبب وراء ترشيح ترامب لنوبل السلام وأن قرار الترشيح كان من قائد الجيش وحده، من دون الأخذ بعين الاعتبار رأي الساسة وحتى الحكومة. وليس السياسيون وحدهم، بل الإعلاميون والنشطاء وصفوا اللقاء بين ترامب ومنير والغداء في البيت الأبيض بأنه "وجبة غالية"، وأن باكستان ستدفع الكثير مقابل تلك الوجبة. ثمة من يخاف أن يقوم منير بالدور نفسه الذي قام به الرئيس العسكري السابق برويز مشرف إبان الحرب على الإرهاب في أفغانستان عام 2001. وفي هذا السياق، قال المحلل الأمني الباكستاني شفاعت علي خان، لـ"العربي الجديد"، إن "عاصم منير رجل جريء، لكنه في الوقت نفسه ديكتاتور رقم واحد، وهو الآن أقرب الشخصيات إلى الولايات المتحدة في باكستان. من هنا ثمة خشية في باكستان من أن يُستخدم الرجل أميركياً ضد الجيران، مثل أفغانستان وإيران، في المستقبل، وأنه قد يضر بالعلاقات الصينية - الباكستانية"، موضحاً أن "الدعم الأميركي، سواء كان مادياً أو غير مادي، لن يكون من دون تكلفة". أخبار التحديثات الحية فيتو أميركي يُفشل مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة بمجلس الأمن