
الذكاء الاصطناعي يقتحم عرين الأولمبياد ويظفر بالذهب
النموذج، المصنّف ضمن الجيل الأحدث من نماذج اللغة ذات القدرات المنطقية المتقدمة «LLM»، نجح في حل خمس من أصل ست مسائل في اختبارات الأولمبياد، وخضع لنفس الشروط الزمنية والمستويات التي يخوضها المشاركون من البشر.
قال المهندس ألكسندر وي، عضو الفريق التقني في OpenAI، عبر منصة «إكس»: «يسعدني أن أعلن أن نموذجنا التجريبي الجديد تمكن من تحقيق إنجاز يُعتبر من أكبر تحديات الذكاء الاصطناعي، وهو تحقيق أداء يضاهي الميدالية الذهبية في أصعب مسابقة رياضية عالمية».
أساطير الرياضيات العالميون
انطلق أولمبياد الرياضيات الدولي لأول مرة في رومانيا عام 1959، واشتهر بتحدياته الصعبة التي تستمر على مدار يومين، حيث يضم كل يوم ثلاث مسائل معقدة ويستغرق الاختبار أربع ساعات ونصف.
أولمبياد الرياضيات الدولي، الذي أُطلق لأول مرة في رومانيا عام 1959، يتميز بتحدياته الفريدة، إذ تمتد الاختبارات على مدى يومين، يضم كل يوم ثلاث مسائل بالغة التعقيد ومدة اختبار قدرها أربع ساعات ونصف. من أبرز خريجي هذه المسابقة علماء رياضيات بارزين مثل غريغوري بيرلمان، الذي أحدث ثورة في الهندسة الرياضية، وتيرينس تاو، الحائز على وسام فيلدز، أرفع جائزة رياضية في العالم.
وفي يونيو الماضي، صرح تيرينس تاو بأنه لا يتوقع أن تتجاوز النماذج الحالية الأولمبياد، إلا أن نموذج OpenAI الجديد فاجأ الجميع وقلب هذه التوقعات رأسًا على عقب.
صبر ذهني متطور
قال نوام براون، زميل ألكسندر وي في فريق OpenAI، إن النموذج أظهر «مستوى جديداً من الصبر الذهني»، مضيفًا أن «أسئلة الأولمبياد تتطلب تفكيرًا إبداعيًا مستدامًا لم نشهده من قبل في اختبارات الذكاء الاصطناعي... هذا النموذج يفكر لفترة طويلة، وهذا أمر جديد كلياً».
من جانبه، أكد وي أن هذا الإنجاز لا يقتصر على التفوق في الرياضيات فقط، بل يمثل قفزة نوعية في مسار الذكاء الاصطناعي العام (AGI). وأوضح أن النموذج يختلف عن نظام AlphaGeometry من DeepMind، المصمم خصيصًا لحل المسائل الرياضية، إذ يعد نموذجًا متعدد الأغراض يستخدم اللغة كأداة للتفكير والتحليل والاستدلال.
حلم أصبح حقيقة
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عبر منصة «إكس»: «هذا ليس نظامًا متخصصًا في الرياضيات، بل نموذج لغوي قادر على التحليل والتفكير المنطقي. ما حققه هذا النموذج كان قبل عشر سنوات مجرد حلم، واليوم أصبح واقعًا. يمثل هذا الإنجاز قفزة كبيرة في تطور الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي».
ورغم الاحتفاء الواسع، أكد ألتمان أن النموذج لا يزال في المرحلة التجريبية ولن يتم طرحه للعامة في الأشهر المقبلة.
أداء يفوق التوقعات
برزت على الجانب الآخر أصوات مشككة، من بينها غاري ماركوس، الناقد البارز للذكاء الاصطناعي، الذي وصف أداء النموذج بـ«المبهر فعلاً»، لكنه أثار تساؤلات حول طريقة تدريب النموذج، وذكائه الحقيقي، وجدواه العملية، إضافة إلى تكلفة حل كل مسألة مقارنة بالعقل البشري. كما أشار ماركوس إلى أن النتائج لم تُصادق عليها رسميًا بعد من قبل لجنة الأولمبياد.
في المقابل، اعتبر مراقبون أن هذا الإنجاز يعكس تسارعًا مذهلاً في تطور الذكاء الاصطناعي. وقال نوام براون: «قبل عام فقط، كانت مختبرات الذكاء الاصطناعي تختبر نماذجها على مسائل رياضيات للمرحلة الابتدائية... واليوم نشهد أداءً بمستوى أولمبياد دولي».
وكان الملياردير بيتر ثيل قد صرح العام الماضي بأنه لا يتوقع أن تتمكن أي آلة من اجتياز مسائل أولمبياد الرياضيات الأميركي خلال السنوات الثلاث المقبلة، لكن الواقع تجاوز هذه التوقعات مرة أخرى.
هذا الإنجاز يتجاوز كونه فوزًا رمزيًا، ليُشير إلى دخول الذكاء الاصطناعي حقبة جديدة يصبح فيها منافسًا حقيقيًا للعقل البشري في مجالات التفكير المجرد وحل المشكلات المعقدة. وهو تحول يفرض على المجتمع العلمي والأكاديمي والحقوقي إعادة تقييم شاملة ومراجعة دقيقة للتحديات والفرص المستقبلية.
أسامة عثمان (أبوظبي)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 18 ساعات
- العين الإخبارية
حرب المواهب في وادي السيليكون.. مايكروسوفت تستقطب نخبة من DeepMind
اتخذت شركة مايكروسوفت خطوة إضافية في حرب المواهب المشتعلة بين عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين. وكشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن مايكروسوفت قامت بتوظيف أكثر من 20 موظفًا في مجال الذكاء الاصطناعي من وحدة الأبحاث التابعة لغوغل، "ديب مايند". يأتي هذا في أحدث فصول الحرب المتصاعدة على الكفاءات في وادي السيليكون، حيث تتنافس عمالقة التكنولوجيا على تحقيق الأفضلية في هذا المجال الناشئ. وكان أمار سوبرامانيا، الرئيس السابق للهندسة في مشروع روبوت المحادثة "جيميني" من غوغل، أحدث المنتقلين إلى مايكروسوفت، بحسب ما كشف عنه في منشور على حسابه في منصة "لينكدإن". وكتب: "الثقافة هنا قليلة التكبر بشكل منعش، لكنها مليئة بالطموح"، مؤكداً تعيينه في منصب نائب رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة. ومن المقرر أن ينضم سوبرامانيا إلى موظفين سابقين من "ديب مايند" أيضًا، مثل سونال غوبتا، مديرة قسم الهندسة، وآدم سادوفكسي، مهندس برمجيات، وتيم فرانك، مدير منتجات، وفقًا لأشخاص مطلعين على عمليات التوظيف في مايكروسوفت. وأضافوا أن الشركة، التي تتخذ من سياتل مقرًا لها، تمكنت من استقطاب ما لا يقل عن 24 موظفًا خلال الأشهر الستة الماضية. ارتفاع كبير في الأجور وتأتي حملة التوظيف المكثفة من مايكروسوفت في وقت كثّفت فيه شركات التكنولوجيا جهودها لاجتذاب كبار الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات المنافسة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأجور. وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، قد انتقد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بدعوى تشجيعه "سلوك المرتزقة" عبر إغرائه المطورين بعروض مكافآت توقيع تصل إلى 100 مليون دولار. ويبدو التنافس بين مايكروسوفت وغوغل أشد وضوحًا، لا سيما أن مصطفى سليمان، الشريك المؤسس لـ"ديب مايند"، أصبح الآن المسؤول عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي في مايكروسوفت، مما يضعه في مواجهة مباشرة مع شريكه السابق، السير ديميس هاسابيس. وكان سليمان قد استقطب في نهاية العام الماضي دومينيك كينغ وكريستوفر كيلي من "ديب مايند" لتولي قيادة وحدة الذكاء الاصطناعي الصحي الجديدة في مايكروسوفت، والتي طوّرت بالفعل نظامًا طبيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يُقال إنه يتفوق على الأطباء البشريين بأربعة أضعاف في تشخيص الحالات المعقدة. يُذكر أن هاسابيس قاد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات العلم والرعاية الصحية، وفاز بجائزة نوبل في الكيمياء العام الماضي لاستخدامه التقنية في كشف أسرار البروتينات البيولوجية الأساسية للحياة. أما سليمان، فانضم إلى مايكروسوفت في مارس/آذار الماضي ضمن عملية استحواذ جزئي على شركته الناشئة Inlection، حيث دفعت مايكروسوفت 650 مليون دولار مقابل ترخيص التكنولوجيا واستقطاب غالبية موظفي الشركة. إعادة هيكلة واسعة من جهة أخرى، غادر سوبرامانيا وزميله مات فيلوسو شركة غوغل الشهر الماضي، ما تسبب في إعادة هيكلة داخلية لمجموعة الذكاء الاصطناعي في الشركة، في محاولة لمواكبة شركات ناشئة مثل OpenAI وAnthropic التي تزداد شعبيتها. وكشفت وثائق قضائية حديثة أن غوغل قدّرت عدد مستخدمي تطبيق ChatGPT بنحو 600 مليون شهريًا، في حين بلغ عدد مستخدمي "جيميني" 400 مليون فقط. وانضم فيلوسو إلى شركة ميتا، ضمن مساعيها لتشكيل فريق "ذكاء خارق" لتطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI). وكانت الشركة التي تبلغ قيمتها السوقية 1.8 تريليون دولار قد استثمرت مؤخرًا 15 مليار دولار في شركة Scale AI المتخصصة في تصنيف البيانات، وعينت مؤسسها ألكسندر وانغ لقيادة هذا التوجه. من جهتها، قالت مصادر مقربة إن معدلات ترك العمل في "ديب مايند" لا تزال أقل من المعدل العام في القطاع، وإن الشركة بدورها استقطبت عددًا مشابهًا من الباحثين من مايكروسوفت. وقال متحدث باسم غوغل: "نحن متحمسون لقدرتنا على جذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم، بما في ذلك الباحثين والمهندسين الذين قدموا من مختبرات منافسة". aXA6IDgyLjI0LjI0My4yMTQg جزيرة ام اند امز GR


عرب هاردوير
منذ يوم واحد
- عرب هاردوير
OpenAI تطلق ميزة وكيل ChatGPT الذكي في تطبيقها على نظام ماك
تواصل شركة OpenAI توسيع آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم ميزة جديدة تحمل اسم وضع الوكيل أو ChatGPT Agent ضمن تطبيقها الخاص بأجهزة macOS. تأتي هذه الخطوة لتمنح المستخدمين تجربة أكثر ذكاء وفاعلية؛ إذ يتحول ChatGPT من مجرد روبوت دردشة ذكي إلى مساعد شخصي افتراضي يمكنه التفكير والتصرف بنفسه. أصبحت الميزة متاحة الآن لمشتركي باقة ChatGPT Plus، وهي تتيح تفعيل الوضع الجديد بسهولة من خلال شريط الأدوات الموجود أسفل نافذة المحادثة في التطبيق. يكفي اختيار وضع الوكيل للدخول في تجربة تفاعلية جديدة يمكن من خلالها تفويض مهام معقدة للتنفيذ في الخلفية، بينما يواصل المستخدم عمله المعتاد دون انقطاع. ما هو وضع الوكيل؟ ولماذا يُعد مختلفًا؟ وضع الوكيل ليس مجرد تحديث بسيط، بل هو مفهوم جديد بالكامل في عالم الذكاء الاصطناعي التفاعلي. وفقًا لوصف OpenAI، يُعتبر وكيل ChatGPT مساعدًا ذكيًا قادرًا على التفكير والتصرف، حيث يستطيع استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بك بشكل مباشر، والاستفادة من مجموعة أدوات تفاعلية لتنفيذ المهام بطريقة تشبه الإنسان. خلال حفل الإطلاق، قدم الرئيس التنفيذي سام ألتمان وفريقه عروضًا توضيحية تُظهر كيف يمكن استخدام وضع الوكيل في حالات عملية مثل تخطيط حفلات الزفاف، وإنشاء عروض تقديمية، أو جمع معلومات من مصادر متعددة وتحليلها. يمكن للوكيل القيام بكل هذه المهام بشكل مستقل، دون الحاجة لتدخل المستخدم في كل خطوة. تتجاوز هذه القدرات المفهوم التقليدي للدردشة النصية، لتفتح الباب أمام استخدامات أوسع وأكثر تعقيدًا، بحيث يمكن لوكيل ChatGPT أن يعمل كمنسق مهام، باحث، وحتى كاتب محتوى، يعمل في الخلفية دون الحاجة إلى مراقبة مستمرة. تكامل عميق مع نظام macOS من أبرز مزايا تطبيق ChatGPT لسطح المكتب أنه مدمج بشكل وثيق مع نظام macOS، ما يمنحه مرونة وسرعة أكبر مقارنة باستخدام ChatGPT عبر المتصفح. كما يمكن للمستخدم تشغيل التطبيق من أي مكان في النظام باستخدام اختصار لوحة المفاتيح Option + Space، ما يسهل بدء المحادثات أو المهام في أي لحظة. إضافةً إلى ذلك، يتيح التطبيق وضع المحادثة الصوتية المتقدم، وهو ميزة تسمح بالتحدث إلى ChatGPT صوتيًا عبر الميكروفون، مع ردود فورية بصوت واقعي وسلس. يجعل هذا النوع من التفاعل استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر طبيعية، خاصة لأولئك الذين يفضلون التواصل الصوتي على النصي. الوصول إلى وضع الوكيل: أكثر من طريقة رغم أن أيقونة وضع الوكيل ظهرت تلقائيًا لدى بعض مستخدمي تطبيق macOS، إلا أن هناك عددًا من المستخدمين لم يلاحظوها بعد. يعود سبب ذلك إلى أن هذه الميزة ما تزال في مرحلة التحديث التدريجي، ومن المتوقع أن تصل إلى جميع المشتركين خلال الأيام القادمة. لكن حتى لو لم تظهر الأيقونة بعد، يمكن تفعيل الوضع يدويًا من داخل التطبيق عبر كتابة الرمز / في نافذة الدردشة، ليظهر خيار Agent Mode ضمن قائمة الأوامر السريعة. تتيح هذه الطريقة استخدام الميزة فورًا دون انتظار تحديث واجهة المستخدم. ماذا عن مستخدمي ويندوز؟ في الوقت الحالي، تتوفر نسخة من تطبيق ChatGPT لأنظمة ويندوز، لكنها لا تشمل وضع الوكيل حتى الآن. ولم تعلن OpenAI موعدًا محددًا لإطلاق الميزة على نظام ويندوز، لكن من المتوقع أن يتم ذلك بعد الانتهاء من تحسين الأداء على نظام ماك، خاصة أن فكرة التكامل مع النظام تلعب دورًا أساسيًا في نجاح هذه الميزة. مع هذا التطور الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر تحذيرات من احتمالات استغلال هذه التكنولوجيا في أعمال ضارة. وقد أشار سام ألتمان خلال الحدث إلى أن هناك جيلًا جديدًا من التهديدات الأمنية قد يظهر، يستهدف الوكلاء الذكيين الذين يعملون بنية المساعدة. يعكس هذا التحذير وعي OpenAI بالمخاطر المحتملة، ويُرجح أن نرى مزيدًا من أدوات الحماية والتحكم في الإصدارات القادمة. من جهة أخرى، يمثل وضع الوكيل خطوة هامة في طريق تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة منفصلة إلى جزء متكامل من تجربة المستخدم اليومية، حيث يمكن للتقنية أن تتفاعل وتتصرف وتُنجز بشكل مستقل. التطور السريع للمساعدين الافتراضيين مع إطلاق وضع الوكيل ، يصبح من الممكن تخيل سيناريو جديد لاستخدام الذكاء الاصطناعي؛ إذ يتحول الحاسوب الشخصي إلى مساحة عمل تشاركية بين الإنسان والآلة. لم يعد المستخدم بحاجة إلى إعطاء أوامر دقيقة لكل خطوة، بل يمكنه ببساطة تحديد الهدف، وترك الوكيل ينجز التفاصيل. ستؤثر هذه القدرة بشكل مباشر على الإنتاجية، خصوصًا في المجالات الإبداعية والبحثية، حيث يمكن للوكلاء الذكيين توفير ساعات من الجهد البشري في جمع المعلومات وتنظيمها، وتحويلها إلى محتوى منظم واحترافي. يبدو أن تجربة الذكاء الاصطناعي تدخل مرحلة جديدة كليًا مع هذه النوعية من الابتكارات، ولا شك أن وضع الوكيل سيكون بداية لثورة في كيفية تعاملنا مع التقنية في السنوات المقبلة.


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
الذكاء الاصطناعي «عدو» المبرمجين المحترفين ويحسن كفاءة المبتدئين
اكتشف باحثون يدرسون دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات، أن إنتاجية وكفاءة مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر الذين يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم أقل من الذين لا يستخدمون هذه الأدوات التي يتم الترويج لها بكثافة. ويحسن كفاءة المبتدئين وبحسب فريق الباحثين التابع لمركز أبحاث تقييم ومخاطر النماذج "إم.إي.تي.آر"، فإنه بعد تجربة عشوائية مُحكمة شملت 16 مطورًا قاموا بسلسلة من المهام النموذجية التي تتطلبها وظائفهم، مثل تصحيح الأخطاء اكتشفوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي جعل المطور يستغرق وقتا أطول بنسبة 16% لإنجاز المهمة التي ينجزها زميله الذي لا يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي. يأتي ذلك في حين يعتمد المبرمجون على أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة بهدف زيادة إنتاجيتهم. وفي مايو الماضي أصدرت شركة أوبن أيه.آي المطورة لمنصة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي وكيل ذكاء اصطناعي لهندسة البرجمة يسمى "كود إكس" لمساعدة مطوري البرمجيات في عملهم. لكن مركز أبحاث إم.إي.تي.آر غير الهادف للربح والموجود مقره في كاليفورنيا قال إن وكيل الذكاء الاصطناعي كود إكس أدى إلى انخفاض سرعة عمل المبرمجين ولم يزيدها، في حين كان المطورون يتوقعون زيادة سرعة الإنجاز بنسبة 25% عند استخدام هذه الأداة. ولم يكن "البطء الكبير" نتيجة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة مخالفًا لمعتقدات المطورين وتوقعات الخبراء فحسب، بل كانت "الفجوة بين التصور والواقع" "لافتة للنظر"، وفقًا للباحثين. ومن أبرز نتائج الدراسة اكتشاف أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كان يعوق عملهم، فإن المطورين الذين استخدموه في عملهم اعتقدوا أنه "زاد من سرعتهم بنسبة 20%"، وفقًا لفريق الدراسة. وقال فريق معهد إم.إي.تي.آر الذي أعد الدراسة إن المطورين الذين شملتهم الدراسة "أخطأوا في تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاجيتهم". في الوقت نفسه لم ينف الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة للمبرمجين، بل قالوا إنه قد يكون مفيدًا للمطورين الأقل خبرة أو أولئك الذين "يعملون في قاعدة بيانات غير مألوفة". وتُؤكد نتائج هذه الدراسة، بحثًا آخر نشرته جامعة ستانفورد في وقت سابق من العام الحالي، وأُظهر أن الذكاء الاصطناعي يعوق بشكل كبير العمال ذوي الخبرة، بينما يُعزز من هم أقل مهارة. وقال الباحثون إن آثار الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية "تختلف اختلافًا كبيرًا" بناء على مستوى مهارة وكفاءة المستخدم، فيضر بكفاءة ذوي الخبرة والمهارة ويحسن كفاءة المبتدئين والأقل مهارة وخبرة.