logo
سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل – DW

سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل – DW

DWمنذ 18 ساعات

من المعروف أنَّ سياسة ألمانيا في الشرق الأوسط تقوم بشكل أساسي على توازنات دقيقة. واليوم وضعت المواجهة بين إيران وإسرائيل علاقات ألمانيا مع إسرائيل تحت مزيد من الضغط.
وأمن إسرائيل يعد بالنسبة لألمانيا جزءًا من "مصلحتها الوطنية العليا"، كما وصفته المستشارة السابقة أنغيلا ميركل. والفكرة الأساسية هي أنَّ ألمانيا لديها مسؤولية خاصة تجاه أمن إسرائيل بسبب تاريخها في قتل ملايين اليهود خلال الحقبة النازية. وخليفة ميركل المستشار السابق أولاف شولتس، أكد على هذه "المصلحة الوطنية العليا" بعد قيام حركة حماس الإسلاموية المتطرفة بمذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إسرائيل.
ولكن زيادة قسوة الإجراءات الإسرائيلية باستمرار في قطاع غزة، رداً على هجوم حماس، باتت تُصعّب على الحكومة الألمانية في برلين تحديد موقفها. وفي هذا الصدد قال قبل نحو أسبوعين المستشار الحالي فريدريش ميرتس: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". وأضاف أنَّ إلحاق مثل هذا الضرر بالسكان المدنيين لم يعد من الممكن تبريره بمحاربة إرهاب حماس. ولكن انتقاداته لم تسفر عن أية عواقب؛ فشحنات الأسلحة الألمانية ما تزال مستمرة إلى إسرائيل.
ميرتس: إسرائيل تقوم بـ"المهمة القذرة نيابة عنا جميعا"
ومن جانبها تدافع إسرائيل عن هجماتها الأخيرة على إيران بقولها إنَّ إيران تمثّل "تهديداً وجودياً ومباشراً لإسرائيل". وتحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن "ضربة استباقية"، مدعياً أنَّ إيران كانت على وشك تطوير قنبلة نووية وأنَّ إسرائيل أرادت منع ذلك.
والحكومة الألمانية تشارك إسرائيل مخاوفها بشكل أساسي. وفي هذا الصدد أكد في بيان صحفي صباح اليوم التالي للهجوم المستشار فريدريش ميرتس على "حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها وأمن مواطنيها". وقال إنَّه تحدّث في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإنَّ نتنياهو أطلعه على العمليات العسكرية وأهدافها. وأضاف أنَّ "الحكومة الألمانية أعربت مراراً وتكراراً منذ عدة سنين عن قلقها من برنامج إيران النووي المتطور. (...) وهذا البرنامج النووي ينتهك أحكام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ويشكّل تهديداً خطيراً للمنطقة كلها، وخاصة لدولة إسرائيل". ويجب أن يبقى الهدف هو "ألا تطوّر إيران أسلحة نووية".
والثلاثاء (17 حزيران/يونيو 2025) أبدى المستشار الألماني على هامش مشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا، تأييد برلين القوي للضربات الواسعة التي تشنها إسرائيل على إيران. وقال ميرتس "هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعا. نحن أيضاً ضحايا هذا النظام (في إيران). هذا النظام... جلب الموت والدمار للعالم"، وذلك في مقابلة مع قناة "زي دي اف" الألمانية.
أوروبا على "مقاعد المتفرجين"
ويقول هانز ياكوب شيندلر، خبير الشرق الأوسط في المنظمة الدولية مشروع مكافحة التطرف، إنَّ رد فعل الحكومة الألمانية كان متوقعاً. وألمانيا تلعب دوراً ثانوياً فقط في صراع الشرق الأوسط ولا تستطيع التوسُّط بشكل فعال. "المفاوضات الأمريكية المباشرة مع الإيرانيين هي الحاسمة"، كما قال شيندلر في حوار مع DW ويضيف: "صيغة التفاوض السابقة - أي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مع الإيرانيين - لم تعد جزءًا من معادلة اليوم. وللأسف، الأوروبيون أصبحوا الآن في هذا النزاع متفرجين لا لاعبين".
ولا يعتقد الخبير هانز ياكوب شندلر أنَّ التصعيد الحالي سيغير شيئاً في المبادئ التوجيهية لسياسة ألمانيا تجاه إسرائيل: "نحن لسنا أية دولة أخرى؛ بل نحن ألمانيا بتاريخها الموصوم بالهولوكوست. وبناءً على ذلك لا يوجد أمام ألمانيا على الإطلاق أي خيار أدبي وأخلاقي آخر إلا التضامن مع إسرائيل. ولكن هذا لا يعني أنَّ ألمانيا يجب أن ترضى بشكل تلقائي بكل عملية يقوم بها الجيش الإسرائيلي وبكل قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية"، ويخلص الخبير إلى أن "الحكومة الألمانية الجديدة مستعدة أكثر بكثير لانتقاد إسرائيل من الحكومة الألمانية السابقة".
تواصل إسرائيل وإيران تبادل الهجمات في مواجهة غير مسبوقة بين القوتين الإقليميتين صورة من: Majid Asgaripour/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS
بين "مصلحة وطنية" و"تضامن قسري"
بعد عمليات القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات الناقدة لحكومة نتنياهو، وحتى في داخل الحكومة الائتلافية الألمانية المكونة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي المحافظين والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ويبدو أنَّ بعض أعضاء الحكومة الألمانية يخشون من أن يتم استغلالهم من قبل إسرائيل. وفي هذا الصدد قال في نهاية أيار/مايو وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إنَّ ألمانيا لن تسمح بالضغط عليها من قبل إسرائيل. ولن نسمح بأن "نوضع في وضع يجبرنا على تضامن قسري، لا يمكن أن يكون موجوداً بهذا الشكل".
وعلق الوزير فاديفول على الرد الإيراني على إسرائيل خلال زيارته القاهرة. وقال سياسي الحزب المسيحي الديمقراطي: "نحن ندين بشدة الهجوم الإيراني العشوائي على الأراضي الإسرائيلية. تهاجم إيران إسرائيل حالياً بمئات الطائرات المسيرة. وتوجد تقارير حول سقوط مصابين. وهذه التطورات أكثر من مثيرة للقلق".
وفاة الناجية من الهولوكوست مارغوت فريدلاندر عن عمر يناهز 103 أعوام
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
مسؤولية ألمانيا تجاه إسرائيل
وبعد الهجوم الإسرائيلي، قال في إذاعة دويتشلاند فونك خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسينيش، إنَّ إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها. ولكن هذا الحق يرتبط بوجود خطر مباشر وتهديد وجودي. ومن المؤكد أنَّ مجلس الأمن الدولي سيناقش إن كان بإمكان إسرائيل استخدام هذا الحق، بحسب تعبير موتسينيش، الذي شدد في الوقت نفسه على خطورة البرنامج النووي الإيراني.
ويثير السؤال إنَّ كان الهجوم الإسرائيلي مشروعاً بموجب القانون الدولي الكثير من الجدل. ويشير خبراء القانون الدولي إلى أنَّ القيام بضربة استباقية لا يمكن تبريره إلا في ظل شروط ضيقة للغاية - مثلًا عند وجود تهديد وشيك لا يمكن تجنّبه بطريقة أخرى.
وحول الهجوم الإسرائيلي قال يان فان أكين، رئيس حزب اليسار، في حوار مع DW: "هذا ليس دفاعاً عن النفس، بل هجوم مخالف للقانون الدولي". وأضاف أنَّ "الدول يمكنها بالطبع الدفاع عن نفسها ضد الهجمات. ولكن هنا لم يكن يوجد تهديد بالتعرض لهجوم بأسلحة نووية. بل على العكس: فنحن نعلم من خلال وجود المفتشين الدوليين في إيران أنَّ إيران لا تمتلك في الوقت الحالي على الإطلاق أي يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 90 بالمئة، الضرورية لصنع قنبلة". وأضاف أكين أنَّ الهجوم أنهى عمليات التفتيش. ولذلك فإنَّ إيران ستكون الآن قادرة على صنع القنبلة بشكل أسرع "مما لو واصلنا الاعتماد على الدبلوماسية الذكية".
ويتوقع فان أكين من الحكومة الألمانية الانضمام إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. ويقول إنَّ "هذا انتهاك للقانون الدولي ويجب إدانته". ويضيف أنَّ الحكومة الألمانية يجب عليها الآن أن تبذل كل ما في وسعها من أجل عدم توقف المفاوضات حول اتفاق نووي جديد مع إيران. وألمانيا لديها "مسؤولية خاصة جداً تجاه إسرائيل، وأمنها وحقها في الوجود. وهذا لن ينتهي ثابت ومستمر، ولكن يجب ألا يمنعنا من انتقاد الحرب المخالفة للقانون الدولي في غزة أو ضد إيران، ومن اتخاذ خطوات مناسبة مثل الاعتراف بدولة فلسطين ووقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل".
أمن المؤسسات اليهودية في ألمانيا
وفي هذه الأثناء يرى بعض السياسيين الألمان في ضوء التصعيد بين إسرائيل وإيران خطرًا يهدد الوضع الأمني ​​في ألمانيا . ولذلك أعلن وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبرينت عن التنسيق مع وزراء داخلية الولايات الاتحادية لتعزيز الإجراءات الأمنية من أجل حماية المؤسسات اليهودية والإسرائيلية في ألمانيا. وقال إنَّ هذا يعني أنَّنا مستعدون في حال تطور الوضع في الشرق الأوسط إلى تهديد محتمل في ألمانيا. وكذلك أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنَّ إسرائيل ستغلق جميع قنصلياتها وسفاراتها حول العالم.
أعده للعربية: رائد الباش

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب بين إيران وإسرائيل .. هجمات جديدة على أهداف داخل إيران – DW – 2025/6/21
الحرب بين إيران وإسرائيل .. هجمات جديدة على أهداف داخل إيران – DW – 2025/6/21

DW

timeمنذ 6 ساعات

  • DW

الحرب بين إيران وإسرائيل .. هجمات جديدة على أهداف داخل إيران – DW – 2025/6/21

يواصل سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة أهداف في إيران. وأعلن الجيش ليلاً أنه بدأ سلسلة من الهجمات ضد مستودعات صواريخ ومواقع إطلاق في المناطق الداخلية الإيرانية. وقبل ذلك بوقت قصير، هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ. في اليوم التاسع من الأعمال القتالية بين إيران وإسرائيل، تواصل DW عربية السبت (22 يونيو/ حزيران) تغطيتها المباشرة للأحداث، التي تنذر بعواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط كلها. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيرانتصنع سلاحا نوويا. وأدلت جابارد بشهادتها أمام الكونغرس في مارس/ آذار الماضي مشيرة إلى أن تقييمات أجهزة المخابرات الأمريكية لا تزال تشير إلى أن طهران لا تعمل على تطوير رأس نووية. وعند سؤاله عن إفادة جابارد، قال ترامب "حسنا إذا، أجهزة الاستخبارات الخاصة بي مخطئة". من الذي قال ذلك من أجهزة الاستخبارات؟ وعندما تم إبلاغه أنها جابارد، قال ترامب "إنها مخطئة". وردا على سؤال بشأن تصريحات إيرانية تشير إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواصلة المفاوضات، فإنها يمكن أن تدعو إسرائيل إلى وقف ضرباتها، رد ترامب، "أعتقد أنه من الصعب للغاية تقديم هذا الطلب الآن". وأشار إلى أنه سيكون "من الصعب للغاية وقف الضربات الإسرائيلية ضد إيران من أجل التفاوض على وقف إطلاق نار محتمل". قدّرت إسرائيل أن الهجمات التي تشنها على إيران أخّرت إمكانية تطوير إيران للسلاح نووي لمدة "سنتين أو ثلاث على الأقل"، وفق ما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة نشرت اليوم السبت (21 يونيو/ حزيران). وقال ساعر لصحيفة بيلدالألمانية إن الهجوم الإسرائيلي الذي طال مئات المواقع النووية والعسكرية الايرانية وأسفر عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، أدى إلى تحقيق نتائج "كبيرة جدا". وأضاف "بحسب التقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل إمكانية امتلاكهم قنبلة نووية". وأكد لصحيفة بيلد "حقيقة أننا قضينا على هؤلاء الأشخاص الذين قادوا تسليح البرنامج النووي ودفعوا بهذا الاتجاه، أمر بالغ الأهمية". وتابع ساعر "حققنا الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما باستطاعتنا فعله. لن نتوقف حتى نبذل قصارى جهدنا هناك لإزالة هذا التهديد". وتنفي إيرانالتي ردت على هجوم إسرائيل غير المسبوق في 13 حزيران/يونيو بضربات صاروخية متواصلة على المدن الاسرائيلية، سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ولفت ساعر إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تحدد "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية "كهدف في هذه الحرب"، مردفا "على الأقل حتى الآن، لم نفعل ذلك".

هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ – DW – 2025/6/21
هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ – DW – 2025/6/21

DW

timeمنذ 8 ساعات

  • DW

هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ – DW – 2025/6/21

تقول إسرائيل إنها ضربت إيران دفاعاً عن النفس، خوفاً من تهديدها النووي. لكن القانون الدولي المتعلق بدفاع الدول عن نفسها باستخدام القوة صارم للغاية، ما أثار جدلاً محتدماً حول قانونية هجوم الدولة العبرية الأولي على إيران. عندما يتعلق الأمر بمناقشة ما إذا كان الهجوم الإسرائيلي الأولي على إيران مبرراً أم لا، يمتلك كلا الجانبين ما يحاجج به ويدافع فيه عن نفسه. يرى البعض أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي بمهاجمتها دولة أخرى، ويزعمون أنها دولة مارقة محصنة من العقاب. لكن في المقابل، يجادل البعض الآخر بأن إسرائيل تعرضت وتتعرض للتهديد من إيران لسنوات، وأن إيران كانت على وشك صنع قنبلة نووية. ويصرّون على أن ذلك يشكل تهديداً وجودياً على الدولة العبرية. وصف سياسيون إسرائيليون كبار هجوم بلادهم على إيران في 13 يونيو/حزيران بأنه هجوم "استباقي ودقيق" على المنشآت النووية الإيرانية، مجادلين بأنه كان دفاعاً عن النفس خوفاً من هجوم نووي إيراني مستقبلي. بموجب القانون الدولي، توجد قواعد محددة للغاية بشأن الدفاع عن النفس، على سبيل المثال المادتان 2 و51 من ميثاق الأمم المتحدة، ومن المرجح أن يكون هذا ما يُعرف بالهجوم "الوقائي". يقول ماتياس غولدمان، أستاذ القانون وخبير القانون الدولي في جامعة EBS فيسبادن، لـ DW: "انطباعي هو أن غالبية المحللين القانونيين يرون هجوم إسرائيل كحالة من ′الدفاع المحظور عن النفس′، لأن متطلبات الدفاع عن النفس صارمة إلى حد ما. إنها تتطلب هجوماً وشيكاً لا يمكن صده بأي طريقة أخرى. إذا طبقت هذا الشرط، فستصل إلى استنتاج مفاده أنه لم يكن هناك هجوم وشيك من إيران". ويعتبر غولدمان وآخرون بأن التوقيت وحده يوضح ذلك، ففي 12 حزيران/يونيو، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً قالت فيه إن إيران لم تكن متعاونة معها بشكل كامل. لكن إسرائيل لم تقدم أي دليل على اعتقادها بأن التهديد النووي من إيران كان قريباً جداً، وتشير الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران ربما كانت على بُعد ثلاث سنوات من امتلاك قنبلة. كانت هناك سنوات من الخطاب التهديدي بين إيران وإسرائيل، ولكن من غير المرجح للغاية أن تطلق إيران سلاحاً نووياً على إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر. ويرى غولدمان أنه "خلال الحرب الباردة كان الجانبان (الغرب والاتحاد السوفياتي) أسلحة نووية، بيد أنهما اعتمدا مبدأ الدمار المتبادل المؤكد، لا تستخدم سلاحك النووي لأنك تعلم أن الضربة المضادة ستكون قاتلة. ولهذا السبب فإن مجرد امتلاك الأسلحة النووية في حد ذاته لا يمكن اعتباره هجوماً وشيكاً". تمتلك إسرائيل نفسها بالفعل عدداً غير محدد من الأسلحة النووية، لكنها لم توقع على معاهدة الأمم المتحدة بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية، ولا تسمح بالتفتيش الدولي. في نص لموقع Just Security، يتفق أستاذا القانون الإسرائيليان أميشاي كوهين ويوفال شاني على أن الهجوم دفاعاً عن النفس كان سيكون غير قانوني. لكنهم يقولون إن الهجوم على إيران ينبغي أن يُنظر إليه على أنه جزء من الصراع الأكبر. ويقولون: "هذا يغير الحجج القانونية لأن الهجوم كان سيحدث في سياق مُعرَّف بشكل مختلف". في رأي آخر نُشر هذا الأسبوع على موقع الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت، يرى الأستاذ الأمريكي في القانون العام، مايكل شمت، بأن شدة التهديد النووي الإيراني تعني أنه يمكن تفسير مفهوم الدفاع عن النفس بشكل أكثر ليبرالية. لكن شمت يعترف بأن هذه "حالة صعبة"، لأنه لا تزال هناك خيارات أخرى غير القوة. ومن الشروط الأساسية الأخرى للهجوم دفاعاً عن النفس، أن تكون الدولة قد استنفدت جميع الخيارات الأخرى. ويشير شمت إلى أن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران كانت جارية وقت الهجوم. هناك سبب آخر يجعل معظم الخبراء القانونيين يعتقدون أن هجوم إسرائيل كان غير قانوني، كما هو حال ماركو ميلانوفيتش، أستاذ القانون الدولي في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة. ويقول المتحدث في تصريح لـ DW "إنه تم وضع القانون في هذا الشأن ليكون تقييدياً. أي لتقليل الحاجة للجوء إلى القوة، ولا يتعلق الأمر بخلق ثغرات يمكن لأي دولة ترغب في قصف أخرى استغلالها". يقول توم دانينباوم، أستاذ القانون الدولي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس في بوسطن: "ليس كل شيء عادلاً في الحرب، بمجرد بدء القتال، يتم الاحتكام لإطار قانوني ينطبق بالتساوي على كلا الجانبين". وأضاف دانينباوم في تصريح لـ DW، إنه لا يمكن للأطراف استهداف المدنيين أو الأهداف المدنية: "لا تصبح الأهداف عسكرية إلا عندما تُسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري بطبيعتها، أو غرضها أو موقعها أو استخدامها". على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر باستهداف إسرائيل لعلماء نوويين إيرانيين في منازلهم: أوضح العديد من القانونيين أن عمل شخص على تطوير برنامج أسلحة لا يجعل منه مقاتلاً. في غضون ذلك، أسفر القصف الإيراني أيضاً عن مقتل مدنيين في تل أبيب. هنا يوضح دانينباوم: "حتى عند استهداف الأهداف العسكرية، يجب على الأطراف اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، ويجب ألا تهاجم إذا كان الضرر المتوقع للمدنيين مفرطاً، مقارنة بالأهداف العسكرية المتوقعة". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ومع ذلك، من الصعب القول ما إذا كانت مثل هذه القضايا ستُناقش أمام القضاء. يقول ماتياس غولدمان وتوم دانينباوم وماركو ميلانوفيتش إن "هناك إمكانية لسماع قضايا ذات صلة في نهاية المطاف، في محكمة العدل الدولية أو ربما في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان". وقال ميلانوفيتش: "لكن معظم هذه الأنواع من القضايا المتعلقة باستخدام القوة لا تنتهي أمام القضاء، بل يتم حلها بطرق أخرى. إنها سياسية للغاية، أو كبيرة جداً". وأشار إلى أن الدبلوماسية الدولية عادة ما تنتهي بحل المشكلة. بالنسبة للعديد من الخبراء القانونيين، فإن أحد أكثر الجوانب إثارة للقلق هو ما يبدو أنه دعم ضمني من حلفاء إسرائيل لتعريف إسرائيل غير القانوني على الأرجح للدفاع عن النفس. على سبيل المثال، مع أن تصريحات الحكومة الألمانية لم تُشر تحديداً إلى هجوم 13 يونيو/حزيران على إيران، إلا أنها تضمنت جميعها عبارة "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها". يجادل ماركو ميلانوفيتش، أستاذ القانون الدولي في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة قائلاً: "بالطبع، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن هذا الحق مُقيّد بالقانون الدولي". ويوضح هو وماتياس غولدمان، أستاذ القانون وخبير القانون الدولي في جامعة EBS فيسبادن، أن قواعد الدفاع عن النفس صارمة لسبب وجيه: "التوسع في تعريفها، مثل القول إن لديك الحق في مهاجمة دولة أخرى لأنها هاجمتك قبل عدة سنوات، أو قد تهاجمك بعد بضع سنوات من الآن، فإن القواعد تتآكل، وكذلك الأمر بالنسبة لنظام القانون الدولي بأكمله". في الماضي، على سبيل المثال، رفع المجتمع الدولي صوته عالياً في خضم الجدل الدائر حول الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، استناداً إلى مزاعم امتلاكه "أسلحة دمار شامل"، كما أشار غولدمان. وأشار ميلانوفيتش إلى أن "الحجة القانونية التي ساقتها روسيا لغزو أوكرانيا، تُشبه في الواقع إلى حد كبير هذه الحجة الإسرائيلية. إذا قرأتَ خطاب فلاديمير بوتين عشية غزو أوكرانيا عام 2022، ستجد أنه قال ببساطة إنه في مرحلة ما في المستقبل، ستهاجمنا أوكرانيا وحلف الناتو، ولهذا السبب نفعل ذلك" لكن الأمر لا يتعلق بالدفاع عن النفس، كما يرى ميلانوفيتش "بل هو كأنك لا تحب شخصاً ما، وتعتقد أنه يشكل تهديداً، وبالتالي تعتقد أن لديك الحق في خوض حرب معه. وهذا ببساطة، أمر لا ينص عليه القانون الدولي". أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل – DW
سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل – DW

DW

timeمنذ 18 ساعات

  • DW

سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل – DW

من المعروف أنَّ سياسة ألمانيا في الشرق الأوسط تقوم بشكل أساسي على توازنات دقيقة. واليوم وضعت المواجهة بين إيران وإسرائيل علاقات ألمانيا مع إسرائيل تحت مزيد من الضغط. وأمن إسرائيل يعد بالنسبة لألمانيا جزءًا من "مصلحتها الوطنية العليا"، كما وصفته المستشارة السابقة أنغيلا ميركل. والفكرة الأساسية هي أنَّ ألمانيا لديها مسؤولية خاصة تجاه أمن إسرائيل بسبب تاريخها في قتل ملايين اليهود خلال الحقبة النازية. وخليفة ميركل المستشار السابق أولاف شولتس، أكد على هذه "المصلحة الوطنية العليا" بعد قيام حركة حماس الإسلاموية المتطرفة بمذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إسرائيل. ولكن زيادة قسوة الإجراءات الإسرائيلية باستمرار في قطاع غزة، رداً على هجوم حماس، باتت تُصعّب على الحكومة الألمانية في برلين تحديد موقفها. وفي هذا الصدد قال قبل نحو أسبوعين المستشار الحالي فريدريش ميرتس: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". وأضاف أنَّ إلحاق مثل هذا الضرر بالسكان المدنيين لم يعد من الممكن تبريره بمحاربة إرهاب حماس. ولكن انتقاداته لم تسفر عن أية عواقب؛ فشحنات الأسلحة الألمانية ما تزال مستمرة إلى إسرائيل. ميرتس: إسرائيل تقوم بـ"المهمة القذرة نيابة عنا جميعا" ومن جانبها تدافع إسرائيل عن هجماتها الأخيرة على إيران بقولها إنَّ إيران تمثّل "تهديداً وجودياً ومباشراً لإسرائيل". وتحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن "ضربة استباقية"، مدعياً أنَّ إيران كانت على وشك تطوير قنبلة نووية وأنَّ إسرائيل أرادت منع ذلك. والحكومة الألمانية تشارك إسرائيل مخاوفها بشكل أساسي. وفي هذا الصدد أكد في بيان صحفي صباح اليوم التالي للهجوم المستشار فريدريش ميرتس على "حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها وأمن مواطنيها". وقال إنَّه تحدّث في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإنَّ نتنياهو أطلعه على العمليات العسكرية وأهدافها. وأضاف أنَّ "الحكومة الألمانية أعربت مراراً وتكراراً منذ عدة سنين عن قلقها من برنامج إيران النووي المتطور. (...) وهذا البرنامج النووي ينتهك أحكام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ويشكّل تهديداً خطيراً للمنطقة كلها، وخاصة لدولة إسرائيل". ويجب أن يبقى الهدف هو "ألا تطوّر إيران أسلحة نووية". والثلاثاء (17 حزيران/يونيو 2025) أبدى المستشار الألماني على هامش مشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا، تأييد برلين القوي للضربات الواسعة التي تشنها إسرائيل على إيران. وقال ميرتس "هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعا. نحن أيضاً ضحايا هذا النظام (في إيران). هذا النظام... جلب الموت والدمار للعالم"، وذلك في مقابلة مع قناة "زي دي اف" الألمانية. أوروبا على "مقاعد المتفرجين" ويقول هانز ياكوب شيندلر، خبير الشرق الأوسط في المنظمة الدولية مشروع مكافحة التطرف، إنَّ رد فعل الحكومة الألمانية كان متوقعاً. وألمانيا تلعب دوراً ثانوياً فقط في صراع الشرق الأوسط ولا تستطيع التوسُّط بشكل فعال. "المفاوضات الأمريكية المباشرة مع الإيرانيين هي الحاسمة"، كما قال شيندلر في حوار مع DW ويضيف: "صيغة التفاوض السابقة - أي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مع الإيرانيين - لم تعد جزءًا من معادلة اليوم. وللأسف، الأوروبيون أصبحوا الآن في هذا النزاع متفرجين لا لاعبين". ولا يعتقد الخبير هانز ياكوب شندلر أنَّ التصعيد الحالي سيغير شيئاً في المبادئ التوجيهية لسياسة ألمانيا تجاه إسرائيل: "نحن لسنا أية دولة أخرى؛ بل نحن ألمانيا بتاريخها الموصوم بالهولوكوست. وبناءً على ذلك لا يوجد أمام ألمانيا على الإطلاق أي خيار أدبي وأخلاقي آخر إلا التضامن مع إسرائيل. ولكن هذا لا يعني أنَّ ألمانيا يجب أن ترضى بشكل تلقائي بكل عملية يقوم بها الجيش الإسرائيلي وبكل قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية"، ويخلص الخبير إلى أن "الحكومة الألمانية الجديدة مستعدة أكثر بكثير لانتقاد إسرائيل من الحكومة الألمانية السابقة". تواصل إسرائيل وإيران تبادل الهجمات في مواجهة غير مسبوقة بين القوتين الإقليميتين صورة من: Majid Asgaripour/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS بين "مصلحة وطنية" و"تضامن قسري" بعد عمليات القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات الناقدة لحكومة نتنياهو، وحتى في داخل الحكومة الائتلافية الألمانية المكونة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي المحافظين والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويبدو أنَّ بعض أعضاء الحكومة الألمانية يخشون من أن يتم استغلالهم من قبل إسرائيل. وفي هذا الصدد قال في نهاية أيار/مايو وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إنَّ ألمانيا لن تسمح بالضغط عليها من قبل إسرائيل. ولن نسمح بأن "نوضع في وضع يجبرنا على تضامن قسري، لا يمكن أن يكون موجوداً بهذا الشكل". وعلق الوزير فاديفول على الرد الإيراني على إسرائيل خلال زيارته القاهرة. وقال سياسي الحزب المسيحي الديمقراطي: "نحن ندين بشدة الهجوم الإيراني العشوائي على الأراضي الإسرائيلية. تهاجم إيران إسرائيل حالياً بمئات الطائرات المسيرة. وتوجد تقارير حول سقوط مصابين. وهذه التطورات أكثر من مثيرة للقلق". وفاة الناجية من الهولوكوست مارغوت فريدلاندر عن عمر يناهز 103 أعوام To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video مسؤولية ألمانيا تجاه إسرائيل وبعد الهجوم الإسرائيلي، قال في إذاعة دويتشلاند فونك خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسينيش، إنَّ إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها. ولكن هذا الحق يرتبط بوجود خطر مباشر وتهديد وجودي. ومن المؤكد أنَّ مجلس الأمن الدولي سيناقش إن كان بإمكان إسرائيل استخدام هذا الحق، بحسب تعبير موتسينيش، الذي شدد في الوقت نفسه على خطورة البرنامج النووي الإيراني. ويثير السؤال إنَّ كان الهجوم الإسرائيلي مشروعاً بموجب القانون الدولي الكثير من الجدل. ويشير خبراء القانون الدولي إلى أنَّ القيام بضربة استباقية لا يمكن تبريره إلا في ظل شروط ضيقة للغاية - مثلًا عند وجود تهديد وشيك لا يمكن تجنّبه بطريقة أخرى. وحول الهجوم الإسرائيلي قال يان فان أكين، رئيس حزب اليسار، في حوار مع DW: "هذا ليس دفاعاً عن النفس، بل هجوم مخالف للقانون الدولي". وأضاف أنَّ "الدول يمكنها بالطبع الدفاع عن نفسها ضد الهجمات. ولكن هنا لم يكن يوجد تهديد بالتعرض لهجوم بأسلحة نووية. بل على العكس: فنحن نعلم من خلال وجود المفتشين الدوليين في إيران أنَّ إيران لا تمتلك في الوقت الحالي على الإطلاق أي يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 90 بالمئة، الضرورية لصنع قنبلة". وأضاف أكين أنَّ الهجوم أنهى عمليات التفتيش. ولذلك فإنَّ إيران ستكون الآن قادرة على صنع القنبلة بشكل أسرع "مما لو واصلنا الاعتماد على الدبلوماسية الذكية". ويتوقع فان أكين من الحكومة الألمانية الانضمام إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. ويقول إنَّ "هذا انتهاك للقانون الدولي ويجب إدانته". ويضيف أنَّ الحكومة الألمانية يجب عليها الآن أن تبذل كل ما في وسعها من أجل عدم توقف المفاوضات حول اتفاق نووي جديد مع إيران. وألمانيا لديها "مسؤولية خاصة جداً تجاه إسرائيل، وأمنها وحقها في الوجود. وهذا لن ينتهي ثابت ومستمر، ولكن يجب ألا يمنعنا من انتقاد الحرب المخالفة للقانون الدولي في غزة أو ضد إيران، ومن اتخاذ خطوات مناسبة مثل الاعتراف بدولة فلسطين ووقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل". أمن المؤسسات اليهودية في ألمانيا وفي هذه الأثناء يرى بعض السياسيين الألمان في ضوء التصعيد بين إسرائيل وإيران خطرًا يهدد الوضع الأمني ​​في ألمانيا . ولذلك أعلن وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبرينت عن التنسيق مع وزراء داخلية الولايات الاتحادية لتعزيز الإجراءات الأمنية من أجل حماية المؤسسات اليهودية والإسرائيلية في ألمانيا. وقال إنَّ هذا يعني أنَّنا مستعدون في حال تطور الوضع في الشرق الأوسط إلى تهديد محتمل في ألمانيا. وكذلك أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنَّ إسرائيل ستغلق جميع قنصلياتها وسفاراتها حول العالم. أعده للعربية: رائد الباش

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store