logo
ثلاثة أسلحة يمنية كسرت الهيمنة البحرية الأمريكية

ثلاثة أسلحة يمنية كسرت الهيمنة البحرية الأمريكية

أظهرت المواجهة الأمريكية الأخيرة مع الجيش اليمني أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي تبلغ قيمة كل منها مليارات الدولارات، معرضة للتهديد بسهولة بأسلحة رخيصة مثل الطائرات بدون طيار (المسيرات) والصواريخ.
هذه الأسلحة، التي لا يتجاوز سعر بعضها بضعة آلاف من الدولارات، أصبحت الآن قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بحاملات الطائرات، طائراتها وأطقمها. وهو حدث لم يسبق له مثيل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ كانت هذه السفن رمزاً للتفوق العسكري والهيمنة البحرية الأميركية لمدة ثمانية عقود على الأقل.
فرضت العملية العسكرية الأميركية في اليمن، سواء خلال رئاستي بايدن أو ترامب، تكاليف مادية ولوجستية باهظة على واشنطن. وأقرت البحرية الأمريكية في 29 أبريل/نيسان الماضي، بإسقاط طائرة مقاتلة من طراز إف-18 خلال العمليات العسكرية اليمنية على حاملة الطائرات " يو إس إس هاري ترومان".
وإثر هذه العملية النادرة، أعلن مسؤول أميركي أن الطائرة المقاتلة، التي بلغت تكلفتها أكثر من 60 مليون دولار، غرقت في البحر الأحمر. وبحسب بيان للبحرية الأميركية، فإن جندياً أميركياً أصيب أيضاً خلال الهجوم اليمني.
وبعد أسبوع واحد فقط من هذه الحادثة، فقدت البحرية الأميركية طائرتها المقاتلة الثانية من طراز إف/إيه-18 " سوبر هورنت" في البحر الأحمر. وأصيب أيضًا الطيار وضابط أنظمة الأسلحة خلال تحطم هذه المقاتلة.
حذر الجيش اليمني مراراً وتكراراً خلال العمليات العسكرية الأميركية ضد اليمن في عهد بايدن وترامب، حاملات الطائرات الأميركية من وجودها في البحر الأحمر، مؤكداً أن وجودها لن يمنعها من استهداف إسرائيل أو السفن الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، نفذت القوات المسلحة اليمنية هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ على حاملة الطائرات " أيزنهاور" في مايو/أيار 2024، كما أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام عن شن هجوم على حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في بحر العرب.
هل انتهى عصر هيمنة حاملات الطائرات الأميركية ؟
تتزايد نقاط ضعف حاملات الطائرات في الحروب الحديثة، وهو رأي يتفق معه الخبراء. ومع التقدم التكنولوجي وتطور المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs)، مثل القوارب والغواصات (UUVs)، وكذلك الطائرات (UAVs)، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن (ASBMs)، مثل " قاتل حاملة الطائرات" الصيني، و الصواريخ الأسرع من الصوت (هايبرسونيك)، واجهت حاملات الطائرات، التي كانت في يوم من الأيام رمزا للسلطة البحرية والهيمنة، تحديات كبيرة وأصبحت عبئا على أصحابها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
في حين كانت حاملات الطائرات الركيزة الأكثر أهمية لقوة البحرية الأمريكية لعقود من الزمن، فإن الأسلحة الهجومية الجديدة مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ المتقدمة تشكل الآن تهديدًا قاتلا لها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الأسلحة الناشئة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت (هايبرسونيك) ذات السرعات العالية ودون أن يتم اعتراضها، والتي هي أيضا في حوزة الجيش اليمني، يمكن أن تشكل تهديدا كبيرا لهذه السفن وحاملة الطائرات الأمريكية.
يقول خبراء أميركيون إن دور حاملات الطائرات التي يصفها الأميركيون بـ" أسياد البحار" و" حاملات الراية للقيادة الأميركية" أصبح غير فعال في مواجهة هذه التهديدات، ما يتطلب من الولايات المتحدة إعادة النظر في استراتيجيتها في استخدامها لمنع أي خسائر فادحة محتملة في الصراعات المستقبلية.
لقد أصبحت حاملات الطائرات العملاقة التي كانت تشكل الركيزة الأساسية للقوة البحرية الأميركية لمدة ثمانية عقود هي النقطة الأكثر عرضة للخطر اليوم، وهذا هو السبب الذي يجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت التكلفة العالية للتصنيع، الصيانة والإصلاح تبرر استمرار خدمتها.
ثلاثة أسلحة يمنية كلفت السفن الحربية الأمريكية العملاقة خسائر جسيمة
نجح الجيش اليمني في تدمير حاملات الطائرات الأميركية في الحرب الأخيرة والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بثلاث أسلحة رخيصة فقط، لينتهي عصر هيمنة هذه السفن على البحار.
يمكن استخدام الغواصات غير المأهولة في مهام مختلفة، بما في ذلك الاستطلاع، جمع المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة تحركات الأساطيل البحرية. وتتمتع الغواصات أيضًا بالقدرة على العمليات الهجومية، وهذا هو السلاح الذي تتزود به القوات المسلحة اليمنية بشكل متزايد، ويمكنه إلى جانب الأسلحة غير المأهولة الأخرى (UUV) استخدامه بسهولة ضد حاملات الطائرات الأمريكية.
يكون من الصعب على السفن السطحية اكتشاف ومواجهة الأسلحة غير المأهولة (UUV)، مما يزيد من مستوى التهديد لحاملات الطائرات. إن التهديد الذي تشكله الأسلحة غير المأهولة، سواء كانت غواصات أو قوارب أو طائرات بدون طيار، يعني أن التهديد لحاملات الطائرات في أي منطقة متوترة أو متنازع عليها، بما في ذلك في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وحتى مضيق هرمز ومضيق تايوان، يشكل تهديداً خطيراً.
زادت في السنوات الأخيرة، مخاطر الطائرات بدون طيار على الرغم من مرور أكثر من عقدين على إنتاجها وتواجدها في مختلف الأصعدة والمجالات. إن سهولة تصنيعها وانخفاض تكلفتها أدى إلى زيادة استخدامها بشكل كبير، وأصبحت تشكل تهديدا خطيرا في المجال العسكري، بما في ذلك السفن السطحية، خاصة وأن اكتشافها واحتواؤها أمر صعب بالنسبة للسفن السطحية.
بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفي خطوة غير مسبوقة أرسلت الولايات المتحدة، حاملتي طائرات، " يو إس إس جيرالد فور د" و"يو إس إس دوايت أيزنهاور"، إلى البحر الأحمر، حيث تعرضتا لهجمات متكررة من طائرات بدون طيار تابعة للجيش اليمني، لإظهار مدى خطورة التهديد الذي يمكن أن تشكله طائرة بدون طيار تكلف عدة آلاف من الدولارات على السفن التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
يمكن للصواريخ، مثل الطائرات بدون طيار، استهداف السفن العملاقة بسهولة وإلحاق أضرار جسيمة بها. وفي الحرب الأخيرة أثبت الجيش اليمني أنه نجح في تحقيق تقدم كبير في مجال الصواريخ، وخاصة في مجال الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والكروز، واستهدافها مرارا وتكرارا، ما شكل خطرا جديا عليها.
وفي نهاية المطاف، لا بد من القول إن الجيش اليمني نجح في كسر الهيمنة البحرية الأميركية التي استمرت ثمانية عقود، بعدد من الزوارق، الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن، ما أجبرتها على إعادة النظر في استراتيجياتها، بما في ذلك استراتيجية استخدام حاملات الطائرات التي كانت تتباهى بامتلاكها لعقود.
وفي واقع الأمر، نجح اليمنيون في تحقيق ما لم تتمكن العديد من الدول الكبرى من تحقيقه على مدى ثمانية عقود من كسر هذه الهيمنة الهشة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب إعلامية ناعمة في معركة تيجان العروش الخليجية؟ تكشفها حفاوة مظاهر استقبال الرئيس 'ترامب'؟
حرب إعلامية ناعمة في معركة تيجان العروش الخليجية؟ تكشفها حفاوة مظاهر استقبال الرئيس 'ترامب'؟

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

حرب إعلامية ناعمة في معركة تيجان العروش الخليجية؟ تكشفها حفاوة مظاهر استقبال الرئيس 'ترامب'؟

*على الرغم من الضرورة القصوى ومن خلال السياق المتبع بوجوب إعطاء السيرة الذاتية لطياري سلاح الجو الذين سوف يرافقون طائرة الرئيس الأمريكي حال دخولها الاجواء السيادية الوطنية ,وبعد أن يتم فحص سيرتهم جيدآ من قبل جميع اجهزة الامن والمخابرات الأمريكية قبل الشروع على الموافقة النهائية,لكن كان هناك نوع من القلق والتوجس لدى الرئيس 'ترامب' وضباط الخدمة السرية وطاقم الطائرة بان يكون هناك حدث طارئ في الجو يكون ساذج او من خلال تهور وحماقة واستعراض ليس في محله وموضعه لإحد الطيارين المتحمسين لهذه المرافقة يؤدي معها إلى سلسلة من الكوارث غير المحسوبة لإسقاط الطائرة الرئاسية؟. خلال زيارة الرئيس الأمريكي الخليجية ، لفتت الانتباه إلى ظاهرة إعلامية وسياسية لم يسبق أن تم التطرق اليها لغاية اللحظة , ولكن للمتابع عن كثب لهذا الحدث التاريخي في المنطقة الخليج العربي , تتمثل في التنافس الواضح بين وسائل الإعلام الخليجية الإخبارية الرئيسية، وتحديدآ قناتي 'الجزيرة' القطرية و'العربية' السعودية و'أبو ظبي' الإماراتية في إبراز حفاوة استقبال الرئيس الأمريكي على حساب التركيز على الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية التي شكلت أساسيات جوهر هذه الزيارة . ومن العروض التراثية والرقصات الشعبية إلى مسيرات الخيول العربية الأصيلة، وصولاً إلى ظهور شاحنات 'تسلا سايبر تراك' في موكب الرئيس الأمريكي في الدوحة، بدا أن الأضواء تسلط على المظاهر البصرية والرمزية أكثر من المضمون الاستراتيجي ، يطرح هذا المشهد تساؤلات حول دلالات هذا 'السباق الإعلامي' وتأثيره على صورة العلاقات الخليجية-الأمريكية. في العاصمة الرياض، ركزت قناة 'العربية' على مشاهد الرقصات التقليدية مثل 'العرضة'، ومسيرة الخيول العربية التي رافقت موكب الرئيس، مع استعراض تصريحات ترامب التي أبدى فيها إعجابه بالقصور الملكية الفاخرة. وفي المقابل، لم تتوانَ 'الجزيرة' القطرية عن إبراز لحظات وصول 'ترامب' إلى الدوحة، حيث تصدرت شاحنات 'تسلا سايبر تراك' الموكب الرئاسي من مطار الدوحة إلى قصر لوسيل، مع التركيز على إشادة الرئيس بفخامة القصر المطلي بالمرمر الإيطالي. ولكن على عكس الزيارة الاخيرة التي اتسمت بساطة وبثقل دبلوماسي وعند وصول طائرة الرئيس 'ترامب' إلى مطار أبو ظبي الدولي، لم تُفرش السجادة الحمراء أو البنفسجية، ولم يكن هناك استقبال على سلم الطائرة كما جرت العادة في الزيارات الرئاسية. بدلاً من ذلك، عبر 'ترامب' ممراً مباشراً إلى صالة الاستقبال الرسمية، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين الإماراتيين وهذا التنافس الإعلامي لم يقتصر على المشاهد البصرية، بل امتد إلى تضخيم الرواية الإيجابية حول العلاقات الثنائية، مما أثار انطباعاً بأن الدول الخليجية تخوض 'سباق جائزة كبرى' لتحطيم الرقم القياسي في حسن الضيافة. ولكن كانت زيارة جامع الشيخ زايد هي لحظة ثقافية محورية وكان الحدث الأبرز في الزيارة هو توجه 'ترامب'، برفقة ولي عهد أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، إلى جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يُعدّ تحفة معمارية عالمية. خلال الزيارة، استمع الرئيس 'ترامب' إلى شرح مفصل عن تاريخ إنشاء الجامع، الذي يجمع بين التصاميم الإسلامية التقليدية والتقنيات الحديثة، بما في ذلك أكبر سجادة يدوية في العالم وثريات مرصعة بالكريستال. ارتسمت علامات الإعجاب والانبهار على وجه الرئيس، الذي وصف الجامع بأنه 'رمز للتسامح والجمال'. وهذه الزيارة لم تكن اعتباطية، بل بدت مقصودة بعناية لإبراز القوة الناعمة للإمارات. الجامع، الذي يستقبل ملايين الزوار سنوياً ويُروَّج كمركز للحوار الحضاري، يعكس رؤية الإمارات كدولة تسعى لتعزيز التسامح والانفتاح. اختيار هذا الموقع كمحطة رئيسية في زيارة 'ترامب' يحمل رسالة دبلوماسية تتجاوز المظاهر الاحتفالية، مؤكداً دور أبوظبي كجسر بين الثقافات موطن الديانة الابراهيمية ؟. وعلى الرغم من أهمية الاتفاقيات الاقتصادية التي وقّعت خلال الزيارة، مثل صفقات الاستثمار والتعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ، إلا أن التغطية الإعلامية المحلية قد قللت من شأنها مقارنة بالتركيز على المظاهر الاحتفالية. في السعودية، تم توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات تشمل استثمارات في البنية التحتية والدفاع والتكنلوجيا والذكاء الاصطناعي، بينما شهدت قطر توقيع صفقات مع شركات أمريكية في قطاعات التكنولوجيا والطيران. لكن هذه الإنجازات بدت ثانوية في التغطية الإعلامية أمام مشاهد الاستقبال الفاخر، مما يعكس استراتيجية إعلامية تهدف إلى تعزيز صورة العلاقات الثنائية عبر الرمزية بدلاً من الحقائق الاقتصادية. ويمكن تفسير هذا التنافس الإعلامي في ضوء عدة أبعاد: *تعزيز الصورة الوطنية: تسعى كل دولة إلى إبراز قوتها الثقافية والاقتصادية من خلال استعراض مظاهر الضيافة. فالسعودية ركزت على التراث العريق، بينما قطر أضافت لمسة عصرية عبر شاحنات 'تسلا'، مما يعكس تنافساً على تقديم صورة 'الحداثة الممزوجة بالأصالة أما الإمارات أن يكون دخول القصر الرئاسي على جانبيه الجمال العربية والخيول. *الرسائل السياسية: الحفاوة المبالغ فيها قد تكون رسالة موجهة إلى الإدارة الأمريكية لتأكيد الالتزام بالشراكة الاستراتيجية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية مثل التوترات مع إيران أو التنافس الاقتصادي العالمي واحداث قطاع غزة . *الإعلام كأداة دبلوماسية: من خلال التركيز على المظاهر، تحاول وسائل الإعلام الخليجية تعزيز صورة إيجابية لدى الجمهور المحلي والدولي، مما يخدم أجندات دبلوماسية أوسع.لكن هذا التركيز المفرط على الحفاوة يثير تساؤلات حول ما إذا كان يصرف الانتباه عن قضايا جوهرية، مثل تفاصيل الاتفاقيات وما هو قد جرى خلف الابواب المغلقة وفي الجلسات الخاصة البعيدة عن اعين الاعلام والصحافة أو التحديات السياسية التي قد تواجه العلاقات الخليجية-الأمريكية. يبقى التحدي أمام وسائل الإعلام الخليجية في تقديم تغطية متوازنة تعكس العمق الاستراتيجي لهذه الزيارات، بدلاً من الاكتفاء بلمعان المظاهر. ويبقى التحليل ودوافع الاستعراض ودلالاته ومع الرمزية الثقافية والسياسية وتتخلص الاستعراضات الخليجية ليست مجرد مظاهر احتفالية، بل رسائل سياسية تؤكد مكانة كل دولة كشريك استراتيجي لواشنطن. السعودية ركزت على الأصالة لتعزيز صورتها كقائد إقليمي، بينما قطر جمعت بين الحداثة والتراث لإبراز طموحها العالمي. الإمارات، بدورها، قد تسعى لتأكيد ريادتها والتنافس الإعلامي: قنوات مثل 'العربية' و'الجزيرة' لعبت دوراً محورياً في تضخيم هذه المظاهر، مما يعكس تنافساً إعلامياً للسيطرة على الرواية العامة. هذا التنافس يعزز الانطباع بأن الدول الخليجية تخوض 'سباق جائزة كبرى' للفوز بإعجاب ترامب والجمهور الدولي. والتأثير على الرأي العام: من خلال منصات مثل إكس، يمكن ملاحظة تفاعل الجمهور مع هذه المظاهر، حيث أشاد البعض بالفخامة، بينما تساءل آخرون عن أولويات التغطية الإعلامية. هذا التفاعل يعزز الدور الإعلامي في صياغة الانطباعات العامة بالإضافة إلى انها تشهد الساحة الإعلامية الخليجية تنافساً خفياً بين كل من الرياض، الدوحة، وأبوظبي لإبراز دور كل عاصمة في دعم الولايات المتحدة لحل النزاعات الدولية، حيث تسعى وسائل الإعلام الوطنية إلى تعزيز مكانة بلدانها كشريك استراتيجي موثوق به . في هذا السياق، تبرز الدوحة كمحور أساسي يعتمد عليه البيت الأبيض، بفضل سجلها الدبلوماسي الممتد في تسوية الصراعات الإقليمية والدولية، وهو ما أكده الرئيس دونالد ترامب في خطابه بقاعدة العديد الجوية ، مشيداً بدورها 'اللافت والحاسم وإيجاد الحلول الكفيلة بإنهاء هذه النزاعات' في الوساطة الدولية. ومع ذلك، تسعى كل من الرياض وأبوظبي إلى المنافسة عبر حملات إعلامية مكثفة تهدف إلى تسليط الضوء على إسهاماتهم في استقرار المنطقة ودعم السياسات الأمريكية. قناة 'العربية' السعودية والمركز الإعلامي الاتحادي للأخبار الإماراتية يقودان هذا الجهد، من خلال تغطية مكثفة تُبرز الإنجازات الدبلوماسية والاقتصادية لبلديهما، غالباً على حساب تقليل دور العواصم الأخرى. هذا التنافس، الذي يتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية إلى حرب إعلامية ناعمة قد تكون ما تزال غير منظورة لغاية الآن ولكنها موجودة وعلى ارض الواقع ويتم العمل بها وما تزال في الخفاء ، يكشف عن طموح كل عاصمة لتكون الشريك الاستراتيجي المفضل لواشنطن على حساب الآخر ، في وقت تظل فيه الدوحة ركيزة لا غنى عنها بفضل خبرتها الطويلة في الوساطة وحل النزاعات يبقى الصراع مفتوح فيما بينهما .

مأساة الناصرية وإشكالية العقيدة التدريبية في الكليات العسكرية العراقية
مأساة الناصرية وإشكالية العقيدة التدريبية في الكليات العسكرية العراقية

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

مأساة الناصرية وإشكالية العقيدة التدريبية في الكليات العسكرية العراقية

قبل يومين، شهد موقع التدريب الميداني للكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار جنوب العراق مأساة مزدوجة تمثلت في وفاة متدربين اثنين وإصابة أكثر من 100 طالب بالإعياء وحالات إغماء نتيجة تعرضهم لاختبارات بدنية قاسية في ظروف مناخية قاسية تجاوزت فيها درجات الحرارة حدود التحمل البشري. وبينما سارعت وزارة الدفاع إلى إقالة عميد الكلية وآمر الفوج المختص وتشكيل مجلس تحقيقي، يبقى السؤال الأهم دون إجابة: ما الذي يدفع مؤسسات عسكرية إلى تكرار نفس الخطأ البنيوي في زمن تغيّرت فيه طبيعة الحروب والجيوش؟ الحدث لا يُقرأ كحادثة ميدانية معزولة، بل كعرض صارخ لأزمة أعمق في العقيدة التدريبية العسكرية العراقية، التي لم تواكب بعد متغيرات القرن الحادي والعشرين. فالمناهج التدريبية لا تزال أسيرة نماذج استنزافية بدنية تعود إلى عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين كانت الجندية تقاس بمدى صلابة الجسد وقسوته. غير أن الجيوش الحديثة، في سياق التحول نحو الرقمنة العسكرية، والسيطرة السيبرانية، والأنظمة الذكية الموجهة عن بعد، باتت تُدار بعقول متخصصة ومهارات تكتيكية رقمية أكثر مما تُدار بعضلات تقاوم الصهد والتراب. إن ما حدث في استقبال الدورة الجديدة ليس فقط سوء تقدير ظرفي، بل فشل في استيعاب التحول الجذري في وظيفة الجندي. فبينما تتجه المؤسسات العسكرية الاحترافية في العالم إلى تقسيم برامج الإعداد وفق التخصصات الدقيقة – بين الميداني، والاستخباري، والرقابي، والتقني – لا تزال بعض الكليات في العراق تُخضع كل طالب للنوع نفسه من التدريب، دون اعتبار لفروقات التخصص، أو الفروق البيولوجية، أو حتى المؤشرات الحيوية المباشرة لحالته الصحية. هذه ممارسة لا يمكن وصفها إلا بأنها تدريب قسري لا يراعي لا المناخ ولا الإنسان. إن العقيدة العسكرية الحديثة، كما تبلورت في جيوش الدول المتقدمة، تقوم على التمييز بين الجهد البدني المطلوب لبناء اللياقة العامة، وبين الكفاءة العقلية والتخصصية المرتبطة بأدوار العمليات المستقبلية. فليس مطلوبًا من ضابط سيتولى قيادة طائرة بدون طيار أن يتحمل مسيرًا قاسيًا في حرارة 50 درجة، كما لا يُفترض أن يُجبر ضابط استخبارات على الركض لساعات في ميدان ترابي مكشوف وهو سيتعامل لاحقًا مع تهديدات رقمية معقدة تتطلب هدوءًا ذهنيًا، لا إرهاقًا عضليًا. والخطر الأكبر أن التدريب البدني القاسي – حين يُفرض بشكل شمولي وغير علمي – يتحول من أداة تأهيل إلى أداة قتل رمزي أو فعلي. وهو ما وقع بالفعل في الناصرية: اثنان من أبناء العراق سقطا قتلى لا في ميدان قتال، بل تحت سياط تدريب عقيم، فيما أصيب أكثر من مئة طالب بالإجهاد، بعضهم بأعراض حرجة. كل هذا في وقت يفترض فيه أن تكون الكليات العسكرية هي مراكز الاحتراف والانضباط والجاهزية، لا مراكز إرهاق عشوائي. الإقالات الإدارية – وإن كانت ضرورية من باب المساءلة – لا تمثل حلاً جوهريًا ما لم يُعاد النظر في الفلسفة التعليمية للمؤسسة العسكرية العراقية. لا يتعلق الأمر فقط بضبط توقيت التمارين أو توفير الظل والماء، بل بإعادة تعريف التدريب العسكري نفسه: هل ما زال الجهد البدني القاسي معيارًا لبناء الضابط؟ أم أن المعركة اليوم تحسمها المعرفة، والجاهزية السيكولوجية، والقدرة على التحليل الفوري في بيئات هجينة ومعقدة؟ إن مؤسسات التدريب العسكرية في الدول المتقدمة أصبحت تدمج بين التقنية، والطب الحيوي، والذكاء الاصطناعي، لتحليل قدرة المتدرب لحظيًا وتحديد حدود جهده القابل للتحمل. التدريب هناك لا يتسم فقط بالصرامة، بل بالدقة. أما في الحالة العراقية، فغالبًا ما يُفهم الانضباط على أنه التحمّل المطلق، وتُفهم القوة على أنها استنزاف، لا فعالية. من هنا فإن ما جرى في الناصرية يجب أن يُقرأ بوصفه لحظة اختبار حقيقية لمدى رغبة المؤسسة العسكرية العراقية في إجراء مراجعة جذرية لعقيدتها التدريبية. لا يكفي تغيير الأشخاص، ولا تقديم اعتذار بيروقراطي. المطلوب هو إعادة صياغة فلسفة الإعداد العسكري من جذورها، على قاعدة التفريق بين الرجولة العسكرية وبين الانتحار النظامي المقنن. ومثل هذه المراجعة لا تتطلب فقط شجاعة في الاعتراف، بل جرأة في التغيير الجوهري للمناهج، وللغايات، ولأدوات القياس. ففي عصر تحسم فيه الحروب عبر الأقمار الصناعية والهجمات السيبرانية والطائرات المسيّرة، لا تزال بعض الكليات في العراق تختبر جنودها عبر قسوة الشمس، لا عبر اختبارات الذكاء أو الجاهزية الذهنية. وإذا لم تتحول هذه المأساة إلى نقطة انعطاف في وعي المؤسسة، فسنظل نودّع أبناءنا لا في المعركة، بل في ميدان 'الاستقبال'.

ترامب يحرم هارفارد من استقطاب الطلاب الأجانب
ترامب يحرم هارفارد من استقطاب الطلاب الأجانب

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

ترامب يحرم هارفارد من استقطاب الطلاب الأجانب

شفق نيوز/ أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، أنها أبطلت حق جامعة هارفارد الأميركية في تسجيل الطلاب الأجانب، في خضم نزاع متفاقم بين البيت الأبيض والصرح التعليمي المرموق. واعرب ترامب عن استيائه من الجامعة التي تخرّج منها 162 فائزا بجوائز نوبل، لرفضها طلب إدارته إخضاع عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف، على خلفية اتّهامه إياها بأنها "مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية" ومنخرطة في "أيديولوجيا اليقظة (Woke)" التي لا ينفك يوجّه إليها انتقادات حادة، بحسب "فرانس برس". وجاء في رسالة وجّهتها وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم إلى رابطة "آيفي ليغ" التي تضم 8 من أشهر جامعات البلاد: "بمفعول فوري، تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفارد"، في إشارة إلى النظام الرئيس الذي يُسمح بموجبه للطلاب الأجانب الدراسة في الولايات المتحدة. وفي الشهر الماضي، هدّد ترامب بمنع الجامعة من تسجيل الطلاب الأجانب إذا لم توافق على طلب الإدارة الخضوع لإشراف سياسي. وكتبت نويم في رسالتها: "كما شرحت لكم في رسالتي في أبريل/نيسان، فإن تسجيل الطلاب الأجانب هو امتياز". وشدّدت الوزيرة على "وجوب أن تمتثل كل الجامعات لمتطلبات وزارة الأمن الداخلي، بما فيها متطلبات الإبلاغ بموجب أنظمة برنامج الطلاب والزائرين، للاحتفاظ بهذا الامتياز". وشكّل الطلاب الأجانب أكثر من 27% من المسجّلين في هارفارد في العام الدراسي 2024-2025، وفق بيانات الجامعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store