logo
تقرير خبراء دوليين: غزة تمر بحالة انعدام الأمن الغذائي وعلى حافة المجاعة الشاملة

تقرير خبراء دوليين: غزة تمر بحالة انعدام الأمن الغذائي وعلى حافة المجاعة الشاملة

القدس العربي ٢٩-٠٧-٢٠٢٥
الأمم المتحدة- 'القدس العربي':
صدر اليوم الثلاثاء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المتخصص في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، وأقر التقرير أن قطاع غزة يمر في حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وجاء في مقدمة التقرير المكون من خمس صفحات أن قطاع غزة على شفا المجاعة بعد ما يقرب من سنتين من الصراع. إلا أن التطورات الأخيرة – بما في ذلك تكثيف الأعمال العدائية، والنزوح المتكرر، والحصار المتزايد الصرامة – أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير. يدفع الأثر التراكمي لهذه العوامل غزة إلى أزمة غير مسبوقة، حيث أصبح الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية مقيدًا بشدة لشرائح كبيرة من السكان. ويؤدي انهيار أنظمة السوق والإنتاج الغذائي المحلي، إلى جانب تقييد المساعدات الإنسانية، إلى تسريع وتيرة الجوع وسوء التغذية والوفيات التي يمكن الوقاية منها، وخاصة بين الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى.
وهذه أهم النتائج التي توصل إليها الخبراء:
– أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) اليوم تحذيرًا صارخًا من أن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف الآن في قطاع غزة. ففي خضم الصراع المستمر، والنزوح الجماعي، والقيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية، وانهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، وصلت الأزمة إلى نقطة تحول مُقلقة وقاتلة؛
– تشير الأدلة المتزايدة إلى أن انتشار المجاعة وسوء التغذية والأمراض يُؤدي إلى ارتفاع في الوفيات المرتبطة بالجوع. وتشير أحدث البيانات إلى بلوغ حد المجاعة فيما يتعلق باستهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة، وبالنسبة لسوء التغذية الحاد في مدينة غزة؛
– تدهور استهلاك الغذاء بشكل حاد، حيث يُحرم واحد من كل ثلاثة أفراد من الطعام لأيام متوالية؛
– ارتفع سوء التغذية بسرعة في النصف الأول من شهر تموز / يوليو. وقد أُدخل أكثر من 20000 طفل لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد بين نيسان/ أبريل ومنتصف تموز/ يوليو، ويعاني أكثر من 3000 منهم من سوء التغذية الحاد. وأفادت المستشفيات بزيادة سريعة في وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالجوع، حيث سُجِّلت 16 حالة وفاة على الأقل منذ 17 تموز/ يوليو.
ارتفع سوء التغذية بسرعة في النصف الأول من شهر تموز / يوليو. وقد أُدخل أكثر من 20000 طفل لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد بين نيسان/ أبريل ومنتصف تموز/ يوليو
– يأتي هذا التحذير من التصنيف المرحلي المتكامل على خلفية أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الصادر في 12 أيار/ مايو 2025، والذي توقع أنه بحلول أيلول/ سبتمبر 2025، سيواجه جميع سكان قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، مع توقع أن يكون أكثر من 500000 شخص في حالة كارثية (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) – وهي حالة تتسم بالحرمان الشديد من الغذاء والجوع والعوز والموت. وفي هذا التحليل الأخير، تم رصد خطر المجاعة في جميع مناطق قطاع غزة.
– يلزم اتخاذ إجراءات فورية وواسعة النطاق لإنهاء الأعمال العدائية وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما يُنقذ الأرواح. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الخسائر في الأرواح ومنع المزيد من المعاناة الإنسانية. 'إن عدم التحرك الآن سيؤدي إلى وفيات واسعة النطاق في معظم أنحاء القطاع'.
العوامل الرئيسية للوضع الحالي
1) الصراع: بعد مرور ما يقرب من عامين على الصراع، قُتل أكثر من 59500 شخص وجُرح 143000. دُمر أو تضرر حوالي 70% من البنية التحتية.
2) النزوح: تتقلص المساحة الآمنة لسكان قطاع غزة إلى أقل من 12% من مساحة القطاع. منذ انتهاء وقف إطلاق النار في 18 آذار/ مارس، سُجلت أكثر من 762500 حالة نزوح.
3) القيود الصارمة على وصول المساعدات الإنسانية: تكافح الوكالات الإنسانية لإيصال المساعدات بأمان بسبب وجود جهات مسلحة بالقرب من طرق القوافل ونقاط التوزيع، بالإضافة إلى حالة اليأس السائدة التي غالبًا ما تؤدي إلى أعمال نهب.
الإجراءات التي يوصي بها الخبراء
أولا: إنهاء الأعمال العدائية: يُعدّ وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والمستدام أمرًا بالغ الأهمية لعكس المستويات الكارثية للمعاناة الإنسانية؛
ثانيا: ضمان وصول المساعدات الإنسانية: يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل آمن ومستقر ومستدام في جميع أنحاء قطاع غزة، وعبر جميع نقاط الدخول البرية والبحرية والجوية، وذلك لتمكين تقديم المساعدات والخدمات المنقذة للحياة والمتعددة القطاعات على نطاق واسع، وجمع البيانات المتعلقة بالرفاهية الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة؛
ثالثا: حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة والبنية التحتية المدنية: حماية المدنيين الذين يلتمسون المساعدة ويحصلون على الخدمات الأساسية. حماية العاملين في المجال الإنساني حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة وفقًا للمبادئ الإنسانية. حماية واستعادة البنية التحتية الحيوية الضرورية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية؛ والطرق وشبكات الاتصالات
رابعا: استعادة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والمتعددة القطاعات بأمان وكرامة، وفقًا للمبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي. ضمان حصول الناس على الغذاء وغيره من المواد والخدمات الأساسية، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفًا. يشمل ذلك خدمات الغذاء والصحة والتغذية (بما في ذلك التغذية العلاجية الأساسية للأمهات والأطفال)، والمأوى، وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، ومساعدات سبل العيش، وغيرها من المواد الأساسية، مثل الوقود وغاز الطهي؛
خامسا: استعادة تدفق السلع التجارية وقدرات الإنتاج المحلية.
وللعلم فالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات المتعلقة بهما. باستخدام هذا التصنيف والمنهج التحليلي، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معًا لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقًا للمعايير العلمية المعترف بها دوليًا. الهدف الرئيسي من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو تزويد صانعي القرار بتحليل دقيق قائم على الأدلة والإجماع لحالات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، وذلك لتوجيه استجابات الطوارئ، بالإضافة إلى السياسات والبرامج متوسطة وطويلة الأجل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع
إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

لا يزال الجدل متواصلاً في الأوساط الصحافية العالمية حول صورة الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف العام، والتي عكست وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة . الصورة التي ظهر فيها المطوق بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين أثارت موجة تعاطف واسعة مع ضحايا التجويع في القطاع، لكنها تحولت في الوقت نفسه إلى محور حملة تحريض إسرائيلية شرسة ضد وسائل الإعلام التي نشرتها، وعلى رأسها "ذا غارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأميركية. رداً على التهجم الإسرائيلي، كتبت محررة شؤون القراء العالمية في صحيفة ذا غارديان إليزابيث ريبانز مقالاً تدافع فيه عن خيار نشر الصورة، وتؤكد تمسكها بموقفها. المنصب الذي تحتله ريبانز مستقل داخل المؤسسة الإعلامية، ويُعنى بتلقي شكاوى القراء واستفساراتهم، ومراقبة أداء الصحيفة من حيث الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية في التغطية. وأشارت في مقالها، المنشور أمس الأربعاء، إلى أنه "بين إبريل/ نيسان ومنتصف يوليو/ تموز من هذا العام، أدخل أكثر من 20 ألف طفل في غزة إلى المستشفى لتلقي العلاج من سوء التغذية، من بينهم ثلاثة آلاف يعانون من سوء تغذية حاد، وفقاً لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)"، وهي مبادرة عالمية تضم في عضويتها وكالات تابعة للأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، و"يونيسف"، إلى جانب منظمات غير حكومية ومعاهد بحثية، وقالت إن "ذا غارديان" نشرت خلال تلك الفترة وفي الأسابيع التالية "صوراً عدة لأطفال جائعين، بينها ما لا يقل عن 20 صورة لأطفال ظهروا في حالة هزال شديد. لكن صورة واحدة ظهرت على الصفحة الرئيسية للموقع في 23 يوليو وعلى الصفحة الأولى من الطبعة المطبوعة في اليوم التالي أثارت جدلاً حاداً". عرجت ريبانز على الحملة التي قادها الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال ديفيد كولير، الذي اتهم المؤسسات الإعلامية التي نشرت الصورة بأنها "تروج كذبة حول المجاعة"، واستند إلى تقرير طبي يعود إلى مايو/ أيار 2025، يفيد بأن الطفل مصاب بالشلل الدماغي، كما ذكرت أن قارئاً تواصل معها مباشرة ووصف الصورة بأنها "مفبركة"، وكذلك قارئ آخر قال "بالتأكيد هذا الطفل المسكين يعاني. ولكن هل هذا بسبب الجوع؟ بل بسبب عدة حالات طبية وُلد بها محمد... عليكم التأكد من أن قراءكم يعرفون السبب الحقيقي وراء هذه الصورة". وردت عبر التأكيد على أن "توفر هذه المعلومة (الحالة الصحية للطفل) ليست دائماً بالأمر السهل. الحرب فوضوية، والظروف الفردية معقدة بطبيعتها". وأضافت: "إسرائيل تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، ما يعني الاعتماد على صحافيين محليين، بمن فيهم المصورون الذين يعملون في ظروف صعبة وخطيرة. تتلقى ذا غارديان نحو ألف صورة يومياً من غزة، مقدمة من وكالات الصور الكبرى أو عبرها. وصورة محمد وصلتها عبر وكالة Getty من وكالة الأناضول التركية الحكومية". وفي حين أقرت بأن الصحيفة البريطانية لم تكن على علم بالحالة الصحية للطفل، إلا أنها سألت: "هل كان ينبغي على المحررين الاستفسار؟ قال المحررون المعنيون الذين تحدثت معهم إن رؤية جسده المنهك لم تكن ملفتة بشكل خاص؛ إذ إنهم شاهدوا صوراً مماثلة باستمرار على مدى شهور". وأضافت: "في أزمة جوع، يشير الخبراء إلى أن الأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقاً هم من بين الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، من بين 63 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية سجلت في يوليو، كان هناك 24 طفلاً دون سن الخامسة، وهذا يشكل 38%، في حين أن الأطفال دون الخامسة يمثلون نحو 15% من إجمالي سكان غزة. الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو قد تكون لديهم احتياجات غذائية خاصة. قال طبيب أطفال تحدثت معه إن التشخيص غالباً ما يكون تحدياً في البيئات التي تفتقر إلى أدوات الكشف المبكر، ما يعني أن الشلل الدماغي، على سبيل المثال، لا يُشخّص بشكل نهائي أحياناً حتى يبلغ الطفل عامين". إعلام وحريات التحديثات الحية "أونست ريبورتينغ"... حاجز صهيوني على الكلمة والصورة وتابعت: "قال المحررون إن الإشارة إلى المشاكل الصحية القائمة لدى محمد كانت ستُدرج لو عُرفت - وقد عدلت تعليقات الصور الآن - لكنهم يرون أن الصور لا تزال صالحة للنشر، ويقولون إن الطفل المريض الذي يعاني من الجوع ليس أقل استحقاقاً لانتباهنا من أي طفل آخر". وختمت ريبانز مشددة على تمسكها بالصورة، فقالت: "من جانبي، أوافق على أن المعلومات المفقودة كانت ذات صلة بقراءة أكثر اكتمالاً للصورة. لكن ذا غارديان لم تعتمد، كما زعم البعض، على هذه الصورة وحدها لتوضيح ما وصفه تقرير IPC بعد أيام (رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذا التقييم) بأنه مجاعة آخذة في التفاقم. وإذا ما اعترفنا بأن الأكثر هشاشة هم الأكثر تأثراً بنقص الغذاء والخدمات الصحية، فإن نشر هذه الصورة لمعاناة حقيقية لم يكن، في رأيي، عملاً مخادعاً". "نيويورك تايمز" كانت قد ردت أيضاً على الحملة الإسرائيلية بحقها بعد نشرها صورة المطوق على صفحتها الأولى قبل أسبوعين. عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها حول التجويع في غزة، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من مشكلات صحية سابقة"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". وأصدرت متحدثة باسم الصحيفة البيان التالي: "الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية ويواجهون خطر المجاعة، كما وثّق صحافيو نيويورك تايمز وآخرون. ونشرنا أخيراً تقريراً عن أكثر المدنيين عرضة للخطر في غزة، بمن فيهم محمد زكريا المطوق، البالغ من العمر نحو 18 شهراً، والذي يعاني من سوء تغذية حاد. ومنذ ذلك الحين، تلقينا معلومات جديدة، بما في ذلك من المستشفى الذي عالجه وسجلاته الطبية، وحدثنا التقرير لإضافة سياق يتعلق بمشكلاته الصحية السابقة. هذا التفصيل الإضافي يمنح القرّاء فهماً أوسع لحالته. صحافيونا ومصورونا يواصلون تغطية ما يحدث في غزة بشجاعة وحساسية، وعلى حساب سلامتهم الشخصية، كي يرى العالم عواقب هذه الحرب عن كثب". ومع ذلك، تواصل الهجوم عليها، واتهمها رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينت بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني من "حالة صحية سابقة"، وصورته ليست دليلاً على المجاعة، ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري". واستمرت منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية في تحريضها على الصحيفة فكتبت، تحت عنوان "اعتذار نيويورك تايمز الشكلي عن فرية الدم البغيضة"، أن "خمسة أيام من الضغط من القنصلية الإسرائيلية في نيويورك ومنظمات مثل أونست ريبورتينغ استغرقت صحيفة نيويورك تايمز حتى تعترف بخطئها"، ثم استنكرت تمسك الصحيفة "بالرسالة الضمنية التي حاولت إيصالها عبر نشر الصورة، وهي اتهام إسرائيل (...) وبدلاً من أن تُمارس النقد الذاتي بحق صحافييها الذين أخطأوا في سرد القصة، عمدت إلى تمجيد شجاعتهم وحساسيتهم". لكن رواية الاحتلال تنهار أمام الوقائع الميدانية، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعدما منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد ثلاثة كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل المعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت.

أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": انهيار غير مسبوق للنظام الغذائي في غزة
أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": انهيار غير مسبوق للنظام الغذائي في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": انهيار غير مسبوق للنظام الغذائي في غزة

حذر المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا من دخول قطاع غزة في مرحلة مجاعة شاملة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، في ظل انهيار غير مسبوق في النظام الغذائي والصحي، واستمرار الحصار الإسرائيلي وتباطؤ إدخال المساعدات. وقال الشوا في تصريحات لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إن تقديراتهم تشير إلى أن أكثر من 200 حالة يوميًا تصل إلى المستشفيات نتيجة الإعياء وسوء التغذية الحاد، في مشهد يومي مأساوي يطاول مختلف الفئات العمرية". وأضاف الشوا أن "الوضع يزداد سوءًا، ولا سيما بين الأطفال وكبار السن والنساء، إذ إن هناك آلاف الحالات التي تعاني الجوع وسوء التغذية بدرجات مختلفة، وسط غياب شبه تام لسلسلة غذائية آمنة"، مشيراً إلى أن "عدد الشهداء تجاوز 180 شهيدًا، معظمهم من الأطفال، لكن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، خاصة إذا ما احتُسب كبار السن وذوو الإعاقة والمرضى الذين توفوا نتيجة مضاعفات صحية وعدم توفر الرعاية الطبية". الصورة إسقاط المساعدات الجوية على غزة قد تهدد حياة الأهالي، 4 اإسطس 2025(Getty) وبخصوص المساعدات، أكد المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة أن عدد الشاحنات التي تدخل يوميًا يتراوح بين 70 إلى 80 شاحنة فقط، فيما لا تتجاوز الإنزالات الجوية ما يعادل خمس إلى عشر شاحنات، وهو أمر لا يغطي أدنى احتياجات السكان. وانتقد ما وصفه بـ"التضليل الإعلامي" الإسرائيلي بشأن كميات ونوعية المساعدات، مضيفًا: "الاحتلال يتعمد إبطاء إدخال الشاحنات، ويفرض ممرات إجبارية تمر بمناطق يسيطر عليها مسلحون وقطاع طرق، ما يؤدي إلى سرقة المساعدات أو منعها من الوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة". ولفت الشوا إلى أن "أكثر من 900 ألف طفل في غزة يعانون سوء تغذية بدرجات متفاوتة، من بينهم أكثر من 70 ألف طفل في حالة سوء تغذية حاد تهدد حياتهم مباشرة"، مشيراً إلى أن التقارير الدولية تفيد بأن "واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يستطيع تأمين وجبته الأساسية، في حين يعاني الباقون مستويات مختلفة من الجوع وسوء التغذية"، مؤكدًا أن المنظمات الأهلية في غزة على تواصل دائم مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلا أن "الاحتلال لا يزال يمنع هذه المنظمات من إدخال المساعدات، ما يضاعف من حجم الكارثة ويهدد بانفجار إنساني شامل". صحة التحديثات الحية قطر تستحدث نقطة طبية لإسعاف منتظري المساعدات في غزة وكانت وزارة الصحة في غزة قد حذرت في وقت سابق من تصاعد خطير في حالات الشلل الرخو الحاد ومتلازمة غيلان باريه بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجةً لالتهابات غير نمطية وتفاقم وضع سوء التغذية الحاد، وكشفت الفحوصات الطبية عن وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، مما يؤكد وجود بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة. وقالت الوزارة في تصريح لها: "حالتان من حالات الوفاة كانت لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، توفوا بعد فشل محاولات إنقاذهم بسبب عدم توفر العلاج اللازم بسبب الحصار".

يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور
يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف "، اليوم الأحد، من تعرّض أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة لخطر متزايد من العنف، والجوع، والمرض، في ظل تفشٍّ سريع لمرض الكوليرا بولاية شمال دارفور، غربي السودان . وأفادت المنظمة الدولية، في بيان رسمي، بأنه منذ اكتشاف أول حالة إصابة بالكوليرا في 21 يونيو/ حزيران الماضي، أبلغ عن أكثر من 1180 حالة إصابة مؤكدة، من بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، إضافةً إلى ما لا يقل عن 20 حالة وفاة في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور. وأشارت المنظمة إلى "ارتفاع سريع في عدد الحالات بمنطقة طويلة، التي استقبلت أكثر من 500 ألف شخص نزحوا من مناطقهم بسبب النزاع العنيف الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع". وأضافت أن "إجمالي حالات الإصابة بالكوليرا في ولايات دارفور الخمس حتى 30 يوليو/ تموز الماضي بلغ نحو 2140 حالة، مع تسجيل ما لا يقل عن 80 حالة وفاة". قضايا وناس التحديثات الحية تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وسط تصاعد العنف في كردفان ودارفور وأكدت المنظمة أن "حياة أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة مهددة بخطر متزايد في شمال دارفور، نتيجة لتفاقم مستويات العنف، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض المعدية، وسط ظروف إنسانية قاسية". وأوضح البيان أن النازحين في منطقة طويلة يواجهون "ظروفاً خطيرة، بسبب النقص الحاد في الغذاء، والمياه النظيفة، والمأوى، إلى جانب تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية، خاصة الكوليرا". ونقل البيان عن ممثل منظمة يونيسف في السودان، شيلدون ييت، قوله: "رغم أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، إلا أنها تنتشر بسرعة كبيرة في طويلة ومناطق أخرى من دارفور مهدّدةً حياة الأطفال بشكل خاص". وأضاف ييت: "نحن نعمل بلا كلل مع شركائنا على الأرض لاحتواء التفشي وإنقاذ الأرواح، لكن العنف المستمر وتدهور الأوضاع يزيدان من حجم الاحتياجات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على الاستجابة". وطالب المسؤول الأممي بـ"تغيير الوضع بشكل عاجل، وتأمين الوصول الفوري إلى الأطفال المحتاجين، الذين لا يمكنهم الانتظار ليوم إضافي في ظل هذه الظروف". وأوضحت المنظمة أنها تعمل حالياً على الحد من انتشار المرض عبر توزيع أكثر من مليون و400 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، في محاولة عاجلة لاحتواء التفشي ومنع ازدياد الحالات. ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة السودانية، فقد بلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بالكوليرا منذ بدء انتشار الوباء في أغسطس/ آب 2024 نحو 91 ألفاً و34 إصابة، من بينها ألفان و302 حالة وفاة، موزعة على 17 ولاية سودانية. وتأتي هذه الكارثة الصحية في ظل وضع إنساني كارثي تعيشه البلاد، نتيجة الحرب المتواصلة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. وفي حين تشير تقديرات رسمية إلى هذا العدد من القتلى، فإن بحثاً مشتركاً أجرته عدة جامعات أميركية قدّر العدد الفعلي للضحايا بنحو 130 ألف قتيل، في ظل استمرار النزاع المسلح وتفاقم المعاناة الإنسانية على نطاق واسع. (الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store