
تقرير لـ"Washington Post" عن تحولين بارزين في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه
ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أن "غريزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاضطراب وميله إلى التصرف بشكل غير متوقع تسببت في فوضى ومعارضة وتحولات مفاجئة. لكن هذا الأسبوع، ذكّرنا ترامب بأن استعداده للمخاطرة قد يُغير أحيانًا أساليب قديمة بالية. في المملكة العربية السعودية ، فاجأ الجميع بلقائه الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع وإعلانه رفع كل العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد، كما ألمح مرارًا إلى استعداد إدارته لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران. إذا حدث ذلك، فسيُسهم في إرساء مستوى جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وبحسب الصحيفة، "إن اهتمام ترامب المُستجد بالاتفاق النووي مع إيران يُثير السخرية، لا بل الغرابة، خاصة أنه هو من سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الأصلي، رغم اعتقاد معظم المراقبين، بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات الأميركية، بأن إيران كانت ملتزمة بشروط الاتفاق. في الواقع، هذا مثال آخر على كيف أن ترامب يفتعل المشكلة، ثم يتراجع عنها، ثم يعلن للعالم بفخر أنه أصلح الوضع ببراعة. ولكن مهما حدث في الماضي، فقد وقعت أحداثٌ قد تُفضي إلى اتفاقٍ أفضل اليوم. فالتحولان الأساسيان الأبرز هنا هما ضعف إيران وقوة السعودية".
ورأت الصحيفة أن "إيران في وضع أسوأ مما كانت عليه من قبل، فقد تسببت عقود من سوء الإدارة المزمن للاقتصاد، والفساد المستشري، والدكتاتورية الوحشية، في استياء شعبي عميق من النظام الإسلامي. أضف إلى ذلك الهجمات الإسرائيلية العام الماضي التي استهدفت حزب الله والدفاعات الجوية الإيرانية ، ولاحقاً جاء انهيار حكومة بشار الأسد في سوريا ، الحليف العربي الأقرب لطهران، وأصبحت الحكومة الجديدة بيد قوى المعارضة الرئيسية. إذا جمعنا كل هذا معًا، نجد أن إيران في أضعف حالاتها منذ غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للجمهورية الإسلامية الناشئة عام 1980".
وتابعت الصحيفة، "في المقابل، ازدادت قوة المملكة، وشهدت سياستها الخارجية تحولًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية. فقد تفاوضت على هدنة فعلية مع الحوثيين، وحسّنت علاقاتها مع قطر، كما ووطّدت علاقاتها مع دول مثل لبنان والعراق. فولي العهد الأمير محمد بن سلمان يُدرك أنه لتحقيق حلمه الأسمى، أي تحديث المملكة العربية السعودية، يحتاج إلى استقرار في المنطقة، ولعل أبرز دليل على ذلك هو التقارب المتزايد بين السعودية وإيران، حيث يلتقي مسؤولو البلدين بانتظام. ويدعم المسؤولون السعوديون الآن صراحةً المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران".
وبحسب الصحيفة، "إن العائق أمام الاتفاق هو ما كان عليه دائمًا، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لكن عناده المتزايد لا يجد دعمًا من السعودية أو غيرها من دول الخليج، وذلك لأنهم ربما أصبحوا أقل حذرًا من إيران نظرًا لضعفها، وربما لأن حرب نتنياهو الشرسة على غزة صعّبت عليهم دعم أي شيء يدعو إليه، وربما لأنهم يدركون أن مثل هذا الاتفاق هو في الواقع أفضل سبيل لاحتواء مخاطر الانتشار النووي في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون أحد الحلول الوسط المطروحة، أي تشكيل اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم، نموذجًا مفيدًا يمهد الطريق لخطة المملكة الخاصة بامتلاك برنامج نووي مدني. أما التحدي الذي يواجه ترامب فهو انقسام إدارته حول هذه القضية بين معسكرين: الواقعيون والمحافظون الجدد. يضم الأول ترامب نفسه وستيف ويتكوف، كبير المفاوضين. أما على الجانب الآخر، فيقف عدد من المتشددين في التعامل مع إيران، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب مجموعة من الجمهوريين في الكونغرس. ويبدو أن الجانبين لا يزالان في حالة صراع، مما يفسر تغيير إدارة ترامب لهجتها وتوجهاتها كل بضعة أيام".
وتابعت الصحيفة، "بالطبع، نتنياهو هو الصقر الرئيسي المتشدد تجاه إيران، الذي يُحذّر من أن طهران ستحصل على قنبلة نووية ما لم تُقصف، لكن تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو كان يتنبأ منذ أكثر من عقد بأن إيران على بُعد أشهر من امتلاك قنبلة نووية. الحقيقة الأكثر بساطةً هي أن إيران تُدار من قِبل مجموعة من الملالي والمسؤولين العسكريين الفاسدين، الذين أنفقوا طاقاتهم في جمع الثروات الطائلة في هذا العالم، ولم يستعدوا لما هو مقبل. لقد وجدوا أن من الأفضل لهم البقاء بعيدًا عن السلاح النووي لأشهر، فهم يريدون تخفيف العقوبات، لا خوض حرب".
وختمت الصحيفة، "ترامب في وضعٍ فريدٍ يُمكّنه من تجاوز اعتراضات نتنياهو، واختراق خطوط المواجهة المعتادة في واشنطن ، واغتنام هذه الفرصة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 26 دقائق
- النهار
قاضية تعلّق قرار ترامب بشأن جامعة هارفرد
وجد آلاف الطلبة الأجانب في جامعة هارفارد الأميركية أنفسهم في أزمة إدارية اليوم الجمعة، إذ بدأوا في البحث عن بدائل بعد أن منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجامعة من تسجيل طلبة من خارج الولايات المتحدة. ويوجد في هارفارد ما يقرب من 7000 طالب أجنبي يمثلون نحو 27 بالمئة من إجمالي الطلبة المسجلين. ورفعت الجامعة اليوم دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب هذا القرار. وعلّقت قاضية أميركية الجمعة تنفيذ قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب منع جامعة هارفرد من تسجيل طلاب أجانب، في خضم نزاع متصاعد بين البيت الأبيض والصرح التعليمي المرموق، وفق وثيقة للمحكمة. وجاء في قرار القاضية أليسون باروز أن "القرار التالي يمنع إدارة ترامب من تنفيذ... إبطال التصريح الممنوح للجهة المدعية بموجب برنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب".


LBCI
منذ 27 دقائق
- LBCI
ترامب: لا أسعى للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي
استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي، مكررا تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع التي مصدرها التكتل. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض ردا على سؤال حول سعيه للحصول على تنازلات من أوروبا: "لا أسعى إلى اتفاق. أعني أننا حددنا الاتفاق. إنه بنسبة 50%".


ليبانون ديبايت
منذ 34 دقائق
- ليبانون ديبايت
بعد الإساءة إلى سلام... بيان من حزب الله
A+ A- صدرت عن العلاقات الإعلامية في حزب الله، بيانٌ، جاء فيه: "إن الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناول رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح". وأضاف البيان، "ندعو جميع اللبنانيين إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا لبنان". وشهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت عصر اليوم الجمعة حضورًا سياسيًا بارزًا خلال مباراة كرة القدم بين فريقي الأنصار والنجمة، التي تُعدّ من أكثر المباريات شعبيةً في الدوري اللبناني، وتقدّم الحضور الرسمي رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، يرافقه وزيرة الشباب والرياضة نوار بيرقداريان، إلى جانب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، في إشارة واضحة إلى حرص الحكومة الجديدة على الانخراط في الحياة الرياضية ودعم الرياضة اللبنانية. إلا أن أجواء المباراة لم تخلُ من البُعد السياسي، إذ رُفعت في المدرجات أعلام "حزب الله"، وهتف بعض المشجعين بعبارات لافتة من بينها: "يا نواف اسمعنا منيح، يا الله باسم الله حسن نصرالله". ويشار إلى أنه تعادل النجمة والأنصار 1-1، في الجولة الثامنة من التصفية النهائية لأوائل الدوري اللبناني على ملعب المدينة الرياضية.