logo
الأتمتة في الحياة اليومية: من رفاهية تقنية إلى ضرورة مجتمعية

الأتمتة في الحياة اليومية: من رفاهية تقنية إلى ضرورة مجتمعية

شبكة النبأمنذ 16 ساعات
لم تعد الأتمتة رفاهية أو خيارا تكميليا، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان بقاء المجتمعات قادرة على التكيف مع التحديات الحديثة مثل الكثافة السكانية، وتغير المناخ، والأزمات الصحية، وضغوط الحياة اليومية المتسارعة، ومع إدراك هذه الحقيقة، ينبغي لنا توجيه جهودنا نحو بناء بيئة تشجع على تبني الأتمتة بشكل متوازن ومسؤول...
حتى وقت قريب يعد استخدام التكنولوجيا عنصرا ترفيا وليس حاجة او ضرورية مجتمعية، حيث كانت تنحصر مثل هذه الاعمال في الشركات الكبرى والمصانع التي روعي في تصميمها العنصر التكنولوجي، ومن لم يسعفه الحظ للدخول لإحدى هذه المواقع الضخمة، يبقى لم يتعرف على ابسط مظاهر التكنولوجيا الحديثة.
حصر هذه التقنية في المعامل والمصانع يعني منع دخولها المباشر في حياة الانسان قبل عقود من الآن، ولم يكن انعكاسها على حياة الافراد بشكل ملموس كما يحصل في الوقت الحالي الذي احتلت فيه الاتمتة مكانة مميزة في الاعمال اليومية العامة والمنزلية، حتى تحولت الى ضرورة مجتمعية لا غنى عنها.
لقد فرضت الاتمتة او المظاهر التكنولوجية نفسها داخل المنازل وقطاع الخدمات العامة، واوجدت لنفسها مكانا مرموقا في التعليم والصحة والحياة الاجتماعية بصورة خاصة، اذ تشكل هذه المكانة النقلة الجوهرية من الرفاهية إلى الضرورة، وتعكس تحولا عميقا في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا.
ولم تعد التكنولوجيا حكرا على الأغنياء من أصحاب المصانع وورش العمل وغيرهم، بل أصبحت متاحة في الوقت الحالي امام الجميع، اذ بات من الممكن إدارة المنزل كاملا عبر الهواتف الذكية، بدءً من التحكم بدرجات حرارة المكيفات والإضاءة، إلى مراقبة كاميرات الأمن، بل وحتى جدولة مهام التنظيف.
وقد رافق إدخال التكنولوجيا الى الحياة المنزلية الكثير من التسهيلات وتذليل المصاعب على الافراد وبالخصوص ربات البيوت اللواتي استفدنّ من هذه التقنيات اقصى درجة من الفائدة، فمثلا لا توجد امرأة في الوقت الحالي تغسل الملابس بيديها كما كانت النساء في السنين الماضية، ولم تعد ربة المنزل تحتار بغسل الاواني، بعد ان توفرت غسالة الصحون في اغلب المطابخ.
ولم تترك الاتمتة من جهد خدمي لتضيفه للقطاع الصحي، فقد ساعدت في تحسين جودة الرعاية الطبية بشكل غير مسبوق، ذلك عبر توفيرها الأجهزة القابلة للارتداء التي تقيس نبضات القلب أو مستويات الاوكسجين، فمن خلال هذه التقنيات يستلم الطبيب بيانات لحظية عن الحالات المرضية، الامر الذي يسمح لهم بالتدخل السريع وإنقاذ الحالات الخطيرة.
اما في قطاع النقل، تتجلى أهمية الأتمتة بوضوح من خلال المركبات ذاتية القيادة أو شبه الذاتية، مع توافر العديد من البرامج مثل "ويز" الذي يعتمد على بيانات آنية يخبر السائقين بوجود طرق بديلة في حالات الازدحام أو الحوادث، ما ساهم في تحسين حركة النقل وتقليل أوقات التنقل.
التعليم أيضا شهد قفزة نوعية بفضل الأتمتة، حيث انتشرت المنصات التعليمية الذكية التي توفر محتوى تعليميا مخصصا يتكيف مع مستوى كل طالب.
بحيث أصبحت هذه الأدوات ضرورة في زمن التعليم عن بُعد، إذ وفرت بيئة تعليمية مرنة وفعالة، مكنت ملايين الطلبة حول العالم من متابعة دراستهم في ظل الأزمات أو في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية التعليمية.
في المحصلة، لم تعد الأتمتة رفاهية أو خيارا تكميليا، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان بقاء المجتمعات قادرة على التكيف مع التحديات الحديثة مثل الكثافة السكانية، وتغير المناخ، والأزمات الصحية، وضغوط الحياة اليومية المتسارعة، ومع إدراك هذه الحقيقة، ينبغي لنا توجيه جهودنا نحو بناء بيئة تشجع على تبني الأتمتة بشكل متوازن ومسؤول، يحقق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا دون الإضرار بالقيم الإنسانية الأساسية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأتمتة في الحياة اليومية: من رفاهية تقنية إلى ضرورة مجتمعية
الأتمتة في الحياة اليومية: من رفاهية تقنية إلى ضرورة مجتمعية

شبكة النبأ

timeمنذ 16 ساعات

  • شبكة النبأ

الأتمتة في الحياة اليومية: من رفاهية تقنية إلى ضرورة مجتمعية

لم تعد الأتمتة رفاهية أو خيارا تكميليا، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان بقاء المجتمعات قادرة على التكيف مع التحديات الحديثة مثل الكثافة السكانية، وتغير المناخ، والأزمات الصحية، وضغوط الحياة اليومية المتسارعة، ومع إدراك هذه الحقيقة، ينبغي لنا توجيه جهودنا نحو بناء بيئة تشجع على تبني الأتمتة بشكل متوازن ومسؤول... حتى وقت قريب يعد استخدام التكنولوجيا عنصرا ترفيا وليس حاجة او ضرورية مجتمعية، حيث كانت تنحصر مثل هذه الاعمال في الشركات الكبرى والمصانع التي روعي في تصميمها العنصر التكنولوجي، ومن لم يسعفه الحظ للدخول لإحدى هذه المواقع الضخمة، يبقى لم يتعرف على ابسط مظاهر التكنولوجيا الحديثة. حصر هذه التقنية في المعامل والمصانع يعني منع دخولها المباشر في حياة الانسان قبل عقود من الآن، ولم يكن انعكاسها على حياة الافراد بشكل ملموس كما يحصل في الوقت الحالي الذي احتلت فيه الاتمتة مكانة مميزة في الاعمال اليومية العامة والمنزلية، حتى تحولت الى ضرورة مجتمعية لا غنى عنها. لقد فرضت الاتمتة او المظاهر التكنولوجية نفسها داخل المنازل وقطاع الخدمات العامة، واوجدت لنفسها مكانا مرموقا في التعليم والصحة والحياة الاجتماعية بصورة خاصة، اذ تشكل هذه المكانة النقلة الجوهرية من الرفاهية إلى الضرورة، وتعكس تحولا عميقا في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا. ولم تعد التكنولوجيا حكرا على الأغنياء من أصحاب المصانع وورش العمل وغيرهم، بل أصبحت متاحة في الوقت الحالي امام الجميع، اذ بات من الممكن إدارة المنزل كاملا عبر الهواتف الذكية، بدءً من التحكم بدرجات حرارة المكيفات والإضاءة، إلى مراقبة كاميرات الأمن، بل وحتى جدولة مهام التنظيف. وقد رافق إدخال التكنولوجيا الى الحياة المنزلية الكثير من التسهيلات وتذليل المصاعب على الافراد وبالخصوص ربات البيوت اللواتي استفدنّ من هذه التقنيات اقصى درجة من الفائدة، فمثلا لا توجد امرأة في الوقت الحالي تغسل الملابس بيديها كما كانت النساء في السنين الماضية، ولم تعد ربة المنزل تحتار بغسل الاواني، بعد ان توفرت غسالة الصحون في اغلب المطابخ. ولم تترك الاتمتة من جهد خدمي لتضيفه للقطاع الصحي، فقد ساعدت في تحسين جودة الرعاية الطبية بشكل غير مسبوق، ذلك عبر توفيرها الأجهزة القابلة للارتداء التي تقيس نبضات القلب أو مستويات الاوكسجين، فمن خلال هذه التقنيات يستلم الطبيب بيانات لحظية عن الحالات المرضية، الامر الذي يسمح لهم بالتدخل السريع وإنقاذ الحالات الخطيرة. اما في قطاع النقل، تتجلى أهمية الأتمتة بوضوح من خلال المركبات ذاتية القيادة أو شبه الذاتية، مع توافر العديد من البرامج مثل "ويز" الذي يعتمد على بيانات آنية يخبر السائقين بوجود طرق بديلة في حالات الازدحام أو الحوادث، ما ساهم في تحسين حركة النقل وتقليل أوقات التنقل. التعليم أيضا شهد قفزة نوعية بفضل الأتمتة، حيث انتشرت المنصات التعليمية الذكية التي توفر محتوى تعليميا مخصصا يتكيف مع مستوى كل طالب. بحيث أصبحت هذه الأدوات ضرورة في زمن التعليم عن بُعد، إذ وفرت بيئة تعليمية مرنة وفعالة، مكنت ملايين الطلبة حول العالم من متابعة دراستهم في ظل الأزمات أو في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية التعليمية. في المحصلة، لم تعد الأتمتة رفاهية أو خيارا تكميليا، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان بقاء المجتمعات قادرة على التكيف مع التحديات الحديثة مثل الكثافة السكانية، وتغير المناخ، والأزمات الصحية، وضغوط الحياة اليومية المتسارعة، ومع إدراك هذه الحقيقة، ينبغي لنا توجيه جهودنا نحو بناء بيئة تشجع على تبني الأتمتة بشكل متوازن ومسؤول، يحقق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا دون الإضرار بالقيم الإنسانية الأساسية.

"Dropsite": "غوغل" تستحوذ على شركة تجسّس إسرائيلية
"Dropsite": "غوغل" تستحوذ على شركة تجسّس إسرائيلية

الميادين

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الميادين

"Dropsite": "غوغل" تستحوذ على شركة تجسّس إسرائيلية

موقع "Dropsite News" ينشر تقريراً يتناول الصفقة، التي أعلنتها شركة "غوغل" للاستحواذ على شركة "ويز" الإسرائيلية لأمن الحوسبة السحابية، بمبلغ 32 مليار دولار. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: في منتصف الشهر الماضي، أعلنت شركة "غوغل" نيّتها الاستحواذ على شركة "ويز" الإسرائيلية لأمن الحوسبة السحابية، لقاء مبلغ هائل بنحو 32 مليار دولار. والصفقة في انتظار موافقة الجهات التنظيمية، وهي تُعَدّ الأكبر إطلاقاً لشركة إسرائيلية. وجاء، في بيان "غوغل"، أنّ الاستحواذ "يتيح للشركات بجميع أحجامها الناشئة والكبيرة، إضافة إلى الحكومات ومؤسّسات القطاع العام، استخدام ويز لحماية كلّ أشغالهم في السحابة، من خلال انضمام ويز إلى غوغل كلاود". لكنّ خدمات الأمن، التي تقدّمها الشركة ومقرّها "تلّ أبيب"، ستظلّ متاحة عبر منصّات سحابية أخرى تستخدمها شركات كبرى، من ضمنها "أمازون ويب سيرفس"، و"أوراكل كلاود"، و"مايكروسوفت أزور". إلّا أنّ ما لم يذكر في إعلان غوغل هو الخلفيات الشخصية لمؤسّسي شركة "ويز"، وهم ينون كوستيكا، وآساف رابابورت، وآمي لوتواك، وروي ريزنيك، وجميعهم من قدامى المحاربين في "الوحدة 8200" في قسم استخبارات التجسّس الإلكتروني في "الجيش" الإسرائيلي، والذي يؤدّي دوراً رئيساً في تنفيذ حروب "إسرائيل" على غزّة ولبنان. و"الوحدة 8200" هي وحدة نخبة في "الجيش" الإسرائيلي، تجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة وفكّ الشفرات، إضافة إلى عمليات الأمن السيبراني والقرصنة. واتّهمت الوحدة من جانب قدامى المحاربين آخرين بمراقبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة على نطاق واسع، بغرض "الاضطهاد السياسي"، إضافة إلى توفير معلومات كي تستخدم في عمليات قتل استهدافية، استناداً أحياناً إلى تفسيرات فضفاضة لبيانات المراقبة. وإضافة إلى كونها عنصراً حيوياً في المؤسّسة العسكرية الاستخبارية الإسرائيلية، أصبحت "الوحدة 8200" بمنزلة قناة لتجنيد الشركات في وادي السيليكون، بحيث أسّس قدامى المحاربين عدداً من الشركات الناشئة البارزة في مجال التكنولوجيا، ضمنها مجموعة "أن أس أُو"، الشركة المطورة لبرنامج التجسّس "بيغاسوس"، الذي استُخدم في هجمات قرصنة على معارضين وصحافيين على الصعيد العالمي. في الماضي كان خرّيجو "الوحدة 8200"، يتحدّثون بصوت خافت عن وظيفتهم، أمّا الآن فيروّجونها في البيانات الصحافية لجذب العملاء وأموال الاستثمار لشركاتهم الناشئة، وهذا ما أشارت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" في العام الماضي، بشأن العلاقة المتنامية بين القوات العسكرية الإسرائيلية وصناعة التكنولوجيا الأميركية. إضافة إلى تأسيس شركاتهم الخاصة، شكّلت عمليات الاستحواذ، التي قامت بها شركات وادي السيليكون، وسيلة لمحاربي "الوحدة 8200" السابقين لترسيخ أقدامهم في الولايات المتحدة. ومنذ بداية الحرب على غزة، استحوذ وادي السيليكون على عدد من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، من ضمنها صفقة استحواذ بقيمة مليار دولار تقريباً من جانب شركة "بالو ألتو نتوركس" لشركتي "ديغ سيكيوريتي" و"تالون سايبر سيكيوريتي"، وتمّت الصفقة بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. ومثل "ويز"، أسس الشركتان أيضاً أعضاء سابقون في "الوحدة 8200". أثارت العلاقة المتنامية بين وادي السيليكون و"الجيش" الإسرائيلي قلق المراقبين للصناعة الذين انتقدوا دور شركات التكنولوجيا في تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. في الأساس، يُموّل قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي بأكمله من جانب مستثمرين أميركيين مغامرين. ومن الشائع جداً أن تشهد استحواذات من جانب وادي السيليكون على شركات إسرائيلية، بحيث خدم كبار المسؤولين في هذه الشركات سابقا وفي "الوحدة 8200". وهذا يمنحهم صوتاً داخلياً، كما قال بول بيغار، مهندس برمجيات ومؤسّس مجموعة "تك فور فلسطين" الناشطة. وفي تعليقه على استحواذ غوغول الضخم الجديد، قال: "لا يجب الوثوق بشركة ويز، لأنّها تأخذ جميع بيانات المستخدمين، وتمرّرها عبر شركة إسرائيلية يديرها مسؤولون استخباريون سابقون". 4 نيسان 11:36 4 نيسان 08:07 وقال باحث يعمل على روابط العلاقات بين وادي السيليكون وعالم الاستخبارات، لموقع "دروب سايت"، إنّ مؤسّسة الاستخبارات الإسرائيلية أقامت علاقات عميقة وموسّعة بشركات التكنولوجيا الأميركية، وتمّ توثيق أكثر من 1400 عضو حالي وسابق في "الوحدة 8200"، ومن المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومديرية الدفاع السيبراني في "الجيش" الإسرائيلي، يعملون جميعهم الآن في شركات وادي السيليكون الكبرى. وجمع الباحث القائمة من معلومات مفتوحة المصدر بشأن الأفراد، الذين لا يزال بعضهم في عداد جنود الاحتياط في هذه الوحدات، إضافة إلى وظائفهم حيث يعملون في المناصب الهندسية والقيادية العليا والمتوسّطة في شركات كبرى، مثل "سيسكو" و"مايكروسوفت"، و"نفيديا" و "إنتل" و"غوغل"، وعدد من الشركات الأخرى في قطاع التكنولوجيا الأميركي، ولديها مكاتب في "إسرائيل" والولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف الباحث، الذي جمع البيانات وحلّلها، وطلب عدم الكشف عن هويته، أنّه "إذا وقفت وسط وادي السيليكون ورميت حجراً، فستصيب أعضاء حاليين أو سابقين في الوحدة 8200". يمثّل استحواذ غوغل على شركة "ويز" دفعة نقدية ضخمة للاقتصاد الإسرائيلي عموماً، والذي كان تضرّر بشدّة خلال الفترة الماضية ومدتها عام ونصف عام، في ظلّ الحروب الإسرائيلية في غزّة ولبنان وسوريا. وسيحصل موظّفُو الشركة، البالغ عددهم 1800، وكثير منهم يقيمون بـ"إسرائيل"، على 1.5 مليار دولار أميركي من الصفقة. ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تقدّر المزايا الضريبية الجماعية، التي دفعها مؤسّسُو "ويز" ومستثمروها وموظّفوها إلى الحكومة الإسرائيلية، نتيجة لهذا الشراء، بنحو 4 مليارات دولار أميركي. وأشارت المقالة إلى أنّ "إيرادات الضرائب المقدَّرَة، والتي يمكن أن تحصل عليها "إسرائيل" من هذه الصفقة، تعادل نحو 0.6% من الناتج المحلّي الإجمالي"، مضيفةً أنّ قرار غوغل من شأنه أن يساعد الحكومة في الواقع على مواصلة حروبها الجارية من خلال المساعدة على "تخفيف الضغط عنها لتمويل نفقات الدفاع والحرب وخفض عجز الميزانية ومستويات الديون المرتفعة". كانت وكالة "موديز" المالية، التي تعنى بتوقّعات الاستقرار الاقتصادي، خفّضت التصنيف الائتماني لـ "إسرائيل" مرّتين في السابق، بسبب حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاضطرابات الاقتصادية المرتبطة بالحرب. وفي أواخر الشهر الماضي أشارت الوكالة تحديداً إلى ضعف قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي كونه خطراً على المحافظة على قواعدها الضريبية. وأضافت الوكالة في تقرير يحذر من المخاطر المتزايدة في المستقبل، بسبب "عدم اليقين بشأن أمن إسرائيل على المدى الطويل، وعلى آفاق النمو الاقتصادي، مع وجود مخاوف أيضاً على قطاع التكنولوجيا الفائقة ذات الأهمّية الخاصة، بالنظر إلى دورها المهمّ كمحرّك للنموّ ومساهم كبير في حصيلة الضرائب الحكومية. كذلك، فإنّ قرار شركة غوغل بدفع مبلغ ضخم لشراء شركة "ويز"، هو إنقاذ فعلي للاقتصاد الإسرائيلي، ويأتي في وقت تسعى فيه الشركة أيضاً إلى بناء علاقات أوثق مع الجهات التنظيمية في إدارة ترامب. وفي حين تضرّر الاقتصاد الإسرائيلي، وخصوصاً قطاع التكنولوجيا من جرّاء الحرب، أعلنت غوغل مؤخّراً خططاً لاستئجار أكثر من 60 ألف متر مربع من المساحات المكتبية في "تلّ أبيب"، ودفعت أكثر من 300 مليون دولار على مدى عقد لاستئجار مكتب ضخم للشركة في برج توها 2 في المدينة. وساهمت هذه القرارات الاستثمارية في دعم "إسرائيل" حتّى خلال خضوعها لتدقيق متزايد بشأن سلوكها خلال الحرب. قبل الحرب الحالية بوقت طويل، احتجّ موظّفو غوغل وطالبوا الشركة بإلغاء عقد قيمته 1.2 مليار دولار مع الحكومة والجيش الإسرائيليين، والمعروف باسم مشروع "نيمبوس"، والذي قدّم كمشروع مشترك بين غوغل وأمازون لخدمات الحوسبة السحابية المتقدّمة، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وغيرها من الخدمات التكنولوجية للحكومة الإسرائيلية. ومن بين الإمكانيات التي ستحصل عليها الحكومة الإسرائيلية أيضاً وكجزء من الصفقة الجارية، هو الوصول إلى أدوات كشف الوجه، والتعرّف إلى الصور، وتحليل المشاعر، وهي أدوات مفيدة لإجراء الاستطلاع والمراقبة. وفي أعقاب احتجاجات داخلية على مشروع "نيمبوس"، شملت اعتصامات في عدة مكاتب وفروع طردت شركة غوغل عشرات الموظفين الذين كانوا جزءاً من مجموعة "لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري". كانت منصات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على تقنية السحابة، والتي سارعت غوغل لتوفيرها لـ "إسرائيل" بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، جزءاً لا يتجزأ من هجوم "الجيش" الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد استخدمت برامج ذكاء اصطناعي مثل "لافندر" و"أين أبي"، التي كشفت عنها لأول مرّة "مجلة +972" الإسرائيلية، لتوليد أهداف للاغتيال تلقائياً، بحيث حدد أكثر من 37 ألف فلسطيني ومنازلهم في غزة كأهداف. وبمساعدة البرنامج، منح ضباط في "الجيش" "موافقة شاملة على اعتماد قوائم قتل برنامج "لافندر"، من دون الحاجة إلى التحقق بدقة من سبب اتخاذ الآلة لهذه الخيارات أو فحص بيانات الاستخبارات الخام التي استندت إليها. وأدى استخدام "الجيش" الإسرائيلي تقنيات غوغل وأمازون، من ضمنها الخدمات السحابية مثل تلك التي من المرجح الآن أن يتم تعزيزها بواسطة "ويز"، إلى التدقيق في منظمات الحريات المدنية التي تركز على التكنولوجيا مثل مؤسسة الحرية الإلكترونية، والتي انتقدت العام الماضي الاستخدام المزعوم لمثل هذه التقنيات للمساعدة على "الاعتقالات والقتل والقمع المنهجي للصحفيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية وعمال الإغاثة والعائلات والسكان المدنيين. ومن المرجح أن يؤدي استحواذ غوغل على شركة "ويز" إلى تمتين العلاقة بين وادي السيليكون والمؤسستين العسكرية والاستخبارية الإسرائيليتين، بحيث يؤدي قدامى المحاربين في "الوحدة 8200"، دوراً رئيساً. يقول أحد منظمي حملة "لا لبرنامج أزور للفصل العنصري"، حسام نصر، وهو موظف سابق في مايكروسوفت فُصل لمشاركته في وقفة احتجاجية في الشركة، "إن أكبر استحواذ على شركة أمن سيبراني إسرائيلية في هذه اللحظة يُمثل لحظة حاسمة لكشف حقيقة غوغل وشركات التكنولوجيا الكبرى، حيث سيتمكن عملاء سابقون في الوحدة 8200 من الوصول إلى تقنيات وبيانات غوغول، التي لا يمكن الوثوق بأنها ستمنع استخدامها لأغراض خبيثة". نقله إلى العربية: حسين قطايا

غوغل" تشتري شركة "ويز" للأمن السيبراني بصفقة ضخمة قيمتها 32 مليار دولار"
غوغل" تشتري شركة "ويز" للأمن السيبراني بصفقة ضخمة قيمتها 32 مليار دولار"

النهار

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • النهار

غوغل" تشتري شركة "ويز" للأمن السيبراني بصفقة ضخمة قيمتها 32 مليار دولار"

أبرمت شركة "غوغل" "اتفاقية نهائية" للاستحواذ على شركة الأمن السيبراني الأميركية "ويز" Wiz مقابل 32 مليار دولار، وفق بيان صدر الثلاثاء. وستُنفذ عملية الاستحواذ هذه نقداً بالكامل، ومن المقرر الانتهاء منها في عام 2026. وهذا أكبر استحواذ على الإطلاق من جانب "غوغل" وشركتها الأم "ألفابت" اللتين تعملان على تعزيز مكانتهما في مجال أمن المعلوماتية، وهي سوق آخذة في النمو. وحتى الآن، ترجع أكبر صفقة للمجموعة التي تتخذ مقراً في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا إلى عام 2012، مع استحواذها على "موتورولا موبيليتي"، قسم المعدات السابق لدى موتورولا، مقابل 12,5 مليار دولار. وكانت "غوغل" قد حاولت العام الماضي الاستحواذ على "ويز" التي تأسست قبل خمس سنوات فقط، لكن مجلس الإدارة رفض عرض المجموعة العملاقة الذي قدرت وسائل إعلام أميركية قيمته بنحو 23 مليار دولار. وفي رسالة داخلية لموظفي الشركة التي يقع مقرها في نيويورك، أشار الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك عساف رابابورت إلى أن المجموعة تفضل الاستعداد لطرح عام أولي في البورصة. لكن "غوغل" لم تستسلم وزادت من قيمة عرضها بشكل كبير، إذ لم تتردد في عرض ضعف التقييم العائد لشركة "ويز" خلال بيع أسهمه أخيراً في نهاية عام 2024. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" سوندار بيتشاي في مؤتمر عبر الهاتف إن "الذكاء الاصطناعي يطرح مخاطر جديدة، لكنه يقدم أيضاً فرصاً جديدة". وأضاف أن تكامل ويز مع "غوغل" من المرجح أن "يعمل على تسريع قدرة الشركات على تعزيز أمنها مع خفض تكاليفها، وتشجيع اعتماد الحوسبة السحابية". وصلت شركة "ويز" إلى 500 مليون دولار من الإيرادات المتكررة في العام الماضي، وتتوقع أن تتجاوز المليار دولار في عام 2025. ويفاقم الاستخدام المتزايد للحوسبة السحابية من خطر التعرض للهجمات الإلكترونية، إذ تعتمد الشركات على البنية التحتية الموجودة في مواقع مختلفة. يتطلب صعود الذكاء الاصطناعي قدرات معالجة وتخزين توفرها مراكز البيانات، ما يزيد من أهمية الحوسبة السحابية. وقد تمايزت شركة "ويز" من خلال تصميم نموذج أمان لتكنولوجيا المعلومات يتمحور حول استخدام السحابة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store