
ضغوط ترامب أوقفت مؤتمر ماكرون الدولي لدعم لبنان
كتبت دوللي بشعلاني في 'الديار'
يتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ دخوله للمرة الثانية الى البيت الأبيض، عن أنّه 'يكره الحروب ويريد إحلال السلام في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط'، الى درجة كلامه عن أنّه يسعى الى نيل 'جائزة نوبل للسلام'. غير أنّ أنّ زيارته الرسمية الأولى الى خارج البلاد، والتي شملت دول الخليج من 12 الى 16 أيّار الجاري، أكّدت أنّ السلام في الشرق الأوسط هو 'كلام في الهواء'، لم يُفتح بابه بعد على ما كان يُفترض، رغم تطرّقه بشكل سريع الى انضمام الدول العربية الى 'اتفاقات أبراهام'، ومطالبته الرئيس السوري أحمد الشرع بانضمام بلاده اليها، فضلًا عن مطالبته إيّاه بمغادرة الإرهابيين الأجانب من سورية، لا سيما العناصر الفلسطينيية المصنّفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، كونهم يشكلون تهديدًا لسورية كما للمصالح الأميركية فيها، في ظلّ توقّعاته بموافقة لبنان لاحقًا على الانضمام الى هذه الاتفاقات.
غير أنّ ترامب لم يتحدّث عن آلية حصول مثل هذا الأمر، ولا عن أي دعم أميركي لسورية للتخلّص من الإرهابيين، ولا عن الثمن أو المقابل الذي ستجنيه دول المنطقة من هذا التطبيع، ولا عن كيفية انضمام كلّ من لبنان وسوريا الى التطبيع مع 'إسرائيل'، في ظلّ استمرارها في احتلالها الجولان والأراضي اللبنانية، ومواصلة اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، كما حربها على قطاع غزّة.
تقول مصادر سياسية مطّلعة إنّ جولة ترامب الى دول الخليج، حصد منها توقيع اتفاقيات 'شراكة' تجارية واقتصادية مع هذه الدول، بقيمة 3.6 تريليون دولار (تريليون من السعودية، 1.2 تريليون من قطر، و1.4 تريليون من الإمارات العربية، فضلاً عن هدية من قبل قطر هي عبارة عن طائرة بوينغ 747 بقيمة 400 مليون دولار، قدّمها ترامب أخيراً الى القوّات المسلّحة الأميركية، على ما قيل)… فالعقود والصفقات المالية هي التي تهمّ ترامب وليس 'السلام' في المنطقة، بحسب المصادر، على ما يُحاول أن يُصوّر للمجتمع العربي والدولي. فهو لم يتمكّن بعد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا الحرب 'الإسرائيلية' على قطاع غزّة. كما أنّه لم يأتِ على ذكر 'مبادرة السلام العربية' التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في قمّة بيروت في العام 2002 للسلام في الشرق الأوسط بين 'إسرائيل' والفلسطينيين. وتهدف الى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل إعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية و'إسرائيل'. كما أنّه لم يتحدّث عن حقوق الإنسان التي تعاني من الحروب، لا سيما في غزّة وفي لبنان، انطلاقاً من أنّ بلاده معروفة بدفاعها عنها، باستثناء قوله بأنّه 'علينا مساعدة الناس الجائعين في غزّة'، من دون التطرّق الى أي تصريحات بشأن إنهاء الحرب فيها. في يحن ظهر أخيرًا الشجب الأوروبي لتجويع وقتل الفلسطينيين في غزّة من قبل نتنياهو، الأمر الذي قد يُضيّق الخناق على عنقه، هو الصادرة ضده مذكرة توقيف من قبل محكمة الجنايات الدولية؟
عن أي سلام يتحدّث ترامب، والأمور في لبنان والمنطقة لا تزال على حالها؟ صحيح أنّ التغيير حصل في سورية، على ما تلفت المصادر، غير أنّه لم يكتمل. وفي غزّة لم يتمكّن ترامب حتى الساعة من لجم مطامع نتنياهو في السيطرة والتوسّع عن طريق قتل الأبرياء، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، واستكمال مشروع تهجير الغزّاويين الى سيناء. وفي لبنان، ورغم اتخاذ قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله و 'إسرائيل'، ودخوله حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، فإنّ 'إسرائيل' لم تُنفّذ بعد أي بند من هذا الاتفاق، لا سيما الانسحاب من التلال الخمس ومن الأراضي اللبنانية المحتلّة، ولم يتمّ إيجاد بالتالي أي حلّ للنقاط الـ 13 المتنازع عليها عند الخط الأزرق، رغم قيام الدولة اللبنانية بما طالبها به الاتفاق لجهة نزع سلاح حزب الله من جنوب الليطاني، لتتحوّل المطالب الى نزعه من شماله ومن البلد ككلّ، على ما جاء أخيرا على لسان نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي ستزور لبنان الأسبوع المقبل.
من هنا، فإنّ ترامب الذي يعبر نحو المرحلة الخامسة من مفاوضاته مع إيران، على ما تؤكّد المصادر، يريد أولاً طمأنة الحلفاء الاستراتيجيين بأنّ أي اتفاق معها، أيًّا كان نوعه، لن يكون على حساب شركائه في دول الخليج. كما أعاد ترامب من خلال تصريحاته التي تطرّق فيها الى الملف اللبناني خلال جولته الخليجية، التأكيد على أنّ الأولوية بالنسبة لواشنطن هي نزع سلاح الحزب، إذ قال إنّه 'لدى اللبنانيين الفرصة للتحرّر من سلاح الحزب… وإنّ الفرصة تأتي مرّة واحدة في العمر'، حتى قبل الإصلاحات المطلوبة. أمّا إعادة الإعمار أو التطبيع مع 'إسرائيل'، على الأقلّ بالنسبة الى لبنان، فلم يأتِ على ذكرهما، كونه يعلم تماما بأنّ 'إسرائيل' لا تريد السلام مع لبنان، بل تنفيذ مشروعها التوسّعي وهو السيطرة العسكرية على المنطقة الجنوبية فيه، على غرار ما تفعل في الجولان، وتريد فعله في غزّة.
في الوقت نفسه، فإنّ المؤتمر الدولي لإعادة إعمار لبنان الذي كان يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحضيره لدعوة المجتمع الدولي والدول المانحة اليه، خصوصاً بعد الإصلاحات التي قامت بها الدولة اللبنانية حتى الآن، فقد توقّف حالياً بضغط أميركي ، على ما كشفت المصادر. فليس لدى ترامب من نيّة لبدء إعادة إعمار لبنان في المرحلة الراهنة، قبل تنفيذ مطلب نزع سلاح حزب الله أولاً من قبل لبنان، على ما تريد 'إسرائيل'. غير أنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون تحدّث أخيرا عن أنّ 'نزع سلاح الحزب حسّاس ويتحقّق مع توافر الظروف'، وأنّه 'ليس أمام الحزب إلّا خيار القبول بمفهوم الدولة'. فالحوار الثنائي مع الحزب جارٍ على قدم وساق، في حين أنّ 'إسرائيل' لم تُنفّذ انسحابها بعد من التلال الخمس الحدودية، على ما ينصّ الاتفاق، وتواصل اعتداءاتها وتمنع الجنوبيين من العودة الى قراهم، حتى ولو أرادوا تركيب منازل جاهزة مؤقتة. في الوقت الذي ينوي فيه ترامب قبول عرض الشرع بإعادة إعمار بلاده من قبل الشركات الأميركية بقيمة 400 مليار دولار، وإقامة أبراج ترامب- دمشق شبيهة ببرج ترامب في نيويورك، وما الى ذلك، كونه أبدى استعداده للدخول في عملية التطبيع مع 'إسرائيل'، بعد رفع العقوبات الأميركية، وتحديداً 'قانون قيصر' عن سورية.
وفي ما يتعلّق بسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات الفلسطينيية، على ما يُطالب الإتفاق أيضاً، والذي سيجري تحديد أطره اليوم بين الرئيسعون والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس خلال زيارته الى لبنان، فيهدف وفق المصادر، الى إلغاء حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، الذي ينصّ عليه القرار 194 و'توطين' الفلسطينيين في لبنان رغم رفضه لهذا الأمر. وقد يُصار الى ترحيلهم لاحقاً الى ليبيا، مقابل رفع العقوبات عن هذه الأخيرة، على ما يجري التخطيط له من قبل واشنطن و'تلّ أبيب'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني
يعاني كيان الاحتلال من أزمة في الملاحة الجوية، بفعل الحظر الجوي الذي تفرضه 'أنصار الله' في اليمن على مطار بن غوريون، حيث أُلغيت نحو 45 رحلة جوية إلى تل أبيب خلال 24 ساعة فقط. وأظهر موقع 'فلايت رادار' المتخصص بتتبع حركة الطيران، انخفاضاً حاداً في عدد الرحلات المتجهة إلى مطارات الاحتلال، مؤكداً إلغاء العشرات منها، وخاصة إلى مطار بن غوريون، مع استمرار التهديدات اليمنية باستهداف المطارات الإسرائيلية. وقال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة 'رايان إير'، إن شركته 'فقدت صبرها تجاه الوضع الأمني في مطار بن غوريون'، مشيراً إلى أن الشركة 'تدرس نقل رحلاتها إلى وجهات بديلة في أوروبا لضمان بيع المقاعد بشكل آمن'. وتأتي هذه التطورات في ظل تكرار 'أنصار الله' تحذيراتها لشركات الطيران من مغبة الاستمرار في تسيير الرحلات إلى الأراضي المحتلة، مؤكدة أنّ جميع مطارات الاحتلال باتت ضمن بنك أهدافها. وفي هذا السياق، كتب صحافي صهيوني: 'لا يمكننا هزيمة اليمنيين، فهم عازمون وحازمون! لقد نجحوا في تعطيل الرحلات إلى إسرائيل ويُسببون لنا أضراراً جسيمة وإزعاجاً متواصلاً'. أما الصحافي الصهيوني ليئور دايان، فتساءل: 'كيف أصبحت اليمن دولة لا يمكن لأحد إيقافها؟ هذه الحركة الصغيرة تحولت إلى واحدة من أكثر القوى غير المتوقعة والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط؛ إنها تحتل المدن، تطلق الصواريخ، تهاجم إسرائيل، وتحوّل اليمن إلى دولة لا يمكن غزوها أو قصفها أو السيطرة عليها من الداخل'. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، تكبّد قطاع السياحة في كيان الاحتلال خسائر فادحة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار. وعزت المصادر هذا الانهيار إلى تحذيرات السفر التي أصدرتها عشرات الدول، مشيرة إلى انخفاض بأكثر من 90% في عدد السياح القادمين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني
يعاني كيان الاحتلال من أزمة في الملاحة الجوية، بفعل الحظر الجوي الذي تفرضه 'أنصار الله' في اليمن على مطار بن غوريون، حيث أُلغيت نحو 45 رحلة جوية إلى تل أبيب خلال 24 ساعة فقط. وأظهر موقع 'فلايت رادار' المتخصص بتتبع حركة الطيران، انخفاضاً حاداً في عدد الرحلات المتجهة إلى مطارات الاحتلال، مؤكداً إلغاء العشرات منها، وخاصة إلى مطار بن غوريون، مع استمرار التهديدات اليمنية باستهداف المطارات الإسرائيلية. وقال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة 'رايان إير'، إن شركته 'فقدت صبرها تجاه الوضع الأمني في مطار بن غوريون'، مشيراً إلى أن الشركة 'تدرس نقل رحلاتها إلى وجهات بديلة في أوروبا لضمان بيع المقاعد بشكل آمن'. وتأتي هذه التطورات في ظل تكرار 'أنصار الله' تحذيراتها لشركات الطيران من مغبة الاستمرار في تسيير الرحلات إلى الأراضي المحتلة، مؤكدة أنّ جميع مطارات الاحتلال باتت ضمن بنك أهدافها. وفي هذا السياق، كتب صحافي صهيوني: 'لا يمكننا هزيمة اليمنيين، فهم عازمون وحازمون! لقد نجحوا في تعطيل الرحلات إلى إسرائيل ويُسببون لنا أضراراً جسيمة وإزعاجاً متواصلاً'. أما الصحافي الصهيوني ليئور دايان، فتساءل: 'كيف أصبحت اليمن دولة لا يمكن لأحد إيقافها؟ هذه الحركة الصغيرة تحولت إلى واحدة من أكثر القوى غير المتوقعة والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط؛ إنها تحتل المدن، تطلق الصواريخ، تهاجم إسرائيل، وتحوّل اليمن إلى دولة لا يمكن غزوها أو قصفها أو السيطرة عليها من الداخل'. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، تكبّد قطاع السياحة في كيان الاحتلال خسائر فادحة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار. وعزت المصادر هذا الانهيار إلى تحذيرات السفر التي أصدرتها عشرات الدول، مشيرة إلى انخفاض بأكثر من 90% في عدد السياح القادمين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. المصدر: موقع المنار

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
أورتاغوس نقلت رسالة ترامب: تسليم السلاح أو القضاء على الحزب نهائيّاً!
في لحظةٍ سياسية حاسمة، دعت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من الدوحة أمس، الحكومة اللبنانية الى اتخاذ قرار نهائي بشأن نزع سلاح حزب الله. وهذه الرسالة الواضحة والمباشرة اتت في ظل ضغط اميركي كبير من اجل تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت. وشددت أورتاغوس على أن نزع السلاح لا يقتصر على جنوب الليطاني، بل يجب أن يشمل كامل الأراضي اللبنانية. اذاً يعود ملف السلاح الى الواجهة، ولا يتوقف الامر على أورتاغوس، اذ ان الموقف الاكثر صراحة جاء على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جيم ريش، الذي طالب اللبنانيين بالتخلص نهائياً من الحزب، كما كشف عن قناعة أميركية بأن الجيش اللبناني بات مؤهلاً لطرد الحزب، مشدداً على دعم واسع من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتعزيز دور الجيش اللبناني وتوسيع سلطته الأمنية على الحدود مع سوريا وإسرائيل، وعلى المرافق الحيوية كالجمارك والمطار. بالتالي، هذا الموقف التصعيدي، يعكس تحولاً نوعياً في السياسة الأميركية تجاه المعادلة اللبنانية، الامر الذي يأتي بالتزامن مع الرسائل الاسرائيلية الموجهة الى الداخل اللبناني من خلال تصعيد عسكري يستهدف مناطق في جنوب لبنان للتشويش على الاستحقاق البلدي يوم السبت المقبل. ويقول مصدر ديبلوماسي اميركي عبر وكالة "أخبار اليوم"، ان المبعوثة الاميركية حملت رسالة مباشرة من الادارة الاميركية، ليس الى الحزب فقط، بل هذه المرة الى الدولة اللبنانية ايضا، مفادها ان واشنطن مستعجلة على انجاز ملف حصر السلاح، فإما جمعه فوراً في شمال الليطاني كما حصل في جنوبه، وإلّا فان البديل سيتمثل بالقضاء على الحزب نهائياً، مشيراً الى أن اورتاغوس تنفذ أوامر الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجهة حصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحظى بدعمه لجهة السقف العالي الذي تعبر عنه. شادي هيلانة - "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News