
"تصعيد بلا هوادة".. "ترامب" يتوعّد الاتحاد الأوروبي بجمارك 50% والتكتل يلوّح بتعريفات انتقامية
في تصعيدٍ مفاجئ ومثيرٍ للقلق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عزمه فرض تعريفة جمركية ضخمة بنسبة 50% على السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى توقف المفاوضات التجارية بين الطرفين، وهذا التهديد، الذي أطلقه ترامب عبر منصته "سوشال تروث" من مقر إقامته في الولايات المتحدة، يعكس حالة من الجمود الاقتصادي بين أميركا والاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي الذي يتجاوز 250 مليون دولار سنوياً مع الاتحاد الأوروبي، وهو رقم يعتبره ترامب "غير مقبول على الإطلاق"، فما تداعيات هذا الإجراء على الاقتصادين الأوروبي والأمريكي؟
وأرجع ترامب قراره إلى ما وصفه بـ "الحواجز التجارية القوية، وضرائب القيمة المضافة، والعقوبات الشركاتية السخيفة، والحواجز التجارية غير النقدية، والتلاعبات النقدية، والدعاوى القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية" التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وتصريحات ترامب، التي صعّدها لاحقًا في المكتب البيضاوي بقوله: "أنا لا أسعى لصفقة، لقد حددنا الصفقة – إنها 50%"، تلقي بظلالها على العلاقات التجارية الدولية. وفي إشارة إلى مرونة محتملة، ذكر ترامب إمكانية تأجيل موعد الأول من يونيو إذا رغب أحدهم في بناء مصنع داخل الولايات المتحدة.
ولم يتأخر رد فعل الأسواق على تهديدات ترامب، فشهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسة تراجعًا حادًا؛ فقد انخفض مؤشر STOXX 600 المعياري بنسبة 1.7%، وهبط مؤشر داكس الألماني 2.4%، بينما تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 2.2%، ومؤشر فوتسي لندن 1%. كما تأثرت الأسهم الأمريكية، حيث افتتح مؤشر داو منخفضًا بـ 480 نقطة، أي 1.15%. هذه الانتكاسات تعكس القلق المتزايد من تجدد الحرب التجارية التي قد تؤثر سلبًا في النمو الاقتصادي العالمي.
وامتنع أولوف غيل المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، عن التعليق المباشر، بانتظار مكالمة بين ماروش شيفشوفي، المفوض الأوروبي للتجارة، وممثل التجارة الأمريكي جاميسون غرير، وفي المقابل، أعرب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، عن أمله في أن "يشعل هذا حماس الاتحاد الأوروبي"، مشددًا على أن مقترحات الاتحاد الأوروبي لم تكن على مستوى جودة مقترحات الشركاء التجاريين الآخرين.
وتكمن جذور اعتراضات ترامب على الاتحاد الأوروبي فيما يسميه "الحواجز التجارية غير النقدية"، إضافة إلى العجز التجاري مع الولايات المتحدة. فوفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي 236 مليار دولار العام الماضي، وتشمل هذه الحواجز ضرائب القيمة المضافة وضرائب الخدمات الرقمية، بينما يتم رد ضرائب القيمة المضافة عند تصدير سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، تُفرض هذه الضرائب عند دخول السلع الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي، أما ضرائب الخدمات الرقمية، فتستهدف الإيرادات الإجمالية للشركات العاملة عبر الإنترنت، مما يؤثر بشكل خاص في شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، مثل: ميتا وأبل وجوجل وأمازون ومايكروسوفت.
وفي مواجهة هذا التصعيد، كان الاتحاد الأوروبي قد استبق الأحداث في وقت سابق من هذا الشهر، كاشفًا عن خطة لفرض تعريفات انتقامية بقيمة 108 مليارات دولار، تشمل مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية والزراعية، في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة، وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد قدّم عرضًا لتعريفات "صفر مقابل صفر"، مشددة على أن "جميع الأدوات، جميع الخيارات تبقى على الطاولة" في حال فشل المفاوضات.
وعبّر رئيس الوزراء الأيرلندي، مايكل مارتن، عن "خيبة أمل هائلة" من تهديد ترامب، مشككًا في ادعاء بيسينت، بأن الاتحاد الأوروبي لا يتفاوض بحسن نية، وحذّر مارتن من أن هذه التعريفات لن تؤدي فقط إلى رفع الأسعار، بل ستلحق ضررًا بالغًا بإحدى أهم العلاقات التجارية في العالم، إضافة إلى تعطيل التجارة العالمية الأوسع.
وتندرج تصريحات ترامب الأخيرة، بعد تهديده لشركة أبل بفرض تعريفة 25% إذا استمرت في تصنيع هاتف آيفون خارج الولايات المتحدة، في إطار استياء ترامب من عدم تصنيع آيفون في الولايات المتحدة، على الرغم من خطط أبل لنقل إنتاج آيفون المخصص للولايات المتحدة إلى الهند لخفض التكاليف التعريفية، فهل ستنجح هذه الضغوط في إعادة رسم خريطة سلاسل الإمداد العالمية؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 26 دقائق
- أرقام
صحيفة: وكالة أمريكية تسعى لإلغاء القيود على الغازات الدفيئة بمحطات الكهرباء
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وثائق داخلية لوكالة حماية البيئة الأمريكية أن الوكالة صاغت خطة لإلغاء جميع القيود على الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والغاز في الولايات المتحدة. ووفقا لتقرير الصحيفة، قالت الوكالة في خطتها المقترحة إن ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى الناتجة عن محطات الكهرباء التي تحرق الوقود الأحفوري "لا تسهم بشكل كبير في (مستوى) خطير من التلوث" أو في تغير المناخ لأنها تمثل حصة صغيرة ومتناقصة من الانبعاثات عالميا. وأضاف التقرير أن الوكالة رأت أن منع هذه الانبعاثات لن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والرفاه الاجتماعي. وتقول الأمم المتحدة إن الوقود الأحفوري هو أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري إذ يتسبب في أكثر من 75 بالمئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميا ونحو 90 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وضمن جهودها لدعم عمليات النفط والغاز والتعدين، تسعى الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب للإسراع في إلغاء جميع النفقات الاتحادية المتعلقة بجهود مكافحة تغير المناخ ورفع أي قيود تهدف إلى معالجة مسألة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
زادت 11% على أساس سنوي إلى 743 ألف مسكن
سجلت مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة أقل كثيرًا خلال الشهر السابق، بحسب تقرير وزارة التجارة الأميركية. وذكرت وزارة التجارة الأميركية أن مبيعات المساكن الجديدة ارتفعت في أبريل/نيسان بنسبة 10.9% إلى ما يعادل 743 ألف مسكن سنويًا، بعد ارتفاعها بنسبة 2.6% إلى ما يعادل 670 ألف مسكن سنويًا خلال مارس/آذار، وفقًا للبيانات المعدلة. كان المحللون يتوقعون تراجع المبيعات بنسبة 4.4% إلى ما يعادل 692 ألف مسكن سنويًا خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 4.7% إلى ما يعادل 676 ألف مسكن خلال الشهر السابق، وفقًا للبيانات الأولية. ومع الارتفاع الكبير، وصلت المبيعات إلى أعلى مستوياتها منذ سجلت ما يعادل 788 ألف مسكن سنويًا في فبراير/شباط 2022. وجاءت القفزة الكبيرة في المبيعات لتعكس زيادتها في الغرب الأوسط الأميركي بنسبة 35.5% إلى ما يعادل 84 ألف مسكن سنويًا، وفي الجنوب الأميركي بنسبة 11.7% إلى ما يعادل 478 ألف مسكن سنويًا، في حين زادت في الغرب بنسبة 3.7% إلى ما يعادل 158 ألف مسكن سنويًا. في المقابل، تراجعت المبيعات في الشمال الشرقي بنسبة 14.8% إلى ما يعادل 23 ألف مسكن سنويًا. وأشار تقرير وزارة التجارة إلى أن عدد المساكن الجديدة المعروضة للبيع خلال الشهر الماضي كان 504 آلاف وحدة، بانخفاض نسبته 0.6% عن الشهر السابق الذي كان 507 آلاف وحدة، وبزيادة نسبتها 8.6% عن الشهر نفسه من العام الماضي حيث كان العدد 464 ألف وحدة. ويغطي العدد المعروض للبيع الطلب، وفقًا للمعدلات الحالية، لمدة 8.1 شهر، مقابل 9.1 شهر خلال الشهر السابق و8.6 شهر في أبريل/نيسان من العام الماضي. في الوقت نفسه، بلغ متوسط سعر بيع المساكن الجديدة خلال الشهر الماضي 407 آلاف دولار للوحدة، بارتفاع نسبته 0.8% عن الشهر السابق الذي كان 403.7 ألف دولار، وبانخفاض نسبته 2% عن الشهر نفسه من العام الماضي حيث كان السعر 415.3 ألف دولار للوحدة. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت يوم الخميس تراجعًا جديدًا غير متوقع لمبيعات المساكن القائمة في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي. وبحسب بيانات الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين بأميركا، تراجعت المبيعات خلال أبريل/نيسان الماضي بنسبة 0.5% إلى ما يعادل 4 ملايين مسكن سنويًا، بعد تراجعها بنسبة 5.9% خلال مارس/آذار إلى ما يعادل 4.02 ملايين مسكن سنويًا، وفقًا للبيانات المعدلة. وكان المحللون يتوقعون ارتفاع المبيعات بنسبة 2% إلى ما يعادل 4.10 ملايين مسكن سنويًا خلال الشهر الماضي.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها
أعربت سوريا اليوم عن ترحيبها بالقرار الصادر عن الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات التي فرضت على سوريا لسنوات طويلة، والذي ينص على إصدار إعفاء من العقوبات الإلزامية. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان: إن دمشق تعتبر القرار "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد". وأكدت الوزارة أن "سوريا تمد يدها لكل من يرغب التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة". ومنحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس إعفاءات شاملة لسوريا من العقوبات في خطوة أولى كبيرة صوب تحقيق تعهد الرئيس ترمب بإنهاء العقوبات المفروضة منذ نصف قرن على سوريا.