
هجوم مفاجئ للحوثيين شمال صعدة يعيد التوتر إلى اليمن
وقالت مصادر عسكرية وسكان محليون، اليوم الجمعة، إن ما لا يقل عن عشرة جنود من قوات الحكومة اليمنية قُتلوا، وأصيب آخرون، في هجوم نفذته قوات الحوثيين على منطقة "علب" الواقعة في الضواحي الشمالية لمحافظة صعدة، التي تبعد نحو 242 كيلومترًا عن العاصمة صنعاء. وتمثل هذه الحادثة أكبر تصعيد ميداني في المحافظة منذ سريان الهدوء النسبي الذي أعقب اتفاق هدنة ترعاه الأمم المتحدة، أُبرم عام 2022 وانتهى رسميًا في أكتوبر من نفس العام، لكنه ظل ساريًا بحكم الأمر الواقع.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد اندلعت مواجهات عنيفة بعد هجوم الحوثيين على مواقع القوات الحكومية في محور جبهة علب، التابعة لمديرية باقم الحدودية مع السعودية. وأكد ياسر مجلي، قائد محور علب في الجيش اليمني، أن قواته تصدت للهجوم الحوثي بشن هجوم مضاد تمكن من إلحاق "خسائر كبيرة" بصفوف الحوثيين، بحسب تعبيره، وأجبرهم على التراجع.
وأشار مجلي في تصريح لموقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع اليمنية إلى أن "عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين سقطوا في المعركة، وما تزال جثثهم متناثرة في وديان وشعاب المنطقة"، مضيفًا أن ثلاث آليات عسكرية تابعة للحوثيين تم تدميرها خلال المواجهات. كما أكد سقوط عشرة قتلى على الأقل من الجنود الحكوميين، في واحدة من أكثر المعارك دموية منذ شهور.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه عملية السلام في اليمن بمرحلة دقيقة، وسط جهود متعثرة من قبل الأمم المتحدة والدول الإقليمية، وعلى رأسها السعودية وسلطنة عمان، لإعادة إحياء المسار السياسي وتثبيت اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وقد كانت الفترة الماضية، رغم غياب اتفاق رسمي، تشهد انخفاضًا ملحوظًا في وتيرة الأعمال العسكرية، خصوصًا في جبهات الشمال، وهو ما انعكس إيجابًا على الوضع الإنساني الهش في البلاد.
إلا أن الهجوم الأخير في صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، يُنذر بعودة التوتر إلى المشهد، ويضع اتفاق الهدنة على المحك. ووفق مراقبين، فإن هذا التصعيد قد لا يكون معزولًا، بل قد يحمل رسائل سياسية متعلقة بمسارات التفاوض، أو يرتبط بمتغيرات داخلية داخل معسكر الحوثيين أو التحالف الإقليمي الداعم للحكومة.
ومنذ اندلاع النزاع في اليمن عام 2014، إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وطرد الحكومة منها، دخلت البلاد في دوامة عنف خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتسببت في أزمة إنسانية تُعد من الأسوأ عالميًا، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ورغم تدخل تحالف تقوده السعودية عام 2015 دعمًا للحكومة الشرعية، لم يتمكن أي طرف من حسم الصراع عسكريًا، ما أفسح المجال لحالة من الجمود السياسي والعسكري طوال السنوات الماضية. ويعيش اليمن اليوم حالة انقسام فعلي، حيث تسيطر الحكومة المعترف بها دوليًا على أجزاء من الجنوب، بينما تسيطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على معظم مناطق الشمال، بما في ذلك صنعاء والحديدة.
وتُعد محافظة صعدة، الواقعة على الحدود مع السعودية، من أهم معاقل الحوثيين، كما تشكل جبهة ملتهبة على مرّ السنوات، شهدت أعنف المعارك وأكثرها دموية. وتكمن أهميتها الاستراتيجية في قربها من خطوط الإمداد والحدود السعودية، ما يجعل أي تصعيد فيها بمثابة رسالة إقليمية قبل أن يكون تطورًا ميدانيًا داخليًا فقط.
وينذر التصعيد الأخير في صعدة بإمكانية انهيار ما تبقى من حالة التهدئة في اليمن، ويعكس هشاشة الوضع العسكري والسياسي، في ظل غياب تسوية شاملة توقف الحرب وتفتح الطريق أمام عملية سلام دائمة. ويخشى المراقبون من أن يؤدي اتساع رقعة القتال مجددًا إلى تقويض الجهود الإنسانية وإعادة البلاد إلى مربّع المواجهة المفتوحة التي عانى منها الشعب اليمني لعقد كامل دون أفق للحل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة 2 ديسمبر
منذ 36 دقائق
- وكالة 2 ديسمبر
تسع سنوات على الجريمة.. مشايخ البيضاء: مجزرة "ذي ناعم".. شاهد حي على خيانة الحوثي وغدره
تسع سنوات على الجريمة.. مشايخ البيضاء: مجزرة "ذي ناعم".. شاهد حي على خيانة الحوثي وغدره تطل اليوم مجددًا الذكرى التاسعة لـ"مذبحة ذي ناعم"، تلك المذبحة التي أفاقت معها محافظة البيضاء على غدر وخيانة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق العديد من مشايخها الذين أعدمتهم في جريمة وحشية يقول أبناء المحافظة إن التاريخ لن ينساها. ذكرى تلك الجريمة تحل لتعيد إلى الأذهان جريمة وحشية لا تزال جراحها تنزف. ففي 31 يوليو/ تموز 2016م، لم يكن الغدر مجرد خيانة عابرة، بل كان صفحة سوداء في سجل المليشيا الحوثية الإرهابية التي استدرجت 4 من مشايخ قبيلة "آل عمر" وأعدمتهم بدم بارد، ليتحول موعد الحوار المزعوم معها إلى محرقة للعهود والقيم. المشايخ أحمد صالح العمري، ومحمد أحمد العمري، وصالح سالم بنه، وصالح أحمد صالح العمري، أسماءٌ أصبحت رمزًا للوفاء بالعهد الذي قُوبل بخسة النذالة. استُدرجوا في ذلك اليوم الأسود بحجة مناقشة موقفهم الرافض للمليشيا، ليُصفَّوا في منطقة "شعب الشقب" بمديرية الملاجم، في فعلة غادرة ارتكبتها المليشيا الإرهابية وهم يؤدون الصلاة. بحسب شخصيات قبلية تحدثت لـ"وكالة 2 ديسمبر". في محافظة مأرب، أحيت قيادة مقاومة البيضاء، اليوم الأحد، هذه الذكرى الأليمة، مؤكدةً أن إحياءها ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو تجديد للعهد والوفاء لدماء الشهداء، وتسليط للضوء على وحشية المليشيا بحق أبناء القبائل، خصوصًا في مديرية ذي ناعم، التي تحوّلت إلى مسرحٍ لأكبر عمليات الاستنزاف التي تكبّدها الحوثيون، بفضل صمود أبنائها. الشيخ القبلي محمد علي العمري، أحد مشايخ البيضاء، يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "لم تكن هذه الجريمة مجرد تصفية جسدية، بل كانت تصفية لكل ما هو نبيل، تصفية للقيم، تصفية للمبادئ، تصفية للأخلاق وتصفية للعهد، وتأكيدًا أن الحوثيين لا يعرفون للعهود والمواثيق سبيلًا". وأشار إلى أن "اغتيال مليشيا الحوثي وغدرها بمشايخ البيضاء لم يكن الأول، فقد سبق للمليشيا وأن غدرت بالدعاة والعلماء والمعلمين، وغدرت بكل شيء جميل على امتداد اليمن". وقال العمري، إن هذه الجريمة كانت بمثابة ناقوس خطر، تحذيرًا لليمنيين والمجتمع الدولي من مغبة الدخول في أي حوار أو معاهدة مع المليشيا، مؤكداً أن "من ينكث بالعهود ويغدر بالمصلين، لا يُؤتمن على وطن أو شعب". وأضاف "كانت هذه المذبحة امتدادًا للغدر القبيح الذي انتهجه الهالك "الرسي" وأحفاده من بعده، مؤكدًا أن موعد اليمنيين مع تحرير الوطن من هذه المليشيا لم يعد سوى مسألة وقت، وأن "الأخذ بثأر هؤلاء المشايخ لا بد منه مهما طال الزمن". ودعا الشيخ العمري، في ختام حديثه لـ"وكالة 2 ديسمبر"، قبائل اليمن كافة إلى "الاتحاد صفاً واحداً، وأن توجه بنادقها نحو العدو المجوسي لليمن واليمنيين المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية". لقد بات واضحًا أن القضية ليست قضية قبائل البيضاء وحدها، بل هي قضية كل اليمنيين. والحل الوحيد للخلاص من هذا الكابوس، وفق الشيخ القبلي محمد سالم الطيابي، أحد مشايخ مديرية ذي ناعم، هو توحيد الصفوف والكلمة تحت راية الجمهورية، لتحقيق القصاص العادل لكل من غدرت بهم المليشيا الحوثية الإرهابية. من جانبه أكد الشيخ الطيابي في حديث لـ"وكالة 2 ديسمبر"، أن النصر لن يتحقق إلا بالانتماء للوطن والجمهورية، وأن رؤوس الشهداء ظلت مرفوعة بمواقفهم، ليُسطر التاريخ حكاياتهم شاهدًا على شجاعتهم، وعلى قبح أيدي الكهنوت وأدعياء الحق المزور. على ذلك، قال الشيخ عبدالقوي العمري، الناطق الرسمي باسم مجلس اتحاد قبائل اليمن، إن الجريمة هذه لن تسقط بالتقادم مهما طال الوقت، ولن نستكين إلا بأخذ الثأر لهم ولكل اليمنيين من جور وظلم هذه المليشيا الإرهابية. وأضاف العمري لـ"وكالة 2 ديسمبر"، إن تلك الجريمة "جريمة تكشف الحقد الدفين للمليشيا الحوثية على القبائل اليمنية المقاومة لمشروعها الطائفي الدموي". وأكد أن إحياء ذكرى غدرها بمشايخ البيضاء، إحياء لكافة جرائمها بحق اليمنيين في مختلف مناطق اليمن.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
أمن مأرب يُحبط تهريب أكثر من 70 كجم من الحشيش كانت في طريقها من مناطق الحوثيين
العرش نيوز – مأرب أحبطت الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب محاولة تهريب كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر تُقدّر بأكثر من 70 كيلوجراماً، كانت مخفية بإحكام داخل سيارة نوع 'هايلوكس' قادمة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. وتمكن أفراد إحدى النقاط الأمنية التابعة لقوات الأمن الخاصة من كشف التمويه وضبط الكمية قبل عبورها، وتسليمها إلى الجهات المختصة. وكشف مصدر أمني رفيع في قوات الأمن الخاصة بمأرب أن هذه العملية تمثل تطورًا نوعيًا في مسارات التهريب، حيث تشير إلى أن المواد المخدرة باتت تُرسل من مناطق الحوثيين نحو المحافظات المحررة، في خطوة تُظهر توجه المليشيا نحو تصدير السموم إلى الداخل اليمني ودول الجوار. وأكد المصدر أن القوات الأمنية في مأرب تواصل أداءها بكفاءة عالية، مشدداً على أن رجال الأمن سيظلون الحصن المنيع أمام كل محاولات التهريب والإرهاب، ولن يسمحوا بتحويل المحافظة إلى ممر أو سوق لتلك السموم. ويُعد هذا الإنجاز ثمرة لليقظة الأمنية المستمرة والتدريب المتخصص الذي يخضع له منتسبو الأجهزة الأمنية في مأرب، ضمن استراتيجية تهدف إلى مكافحة الجريمة بكافة أشكالها، وإفشال أي مخططات تمس أمن المواطن والوطن غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون يعلنون مهاجمة ثلاثة أهداف إسرائيلية بطائرات مسيرة
أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية، ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقتي يافا وعسقلان، وميناء حيفاء في فلسطين المحتلة. وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع في بيان له، على منصة إكس، إن سلاح الجو المسير التابع للجماعة نفذ العمليات بثلاث طائرات مسيرة، استهدفت عمليتان منها هدفين عسكريين للعدو الصهيوني في منطقتي يافا وعسقلان، فيما استهدفت العملية الثالثة ميناء حيفا بفلسطين المحتلة. وأشار إلى أن هذه العمليات تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردا على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق أهالي غزة، وردا على اقتحام قطعان الصهاينة للمسجد الأقصى وتدنيسهم لباحاته الشريفة. وأكد أن الجماعة مستمرة في عملياتها الإسنادية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.