
مئات الطيور مهددة بالانقراض في السنوات القادمة.. ما السر؟
ومع ذلك، تطلق دراسة علمية حديثة ناقوس الخطر، محذرة من أن مزيجا من تغير المناخ وتدمير الموائل الطبيعية يضع التنوع العالمي للطيور على حافة الهاوية.
إن الخطر يهدد بفقدان أنواع فريدة ومميزة مثل طائر المظلة عاري الرقبة وأبو قرن ذي الخوذة، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأنظمة البيئية بأكملها.
وتشير التوقعات المقلقة إلى أن ما يقارب 250 نوعا من الطيور قد تندثر، حتى في ظل استمرار الجهود الحالية للحفاظ على البيئة، حيث تظهر بعض الأنواع ضعفا شديدا يجعلها عاجزة عن البقاء دون تدخل مباشر وموجه.
تهديدات تواجه الطيور
وفقا لدراسة مفصلة نشرتها مجلة "Nature Ecology & Evolution" وقامت بتحليل ما يقارب 10 آلاف نوع من الطيور، تبين أن هذه الكائنات الرقيقة معرضة بشكل خاص للخطر بفعل عاملين رئيسيين: ضغط الصيد المفرط والإجهاد الناتج عن التغيرات المناخية.
وتظهر النتائج أن الطيور ذات الأجنحة العريضة، والتي غالبا ما تعيش في البيئات الغابية، تتأثر بشكل خاص بتدمير موائلها الطبيعية.
إن الفقدان المتوقع لهذه الأنواع ليس مجرد رقم، بل له أبعاد بيئية عميقة. تشير التوقعات إلى انخفاض بنسبة 3.2% في التنوع الوظيفي العالمي للطيور خلال القرن القادم.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة قد تبدو صغيرة للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل في طياتها تأثيرات بيئية كبيرة. فالطيور الكبيرة والفريدة غالبا ما تؤدي أدوارا حيوية لا يمكن استبدالها في النظام البيئي، وسوف يترك اختفاؤها فجوات وظيفية لا تستطيع الأنواع الأخرى سدها، مما يؤدي في النهاية إلى اختلال كبير في التوازن البيئي.
كيف نحمي الطيور من الانقراض؟
يؤكد الباحثون أن القضاء على جميع التهديدات التي يسببها الإنسان، حتى في أفضل السيناريوهات، لن يكون كافيا لإنقاذ كل الأنواع. فما يقرب من 250 نوعا من الطيور ستظل تواجه شبح الانقراض، وهو ما يمثل حوالي نصف إجمالي الخسائر المتوقعة.
وهذا يسلط الضوء على حقيقة أن بعض الأنواع قد وصلت إلى درجة من الضعف تجعلها غير قادرة على البقاء دون جهود حماية مستهدفة ومباشرة. على سبيل المثال، قد تحتاج طيور مثل عصفور سيبو، الذي لا يتبقى منه سوى أقل من 70 فردا، إلى تدخلات محددة تشمل استعادة موائلها الطبيعية أو برامج التربية في الأسر لمنع انقراضها الوشيك.
وتشدد الدراسة على أن مجرد تقليل التهديدات القائمة ليس كافيا بحد ذاته؛ فالأضرار التي لحقت بالبيئة في الماضي، بالإضافة إلى صغر حجم التجمعات السكانية لهذه الطيور وعزلتها، لا تزال تشكل مخاطر جسيمة على بقائها.
إن حماية ما لا يقل عن 100 نوع من الطيور ذات الأدوار الوظيفية الفريدة يمكن أن يسهم في حماية أكثر من ثلثي التنوع الوظيفي العالمي للطيور.
هذه الأنواع، مثل تلك التي تتغذى على الرحيق أو تساهم في نشر البذور، تؤدي أدوارا بيئية حيوية بخصائص فريدة لا يمكن استبدالها. ومن الممكن تحقيق هذا الهدف من خلال حماية حوالي 37 نوعا من هذه الطيور، علما بأن ما بين 21 و32 نوعا قد تم حمايتها بالفعل منذ عام 1993.
ويعتقد أن بضع سنوات من الجهود المخصصة والمكثفة للحفاظ على هذه الأنواع يمكن أن تحقق نجاحًا كبيرا في هذا المسعى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سائح
٠٥-٠٧-٢٠٢٥
- سائح
النجاة في الطبيعة: مغامرات من قلب الغابات والجبال
حين يجد الإنسان نفسه وجهًا لوجه أمام عناصر الطبيعة القاسية، تتراجع كل مظاهر الحضارة والتكنولوجيا، ليظهر جوهر البقاء وغريزة النجاة التي سكنت البشر منذ فجر التاريخ. في قلب الغابات الكثيفة أو على قمم الجبال الشاهقة، تتحول الحياة إلى سلسلة من الاختبارات، حيث لا مجال للخطأ، ولا مكان للراحة، بل استعداد دائم للتكيّف، واتخاذ القرار الصائب في اللحظة الحرجة. النجاة في البرية ليست مجرد مغامرة عابرة، بل تجربة تكشف عن قدرة الإنسان على الصمود، والإبداع، والثقة في الحواس، حين تنقطع كل وسائل الدعم. أدوات النجاة وفلسفة الاكتفاء الذاتي النجاة في الطبيعة تتطلب مزيجًا من المهارات والمعرفة والانضباط الذهني، حيث يصبح الحد الأدنى من الأدوات وسيلة لحماية الحياة. يبدأ الأمر من معرفة كيفية إشعال النار دون وقود جاهز، وتحديد اتجاه الشمال من خلال موقع الشمس أو حركة النجوم، وتصنيع مأوى يحمي من الرياح والأمطار، وتصفية الماء باستخدام الفحم أو الحصى. هذه المهارات تُعد حجر الأساس لأي مغامر يدخل الغابة أو يتسلق جبلًا بعيدًا عن المسارات المعتادة. الاعتماد على الطبيعة لا يعني الاستسلام لها، بل فهم قوانينها واحترام حدودها. في مثل هذه الظروف، يصبح نبات بري صالح للأكل هو الفرق بين الجوع والبقاء، وتعلم قراءة آثار الحيوانات على الأرض يُجنّب المخاطر. التكيّف مع قلة الطعام والراحة والنوم يُحوّل الجسد إلى آلة مدهشة، تعرف كيف توزّع طاقتها وتُعلي من قيمة كل تفصيل بسيط. وحتى أبسط الموارد – كحبل صغير أو سكين متعددة الاستخدام – تُصبح شريكًا لا غنى عنه في كل خطوة نحو النجاة. التجارب الواقعية وحدود الإنسان الحقيقية في أنحاء متفرقة من العالم، توجد قصص حقيقية لأشخاص قضوا أيامًا أو أسابيع في عزلة تامة داخل الغابات أو الجبال بعد أن ضلوا الطريق أو واجهوا حوادث مفاجئة. من تسلق جريء انتهى بانهيار جليدي، إلى مغامر فقد إشارات الملاحة الرقمية في أدغال الأمازون، تتشابه التفاصيل حين تحضر العزيمة وتبدأ رحلة العودة للحياة. في كل تلك القصص، يتكرر درس أساسي: أن الإنسان أكثر قدرة مما يتخيل، لكنه لا يكتشف ذلك إلا حين تُسلب منه كل أدوات الراحة. النجاة في الطبيعة ليست فقط جسدية، بل نفسية بامتياز. الخوف من المجهول، والوحدة القاسية، والصمت الذي يملأ الأفق، كلها عناصر تختبر ثبات العقل. من ينجو فعلًا هو من يحافظ على هدوئه، ويمشي بخطوات صغيرة لكنها محسوبة. هناك من تعلموا الغوص في البرد القارس للحصول على ماء نقي، وآخرون استخدموا نباتات طبية بدائية لعلاج الجروح، وغيرهم استعانوا بالطيور لتحديد موقع النهر الأقرب. تلك اللحظات تختصر المسافة بين الحضارة والبدائية، وتعيد تعريف الإنسان أمام الطبيعة. رحلة داخل الذات أكثر من مجرد تحدٍ خارجي بعيدًا عن الصورة المثالية التي تُروّج لها بعض البرامج الوثائقية أو الأفلام، فإن النجاة في البرية لا تخلو من الألم، والخطر، واللحظات التي يتزعزع فيها الإيمان بالنجاة. لكنها في المقابل، تمنح من يخوضها تجربة لا تُنسى، تعيد تشكيل علاقته مع ذاته، ومع جسده، ومع الزمن نفسه. فحين يصبح اليوم طويلًا بقدر ما فيه من تحديات، تكتسب الحياة قيمة مختلفة، ويظهر الامتنان لأبسط النعم التي طالما اعتدنا عليها دون وعي. ليس كل من يدخل الغابة ناجيًا، ولكن كل من يخرج منها يكون قد تغيّر. النجاة في قلب الطبيعة ليست فقط مسألة مهارات، بل لقاء عميق مع الذات، واختبارٌ للثقة والصبر والإرادة. إنها مغامرة لا تكتمل إلا لمن يواجهها بصدق، ويخرج منها وقد ترك جزءًا من خوفه بين الأشجار، وأخذ معه حكمة لا تمنحها إلا الطبيعة لمن احترمها.


رائج
٠٥-٠٧-٢٠٢٥
- رائج
علماء روس يطورون تقنية جديدة لإنتاج الوقود من الطحالب
تمكن علماء روس بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية من تطوير تقنية لإنتاج وقود الهيدروجين الحيوي الواعد بالاعتماد على الطحالب الدقيقة. تتضمن التقنية تمرير الانبعاثات الصناعية عبر بركة حيوية خاصة تمتص فيها الطحالب الدقيقة ثاني أكسيد الكربون، ونتيجة لذلك، يتم تكوين الكتلة الحيوية، التي تستخدم للحصول على الهيدروجين الحيوي باستخدام طريقة التخمير الداكن. اقرأ أيضاً: رغم التباطؤ بالنمو.. العالم يقترب من 56 مليون مركبة كهربائية وقالت "ناتاليا بوليتيفا" الأستاذة في المدرسة العليا للهندسة الهيدروليكية والطاقة في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية إن "مستقبل الطاقة المستدامة لا يكمن في محاربة الطبيعة، بل في التعاون معها، الطحالب الدقيقة قادرة على تحويل النفايات الصناعية إلى طاقة نظيفة.. في هذا العمل، أظهرنا أن الحلول القادرة على تغيير العالم حقًا تولد عند تقاطع التكنولوجيا الحيوية والبيئة". وأضافت "بوليتيفا" أنه يمكن استخدام الهيدروجين الحيوي الذي تم الحصول عليه باستخدام التكنولوجيا المقترحة وقودا لأغراض الطاقة المختلفة، على سبيل المثال، لتوليد الكهرباء والحرارة في الإنتاج وفي خلايا وقود الهيدروجين أو وقود حيوي للسيارات. اقرأ أيضاً: حفرة عميقة تكشف أسرارا علمية جديدة.. تعود إلى العصر الجليدي


إيلي عربية
٠٣-٠٧-٢٠٢٥
- إيلي عربية
كلّ ما تحتاجين معرفته عن الماس المصنوع في المختبر
شهد عالم المجوهرات تحوّلاً جذرياً مع دخول الماس المصنوع في المختبر إلى المشهد، محمّلاً بوعود تتعلّق بالاستدامة، الأخلاق، وسعر أكثر مرونة. ورغم التشكيك أحياناً في أصالة هذه الأحجار، فإن الحقيقة العلمية تكشف أن هذا الماس ليس تقليداً، بل نسخة مطابقة للأصل من حيث التركيب والمظهر. كيف يُصنع الماس في المختبر؟ يتم إنتاج الماس في المختبر من خلال محاكاة الظروف الجيولوجية نفسها التي ساهمت في تكوّنه في باطن الأرض منذ ملايين السنين. توضع ذرات الكربون تحت ضغط وحرارة عالية داخل مفاعلات خاصة تعمل غالباً بتقنيات صديقة للبيئة، مثل الطاقة الشمسية. فتأتي النتيجة عبارة عن بلورات ماس حقيقية تتكوّن خلال أشهر قليلة، تختلف مدّتها حسب الحجم المطلوب. هذه الأحجار لا يمكن تمييزها بالعين المجردة عن الألماس الطبيعي، وحتى الخبراء يحتاجون إلى أجهزة متخصّصة لتحديد مصدرها. كارتييه Cartier هل هناك اختلاف في الشكل أو الجودة؟ يمكن للماس المصنوع في المختبر أن يأتي بكافة الأشكال، الأحجام والألوان، تماماً كالماس المستخرج من الأرض. يتم تصنيفه وفقاً للمعايير المعتمدة عالمياً، مثل درجة القطع واللون والنقاء، ويُمنح شهادات من معاهد مختصة لضمان الشفافية والجودة. ولتمييزه عن الألماس الطبيعي، يُنقش رقم تسلسلي دقيق على حافته باستخدام الليزر، دون أن يُرى بالعين المجردة. القيمة الاستثمارية رغم أن هذا الماس يلبّي متطلبات الجمال والأخلاق في آنٍ واحد، يبقى السؤال عمّا إذا كان يحتفظ بقيمته مع مرور الوقت. فمع تطوّر التكنولوجيا وتوسّع الإنتاج، من المرجّح أن تنخفض الأسعار، على عكس الماس الطبيعي الذي يرتفع سعره مع تقلّص الموارد. ومع ذلك، يُذكّر البعض بأن اللؤلؤ المزروع واجه التشكيك ذاته، لكنه أثبت لاحقاً قدرته على الاستمرارية واكتساب القيمة. ميسيكا Messika الخيار المثالي للجيل الجديد تشير الأبحاث إلى أن الأجيال الشابة باتت تميل أكثر نحو خيارات مستدامة وواعية بيئياً، خاصة في المناسبات الشخصية كخواتم الخطوبة أو الزفاف. يقدّم الماس المصنوع في المختبر بديلاً يعكس هذه القيم، مع الحفاظ على الفخامة والبريق الذي لطالما ارتبط بالمجوهرات الفاخرة. في النهاية، يعود الاختيار بين الماس الطبيعي والمصنوع في المختبر إلى الذوق الشخصي، ومدى التزام المستهلك بالقضايا البيئية والاجتماعية. لكن الأكيد أن هذا النوع من الماس لم يعُد ظاهرة عابرة، بل بات عنصراً فاعلاً في إعادة صياغة مستقبل المجوهرات. فان كليف أند أربلز Van Cleef&Arpels