logo
6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات.. تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل والخسائر 'غير المسبوقة' الناجمة عنه

6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات.. تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل والخسائر 'غير المسبوقة' الناجمة عنه

بوست عربيمنذ 6 أيام

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة صباح السبت، 14 يونيو/ حزيران 2025، هجومًا إيرانيًا "عنيفًا" وصف بأنه "الأقوى" ضد إسرائيل في تاريخها، وذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية وراح ضحيته عشرات الأهداف العسكرية والشخصيات العسكرية الإيرانية.
قامت إيران باستهداف الاحتلال الإسرائيلي بثلاث موجات من الصواريخ ليلة الجمعة – السبت. ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، وطالب الإسرائيليين بـ"الدخول إلى الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر".
وفي وقت سابق مساء الجمعة، بدأ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على أراضيه. فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن "150 صاروخًا أُطلق من إيران"، وادعت اعتراض معظمها.
وأكدت إيران حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي – عبر رسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل بـ"رد ساحق" يجعلها تندم على هجومها.
سقوط صواريخ في تل أبيب
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يُعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من رويترز دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط.
وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن طهران شنت موجات من الغارات الجوية السبت بعد إطلاق موجتين ليل الجمعة. وقال شهود إن إحدى هذه الموجات استهدفت تل أبيب فجر اليوم، حيث سُمع دوي انفجارات في العاصمة والقدس.
وجاءت تلك الغارات ردًا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر من يوم الجمعة، والتي استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافًا عسكرية ومواقع نووية. وتنفي إيران أن تكون أنشطتها لتخصيب اليورانيوم جزءًا من برنامج أسلحة سرّي.
وفي وسط تل أبيب، أصيب مبنى شاهق أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي منه، في منطقة حضرية مكتظة بالسكان. ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن 65 شخصًا أصيبوا الجمعة في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأعلنت الشرطة لاحقًا عن مقتل شخص واحد، فيما عادت السلطات وأعلنت عن مقتل 3 في القصف الإيراني.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل الجمعة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس، وتم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبانٍ في تل أبيب ومحيطها.
أثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم الجمعة، والرد الإيراني عليها، مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا، رغم أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة: حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان.
حصاد القصف الإيراني لإسرائيل
الأهداف التي استهدفتها الصواريخ والمسيرات الإيرانية في إسرائيل:
مركز تل أبيب المالي يعد مركز تل أبيب المالي منطقة تجارية رئيسية تضم مباني البورصة ومكاتب الشركات الكبرى، ويُعتبر رمزًا اقتصاديًا هامًا في إسرائيل.
ذكرت الصحف الإيرانية أن الصواريخ الإيرانية استهدفت مراكز مدنية في تل أبيب، بما في ذلك المركز المالي، كجزء من الهجوم الواسع. والهدف من استهدافه قد يكون إلحاق ضرر اقتصادي ورمزي.
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه أُصيب ما لا يقل عن 63 شخصًا في إسرائيل جراء الهجوم.
أما "تايمز أوف إسرائيل"، فأشارت إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص (واحد في تل أبيب ليلة الجمعة واثنان في وسط إسرائيل صباح السبت) وإصابة العشرات.
وذكرت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية أن الصواريخ أصابت مبانٍ سكنية وتسببت في حرائق. وتم تفعيل نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ، لكن بعضها اخترق الدفاعات وأصاب أهدافًا.
القدس ذكرت وكالة "رويترز" البريطانية وصحيفة "الغارديان" البريطانية أن انفجارات سُمعت فوق القدس مع تفعيل صفارات الإنذار، مما يشير إلى استهداف المدينة أو محيطها بالصواريخ الإيرانية.
أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن الصواريخ استهدفت مواقع استراتيجية في المنطقة.
ولم تُبلغ المصادر عن أضرار مادية كبيرة في القدس، لكن تقارير من "إن بي آر" وصحيفة "واشنطن بوست" أكدت أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، نجحت في اعتراض معظم الصواريخ فوق المدينة. ولم تُسجل خسائر بشرية كبيرة في القدس.
قواعد جوية عسكرية (نفاتيم، رامون، وتل نوف) تضم إسرائيل عدة قواعد جوية رئيسية، مثل قاعدة نفاتيم وقاعدة رامون في النقب، وقاعدة تل نوف الجوية قرب تل أبيب، وهي مراكز حيوية للقوات الجوية الإسرائيلية.
أعلن الحرس الثوري الإيراني، وفقًا لرويترز، أن وحدات الصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت قواعد جوية إسرائيلية كانت مصدر الهجوم على إيران.
ذكرت سي إن إن أن إيران استهدفت قاعدة تل نوف الجوية على وجه التحديد، إلى جانب قواعد أخرى.
أفادت تقارير من الجزيرة أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية، بما في ذلك قواعد جوية.
ذكر الجيش الإسرائيلي، وفقًا لصحيفة الغارديان، أن معظم الصواريخ والمسيرات تم اعتراضها، لكن بعض الصواريخ أصابت أهدافًا عسكرية. ولم تُبلغ المصادر عن أضرار كبيرة في القواعد الجوية، لكن تقارير سابقة (من هجمات أبريل 2024) أشارت إلى أضرار طفيفة في قاعدة نفاتيم.
مراكز الصناعات العسكرية تشمل هذه المراكز مصانع إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية في إسرائيل، وهي أهداف استراتيجية تهدف إيران إلى تعطيلها.
أفادت سي إن إن أن الحرس الثوري الإيراني أعلن استهداف "مراكز عسكرية-صناعية" تُستخدم لإنتاج الصواريخ والمعدات العسكرية.
لم تُحدد المصادر مواقع هذه المراكز بدقة، لكن الهجوم شمل مواقع في وسط إسرائيل وحول تل أبيب.
لم تُوفر المصادر تفاصيل دقيقة عن الأضرار في هذه المراكز، لكن وكالة مهر الإيرانية ادعت نجاح الصواريخ في إصابة أهداف استراتيجية بناءً على صور الأقمار الصناعية واستخبارات تم اعتراضها.
حيفا ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن إيران استهدفت عدة مواقع في منطقة حيفا، بما في ذلك مواقع عسكرية محتملة.
لم تُحدد المصادر مواقع بعينها، لكن الهجمات شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
لم تُبلغ الصحف عن أضرار كبيرة في حيفا، لكن الجيش الإسرائيلي أكد اعتراض معظم الصواريخ في شمال إسرائيل.
منصة الغاز قبالة ساحل قطاع غزة تقع منصات الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل غزة، وتُعد جزءًا من البنية التحتية للطاقة في إسرائيل.
أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن إيران استهدفت منصة غاز قبالة ساحل غزة.
مركز أبحاث إسرائيلي أعلنت إسرائيل عن استهداف مبنى "هام" في قلب تل أبيب، بينما ذكرت منصات ومواقع إيرانية منها "إيران بالعربية" أن الجيش الإيراني استطاع استهداف مقر مركز الأبحاث الإسرائيلية النووية بشكل مباشر وتم تدميره.
دور أنظمة الدفاع الإسرائيلية
نجحت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ونظام "أرو"، بدعم من الولايات المتحدة والأردن، في اعتراض الكثير من الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقًا لـ"الغارديان" و"تايمز أوف إسرائيل". ومع ذلك، أصابت بعض الصواريخ أهدافًا، خاصة في تل أبيب وريشون لتسيون.
الخسائر البشرية
أفادت "تايمز أوف إسرائيل" بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، معظم الإصابات في تل أبيب ووسط إسرائيل. وذكرت "واشنطن بوست" أن 63 شخصًا على الأقل أُصيبوا في الهجمات.
بعد الهجوم، أعلن رئيس بلدية تل أبيب حالة الطوارئ المحلية لمدة 48 ساعة، وفتحت السلطات مراكز طوارئ لإيواء السكان المتضررين. كما تم نشر قوات الشرطة والجيش في مناطق الإصابة لتأمينها والتحقيق في نوعية الأسلحة المستخدمة.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى اجتماع أمني طارئ، فيما توالت إدانات دولية للهجوم مع دعوات لضبط النفس من قبل الأمم المتحدة وأطراف أوروبية.
صافرات الإنذار والهروب إلى الملاجئ
مع بدء الهجوم الإيراني، دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، القدس، بئر السبع، ومستوطَنات عديدة في الجنوب والوسط، إيذانًا بضرورة اللجوء الفوري إلى الملاجئ.
سُجلت هذه الإنذارات على مدى ساعات طويلة متقطعة، مما تسبب بحالة من الهلع الجماعي وخلق مشاهد غير مألوفة من الهروب والاحتماء السريع.
مباشرة بعد انطلاق صافرات الإنذار، شوهد مئات المدنيين يركضون في الشوارع وهم في حالة ذعر، حاملين أطفالهم أو أمتعتهم الأساسية، في محاولة للوصول إلى الملاجئ العامة أو الغرف المحصنة داخل منازلهم.
في مدينة تل أبيب، بثت القنوات الإسرائيلية مشاهد مباشرة من محطة قطارات "هَهَچَنَا"، حيث توقفت الحركة فجأة وهرع الناس للنزول إلى الطابق السفلي كمأوى مؤقت.
وقد أفادت عدة تقارير بأن بعض المناطق، خاصة في البلدات القديمة، لم تكن مجهزة بشكل كافٍ بالملاجئ، ما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى مواقف السيارات تحت الأرض أو حتى الدرج الداخلي في المنازل، وهو ما زاد من حالة الارتباك والضغط النفسي.
أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات طارئة عبر جميع وسائل الإعلام وعبر رسائل نصية جماعية إلى الهواتف المحمولة، تدعو فيها السكان إلى البقاء داخل الملاجئ أو الغرف المحصنة لفترات طويلة، محذرة من أن الهجوم قد يستمر على موجات، وأن مغادرة أماكن الاحتماء تمثل خطرًا على الحياة.
وشملت التعليمات أيضًا تعليق الأنشطة العامة، وإغلاق المدارس والأسواق، وتعليق النقل العام، مما شل الحركة في معظم أنحاء إسرائيل لساعات.
التقديرات الأولية تحدثت عن أكثر من 60 إصابة بين المدنيين نتيجة الشظايا والهلع، إضافة إلى ثلاث وفيات مؤكدة، بينهم امرأة في تل أبيب ورجلان من منطقة المركز.
تداعيات على الحياة اليومية
مع ازدياد وتيرة القصف، ظهرت تداعيات أخرى على الحياة اليومية، فالمستشفيات امتلأت ليس فقط بالمصابين، بل أيضًا بأشخاص أصيبوا بحالات هلع شديدة أو اختناق داخل الملاجئ المكتظة.
واشتكى عدد كبير من السكان في مقابلات مع الإعلام المحلي من أن بعض الملاجئ كانت غير صالحة للاستخدام، أو لم تكن مجهزة بوسائل التهوية والإضاءة الكافية، ما أجبر البعض على مغادرتها بعد شعورهم بالاختناق أو الذعر من المساحات الضيقة.
تصريحات تندد بالهجوم
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني بأنه "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعدوان مباشر وغير مسبوق على دولة إسرائيل".
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية كانت تتوقع هذا النوع من الرد، لكنها مستعدة للردع والمواجهة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى تحقيق "الردع الكامل".
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الهجوم الإيراني بأنه "جريمة دولية واضحة تستهدف المدنيين"، مشددًا على أن "من استهدف الشعب الإسرائيلي في قلب بيته، سيدفع الثمن باهظًا مهما طال الزمن أو قصر".
أما مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، فأكد أن الرد الإسرائيلي سيكون على مراحل، وأن الجيش "ينفذ الآن عمليات متقدمة داخل العمق الإيراني".
قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن هذه الليلة كانت "قاسية" بسبب كثافة القصف الإيراني، إذ أطلقت طهران 6 دفعات صاروخية حتى الآن على مناطق مختلفة في إسرائيل، وأضاف أنه اضطر للذهاب إلى الملاجئ 5 مرات خلال الليل.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفقًا لما نقل عنه موقع "تايمز أوف إسرائيل":
"خلال الهجوم، أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه أهداف داخل إسرائيل، مع محاولات لاستهداف مناطق مدنية وحيوية".
وأضاف: "نجحت قوات الدفاع الجوي في اعتراض معظم هذه الصواريخ، لكن بعض الصواريخ أصابت أهدافًا أدت إلى أضرار مادية. نحن نراقب الوضع عن كثب ونستعد لأي تطورات محتملة".
تصريحات وزراء ومستشارين إسرائيليين
قال يوآف جالانت، وزير الإسكان الإسرائيلي، وفق تقرير إذاعة "كان" العبرية:
"في ساعات الهجوم الأولى، اضطر آلاف المواطنين إلى اللجوء إلى الملاجئ في المناطق الجنوبية والوسطى. مشاهد الذعر والفوضى كانت واضحة".
وقال مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم":
"الهجوم الإيراني هذه المرة لا يشبه أي هجوم سابق، فهو تزامن مع تحركات سياسية دولية ومحاولات إيران لفرض واقع جديد في الشرق الأوسط".
وأضاف:
"استغلال الطائرات المسيّرة مع الصواريخ الباليستية يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني استراتيجي خطير، يتطلب رد فعل شامل وحازم على المستويات العسكرية والدبلوماسية".
ثلاث هجمات من إيران
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت إطلاق 3 هجمات صاروخية جديدة من إيران باتجاه شمال وجنوب ووسط إسرائيل.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية (تابعة للجيش) في بيان إن إيران أطلقت 3 دفعات جديدة من الصواريخ التي استهدفت مناطق واسعة في البلاد. وأضافت أن إجمالي دفعات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل منذ مساء الجمعة ارتفع إلى 6. ولفتت إلى أن فرق الإنقاذ عملت في عدة مواقع بأنحاء إسرائيل سقطت فيها صواريخ إيرانية.
من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن إيران أطلقت 3 دفعات صاروخية على إسرائيل خلال 15 دقيقة فقط. وذكرت الصحيفة أن "موجة القصف الإيراني الأخيرة على إسرائيل أسفرت عن تدمير 6 منازل في مناطق وسط البلاد".
وقالت هيئة البث العبرية الإسرائيلية إن إسرائيليًا قُتل وأصيب 14 آخرون بجروح بعد أن أصابت صواريخ إيرانية مجموعة من المباني في جنوب تل أبيب وسط إسرائيل.
وأوضحت أن الصواريخ الإيرانية تسببت في تدمير عدد من المباني بمنطقة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب. وأشارت إلى أن دوي انفجارات سُمع في مناطق واسعة من إسرائيل، بعضها للمرة الأولى في شمال ووسط وجنوب البلاد.
خلفية الهجوم الإسرائيلي
منذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجومه "الاستباقي"، الذي تواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية".
ومساء الجمعة، بدأت إيران في الرد على الهجوم الإسرائيلي بهجوم صاروخي واسع. والهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا واضحًا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران
أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

بوست عربي

timeمنذ 3 أيام

  • بوست عربي

أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

بعد مرور خمسة أيام على شن جيش الاحتلال هجوماً موسعاً ضد طهران وما تبع ذلك من رد إيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحديات عدة لإسقاط واعتراض الصواريخ الإيرانية، التي باتت تصيب أهدافاً في مدن وبلدات في تل أبيب وضواحيها. وتتمثل أهم التحديات التي تواجه منظومات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال في استنفاذ المخزون الإسرائيلي والأمريكي من الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الباليستية الإيرانية، والكلفة العالية التي تتطلبها عمليات الاعتراض، فضلاً عن تكتيكات الإطلاق الجديدة التي تتبعها إيران في إطلاق الصواريخ. وقال المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، إن إيران أطلقت ما لا يقل عن 370 صاروخاً باليستياً على إسرائيل منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران . ⭕️ متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا أحد صواريخنا للمرة الأولى في هجوم قواتنا المسلحة اليوم، والصهاينة لم يتمكنوا من رصد أو اعتراض الصاروخ وسيشهدون مزيداً من هذه المفاجآت — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 وتمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية التي اعتمدت عليها طهران من قبل في هجماتها التي استهدفت تل أبيب في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما تملك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة المستويات بدعم أمريكي. وأشارت تقارير عبرية إلى أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يواجه تحديات متزايدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الهجمات الصاروخية الباليستية الأخيرة من إيران أدت إلى تصعيد التهديد إلى مستوى جديد تماماً. وقالت صحيفة هآرتس العبرية إنه وفي حين تم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، فقد اخترقت العديد منها دفاعات إسرائيل، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في الممتلكات. ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ قال مسؤول أمريكي كبير مطلع لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن إسرائيل تستخدم صواريخها الاعتراضية للصواريخ الباليستية بوتيرة سريعة بعد أربعة أيام من الحرب مع إيران. وقال المسؤول إن هناك مخاوف في بعض دوائر الحكومة الأمريكية من أن تؤدي ضربة أمريكية مباشرة على إيران إلى رد إيراني أكبر ضد إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استنزاف المخزون العالمي للولايات المتحدة من الصواريخ الاعتراضية إلى مستوى "مروع". وتعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي ثلاثي المستويات، وتمثل هجمات إيران تحدياً لدفاعاتها الأكثر تطوراً. وتُستخدم القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي تطلقها جماعات مثل حماس وحزب الله. والمستوى الثاني هو مقلاع داود، القادر على اعتراض الصواريخ الثقيلة وبعض الصواريخ الباليستية. وتُستخدم منظومتا السهم 2 والسهم 3 لإسقاط الصواريخ الباليستية، حيث يستطيع الأخير إسقاط الصواريخ الأسرع من الصوت التي تخترق الغلاف الجوي. وكان تجديد أنظمة "حيتس" مشكلة دائمة بالنسبة لإسرائيل. وأفاد موقع ميدل إيست آي في سبتمبر/أيلول 2024 أن إسرائيل واجهت صعوبة في تجديد مخزونها من صواريخ آرو الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل/نيسان من ذلك العام. ويُذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتجان صواريخ آرو الاعتراضية بشكل مشترك. وكتب دان كالدويل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع في إدارة ترامب، والذي عارض المواجهة العسكرية مع إيران، على منصة إكس: "إن أنواع الصواريخ الاعتراضية المطلوبة لإسقاط الصواريخ الباليستية باهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة". وأضاف كالدويل: "أفترض أن إسرائيل قد خزّنت عدداً لا بأس به من صواريخ "السهام" و"الصاعقة" لمقلاع داود، لكن لا بد أنها استخدمت الكثير منها ضد الحوثيين وخلال الهجمات الصاروخية الإيرانية السابقة العام الماضي. لذلك، من المرجح أن تبدأ إسرائيل والولايات المتحدة قريباً بترشيد استخدام صواريخهما الاعتراضية". ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة تحاول تعويض النقص في الصواريخ الاعتراضية التي تمتلكها إسرائيل. إطلاق إيران عشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً. ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه الصواريخ باهظة الثمن. وقالت تقارير إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي استخدمت لأول مرة خلال حرب غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة المدى. وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ 3.5 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي مليون دولار للصاروخ الواحد. وقدّرت صحيفة هآرتس أن تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض للصواريخ الإيرانية إلى مليار شيكل (حوالي 167 مليون دولار) في يوم واحد. قال الحرس الثوري الإيراني، الإثنين 16 يونيو/حزيران، إن هجومه الأحدث الذي استهدف تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية استخدم أسلوباً جديداً جعل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات تستهدف بعضها البعض وسمح لإيران بقصف العديد من الأهداف بنجاح. وأضاف: "المبادرات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، على الرغم من الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك (إسرائيل) أحدث التقنيات الدفاعية، أدت إلى إصابة الصواريخ للأهداف في الأراضي المحتلة بنجاح". وقصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل، فجر الاثنين، مما أدى إلى تدمير منازل عدة. وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسُمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس المحتلة. ودمر القصف عدة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب، وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى في الجوار تبعد مئات الأمتار فقط عن مقر السفارة الأمريكية في المدينة. وقال السفير الأمريكي إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين، وفق وكالة رويترز. ما هي قدرات إيران الصاروخية؟ تمتلك إيران نوعين من الصواريخ الباليستية، تلك التي تعمل بالوقود الصلب وأخرى بالسائل، ولا تستغرق الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب سوى دقائق لتحضيرها قبيل الإطلاق، في مقابل وقت أطول قد يصل لساعات لصاروخ يعمل بالوقود السائل غير مزود بالوقود، مما يجعلها أقل عرضة للضربات الاستباقية، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفيما يلي أبرز وأهم الصواريخ الباليستية الإيرانية: صاروخ "خيبر" الباليستي إلى جانب صاروخ "فتاح" الفرط الصوتي والذي يعد أهم صواريخ إيران وأحدثها، طورت إيران صاروخ باليستياً يسمى "خيبر"، الذي يصنف بأنه أطول مدى لصاروخ تملكه البلاد حتى الآن. وصاروخ خيبر قادر على الوصول إلى مدى 2000 كيلومتر (1242 ميلاً)، ويحمل رؤوساً حربية تزن أكثر من طن، ومداه يطال إسرائيل ومعظم دول الشرق الأوسط. وفي مايو/أيار 2023 قالت إيران إن الصاروخ تم اختباره بنجاح، حيث بث التلفزيون الحكومي لقطات لما قالت إنه عملية الإطلاق لصاروخ خيبر. ووصفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" صاروخ "خيبر" بأنه "صاروخ يعمل بالوقود السائل ويبلغ مداه 2000 كيلومتر ويحمل رأسا حربيا يزن 1500 كيلوغرام". صاروخ "سجيل" 2 الباليستي صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويبلغ مداه 2000 – 2500 كيلومتراً. يحمل الرأس الحربي لهذا الصاروخ مواد شديدة الانفجار يبلغ وزنها 500 كيلوغرام. يملك هذا الصاروخ قدرات على المراوغة من منظومات الدفاع الجوي، ويملك هامش خطأ بنسبة 10 أمتار. صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي من أحدث الصواريخ الإيرانية ويبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية عام 2019. يبلغ وزنه 7 أطنان، وله القدرة على حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويمكنه التحرك بسرعة 12 ماخ ويضرب الهدف بسرعة 6 ماخ. يبلغ طول جسم هذا الصاروخ 11 مترا، ويتراوح قطر جسمه بين 85 إلى 95 سم. ويتكون الصاروخ من 8 كتل، وتقول طهران إن دقة هذا الصاروخ أقل من 10 أمتار. صواريخ "خرمشهر" الباليستية صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل، مشتق من صاروخ "موسودان" الكوري الشمالي الذي حصلت عليه إيران عام 2005، كُشف عنه لأول مرة عام 2017، وهو قادر على إيصال حمولة تزن 1800 كلغ إلى مدى 2000 كيلومتر. خلال اختباره في أغسطس/آب 2020، استطاع "خرمشهر" إصابة منطقة تبلغ مساحتها 40 متراً مربعاً، وفقًا لوكالة أنباء فارس. ومن التفسيرات المحتملة لهذه الحمولة الكبيرة جدًا (1500 إلى 1800 كلغ) هو أنه يحمل رؤوسًا حربية متعددة أو أجهزة خداع لإرباك أنظمة الدفاع الصاروخي. ⭕️ مستوطن إسرائيلي يوثق لحظة قصف مبنى يقول إنه للموساد خلال القصف الصاروخي الإيراني صباح اليوم #إيران #إسرائيل — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟ آرو صممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى مع الأخذ في الحسبان التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف التعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه. وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية. والمتعهد الرئيسي لهذا المشروع هو شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (إسرائيل إيروسبيس إندستريز) المملوكة للدولة، في حين تشارك بوينج في إنتاج الصواريخ الاعتراضية. مقلاع داود جرى تصميم منظومة ديفيدز سلينج (مقلاع داود) الصاروخية متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر. وجرى تطوير وتصنيع المنظومة بشكل مشترك بين مؤسسة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة لإسرائيل وشركة آر.تي.إكس الأمريكية، التي كانت تعرف سابقاً باسم ريثيون، وهي مصممة كذلك لاعتراض الطائرات والطائرات المسيرة وصواريخ كروز. القبة الحديدية تم بناء القبة الحديدية، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض صواريخ مثل تلك التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة. وطورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وصارت جاهزة للعمل في عام 2011. وتطلق كل وحدة محمولة على شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لنسف تهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو. ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017. منظومة ثاد الأمريكية قال الجيش الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول إنه أرسل إلى إسرائيل منظومة ثاد المتقدمة المضادة للصواريخ. وتعد منظومة ثاد مكوناً رئيسياً في أنظمة الدفاع الجوي للجيش الأمريكي، وهي مصممة لاعتراض وتدمير تهديدات الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط وفوق المتوسط خلال المرحلة النهائية من تحليقها.

'نقطة اللاعودة' في البرنامج النووي الإيراني.. قصة مفاعل فوردو الأكثر تحصينًا وورقة الضغط والتفاوض الأبرز مع الغرب
'نقطة اللاعودة' في البرنامج النووي الإيراني.. قصة مفاعل فوردو الأكثر تحصينًا وورقة الضغط والتفاوض الأبرز مع الغرب

بوست عربي

timeمنذ 5 أيام

  • بوست عربي

'نقطة اللاعودة' في البرنامج النووي الإيراني.. قصة مفاعل فوردو الأكثر تحصينًا وورقة الضغط والتفاوض الأبرز مع الغرب

تشن إسرائيل هجومًا كبيرًا على الأراضي الإيرانية منذ يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، وهو الهجوم الذي كان أحد أهدافه المعلنة – بحسب التصريحات الرسمية – تعطيل البرنامج النووي الإيراني. لذلك، قصفت إسرائيل بعض المحطات والمفاعلات النووية، والتي كان من بينها مفاعل "فوردو" الهام لتخصيب اليورانيوم في إيران، وقد أكدت السلطات الإيرانية أن هناك أضرارًا طالت المفاعل بالفعل. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية يوم السبت 14 يونيو/حزيران 2025 إن طهران أكدت تعرض موقع فوردو النووي لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل. وأضاف كمالوندي: "هناك أضرار محدودة في بعض المناطق في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم. نقلنا بالفعل جزءًا كبيرًا من المعدات والمواد، ولم تقع أضرار جسيمة ولا توجد مخاوف إزاء التلوث". وتابع المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: "لا يوجد قلق من تلوث نووي في محطة فوردو النووية". فما هو مفاعل فوردو؟ تقع منشأة فوردو النووية في منطقة جبلية محصنة جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وقد شُيّدت تحت الأرض لتعزيز حمايتها من أي هجمات عسكرية محتملة. اعترفت إيران رسميًا بوجود المنشأة في سبتمبر/أيلول 2009، بعد أن كشفت عنها أجهزة الاستخبارات الغربية، مما دفع طهران إلى إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك. تم تصميم فوردو لاستيعاب نحو 3,000 جهاز طرد مركزي، ما يجعلها إحدى أكثر المنشآت النووية تحصينًا في إيران. تقع منشأة فوردو على بُعد نحو 95 كيلومترًا جنوب غرب طهران، داخل قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. وقد شُيّدت في نفق صخري على عمق نحو نصف ميل، مما يجعلها أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، تضم المنشأة قاعتين رئيسيتين مزودتين بحوالي 3,000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-1 موزعين على 16 سلسلة تشغيلية. لاحقًا، جُرّبت وأُدخلت أجهزة طرد مركزي متقدمة مثل IR-2m وIR-4 وIR-6، التي تمتاز بكفاءة تخصيب أعلى وسرعة أكبر. ويُعتقد أن منشأة فوردو كانت مرتبطة بما يُعرف باسم "مشروع أماد"، وهو برنامج سري يُشتبه بأنه يهدف لتطوير سلاح نووي. كما يشير تصميم المنشأة وموقعها إلى نية واضحة لتحمّل الضربات، وهو ما تدعمه أنظمة دفاع جوي متقدمة. بموجب الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، والمعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، وافقت إيران على تحويل منشأة فوردو إلى مركز لأبحاث الفيزياء النووية، وتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم فيها لمدة 15 عامًا. وظيفة المنشأة الأساسية هي تخصيب اليورانيوم، حيث يمكنها إنتاج يورانيوم مخصب بمستويات مختلفة، بما في ذلك نسبة تخصيب تصل إلى 60%، وهي نسبة تعتبر متقدمة جدًا وتقرب إيران من القدرة على تخصيب اليورانيوم بدرجة عسكرية (90%). تحتوي فوردو على أنظمة متقدمة للتحكم والتهوية وتبريد أجهزة الطرد المركزي، كما أنها مجهزة بأنظمة أمنية متطورة مع وجود غرف مؤمنة لمراقبة العمليات والبيانات. تُدار العمليات في بيئة مغلقة ومحمية، ويُسمح بمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن إيران تتحكم في الوصول وتقييد عمليات التفتيش عند الضرورة. غير أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018 دفع إيران إلى استئناف أنشطة التخصيب تدريجيًا، حيث وصلت نسبة التخصيب إلى 20% بحلول عام 2021. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، رفعت إيران مستوى التخصيب في فوردو إلى 60%، وهي نسبة تقترب بشكل خطير من العتبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. تقول إيران إن هذا اليورانيوم يُستخدم كوقود لمفاعل طهران البحثي، الذي يُنتج نظائر مشعة تُستخدم في علاج مرضى السرطان. وعلى الرغم من تعليق الأنشطة في المنشأة مؤقتًا في يناير/كانون الثاني 2014 ضمن اتفاق نووي مرحلي، أعادت إيران تشغيل المفاعل لاحقًا مع تصاعد التوترات الدولية. أهم المواقع الإيرانية تُعد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم واحدة من أبرز وأهم المواقع النووية في إيران، ولا يسبقها في الأهمية سوى موقع نطنز. تنتج هذه المنشأة يورانيومًا عالي التخصيب بمستويات تقترب من العتبة المطلوبة للتطبيقات العسكرية، ما يضعها في صميم النزاع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني. وتكمن أهمية فوردو في موقعها الحصين داخل أعماق الجبال بالقرب من مدينة قم، مما يمنحها قدرة استثنائية على الصمود أمام الضربات الجوية التقليدية ويجعل استهدافها عسكريًا أمرًا بالغ التعقيد. في يونيو 2025، تعرّضت فوردو لغارة جوية ضمن حملة أوسع شنّتها إسرائيل استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، بهدف تقليص قدرات طهران النووية ومنعها من الوصول إلى مستوى إنتاج سلاح نووي. شبكة أنفاق كانت فوردو في الأصل عبارة عن شبكة أنفاق تستخدمها قوات الحرس الثوري، ثم جرى تحويلها لاحقًا إلى منشأة متخصصة في تخصيب اليورانيوم تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأبقت إيران المنشأة سرّية حتى عام 2009، حين كشف قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن وجودها في بيان مشترك، مؤكدين أن حجمها وموقعها لا يتناسبان مع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وسمحت طهران لاحقًا لأول تفتيش دولي للموقع في أكتوبر 2009. شهدت المنشأة على مدار السنوات اللاحقة العديد من التحديثات في التصميم والأهداف التشغيلية. ففي البداية، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لن تخصب اليورانيوم لأكثر من 5%، لكن هذا السقف ارتفع إلى 20% في عام 2011، وبدأ التشغيل الرسمي في ديسمبر من ذلك العام، مع السماح بالتفتيش الدولي. وقد أكدت تقارير الوكالة بين عامي 2011 و2012 أن منشأة فوردو كانت تعمل وفقًا للمواصفات المعلنة، دون وجود أدلة على تحويل المواد لأغراض عسكرية. الانسحاب من الاتفاق النووي أدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات إلى شروع إيران تدريجيًا في تقليص التزاماتها. ففي نوفمبر 2019، استأنفت طهران التخصيب في القسم الثاني من منشأة فوردو، وبحلول أوائل عام 2020، كانت قد بدأت باستخدام جميع أجهزة الطرد المتاحة. وذكرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران استخدمت ست سلاسل من أجهزة الطرد IR-1 للتخصيب، وتجاوز عدد الأجهزة لاحقًا 1,050 جهازًا. وبحلول أواخر عام 2020، أصدرت إيران أوامر بإنتاج 120 كغم سنويًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. وفي فبراير 2021، توقفت إيران عن تنفيذ بنود الاتفاق تمامًا، وامتنعت عن تزويد الوكالة بالبيانات، ما دفع الأخيرة للتحذير من تضاؤل قدرتها على التحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج. تصعيد جديد وسط تصاعد التوترات السياسية في عام 2022، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في منشأة فوردو، وهي نسبة تقترب بشكل خطير من 90% المطلوبة لتصنيع سلاح نووي. وفي مارس 2023، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعثور على جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7% في فوردو، مما أثار جدلًا واسعًا ودفع الوكالة إلى المطالبة بإيضاحات عاجلة من إيران. وفي سبتمبر 2023، منعت طهران عددًا من المفتشين الدوليين من دخول المنشأة، متهمة بعضهم بالتحيز، ما زاد من حدة التوتر. وردت الوكالة في يونيو 2024 بإصدار قرار يدعو إيران لاستئناف التعاون. وردًا على ذلك، أعلنت إيران عن خطط لتوسيع التخصيب عبر تركيب ثماني سلاسل جديدة من أجهزة الطرد المتقدمة IR-6، مما يتيح التخصيب بشكل أسرع وأكثر كفاءة. وبنهاية الشهر نفسه، أكدت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تركيب هذه الأجهزة وبدء تشغيلها. وفي تقرير أصدرته الوكالة في ديسمبر 2024، كُشف عن تغييرات كبيرة في تصميم منشأة فوردو، تضمنت اعتماد نظام تخصيب ثلاثي المراحل، ما رفع الإنتاج الشهري إلى أكثر من 34 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يعادل ستة أضعاف المعدل السابق. تحدٍ كبير أمام إسرائيل المنشأة تُعد تحديًا كبيرًا أمام أي خطة عسكرية غربية أو إسرائيلية لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، نظرًا لتحصينها تحت الجبل، وهو ما يجعل القنابل التقليدية عديمة الفاعلية ضدها. ويتطلب تدميرها استخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57، وهو خيار عالي الكلفة سياسيًا وعسكريًا، وقد يؤدي إلى إشعال حرب شاملة في المنطقة. لذلك، غالبًا ما يُشار إلى فوردو في الأدبيات العسكرية الغربية على أنها "نقطة اللاعودة" في البرنامج النووي الإيراني، والتي إن تجاوزتها إيران نحو التخصيب العسكري، فإن الخيارات السلمية ستنحسر. الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالت تُراقب المنشأة من خلال عمليات تفتيش دورية وكاميرات مراقبة، ولكن طهران قامت في مراحل عدة بتقليص التعاون معها، بما في ذلك تعطيل بعض الكاميرات أو منع الوصول إلى بياناتها. وفي بعض التقارير، كشفت الوكالة أن إيران قامت بتعديل أجهزة الطرد المركزي داخل فوردو دون إشعار مسبق، وهو ما اعتُبر انتهاكًا مباشرًا للاتفاقيات. من الناحية الاستراتيجية، تعتبر إيران منشأة فوردو ورقة ضغط تفاوضية هامة. ففي كل مرة تتعرض فيها لضغط اقتصادي أو سياسي، تلجأ إلى رفع مستوى التخصيب في فوردو كرسالة سياسية للغرب، مفادها أن الوقت ليس في صالح المفاوضين. كما أن وجود هذه المنشأة في هذا الموقع المحصن يمنح إيران هامشًا من الأمان في حال تم استهداف منشآت أخرى مثل نطنز.

هل نجحت ضربات نتنياهو في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟
هل نجحت ضربات نتنياهو في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟

بوست عربي

timeمنذ 6 أيام

  • بوست عربي

هل نجحت ضربات نتنياهو في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟

بعد عقود من الاستعدادات والتحذيرات، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً موسعاً على إيران ، ولكن بعد ساعات، بدأت تتضح أن أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني لا تزال قائمة حتى كتابة هذا التقرير، ما يشير إلى إخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التخلص من النووي الإيراني. صحيفة " نيويورك تايمز" أشارت في تقرير لها إلى أن إسرائيل ألحقت أضراراً بالغة بأحد أهم المواقع النووية الإيرانية، وأودت بحياة عدد كبير من المسؤولين العسكريين والنوويين في الهجمات التي شنتها صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، ولكن الهجوم الإسرائيلي لم يطل منشآت نووية حيوية في البلاد. ولم تشنّ المقاتلات الإسرائيلية في موجتها الأولى هجمات على المفاعل النووي في أصفهان، رغم أنه يُعدّ أكبر المواقع النووية في البلاد، وكذلك أحد مراكز برامج أبحاث الأسلحة السرية الإيرانية، وفقاً لأجهزة الاستخبارات الغربية. الجيش الإسرائيلي أصدر بياناً صحفياً، أفاد بأنه في موجة ثانية من الهجمات، استهدفت أصفهان، لكنها لم تستهدف مخزون الوقود، بل ركزت على المختبرات التي تعمل على تحويل غاز اليورانيوم إلى معدن، وهي إحدى المراحل الأخيرة في صنع سلاح نووي، لكنه لم يذكر شيئاً عن قصف المنطقة التي يُخزَّن فيها الوقود نفسه، بحسب الصحيفة الأمريكية. ضربات محدودة فيما نقلت وكالة رويترز عن خبراء راجعوا صور الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الموجة الأولى من الضربات الجوية الإسرائيلية، محدودة على ما يبدو. وقال الخبير النووي ديفيد ألبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي لوكالة رويترز: "كان اليوم الأول يستهدف أموراً يمكن تحقيقها من خلال المفاجأة؛ اغتيال القيادات، وملاحقة العلماء النوويين، وأنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على الرد". وأضاف: "لا يمكننا رؤية أي أضرار ظاهرة في فوردو أو أصفهان. وهناك أضرار في نطنز"، لكنه استدرك قائلاً: "لا يوجد دليل على تدمير الموقع الموجود تحت الأرض". هل نجح نتنياهو في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟ وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب النشاط النووي الإيراني، لم تستهدف إسرائيل موقعي بوشهر وأصفهان النوويين، كما لم يُؤكد استهداف منشأتي آراك وفوردو. يُعدّ موقع فوردو، الواقع في مدينة قم المقدسة، أحد أكثر المواقع الإيرانية سريةً وتحصيناً، ويُزعم أنه اختير لحمايته من الغارات الجوية، وهو منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران، ويشكّل مصدر قلق كبير لإسرائيل والغرب. والمنشأة الوحيدة التي أعلنت إسرائيل استهدافها هي "نطنز"، وتقول إيران إن أضراراً بسيطة فقط لحقت بها. ونقلت "نيويورك تايمز" عن خبراء قولهم إن تجنب أصفهان من الجيش الإسرائيلي كان خياراً متعمداً. وقال جون وولفستال من اتحاد العلماء الأمريكيين، الذي يتابع التقدم النووي الإيراني عن كثب، إن التجنب الإسرائيلي قد يكون سببه أن نتنياهو كان قلقاً من أن القصف قد يتسبب في وقوع حادث إشعاعي، مما يحول محطة أصفهان إلى "قنبلة قذرة". أما التفسير الآخر، فهو اعتقاد المسؤولين الإسرائيليين بقدرتهم على منع الإيرانيين من زيادة تخصيب المخزون إلى مستويات صالحة لصنع القنابل (90%). أما التفسير الثالث، فهو أن عمق المفاعل النووي في فوردو يبلغ نصف ميل، مما يجعله على الأرجح محصناً من أسلحة إسرائيل الخارقة للتحصينات، ويتطلب ذلك مشاركة أمريكية باستخدام القنبلة العملاقة الخارقة للتحصينات. وفي تحليل سابق لصحيفة " فايننشال تايمز"، فإن هناك سلاحاً تقليدياً واحداً فقط قادراً على القيام بهذه المهمة، وهو القنبلة العملاقة الموجهة بدقة "جي بي يو 57″، ويبلغ طول هذه القنبلة العملاقة نحو 6 أمتار، وتزن 30 ألف رطل، ويمكن أن تخترق 60 متراً من الأرض قبل أن تنفجر. ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القدرات، ويقول الباحث السابق في وزارة الجيش الإسرائيلية إيهود إيلام، إنه حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على القنبلة الخارقة للدروع، فإن "طائراتها المقاتلة من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35 لن تتمكن من حملها". ولكن حتى القنبلة GBU-57 قد لا تكون كافية لتدمير المنشآت النووية. فقد أشارت دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، في عام 2010 إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أن الأسلحة النووية هي "الأسلحة الوحيدة القادرة على تدمير الأهداف في أعماق الأرض أو في الأنفاق". ومن الناحية النظرية، يمكن لإسرائيل بدلاً من ذلك استخدام واحدة من طائرات النقل C-130J هيركوليز لإسقاط قنبلة خارقة للدروع من أبواب الشحن، وهي عملية معقدة تُعرف باسم "إسقاط المنحدر"، ولكن القنبلة الخارقة للدروع ليست مصممة لهذا النوع من الإسقاط. وترى مجلة " إيكونوميست" البريطانية أن إسرائيل ستحتاج إلى قوات برية أو مساعدة أمريكية لتعطيل البرنامج النووي الإيراني. ويقول العميد احتياط يوسي كوبرفاسر ، وهو رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، والرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن العملية العسكرية الحالية قد تُعيد البرنامج النووي الإيراني عقوداً إلى الوراء، إلى ما كان عليه قبل تطلعاته العسكرية في التسعينيات، ومع ذلك، حذّر من أنها لن تتمكن على الأرجح من القضاء على البرنامج أو بنيته التحتية بالكامل. وقال كوبرفاسر لصحيفة "ميديا لاين": "من الصعب جداً محو المعلومات المُكتسبة، الإيرانيون بارعون في بناء أجهزة الطرد المركزي وغيرها من المكونات النووية، الشيء الوحيد الذي يمكنه إيقاف البرنامج النووي هو استمرار الجهود العسكرية أو تغيير النظام في إيران". كما أكد الباحث في برنامج إيران والمحور الشيعي في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، داني سيترينوفيتش، أن "الافتراض السائد هو أن إسرائيل لا تستطيع تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل صده لعدة سنوات". وهذا ما أكدته سيما شاين، كبيرة المحللين السابقة في جهاز المخابرات (الموساد) والباحثة الآن في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للصحفيين أمس الجمعة، بقولها: "ربما لا تستطيع إسرائيل القضاء على المشروع النووي بالكامل بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة". لماذا قد يكون هجوم نتنياهو على إيران "مقامرة"؟ تقول مجلة "إيكونوميست" إن الهجوم الإسرائيلي على إيران قد يكون "مقامرة" نظراً لتداعياته الإقليمية والعالمية المحتملة. ويشير الرد الإيراني باستهداف دولة الاحتلال، وخاصة تل أبيب، بمئات الصواريخ الباليستية، إلى أن إيران لا تزال قادرة على إلحاق ضرر كبير بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية حول العالم. ورأت المجلة البريطانية، أنه إذا تطور هذا الوضع إلى حرب إقليمية، فقد تكون هناك عواقب وخيمة على الاستقرار، وعلى بقية العالم من خلال أسعار النفط. ورأت المجلة أن انهيار النظام الإيراني، على الرغم من كرهه الشديد داخل البلاد وفي المنطقة، قد يكون مزعزعاً للاستقرار إلى حد كبير، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما قد ينشأ عن هذه الفوضى. وحتى لو تم تدمير البنية التحتية المادية للبرنامج النووي الإيراني، فإن إيران لديها رواسبها الخاصة من اليورانيوم، وفي العقود القليلة الماضية، أتقنت عملية التخصيب. أما الجيولوجيا والمعرفة، فهما بعيدان عن متناول حتى القنابل الأمريكية، وإذا استؤنف البرنامج الإيراني، فقد يعود أكثر ضراوة وتهديداً من أي وقت مضى، بحسب المجلة. لذا، يُتوقع أن تضطر إسرائيل، وربما أمريكا، خلال بضع سنوات، إلى تكرار العملية من جديد. وستكون كل مرة أصعب من سابقتها. وحتى في عالمٍ تنهار فيه القواعد القديمة، فإن تكرار الغارات الجوية المنتظمة على دولة ذات سيادة سيُكلفها ثمناً دبلوماسياً وسياسياً باهظاً. وفي نهاية المطاف، قد تُرهق الضربات المتكررة صبر أمريكا وتُلهب الرأي العام هناك، مما يُلحق ضرراً طويل الأمد بالتحالف مع أمريكا الذي تعتمد عليه إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store