logo
إيران واستراتيجيات الردع والمواجهة في حربها القادمةْ؟ (١)

إيران واستراتيجيات الردع والمواجهة في حربها القادمةْ؟ (١)

26 سبتمبر نيتمنذ يوم واحد
العميد الركن دكتور حسن حسين الرصابي/
ماهي خيارات إيران لتجاوز التهديدات الأمريكية الإسرائيلية؟ وهل أعادت تعويض خسائرها من الملاكات والأسلحة والرادارات ووسائل الدفاع الجوي المدمرة وسد الثغرات التي بانت وظهرت أثناء تصديها للعدوان الغادر طوال ١٢يوما والتي انتهت بدخول أمريكا في الحرب بشكل مباشر.
العميد الركن دكتور حسن حسين الرصابي/
ماهي خيارات إيران لتجاوز التهديدات الأمريكية الإسرائيلية؟ وهل أعادت تعويض خسائرها من الملاكات والأسلحة والرادارات ووسائل الدفاع الجوي المدمرة وسد الثغرات التي بانت وظهرت أثناء تصديها للعدوان الغادر طوال ١٢يوما والتي انتهت بدخول أمريكا في الحرب بشكل مباشر.
واليوم وبعد مرور شهرين من وقف الحرب لاتزال إيران تواجه تهديدات أمريكية إٍسرائيلية متعددة الأوجه وتعتمد في مواجهتها على مجموعة من الخيارات الاستراتيجية التي تهدف إلى الردع والحفاظ على نفوذها الإقليمي، وتجنب المواجهة الشاملة المباشرة قدر الإمكان يمكن تلخيص هذه الخيارات فيما يلي
إعادة تعزيز محور المقاومة وتعويض الخسائر والاعتماد عليهم في تهديد العدو وخاصة حزب الله بحكم القرب الجغرافي مع الكيان الصهيوني..
القوة الرادعة بالوكالة الذي تشكلهما قوة محور المقاومة وحلفائها في المنطقة وإن أمكن إيجاد تفاهمات تفضي إلى فتح خط لوجستي من العراق مرورا عبر سوريا وصولا إلى حزب الله في لبنان وإعادة تنظيم وتسليح فصائل المقاومة كأدوات ضغط غير مباشرة كتلك الفرضيات والطرق التي مارستها إيران سابقا عبر عقود من الزمن مع ملاحظه تغيير الاساليب والألية والتكتيك القتالي..
مما يسمح لإيران بتوجيه ضربات أو إحداث توتر دون الحاجة إلى التدخل العسكري المباشر الذي قد يؤدي إلى تصعيد أكبر..
الردود غير المتماثلة التي تعتمد على القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة التي بحوزة حلفائها لاستهداف مصالح أمريكية أو إسرائيلية في المنطقة بهدف إرباك الخصوم وتشتيت جهودهم.
2- تطوير البرنامج النووي بوتيرة عالية مع الاخذ بالاعتبار الجانب الأمني والاستخباري وتحصين المجتمع من الاختراقات والمحافظة على العلماء والكفاءات النووية والتنسيق مع الحلفاء لاستعواض القطع التي تأثرت بالعدوان من( روسياوالصين وكوريا الشمالية..). والمناورة بالورقة
التفاوضية حيث يعتبر البرنامج النووي الإيراني ورقة مساومة استراتيجية مهمة لطهران، تستخدمها لفرض نفسها على طاولة المفاوضا١ت مع القوى الغربية وخاصة أمريكا.
الردع الحقيقي : تسعى إيران إلى امتلاك قدرة نووية (سواء بامتلاك السلاح أو القدرة على إنتاجه بسرعة) كشكل من أشكال الردع ضد أي هجوم عسكري واسع النطاق عليها.
3- توظيف واستغلال الانقسامات في المعسكر الغربي والمواقف الإقليمية
المناورة الدبلوماسية.. تحاول إيران استغلال أي تصدعات في الموقف الغربي، وخاصة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق بالتعامل معهما.
بناء تحالفات إقليمية : تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة غير المتحالفة مع الولايات المتحدة وإسرائيل بالإضافة إلى تعميق العلاقات مع روسيا والصين لكسر العزلة الدولية وعقد صفقات تسلح حديثة لسد الفجوة وتعويض المعطوب منها في الحرب الأخيرة ..
لاتزال إيران تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز القادرة على الوصول إلى اهداف في المنطقة بما في ذلك إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة وتعتبر هذه الصواريخ جزءاً اساسياً من قدراتها الردعية.
الدفاع الجوي: تعمل على تعزيز قدراتها من وسائل الدفاع الجوي والرادارات لمواجهة أي هجمات جوية جديدة محتملة.
السيطرة على الممرات الملاحية:
تلوح إيران بورقة التهديد بإغلاق الممرات الملاحية الحيوية مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب بالتعاون مع حلفائها في محور المقاومة في اليمن وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية ويخلق ضغطاً اقتصادياً على القوى الكبرى.
المناورات العسكرية والاستعداد للتصعيد واستعراض القوة للإنتقام من عدوان شهر يونيو تقوم إيران بتجميع العتاد الحربي والاسلحة وإجراء مناورات عسكرية بشكل جيد لا استعراض قدراتها العسكرية، وإظهار استعدادها لأي تصعيد وكسب المهارات بهدف ردع أي هجوم محتمل.
الردع المحسوب في حال تعرضت لضربات غادرة ومفاجئة كتلك التي وجهتا إسرائيل في مطلع يونيو من الشهر قبل الماضي وهذا الرد المحسوب يجنبها الدخول في حرب شاملة ولكن في نفس الوقت يرسل رسالة بأن لديها القدرة على الرد والأمثلة كثيرة أخرها قاعدة العديل في قطر .
تهدف هذه الاستراتيجيات في مجملها إلى الحفاظ على أمن النظام الإيراني، وتقوية نفوذه الإقليمي، والضغط على خصومه لتقديم تنازلات دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية جديدة شاملة قد تكون مدمرة.
هل إيران قادرة على مواجهة أمريكا وإسرائيل معاً ؟
نعم قد تضطر إيران لموا جهتما معاً ولكن كيف؟
قدرة إيران على مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل بمفردها هي مسألة معقدة ولها أبعاد عسكرية واستراتيجية وجيوسياسية من الصعب تحديد الإجابة بشكل قاطع، ولكن يمكن تحليلها من عدة جوانب:
1- القدرات العسكرية:
إيران تمتلك إيران جيشاً كبيراً وأحد أكبر الجيوش في الشرق الأوسط من حيث عدد الأفراد، لديها ترسانة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة، والتي تعتبر وسيلة مهمة للردع وتوجيه الضربات كما أن لديها قدرات دفاع جوي متطور الى حد ما..
الولايات المتحدة وإسرائيل: تتمتع كلتا الدولتين بقدرات عسكرية متفوقة تكنولوجياً وبشرياً تمتلك الولايات المتحدة أحدث الطائرات الاستراتيجية القاذفة و المقاتلة مثل (اف 35)، واساطيل بحرية قوية وقدرات استخباراتية ولوجستية هائلة، وإسرائيل أيضا لديها قوات محترفة وترسانة حديثة من الطائرات والصواريخ إلى امتلاكها أسلحة نووية حسب (تقارير استخباراتية) كما أن الدفاعات الجوية الاسرائيلية يتم تعزيزها بشكل مباشر من الدعم الأمريكي.
2- التحالفات والدعم الإقليمي والدولي:
إيران تعتمد إيران بشكل كبير على حلفائها ووكلائها في المنطقة (مثل حزب الله الذي تعرض لضربات موجعة وبقية القوى في محور المقاومة) كجزء من استراتيجية الردع والمواجهة يمكن لهؤلاء الحلفاء الدخول على خط المواجهة مما يزيد من تعقيد أي صراع.
الولايات المتحدة وإسرائيل تستفيد إسرائيل من دعم أمريكي كبير في مجالات الدفاع والتسليح والاستخبارات في أي صراع واسع النطاق من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة دعماً عسكرياً مباشراً لإسرائيل بما في ذلك نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة إضافية.
3- طبيعة الصراع :
إذا كان الصراع محدوداً فقد تتمكن إيران من توجيه ضربات مؤلمة لكن مواجهة مباشرة وشاملة مع القوتين العظميين قد تكون صعبة للغاية ومكلفة ما يستدعي إيران تلجأ إلى استراتيجية "حرب هجينة " ، والصراعات غير المتكافئة حيث يمكنها استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية لإلحاق الضرر بالخصوم.
4- حصانة وتحصين مصانع الصواريخ الإيرانية :
لقد سعت إيران وتنبهت إلى تحصين منشأتها النووية والصاروخية من خلال بنائها تحت الأرض وفي بطون الجبال وفي مناطق عميقة بهدف جعلها محصنة ضد الضربات الجوية التقليدية، ومع ذلك استهدفتها إسرائيل بداية العدوان الغادر مستغله المفاجأة والمباغتة بداية حرب ١٢يوما ثم تبعتها أمريكا نهاية العدوان وقبل الهدنة حيث تمتلك الولايات المتحدة قنابل " خارقة للتحصينات (مثل 57ج ب يو) القادرة على اختراق حتى عمق 70متر من الخرسانة المسلحة والصخور حسب زعمهم والايرانيون أدرى بحقيقة فاعلية هذه القنابل وقد ذكرت تقارير إخبارية عن استخدام الولايات المتحدة هذه القنابل ضد منشآت إيرانية عميقة في الهجمات السابقة ولم تحقق النجاح .. بالإضافة إلى ضربات صواريخ كروز التي أطلقت من الغواصات أو من السفن فلم تحقق النتيجة المرجوة..
والحقيقة لا توجد منشآت محصنة بنسبة 100%100 ضد جميع أنواع الهجمات والقدرة على تدمير ها تعتمد على التكنولوجيا المتاحة للخصم ومدى الدقة الاستخباراتية حول موقعها وطرق حمايتها.
الخلاصة:
بشكل عام من الصعب على إيران أن تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل "لوحدها " في صراع شامل ومباشر دون تكبد خسائر فادحة نظراً للتفوق التكنلوجي والعسكري للولايات المتحدة ودعمها القوي لإسرائيل يشكلان تحدياً كبيراً لأي قوة إقليمية ومع ذلك تمتلك إيران قدرات ردع مهمة (خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة) وحلفاء في المنطقة مما يجعل أي صراع محتملاً مكلفاً ومعقداً لجميع الأطراف أما مصانع الصواريخ الإيرانية فرغم تحصينها إلا إنها ليست " غير قابلة للتدمير" في مواجهة الأسلحة المتقدمة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية.وقدرتها على إستخدام الحرب
السيبرانية يمكن أن تشل أنظمتها بشكل كامل .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلة الدفاع البلجيكية : صواريخ اليمن غيّرت معادلة الردع في الشرق الاوسط
مجلة الدفاع البلجيكية : صواريخ اليمن غيّرت معادلة الردع في الشرق الاوسط

26 سبتمبر نيت

timeمنذ ساعة واحدة

  • 26 سبتمبر نيت

مجلة الدفاع البلجيكية : صواريخ اليمن غيّرت معادلة الردع في الشرق الاوسط

نشرت وأوضحت المجلة أن قوات صنعاء أصبحت تمتلك صواريخ باليستية وصواريخ من نوع كروز يصل مداها إلى أكثر من 1500 كيلومتر ما يجعل منشآت حساسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك القواعد الأميركية في الخليج والعراق والأردن عرضة للاستهداف المباشر. وسلّط التقرير الضوء على عمليات نوعية حديثة لقوات صنعاء منها قصف مدينة أم الرشراش المحتلة – إيلات في 22 يوليو وهجمات استهدفت سفنًا أميركية قرب باب المندب معتبرًا أن هذه العمليات تعكس مستوى التصعيد والانخراط الكامل لقوات صنعاء في معادلة الردع الإقليمي. وزعمت المجلة أن الترسانة الصاروخية اليمنية محصنة في مناطق جبلية محصنة وتُطلق من منصات متحركة الأمر الذي يجعل رصدها أو اعتراضها مهمة معقدة بالنسبة للأعداء. وفي ما يتعلق بقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي أشارت المجلة إلى أن أنظمة مثل 'حيتس 3″ و'كفير دافيد' و'كوبات بارزيل' تعاني من صعوبات في التصدي للهجمات اليمنية المتنوعة نظرًا لقصر زمن الإنذار وتعدد المسارات التي تسلكها المقذوفات. وأكدت المجلة أن قوات صنعاء لم تعد مجرّد طرف محلي بل أصبحت ذراع ردع استراتيجية تملك القدرة على تعطيل الملاحة واستهداف العمق الإسرائيلي والقواعد الأميركية في المنطقة بما يشكّل تحولًا نوعيًا في موازين الردع في الشرق الأوسط.

سلطان السامعي…التاريخ الأسود لذراع إيران
سلطان السامعي…التاريخ الأسود لذراع إيران

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

سلطان السامعي…التاريخ الأسود لذراع إيران

د. فياض النعمان يعتبر سلطان السامعي واحد من أكثر الشخصيات الحوثية ارتباطا بالمشروع الإيراني في اليمن وتعود جذور علاقته بالنظام الإيراني إلى عقود سابقة حيث نسج منذ وقت مبكر صلات مباشرة مع أبو مصطفى المسؤول عن الملف اليمني في الحرس الثوري الإيراني وقيادات بارزة في حزب الله اللبناني فالعلاقات لم تكن مجرد تواصل سياسي وانما كانت جزء من منظومة دعم وتمويل وتوجيه جعلت من السامعي أحد أبرز أذرع إيران في الداخل اليمني. في عام 2012 وبالتنسيق مع القيادة الإيرانية وحزب الله تم إنشاء قناة الساحات لتكون أداة إعلامية موجهة تحت إشرافه هدفها خدمة الأجندة التخريبية لطهران في اليمن وتوظيف الخطاب الإعلامي في تهيئة المناخ للانقلاب الحوثي على الدولة كما ان القناة لعبت دور رئيسي في نشر الفكر الطائفي والتحريض على العنف وكانت منصة للترويج للمشروع الإيراني في المنطقة. ومنذ ما قبل انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية عمل السامعي مع القاضي أحمد سيف حاشد تحت غطاء ما سمي بإنقاذ الثورة وهي مبادرة ظاهرها إصلاح الوضع السياسي وباطنها تنفيذ مخطط إيراني لاختراق الصف السياسي اليمني وتمكنا معا من استقطاب شخصيات من أحزاب مختلفة وجمع شباب الثورة عبر تمويل سخي من إيران بهدف تشكيل قاعدة ولاء سياسية وشعبية تخدم مصالح طهران ولم يتوقف الأمر عند ذلك وعمل السامعي مع القيادي في حزب الله ناصر أخضر على صياغة السياسات الإعلامية لعدد من القنوات والصحف والمواقع اليمنية الممولة من إيران وتوجيه خطابها بما يخدم مشروع المليشيات الحوثية الارهابية. لم يكن دور السامعي محصور في العمل الإعلامي والسياسي وانما امتد ليشمل دعم المليشيات الحوثية على الأرض فقد كان من أبرز المروجين للتوسع الحوثي في المحافظات وساهم في توفير الغطاء السياسي والإعلامي لجرائمهم بما في ذلك عمليات القمع والاعتقال التي طالت معارضين وصحفيين وناشطين وتشير شهادات موثقة إلى أن السامعي كان يشارك في اجتماعات مغلقة مع قيادات حوثية وإيرانية لوضع خطط عسكرية وأمنية كما كان قناة وصل لنقل التعليمات الإيرانية إلى الداخل اليمني. وعلى المستوى الميداني لعب دور في تسهيل السيطرة الحوثية على مؤسسات الدولة وإقصاء الكوادر الوطنية وإحلال عناصر موالية للمليشيات كما تورط في توزيع الأموال والأسلحة القادمة من إيران على جبهات القتال. وبتوجيه مباشر من طهران تم تعيينه عضو في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين ومنحه لاحقا رتبة فريق ركن في إشارة واضحة إلى أنه لم يعد مجرد سياسي وأصبح جزء أصيلًا من البنية القيادية الحوثية القائمة على العنصرية والسلالية واليوم يحاول الظهور كناقد لفساد المليشيات لكنه في الواقع يسعى لتبييض سجله المثقل بالجرائم التي ارتكبها أو كان شريك في تمريرها بحق اليمنيين. فتاريخ سلطان السامعي هو سجل طويل من الولاء لإيران والمشاركة الفعالة في تنفيذ مشروعها التخريبي في اليمن ودعم مليشيات ارهابية عاثت في البلاد الفساد والدمار وهو ما يجعله أحد أبرز رموز التآمر على الدولة اليمنية ومؤسساتها. تعليقات الفيس بوك

حزب الله يرد على الحكومة: سنتعامل مع قرار حصر السلاح كأنّه غير موجود
حزب الله يرد على الحكومة: سنتعامل مع قرار حصر السلاح كأنّه غير موجود

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 6 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

حزب الله يرد على الحكومة: سنتعامل مع قرار حصر السلاح كأنّه غير موجود

بيروت / وكالة الصحافة اليمنية // اتهم حزب الله حكومة الرئيس نواف سلام بارتكاب 'خطيئة كبرى' من خلال اتخاذ قرار يُجرِّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي. وشدد حزب الله في بيان له ردًا على قرار الحكومة بشأن حصر السلاح، على أنّ هذه الخطوة تؤدي إلى إضعاف قدرة لبنان وموقفه أمام استمرار العدوان الإسرائيلي الأميركي عليه، وتُحقق لـ'إسرائيل' ما عجزت عنه خلال عدوانها على لبنان، حين واجهتها المقاومة بمعركة 'أولي البأس' التي أفضت إلى اتفاق يُلزم 'إسرائيل' بوقف العدوان والانسحاب. وأكّد الحزب أنّ هذا القرار يُمثّل 'مخالفة ميثاقية واضحة'، فضلاً عن 'مخالفته للبيان الوزاري للحكومة، الذي ينصّ في الفقرة الخامسة على التزامها، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقرَّة في الطائف، باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً'. وأضاف البيان أنّ 'المحافظة على قوة لبنان وسلاح المقاومة هي من قوة البلاد، وأنّ العمل على تسليح الجيش اللبناني وتقويته أحد الإجراءات اللازمة لطرد العدو من ‏أراضي الدولة وتحريرها وحمايتها'. وأوضح الحزب أنّ هذا القرار جاء نتيجة إملاءات مباشرة من المبعوث الأميركي توماس براك، وهو ما ورد صراحة في مداولات مجلس الوزراء، حيث أعلن الرئيس سلام أن المجلس 'قرّر استكمال النقاش بالورقة الأميركية يوم الخميس المقبل، وتكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي'، الأمر الذي 'يُحقق مصلحة إسرائيل بالكامل، ويجعل لبنان مكشوفاً أمام العدو من دون أي ردع'. وأشار حزب الله إلى أنّ الحكومة ضربت بعرض الحائط التزام رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي كان قد أكّد في خطاب القسم نيّته دعوة اللبنانيين إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة ضمن استراتيجية أمن وطني تشمل المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، 'بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية'. لكن 'ما تقرّره الحكومة اليوم، يندرج ضمن استراتيجية الاستسلام، ويُسقط صراحة مقومات السيادة الوطنية'، بحسب البيان. وبيّن حزب الله أنّ خروج وزرائه ووزراء حركة أمل من جلسة الحكومة 'كان تعبيراً واضحاً عن رفض القرار، ورفض المقاومة بما تمثله من شرائح وازنة في المجتمع اللبناني بمختلف مناطقه وطوائفه وأحزابه'، كما أنّه 'يعكس رفضاً شعبياً واسعاً لإخضاع لبنان للوصاية الأميركية والاحتلال الإسرائيلي'. وشدّد الحزب على أنّ القرار 'يُسقط سيادة لبنان'، و'يُطلق يد إسرائيل للعبث بأمنه وجغرافيته وسياسته ومستقبل وجوده'، مؤكداً أنّه سيتعامل مع هذا القرار 'كأنه غير موجود'. في المقابل، عبّر حزب الله عن انفتاحه على الحوار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتحرير الأرض، والإفراج عن الأسرى، والعمل لبناء الدولة، وإعمار ما تهدّم جراء العدوان الغاشم، معلناً استعداده لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، ولكن ليس على وقع العدوان. وختم حزب الله بيانه بالتأكيد على وجوب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي أولاً، وأنّ على الحكومة أن تعمل كأولوية على 'اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي'، كما ورد في بيانها الوزاري. وتوجّه إلى أهل المقاومة بالقول: 'غيمة صيف وتمر إن شاء الله، وقد تعودنا أن نصبر ونفوز'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store