logo
"بلومبرغ": إيران كبّدت "إسرائيل" خسائر تُقدّر بـ3 مليارات دولار في 12 يوماً

"بلومبرغ": إيران كبّدت "إسرائيل" خسائر تُقدّر بـ3 مليارات دولار في 12 يوماً

الميادينمنذ 6 ساعات

نقل موقع "بلومبرغ" الأميركي، في تقرير، أنّ تكلفة الأضرار التي تكبّدتها "تل أبيب" خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران، تقدّر بـ10 مليارات شيكل، أي نحو 3 مليارات دولار.
وأشار الموقع إلى أنّ هذه التكلفة تشمل ترميم المباني التي طالتها الصواريخ ودفع التعويضات للشركات المتضررة، استناداً إلى بيانات من وزارة المالية وهيئة الضرائب في كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة المالية، في هذا الإطار، إلى أنّ حجم الأضرار يُظهر مدى اختراق الصواريخ الإيرانية لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، خلال ما يقرب من أسبوعين من إطلاق الصواريخ.
وقال شاي أهارونوفيتش، المدير العام لسلطة الضرائب، إنّ ما جرى هو "أكبر تحدٍ واجهناه - لم يكن هناك مثل هذا القدر من الأضرار في تاريخ إسرائيل".
ولا تشمل هذه التقديرات تكلفة استبدال الأسلحة ومنظومات الدفاع التي استُخدمت، والتي من المرجح أن ترفع التكلفة الإجمالية إلى مستوى أعلى بعد استكمال التقييمات. اليوم 19:59
اليوم 17:33
وفي هذا السياق، صرّح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بأنّ إجمالي الخسائر قد يصل إلى 12 مليار دولار، بينما قدّر محافظ "بنك إسرائيل"، أمير يارون، الرقم بنصف ذلك، خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ".
لكن مهما كان الرقم النهائي، فإنّه "يمثل تحدياً لاقتصاد يعاني بالفعل من ضغوط بسبب 20 شهراً من الصراع الأوسع"، بحسب "بلومبرغ".
وكانت الحرب قد اندلعت في 13 حزيران/يونيو حين شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على إيران بإطلاقه وابلاً من الطائرات المسيّرة والصواريخ، فيما ردّت إيران بقصف كيان الاحتلال واستهداف مواقع عسكرية وأمنية واقتصادية، حتى إعلان وقف إطلاق النار، فجر الثلاثاء.
وخلال تلك الأحداث، عُطّل الاقتصاد الإسرائيلي بالكامل تقريباً، مع إغلاق المدارس والشركات باستثناء المؤسسات المصنفة كـ"ضرورية".
وقدّرت وزارة المالية أنّ التعويضات المخصصة للشركات قد تصل إلى 5 مليارات شيكل، في رقم يُعدّ ضعف ما دفعته الحكومة لتعويض الأضرار منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بما في ذلك الهجمات التي شنّتها حركة حماس، وضربات حزب الله على المستوطنات الشمالية.
وتعود الكلفة المرتفعة للحرب الأخيرة مع إيران إلى عاملين رئيسيين، بحسب التقرير.
أولًا، استهدفت إيران مباشرة مدناً مكتظة بالمستوطنين في وسط "إسرائيل"، خلافاً للهجمات السابقة التي طالت مناطق ريفية صغيرة، بحيث تغطي تلك المنطقة قرابة 1600 كلم²، وتشمل "تل أبيب" الكبرى التي يقطنها ما لا يقل عن نصف مستوطني الكيان.
ثانياً، تمتلك إيران ترسانة من الصواريخ الباليستية المتطورة، بعضها يحمل ما لا يقل عن 500 كلغ من المتفجرات والشظايا، ما زاد من شدة الأضرار.
كما لحقت أضرار جسيمة بمعهد "وايزمان" للعلوم، أحد أبرز المراكز البحثية في "إسرائيل"، وبأكبر مصفاة نفط في مدينة حيفا، إضافة إلى مستشفى عام في الجنوب، تعرّض لإصابة مباشرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تنتصر: من الردع الصاروخي إلى تقويض الغطرسة الإسرائيلية
إيران تنتصر: من الردع الصاروخي إلى تقويض الغطرسة الإسرائيلية

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

إيران تنتصر: من الردع الصاروخي إلى تقويض الغطرسة الإسرائيلية

نفذت "إسرائيل"، بدعم استخباري مباشر من الولايات المتحدة، هجوماً مباغتاً على الدولة الإيرانية في يوم ١٣/٦/٢٠٢٥، تحت اسم له أبعاد توراتية: "Operation Rising Lion" (الأسد الصاعد)، استهدف منشآت نووية (نطنز، أصفهان، فوردو)، وقواعد صواريخ أرض-أرض، وعلماء نوويين وقيادات عسكرية عالية الرتب في طهران. في الساعات التي تلت الإعلان عن نتائج الهجوم، كان الإعلام العبري يحتفي به باعتباره أنجح وأوسع هجوم ضد إيران، ويكشف عن قدرات اختراق فذة لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب ما إن بدأ الردّ الإيراني. على الأغلب، كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحلفاؤه من أحزاب أقصى اليمين، على علم نسبي بالقدرات العسكرية الإيرانية، لكنهم كانوا يجهلون تماماً العقيدة الصَلبة التي منحت الإيمان والصبر والعزيمة، حتى تمكنت إيران من بناء تلك القدرات، رغم عقود من العقوبات الأميركية التي بدأت بتجميد أصول وأرصدة إيرانية (نحو 12 مليار دولار) عقب انتصار الثورة عام ١٩٧٩، واستمرت حتى تطبيق حظر كامل على الصادرات النفطية الإيرانية عام ٢٠١٨ خلال فترة حكم دونالد ترامب الأولى. وبين هذا وذاك، مزيج من العقوبات يشمل قيوداً على تحويل الأموال والتعاملات البنكية وحظر تصدير المعادن والمعدات الصناعية الدقيقة. استوعبت القيادة الإيرانية الضربة الإسرائيلية، وبدأت بتحصين الجبهة الداخلية، والقبض على شبكات التجسس الموجودة في البلاد، مع تصعيد نخبة من العسكريين إلى مواقع القيادة لملء الفراغ بأقصى سرعة، ثم بدأت الصواريخ تنهمر على رؤوس الإسرائيليين طوال ليلة الرد الأولى، وبات نتنياهو محاصراً في ملجأ أسفل الأرض، يفكر في تلك الحرب التي بدأها ولا يعرف كيف ينهيها، واستمر الأمر على هذا المنوال ١٢ يوماً، تمكنت فيها الصواريخ الباليستية الإيرانية من تثبيت معادلة ردع جديدة في المنطقة، وأثبتت قدرتها، لا على تحدي "جيش" الاحتلال فحسب، بل على تحدي رأس الأفعى ذاتها أيضاً، عبر توجيه ضربة إلى قاعدة العديد الأميركية في قطر، التي تحتضن مقر القيادة المركزية الأميركية المتقدمة (CENTCOM Forward HQ) وقيادة المركزية للقوات الجوية، إضافة إلى قيادة العمليات الخاصة. على مدار ٤٦ عاماً، هو عمر الثورة الإيرانية، فرضت الدول الغربية حظراً على توريد الأسلحة إلى إيران، إذ اعتبرت كواحدة من "الدول المارقة" التي ترفض الخضوع للتعليمات الأميركية. ظهر تأثير هذا الإجراء العقابي بشكل كبير في مجال الطيران، بشقيه المدني والعسكري، وبالتالي كان البديل أمام القيادات العسكرية الإيرانية هو تطوير البرنامج الصاروخي ليصبح قادراً على إصابة أهدافه خارج البلاد بدقة وبكفاءة، مع تعزيز كفاءة سلاح البحرية، لتصبح كل المسطحات المائية التي تطل عليها إيران من حدودها الشمالية والجنوبية (بحر قزوين - الخليج - بحر العرب) تحت تصرفها بشكل كامل وقت الخطر، إضافة إلى تطوير مستمر للقوات البريّة من حيث العناصر والمعدّات، لتصبح أكبر منظمة قتالية في القوات المسلحة الإيرانية تتألف من 350 ألف مقاتل، فضلاً عن عدد مماثل كقوات احتياط، ولديها اكتفاء ذاتي في إنتاج معدات دفاعية برية، بما يشمل دبابات وأنظمة تشويش إلكتروني وأسلحة مدرعة. انتصرت إيران في معركة الـ١٢ يوماً، رغم أن قدراتها العسكرية لم تُختبر بالكامل، إذ استطاع قدر يسير من القدرات الصاروخية على شلّ الحياة كلياً في الأراضي المحتلة. ورغم أن "إسرائيل" من أول يوم في الحرب حرقت أوراقها الاستخباراتية عبر استخدامها -بشكل مكشوف- في عمليات الاغتيال والإرشاد عن منصّات إطلاق الصواريخ، فإنَّ إيران في المقابل أجّلت استخدام تلك الورقة، رغم أنها تملك عناصر ناجحة في اختراق مختلف الأجهزة الرسمية التابعة لحكومة الاحتلال. وللدلالة على عمق الاختراق الإيراني للكيان الإسرائيلي، تكفي الإشارة إلى ثلاث وقائع، الأولى في أكتوبر ٢٠٢٥، مع إعلان الشرطة الإسرائيلية القبض على "إسرائيلي" كان قد تم تجنيده من قبل إيران لاغتيال عالم إسرائيلي. أما الثانية، ففي سبتمبر من العام ذاته، عندما تم الكشف عن عملية كبرى أدارتها مخابرات الحرس الثوري لاستهداف مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى (نتنياهو - غالانت- رونين)، إلى جانب تنفيذ عمليات لتخريب البنية التحتية للاتصالات وأجهزة الصراف الآلي، إضافة إلى إشعال النار في الغابات. أما الثالثة، ففي عام ٢٠١٨، عندما تم اعتقال غونين سيغيف، وزير الطاقة الإسرائيلي السابق، وأدين قضائياً بسبب تجسسه لمصلحة إيران. هذا يعني أن الصمود الإيراني خلال الأيام الماضية لم يكن من فراغ، بل هو نتاج سنوات طويلة من العمل والتخطيط وبناء القدرات وجمع المعلومات والاستعداد المستمر، وقبل كل ذلك إيمان راسخ بإمكانية تحقيق النصر، ما دام قد تم استيفاء شروطه المادية. قبل أربعة أيام من وقف إطلاق النار، وخلال لقاء نادر باللغة العبرية مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية "كان ١١"، اعترف نتنياهو بحدوث استنزاف لمخزون صواريخ الدفاع الجوي، وخصوصاً صاروخ آرو / حيتس، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ستعيد تزويد "إسرائيل" بما تحتاجه. إذا أضفنا مشهد عجز الدفاع الجوي الإسرائيلي عن التصدي للصواريخ الإيرانية إلى مشهد حاملات الطائرات التي أرسلها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى الشرق الاوسط بعد عملية "طوفان الأقصى"، قبل أن يهبط بنفسه إلى مطار بن غوريون في ١٨/١٠/٢٠٢٣، مؤكداً دعمه اللامشروط لحكومة الاحتلال، محذراً محور المقاومة من التصعيد.. فإن المشهدين كفيلان بأن يؤكدا أن "إسرائيل" كيان هشّ لا يملك عوامل البقاء ذاتية، وأن انهياره مسألة سهلة للغاية، في حال رفعت أميركا يدها. هذا الأمر بحدّ ذاته شكّل معضلة بالنسبة إلى اليمين الصهيوني داخل "إسرائيل"، والذي شيّد خطابه على فكرة أن "دولتهم" مستقلة وقادرة على الدفاع عن نفسها، وأنها قد تتحدى البيت الأبيض إذا لزم الأمر، لكن ما إن دخلت المعارك مع إيران أسبوعها الثاني، حتى تكشّف الوهن الإسرائيلي، إلى درجة أن تمويل صواريخ الدفاع الجوي، الذي يتراوح سعر الواحد منها بين ٢ و١٢ مليون دولار، بات أزمة، ولم يكن هناك مخرج سوى الإلحاح على الإدارة الأميركية للتدخل لوقف الحرب، شرط ضمان الخروج المشرّف لـ"جيش" الاحتلال، وهو الهدف الحقيقي لعملية القصف التي نفذتها الطائرات الأميركية B-2 للمنشآت النووية الإيرانية فجر يوم ٢٢ يونيو. 26 حزيران 12:18 26 حزيران 11:11 لم تُصدر الحكومة الإسرائيلية بيانات دقيقة تكشف حجم الخسائر، وناشد المتحدث العسكري الإسرائيليين كي يمتنعوا عن تصوير الآثار الناجمة عن الصواريخ الإيرانية، والتي كان معلوماً بشكل مسبق أن القبة الحديدية ومقلاع داوود سيكونان خارج حسابات الدفاع عن سماء "إسرائيل" بحكم أنهما مخصصان للتصدي للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى فقط. في نهاية المطاف، حصل الإعلام على أرقام متضاربة حول حجم الخسائر البشرية في "إسرائيل"، فهيئة الإسعاف تحدثت عن ٢٨ قتيلاً وأكثر من ١٣٠٠ مصاب، بينهم خمسة قتلوا بصاروخ إيراني على بئر السبع قبل لحظات من وقف الحرب، لكن وزارة الصحة الإسرائيلية تحدثت عن أعداد أضخم، إذ أعلنت إصابة ٣٣٤٥ شخصاً، وتشريد أكثر من ١١ ألف إسرائيلي، وتسجيل نحو ١٩ ألف طلب دعم نفسي، فيما وصفته مصادر عبرية بأنه "أحد أكبر التحديات الصحية منذ سنوات". وأدت الهجمات الصاروخية إلى إغلاق كامل المجال الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك مطار بن غوريون، ما عزل أكثر من ١٥٠ ألف إسرائيلي في الخارج، وتسببت بشلل كامل للقطاعات التجارية والصناعية والخدمية في مناطق الوسط والجنوب، كما أثبتت فشل منظومة الملاجئ والغرف المحصنة، رغم الإنفاق السخي عليها منذ عام ١٩٥١، والذي تم تعزيزه بعد إطلاق الصواريخ العراقية عام ١٩٩١. إضافة إلى ما سبق، ارتفع متوسط أعداد اليهود الذين غادروا "إسرائيل" ضمن ما يعرف بـ"الهجرة العكسية" من ٣٦ ألفاً (الفترة من ٢٠١٨ - ٢٠٢٢) إلى ٨٢٧٠٠ خلال العام الجاري، وهو ما يمثل تهديداً ديمغرافياً خطيراً بالنسبة إلى كيان الاحتلال. دفع الوضع الإسرائيلي الصعب دونالد ترامب إلى اتخاذ قراره بالتدخل المباشر، ولم تنجح الضربة في تحقيق أهدافها المتمثلة في تدمير البرنامج النووي الإيراني، بحسب تقارير سرية سُرّبت عبر الكونغرس الأميركي، ونشرتها نيويورك تايمز وسي إن إن، لكنْ ثمة أهداف أخرى كانت ضمن برنامج عمل الرئيس الأميركي عندما اتخذ قراره بقصف إيران، وهي أن يكون الطرف الأميركي/الإسرائيلي صاحب الطلقة الأخيرة في المعركة، وهو ما يحرِم إيران من جني ثمار منجزها العسكري، وخصوصاً بعدما ارتفع منسوب شعبيتها في الشارع العربي والإسلامي على نحو غير مسبوق. لذا، كان مهماً للغاية أن ترد إيران على الضربة الأميركية. ورغم أن محور المقاومة كان بإمكانه توجيه ضربة إلى قاعدة عين الأسد في شمال العراق أو القواعد الأميركية عموماً في مناطق الكرد، فإنّه اختار للرد أن يكون مزلزلاً على مستوى الأثر النفسي قبل أي شيء آخر. لذا جاء عبر قصف قاعدة العديد، أكبر القواعد الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أعاد الأمور إلى نصابها، بعد نجاح إيران للمرة الثانية في قلب موازين المعادلة إلى مصلحتها ومصلحة القيم والمبادئ التي تمثلها. لم تكن إيران في هذه الحرب تمثّل نفسها، بل كانت صوتاً عنيداً باسم كل الشعوب التي تنشد العدالة في عالم تسوده الغطرسة ومنطق القوة؛ لقد كان بإمكانها، لو أرادت، أن تختار العزلة والمصالح الضيقة، وأن تنأى بنفسها عن الاشتباك مع الهيمنة الأميركية والصهيونية. وتبعاً لتلك المعادلة، كان بإمكانها أن تعزز نفوذها في المنطقة بالتنسيق مع واشنطن، لكنها اختارت طريقاً أكثر كلفة وأشد وعورة: طريق الانحياز إلى قيم التحرر العالمي ومسار الدفاع عن القضية الفلسطينية. ولا شك في أن النصر الإيراني الأخير ستكون له انعكاسات إيجابية على مستوى العالم بأسره، غير أن أثره في الساحة العربية سيكون مضاعفاً، ولا سيما إذا أُحسن استثماره والتعامل معه بوعي استراتيجي. ومن أبرز المكاسب العربية التي يمكن أن تترتب عليه: عاجلاً أو آجلاً، سيؤدي النصر الإيراني إلى تآكل النفوذ السياسي للتيارات اليمينية داخل "إسرائيل"، والتي مثلت تهديداً للاستقرار الإقليمي، ودخلت في صدامات حتى مع دول الاعتدال العربي، كما جرى مع مصر والأردن، عندما أثير ملف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى الدول المجاورة، أو كما حصل مع تصريحات سموتريتش، التي طالب فيها دول الخليج بتمويل الحرب على إيران، وهو ما استدعى رداً إماراتياً يصف هذا النوع من التصريحات بـ"الحماقة". الضربة التي تلقّتها قاعدة العديد الأميركية في قطر شكّلت صدمة استراتيجية، فهذه القاعدة، التي أُنشئت بدعوى حماية الخليج، تَحوّلت إلى هدفٍ يُجرّ الأخطار على دوله. ولعلها اللحظة المناسبة للخليج العربي كي يعيد التفكير في جدوى الارتهان للمظلة العسكرية الأميركية التي لم تَجلب لهم سوى التهديدات. ذلك مع الأخذ في الاعتبار تحاشي القوات الإيرانية عن توجيه أي ضربة إلى القواعد الأميركية في دول الخليج، حتى آخر مراحل الحرب، في مقابل تركيز العمل العسكري كله على "إسرائيل"، وهذا بدوره دليل على أن أفكار القيادة الإيرانية المتعلّقة بحسن الجوار ومدّ الأيادي للتعاون هي أفكار جادة. وعندما تم اختبارها في الميدان، أثبت الإيرانيون التزامهم بها. تفكك الردع الإسرائيلي أمام صواريخ إيران الدقيقة أظهر حدود القوة الإسرائيلية، وهو ما يفتح المجال لإعادة رسم توازن القوى على المستويات كافة، بما يشمل "إسرائيل" والدول العربية التي لطالما فُرض عليها موقع الضعف في ظل "أسطورة القوة الإسرائيلية التي لا تُهزم". لا يمكن حصر الحرب بين إيران و"إسرائيل" في يونيو 2025 بنتائج عسكرية بحتة أو بلغة الأرقام، فالحقيقة أن ما جرى هو نقطة تحوّل استراتيجية، إذ أثبتت إيران قدرتها على الصمود والرد والردع، فيما ظهرت "إسرائيل" مرتبكة، تخفي خسائرها، وتخسر هيبتها تدريجيًا أمام شعوب المنطقة. الإعلام الأميركي، وإن حاول التخفيف من وقع النتائج، إلا أنه اعترف صراحة بأن الضربات على إيران لم تحقق هدفها، وأن ردّ طهران فاجأ الجميع. أما المكاسب العربية، فبدأت تظهر في صورة فرص جديدة لإعادة التوازن الإقليمي بعيدًا عن ثنائية "إسرائيل–الولايات المتحدة". لقد كانت هذه الحرب، بكل ما فيها من تدمير وخسائر، صفحة جديدة في معادلة الردع ومرآة عاكسة لواقعٍ لم تعد فيه "إسرائيل" قادرة على حسم المواجهات، ولا الولايات المتحدة قادرة على فرض نتائجها بالقوة. إيران، وإن لم تدمر أعداءها، إلا أنها انتصرت بأنها ظلّت واقفة.. وردّت في العمق.. وأجبرت الجميع على إعادة الحسابات.

وعد إيران الصادق منذ انطلاق ثورتها الإسلامية
وعد إيران الصادق منذ انطلاق ثورتها الإسلامية

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

وعد إيران الصادق منذ انطلاق ثورتها الإسلامية

لم يكن الوعد الصادق الذي أطلقته إيران ضد الكيان الإسرائيلي قبل عام مضى، وتحديداً بعد العدوان الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق، إلا تدشين عسكري مباشر للوعد الفكري الإسلامي النهضوي الذي أطلقه مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني منذ عام 1979، لذا نراه وعد تجدد بعد اغتيال القائدين إسماعيل هنية وحسن نصر الله، ثم يتجدد الآن منذ العدوان الإسرائيلي الأميركي الواسع على إيران، وقد أطلقت عمليات الرد باسم الوعد الصادق 3، فهل صدقت إيران في وعدها يوم أطلق الإمام يوم القدس العالمي، وحوّل السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة فلسطين، وحاصر تلامذته سفارة الشيطان الأميركي في طهران لمدة 444 يوماً وفي داخلها 52 موظفاً أميركياً؟ ارتبط نهوض الثورة الإيرانية من لحظة انتصارها بالمواجهة مع الشيطان الأميركي، باعتبار أن هذا النهوض جاء عبر إسقاط نظام الشاه الإيراني العميل لأميركا، والذي كان بمثابة شرطي الخليج، حيث سقط في مواجهة ثورة شعبية عارمة قادها الفقهاء من حوزاتهم العلمية، وقد مثّلت نموذجاً فريداً في هزيمة السياسة الأميركية، خاصة أن هذه الهزيمة ارتبطت بانقلاب جذري شامل في السياسة الإيرانية، عبر تأصيل فكري إسلامي يرى بالكيان الإسرائيلي دولة غير شرعية بالمطلق، وأن أزالتها من الوجود واجب شرعي وأخلاقي وإنساني، لأنها قامت على أطلال الشعب الفلسطيني المظلوم وتأدية الأعمال القذرة للغرب في عالمنا الإسلامي. وعد إيران الصادق تمثل ابتداء بوعد للقدس أن تبقى في ذاكرة المستضعفين، كفريضة دينية عبر الجمعة الأخيرة من كل رمضان، يتجدد فيها هذا الوعد الإيراني بوجوب تخليصها من الاحتلال والتهويد، واستنقاذ المسجد الأقصى من دنس المحتلين، وفق رؤية وحدوية للأمة الإسلامية، يكون فيها الدور الإيراني عامل مركزي في الدعم والتعبئة، وهو ما تحقق في تدشين محور المقاومة عبر حركات وقوى إسلامية جهادية، بدأت بحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس وأنصار الله والحشد الشعبي، حيث مثّلت لهم إيران مظلة كاملة في الدعم والتدريب والتسليح. 26 حزيران 11:59 26 حزيران 11:11 جاء الوعد الصادق 3 تكثيفاً عميقاً وإن متدرجاً لوعد تأصّل في الوعي الإيراني على مدار عقود التأسيس والتطوير، وقد استهلت فصوله في تلك اللحظة التي ابتسم فيها سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله يوم أطلق البشرى أن نافذة خير قد افتتحت بعد الحماقة الإسرائيلية باستهداف قنصلية إيران في دمشق، فكان الوعد الصادق 1، يومها ابتلعت "إسرائيل" لسانها وتقبلت الرد الإيراني في تلك الليلة الصاخبة بالقصف على طول دولة الكيان وعرضها. والوعد تجاوز في طور التمهيد طابعه الجهادي المقاوم، وقد دخلت إيران في حرب مفروضة دامية لثماني سنوات مع العراق، ولكنها ظلت خلالها ترقب فضاء القدس، وهو ما جعلها تنجح في تأسيس قاعدة للحرس الثوري في البقاع اللبناني تكريساً لهذا الوعد، وقد دعا الإمام الخميني لإطلاق جيش العشرين مليون مسلماً لتحرير القدس، في وقت أمعنت فيه الأنظمة الحاكمة في العالم العربي بالارتهان للسياسة الأميركية، ما دفع إيران للمراهنة على خيرية الشعوب ونبضها الصادق، وهو الذي تجلى بظهور حركات المقاومة في مواجهتها للغطرسة الإسرائيلية، والتي بلغت الذروة عام 2000 بانتفاضة الأقصى في الضفة وغزة، والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ثم عام 2006 بالوعد الصادق اللبناني، حتى سيف القدس عام 2021 في غزة، وانتهاء بالسابع من أكتوبر 2023 ذلك اليوم المفصلي الذي ما زالت فصوله تترى، وعبر محطاته أدخلت إيران المواجهة العسكرية المباشرة مع الكيان الإسرائيلي. تجلى صدق الوعد الإيراني كمشروع إسلامي نهضوي في مقارعة الصلف الإسرائيلي، في مواجهات أمنية سرية أو معارك غير مباشرة، بعضها في البحر أو دول إقليمية وعالمية مختلفة، وهي في كل ذلك ظلت تدفع أثماناً باهظة لهذا الوعد، تمثل في حصار غربي ظالم رزحت فيها كدولة في شتى مصالحها الاقتصادية، وقد تحملت في ذلك الكثير مع تسعير الفتن المذهبية، واستهدافها عبر سلسلة من العملاء وشذاذ الآفاق من التكفيريين الدمويين، وهي في ذلك تواصل تطوير ذاتها عبر ناتجها المحلي، حتى امتلكت مقدرات متقدمة في الصناعات العسكرية والطبية والعلمية. حاولت إيران وما زالت تحاول تأجيل المعركة الشاملة مع أميركا و "إسرائيل"، نظراً للواقع العربي الإسلامي الخاضع للغرب من جهة، ونظراً للفجوة الهائلة بين مقدرات الغرب التي يضعها بيد الربيبة الأميركية "إسرائيل"، وبين مقدرات محور المقاومة رغم تطورها، وهو تطور جعلها تصمد في الحرب الإسرائيلية الأمريكية الراهنة عليها، صمود ساعدها لتطلق موجات تدميرية هائلة في قلب الكيان الإسرائيلي، وأن ترد على العدوان الأمريكي بقصف قاعدته الكبرى في قطر، وهي حرب قد تضع أوزارها في لحظة ما لتفشل كامل الأهداف الإسرائيلية، رغم فداحة التضحيات وما لحق بها من استشهاد بعض قادتها وعلمائها، وتدمير كثير من مؤسساتها، في وقت حافظت فيه على قدراتها النووية وهي هدف العدوان الأساس، كما ظلت ترسانتها الصاروخية تسيطر على أجواء الكيان الإسرائيلي وترد على الغارات الإسرائيلية الهائلة في عمق إيران، والأهم أن وعد إيران الصادق يتجدد بفاعلية ميدانية أثبتت صدقية خطها الفكري الثوري في نصرة المستضعفين على امتداد العالم من القدس حتى سراييفو مروراً بصنعاء وبيروت.

مناصِرو مقلاع داوود... انقلعوا
مناصِرو مقلاع داوود... انقلعوا

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

مناصِرو مقلاع داوود... انقلعوا

أن نقول إن مسقط رؤوس بعض أبناء جلدتنا "تل أبيب" فهذا ليس تهمة. هم مخلق منطق مع جزّارِها. يكاد هؤلاء يدعون لمقلاع داوود بالتوفيق في اعتراض صواريخ إيران. لو طُبِّق قانون مقاطعة "إسرائيل" لصار السجن الذي يحبسهم أكبر مقاطعة. في هذه الأزمنة المنحدرة، يكاد العداء لـ "إسرائيل" يتحول إلى تهمة في لبنان. الدعاء لها بالنصر يكاد هو أيضًا يتحوّل إلى أمنية سيادية ممنوعة من الصّرف تحت طائلة خيانة "إسرائيل". يتناسلون جرادًا، ويزدادون وقاحة، وبعض المنابر تستقبلهم فاتحين كـ"نبو خزنصّر"، ورعاعًا كـ"ماد ماكس" في الأفلام الأميركية. ليسوا أبناء ضالين ولا مُضَلَّلين. هم أصحاب عقيدة "سلام" وبحبوحة التطبيع. يتكاثرون نكايةً بالشهداء وتشفيًا بأضرحتهم. سافرون بلا أقنعة، وخطيرون كالتهاب السخافة، يتسللون إلى الوجدان اللبناني. ما زال خطابهم في مرحلة "الرقراق"، والآتي منهم أعظم. تنتابهم نَوبة "حكاك" عصبية من مفردة مقاومة. يتهمونها بالأذرع. يختلط عليهم الأمر بين الذراع والقلب. الله كم قاسٍ وسم الجثامين المنتشرة في لبنان بالأذرع؛ أذرع بترها الاحتلال متَّهمَة بأذرع لإيران. إيران ذراع الشهداء لا العكس. يعيشون على فيتامين الحقد وبروتين الطائفية. يتغذون على التهمة ويقتاتون من زهور المقابر. رباه كم تخيفهم الفاتحة وكم تربكهم "السلام عليك يا مريم"! مريم التي يريدونها ناكرة لأبنائها. كل واحد من هؤلاء تسامحهم العذراء على مضض لولا عقيدة "أحبّوا أعداءكم". يحبون القصف على الجنوب، ويكرهون القصف على "تل أبيب" قاصفة الجنوب. من احتلّ؟ من هجّر؟ من ارتكب المجازر؟ المقاومة! الردّ على العدوان يسمونه تصعيدًا واعتداءات "إسرائيل" يرونها دفاعًا مشروعًا عن النفس. مشروع أخطر من المشروع الإسرائيلي لأنه تشريع له. صواريخ المقاومة خطر على لبنان، وصواريخ "إسرائيل" على لبنان حماية للبنان من اللبنانيين؟ أي لبنانيين هؤلاء! وأي لبنان لهؤلاء! عناقيد غضب "إسرائيل" دوالٍ يتفيّأون في ظلالها ويقطفون عنبها ويعصرونها كؤوسًا يشربون أنخابها نكايةً بأمهات الشهداء. بصحة العدو يقرعون الكؤوس. يتشدّقون بكلمة 'سيادة'، ويرون السياديين ساديين، ولا ينبسون ببنت شفة حين تنتهك طائرات العدو سماءنا... حين تُغتال شخصيات في قلب الضاحية والبقاع وبيروت! يكرهون إيران ويحبّون أميركا. لا مشكلة لديهم مع أميركا التي عملت على تهجير المسيحيين وعلى نفي قياداتهم وسجن "زعمائهم". المنفيون والمعتقلون من هؤلاء رجعوا إلى حضن أميركا. كواهم الحليب وما زالوا ينفّخون على لبنها. يتحدثون عن احتلال إيراني ويفرحون بقصف طهران وإضعاف آخر معقل لمواجهة "إسرائيل". دخلوا العصر الإسرائيلي الذي يعصرهم قبل عصر أي أحد آخر. بلادنا صارت ثكنة أميركية ومكتب مخابرات إسرائيلية وتراهم مغتبطين مسرورين مهللين. 26 حزيران 12:18 26 حزيران 11:59 يركّبون خطابًا ناعمًا. كلمات برّاقة: "الدولة، السلم الأهلي، الحياد، القرار اللبناني"، لكن مضمونها واحد: إسكات صوت المقاومة. تجريدها من مشروعها، من سلاحها، من شرعيتها وتقديم لبنان لقمة سائغة في مشروع تصفية القضية الفلسطينية. أين كانوا يوم قصفت "إسرائيل" ملجأ قانا؟ أين صوتهم حين ارتُكبت المجازر في صبرا وشاتيلا؟ أين هم من مليون شهيد في العراق؟ من الحصار على سوريا؟ من الدم في اليمن؟ من العزل في غزة؟ من جثث الرضّع في مستشفيات رفح؟ هم يعرفون، لكنهم لا يريدون أن يعرفوا. لا يريدون أن يتذكّروا. الذاكرة الوطنية عندهم انتقائية. الوقائع تُفلتَر بحسب الأهواء، والعدو يُعاد تعريفه بحسب التوازنات الدولية. يرون في "إسرائيل" الواقع العقلاني، وفي إيران "الخطر الوجودي". يريدون شطب فلسطين من أجندة لبنان، ويريدون طرد الجنوب من المعادلة. ركّزوا على الصواريخ التي تنطلق من لبنان وتغاضوا عن الصواريخ التي تساقطت عليه، وما زالت. يحسبون الخسائر الاقتصادية بسبب الحرب، ولا يحسبون الخسائر الوطنية بسبب الاستسلام. يحذّرون من "ربط لبنان بمحور الممانعة"، لكنهم لا يحذّرون من ربطه بمحور الإذلال والتطبيع والتبعية. يريدوننا أن نعيش تحت القصف وأن نبارك "إسرائيل". يموت المسيحيون في كنائس سوريا والعراق وفلسطين، ولا يهمهم سوى الكنيسة القريبة. مسيحهم في الأبرشيات القريبة. بلا وطنية. بلا كرامة. بلا مقاومة. يسألون دائمًا: إلى أين يأخذنا حزب الله؟ لكننا نسأل: إلى أين أخذتنا "إسرائيل"؟ إلى أين أوصلتنا أميركا؟ إلى أي خراب جرّنا رهانهم على الخارج؟ لولا المقاومة، لما خرج الاحتلال. لولا التضحيات، لما تحرّر الجنوب. لولا الردع، لكانت بيروت تحت القصف منذ زمن. يريدون لبنان يشبه الضفة الغربية: مُحتلّاً بصمت، ذليلاً بلا مقاومة، يعيش على "تصاريح" من الاحتلال، ويتنقّل عبر الحواجز، ويقبض رواتبه من المانحين. يريدون 'سلامًا اقتصاديًا' على حساب الأرض والكرامة. يريدون الغاز تحت الاحتلال والنفط قبل الانتماء والدولار قبل السيادة. هم ليسوا ضد المقاومة فحسب. هم مع مشروع نقيض للمقاومة، مع مشروع "إسرائيل" الكبرى، ولو بأسماء لبنانية، وبلكنة عربية، وبدعم أجنبي. خطابهم هو الوجه الآخر لصواريخ الاحتلال. مقالاتهم تُمهّد للقصف. مؤتمراتهم تُشرعن الاغتيالات. ظهورهم الإعلامي يُغطّي المجازر. هم خطر، ليس لأنهم يتكلمون كثيرًا فحسب، بل لأن بعض الناس يصدقهم أيضاً، لأن بعض العواصم تموّلهم، لأنهم يُصوَّرون على أنهم "البديل". بديل الدولة؟ لا. بديل المقاومة؟ نعم. بديل الكرامة؟ نعم. لكننا نعرف أن الشعب الذي حرّر، لا ينسى. الشعب الذي واجه، لا يخاف. والمقاومة التي صمدت، لا تُهزم. سيذهبون إلى حيث ذهب كل من سبقهم: إلى الظل، إلى الهامش، إلى أرشيف الخيانة. في النهاية، لبنان لا يكون إلا مقاومًا، والمقاومة لا تكون إلا ضدّ العدو، مهما لبس هذا العدو قناعًا لبنانيًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store