logo
وزير الدفاع الألماني: أمن أوروبا يمثل «أهمية قصوى» للولايات المتحدة

وزير الدفاع الألماني: أمن أوروبا يمثل «أهمية قصوى» للولايات المتحدة

الشرق الأوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥

عوّل وزير الدفاع الألماني المنتهية ولايته، بوريس بيستوريوس، على استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية».
وقال بيستوريوس في تصريحات لمحطة «آر تي إل - إن تي في» الألمانية، إن أمن أوروبا يمثل «أهمية قصوى» للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أنه يعتقد أنه سيظل كذلك.
وفيما يتعلق بمخاوف من احتمال تقليص الولايات المتحدة لدعمها العسكري والمالي لأوروبا، قال بيستوريوس: «سنبذل قصارى جهدنا للتعويض عن ذلك، ولكن سنسعى جاهدين أولاً لإبقاء مشاركة الأميركيين».
وأعرب بيستوريوس عن تشككه في إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار من جانب واحد في أوكرانيا من 8 إلى 10 مايو (أيار) المقبل، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير الدفاع إن التجارب الأخيرة أظهرت أن مثل هذه التصريحات غالباً ما تكون مجرد إعلانات، مشيراً في ذلك إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين في عيد الفصح، والذي لم يلتزم به، وقال: «لقد أعلن الآن عن وقف إطلاق نار آخر. دعونا نرَ ما إذا كان سيلتزم به، خصوصاً فيما يتعلق بالهجمات على البنية التحتية والسكان في المدن».
كما وصف بيستوريوس اقتراح السلام الأميركي الأخير بأنه بمثابة استسلام من جانب أوكرانيا، وأضاف: «الاقتراح المطروح حالياً على الطاولة يشبه إلى حد كبير ما كان بإمكان أوكرانيا أن تقبل به قبل عام، وذلك بالاستسلام والتخلي عملياً عن كل شيء؛ عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعدم وجود ضمانات أمنية كافية».
ولفت بيستوريوس الى أن أوكرانيا قد تلقت بالفعل وعوداً بالحماية الأمنية مرتين من قبل، مستشهداً بمذكرة بودابست لعام 1994، واتفاقية مينسك لعام 2015 التي أبرمتها ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا، وقال: «في كلتا المرتين، لم يُجدِ الأمر نفعاً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية.. رُمَّانة الميزان
السعودية.. رُمَّانة الميزان

البلاد السعودية

timeمنذ 13 ساعات

  • البلاد السعودية

السعودية.. رُمَّانة الميزان

بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود في حين يعيش العالم اليوم صراعاً شرساً من شرقيه إلى غربيه، نتيجة تقاطع المصالح، لم يشهد له مثيلاً منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945، تآكلت بسببه دولٌ، وتحوَّلت أخرى إلى دولٍ فاشلة، وما زالت مجموعة ثالثة تغلي على صفيح ساخن، وكله بيد أبنائها، لا بيد عمرو. أقول: في حين يشهد العالم صداماً دامياً مزعجاً، تسير السعودية بخطىً واثقة ثابتة راسخة من حاضر مزهر، إلى مستقبل مشرق، امتداداً لماضٍ تليد؛ كما نرى ونسمع، بل نعيش هذه الحقيقة واقعاً ماثلاً بين أيدينا اليوم، وقد جاءت تلك الحقائق مفصَّلة بالأرقام في التقرير الأخير للعام المنصرم (2024) الصادر عن رؤيتنا (2030) الطموحة الذكية التي هندسها ولي عهد بلادنا القوي بالله الأمين، أخي العزيز الغالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، الذي أكد مكانة بلادنا المباركة هذه وريادتها في جميع المجالات، لاسيَّما سياسياً واقتصادياً. ولهذا أصبحت وجهة مهمة يقصدها زعماء الدول العظمى، الذين يدركون هذه الحقيقة ويعترفون للقيادة السعودية الرشيدة الحكيمة بفضلها، ويثمِّنون عالياً قدرتها في العمل على استقرار العالم وإرساء السلام، رغم هذه الفوضى العارمة التي تجتاح العالم من أدناه إلى أقصاه، فتسببت في ركود اقتصادي أصاب كثيراً من الدول بشلل تام. حقَّاً، ما أشبه الليلة بالبارحة؟! وأنا أكتب هذا، تذكرت أبياتاً من قصيدة للشاعر عبد الله العبد اللطيف المبارك، ألقاها أمام الملك عبد العزيز عام 1366 عند استقباله في الإحساء بعنوان (في مجد أسلافنا تبدو لنا العبر): فالناس في زمنٍ عمَّت به فتن وطار بالشَّر من بركانه الشَّرر هذي أوروبا ونار الحرب تسحقها فلا تَمَدُّنُهم أجدى ولا الحذر وعاد ما جمعوا فيها وما صنعوا من المكائد والآلات يستعر فالقوم في حربٍ قد عمَّهم لهب أين العقول وأين الرأي والفكر؟ ونحن في ظل ملك آمنون به وكل منتسب للملك يفتخر هذي المكارم هذا الدِّين قام به فكل ملك إلى علياه مفتقر ملكٌ لنيل المعالي كل مطلبه ذو همَّة دونها المريخ والقمر فرع لدوحة مجد طاب ذكرهم ومجدهم سابق يحلو به السَّمر هذا الإمام الذي تُرْجى عوارفه ومن بعزمته الإصلاح ينتظر ويُعَدُّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجعل السعودية وجهته الأولى في زيارته اليوم خلال دورته الرئاسية الثانية، مثلما فعل الشيء نفسه في أثناء دورته الرئاسية الأولى (2017 – 2021)، اعترافاً صريحاً بدور السعودية المحوري اليوم في سياسة العالم واقتصاده، وثقته الراسخة في قيادتها الرشيدة التي تمثل شريكاً مهماً في إدارة شؤون العالم ونزع فتيل الشَّر والفتن، وتغليب سياسة المنطق السليم التي تراعي مصالح الجميع، وتعمل جاهدة لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار في العالم؛ بخلاف ما يروج له السذَّج السطحيون المرجفون المغرضون الذين ليس لهم غاية في حياتهم غير وضع العصا في عجلة الناجحين. وأقول لأولئك السطحيين: أمريكا على قناعة تامة، أن أمام السعودية ألف أمريكا يمكنها العمل معها، كما تدرك في الوقت نفسه أنها ليس أمامها هي غير سعودية واحدة لكي تعمل معها في شراكة تحقق مصالح الطرفين وخير العالمين، لكن أنَّى لأولئك المغرضين السذَّج أن يدركوا مكانة أمريكا، أعظم دولة في العالم، أكبر اقتصاد وأكبر رائد في مجال التقنية. إن دولة مثل هذه لم يكن رئيسها يأتي لكي يحتسي القهوة كما يرددون بغباء وبلاهة، بل جاء لعقد شراكات اقتصادية مع أكبر اقتصاد في المنطقة، وقطعاً المنفعة متبادلة، إذ تشمل الاستثمارات السعودية النوعية التي تستهدفها المملكة مع أمريكا: التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي. المنشآت النووية المتقدمة. الصناعات العسكرية. صفقة طائرات (F 35). الطاقة والغاز. الاستثمارات الخاصة بالشركات السعودية في عدة مجالات بأمريكا، التي بلغ عددها اليوم (1300) شركة. وبالطبع، لا يقف الأمر هنا عند هذا الحد، بل يتعداه للسعي الجاد لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم كله، كما أكد ولي العهد في كلمته أمام ترامب؛ فالسعودية لا تعمل من أجل نفسها فحسب، بل رسالتها تحتم عليها أن تبذل قصارى جهدها لتحقيق الخير للبشرية جمعاء، ويدرك قادتها هذا الأمر جيداً، ويعملون ليل نهار لتحقيقه. والحقيقة، لفتت انتباهي اليوم أشياء أحسب أنها مهمة عند استقبال ولي العهد الرئيس ترامب، أوجزها في الآتي: عند استقبال ولي العهد للرئيس الأمريكي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، كان كعادته شامخاً، رافعاً رأسه كشموخ طويق، قابضاً يد ضيفه بثقة لا تخطئها عين؛ على العكس تماماً من رؤساء دول أخرى، الذين كم رأيناهم في استقبال الرؤساء الأمريكيين وهم خانعين، مطأطئ الرؤوس. عند وصول الضيف قصر اليمامة بالرياض، تم استقباله بشكل مهيب، إذ ظهر فرسان يقفون على جانبي الطريق، وآخرون يمتطون صهوة خيول عربية أصيلة قوية، كانت تمشي بثبات رافعة رأسها، يحملون العلم السعودي والعلم الأمريكي. وقبل هذا، عند دخول الطائرة الرئاسية الأمريكية المجال الجوي السعودي، رافقتها طائرات حربية سعودية حتى هبوطها أرض المطار بسلام. إعلان ترامب إلغاء العقوبات على سوريا، استجابة لطلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، ولي العهد القوي بالله الأمين. وفرحة ولي العهد التي جاءت نابعة من أعماقه، تأكيداً بحمله هم الأُمَّة وانشغاله بها، مثلما يحمل هم بلاده. ولكي ندرك حجم الدعم الذي قدمه ولي العهد بمطالبة ترامب بإلغاء العقوبات الأمريكية على سوريا، تعالوا نتعرف سريعاً على تلك العقوبات التي شملت: حظر التحويلات البنكية، الأمر الذي يمنع وصول العملة الصعبة من الخارج لسوريا. تجميد تعامل البنوك العالمية مع المصارف السورية، الأمر الذي يعقد موضوع الاعتمادات البنكية، مما يشكل دوراً سلبياً في موضوع الصادر والوارد، الذي ينعكس بدوره على الاقتصاد. صعوبة استيراد الأدوية والمعدات الطبية نتيجة القيود على التحويلات البنكية والتأمين. حظر تصدير التقنية، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على التعليم والاتصالات. منع الشركات الأجنبية من الاستثمار في البنية التحتية، مما يعيق إعادة التعمير. قيود على الشحن والنقل الجوي، مما يؤثر على حركة المدنيين والبضائع على حدٍّ سواء. ارتفاع أسعار الغذاء والوقود نتيجة صعوبة الاستيراد. ارتفاع معدل البطالة بسبب انسحاب الشركات من العمل في سوريا، مما قد يؤدي لانتشار الجريمة بسبب الفقر وبالتالي انفراط عقد الأمن. عجز في إمداد الكهرباء والوقود مما يؤثر في العمل والصناعة والصحة. تدهور سعر صرف الليرة السورية نتيجة العزلة الاقتصادية. وأخيراً وليس آخراً: دهشت ترامب عندما شاهد هذا التحول العظيم في السعودية بين زيارته أثناء رئاسته الأولى واليوم، مما دفعه لسؤال ولي العهد متعجباً: أحسب أنك لا تنام ليلاً يا محمد، وأنت تقوم بكل هذا العمل العظيم!. صحيح، قد تبدو تلك تقاليد عادية للشخص العادي، غير أنها تمثل إشارات حقيقية لقوة بلادنا لمن يستطيع قراءة ما بين السطور بشكل جيد.. فالحمد لله الذي جعلنا نعيش آمنين في ظل قيادة لا نفخر بشيء مثلما نفخر بانتسابنا إليها ونعتز، قيادة وفيَّة ذات همَّة دونها المريخ والقمر. والحديث ذو شجون كما يقولون، ولا أجد مسك ختام لحديثي هذا أفضل من مقولة البدر الشهيرة: آه.. يا الرياض. وأضيف: ما أروعك وأجملك وأعظمك!.

الكرملين: لا قرار في شأن مقر المحادثات بين روسيا وأوكرانيا
الكرملين: لا قرار في شأن مقر المحادثات بين روسيا وأوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 18 ساعات

  • Independent عربية

الكرملين: لا قرار في شأن مقر المحادثات بين روسيا وأوكرانيا

نقلت وكالات أنباء روسية رسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله في تصريحات نشرت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إنه لا يمكن تحديد موعد نهائي لإعداد مذكرة بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف أن وضع موسكو وكييف نصاً موحداً لمذكرة في شأن عملية سلام ووقف لإطلاق النار سيكون عملية معقدة، مشيراً إلى صعوبة تحديد موعد نهائي لهذه العملية. وقال المتحدث باسم الكرملين "ستتم صياغة المسودات من قبل الجانبين الروسي والأوكراني، وسيتم تبادل مسودات الوثائق هذه، وبعد ذلك ستجرى اتصالات معقدة لوضع نص واحد". وأشار إلى أنه "لا توجد مواعيد نهائية ولا يمكن أن تكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، ولكن بالطبع الشيطان يكمن في التفاصيل". وتابع المتحدث باسم الكرملين قائلاً "لم يتم اتخاذ قرارات محددة في شأن مكان استمرار الاتصالات بين روسيا وأوكرانيا حتى الآن". وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب ناقشا خلال المكالمة الهاتفية بينهما موضوع استمرار الاتصالات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك على أعلى المستويات. "متى سننهي هذا الأمر يا فلاديمير؟" من جانبه قال الرئيس الأميركي أمس الإثنين إنه "سيكون من الرائع" أن تجري روسيا وأوكرانيا محادثات لوقف إطلاق النار في الفاتيكان، قائلاً إن ذلك سيضيف أهمية إضافية إلى الإجراءات. وأضاف ترمب أنه قال للرئيس الروسي خلال مكالمته معه "متى سننهي هذا الأمر يا فلاديمير؟". وفي وقت سابق الإثنين قال ترمب إنه أحرز تقدماً خلال مكالمته الهاتفية مع بوتين، وإنه تحدث أيضاً إلى رؤساء عدد من الدول الأوروبية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكد الرئيس الأميركي أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فوراً" محادثات في شأن وقف إطلاق النار بهدف إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن موسكو تريد زيادة التجارة مع واشنطن بعد انتهاء الحرب. وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "سيجري التفاوض على شروط وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه". وأضاف "لو لم تكن المكالمة ممتازة لكنت أعلنت ذلك الآن، وليس لاحقاً". ومضى في حديثه، "ما دام الفاتيكان ممثلاً في البابا أعلن أنه سيكون مهتماً للغاية باستضافة المفاوضات فلتنطلق إذاً". محادثة استمرت "أكثر من ساعتين" بدوره وصف الرئيس الروسي أمس الإثنين المحادثة الهاتفية التي استمرت "أكثر من ساعتين" مع نظيره الأميركي في شأن النزاع في أوكرانيا بأنها "مفيدة". ووصف بوتين المحادثة في تصريح مقتضب للصحافيين عقب الاتصال بأنها "بناءة وصريحة جداً"، وتابع "بصورة عامة أعتقد أنها كانت مفيدة"، ودعا كييف إلى إيجاد "تسويات ترضي كل الأطراف"، وتابع "المحادثات مع كييف تسير في الاتجاه الصحيح بعد محادثات إسطنبول، كذلك فإن ترمب أقر بأن روسيا تؤيد الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، ووقف إطلاق النار مع كييف ممكن بمجرد التوصل إلى اتفاقات". وقال مساعد في الكرملين إن بوتين رحب بنتائج جولة ترمب في الشرق الأوسط، ورحب أيضاً بالتقدم المحرز في المحادثات الأميركية مع إيران في شأن البرنامج النووي، مؤكداً أن موسكو مستعدة للمساعدة. المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والروسي جاءت بعدما قالت واشنطن إن الطريق مسدود أمام إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإن الولايات المتحدة قد تنسحب. وأرسل بوتين آلاف القوات إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 لتندلع أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. ودعا ترمب مراراً إلى إنهاء "حمام الدم" في أوكرانيا الذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة
وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة

الشرق السعودية

timeمنذ 20 ساعات

  • الشرق السعودية

وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة

يُنتج قطاع الصناعات الدفاعية في كييف، أسلحةً أكثر من أي وقت سابق، ومع ذلك فإن أوكرانيا لا يمكنها محاربة موسكو بمفردها، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فمع تباطؤ الحلفاء الغرب في زيادة إنتاج الأسلحة، ارتفعت قيمة الأسلحة التي يُمكن لقطاع الصناعات الدفاعية الأوكرانية إنتاجها من مليار دولار في عام 2022 إلى 35 مليار دولار على مدار 3 سنوات من الحرب مع روسيا. اعتمدت أوكرانيا إلى حد كبير على ترسانات أسلحة غربية، لتجهيز قواتها خلال السنوات الأولى من الصراع مع روسيا. وذكرت الصحيفة الأميركية، الأحد، أن أوكرانيا كان لديها نموذج أولي واحد من مدفع "هاوتزر بوهدانا" (Bohdana Howitzer) المُصنّع محلياً، عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. والعام الماضي، أعلنت كييف إنتاج أسلحة مدفعيةً أكثر من جميع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" مجتمعةً. وأشار التقرير إلى أنه في ظل تراجع الدعم الأميركي، تتزايد أهمية صناعة الدفاع الأوكرانية في قدرتها على مواصلة القتال ضد روسيا، أو ضمان سيادتها في حال التوصل إلى اتفاق سلام. وكلما زادت قدرة أوكرانيا على إنتاج أسلحتها الخاصة، كلما قلّ تأثرها بتقلبات السياسة الدولية، أو ثغرات سلاسل التوريد العابرة للحدود. كما تعتبر البلاد، أن صناعتها الدفاعية مصدر دخل لما بعد الحرب، إذ يعزز ذلك اقتصادها المنهك، كما يعد وسيلة لتعزيز اندماجها مع الغرب بأن تصبح أحد مورديه. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "ستظل أوكرانيا بحاجة دائمة إلى أسلحتها القوية، حتى نتمكن من بناء دولتنا الأوكرانية القوية". وأضاف زيلينسكي أن أكثر من 40% من الأسلحة المستخدمة على خط المواجهة مع روسيا، تُصنع الآن في أوكرانيا. وفي بعض القطاعات، مثل الطائرات المُسيّرة، والأنظمة البرية (المركبات) ذاتية التشغيل، والحرب الإلكترونية، تقترب هذه النسبة من 100%. تحوّل "غير كاف" ويُنتج مُصنِّعون أوكرانيون، كميات متزايدة من الأسلحة التقليدية، مثل أنظمة المدفعية والمركبات المدرعة والألغام والذخيرة من جميع العيارات، بحسب "وول ستريت جورنال". في هذا السياق، قال روب لي، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومقره في ولاية بنسلفانيا: "تزداد المنافسة في الدول الغربية على أفضل خريجي علوم الحاسوب أو تكنولوجيا المعلومات. وفي أوكرانيا، اتجهت معظم أفضل المواهب إلى قطاع الدفاع". لكن هذا "التحوّل القوي" في الترسانة المحلية، لن يكون كافياً لأوكرانيا للتصدي لقوات موسكو بمفردها، بحسب الصحيفة، إذ أن كييف تحتاج إلى الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين لمواجهة آلة الحرب الروسية، فهي لا تستطيع إنتاج ما يكفي من الذخائر للحفاظ على استمرارية إطلاق مدافعها، أو أيٍّ من أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية التي تحتاجها للحماية من الصواريخ الروسية. ورغم ازدهار إنتاج الأسلحة، أُرهقت ميزانية كييف في ضوء الضغوط الشديدة جراء الحرب المستمرة. وقال أوليكساندر كاميشين، مستشار زيلينسكي ووزير الصناعات الاستراتيجية السابق، إن الحكومة لن تتمكن هذا العام من شراء سوى أقل من نصف ما تستطيع شركات تصنيع الأسلحة إنتاجه. وأضاف: "إنه لأمر مؤلم أن تعجز عن الإنتاج، وألا تملك ما تقاتل به. ويكون الأمر أشد إيلاماً عندما تتمكن من الإنتاج، دون أن تتمكن من تمويل المشتريات". ولاستغلال القدرة الإنتاجية الفائضة، تُموّل بعض الحكومات الغربية مشتريات الأسلحة من شركات الدفاع الأوكرانية بموجب ما يُسمى بالنموذج الدنماركي، حيث تُوفّر الأموال لشراء الأسلحة من شركات تصنيع الأسلحة الأوكرانية بدلاً من تزويد كييف بالأسلحة الغربية. وأضاف الباحث روب لي: "ربما يكون الاستثمار المباشر في هذه الشركات هو أفضل استغلال للأموال المتاحة فيما يتعلق بتحقيق تأثير في ساحة المعركة". "ساحة اختبار" للأسلحة كانت الحرب بمثابة ساحة اختبار لمجموعة من الأسلحة التي لم تكن مستخدمة سابقاً، ما وفّر لدول الناتو، دروساً قيّمة حول أدائها في المعركة. وذكر التقرير أن أوكرانيا ورثت جزءاً كبيراً من صناعة الدفاع السوفيتية، عندما نالت استقلالها، لكن قدرات التصنيع تلك سرعان ما تراجعت. طوّرت شركة خاصة نظام "بوهدانا" المدفعي عام 2016، لكنها لم تتلقَّ أي طلبات قبل الغزو الروسي، وفق فيتالي زاجوداييف، المدير العام لمصنع كراماتورسك لتصنيع الآلات الثقيلة. وبعد الغزو الروسي في عام 2022، زادت المخاوف إلى حد كبير من سيطرة روسيا على النظام لدرجة أن زاجوداييف تلقى تعليمات بتفكيك النموذج الأولي الوحيد، ولم يُستخدم النظام آنذاك إلا ضمن عرض عسكري بمناسبة عيد الاستقلال. لكن سرعان ما تلقى زاجوداييف تعليمات بإعادة تركيب المدفع لاستخدامه على خطوط المواجهة. وباستخدامه إلى جانب مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز "قيصر" فرنسي الصنع، قصف نظام "بوهدانا" المواقع الروسية في جزيرة "الثعبان" في البحر الأسود، ما أجبر موسكو على التخلي عن هذه البقعة الصخرية البارزة خلال الصيف الأول من الحرب. وبدأت تتزايد طلبات شراء نظام "بوهدانا"، لكن المصنع الواقع في شرق أوكرانيا كان في مرمى نيران روسيا. وتحت وطأة القصف، بدأ العمال نقل الإنتاج إلى منشآت جديدة غرب البلاد، ولكن ليس قبل تدمير أكثر من نصف المعدات. ومع طول فترات التنفيذ لاستلام طلبات استبدال المعدات، قامت الشركة بتصنيع معداتها بنفسها، مع توزع الإنتاج على عدة منشآت لتقليل تأثير أي هجوم روسي، فإذا نجح صاروخ في إصابة منشأة، يمكن للمنشآت الأخرى مواصلة الإنتاج. إنتاج أكبر وتكلفة أقل وقال زاجوداييف، إن الشركة تُنتج الآن أكثر من 20 مدفع "بوهدانا" شهرياً. ووفق دراسة أجراها معهد "كيل" الألماني للأبحاث، يُمكن لروسيا إنتاج نحو 40 سلاح مدفعية خلال الفترة نفسها. ولا يجري تجميع المدافع بصورة نهائية إلا في اللحظة الأخيرة، لتقليل فرص استهدافها قبل الوصول إلى خط المواجهة. وتبلغ تكلفة مدفع "بوهدانا" 2.8 مليون يورو (3.1 مليون دولار) للوحدة، مقارنةً بـ8.76 مليون يورو لمدفع آرتشر (Archer) السويدي، أو نحو 4 ملايين يورو لمدفع سيزار (Caesar) الفرنسي، الذي يتميز بأنظمة إلكترونية أكثر تطوراً، ولكن إنتاجه يستغرق وقتاً أطول. كما أن مدفع "بوهدانا" أسهل في الإصلاح والصيانة، إذ يقول زاجوداييف: "أي قطعة متوفرة خلال 24 ساعة. لدينا ألوية متنقلة تعمل على خط المواجهة بأكمله"، لافتاً إلى أن الشركة تعمل على تطوير هيكلها الخاص لتقليل الاعتماد على الواردات بشكل أكبر. وفي الوقت الراهن، تنتج كييف نحو 85% من مكونات مدفع "بوهدانا" محلياً. وهذا الطراز يظهر مدى التقدم الذي أحرزته صناعة الدفاع الأوكرانية، لكن الجهود المبذولة لإنتاج ذخيرة عيار 155 ملم متوافقة مع معايير الناتو، والتي تُعدّ عنصراً أساسياً في المجهود الحربي، تُبرز العقبات، بحسب التقرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store