
دليل شامل مع خبراء "هي" لكيفية الوقاية من الأمراض الجلدية الصيفية وأهم العلاجات لها
هل تعلّمين أنالعرق قد يتحول إلى عدوٍ خطرٍ إذا التقى بالمكياجِ؟ أو أن قبعةَ الشاطئِ قد تكون درعَكِ الأقوى ضدّ البُقعِ الداكنة؟.بالتأكيد إجاباتكِ سترتبط بالصيف؛ ذلك الفصل الذي يحمل بين حرارته الذهبية ونسماته المالحة تحديات خفية لبشرة الفتيات والنساء.
بينما تغوصين في لُجَجِ البحرِ أو ترقُصينَ تحتَ أشعةِ الشمسِ، تختفي وراءَ الإشراقةِ حكايات عن بُقعٍ تطّعن الثقةَ، حكةٍ تُقلِق النومَ، والتهاباتٍ تسرِق راحةَ البال. لكن هذهِ المعركةَ ليست خاسرة. فالكثيرات يُحوّلن تحديات فصل الصيف إلى فرصةٍ ليتعلمن لغةِ الجلد، فكّ شفراته والانتصارِعليها بذكاءٍ وعلمٍ.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ عبر موقع "هي" على دليلًا شاملًا حول الأمراض الجلدية الأكثر انتشارًا بين الفتيات والنساء في فصل الصيف، مع أسبابها وطرق الوقاية منها؛ بناءً على توصيات كل من استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم، وخبيرة العناية بالبشرة غادة حمدي من القاهرة.
ما هي الأمراض الجلدية الأكثر انتشارًا بين الفتيات والنساء في الصيف؟
لا تستسلمي للأمراض الجلدية الصيفية وتخلصي منها نهائيًا
وفقًا للدكتور طلال في حديثه لـ "هي"، فإن الأمراض الجلدية الأكثر انتشارًا بين الفتيات والنساء في فصل الصيف، مع أسبابها وطرق الوقاية بناءً على أحدث المعلومات الطبية؛ كالتالي:
التينيا الملونة (Tinea Versicolor)
هي عدوى فطرية تظهر كبقع بيضاء أو وردية أو بنية على الجلد، خاصة في الصدر والظهر والرقبة، بسبب الرطوبة والتعرق المفرط؛ وذلك بسبب تكاثر الفطريات في البيئات الدافئة والرطبة، وارتداء الملابس الضيقة غير القطنية. وهنا يجب استخدام شامبو مضاد للفطريات، تجفيف الجسم جيدًا بعد الاستحمام، وارتداء ملابس فضفاضة قطنية.
حب الشباب (Acne)
هو زيادة في ظهور الحبوب بسبب إفراز الدهون وانسداد المسام مع التعرق وتراكم الأتربة. يرجع ذلك لارتفاع الحرارة الذي يزيد إفرازات الغدد الدهنية، خاصة لدى صاحبات البشرة الدهنية. وهنا يجب غسل الوجه بغسول لطيف 3- 4 مرات يوميًا، مع تجنب المكياج الثقيل واستخدام منتجات خالية من الزيوت.
الطفح الجلدي الحراري Heat Rash أو "حمو النيل"
هو عبارة عن بثور حمراء صغيرة تظهر في مناطق الثنيات (تحت الثديين، الإبطين) بسبب انسداد قنوات العرق. وذلك بسبب التعرق الشديد وارتداء ملابس غير منفذة للهواء. وهنا يجب استخدام بودرة غير معطرة في المناطق المعرضة للتعرق، مع تجنب الخروج في أوقات الذروة الحارة.
الكلف والنمش (Melasma and Freckles)
الكلف والنمش أحد الأمراض الجلدية المنتشرة بين الفتيات والنساء في الصيف
عبارة عن بقع داكنة تظهر على الوجه بسبب زيادة إفراز الميلانين عند التعرض للشمس؛ إذ تزيد الأشعة فوق البنفسجية التصبغات، خاصة مع استخدام حبوب منع الحمل أو أثناء الحمل. وهنا يجب وضع واقي شمس واسع الطيف (SPF 30+)، وارتداء قبعة عريضة الحواف.
التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)
هو طفح جلدي مع حكة واحمرار بسبب تفاعل الجلد مع مواد مثل "العطور أو النباتات" أثناء استخدام مستحضرات تجميل تحتوي على مواد مهيجة أو ملامسة نباتات سامة أثناء التنزه. وهنا يجب اختبار المنتجات الجديدة على منطقة صغيرة قبل الاستخدام، وغسل الجلد فورًا عند التعرض لمهيجات.
العدوى البكتيرية (Bacterial Infections)
عبارة عن دمامل أو التهابات جلدية ناتجة عن بكتيريا تنتشر في الأماكن المزدحمة أو عبر مشاركة الأدوات الشخصية، أو عدم النظافة بعد السباحة في المسابح العامة. وهنا يجب تجنب مشاركة المناشف أو الأدوات، كذلك الاستحمام فور الخروج من الماء.
الحساسية الضوئية Photosensitivity))
تفاقم أمراض مثل "الذئبة الحمراء أو الحزاز الضوئي مع التعرض للشمس، مما يسبب بقعًا بنية أو حمراء؛ وذلك بسبب تفاعل الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية، خاصة لدى المصابات بالأمراض المناعية. وهنا يجب تجنب الشمس بين 10 صباحًا و4 عصرًا، كذلك استخدام واقي شمس ذو حماية فيزيائية (محتوي على أكسيد الزنك).
التهاب الجلد الدهني (Seborrheic Dermatitis)
عبارة عن قشور دهنية في فروة الرأس أو الحواجب بسبب الفطريات المرتبطة بالرطوبة؛ وذلك لزيادة إفراز الدهون مع الحرارة، خاصة مع استخدام منتجات الشعر الثقيلة. وهنا يجب غسل الشعر بشامبو مضاد للقشرة، وتجنب ترك البلسم على فروة الرأس.
ما هي أفضل أساليب الوقاية من الأمراض الجلدية الشائعة في الصيف؟
ابدئي من الآن فصاعدًا الاستفادة من الأساليب الوقائية المقدمة لتفادي الإصابة بالأمراض الجلدية الصيفية
وتابع دكتور طلال، تعتمد الوقاية من الأمراض الجلدية في الصيف على التنظيف، الترطيب، والحماية. لذا، اتبعّي النصائح المقدمة بانتظام، واغتنمي فصل الصيف ببشرة صحية ومشرقة من دون مشكلات؛ ذلك على النحو التالي:
استخدمي واقي شمس واسع الطيف (SPF 30+) يوميًا، حتى في الأيام الغائمة، كذلك أعيدي التطبيق كل ساعتين، خاصة بعد السباحة أو التعرق.
ارتدي ملابس واقية،قبعة عريضة الحواف، ونظارات شمسية، وملابس قطنية فاتحة اللون.
اغتسلي بانتظام بالماء الفاتر لإزالة العرق والأتربة المتراكمة، مع مراعاة تجفيف جلدكِ جيدًا بعد الاستحمام، خاصة في مناطق الثنيات (تحت الإبطين، بين الفخذين)؛ ولا تنسي أن تتجنبي مشاركة المناشف أو الأدوات الشخصية لتقليل خطر العدوى الفطرية أو البكتيرية.
استخدمي مرطبًا خاليًا من العطور لمنع جفاف الجلد وتشققه مثل تلك التي تحتوي على" الهايالورونيك أسيد"، كذلك تجنبي المنتجات الثقيلة التي تسد المسام وتسبب حب الشباب.
غيرّي الملابس المبللة بالعرق فورًا، خاصة الملابس الداخلية والجوارب؛ كذلك استخدمي بودرة مضادة للفطريات في المناطق المعرضة للرطوبة مثل "القدمين"، واختاري أحذية مفتوحة أو جوارب قطنية لتهوية القدمين.
استخدمي طاردًا للحشرات يحتوي على DEET أو زيت الليمون، كذلك ارتدي أكمامًا طويلة في المناطق الموبوءة بالبعوض، وضعي شبكة على النوافذ أثناء النوم.
اشربي 8 أكواب ماء يوميًا لترطيب الجلد من الداخل، كذلك تناولي أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل "التوت، الجزر، السبانخ" لمحاربة تلف الجلد، وقلّلي من السكريات التي تزيد من التهاب حب الشباب.
اشطفي جلدكِ فورًا بعد الخروج من البحر أو المسبح لإزالة الكلور والأملاح، واستخدمي غسولًا مرطبًا لاستعادة توازن البشرة.
استخدمي دومًا كمادات باردة على المناطق الملتهبة، وتجنبي الكريمات الدهنية التي تزيد انسداد المسام.
إذا كنتِ تعانين من الإكزيما أو الصدفية، فتجنبي التعرض المباشر للشمس في أوقات الذروة، واستشيري طبيبكِ لتعديل العلاج في فصل الصيف.
راقبي أي تغيرات في الجلد (طفح، بقع، حكة مستمرة)، لا تهملي الأعراض، واستشيري طبيب جلدية فورًا إذا لاحظتِ: "تقرحات لا تلتئم، بقع داكنة متغيرة الشكل، حكة شديدة مصحوبة بتورم".
كيف يُمكنكِ حماية بشرتكِ وجسمكِ من الأمراض الجلدية الصيفية بالعلاجات الطبيعية؟
تعرفي على أفضل علاجات طبيعية ولكنها مناسبة فقط للأمراض الجلدية الصيفية البسيطة وليس غير ذلك
وهنا أكدت خبيرة العناية بالبشرة غادة، أن العلاجات الطبيعية تصلح لعلاج الأمراض الجلدية البسيطة بعد تحضيرها بمكونات منزلية سهلة وآمنة الاستخدام. لكن إذا تفاقمت الأعراض مثل "انتشار الطفح أو ارتفاع الحرارة" فيجب استشارة الطبيب فورًا. إليكِ أفضلها حسب المشكلة الجلدية، وذلك على النحو التالي:
الجلد المحروق من الشمس
يُهدئ جل الصبار (الألوفيرا) الاحمرار، يُقلل الألم، ويُسرع التئام الحروق؛ وهنا يتم استخراج الجل الطازج من نبتة الصبار ووضعه مباشرة على المنطقة المصابة، كذلك يُمكنكِ إضافة بضع قطرات من زيت فيتامين E لتعزيز الترطيب.
نقع كيسين من الشاي الأخضر "الغني بمضادات الأكسدة" في ماء بارد، ثم استخدام السائل ككمادات تُقلل الالتهابات وتحمي الجلد من التلف.
الالتهابات الفطرية مثل (التينيا)
زيت شجرة الشاي أحد العلاجات الطبيعية لبعض الأمراض الجلدية الصيفية
يقتل خل التفاح المخففالفطريات بفضل خصائصه الحمضية. لذا، امزجي ملعقة خل تفاح مع كوب ماء، وامسحي المنطقة المصابة بقطنة مرتين يوميًا.
يُعتبر زيت شجرة الشايمضاد فطريات قوي وطارد للبكتيريا. لذا، يُمكنكِ تخفيف 5 قطرات منه مع ملعقة زيت جوز الهند، وتدليك المنطقة المصابة.
الطفح الجلدي الحراري (حمو النيل)
يُنعش ماء الورد البشرة، ويُهدئ الشوفان الحكة. لذا، اخلطي ملعقتين من دقيق الشوفان المطحون مع ماء الورد لعمل عجينة، وتطبيقها على المنطقة المصابة.
تُقلل كمادات البابونج الالتهابات وتُهدئ التهيجات. لذا، انقعي أزهار البابونج في ماء ساخن، ثم استخدميه كمادات بعد تبريده.
حب الشباب الصيفي
عسل المانوكا أحد العلاجات الطبيعية لبعض الأمراض الجلدية الصيفية
يُعتبر عسل "المانوكا" مطهر طبيعي ويُسرع التئام البثور. لذا، وضعي طبقة رقيقة من العسل على الحبوب لمدة 15 دقيقة ثم اشطفي البشرة بالماء البارد.
تعمل خصائص الكركم كمضاد للالتهابات والزبادي يوازن حموضة البشرة. لذا، امزجي ملعقة كركم مع ملعقتين زبادي وضعي الخليط على الوجه 10 دقائق مرتين في الأسبوع بشكل منتظم.
الكلف والبقع الداكنة
يُفتح عصير الليمون المُخفف بالماء البقع الداكنة بفضل احتوائه على حمض الستريك. لذا استخدميه بحذر وامسحي البقع بقطنة مبللة به، لكن لا تستخدميه إذا كانت بشرتكِ حساسة؛ كذلك تجنبي الشمس بعده مباشرة.
تُخفف الإنزيمات المتوافرة في البطاطا التصبغات. لذا، يُمكنكِ فرك البشرة بشرائح بطاطا نيئة أو استخدام عصيرها.
لا تستسلمي للأمراض الجلدية الصيفية وتخلصي منها نهائيًا
وأخيرًا، تأكدي عزيزتي أن الجمال الحقيقي يبدأ ببشرة صحية تُناجي الشمس بلغة الوقاية، لا الاستسلام. لذا بعد أنت تعرفتي على الأمراض الجلدية الصيفية وطرق علاجها المتنوعة، ابدئي من الآن فصاعدًا لتحوّليها من كابوس إلى مجرد ذكرى عابرة، وامسكّي زمام صيفكِ بيدٍ واثقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
فريق طبي بمستشفى محمد بن ناصر بـ"تجمُّع جازان" يُنقذ حياة عشريني من ورم سد قصبته الهوائية
أنقذ فريق طبي متخصص في مستشفى الأمير محمد بن ناصر بـ"تجمُّع جازان الصحي" حياة شاب عشريني، يعاني ورمًا مهددًا لحياته. وذكر الفريق الطبي أن المريض حضر لقسم الطوارئ بالمستشفى في حالة اختناق وصعوبة في التنفس، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة اتضح وجود ورم بالرقبة والصدر وبجوار القلب؛ ما أدى إلى انسداد القصبة الهوائية واختناق المريض. وأضاف بأنه على الفور قرر التنسيق مع الأقسام الطبية الأخرى؛ للتعامل العاجل مع المريض، واتخاذ القرار الطبي المناسب؛ ما استدعى اللجوء الطارئ لتقنية الإيكمو، وعمل تدخُّل جراحي سريع، والبدء الفوري في العلاج الكيماوي؛ لإنقاذ حياة المريض. وتكللت -ولله الحمد- العملية بالنجاح، واستعاد المريض قدرته على التنفس الطبيعي دون الحاجة للبقاء على جهاز الإيكمو. وتكوَّن الفريق الطبي المعالِج من عدد من الأطباء من تخصصات عدة، بقيادة الدكتور علي مكرمي استشاري جراحة أورام الرأس والرقبة، والدكتور محمد عادل استشاري جراحة أورام الرأس والرقبة، وفريق الإيكمو بقيادة الدكتور محمد عقيل استشاري العناية المركزة وقائد فريق الإيكمو، وقسم أمراض الدم بقيادة الدكتور حافظ ملحان استشاري أمراض الدم، وقسم التخدير بقيادة الدكتور معتز عبدالفتاح استشاري التخدير، والدكتور قيس موسوي استشاري التخدير والقلب، والدكتور إسلام محمد اختصاصي التخدير. وتعكس سرعة التنسيق بين الفِرق الطبية متعددة التخصصات، وسرعة اتخاذ القرار الطبي، مدى التكامل في تقديم الخدمات الصحية التي يقدمها تجمُّع جازان للمرضى والمصابين في المنطقة. وتُعتبر تقنية الإيكمو من التقنيات المتطورة والحديثة في المجال الصحي التي حرص تجمُّع جازان على توفيرها؛ إذ كانت مثل هذه الحالات تُحوَّل سابقًا إلى مراكز طبية متخصصة خارج المنطقة.


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
دراسة تحذر: العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعياً يضخم حجم الدماغ!
كشفت دراسة حديثة تأثير ساعات العمل الطويلة على الدماغ، حيث أظهرت أن العمل لأكثر من 52 ساعة في الأسبوع يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في بنية الدماغ، مما يتسبب في زيادة حجم بعض مناطقه بنسبة تصل إلى 19%. لكن هذه الزيادة ليست بالضرورة إيجابية، إذ تشير نتائج الدراسة إلى أنها قد تحمل آثارًا سلبية على الصحة النفسية والعقلية. ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة Occupational and Environmental Medicine، فإن العمل لساعات طويلة قد يؤدي إلى تغييرات تكيفية في الدماغ، مما يؤثر في الأداء المعرفي والمزاج. وأوضح الباحثون أن هذه التغيرات قد تتسبب في اختلالات معرفية واضطرابات نفسية مع مرور الوقت، ما يثير تساؤلات حول التأثيرات السلبية للعمل طويل الساعات على الأداء العقلي والرفاهية النفسية. أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية أحد النقاط المهمة التي أشار إليها الباحثون، هي ضرورة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، إذ يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بصحة الموظفين العقلية والجسدية من خلال تقليص ساعات العمل الطويلة، وتوفير بيئة عمل مرنة. كما يتعين على أصحاب العمل إعادة تقييم سياسات العمل، لتوفير ظروف صحية تلبي احتياجات الموظفين. وفي هذا السياق، دعا اختصاصيو علم الأعصاب إلى أهمية رفع مستوى الوعي، حول المخاطر الصحية الناتجة عن ساعات العمل الطويلة. إذ يمكن أن يساعد توفير الدعم النفسي والمعرفي للموظفين في تقليل تأثير هذه الساعات على صحتهم العامة، وتحسين جودة حياتهم المهنية والشخصية.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
أزمة صحية جديدة.. الأطعمة المصنعة ترتبط بالاكتئاب والخرف
تابعوا عكاظ على كشفت دراسة علمية حديثة عن ارتباط مثير للقلق بين الأطعمة فائقة التصنيع (UPFs)، مثل رقائق البطاطس وألواح البروتين، وارتفاع معدلات الاضطرابات العقلية والعصبية، بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، والخرف، وحتى التوحد. وحسب الدراسة، يُعتقد أن السبب الرئيسي يكمن في الميكروبلاستيك، وهي جزيئات بلاستيكية دقيقة تتسرب إلى هذه الأطعمة أثناء التصنيع والتعبئة، وتتراكم بشكل مقلق في أجسامنا، بما في ذلك الدماغ. وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Brain Medicine»، أن الأطعمة فائقة التصنيع تحتوي على مستويات أعلى بكثير من الميكروبلاستيك مقارنة بالأطعمة الكاملة. وأشار الدكتور نيكولاس فابيانو، أحد معدي الدراسة من جامعة أوتاوا، إلى أن هذه الجزيئات الصغيرة قادرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، مما يؤدي إلى تراكمها في الدماغ بكميات مثيرة للقلق. وأضاف الدكتور وولفجانج ماركس من مركز الغذاء والمزاج بجامعة ديكين أن هناك تداخلاً ملحوظاً في الآليات البيولوجية التي تسببها الأطعمة فائقة التصنيع والميكروبلاستيك، مثل الالتهابات، الإجهاد التأكسدي، وخلل في وظائف الميتوكوندريا وأنظمة الناقلات العصبية. واستعرضت الدراسة أبحاثاً سابقة، منها دراسة نُشرت في «The British Medical Journal»، أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون الأطعمة فائقة التصنيع يواجهون مخاطر أعلى بنسبة 22% للإصابة بالاكتئاب، و48% للقلق، و41% لاضطرابات النوم، التي بدورها تؤثر سلباً على الصحة العامة. كما وجدت دراسة أخرى أن الميكروبلاستيك يسبب إجهاداً تأكسدياً في الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى تلف خلوي وزيادة التعرض للاضطرابات العصبية. وتشير الأبحاث إلى أن الأطعمة فائقة التصنيع تؤثر سلباً على محور الأمعاء والدماغ، حيث يؤدي اضطراب ميكروبيوم الأمعاء إلى تأثيرات سلبية على المزاج والصحة العقلية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الأطعمة على مواد تحلية صناعية ومعادن ثقيلة مثل الزئبق والرصاص، التي قد تزيد من اضطرابات التواصل بين خلايا الدماغ وتعطل الهرمونات. أخبار ذات صلة وكشفت دراسة منفصلة أجريت في 2025 على 54 جثة أن جميع الأدمغة تحتوي على ميكروبلاستيك بكميات تعادل ملعقة بلاستيكية، مع وجود مستويات أعلى بعشر مرات لدى المصابين بالخرف مقارنة بالأصحاء. ومع ارتفاع مستويات الميكروبلاستيك في الدماغ بنسبة 50% خلال السنوات الثماني الماضية، تزايدت حالات الخرف بشكل موازٍ، مع توقعات بمضاعفتها بحلول 2030. كما يُرجح أن الميكروبلاستيك يساهم في ارتفاع معدلات التوحد، الذي يصيب واحداً من كل 31 طفلاً في الولايات المتحدة، مقارنة بواحد من كل 150 طفلاً قبل عقدين، نتيجة تأثيره على ميكروبيوم الأمعاء وتغيير التعبير الجيني المرتبط بتطور الدماغ. واقترح الباحثون إنشاء مؤشر الميكروبلاستيك الغذائي (DMI) لقياس التعرض لهذه الجزيئات عبر الأطعمة وتقييم مخاطر تراكمها. كما دعا الدكتور ستيفان بورنشتاين، صاحب دراسة مراجعة علمية، إلى تقليل التعرض للميكروبلاستيك عبر اختيار أطعمة كاملة وتغليف بديل، والبحث في تقنيات مثل الأفيريسيس، وهي عملية طبية لإزالة الميكروبلاستيك من الدم. وتؤكد الدراسة أن الأطعمة فائقة التصنيع، بما تحمله من ميكروبلاستيك، تشكل خطراً على الصحة العقلية والعصبية. ومع ذلك، يشدد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد العلاقة المباشرة بين الميكروبلاستيك وهذه الاضطرابات. وفي الوقت الحالي، يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع وزيادة تناول الأطعمة الكاملة لتحسين الصحة العامة.