logo
77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة

77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة

معا الاخباريةمنذ 5 أيام

77 عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بإقتلاعه وطرده خارج وطنه التاريخي ولم يزل يعاني الحرمان من الحرية والعودة إلى مدنه وقراه ويعيش حياة اللجوء التي تحدى ظروفها وتداعياتها فاضحى الأعلى تعليما والاشد تمسكا بوطنه وإنتماءا له .
لا يمكن لنا الحديث عن النكبة دون المرور عن أسبابها وظروفها التي اعقبت إنتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بتقاسم نفوذ وهيمنة بين الدول المنتصرة فكان إصدار بريطانيا رمز القوى الإستعمارية عام ١٩١٧ ما يسمى وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وما يعنيه ذلك ببساطة عن الهدف بإقتلاع الشعب الفلسطيني الأصيل بوطنه وإحلال بديل عنه بمجموعات سكانية غريبة من اصقاع العالم لا يربط بينها سوى إعتناق الديانة اليهودية .
الأسباب والظروف :
أولا : سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها بالحرب العالمية الأولى .
ثانيا : تقسيم الوطن العربي إلى دول وإستعمارها عسكريا بموجب إتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو .
ثالثا : الإحتلال العسكري البريطاني لفلسطين وإنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني بهدف تنفيذ وعد بلفور .
رابعا : غياب قوة عربية قادرة على التصدي للمشروع الإستعماري عامة وفي ما يتعلق بالهدف الحقيقي من إحتلال إستعماري إحلالي لفلسطين .
النكبة نتيجة لجرائم الإبادة :
الشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم يتمسك بحقه الطبيعي العيش الآمن الحر في وطنه قاوم قوات المستعمر البريطاني وشركائه العصابات اليهودية المدججة بكل انواع السلاح الفتاك بإمكانيات ضعيفة وبعصيان مدني عجز المستعمر عن قمعها والنيل من إرادة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حريته وتحرير وطنه وإستقلاله مما دفعه لتصعيد بتنفيذ مخططه الإجرامي بإستخدام قواته العسكرية مستهدفا المدنيين عبر :
▪︎ تنفيذ عشرات المجازر الوحشية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإستعماري البريطاني " ما بين عام ١٩١٧ إلى عام ١٩٤٨ " منفردة او بمشاركة وتمكين للعصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح والتي اسفرت إضافة إلى اعمال الإعتقالات التعسفية وإيقاع كافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي بمئات من المواطنين عن :
▪︎ تدمير ما يقارب من ٥٣٢ قرية وبلدة فلسطينية .
▪︎ إرتكاب عشرات المجازر بقتل الآف من ابناء الشعب الفلسطيني وأشهر المجازر كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة وغيرها .
▪︎ إقتلاع ٩٥٠ الف من مدنهم وقراهم وطردهم خارج وطنهم التاريخي اي جريمة مزدوجة ومركبة " إبادة وتطهير عرقي " .
▪︎ الإعلان عن ولادة " إسرائيل " هذا الكيان العدواني الإستعماري .
عدوان حزيران ١٩٦٧ :
في ظل غياب مشروع عربي قومي او حتى إقليمي مشترك لتحرير فلسطين منذ الايام الأولى لولادة الكيان السرطاني الإسرائيلي سواء التحرير الكامل او الجزئي بمعنى تحرير ٥٠ % من مساحة ارض الدولة العربية الفلسطينية التي ابقاها قرار التقسيم المجحف بحق الشعب الفلسطيني من ارض فلسطين التاريخية اي القسم الذي إحتلته العصابات اليهودية الصهيونية خلافا وإنتهاكا لقرار الجمعية العامة رقم ١٨١ وفي خضم الخلافات العربية الرسمية البينية جاء العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧والذي أسفر عن إحتلال إستعماري إحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة اي باقي ارض فلسطين التاريخية وإحتلال الجولان وسيناء .
لم تتأخر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري بعد إحكام سيطرتها العسكرية على اراض الضفة الغربية وقلبها القدس وعلى قطاع غزة من البدء بارتكاب وتنفيذ سلسلة من الأعمال والسياسات الممنهجة لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وخاصة بالقدس في سياق حرب إبادة وتطهير عرقي من اعمال قتل وتدمير وعقاب جماعي وتقييد حرية التنقل والعبادة وإنتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة ومصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تمثل بحقيقة الأمر قواعد إنطلاق لميليشيا عسكرية عدوانية تعمل بتخطيط وتمكين ومشاركة وحماية كاملة من قوات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي في تنفيذ سياسة ممنهجة لتغيير جذري جغرافي بإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف وخاصة الرابعة .
لماذا النكبة مستمرة :
النكبة مستمرة بعنصريها الرئيسيين :
▪︎ عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ .
▪︎ عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام ١٩٦٧ وما قبلها مما أدى لإستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا .
▪︎ تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى راسها قرار رقم ١٨١ وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها قرارات ٢٤٢ و٣٣٨ و ٢٣٣٤ .
▪︎ حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما ادت إليه من تدمير شبه كامل للقطاع وتهجير قسري متكرر تحت طائلة القتل لحوالي ٩٠ % من سكان القطاع مترافق مع حرمان من مقومات الحياة الأساسية والإنسانية من سكن وغذاء ودواء ومياه نظيفة وكهرباء وضغط وتعذيب باشكاله الجسدية والنفسية إضافة إلى إيقاع ما يزيد عن مائتي الف شهيد ومصاب وفرض حصار شامل بما يعنيه كل ما سبق من تصنيف قانوني دولي بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي بعموم اراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإن كانت تلك الجرائم حتى الآن بوتيرة اقل وحشية وعنفا .
إستمرار النكبة :
إستمرار نكبة الشعب الفلسطيني على مدار ثمان عقود دون إيجاد اي أفق حقيقي لحل الصراع بشكل عادل وفق ليس الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بوطنه وإنما وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ١٨١ و١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ و ١٠ / ٢٤ الذي حدد ١٢ شهرا أمام إسرائيل لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولقرارات مجلس الامن المختلفة ومنها ٢٤٢ و٣٣٨ و٢٣٣٤ و٢٧٣٥ يعود لعاملين رئيسيين :
الأول : الإنحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتزويده بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب .
الثاني : عدم إضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والإنتصار لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وميثاقها بترسيخ الامن والسلم الدوليين عبر إتخاذ الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل تنفيذ فوري لقراراتها تحت طائلة فرض العقوبات التي تبدأ بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية وصولا للعزل الكامل وتجميد عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة .
في ذكرى مرور ٧٧ عاما على النكبة وأمام خطورة المخطط الإسروامريكي بتصفية القضية الفلسطينية باركانها وبتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال إلى الضفة الغربية يتطلب أولا بهدف منع التهجير وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الدول العربية ان تبادر بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول الصديقة بقطع كافة اشكال العلاقات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وأن تعمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يحقق اهداف ومقاصد الأمم المتحدة دون إزدواجية وإنتقائية ودون هيمنة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن...
الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبدعم من احرار العالم حتى الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨...

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة
77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة

معا الاخبارية

timeمنذ 5 أيام

  • معا الاخبارية

77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة

77 عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بإقتلاعه وطرده خارج وطنه التاريخي ولم يزل يعاني الحرمان من الحرية والعودة إلى مدنه وقراه ويعيش حياة اللجوء التي تحدى ظروفها وتداعياتها فاضحى الأعلى تعليما والاشد تمسكا بوطنه وإنتماءا له . لا يمكن لنا الحديث عن النكبة دون المرور عن أسبابها وظروفها التي اعقبت إنتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بتقاسم نفوذ وهيمنة بين الدول المنتصرة فكان إصدار بريطانيا رمز القوى الإستعمارية عام ١٩١٧ ما يسمى وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وما يعنيه ذلك ببساطة عن الهدف بإقتلاع الشعب الفلسطيني الأصيل بوطنه وإحلال بديل عنه بمجموعات سكانية غريبة من اصقاع العالم لا يربط بينها سوى إعتناق الديانة اليهودية . الأسباب والظروف : أولا : سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها بالحرب العالمية الأولى . ثانيا : تقسيم الوطن العربي إلى دول وإستعمارها عسكريا بموجب إتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو . ثالثا : الإحتلال العسكري البريطاني لفلسطين وإنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني بهدف تنفيذ وعد بلفور . رابعا : غياب قوة عربية قادرة على التصدي للمشروع الإستعماري عامة وفي ما يتعلق بالهدف الحقيقي من إحتلال إستعماري إحلالي لفلسطين . النكبة نتيجة لجرائم الإبادة : الشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم يتمسك بحقه الطبيعي العيش الآمن الحر في وطنه قاوم قوات المستعمر البريطاني وشركائه العصابات اليهودية المدججة بكل انواع السلاح الفتاك بإمكانيات ضعيفة وبعصيان مدني عجز المستعمر عن قمعها والنيل من إرادة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حريته وتحرير وطنه وإستقلاله مما دفعه لتصعيد بتنفيذ مخططه الإجرامي بإستخدام قواته العسكرية مستهدفا المدنيين عبر : ▪︎ تنفيذ عشرات المجازر الوحشية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإستعماري البريطاني " ما بين عام ١٩١٧ إلى عام ١٩٤٨ " منفردة او بمشاركة وتمكين للعصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح والتي اسفرت إضافة إلى اعمال الإعتقالات التعسفية وإيقاع كافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي بمئات من المواطنين عن : ▪︎ تدمير ما يقارب من ٥٣٢ قرية وبلدة فلسطينية . ▪︎ إرتكاب عشرات المجازر بقتل الآف من ابناء الشعب الفلسطيني وأشهر المجازر كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة وغيرها . ▪︎ إقتلاع ٩٥٠ الف من مدنهم وقراهم وطردهم خارج وطنهم التاريخي اي جريمة مزدوجة ومركبة " إبادة وتطهير عرقي " . ▪︎ الإعلان عن ولادة " إسرائيل " هذا الكيان العدواني الإستعماري . عدوان حزيران ١٩٦٧ : في ظل غياب مشروع عربي قومي او حتى إقليمي مشترك لتحرير فلسطين منذ الايام الأولى لولادة الكيان السرطاني الإسرائيلي سواء التحرير الكامل او الجزئي بمعنى تحرير ٥٠ % من مساحة ارض الدولة العربية الفلسطينية التي ابقاها قرار التقسيم المجحف بحق الشعب الفلسطيني من ارض فلسطين التاريخية اي القسم الذي إحتلته العصابات اليهودية الصهيونية خلافا وإنتهاكا لقرار الجمعية العامة رقم ١٨١ وفي خضم الخلافات العربية الرسمية البينية جاء العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧والذي أسفر عن إحتلال إستعماري إحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة اي باقي ارض فلسطين التاريخية وإحتلال الجولان وسيناء . لم تتأخر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري بعد إحكام سيطرتها العسكرية على اراض الضفة الغربية وقلبها القدس وعلى قطاع غزة من البدء بارتكاب وتنفيذ سلسلة من الأعمال والسياسات الممنهجة لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وخاصة بالقدس في سياق حرب إبادة وتطهير عرقي من اعمال قتل وتدمير وعقاب جماعي وتقييد حرية التنقل والعبادة وإنتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة ومصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تمثل بحقيقة الأمر قواعد إنطلاق لميليشيا عسكرية عدوانية تعمل بتخطيط وتمكين ومشاركة وحماية كاملة من قوات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي في تنفيذ سياسة ممنهجة لتغيير جذري جغرافي بإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف وخاصة الرابعة . لماذا النكبة مستمرة : النكبة مستمرة بعنصريها الرئيسيين : ▪︎ عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ . ▪︎ عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام ١٩٦٧ وما قبلها مما أدى لإستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا . ▪︎ تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى راسها قرار رقم ١٨١ وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها قرارات ٢٤٢ و٣٣٨ و ٢٣٣٤ . ▪︎ حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما ادت إليه من تدمير شبه كامل للقطاع وتهجير قسري متكرر تحت طائلة القتل لحوالي ٩٠ % من سكان القطاع مترافق مع حرمان من مقومات الحياة الأساسية والإنسانية من سكن وغذاء ودواء ومياه نظيفة وكهرباء وضغط وتعذيب باشكاله الجسدية والنفسية إضافة إلى إيقاع ما يزيد عن مائتي الف شهيد ومصاب وفرض حصار شامل بما يعنيه كل ما سبق من تصنيف قانوني دولي بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي بعموم اراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإن كانت تلك الجرائم حتى الآن بوتيرة اقل وحشية وعنفا . إستمرار النكبة : إستمرار نكبة الشعب الفلسطيني على مدار ثمان عقود دون إيجاد اي أفق حقيقي لحل الصراع بشكل عادل وفق ليس الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بوطنه وإنما وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ١٨١ و١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ و ١٠ / ٢٤ الذي حدد ١٢ شهرا أمام إسرائيل لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولقرارات مجلس الامن المختلفة ومنها ٢٤٢ و٣٣٨ و٢٣٣٤ و٢٧٣٥ يعود لعاملين رئيسيين : الأول : الإنحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتزويده بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب . الثاني : عدم إضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والإنتصار لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وميثاقها بترسيخ الامن والسلم الدوليين عبر إتخاذ الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل تنفيذ فوري لقراراتها تحت طائلة فرض العقوبات التي تبدأ بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية وصولا للعزل الكامل وتجميد عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة . في ذكرى مرور ٧٧ عاما على النكبة وأمام خطورة المخطط الإسروامريكي بتصفية القضية الفلسطينية باركانها وبتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال إلى الضفة الغربية يتطلب أولا بهدف منع التهجير وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الدول العربية ان تبادر بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول الصديقة بقطع كافة اشكال العلاقات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وأن تعمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يحقق اهداف ومقاصد الأمم المتحدة دون إزدواجية وإنتقائية ودون هيمنة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن... الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبدعم من احرار العالم حتى الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨...

من بيل إلى رايت.. وصولاً إلى مصير غزة
من بيل إلى رايت.. وصولاً إلى مصير غزة

جريدة الايام

timeمنذ 6 أيام

  • جريدة الايام

من بيل إلى رايت.. وصولاً إلى مصير غزة

يُعتبر علم الاجتماع، في جانب مهم منه، علماً استخباراتياً. لا أقصد بالطبع أن هذا العلم ترعاه أجهزة المخابرات في الدول، بقدر ما أقصد أنها تستفيد منه في بناء منظومتها الأمنية، ولاحقاً قراراتها السياسية. وما يضيف تأكيداً لاعتبار كهذا، هو أن علم الاجتماع يبحث، أيضاً، فيما لم يعد يعني المخابرات في لحظة ما، بمعنى أن جزءاً من مادته الأساسية، أو الخام إن صح التعبير، هو ما يتم الإفراج عنه كوثائق لم تعد سرية. التسريبات المقصودة، أي التي تتم عن قصد وتخطيط مسبق، لا تقل أهمية هي الأخرى في تجهيز موضوع البحث ووضعه على الطاولة، وذلك لقياس توجهات الرأي العام، أو حرفها، أو التلاعب بها، من أجل صناعة رأي عام جديد. هذه التسريبات وهذه الصناعة لا تقوم بها وزارة شؤون المغتربين ولا دائرة الترخيص في البلدية على كل حال، بل الأمن والاستخبارات. لفهم المغزى مما سبق، دعونا نلقِ الضوء على اسم امرأة مرّت على تاريخ وجغرافيا منطقتنا العربية، وتحديداً في الشرق الأوسط والخليج، وكان لها الأثر الكبير في صناعة خرائط المنطقة وتحالفاتها، في لحظة تاريخية كانت فاصلة بين مرحلتين وعالمين: عالم الإمبراطورية وعالم الدول القطرية. إنها الفتاة البريطانية غيرترود بيل، أو «خاتون» كما لقبوها بلغة الإمبراطورية العثمانية، أو «صانعة العراق الحديث» كما يسميها المؤرخون، أو «الجاسوسة» كما سماها الألمان. مع نهاية القرن التاسع عشر، قرر السلطان عبد الحميد الثاني، سلطان الإمبراطورية العثمانية، شق سكة حديد الحجاز، والتي تصل، كما كان مخططاً، بين دمشق ومكة المكرمة. ستقرؤون في المراجع الإسلامية أن الهدف كان اختصار وقت السفر للحجاج وتقليل معاناة الطريق، وستقرؤون لعلماء الاجتماع أن الهدف هو التوسع جنوباً، وإيجاد بُنية تحتية لنقل الجنود والتموين، خصوصاً بعد أن تقلص نفوذ الإمبراطورية في الساحة الأوروبية. البعض يقول، إن الفكرة وتمويلها إسلامي بحت، ولأهداف دينية خالصة لوجه الله، والبعض الآخر يؤكد أن الفكرة ألمانية، خصوصاً أن كبير المهندسين للمشروع الضخم هذا كان الألماني مايسنر، وأن غالبية مستشاري السلطان كانوا أصلاً من الألمان، وأن الهدف من سكة الحديد هذه، هو قطع طريق الحرير، أي الممر التجاري بين بريطانيا ومستعمرتها الأكبر في العالم، الهند. بريطانيا فهمت اللعبة وعرفت أن مصالحها مهددة، فما كان من وزير المستعمرات إلا أن اتصل بعالمة الآثار أو المستكشفة، كما كانت تعرّف عن نفسها، والمقيمة في الهند آنذاك، غيرترود بيل، وخاطبها بصيغة تشبه: «روحي شوفي شو اللي بصير»، فأجابت: حاضر. ركبت غيرترود بيل بعيرها وانطلقت من الهند باتجاه بلادنا، وكل ما فعلته لاحقاً، وهو كثير جداً، يمكن للقارئ المهتم أن يطلع عليه بكبسة زر على «غوغل»، لكن ما يهمنا هنا هو جولاتها بين القبائل العربية الممتدة من شمال سورية إلى منطقة حائل ثم إلى البصرة، ولاحقاً إلى سيناء، والكم الهائل من المعلومات المهمة عن عدد الرجال، وعن ولاءات الناس، وعن عاداتهم وما يقبلون وما يرفضون. هذه المعلومات التي كانت تزود بها الحكومة البريطانية أولاً بأول، والتي استعانت بها الأخيرة فيما بعد في مؤتمر باريس لتوزيع إرث الإمبراطورية، وفي اتفاق سايكس بيكو، ومراسلات الحسين – مكماهون والثورة العربية الكبرى، وفي تقاسم الانتداب بين بريطانيا وفرنسا، وفي ضم الموصل إلى بغداد والبصرة وإنشاء العراق الحديث. باختصار شديد، لقد ساهمت دراسات وكتب غيرترود بيل في ترسيم خريطة الشرق الأوسط وجزء من الخليج، بعد تفكك أو تفكيك الإمبراطورية العثمانية، سمّه ما شئت. ولو أردنا هنا أن نورد تساؤلاً «خارج السياق» فربما يمكننا طرحه على الشكل التالي: هل تُعد هذه المؤشرات هي ما يؤكد نصر بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى، وهزيمة ألمانيا والإمبراطورية العثمانية؟ لا شك في ذلك. يمكن للقارئ التوسع في التاريخ الاجتماعي للمنطقة وانعكاسه على التاريخ السياسي، أو للدقة.. قيادته للتحولات السياسية وتشكيل الدول ورسم الخرائط، من خلال الاطلاع على كتب غيرترود بيل أو ما كُتب عنها وخصوصاً: «رسائل غيرترود بيل»، «ملكة الصحراء.. يوميات رحلة من دمشق إلى حائل على ظهور الإبل»، و»سورية.. البادية والمزروعات». مثال آخر حديث يمكن الاستعانة به هو الصحافية الأميركية المعاصرة روبن رايت وكتابها «أحلام وظلال.. مستقبل الشرق الأوسط»، ولأنني تناولت هذا الكتاب في كثير من الكتابات السابقة، سأكتفي بالقول، إنه أصبح المرجع المعتمد لسياسة الإدارات الأميركية المتعاقبة تجاه الشرق الأوسط وإيران، وإعادة تشكيل هذه المنطقة من العالم بما يضمن مصالح الأمن القومي الأميركي وأمن الطاقة والممرات التجارية. وعلى سيرة الممرات فإنه لا يمكن النظر إلى ما جرى ويجري في سورية، وإلى رفع العقوبات عنها في زيارة ترامب إلى الخليج قبل أيام، إلا تحقيقاً لرؤية رايت في كتابها، وهو ما سيؤدي أخيراً إلى مد خط الغاز القطري عبر سورية إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، وذلك رغم أن هذا الخط لم يعد في مصلحة أميركا، خصوصاً بعد أن أصبحت المصدّر الأول للغاز إلى أوروبا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك بعد تسارع الاعتماد الأوروبي على الطاقة المتجددة بسبب الحرب ذاتها. وعلى سيرة الممرات أيضاً، فإن مصير قطاع غزة، كنقطة عبور في الكوريدور الهندي الأوروبي، لن يتم حسمه بوجود «حماس» كطرف أو أداة معيقة، ولا بوجود نتنياهو وحكومته كطرف متضرر من اشتراطات تنفيذ هذا الكوريدور، وعلى رأسها حل القضية الفلسطينية. لذلك فلم يأتِ ترامب في زيارته «التاريخية» على ذكر غزة إلا كمأساة إنسانية، وهو لم يلتقَ نتنياهو لذات السبب. وهذه المأساة الإنسانية لن تتوقف إلا بتهيئة البيئة للممر الدولي الكبير، البيئة التي كان بالإمكان، ولو باحتمال ضئيل، أن تتحقق بمشاركة الشعب الفلسطيني، لو أن لديه طبقة سياسية تعرف ما يدور حولها وتستطيع استغلاله لمصلحة شعبها. لكن ولأن ما لديه ليسوا أكثر من صنّاع للوهم ومروجين لشعارات غيبية عفا عليها الزمن، ولا تصلح في سوق السياسة، فقد قدموه، أي هذا الشعب، ويقدمونه يومياً على مدار سنة ونصف السنة، كأضحية مجانية مقابل اللاشيء.

في الذكرى 77 للنكبة : كل الجهود لوقف حرب الابادة وافشال مخططات التهجير والترحيل
في الذكرى 77 للنكبة : كل الجهود لوقف حرب الابادة وافشال مخططات التهجير والترحيل

قدس نت

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • قدس نت

في الذكرى 77 للنكبة : كل الجهود لوقف حرب الابادة وافشال مخططات التهجير والترحيل

الأربعاء 14 مايو 2025, 09:53 ص بقلم / وليد العوض : للمرة الثانية خلال عامين وعلى وقع حرب الابادة المستمرة والعدوان الوحشي الذي يتعرض له شعبنا في قطاع غزة يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى النكبة الكبرى في الخامس عشر من أيار التي حلت بشعبنا الفلسطيني عام 1948،ومنذ 77 عام دأب شعبنا الفلسطيني على احياء هذه الذكرى المؤلمة التي ما زال يعيش تداعياتها حتى يومنا هذا كونها شكلت النقطة الاساس لتشريد شعبنا من وطنه ومثلت قاعدة الانطلاق لاستكمال العدوان المتجدد على شعبنا بهدف اقتلاعه وتهجيره كليةً وهو ما عجزت عن تحقيقه كاملاً الحركة الصهيونية منذ عام 1948، وهي اليوم تواصله بأكثرالاشكال وحشية وعنفاً بغية تهجير شعبنا في حملة تطهيرعرقي واسعة تنفذها دولة الاحتلال ليس فقط في قطاع غزةبل وفي الضفة الغربية ايضاً حيث تتركز هذه الحملات على مخيمات الضفة كما في كل قطاع غزة. وبالعودة لذكرى النكبة لابد لنا أن نستحضر وفي كل مناسبة ما حل بشعبنا قبل 77 عاماً حيث أقتلع شعبنا من أرضه في أوسع وأبشع عملية تطهير عرقي في العصر الحديث وهي تتجدد باستمرار لاستكمال تنفيذ فصول مؤامرة العصرالتي حاكتها العصابات الصهيونية بالتواطؤ مع الإمبرالية العالمية ممثلة في بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين في حينه. في تلك الأيام قبل ما يزيد عن ٧٧ عام تمكنت العصابات الصهيونية بمساندة من بريطانيا والدول الإمبريالية الصاعدة آنذاك ليس فقط بسرقة "أرض بلا شعب" كما كانوا يدعون"، بل سلبوا دولة كانت قائمة بموؤسساتها المختلفة على الأرض وشردوا شعبها الذي كان يعيش بأمن وسلام ويسعى لاستقلاله أسوة بالشعوب المجاورة. اليوم ونحن نحيي ذكرى النكبة علينا ان نزرع في أذهان الأجيال التي لم تعش النكبة وويلاتها الحقيقة التي يجب أن تترسخ دوماً وهو ما تناولته مراكز الأبحاث والدراسات التي تناولت قضية النكبة وما تناولته من ابحاث علمية وتاريخية موثوقة أن العصابات الصهيونية قامت بدعم كامل من بريطانيا بسرقة وطن وطرد أصحابه في أوسع عملية تطهيرعرقي منذ الحرب العالمية الثانية، فقد قامت العصابات هذه بسرقة دولة الشعب الفلسطيني التي كانت قائمة بالفعل وتخضع حينه للانتداب البريطاني الذي خالف نص صك الانتداب الذي نص بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره لكن بريطانيا بدلاً من مساعدة الشعب الفلسطيني حرمته من حقه في الاستقلال أسوة بشغوب البلدان المجاورة التي كانت خاضعة لانتداب مماثل آنذاك،ولم يقتصر دور بريطانيا على التآمر والتواطؤ فحسب بل تعاونت مع الحركة الصهيونية عملا بوعد وزير خارجيتها اللورد بلفور المشئوم كل فرض كل عوامل النجاح لانفيذ الوعد المشئوم، بدءا من توفير السلاح والعتاد وإقامة عشرات معسكرات التدريب للمجندين اليهود وتسهيل الهجرة واستيعاب عشرات الألوف من اليهود في العالم وإسكانهم في فلسطين، وفي ذات الوقت مارست كل أشكال البطش والظلم الوحشي ضد أصحاب الأرض الحقيقيين وحرمتهم من كل وسيلة للدفاع عن حقوقهم في مواجهة الخطر الداهم الذي كان يتصاعد أمام ناظريهم، فقاوموه بشجاعة نادرة في محاولة لمنع الحركة الصهيونية من تحقيق أهدافها التي تمكنت بكل اسف من النجاح في تحقيق مشروعها بإغتصاب وطن وتهجير اصحابه الذين غدو لاجئين بفعل نكبة ما زالت اثارها مستمرة حتى اليوم ويحاول الاحتلال استكمالها لتنفيذ مخطط تهجير واسع لمن تبقى من أبناءه في وطنه، اليوم ونحن نحيي ذكرى النكبة نجدد القول بأن فلسطين لم تكن ارضا بلا شعب كما يدعون فقد كانت بلادً عامرة ضمت حتى العام 1945 ألف وثلاثمائة تجمع بين قرية ومدينة وبلدة يتجاوز عدد سكان معظمها الآلاف بينما لم يكن للصهاينه حتى ذلك الحين إلا بضعة مستعمرات متناثرة يسكنها مئات نجحوا بإقامتها بالتواطؤ والتزوير البريطاني الذي سمح بوصل آلاف اليهود من شتى أصقاع الأرض وشكل هؤلاء برعاية الجيش البريطاني وتدريباته عصابات الارغونوشتيرن والهاغانا التي قامت بشن حربا وحشية وحملات إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني إلى أن تمكنت في منتصف أيار عام 1948 من سرقة الوطن وهو ما نسميه بحق (النكبة الكبرى)، في هذه النكبة المأساة التي نعيش ذكراها هذه الايام سرقوا الوطن الذي كان قائما بموؤسساته وطردوا شعباً كان يسعى للاستقلال . في معرض الحديث عن النكبة والوطن الذي سرق لابد من التأكيد مرة تلو الاخرى بأن فلسطين لم تكن خالية من السكان كما يزعم الصهاينة بل كانت دولة قائمة تخضع لانتداب بغيض لعب دورا تآمريا في حرمان شعبها من الاستقلال ، وتشير مختلف الدراسات والأبحاث خاصة تلك التي اجراها الباحث الدكتور سلمان ابو ستة و وتناولت أوضاع فلسطين قبل النكبة واكدت أن الصهاينة أقاموا دولتهم العنصرية على مؤسسات دولة قائمة حيث كان في فلسطين إبان الانتداب 1700 منشأة حكومية من نوادي ومباني ومؤسسات للصناعة وغيرها، كما كانت فلسطين من أكثر الدول المجاورة تقدماً في المجالات التجارية والصناعية والزراعية فقد ضمت 500 مؤسسة عاملة في مجالات متعددة ، وتميزت فلسطين بموقعها الجغرافي المميز الذي كان يربط البلدان المجاورة بشبكة من السكك الحديدية وفيها41 محطة للقطار و700 كيلو متر من السكك الحديدية،إضافة إلى 31 مطاراً موقعياً ، و 6000 كيلو متراً من الطرقات المعبدة و37 معسكراً للجيش البريطاني وقد سلمت بعمظمها ومعداتها للصهاينة الغزاة الذين استخدموها في حربهم لإبادة شعبنا وتهجيره عن وطنه. في تلك النكبة المستمرة أيضا استولت إسرائيل في حينه على 2000 معلم تاريخي من المساجد والمقابر والأديرة والكهوف ومراكز الآثار، كما وكانت فلسطين غنية أيضا بمصادر المياه وعذوبتها وفيها آنذاك 3650 مصدراً للمياه،ومن أجل السيطرة على كل هذا استخدمت العصابات الصهيونية كل وسائل الإبادة من قتل وتدمير واغتصاب وحرق الناس وهم أحياء كما حدث مع أهالي طيرة حيفا وغيرها ، ويوماً بعد يوم يتم الكشف عن هذه المجازر كماحدث في كشف مجزرة الطنطورة العام الماضي، وقد أثبتت ذالك الدراسات التي صدرت مؤخراً بما فيها تلك التي صدرت عن بعض الكتاب والباحثين الإسرائيليين إلى أن 90% من القرى الفلسطينية نزح سكانها الذين مثل عددهم آنذاك52% تحت وطأة التعرض لمجازر عسكرية منظمة جرت أثناء وجود الانتداب البريطاني وتحت حمايته، ومع حلول شهرأيار عام 1948 والإعلان رسمياً عن قيام دولة الاحتلال تم طرد النسبة المتبقية التي تمثل 42% من السكان وقد استكملت عملية طرد العدد المتبقي الذي يمثل 6% بعد انفاقات الهدنة التي وقعت مع الدول العربية التي شكلت جيش الانقاذ الذي لم ينقذ شيء فقد ضاعت فلسطين تحتنظره . كما تبين تلك الدراسات أيضا أن العصابات الضهيونية ارتكبت في حربها ضد شعبنا أبشع المجازر التي عرفتها الإنسانية حيث دمرت أكثر من 700 قرية ومحله مسحتها بالكامل عن الأرض ونفذت ما بين عامي 1947و1949 فقط247 حادثة قتل وأباده منها 141 مذبحة تعتبر 70 منها في إطار المذابح الكبرى و71 في إطار المتوسطة ، كل ذلك يبين ان العصابات الصهيونية تمكنت بممارساتها الارهابية عام1948 تمكنت من إتمام حلقات فصول مؤامراتها القاضيه باحتلال كل فلسطين وطرد أهلها الذين تحولوا إلى لاجئين فاق عددهم هذه الأيام سبعة ملايين لاجئ تناثروا في اتجاهات متعددة إلى كل من لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة والى العديد من دول العالم الأخرى،وكما تلاحظون اليوم يواصل الاحتلال حربه على شعبنا مستخدماً اكثر الوسائل عنفاً لتحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه كاملاً عام 1948 والمتمثل بطرد شعبنا كله من ارضه في تجديد حملة تطهير واسعه بهدف اقتلاع شعبنا وتكرارما فعله قبل ٧٧ عام . من خلال ما تقدم فان لغة الأرقام التي أشرنا لها أعلاه هو مثلها التي تختزنه ذاكرة الأجيال وما أكدته الأبحاث والدراسات تبين بشكل جدي أن دولة الاحتلال قامت بسرقة دولة كانت قائمة بذاتها وشردت شعباً قلبت حياته رأسا على عقب. في هذه الأيام من شهر أيار وحيث تمر ذكرى هذا الجرح الغائر في الجسد الفلسطيني يقول الشعب الفلسطيني إنه رغم ما اصابه من جراح ونزف متواصل ورغم العدوان وحرب الإبادة والمحرقة والتجويع المستمرة لأكثر من ستة عشر شهرا انه لم ولن يستسلم للوقائع التي تسعى دولة الاحتلال لفرضها ليس فقط كنتاج للنكبة التي حدثت عام 1948 بل في محاولة فرض وقائع جديد للنكبة الثانية التي يخطط لتنفيذها بحق شعبنا تحت وقع الدم والدمار الذي تنفذه دولة الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية وما تزال،، رغم كل ذلك فان شعبنا يواصل مسيرته الكفاحية يرفض كل محاولات الاقتلاع والتهجير متمسكٌ بحق العودة الي الديار التي شرد منها وقد أسقط شعبنا العشرات من مشاريع التوطين التي استهدفت قضية اللاجئين وسيفشل محاولات الترحيل و التهجير، وتمكن خلال سنوات كفاحه الطويل من الصمود في مواجهة محاولات شطب القضية الفلسطينية ومحاولات تصفية قضية اللاجئين وحق العودة محافظاً على هويته الوطنية وإبراز كيانه السياسي الموحد المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز مكانتها على كافة الأصعدة وصولا لتحقيق حقوق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة لاجئيه طبقا للقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونحن نتحدث هذه الأيام عن النكبة نقول ان فصول المؤامرةما زالت مستمرة لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وتهجيره والعودة به الى مجموعات سكانية متناثرة تفتقر للتمثيل السياسي الموحد ولذلك فإن خيوط المؤامرات ما زالت تتشابك عبر العدوان الوحشي المتواصل ومحاولات استهداف وحدة الشعب ووحدة تمثيله الموحد المعبر عنه بمنظمة التحريرالفلسطينية ويتكئ اصحاب المؤامرة بكل اسف على حالة الانقسام القائمة لتنفيذ مشروعهم، هذه الحالة التي غدت خطرا على شعبنا الفلسطيني تستوجب المعالجة دون مماطلة او تردد. وفي ذكرى النكبة لا بد من الاشارة أيضاً الى تركيز الجهود المعادية على محاولة تصفية قضية اللاجئين عبر محاولات تتجدد هذه الآونة عبر محاولة إلغاء دور الاونروا ونلاحظ أن الكنيست الإسرائيلي سن العديد من القوانين التي استهدفت الأونروا ومنعها من القيام بأعمالها في الأراضي الفلسطينية كما استهدف العدوان موظفيها ومقراتها ومراكز عملها، هذا إلى جانب ما رشح خلال السنوات الأخيرة من خطط الدمج التي تدعو لثلاث خيارات تتمثل في نقل المسئولية عن ملف اللاجئين الفلسطينيين الى المفوضيه العليا للاجئين، او وضعها تحت اشراف البنك الدولي اونقلها لمسؤولية الدول المضيفة والسعي لشراكة مع موؤسسات أممية اخرى، ان استهداف المخيمات كشاهد حي على النكبة اضافة محاولات تصفية الأونروا كشاهد أممي على النكبة التي حلت باللاجئين الفلسطينيين وهي التي أنشأت بموجب القرار 302 عام 1949 كتجسيد لمسؤولية المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين تتطلب مزيدٍ من اليقظة والحذرفي التعامل مع هذا الملف والتعاون مع الامم المتحدة والدول المظيفة ومجتمع اللاجئين لإحباط ذلك والحرص على بقاءالأونروا وفق التفويض الممنوح لها بموجب القرار 302 . في ذكرى النكبة التي نعيش وقائعها المتجدد كل لحظة خاصة في قطاع غزة يدرك كل ذي بصر وبصيرة أن المخططات التصفوية لقضية شعبنا متصاعدة بوتيرة عاليه تجاه مختلف الملفات الامر الذي يتطلب دون تردد الإسراع في اعتماد اولويات وطنية عاجلة تتمثل: اولاً في وقف العدوان وحرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا. ثانياً افشال كل مخططات الاقتلاع والتهجير التي تخطط له دولةالاحتلال. ثالثاً : العمل على تنفيذ خطة الاعمال الفلسطينية المصرية التي غدت خطة عربية اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة رابعاً ؛ العمل فوراً على تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيروإطلاق حوار وطني جامع وفق الاسس التي حددها المجلس وصولاً لاعتماد استراتيجية فلسطينية شاملة تصون الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني وتحسن من استثمار حملات الـتأييد والتضامن الدولي المتنامي مع شعبنا وعدالة قضيته. في ذكرى النكبة المؤلمة التي تتجدد فصولها بما هو اكثرإيلاماً نقول مرة ومرات إن مواجهة هذه المخططات التصفويةالمتسارعة يتطلب رؤية الخطر وحقيقته بموضوعية بعيداً عن أي مكابرة وضرورة السعي بجدية لإغلاق اي ثغرة يمكن ان تشكل مدخلاً لتنفيذ المؤامرة، مؤامرة الاقتلاع والتهجيرانطلاقاً من ان بقاء الناس فوق ارضها هو الضمان الحقيقي لبقاء الوطن وعودته حراً لأهله، بهذا فقط يمكننا أن نصمد في مواجهة المخاطر وإفشال المؤامرات وبغير ذلك فإن مفاعيل النكبة ستتواصل ومخاطرها ستكون اكثرخطورة على أجيال ربما تجرفها مخططات الاقتلاع والتهجيرإذا لم نحسن الفعل. *عضو المجلس المركزي الفلسطيني *رئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني غزة ١١-٥-٢٠٢٥ جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store