
قناة السويس.. يوم التفوق.. وتبديد القلق
أربع سنوات مرت، فى 29 مارس الماضى، على نجاح «هيئة قناة السويس» فى إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات العملاقة «إيفر جيفن»، EVER GIVEN، التى جنحت، فى 23 مارس 2021، خلال عبورها ضمن قافلة الجنوب فى رحلتها المقبلة من الصين والمتجهة إلى هولندا. وخلال الأيام الستة، ظهرت تقديرات، توقعات، استنتاجات، أو سيناريوهات مرعبة، مبنية على مبالغات، بعضها لأسباب سياسية، وبعضها الآخر نتج عن المضاربات، أو المراهنات، التى تستغل الحوادث غير المتوقعة.
ستة أيام، إذن، فصلت بين بداية ونهاية هذه الأزمة، التى كانت، بلا أى مبالغة، واحدة من أعقد الأزمات البحرية فى العصر الحديث، إذ قدّرت وكالة «بلومبرج» تكلفة انسداد القناة بحوالى 400 مليون دولار فى الساعة، وتوقعت شركة «مارين ترافيك»، المتخصصة فى تتبع حركة النقل البحرى، أن يتسبب تأخر السفن، التى كانت عالقة فى القناة، لعدة أيام، فى الكثير من المتاعب لحركة التجارة العالمية، وتعديل خطط مئات الشركات والمصانع الدولية. كما ذكرت شبكة «الجزيرة» القطرية، وجريدة «التايمز» البريطانية، فى 27 مارس 2021، أى قبل انتهاء الأزمة بيومين اثنين ترجيحات منسوبة لخبراء، بأن تعويم سفينة الشحن العملاقة، سيستغرق عدة أسابيع، وسيؤدى إلى أزمات دولية فى الوقودوالسلع الأساسية.
على ضفاف قناة السويس الجديدة، بمدينة الإسماعيلية، احتفلت هيئة القناة أمس الأول، الأربعاء، بذكرى يوم انتهاء تلك الأزمة، الذى سمتًّه «يوم التفوُّق»، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وبعض الوزراء والمُحافظين، وقائد الجيش الثانى الميدانى، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لدى مصر والجامعة العربية، وعددٍ من سفراء الدول وأعضاء البعثاتِ الدبلوماسية، والأمين العام لغرفة الملاحة الدولية، ولفيف من رؤساء ومُمثلى التوكيلات الملاحية العالمية، و...و... وخلال كلمته الافتتاحية، أرجع الدكتور مدبولى نجاح هيئة القناة فى اجتياز المواقف الصعبة وتخطى الأزمات المتتالية، إلى الدعم المُستمر والمُتواصل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتوافر القدرات والإمكانات البشرية والفنية لدى الهيئة العريقة، موضحًا أن القناة استحدثت خدمات جديدة، وتوسعت فيها، وعملت بشكلٍ مُتوازٍ على تَعزيز توطين صناعة بناء الوحدات البحرية واليخوت السياحية.كما أكد رئيس مجلس الوزراء أن الجهود لا تزال مستمرة، على مختلف الأصعدة، للخروج من عُنق الزجاجة إلى آفاق أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس ومنطقتها الاقتصادية، لتعظيم مكانتها الدولية، مهما تصاعدت التحديات.
الواقع يقول إن مشروعات تطوير القناة، لم تتوقف منذ قيام الرئيس السيسى، فى 5 أغسطس 2014، بتوقيع وثيقة حفر «قناة السويس الجديدة»، التى رفعت التصنيف الدولى للقناة، وقدرتها الاستيعابية، ومكّنتها من مواجهة المواقف الطارئة،واستقبال الأجيال الجديدة من السفن العملاقة، التى تتزايد أهميتها يومًا بعد آخر فى النقل البحري. كما عززت مركزية البحر المتوسط، فى حركة التجارة الدولية،بتضاعف حجم البضائع المنقولة عبره. وفوق ذلك كله، أدى تقليل زمن الانتظار والعبور إلى انخفاض التكلفة الإجمالية للرحلات، وتخفيض انبعاثات الكربون من السفن العابرة بما يزيد على 50 مليون طن سنويًا.
بقدرات وإمكانات قواتنا المسلحة، وبجهود قوات تأمين المجرى الملاحى،صارت القناة أكثر الممرات الملاحية أمانًا فى العالم، غير أن استهداف السفن، قرب مضيق باب المندب، عند الطرف الجنوبى للبحر الأحمر، الذى بدأ فى نوفمبر 2023، بسبب العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، كانت له تأثيرات سلبية على الحركة الملاحية بالقناة، وعلى حركة التجارة الدولية إجمالًا، وأدى إلى خسارة الدولة المصرية ما يقرب من سبعة مليارات دولار، خلال السنة الماضية، تمثل نحو 60% من إيرادات القناة. ولعلك تعرف أن مصر أبدت منذ اليوم الأول لتلك الأزمة، غير المسبوقة، تفهمًا كبيرًا لتداعياتها السياسية والاقتصادية، ولم تنخرط فى اتّخاذ أى إجراءات تتعارض مع عروبتها ودورها الإقليمى، بل على العكس، عَملت على اتخاذ خطوات فعلية، وفعالة، لحل جُذورها ومُسبباتهاالسياسية، وسعت إلى تعويض الآثار الاقتصادية السلبية الناتجة عنها بتعزيز الاستثمارات وتوطين الصناعات الثقيلة، ومُواكبة التوجه العالمى للطاقة النظيفة، وتنمية أنشطة الجذب السياحى و...و... وغيرها من الأنشطة والخدمات، التى تتضمنها خطة الدولة التنموية،ورؤية مصر 2030، التى تقع قناة السويس ومنطقتها الاقتصادية فى القلب منها.
تأسيسًا على ذلك،وعلى التحول الجِذرى،الذى شهدته خدمات قناة السويس وشراكاتها وانفتاحها على مختلف دول العالم، صارت الهيئة المَعْنية، أساسًا، بإدارة المِرفق الملاحى، مُتعددة الأنشطة، ومحورًا أساسيًا للتنمية، ومركزًا إقليميًا، لوجستيًا وصناعيًا.مع ملاحظة أن العمل، لا يزال مستمرًا، على إنهاء مشروعات تطوير وتحديث القناة، حتى تتمكن من تقديم أفضل الخدمات الملاحية، بدءًا من مشروع توسيع مساحة المجرى الملاحى من الكيلو 132 إلى الكيلو 162، لإتاحة مرور السفن العملاقة، وليس انتهاءً بمشروع «الازدواج الكامل للمجرى الملاحى للقناة» من الكيلو 122 إلى الكيلو 132، لتسريع حركة مرور السفن فى الاتجاهين، لتعزيز الأهمية الاستراتيجية للقناة فى مواجهة التحديات الدولية والإقليمية.
..وتبقى الإشارة إلى أن هيئة قناة السويس، قامت خلال الاحتفال بـ«يوم التفوق»، بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركاء النجاح الدوليين، وأعلنت إطلاق عدد من الخدمات البحرية والمشروعات الجديدة، كما أكد رئيسها، الفريق أسامة ربيع، أن تصاعد وتيرة التحديات والأوضاع بالمنطقة، لم يقف عائقًا أمام تنفيذ استراتيجيتها الطموحة،مشددًا على التزامها بالبناء على العلاقات الوثيقة، التى تجمعها بالخطوط الملاحية الكبرى، وغرف الملاحة العالمية، والمنظمات الفاعلة، فى المجتمع الملاحى الدولى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أموال الغد
منذ 24 دقائق
- أموال الغد
رئيس لجنة التعاون العربي: وفد يضم 280 شركة مصرية يزور العراق بعد عيد الأضحى
كشف محمد البهي رئيس لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات ، عن زيارة وفد مصري لدولة العراق بعد عيد الأضحى المبارك لبحث فرص زيادة العلاقات الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين البلدين. وقال في تصريح خاص لـ' اموال الغد'، إن الوفد سيضم ما لا يقل عن 280 شركة مصرية تبحث عن فرص تعزيز تواجدها ونفاذ منتجاتها للسوق العراقية . وأشار البهي إلى الزيارة تأتي في إطار خطة اللجنة واتحاد الصناعات لتعزيز التعاون مع الدول العربية وتنظيم زيارات متبادلة لزيادة التبادل التجاري والاستثماري، منوها بأنه يتم أيضا دراسى تنظيم زيارات خلال العام الجاري لدول مثل ليبيا وسلطنة عمان. وعلى جانب آخر، لفت إلى الانتهاء من تشكيل مجلس إدارة شركة التحالف العربي برئاسته والتي تستهدف تعزيز التواجد المصري بالدول العربية ، منوها بأن الشركة تدرس تأسيس مقر لها في دولة العراق. التجارة بين مصر والعراق تتجاوز 134 مليون دولار خلال يناير وفبراير وارتفعت قيمة التجارة بين مصر والعراق بنسبة 5.8% خلال شهري يناير وفبراير 2025 لتسجل 134.016 مليون دولار مقابل 126.701 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2024 ، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والتي حصل أموال الغد على نسخة منها. وارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى العراق لتسجل 133.735 مليون دولار مقابل 124.838 مليون دولار بنسبة ارتفاع قدرها 7.1% . وتراجعت قيمة الواردات المصرية من العراق إلى 281 ألف دولار خلال أول شهرين من 2025 مقابل 1.863 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2024 بانخفاض 84.9%. وكانت قد سجلت قيمة الاستثمارات العراقية في مصر 3.7 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024 مقابل 1.5 مليون دولار خلال عام 2022/ 2023. كما بلغت الاستثمارات المصرية في العراق 27.4 مليون دولار خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 29 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023 .


24 القاهرة
منذ 25 دقائق
- 24 القاهرة
بسبب حرب غزة.. صندوق النقد: مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات القناة والدخل السياحي لـ الأردن تراجع
قال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إن تسارع المخاطر العالمية يضغط على اقتصادات الشرق الأوسط، وسط تراجع السياحة وتعثر الإيرادات في دول مثل مصر ولبنان والأردن. مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس وأضاف مدير إدارة الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي، خلال جلسة لصندوق النقد الدولي في مدينة الرياض السعودية، أن مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس، والأردن تراجع دخله السياحي، وكلاهما يعاني من تأثيرات غير مباشرة للحرب في غزة. وأوضح أن النزاعات في غزة والضفة ولبنان وسوريا، أدت إلى صدمات اقتصادية حادة وأثرت سلبا على الناتج المحلي لتلك البلدان. و قال جهاد، إن هناك إشارات إلى رغبة أقل لدى أوبك+ في الالتزام بالتخفيضات الطوعية، ما يزيد من تقلبات سوق النفط. وأوضح أن دول الخليج، واصلت تحقيق نمو بين 3% و5% بفضل التنويع الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية. وذكر جهاد أزعور، أن المنطقة تواجه مخاطر أعلى مقارنة بغيرها، ما أدى إلى تقلبات كبيرة في الأسواق بعد الإعلان عن التعريفات الجمركية. محيي الدين: مصر بحاجة لتبني نموذجا جديدا للتنمية الاقتصادية المستدامة بعد انتهاء برنامج صندوق النقد مدبولي: صندوق النقد لا يفرض شروطًا على مصر.. ووجوده يعكس الثقة في الاقتصاد


المشهد العربي
منذ 29 دقائق
- المشهد العربي
السقطري يستقبل فريق البنك الدولي لمتابعة مشروع الأمن الغذائي
رحب اللواء سالم السقطري، وزير الزراعة والري والثروة السمكية، اليوم الأحد، بفريق فني من البنك الدولي، برئاسة الدكتور نايف أبو لحوم، أخصائي أول إدارة موارد المياه، في ديوان عام الوزارة بالعاصمة عدن. وبحث الجانبان التحضيرات الجارية لإطلاق سلسلة مشاريع الزراعة والمياه المقاومة لتغير المناخ، والمشاريع الممولة من البنك الدولي في مجالات الزراعة والأسماك، بمقدمتها مشروع تنمية المصائد السمكية في البحر العربي والأحمر وخليج عدن. وناقش اللقاء مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن الجاري تنفيذه في 11 محافظة بمبلغ 278 مليون دولار، بالإضافة إلى مشاريع المياه والري والبنية التحتية للأسماك، مؤكدين ضرورة تقييم المشاريع السابقة لتلافي أوجه القصور أثناء تنفيذ المشاريع القادمة. واستعرض سير المشاورات المكثفة الجارية بين الوزارة والبنك، لتنفيذ تدخلات قادمة في القطاع الزراعي والمياه، الذي يتضمن مشروعات في وادي حجر بمحافظة حضرموت، ووادي تبن في محافظة لحج، المتوقع بدء تنفيذه في يونيو المقبل. وقال الوزير السقطري إن الاجتماع يعكس الجهود المشتركة بين الوزارة والبنك الدولي لتعزيز الأمن المائي والغذائي، والاستعداد لإطلاق سلسلة من مشاريع خدمات المياه والري المقاومة لتغير المناخ. وكشف التحديات التي يواجهها قطاعي الزراعة والأسماك بسبب تداعيات عدوان مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وآثار التغيرات المناخية. وشدد على أهمية التنسيق بين الوزارة والبنك والشركاء التنفيذيين في مختلف مراحل التخطيط والتنفيذ للمشروعات، لضمان توجيه الدعم نحو مناطق الاحتياج بهدف ديمومتها. بدوره، عبر الفريق الفني للبنك عن الالتزام الكامل بدعم وزارة الزراعة والأسماك، من خلال تقديم الدعم التقني والفني، والعمل على تعزيز قدرات الكادر بالوزارة ومؤسساتها ومراكزها.