
ترامب في الخليج تزامناً مع المفاوضات النووية... "سابقة تاريخية" وترقّب لتغيرات جوهرية!
مفاوضات طويلة عقدها الأميركيون والإيرانيون في مسقط، التي تبعد ما يزيد على 1200 كيلومتر عن الرياض، حيث سيصل اليوم ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب. أيام قليلة فصلت بين المحادثات النووية والزيارة الخليجية التي يفتتح بها الرئيس الأميركي سجل جولاته الخارجية في ولايته الجديدة، وتشمل السعودية وقطر والإمارات، وكل هذه العوامل المذكورة مؤشرات إلى متغيرات استراتيجية.
تقاطعت التقارير والمعلومات على أن الجولة الرابعة محورية وإنجازها سيشكّل تقدماً ملحوظاً، وقد وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأنّها "صعبة ولكنها مفيدة"، فيما قال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست" إن نتيجة المحادثات كانت "مشجّعة" كاشفاً عن "الاتفاق على المضي قدماً في المحادثات لمواصلة العمل من خلال العناصر الفنية".
شكل الاتفاق المحتمل
علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، يصف البداية بـ"الجيدة للغاية"، ويتطرّق إلى أهمية الجولة الرابعة ويقول لصحيفة "نيويورك تايمز" كان من الممكن أن "يتعثرا"، لكنهما "اتفقا على الاجتماع مرة أخرى، والتقيا في النهاية، واتفقا على الهدف النهائي"، الذي من المفترض أن يكون الاتفاق على تحديد نسب تخصيب إيران لليورانيوم لضمان عدم القدرة على إنتاج سلاح نووي.
نائب رئيس معهد الشرق الأوسط بول سالم يتحدّث عن "تفاؤل" الجهتين، وذلك انطلاقاً من "النوايا القوية" لديهما للوصول إلى اتفاق، فترامب من جهة يريد تفادي الحرب مع طهران ومنعها من امتلاح سلاح نووي، وفي الآن عينه عقد الصفقات الاستثمارية، ومن جهة مقابلة، فإن إيران "واقعة بمأزق" جرّاء التغيّرات الاستراتيجية في المنطقة ووضعها الاقتصادي.
شكل الاتفاق لم يتضح بعد، فواشنطن كانت تريد تفكيك البرنامج النووي بينما طهران ترفض وقف النشاط، لكن سالم يقول لـ"النهار" إن ترامب قد يكون "مرناً" لجهة نسب التخصيب وآلياته ومراقبته، وثمّة توافق على تخفيض النسب العالية. ويؤكّد ولي نصر، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، لـ"نيويورك تايمز"، إمكانية "التفاوض على مستويات التخصيب".
الصحيفة الأميركية تشير إلى احتمالات التوصّل إلى "اتفاق موقّت" خلال الاجتماع أو الاجتماعين المقبلين "يمنح الجانبين الثقة للمضي قدماً"، مع اتخاذ تدابير قصيرة الأجل من الجانبين طالما استمرت المحادثات، كتجميد التخصيب والسماح بمزيد من عمليات التفتيش وتعليق عقوبات. وفي هذا السياق، يقول سالم إنها مرحلة "شد حبال"، لكن ترامب يفضّل اتفاقاً مع إيران "بنسب تخصيب متراجعة".
بين زيارة السعودية والمفاوضات
يستذكر سالم زيارة ترامب عام 2017 للسعودية والمتغيرات بين ذلك الحين واليوم، ويشير إلى أن دول الخليج كانت تشجع الولايات المتحدة على التصدي لإيران، لكن اليوم تبدّل النهج وبات يقوم على الضغط بهدف خفض التصعيد ورفض الحرب الإسرائيلية أو الأميركية مع إيران، والاتفاق مع الأخيرة وتشجيعها على "المسار الإيجابي"، بعد الاتفاق السعودي - الإيراني عام 2023.
متغيّر آخر ترصده الرادارات، وهو استثناء ترامب إسرائيل من الزيارة إلى المنطقة (وفق الجدول الرسمي)، وهي "سابقة تاريخية" وفق سالم، والسبب "التباعد" الحاصل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والفجوة الكبيرة بينهما، وخصوصاً أن الأخير يتخوف من صفقات الأول التي قد تشمل الاتفاق بين واشنطن وطهران على حساب إسرائيل.
في المحصلة، فإن زيارة ترامب تظللها المفاوضات النووية. ولئن كانت تقارير كثيرة ترجّح عقد الرئيس الأميركي صفقات تجارية واستثمارية في الخليج العربي، فإن الملف الإيراني سيكون حاضراً وبقوّة كونه عاملاً محورياً في معادلتي السياسة والأمن، اللتين تفتحان الباب على الاقتصاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 35 دقائق
- ليبانون 24
عن الضربة الإسرائيلية على إيران.. سفير أميركا لدى إسرائيل يكشف هذه المعلومات
قال السفير الأميركي لدى إسرائيل ، مايك هاكابي، الخميس، لشبكة CNN ، إن إسرائيل "لديها حق الدفاع عن نفسها". وفي مقابلة مع جيم سكيوتو، أشار السفير إلى دعم أميركي محتمل لخطط إسرائيل النووية في ظل الظروف المناسبة. وقال هاكابي: "لا أستطيع أن أتخيل أن الولايات المتحدة ستعترض على قيام دولة ذات سيادة بالدفاع عن نفسها ضد ما تعتبره تهديدًا مشروعًا لحياتها". وأقر بأن الولايات المتحدة على دراية باستعدادات إسرائيل لعمل عسكري محتمل. وقال: "نحن بالتأكيد على دراية بما يستعد له الإسرائيليون، على الأقل لكن هذا لا يعني أنهم اتخذوا قرارًا حاسمًا، أعتقد أنهم يدركون أنهم يواجهون تهديدا وجوديا من إيران". وذكر هاكابي، الذي عين سفيرا في وقت سابق من هذا العام، أن "إيران تسعى لامتلاك قدرات نووية ليس لأغراض الطاقة، بل لأغراض التسلح"، وحذر من أن الأميركيين الذين لا يعتبرون هذا تهديدا "يعيشون في عزلة". وقال: "إسرائيل هي المقبلات، ونحن الوجبة الرئيسية". وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي السماح لإيران بأي تخصيب لليورانيوم بموجب أي اتفاق مستقبلي، كان هاكابي واضحًا في دعم تصريحات الرئيس دونالد ترامب السابقة، حيث قال: "لا تخصيب، لا مفاعلات، لا أجهزة طرد مركزي كل ما يؤدي إلى التسلح. هذه كلمات الرئيس، وليست كلماتي، وقد وجدتُ أن الرئيس ترامب عادةً ما يعني ما يقوله ويقول ما يعنيه". (CNN)


ليبانون 24
منذ 35 دقائق
- ليبانون 24
اليوم في روما.. جولة جديدة من محادثات نووي إيران
يتوجه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روما ، الجمعة، لعقد جولة جديدة من المحادثات مع وفد إيراني بشأن برنامج طهران النووي ، وستكون هذه هي الجولة الخامسة من المحادثات. وفي الوقت نفسه، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات مع إيران خلال اتصال هاتفي، الخميس، في أعقاب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين خلال تقديم تفاصيل مكالمة ترامب ونتنياهو إن الرئيس الأميركي يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح". وقال مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية مايكل أنطون سينضم إلى ويتكوف. وأضاف: "من المتوقع أن تكون المناقشات مباشرة وغير مباشرة، مثلما حدث في الجولات السابقة". وقال ويتكوف في برنامج "ذيس ويك" على شبكة "آيه.بي.سي"، الأحد الماضي، إن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن اتفاقا بعدم تخصيب اليورانيوم، وهو تعليق أثار انتقادات من طهران. وأضاف: "حددنا خطاً أحمر واضحا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1 بالمئة من قدرة التخصيب". ومع تكرار ويتكوف موقف ترامب بشأن تخصيب اليورانيوم، كان رد إيران دليلا على أن الطريق أمام الطرفين طويل للتوصل إلى أي اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن مطالب الولايات المتحدة بأن توقف طهران تخصيب اليورانيوم "مبالغ فيها وشائنة،" معبرا عن شكوكه في نجاح المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد. كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، عشية جولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة سلطنة عمان. وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لا تزال هناك خلافات جوهرية بيننا"، محذرا من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".


الجمهورية
منذ 42 دقائق
- الجمهورية
بينما انهار الاتحاد السوفياتي.. هل ترك الـK.G.B. هدية في البرازيل لجواسيس اليوم؟
كان المحققون يتوقعون أنّ الروس إمّا قد زوّروا الوثائق، أو رَشو مسؤولين بلديِّين لإنشائها وإدخالها إلى السجلّات كما لو أنّها تعود إلى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. لكن عندما صدر التقرير الجنائي في نيسان، وفقاً لمسؤول برازيلي رفيع المستوى، أظهرت التحاليل أمراً مختلفاً تماماً. الوثائق لم تبدُ مزوّرة. والأكثر إثارة للدهشة، أنّها لم تكن جديدة على الإطلاق. ضباط مكافحة التجسّس البرازيليّون باتوا الآن يَدرسون احتمالاً أكثر جرأة، يحمل أصداء الحرب الباردة. يشتبه المحققون في أنّ عملاء الـK.G.B.، الذين عملوا تحت غطاء سرّي في البرازيل خلال السنوات الأخيرة من عمر الاتحاد السوفياتي، ربما سجّلوا شهادات ميلاد بأسماء مواليد وهميِّين - على أمل أن يأتي جيل جديد من الجواسيس في المستقبل للمطالبة بها ومواصلة الصراع ضدّ الغرب. إذا كان هذا صحيحاً، فسيُشكّل دليلاً مذهلاً على البُعد الاستراتيجي والتفاني في المهمّة من جانب ضباط الاستخبارات خلال فترة كانت تعجّ بالتقلّبات وعدم اليَقين في العالم. فبحلول أواخر الثمانينات، بدأت الكتلة الشيوعية بالانهيار، ومعها بدأت تسقط الحواجز الإيديولوجية التي كانت تُحدِّد معالم السياسة العالمية، وكذلك مهمّة جواسيس موسكو، على مدى عقود. في غمضة عَين، حُرم جهاز K.G.B.، الذي كان قوّة لا مثيل لها في الشؤون العالمية، من هدفه المركزي، وهو الصراع مع الغرب، وسرعان ما فُكِّك بالكامل. لكن هذا النوع من التفكير الاستباقي يتماشى مع ثقافة التجسّس الروسية، التي، على عكس نظيرتها الغربية، تُعطي الأولوية للتخطيط الإبداعي طويل الأمد أكثر من الحلول السريعة الآنية. وفي بلد يُولي أهمية فريدة لتكليف ضباط بمهام تحت غطاء عميق، كانت مسألة الحصول على شهادات ميلاد دائماً أولوية قصوى. وأوضح إدوارد لوكاس، المؤلف البريطاني والخبير في خدمات الاستخبارات الروسية: «إنّه بالضبط نوع الشيء الذي قد يقومون به. هذا يتماشى مع الدقّة والانتباه متعدّد الأجيال الذي يكرّسونه لإنشاء هذه الهويات». مع ذلك، وفي مقابلات معهم، لم يستطع خبراء استخبارات ومسؤولون في عدة وكالات استخبارات غربية الإشارة إلى مثال آخر مماثل في تاريخ التجسّس الروسي. البعض عبّر عن شكوكه تجاه هذه الفرضية. كما أنّ المحققين البرازيليِّين أنفسهم لا يزالون غير متأكّدين من كيفية تفسير نتائج التحليل الجنائي. التحقيق مستمر. وأصدرت المحاكم البرازيلية أمراً بالحفاظ على سرّية شهادات ميلاد الروس المشتبه في عملهم كعملاء بغطاء عميق، لذلك لم تتمكن صحيفة «نيويورك تايمز» من تحليلها بشكل مستقل. إنّ إنشاء هوية مزيفة مقنعة يُعدّ على الأرجح المهمّة الأهم لأي جاسوس. وبالنسبة إلى العملاء الروس النخبة العاملين تحت غطاء عميق، والمعروفين باسم «غير الشرعيين» (Illegals)، فإنّ قصة خلفية محكمة الإغلاق يمكن أن تكون الفرق بين مسيرة بطولية وفشل ذريع. وعلى عكس الغرب، حيث قد يتبنّى ضباط الاستخبارات هويات مزيّفة لمهام أو جولات موقتة، فإنّ هؤلاء الجواسيس يعيشون حياتهم وفقاً لهوياتهم المزيفة، غالباً لعقود. من خلال تحقيقها، فكّكت السلطات البرازيلية ما كان في جوهره خط إنتاج لإنشاء هويات مزوّرة. لسنوات، وربما لعقود، كان عملاء روسيا يسافرون إلى البرازيل، لا للتجسّس، بل ليصبحوا برازيليِّين. حصلوا على جوازات سفر، أسّسوا أعمالاً، أقاموا صداقات ووقعوا في الحب. ثم، عندما باتت هوياتهم غير قابلة للطعن تقريباً، كانوا يغادرون إلى دول أخرى لتنفيذ عمليات التجسّس. لكنّ الخطوة الأولى الحاسمة كانت الحصول على شهادة ميلاد أصلية. تاريخياً، كرّست أجهزة الاستخبارات في موسكو الكثير من الجهد لهذه المهمّة. في مذكراته، وصف أوليغ غورديفسكي، ضابط الـK.G.B. السابق الذي أصبح عميلاً لبريطانيا، بحثه الدؤوب عن سجلّات ميلاد يمكن استخدامها من قبل العملاء غير الشرعيِّين. وأشار إلى كيف حاول، أثناء وجوده في الدنمارك في سبعينات القرن الماضي، تجنيد كاهن لديه صلاحية الوصول إلى سجلّات الكنيسة التي تُسجّل الولادات والوفيات. وكتب: «لو تمكنّا من الوصول إلى هذه السجلّات، لكنّا قادرين على إنشاء عدد لا يُحصى من الهويات الدنماركية». مَن زرع شهادات الميلاد في البرازيل كان دقيقاً للغاية في التفاصيل. وكشف المحقق البرازيلي الرفيع: «الحبر طبيعي، الصفحة سليمة، ولا يوجد أي تلاعب في السجلات على الإطلاق». وكغيره من المسؤولين، طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً لاستمرار التحقيق. وعلى رغم من أنّ الوثائق بدت شرعية، إلّا أنّ المعلومات الواردة فيها كانت زائفة. فقد اكتشفت السلطات أنّ الوالدَين المدرجَين على شهادات الميلاد إمّا أنّه لا وجود لهم، أو أنّهم لم يُنجبوا أطفالاً بالأسماء المذكورة في الوثائق. واكتشف المحققون أنّ إحدى شهادات الميلاد احتوَت على خطأ نادر - أو ربما كانت بمثابة إشارة خفية من جيل من الجواسيس إلى الجيل التالي. وفقاً لمسؤول في استخبارات غربية، كان أحد الأسماء المدرجة كأب هو الاسم المستعار البرازيلي لعميل روسي آخر بغطاء عميق كان قد عمل في أميركا الجنوبية وأوروبا قبل جيل مضى. أكّد أندريه سولداتوف، المؤلف وأحد أبرز خبراء الاستخبارات الروسية، أنّه لم يسمع من قبل بزراعة شهادات ميلاد قبل عقود من استخدامها. لكنّه أشار إلى أن مَن يفعل ذلك سيُكافأ.