logo
هل كان "التطبيع مع إسرائيل" كلمة السر في رفع العقوبات عن سوريا؟

هل كان "التطبيع مع إسرائيل" كلمة السر في رفع العقوبات عن سوريا؟

اخبار الصباحمنذ 21 ساعات
جاء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب بعد 6 أسابيع من اجتماعه التاريخي مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، ليقرّ رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وأُعلن الإجراء وسط تقارير تشير إلى "مناقشات أولية" تقوم بها الإدارة الأميركية مع إسرائيل وسوريا بشأن اتفاق أمني محتمل بينهما، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع أكسيوس.
ويعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وجيرانها العرب من أولويات السياسة الخارجية لواشنطن في الشرق الأوسط بغض النظر عن هوية ساكن البيت الأبيض أو انتمائه الحزبي، إذ دأبت الإدارات المتعاقبة على محاولة الدفع باتجاه عملية سلام تجمع بين إسرائيل وسوريا.
فرصة
وفي حوار مع الجزيرة نت، يقول البروفيسور ستيفن هايدمان -رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" بواشنطن- إن "الولايات المتحدة تنظر إلى المرحلة الانتقالية في سوريا على أنها فرصة لتعزيز الأنظمة العربية المعتدلة الموالية للغرب والمنفتحة على علاقات أقوى مع إسرائيل".
وبينما يأتي قرار ترامب برفع العقوبات بدون شروط رسمية، يعبّر مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم بأن التطبيع مع إسرائيل سيكون نتيجة مرجحة، خاصة في ضوء ما تعتبره واشنطن تحوّلا في ميزان القوى بالشرق الأوسط بعيدا عن إيران ولصالح إسرائيل.
وترى الدوائر الأميركية أن هناك فرصة للسير قدما في ملف التطبيع منذ سقوط نظام بشار الأسد الذي كان متحالفا مع إيران.
وسيمثّل أي تطور في مسار التطبيع إنجازا دبلوماسيا كبيرا لإدارة ترامب، بالنظر إلى عقود من العداء، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سوريّة.
وتفضل الولايات المتحدة عملية تدريجية من شأنها أن تبني الثقة ببطء وتحسّن العلاقات بين إسرائيل وسوريا، في حين تشير تقارير لضغوط إسرائيلية من أجل أن تحتفظ الولايات المتحدة ببعض العقوبات كوسيلة ضغط لدفع سوريا نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل.
معضلة الجولان
وتعقيبا على قرار ترامب الأخير، قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر إن حكومته تتطلع إلى توسيع معاهدات السلام الإقليمية لتشمل سوريا ولبنان. كما سبق أن أشار ترامب نفسه إلى أن إسرائيل قد تطبّع العلاقات مع مزيد من الدول العربية أو الإسلامية بعد حربها مع إيران.
وتشير تقارير أميركية متواترة إلى إجراء إسرائيل وسوريا مناقشات منذ أشهر بشأن إنهاء "الأعمال العدائية" بين البلدين. واعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن رون ديرمر -كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– في واشنطن لبحث عدة ملفات، منها اتفاق من شأنه أن يخلق علاقات رسمية بين سوريا وإسرائيل.
وفي حديث للجزيرة نت، قالت الخبيرة آنيل شيلاين، المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية، والخبيرة حاليا بمعهد كوينسي بواشنطن، إن السبب في اتخاذ إدارة ترامب لهذه القرارات "يعود لضغوط من دول الخليج التي تتوق إلى مساعدة حكومة الرئيس الشرع على تعزيز سيطرتها".
ووفق شيلاين، "فمن المحتمل أن تكون حكومة الشرع مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومثل السودان، قد يتم ذلك مقابل رفع العقوبات عن سوريا".
لكن أي اتفاق مستقبلي يواجه كثيرا من العقبات، من أهمها معضلة الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من نصف قرن لمرتفعات الجولان السورية، التي ضمتها إسرائيل إليها عام 1981، واعترفت واشنطن بهذه الخطوة فقط عام 2019 في فترة حكم ترامب الأولى.
ومنذ احتلال إسرائيل مرتفعات الجولان في حرب 1967، فشلت كل المحاولات الأميركية لردم هوة الخلافات بين الدولتين. وفي كل جولة سابقة من المفاوضات على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالبت دمشق بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من أراضيها مقابل السلام.
وخلال فترة ولايته الأولى، اعترف ترامب بهضبة الجولان جزءا من إسرائيل، وهي خطوة لم تتراجع عنها إدارة جو بايدن.
التطبيع وجائزة نوبل
لم يخفِ الرئيس ترامب إحباطه بعدم ترشحه لنيل جائزة السلام بسبب هندسته لعملية التطبيع مع إسرائيل خلال فترة حكمه الأولى وهو ما عرف بـ"اتفاقيات أبراهام"، التي أدت لتأسيس علاقات دبلوماسية بين إسرائيل و4 دول عربية: الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان.
وفي حديث للجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إلى أن ترامب لا يزال يبحث عن جائزة نوبل للسلام.
وبينما فشل أسلافه في صنع السلام مع سوريا إبان نظام بشار الأسد، يسعى هو إلى النجاح مع الحكام الجدد لأحد أقدم مراكز حضارة الشرق الأوسط وإسناد هذا التقدم إلى نفسه.
لا شروط أميركية
وعن أهدف ترامب من رفع العقوبات عن سوريا، أشار السفير فريدريك هوف، أول مبعوث أميركي لسوريا بعد الثورة عام 2011، والخبير بالمجلس الأطلسي والأستاذ بجامعة بارد، في حديث للجزيرة نت، إلى أن الرئيس الأميركي يبعث برسائل إيجابية تدعم علاقاته بتركيا والمملكة السعودية بمثل هذه الخطوة، إذ يرى أن سوريا مستقرة وقادرة على إعادة بناء هياكل الدولة تمثل أهمية كبرى للدولتين.
كذلك يرى هوف أن ترامب سيدعم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويأمل في أن تطبّع السعودية علاقاتها مع إسرائيل، لكنه يتوقّع أن تتمسك المملكة بشرط وجود دولة فلسطينية قبل إقدامها على التطبيع مع إسرائيل.
وكان نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- قد أبلغ توماس باراك، مبعوث ترامب إلى سوريا، قبل أسابيع، بأنه مهتم بالتفاوض على اتفاق أمني جديد مع حكومة ما بعد الأسد في سوريا، بوساطة أميركية.
من جانبه، قال مسؤول أميركي -في إفادة صحفية،- إن إدارة ترامب مستعدة للمساعدة للتوسط في اتفاق إسرائيلي سوري، لكن التفاصيل -بما في ذلك ترسيم الحدود ومستقبل مرتفعات الجولان- ستُترك للبلدين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قانون ترامب للموازنة متعثر في الكونغرس.. انقسامات جمهورية
قانون ترامب للموازنة متعثر في الكونغرس.. انقسامات جمهورية

العين الإخبارية

timeمنذ 31 دقائق

  • العين الإخبارية

قانون ترامب للموازنة متعثر في الكونغرس.. انقسامات جمهورية

تم تحديثه الخميس 2025/7/3 04:59 م بتوقيت أبوظبي فشل الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي ليل الأربعاء في تخطي خلافاتهم والتقدم نحو إقرار مشروع قانون موازنة، يفترض أن يشكل إنجازاً تشريعياً كبيراً للرئيس دونالد ترامب الذي أبدى استياءه حيال هذا التعثر. وبعدما أقر مجلس الشيوخ الثلاثاء مشروع القانون بأرجحية صوت نائب الرئيس جاي دي فانس، كان من المفترض أن يبت مجلس النواب خلال النهار بشأن "مشروع القانون الواحد الكبير والجميل" الذي يتضمّن تخفيضات ضريبية ضخمة واقتطاعات شاملة في الرعاية الصحية بقيمة آلاف مليارات الدولارات. غير أن معارضة عدد من النواب المحافظين أرغمت الرئيس الجمهوري للمجلس مايك جونسون على وقف آلية إقرار النص، وتعليق تصويت إجرائي لأكثر من سبع ساعات وسط جمود تعذر كسره. ففي ظل غالبية تقتصر على ثمانية مقاعد، لا يمكن للحزب الرئاسي تحمل معارضة أكثر من ثلاثة جمهوريين. لكن بحلول منتصف الليل في واشنطن، كان آخر تصويت إجرائي قبل الإقرار النهائي يواجه خمسة أصوات "معارضة" بين الجمهوريين، ما يهدد بإسقاط مشروع القانون. غير أنه يبقى بإمكان النواب تعديل تصويتهم قبل إغلاق عملية الاقتراع. وباشر جونسون مشاورات سعيا لإقناع المعارضين في صفوف الغالبية بتبديل رأيهم. وأعلن في وقت متأخر ليل الأربعاء عبر شبكة "فوكس نيوز" أنه سيبقي العملية مفتوحة "للوقت اللازم". "ماغا غير مسرورة" من جانبه، صعّد ترامب النبرة وكتب على منصته "تروث سوشال" بعيد منتصف الليل "ماذا ينتظر الجمهوريون؟؟؟ ما الذي تحاولون إثباته؟؟؟". وأضاف الرئيس البالغ 79 عاما والمعروف بأطباعه السريعة الغضب "ماغا غير مسرورة، وهذا سيكلفكم أصواتا"، في إشارة إلى قاعدته التي تحمل اسم شعاره الانتخابي "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً". ويمثل هذا "القانون الكبير والجميل" مثلما أطلق عليه الرئيس، حجر الزاوية لبرنامجه الاقتصادي، وهو يحض الكونغرس منذ عدة أسابيع على إقراره قبل الجمعة، يوم العيد الوطني الذي حدّده كموعد رمزي لإصدار الموازنة. وفي طليعة التدابير المدرجة في مشروع القانون تمديد الإعفاءات الضريبية الضخمة التي تم إقرارها خلال ولاية ترامب الأولى (2017-2021)، وإلغاء الضريبة على الإكراميات التي كانت من أبرز وعود الرئيس الانتخابية، وتوفير مليارات الدولارات الإضافية لقطاع الدفاع ومكافحة الهجرة. وأكد ترامب الأربعاء أنه في حال إقرار النص، ستشهد الولايات المتحدة "نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل". غير أن دراسات مستقلة تشير إلى أن الفئة الرئيسية التي ستستفيد منه ستكون الأسر الأكثر ثراء، في حين أن ملايين الأمريكيين المتواضعي الدخل قد يخسرون إمكانية الوصول إلى برامج الضمان الصحي والمساعدات الغذائية. "كبح الدين" كما يحذر خبراء وسياسيون من زيادة ضخمة متوقعة في العجز الفيدرالي. وتشير تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس المسؤول عن تقييم تأثير مشاريع القوانين على المالية العامة، إلى أن مشروع القانون من شأنه أن يزيد الدين العام بأكثر من 3,4 تريليون دولار بحلول عام 2034، فيما سيكلف تمديد الإعفاءات الضريبية 4,5 تريليون دولار. وقال النائب الجمهوري عن تكساس كيث سيلف مبررا معارضته في التصويت الإجرائي "جئت إلى واشنطن للمساعدة على كبح ديننا الوطني"، معتبرا أن الأمر في نهاية المطاف هو "مسألة أخلاقية". وللتعويض جزئيا عن زيادة العجز، يخطط الجمهوريون لخفض ميزانية برنامج "ميدك ايد"، الضمان الصحي العام الذي يعتمد عليه ملايين الأمريكيين من ذوي الدخل المحدود. كما من المقرر تخفيض برنامج سناب للمساعدات الغذائية بشكل حاد، ، وإلغاء العديد من الحوافز الضريبية دعما لاعتماد للطاقة المتجددة التي أقرت في عهد الرئيس السابق جو بايدن. ويواجه المشروع معارضة ديموقراطية موحدة في مجلس النواب. وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في المجلس حكيم جيفريز إن "هذه الموازنة الكبيرة البشعة تؤذي الأمريكيين العاديين لتكافئ أصحاب المليارات". aXA6IDYyLjcyLjE2OC4xMzQg جزيرة ام اند امز US

ترامب يفتح بوابة «الفرص التجارية» مع أفريقيا.. فصل جديد من صراع الموارد والنفوذ
ترامب يفتح بوابة «الفرص التجارية» مع أفريقيا.. فصل جديد من صراع الموارد والنفوذ

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

ترامب يفتح بوابة «الفرص التجارية» مع أفريقيا.. فصل جديد من صراع الموارد والنفوذ

تم تحديثه الخميس 2025/7/3 04:37 م بتوقيت أبوظبي في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استضافة قادة من 5 دول أفريقية، هي: الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال، لمناقشة "الفرص التجارية"، الأسبوع المقبل. الاجتماع المقرر عقده في واشنطن يوم 9 يوليو/تموز المقبل، حسبما أفادت رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض، رغم غلافه الاقتصادي الظاهري، يفتح الباب لتساؤلات حول طبيعة الاهتمام المفاجئ بمنطقة غرب ووسط أفريقيا، لا سيما أن إدارة ترامب عُرفت بتقليص المساعدات الخارجية، خاصة الموجهة إلى القارة السمراء، تحت شعار "أمريكا أولًا"، والتركيز بدلاً من ذلك على الصفقات التجارية المباشرة. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تمثل تحركًا أمريكيًا محسوبًا لاقتناص الفرص في منطقة تشهد تحولات متسارعة في موازين النفوذ الدولي، في ظل انكماش ملحوظ للدور الفرنسي التاريخي هناك، وتصاعد للحضور الروسي عبر علاقات أمنية وتجارية متنامية، فضلًا عن تنامي الانخراط الصيني في مشاريع البنية التحتية والموارد الطبيعية. صراع نفوذ داخل القارة وبحسب السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن واشنطن اختارت دولًا بعينها في هذا اللقاء، لما تملكه من ثروات طبيعية مهمة، يمكن أن تسد جزءًا من الفجوة الاستراتيجية التي بدأت تتشكل أمام الولايات المتحدة نتيجة الصعود الروسي الصيني في القارة. وأضاف الحفني لـ"العين الإخبارية"، أن هذا اللقاء يعكس محاولة أمريكية لفرض موطئ قدم جديد في منطقة كانت تقليديًا محسوبة على النفوذ الفرنسي، مؤكدًا أن أفريقيا باتت الآن ساحة تنافس بين قوى دولية تبحث عن الموارد والأسواق والتأثير الجيوسياسي. ومع ذلك، أشار السفير إلى أن الدعوة في هذه المرحلة تفتقر إلى تفاصيل دقيقة، لكن الملاحظ هو التركيز الأمريكي على دول بعينها تحتوي على مصادر مهمة من المواد الخام والثروات، في محاولة لعقد اتفاقيات تضمن للولايات المتحدة تأمين احتياجاتها الاقتصادية. وأكد أن التحرك الأمريكي قد لا يكون مجرد محاولة لملء فراغ تركته فرنسا في بعض الدول الأفريقية، خاصة أن باريس لا تزال تحتفظ بعلاقات قوية مع العديد من العواصم الأفريقية وتسعى لتكثيف حضورها السياسي والاقتصادي. ولفت إلى أن غرب أفريقيا باتت ساحة تنافس دولي، حيث تسعى قوى مثل روسيا والصين إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، إلى جانب تزايد الاهتمام من دول الخليج العربي، التي بدأت تلعب أدوارًا متنامية في ملفات التنمية والاستثمار، بل وفي بعض الأزمات الإقليمية. وفيما يتعلق بالتحركات الأمريكية الأوسع، أشار الحفني إلى أن واشنطن سبق أن دعت إلى قمة أفريقية موسعة قبل أشهر، وهو ما يدل على إدراكها لأهمية القارة في تحقيق أهدافها الاقتصادية والجيوسياسية، متسائلًا في الوقت نفسه عن إمكانية أن تشمل اللقاءات القادمة زعماء من شرق أو جنوب أفريقيا أيضًا. ممر المعادن وفي السياق ذاته، ترى الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الولايات المتحدة بدأت تطور علاقاتها مع دول خليج غينيا بهدف إنشاء ما أسمته بـ"ممر المعادن"، مشيرة إلى أن واشنطن انخرطت فعليًا في اتفاقيات مع دول مثل الكونغو ورواندا لدعم هذا التوجه. وفي تصريحها لـ"العين الإخبارية"، أوضحت أن "ممر المعادن"، هو مشروع يهدف إلى ضمان تدفق المعادن الاستراتيجية اللازمة لصناعات الطاقة والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، دون الاعتماد على خصومها الاستراتيجيين كالصين وروسيا. وأكدت أن هذا التوسع الأمريكي يأتي في ظل منافسة محتدمة مع الصين على النفوذ في القارة، وأيضًا كمحاولة لسد الفراغ الذي تركه التراجع الفرنسي في عدد من الدول الأفريقية، خصوصًا تلك التي شهدت تحولات سياسية بعد الإطاحة بأنظمتها الموالية لباريس، ما يعزز الرؤية بأن القارة الأفريقية لم تعد فقط موقعًا للفرص الاقتصادية، بل ساحة لصراع موارد عالمي مكثف. صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الثلاثاء بأن بلاده تعتزم التخلي عن ما أسماه "النموذج القائم على الأعمال الخيرية" في تعاملها مع الدول الأفريقية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستولي الأولوية للتعاون مع الدول التي تُظهر استعدادًا حقيقيًا وقدرة فعلية على الاعتماد على نفسها. ومع ذلك، شددت الطويل على أنه لا يمكن الجزم بأن هذه العلاقات ستقوم على "مصلحة مشتركة حقيقية"، لافتة إلى أن الصيغة النهائية لأي اتفاقات ستبرم هي التي ستحدد ما إذا كانت العلاقة متكافئة أم ستظل قائمة على التبعية واستغلال الموارد الأفريقية دون عوائد عادلة. وأضافت: "حتى الآن، لم نشهد أي اتفاق أفريقي-غربي، سواء مع الولايات المتحدة أو فرنسا، يضمن عوائد عادلة للقارة، وبالتالي يجب متابعة هذه التحركات الأمريكية بحذر، مع التركيز على شروط الاتفاقات وليس مجرد عناوينها". وفي وقت سابق، أوضح تروي فيتريل، المسؤول البارز بمكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية، أن أداء المبعوثين الأمريكيين في القارة الأفريقية سيقاس بناءً على عدد ونوعية الصفقات التجارية التي يتم إبرامها، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يمثل حجر الأساس في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لتعزيز الحضور في أفريقيا. aXA6IDkzLjExMy4xNDguOTcg جزيرة ام اند امز IT

قمة ترامب المصغرة مع أفريقيا.. مواجهة نفوذ الصين وروسيا بـ«دبلوماسية الصفقات»
قمة ترامب المصغرة مع أفريقيا.. مواجهة نفوذ الصين وروسيا بـ«دبلوماسية الصفقات»

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

قمة ترامب المصغرة مع أفريقيا.. مواجهة نفوذ الصين وروسيا بـ«دبلوماسية الصفقات»

تم تحديثه الخميس 2025/7/3 04:50 م بتوقيت أبوظبي في خطوة مفاجئة تعكس تحوّلاً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاستقبال 5 رؤساء أفارقة في قمة مصغرة في واشنطن بين 9 و11 يوليو/تموز، تحت شعار تعزيز "الفرص التجارية" و"الشراكات الأمنية" القمة، رغم محدودية عدد المدعوين، تكتسب أهمية استثنائية في سياق قرارات صادمة اتخذتها إدارة ترامب، منها خفض ميزانية وزارة الخارجية إلى النصف، وإغلاق ست سفارات أمريكية في أفريقيا، ما يطرح تساؤلات كبرى حول حقيقة توجهات واشنطن: هل هي إعادة تموضع براغماتي أم انسحاب تدريجي لصالح الصين وروسيا؟ تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا ووفقاً لموقع "أفريكا إنتليجنس" الاستخباراتي الناطق بالفرنسية، فإن التسريبات الإعلامية والتصريحات الرسمية أظهرت أن إدارة ترامب قررت التخلي عن "نموذج المساعدات الإنسانية" لصالح "نموذج استثماري قائم على المصالح المتبادلة". وهذا التغيير يترافق مع تخفيض ميزانية وزارة الخارجية من 54.4 مليار دولار في 2025 إلى 28.4 مليار دولار فقط في 2026، ما سيؤدي إلى إغلاق 30 بعثة دبلوماسية، منها 6 سفارات في أفريقيا. ويمثل هذا التراجع واحدًا من أكبر تقليصات النفوذ الدبلوماسي الأمريكي في القارة منذ نهاية الحرب الباردة. عناوين اقتصادية وأهداف استراتيجية وستعقد القمة في البيت الأبيض بحضور قادة السنغال، موريتانيا، غينيا بيساو، ليبيريا، والغابون. وبحسب البيت الأبيض، فإن المحادثات ستركز على "الفرص التجارية"، خصوصًا في قطاعات المعادن الاستراتيجية مثل الكوبالت والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة التي تحتاجها الصناعات الأمريكية في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة. لكن خلف هذا الخطاب الاقتصادي، يرى مراقبون أن واشنطن تحاول مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في تلك الدول. تعيين يثير الجدل ووفقاً لموقع "موند أفريك" الفرنسي، فإن تعيين رجل الأعمال اللبناني-النيجيري مسعد بولس كمستشار أول لشؤون أفريقيا أثار استغرابًا واسعًا، نظراً لغياب خبرته الدبلوماسية واعتماده بشكل رئيسي على علاقاته العائلية والتجارية. بولوس، والد صهر ترامب، يدير فرعاً لشركة سيارات في نيجيريا ويُعرف بقربه من شبكات الأعمال الغربية في غرب أفريقيا، إلا أن تعيينه بدون تصديق من الكونغرس يعكس ما يسميه البعض "دبلوماسية الصفقات"، لا الخبرة أو الكفاءة. بدوره، قال فرانسوا ميسريه، خبير العلاقات الأفريقية–الأمريكية، مركز الدراسات الجيوسياسية ، في باريس لـ"العين الإخبارية" إن "ما نراه الآن ليس انسحابًا أمريكيًا من أفريقيا، بل هو إعادة تموضع استراتيجية قائمة على تصفية الهياكل غير الفعّالة والتركيز على الملفات ذات العائد المباشر على الاقتصاد الأمريكي. ورأى ميسريه أن إغلاق السفارات لا يعني بالضرورة نهاية النفوذ، خصوصاً إذا ما عوضته واشنطن بأدوات أكثر مرونة مثل المكاتب التجارية والمستشارين الاقتصاديين المباشرين". وأضاف:" لكن الخطير في هذا التوجه هو أنه يفقد الولايات المتحدة أدواتها الناعمة التقليدية: الثقافة، التعليم، والمساعدات الإنسانية، معتبراً أن هذه الأمور التي كانت لسنوات مصدر قوة واشنطن في أفريقيا ستصبح الآن نقاط ضعف تستغل من قبل موسكو وبكين". وأشار إلى أن فرنسا خسرت الكثير من قواعد نفوذها في الساحل وغرب أفريقيا، والولايات المتحدة تسعى لملء هذا الفراغ لا عبر دعم الاستقرار بل عبر تأمين سلاسل التوريد لموارد نادرة كالليثيوم والكوبالت". من جهتها، قالت الدكتورة سيلين لوران، خبيرة شؤون أفريقيا جنوب الصحراء، معهد مونتين للدراسات الاستراتيجية لـ"العين الإخبارية" إن "هذه القمة تأتي في لحظة دقيقة للغاية: فرنسا تفقد نفوذها بسرعة في غرب ووسط أفريقيا، بينما روسيا تتقدم بدعم عسكري وشراكات أمنية، والصين ترسخ موقعها كأكبر ممول للبنية التحتية". وأشارت لوران إلى أن إدارة ترامب تحاول كسر الصورة النمطية بأن أمريكا تخلت عن القارة، من خلال رسائل رمزية مثل استقبال القادة الأفارقة، دون أن ترفق ذلك باستراتيجية واضحة وطويلة الأمد". وتابعت: "السؤال الأهم ليس لماذا دعا ترامب هؤلاء القادة الخمسة بالذات، بل لماذا لم يدع آخرين؟ القائمة تضم دولاً تربطها علاقات تاريخية أو مصالح حيوية بالولايات المتحدة، لكن بعضها (مثل السنغال وليبيريا) مدرج على قائمة الدول التي قد تُمنع من دخول أمريكا مستقبلاً. هذا تناقض يضعف الرسالة السياسية للقمة". انسحاب أم تكتيك؟ تكشف الوثائق الرسمية أن الإدارة الأمريكية ستعتمد سياسة جديدة تسمى "من الإعانة إلى الجدوى"، حيث ستقيم السفارات بناءً على قدرتها على توقيع اتفاقات تجارية، لا بناءً على نشاطها الثقافي أو التنموي. كما سيتم ربط الدعم السياسي بمؤشرات اقتصادية واضحة، وفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية. غير أن هذا التوجه، برأي مراقبين، قد يؤدي إلى فراغ دبلوماسي في عدة مناطق حيوية، لا سيما في ظل صعود دول مثل تركيا والإمارات إلى ساحات كانت تقليدياً ضمن النفوذ الفرنسي أو الأمريكي. وقال الدكتور باتريك شوفالييه، الباحث في "مؤسسة مونتان"، باريس، ومتخصص في النفوذ الروسي والدبلوماسية البديلة في أفريقيا لـ"العين الإخبارية" :"علينا ألا ننخدع: انسحاب السفارات لا يعني انسحاب النفوذ، موضحاً أن واشنطن تعتمد على أدوات أخرى: الشركات، العقود، الجيوش الخاصة، والشراكات الانتقائية. هذه أدوات تدخل ناعم لكنها فعّالة للغاية". ويحذر شوفالييه من تقليل شأن تأثير هذه السياسة: "التقشف الدبلوماسي الأمريكي سيفتح فجوات، لكن روسيا والصين مستعدتان لملئها. الروس، خصوصًا بعد 2023، زادوا من عدد السفارات، وخطابهم المعادي للهيمنة الغربية يجد صدى قويًا". ورأى شوفالييه ان هناك تناقض مثير في السياسات الأمريكية تجاه أفريقيا، موضحاً أن التقييدات الموازية للهجرة ستناقش خلال القمة في ظل نية أمريكية لحظر دخول رعايا 25 دولة أفريقية، من بينها أربع دول مشاركة في القمة نفسها. تراجع الدور الفرنسي أمام صعود روسيا والصين وأشار إلى أنه من الملاحظ أن الدول الخمس المدعوة للقمة، باستثناء السنغال وموريتانيا، تنتمي للمجال التقليدي للنفوذ الفرنسي، موضحاً أنه "مع ضعف الدور الفرنسي بعد انقلابات مالي وبوركينا وغينيا، فإن اختيار واشنطن لهذه الدول ليس صدفة، بل إشارة إلى نية في وراثة الدور الفرنسي المنهار". وأوضح أن فرنسا تعاني من ضعف الرؤية، فبينما تتراجع علاقاتها السياسية والأمنية، لا تملك قدرة على المنافسة الاقتصادية لا مع الصين ولا مع أمريكا، سيطرة فرنسا على غرب إفريقيا انتهت عمليًا كما أن فرنسا تخسر الأرضية ببطء ولكن بثبات، ومكانها لا يشغله الأمريكيون بل الروس والصينيون. وأضاف :"من الواضح أن واشنطن بدأت تشبه موسكو في بعض التكتيكات، بتدخل انتقائي، وتحالف مع قادة غير ديمقراطيين، ومقايضة الموارد بالدعم السياسي". وأشار شوفالييه إلى أنه في المقابل، الصين تمتلك اليوم 53 سفارة في 55 دولة أفريقية، وتستثمر بكثافة في البنية التحتية والمناجم، بينما روسيا تفتح سفارات جديدة في سيراليون، توغو، السودان الجنوبي، وغيرها، مستفيدة من خطاب مناهض للغرب. aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjIxIA== جزيرة ام اند امز NL

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store