logo
‏توسيع العملية العسكرية: استمرار الإبادة

‏توسيع العملية العسكرية: استمرار الإبادة

قدس نت٠٤-٠٥-٢٠٢٥

بقلم: مصطفى إبراهيم
‏تستعد إسرائيل للسيطرة على مزيد من المدن في قطاع غزة واحتلالها، بعد أن احتلت مدينة رفح بالكامل، وتشريد سكانها والبالع عددهم نحو 300 ألف نسمة، وتدمير جميع منازل السكان التي تقيم غالبيتهم الان في خيام النزوح في مواصي خان يونس، وأنشأت محور عسكري جديد شمال المدينة وعزلتها عن باقي مدن قطاع غزة.
‏لم يعد في القطاع أي مكان آمن وصالح للحياة الآدمية، إذ حولته إسرائيل إلى خرابة كبيرة، وفرض حصار وعقاب جماعي خطير، واحتلت أجزاء منه شرقاً وشمالاً، والان تعود لاحتلال مدن إضافية.
‏توسيع حرب الإبادة، باستدعاء عشرات آلاف الجنود الإسرائيليين من الاحتياط، وذلك حسب ما تتناوله وسائل الاعلام الإسرائيلية، وأن خطة الجيش الإسرائيلي تنص على فرض النزوح القسري على أهالي غزة من شمال ووسط القطاع بشكل يشبه ما جرى في رفح، واحتلال الجيش ما تبقى من المدن والبقاء فيها، للقيام بتمشيطها بشكل منظم، وذلك ضمن عملية أطلق عليها اسم "خطة غزة الصغرى".
‏وتخصيص "مجمعات إنسانية" مماثلة للمجمع الذي أعلن عنه بين محوري "موراغ" و"فيلادلفيا" جنوب القطاع، وفيها سيتم توزيع الأغذية على النازحين من قبل شركات أو منظمات دولية. وأن ما جرى من إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا كان خطأ. وأن الجيش لن يقوم بتوزيع المساعدات على أهالي غزة، وبأنه لن تكون مجاعة في القطاع ولن تصل المساعدات إلى حماس. هذا كذب، وانتهاك فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهروب إسرائيل من مسؤولياتها القانونية كقوة احتلال، وتجاهل دور وكالات الأمم المتحدة وتشطب الاونروا.
‏يأتي استئناف العدوان وحرب الإبادة بعد فترة هدنة في حرب استمرت لمدة عام وسبعة أشهر، خرقتها اسرائيل، وبعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهداف الحرب من جديد. وهي إعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس حسب صحيفة هآرتس التي ذكرت أيضاً أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أي من تلك الأهداف، ولم تكن للجيش أية فرصة لتحقيقها، ويعود ذلك إلى نتنياهو المخادع الذي عرقل الصفقات. ولم يسع إلى التوصل إلى تسوية سياسية، ويرى في الحرب هدفاً مقدساً في حد ذاته، وليس وسيلة.
‏في إسرائيل لم تنتهي حالة الاجماع على استمرار الحرب، وفي نظر الأغلبية الصامتة في إسرائيل، وغير المكترثة بجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي، والادعاء أن الحرب هي حرب اللا خيار المستمرة حتى اليوم.
‏وفي هذا السياق ذكر اللواء (احتياط) يسرائيل زيف في مقابلة على القناة 12 الاسرائيلية. ان هذه لم تعد حرب السابع من أكتوبر التي فُرضت علينا، هناك تحرك استباقي هنا".
‏ولم يخرج الجمهور الإسرائيلي المطيع بجموع كبيرة للاعتراض إلى تجديد الحرب، وهو لن يعترض. قد تكون هناك أصوت لكنها ضعيفة وغير مؤثرة، وتعبر عن الخشية على حياة الاسرى الإسرائيليين، والمطالبات بوقف الحرب هي فقط من أجل استعادة الاسرى.
‏في مقال سابق للبروفيسور موتي غولاني، في صحيفة هآرتس قال: "كما لو كان صراعًا بين عصابات، انطلقت إسرائيل للانتقام، ووجهت كامل قدراتها العسكرية نحو هدف يصعب تحديده. تم التخلي عن مجموعة الأهداف لصالح القصف العشوائي.
‏الحقيقة أن كل من يصور إسرائيل كدولة تقاتل من أجل الانتقام فقط ووجودها فهو يكذب، والادعاء أن خطة الجيش الإسرائيلي هي من أجل زيادة الضغط العسكري على حماس في ظل الركود المتواصل لمفاوضات تبادل الأسرى، هو تضليل ويخدم سياسات دولة الاحتلال وممارساتها الاجرامية. وتعميق حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني واحتلال ما تبقى من قطاع غزة وتنفيذ سياسة التهجير القسري.
‏إن الواقع الراهن في قطاع غزة، والمعاناة الرهيبة وويلات الحرب والإبادة الجماعية والتدمير الممنهج واستخدام الجوع كسلاح على ملايين الفلسطينيين، يتفاقم بسرعة رهيبة، َاضافة إلى استمرار القتل ضد الشعب الفلسطيني. وكأننا اصبحتا الجزء المنسي من العالم ومن التاريخ البشري، وكل يوم نعيش فصل قديم جديد من الرعب والخوف، وانتظار قرارات الاحتلال بتعميق حرب الابادة بالقصف والقتل وأنين الجوع.
‏وتتجسد المعاناة بالفوضى والسرقة بذريعة الجوع، وتدمير النسيج المجتمعي والسلم الأهلي، والتحريض المستفز والمستعر بين ابناء الشعب الواحد، ومبادرات مبتورة ولا نهاية لهذا الوجع وتمزيق النسيج المجتمعي واهانة كرامة الناس.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة
الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

بيت لحم معا- حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت خلال الساعات الـ48 المقبلة، إذا لم يُسمح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع المحاصر. وقال فليتشر إن خمس شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة يوم الاثنين، واصفاً هذا الرقم بأنه "نقطة في بحر" بعد حصار استمر 11 أسبوعاً فرضته إسرائيل. وأوضح أن تلك الشاحنات لم تصل بعد إلى المجتمعات الأشد حاجة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمهات غير قادرات على إطعام أطفالهن بسبب تفشي سوء التغذية. وأضاف المسؤول الأممي: "نخاطر بكل شيء لإيصال طعام الأطفال. هناك 14 ألف رضيع معرضون للموت، ونأمل أن نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم خلال اليومين المقبلين". تصريحات فليتشر جاءت بعد بيان مشترك أصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، دانت فيه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، واعتبرت أن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها "غير كافية تماماً". وهددت الدول الثلاث باتخاذ "إجراءات ملموسة" ما لم تُرفع القيود المفروضة على إدخال الإمدادات الإنسانية. وأعرب فليتشر عن ترحيبه بما وصفه بـ"التصعيد الواضح في المواقف الدولية"، مؤكداً أن الأمم المتحدة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع اليوم، محملة بأغذية أطفال ومواد غذائية أساسية، مشدداً على ضرورة "إغراق غزة بالمساعدات لإنقاذ الأرواح"

قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً
قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً

بيت لحم معا- حمل رئيس الوزراء القطري اليوم الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية فشل المحادثات بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة له خلال مؤتمر اقتصادي: "بعد إطلاق سراح عيدان ألكسندر، ظننا أن ذلك سيفتح الباب أمام إنهاء الحرب، لكن إسرائيل بدأت تهاجم بعنف أكبر، ولذلك نرى كيف يتم تفويت فرصة التهدئة مرة أخرى". وأضاف: "إن هذا السلوك العدواني غير المسؤول من جانب إسرائيل يقوض أي فرصة ممكنة للسلام. ونحن ملتزمون بمواصلة جهودنا الدبلوماسية حتى نوقف الحرب، ونفرج عن جميع الرهائن، وننهي معاناة سكان غزة، ونبعد المنطقة عن الخطر الدائم". وأضاف آل ثاني: "رغم جهود قطر مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب المأساوية، إلا أننا نشهد إحباط فرص التهدئة" وقال إن "جولة المفاوضات في الأسابيع الأخيرة لم تسفر عن أي تقدم، بسبب الفجوة الجوهرية بين الأطراف". "إن أحد الطرفين يسعى إلى اتفاق شامل في غزة، والطرف الآخر يريد اتفاقا جزئيا، ولم نتمكن من سد الفجوة بينهما". ورغم أن الوفد الإسرائيلي لا يزال في الدوحة بقطر، فإن التقييم في إسرائيل هو أن الاتفاق يبتعد كثيرا عن الهدف. ورغم الجمود، قرر نتنياهو إبقاء الوفد في الدوحة ليوم أو يومين آخرين، على ما يبدو في محاولة لإيصال رسالة إلى الأميركيين والرأي العام الإسرائيلي بأن جهوداً كبيرة تبذل. ومع ذلك، فإن فرص أن تتنازل حماس في اللحظة الأخيرة تبدو ضئيلة للغاية، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.

الاحتلال يعترف بمقتل جندي "إسرائيلي" في معارك شمال غزة.. "سمحَ بنشر هويَّته"
الاحتلال يعترف بمقتل جندي "إسرائيلي" في معارك شمال غزة.. "سمحَ بنشر هويَّته"

فلسطين أون لاين

timeمنذ 5 ساعات

  • فلسطين أون لاين

الاحتلال يعترف بمقتل جندي "إسرائيلي" في معارك شمال غزة.. "سمحَ بنشر هويَّته"

أعلن جيش الاحتلال"الإسرائيلي"، فجر اليوم الثلاثاء، مقتل أحد جنوده خلال معارك شمال قطاع غزة، في ظل استمرار المواجهات العنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية. وذكر المتحدث باسم "جيش الاحتلال" في بيان رسمي، أنه تم السماح بنشر هوية الجندي القتيل، وهو الرقيب يوسف يهودا حيراك (22 عاما)، من كتيبة الهندسة القتالية 601، وقد أبلغت عائلته بالنبأ. وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد قتل أكثر من857 جنديا إسرائيليا، بينما أُصيب الآلاف بجراح متفاوتة، ما يعكس حجم الكلفة البشرية التي تتكبدها إسرائيل في هذه الحرب المستمرة منذ أكثر 18 شهرا. ووفقا للبيانات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، فإن 415 جنديا خلال المعارك البرية في القطاع، فيما أصيب 5891 جنديا بجروح متفاوتة، بينهم 2667 جنديا أصيبوا خلال المعارك في القطاع. وأمس الاثنين، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنّ مقاتليها نفذوا كمينًا مركباً بثلاث آليات عسكرية لقوات جيش الاحتلال المتوغلة في شمال قطاع غزة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري، عبر منصة 'تيلجرام': 'بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام تنفيذ كمين مركب في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا شمال القطاع'. وأوضحت، أن العملية وقعت يوم الجمعة الماضية 16 مايو/ أيار 2025، حيث استهدف مقاتلوها 3 آليات عسكرية بعبوتي 'شواظ' وقذيفة 'تاندوم'، واشتبكوا بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية مع قوة إسرائيلية أخرى وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. وذكرت القسام أن مقاتليها رصدوا هبوط الطيران المروحي لإخلاء القتلى والجرحى. ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود. المصدر / فلسطين اون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store