logo
صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار

صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار

الجزيرةمنذ 2 أيام

أوردت صحيفة روسية أن حاملة الطائرات "إتش إم إس برينس أوف ويلز"، التابعة للأسطول الملكي البريطاني، دخلت مياه البحر الأحمر بعد عبورها قناة السويس المصرية في 30 مايو/أيار المنصرم متجهة إلى البحر في مغامرة غير مسبوقة.
ونشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" تقريرا أعده فيتالي أورلوف قال فيه إن هذه الخطوة تمثل محطة بارزة في إطار عملية "هايمست"، التي تُعد أضخم عملية انتشار بحري لبريطانيا منذ إرسال حاملة الطائرات "إتش إم إس كوين إليزابيث" إلى المنطقة ذاتها عام 2021.
ويضيف الكاتب أن مدة عملية (هايمست) تُقدّر بثمانية أشهر ما لم تطرأ معوّقات؛ إلا أن الثقة بأن الأمور ستسير بسلاسة لا تبدو مؤكدة حتى لدى البريطانيين أنفسهم.
مغامرة غير مسبوقة
وأضاف أن هذه العملية تعد مغامرة غير مسبوقة. فحاملة الطائرات البريطانية التي تُوصف بأنها "الأقل حظا" في سجل البحرية الملكية، والتي لم تُفلح حتى الآن في الابتعاد لمسافات عن موانئها المحلية، أقدمت أخيرا على الإبحار نحو البحر الأحمر، في خطوة تهدف إلى استعراض إرادة "الأسد البريطاني" الحديدية أمام الحوثيين، بل وأمام العالم بأسره.
تأتي هذه الخطوة، حسب التقرير، دعما لمجموعة القتال البحرية التابعة للبحرية الملكية البريطانية، العالقة في البحر الأبيض المتوسط ، والتي تُركت لمصيرها بعد انسحاب المجموعة الأميركية المرافقة لحاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" التابعة للبحرية الأميركية.
تأخر انطلاق حاملة الطائرات البريطانية "برينس أوف ويلز" من ميناء بورتسموث لفترة مطولة، في ظل سلسلة من الإخفاقات التقنية واللوجستية، ما دفع وسائل الإعلام البريطانية إلى انتقاد المشروع بشكل لافت.
حفلة زمن الطاعون
وتقول البيانات الرسمية الصادرة عن لندن: "نحن أمام أول عملية متعددة الجنسيات واسعة النطاق تُنفَّذ تحت قيادة أحدث حاملة طائرات في أسطول جلالة الملك تشارلز الثالث، حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، وذلك بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وإبراز قدرة بريطانيا على الانخراط في العمليات البحرية العالمية".
ويتساءل الكاتب عن الطرف الذي تُوجَّه إليه هذه الاستعراضات العسكرية تحديدا، مجيبا أنها، في المقام الأول، موجهة إلى الصين، التي تمتلك -على سبيل المثال -عددا من المدمرات مثل الفرقاطة "طراز 054" المزوّدة بصواريخ موجهة، يفوق إجمالي عدد قطع الأسطول الملكي البريطاني بأكمله.
ولهذا السبب، وصفت بعض الأصوات البريطانية هذه المهمة بأنها "حفلة في زمن الطاعون"، في إشارة إلى مليارات الإسترليني التي أُنفقت على العملية، رغم الأزمة المالية والاقتصادية العنيفة التي تعصف بالبلاد.
معاقبة الحوثيين
ومع ذلك، الأمر الأكثر إثارة في هذه العملية هو تردد الإدارة البحرية البريطانية حتى اللحظة الأخيرة بشأن القرار النهائي لدخول الأسطول إلى قناة السويس، ثم إلى البحر الأحمر، المنطقة التي يسعى فيها الأميركيون بناء على توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفترة طويلة وبشكل مؤلم إلى "معاقبة" الحوثيين.
وأبلغت لندن قيادة "أنصار الله" بشكل واضح ومسبق بأنها لن تتدخل في الصراع الجاري في المنطقة. لكن تأثير هذه الرسائل كان محدودا، إذ يعرف العالم جيدا مدى مصداقية البريطانيين، بينما لدى الحوثيين سجل طويل من الخلافات التي لا زالت قائمة.
ولم يتراجع الحوثيون أيضا عن تحذيراتهم المتعلقة بمحاولة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز" عبور مياه البحر الأحمر.
وذكر الكاتب أنه في إطار تطورات الأوضاع الإقليمية، وبعد التوصل إلى صيغة تهدئة مع جماعة "أنصار الله"، قررت الولايات المتحدة سحب مجموعة الهجوم البحرية التابعة لها بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" من منطقة العمليات، وإعادتها إلى قواعدها.
واعتبر عدد من كبار الضباط في قيادة البحرية الأميركية هذا القرار بمثابة انفراجة، خاصة في ظل ما وُصف بأنه واحدة من أقل العمليات العسكرية الأميركية نجاحا في العقود الأخيرة، رغم محدودية حجمها.
بعد انسحاب الأميركيين
ورغم محاولات استعراض القوة المتكررة، ورغم إعلانات "الانتصار" المتكررة ضدهم، تمكّن "أنصار الله" من فرض واقع جديد على الأرض، انتهى بإجبار القوات الأميركية على الانسحاب من نطاق سيطرتها.
وهكذا، غادرت الولايات المتحدة المنطقة، تاركة خلفها كلا من البريطانيين والإسرائيليين في مواجهة المجهول.
وأورد الكاتب أن المجموعة البحرية البريطانية المتواضعة، بقيادة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، كانت تخطط في البداية للعبور بهدوء عبر البحر الأحمر، على أمل أن انشغال الحوثيين بالمواجهة مع مجموعة "هاري إس. ترومان" الأمريكية سيصرف انتباههم عنها.
بيد أن الانسحاب الأميركي المفاجئ قلب الحسابات رأسا على عقب، ووجد البريطانيون أنفسهم مضطرين لعبور واحدة من أخطر المناطق البحرية بمفردهم، معتمدين فقط على مدمرة واحدة من طراز "تايب 45" متخصصة في الدفاع الجوي والصاروخي.
وللمقارنة، كانت المجموعة الأميركية تضم أربع مدمرات مماثلة تفوق نظيرتها البريطانية من حيث التسليح والإمكانيات ورغم ذلك، واجهت صعوبات كبيرة في التصدي لهجمات الحوثيين، ما يجعل مهمة البريطانيين أكثر خطورة وتعقيدا.
وفي ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم السبب وراء تردد الأسطول البريطاني في التقدم وفقا للجدول الزمني المعلن، والذي كان من المفترض أن يعبر فيه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من أسبوع.
وفي ختام التقرير أشار الكاتب إلى أن البحّارة البريطانيون تلقّوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، رسالة مقتضبة لكنها شديدة الوضوح من جماعة "أنصار الله" حملت عبارة: "أهلا بريطانيا!"، وقد فُهمت بأنها تحذير مباشر من الجماعة، مفاده أن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الجانب الأميركي لا تشمل بأي شكل من الأشكال البحرية البريطانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تزايد خلافات الحريديم مع حكومة نتنياهو حول التجنيد الإجباري
تزايد خلافات الحريديم مع حكومة نتنياهو حول التجنيد الإجباري

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

تزايد خلافات الحريديم مع حكومة نتنياهو حول التجنيد الإجباري

تشهد العلاقة بين الأحزاب الحريدية (اليهود المتشددين دينيا) وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية- توترات متزايدة حول قضية الخدمة العسكرية الإجبارية. اقرأ المزيد

مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل
مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل

قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري إنه ليس مفاجئا أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بشأن قطاع غزة ، مطالبا بإرسال المساعدات الإنسانية عبر قوات حفظ سلام أممية رغما عن إسرائيل. وفشل مجلس الأمن -الأربعاء- في تبني مشروع قرار بشأن وقف إطلاق نار فوري بغزة، إذ استخدمت واشنطن حق النقض رغم تصويت جميع أعضاء مجلس الأمن الـ14 لصالح القرار. وشدد فخري -في حديثه للجزيرة- على أن القانون الدولي ملزم مثل قرارات مجلس الأمن، كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لديها سلطة تنفيذ قرارات عندما يفشل مجلس الأمن. وأشار المقرر الأممي إلى قرار محكمة العدل الدولية باعتبار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني وضرورة أن ينتهي. ولفت إلى أن إسرائيل تشن حرب تجويع وتخرق القانون الدولي، مستدلا بوجود أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب. وشدد على أن تصريحات الدول الأوروبية التي تدين إسرائيل في غزة "لا تكفي"، مؤكدا ضرورة الحاجة إلى أفعال لا أقوال "فالناس يموتون بالمئات بطريقة مروعة يوميا". وطالب هذه الدول بالعمل على وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات بشكل فوري عبر قوات حفظ السلام، وتجاهل موقف إسرائيل في هذا الخصوص. وشن فخري هجوما حادا على " مؤسسة غزة الإنسانية"، وقال إنها ليست منظمة إنسانية بأي شكل من الأشكال، ووصفها بأنها "أداة لتسليح المساعدات"، وكذلك "إهانة وإخضاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أماكن إقامتهم". ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع هذه المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية. واستدل المقرر الأممي أيضا بإطلاق إسرائيل النار على طالبي المساعدات وقتلهم. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد الشهداء في مراكز توزيع المساعدات إلى 102 خلال 8 أيام، وقال إن الاحتلال حولها إلى مصائد موت جماعي. وأوضح المكتب الإعلامى الحكومى أن تكرار المجازر يكشف أن ما يجري هو استخدام للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي. بدورها، أفادت وزارة الصحة بقطاع غزة -في آخر إحصائياتها- بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 54 ألفا و607 شهداء و125 ألفا و341 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ هذا التاريخ، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة ضد سكان القطاع الفلسطيني -وفق توصيف خبراء دوليين- وقد شُرد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد حصار خانق استمرّ أكثر من شهرين، سمحت إسرائيل منذ 19 مايو/أيار الماضي بدخول عدد محدود من شاحنات الأمم المتحدة إلى غزة، في حين وصفت المنظمات الإنسانية والأممية هذه المساعدات بأنها ليست سوى "قطرة في محيط" الاحتياجات بالقطاع الفلسطيني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store