logo
الشرق الأوسط بعد الحرب: هل يتحقق السلام بـ«قوة الردع»؟

الشرق الأوسط بعد الحرب: هل يتحقق السلام بـ«قوة الردع»؟

القدس العربي منذ 4 أيام
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الضربات على المواقع النووية الإيرانية في يونيو الماضي، عززت الجهود الأمريكية للتوسط في إقامة علاقات دبلوماسية جديدة بين إسرائيل والدول العربية. وصرّح ترامب للصحافيين في قاعدة «أندروز المشتركة، الجمعة 3 يوليو الجاري، بأنه ناقش العملية المعروفة باسم الاتفاقيات الإبراهيمية في اجتماع في البيت الأبيض مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، مضيفا «لدينا أربع دول عظيمة وتضغط واشنطن من أجل ضمّ السعودية».
انتهت الحرب عسكريا بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو الماضي، بضغط أمريكي وبمساع قطرية، توصلت إلى تجنيب المنطقة خطر الانزلاق نحو الحرب الكبرى. توقفت الحرب، لكنّ المعركة لم تنته بعد، والمنطقة لم تزل تعيش مخاض ما قبل الولادة، فهل سيستطيع ترامب الذهاب أكثر نحو دمج إسرائيل في محيطها عبر عمليات التطبيع، على قاعدة فرض السلام بالقوة؟ أم تعقيدات المنطقة ستدفع به نحو الاستسلام والتخلي عن مشروعه الإبراهيمي، وعن تحويل غزة إلى «ريفيرا الشرق»؟
يقرأ البعض من المتابعين أن المنطقة اليوم في حالة هدوء ما قبل العاصفة، حيث من المتوقع في منظورهم، أن الحرب بين إيران وإسرائيل هي «حتمية»، وإن الوقت الحالي، هو بمثابة مرحلة إعادة التقييم للحرب على أساسها يتمّ بناء القوة العسكرية. إذ من المتوقع أن تذهب إيران نحو تطوير منظوماتها الصاروخية، بعدما وجدت أن فعاليتها شكلت قوة ردعية في تخطيها الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضاربة العمق الإسرائيلي. في المقابل تتجّه القيادة في إسرائيل على ترميم منظوماتها الدفاعية بعدما استنفدت أغلبها في التصدي للصواريخ الإيرانية، إضافة إلى بناء شبكات التجسس في الداخل الإيراني، حيث أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية عن اعتقال أكثر من 700 مخبر وجاسوس يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، مستبعدة الحرب على المديين المنظور والمتوسط، على الأقل من ناحية العسكرية، حيث إن كافة البيانات التي تخرج من المعنيين تؤكد ذلك. فإن يخرج ترامب ليصرح في كلمة يقول فيها إن طهران استأذنته قبل إطلاقها عددا من الصواريخ على قاعدة العديد في قطر، قائلا لهم «تفضلوا»، تأكيدا على أنّ لا غربة في توسيعها، بقدر ما هناك نيّة للاستثمار فيها ليس فقط من قبل اللاعبين الرئيسيين، بل حتى الداعمين لها.
العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية أثبتت إن أهداف إسرائيل بعيدة المنال، وغير قادرة على هزم حركة حماس، وإن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بتسوية وتفاوض
لا حرب متجددة بين إيران وإسرائيل ولا نسخة جديدة، فالتركيز اليوم خرج من دائرة كسر الإرادات إلى تحقيق الأهداف غير المباشرة، إذ يجد الأمريكي إن عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا كان هدف ضرباته، وإن ذهاب طهران في المستقبل نحو تخصيب اليورانيوم وبعد ذلك إلى إنتاج القنبلة، دفع إدارة ترامب لعدم اتخاذ قرار ضرب إيران أو منشآتها، بل تم العدول عن ذلك بالتفكير جديا بإعطاء إسرائيل طائرات B -2 الشبحية القادرة على تدمير التحصينات. يعتبر الرئيس ترامب أن ضرباته على منشآت إيران النووية، سرّعت إلى تنفيذ مشروعه في المنطقة، تحت مسمى المشروع «الإبراهيمي». وقد ذكر في لقائه مع وزير الدفاع السعودي، أن هناك مفاوضات لأخذ إيران إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.
لا مشكلة في شأن التطبيع الذي لم ترفضه المملكة يوما، ولكنّ الأمر ليس بهذه السهولة، إذ إن المملكة تشترط للسير في التطبيع أن يكون هناك اعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا ما أعلن عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الجمعة 4 يوليو الجاري، من أن بلاده تتشاور مع فرنسا لتحديد موعد مناسب للمؤتمر المعني بذلك. هذا التعقيد بذاته، قد يدفع نحو إفشال عملية التطبيع وسط إصرار إسرائيلي برفض حتى الحديث عن إقامة الدولة الفلسطينية. كذلك الأمر إن الاعتراض العربي على توجيه الضربات الإسرائيلية على إيران قابلته إدانة دولية على اعتبار الهجمات تعديا على سيادة إيران وانتهاكا للقانون الدولي. هذا ما أحرج الأمريكي فسارع لترتيب أوراق التسوية، حفاظا على مصالحه في المنطقة وعلى وجوده عسكريا. لا خيارات أمام اليمين المتطرف الإسرائيلي في الذهاب بعيدا في رهاناته في المنطقة، فالتهدئة هي سيدة الموقف، وما أعلنته سوريا الجمعة 4 يوليو، عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974، على ما أفاد بيان للخارجية. وأورد بيان وزارة الخارجية، أن الوزير أسعد الشيباني أعرب خلال اتصال مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو «عن تطلع سوريا للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك»، مشيرا إلى أن الجانبين ناقشا «الاعتداءات المتكررة الإسرائيلية على الجنوب السوري».
لم تنضج بعد فكرة السلام مع إسرائيل، فكما سوريا كذلك لبنان، الذي جلّ ما يطمح إليه هو توقيع الهدنة على مثال هدنة 1948. بعيدا عن التطبيع، إلا أنّ هناك تحولا كبيرا في المواقف الأمريكية، التي كانت تهدف إلى تهجير قسري لسكان القطاع، حيث أصبح جلّ ما يتمناه، في معرض رده على سؤاله في قاعدة «آندروز» الخميس 3 يوليو الجاري، هو «الأمان لسكان غزة، الذين مروا بجحيم، هذا هو الأهم».
هي مرحلة المخاض الأخيرة، حيث المنطقة ذاهبة حتما إلى ارساء المعادلات الكبرى، على اعتبار أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هامشا ضيقا للتصرف في شأن المنطقة، وإن الذهاب إلى تطبيق مشروعه التهجيري لسكان غزة لن يكتب له النجاح. إذ إن العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية أثبتت إن أهداف إسرائيل بعيدة المنال، وغير قادرة على هزم حركة حماس، وإن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بتسوية وتفاوض. أدركت إدارة ترامب أن لا جدوى من السير قدما في سياسة ترامب ونتنياهو، على اعتبار ان السلام يفرض بالقوة. فالقوة الأمريكية لم تجلب السلام مع إيران، كذلك الأمر بالنسبة إلى القوة العسكرية الإسرائيلية، التي لم تزل تتخبط في قطاع غزة. لقد تعلم الأمريكي من الدبلوماسية القطرية كيف يصنع السلام بعيدا عن الغطرسة والقوة، لهذا السبب لم يتردد ترامب بشكر أمير دول قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على جهوده في سبيل السلام في المنطقة.
كاتب لبناني
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: مهمة الجيش تدمير بيت حانون قبل إتمام صفقة مع حماس
إعلام إسرائيلي: مهمة الجيش تدمير بيت حانون قبل إتمام صفقة مع حماس

القدس العربي

timeمنذ 15 دقائق

  • القدس العربي

إعلام إسرائيلي: مهمة الجيش تدمير بيت حانون قبل إتمام صفقة مع حماس

تل أبيب: ذكرت القناة 14 العبرية، الأحد، أن مهمة الجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن 'تدمير بأسرع وقت ممكن' مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، قبل إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار. وأفادت القناة بأن هناك 'هدف محدد للقوات البرية الإسرائيلية في اللحظة الراهنة، وهو تدمير فوق وتحت أرض بيت حانون، وقتل كل من يتواجد من عناصر لحركة حماس بداخل الأنفاق'. وادعت أنه 'خلال 48 ساعة فقط تمت مهاجمة نحو 250 هدفا في بيت حانون وحدها، ما بين فوق الأرض وتحتها، منها 35 هدفا، السبت'، على حد قولها. وقدرت القناة، على موقعها الإلكتروني، 'مقتل عشرات' من عناصر الفصائل الفلسطينية خلال تواجدهم في الأنفاق في بيت حانون، أثناء القصف الإسرائيلي على المدينة، وفق ادعائها. وعزت 'الهدف من وراء تدمير المدينة، هو ألا تبقى صامدة مرة أخرى، ومهاجمتها برا وبحر وجوا'، على حد قولها. ورجحت القناة العبرية 'قيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة أهداف أخرى داخل بيت حانون، وسماع المزيد من الانفجارات ورؤية المزيد من السحب الدخانية'. والجمعة، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صورة جوية لبيت حانون، تفاخر حينها بأن المدينة 'سُويت بالأرض'، في مشهد صادم يظهر مساحات شاسعة من الركام وبقايا أبنية مدمرة بالكامل. ويأتي نشر كاتس، لصورة تظهر تسوية بيت حانون بالأرض في وقت تزداد فيه الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيل في غزة، وسط اتهامات بارتكاب 'إبادة جماعية' واتباع سياسة الأرض المحروقة، التي تستهدف المدنيين ومقومات الحياة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وكانت بيت حانون أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي، في بداية التوغل البري على غزة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولم يكن مساء السبت عاديا في بيت حانون، الواقعة أقصى شمال قطاع غزة، حيث شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها عشرات الغارات الجوية بشكل متزامن وغير مسبوق، في واحدة من أعنف موجات 'الأحزمة النارية' منذ بداية حرب الإبادة على القطاع في السابع من أكتوبر 2023. وتحول المشهد على أرض وسماء بيت حانون إلى كتل متفرقة من اللهب وأعمدة من الدخان المتصاعد في كل مكان وعندما ينقشع كل هذا لا يظهر إلا دمار شامل لا يحمل إلا لون السواد. ودوت الانفجارات العنيفة في بيت حانون أثار حالة من الهلع في صفوف الفلسطينيين في مدينة غزة من شدتها، رغم أنهم عايشوا منذ بداية الحرب أصوات قصف ومشاهد نيران هائلة، لكن هذه المرة الصورة مختلفة تماما. ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (وكالات)

1800 هجوم روسي على أوكرانيا بالمسيرات في أسبوع
1800 هجوم روسي على أوكرانيا بالمسيرات في أسبوع

العربي الجديد

timeمنذ 28 دقائق

  • العربي الجديد

1800 هجوم روسي على أوكرانيا بالمسيرات في أسبوع

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. روسيا "بتصعيد هجماتها الإرهابية" على المدنيين في بلاده، مشيرا إلى أن القوات الروسية أطلقت ما لا يقل عن 1800 طائرة مسيرة على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي. وقال زيلينسكي عبر حسابه على "تليغرام"، اليوم الأحد، إن القوات الروسية أسقطت أيضا أكثر من 1200 قنبلة موجهة على أوكرانيا هذا الأسبوع، وأطلقت 83 صاروخا. وكتب الرئيس الأوكراني: "الروس يواصلون تصعيد الإرهاب ضد المدن والبلدات، في محاولة لبث الرعب في نفوس شعبنا بشكل أكبر". وأشاد زيلينسكي في المقابل بفاعلية الدفاعات الجوية الأوكرانية، مشيرا إلى أن طائرات مسيرة اعتراضية طُوّرت خصيصا لهذا الغرض نجحت في إسقاط مئات الطائرات القتالية من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، التي أُطلقت على أوكرانيا خلال هذا الأسبوع. وأضاف أنه عقد مؤخرا عددا من الاجتماعات مع شركاء غربيين لتطوير هذه الطائرات الدفاعية بشكل أكبر. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وتخوض أوكرانيا حربا شاملة ضد الغزو الروسي منذ أكثر من ثلاث سنوات، مستندة بدرجة كبيرة إلى الدعم العسكري المقدم من الحلفاء الغربيين. ومؤخرا، كثفت روسيا بشكل كبير هجماتها الجوية الليلية، مستهدفة أوكرانيا بشكل شبه يومي. ويوم الأربعاء الفائت، شنت روسيا أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على الأراضي الأوكرانية حتى الآن، حيث تمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط أكثر من 700 طائرة مسيرة خلال الهجوم. والخميس الفائت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لشبكة "إن بي سي نيوز"، إنه سيصدر "إعلاناً مهماً" بشأن روسيا يوم غد الاثنين، من دون توضيح مضامين هذا الإعلان، في وقت أكد فيه إبرام اتفاق مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) يتضمن إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى أوكرانيا يدفع الحلف ثمنها بالكامل. ورفض ترامب الكشف عن تفاصيل إعلانه المرتقب بشأن روسيا، لكنه عبّر عن شعوره بخيبة الأمل تجاه روسيا بعد أن كان قد أشار في الأيام القليلة الماضية إلى استيائه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا. وبشأن الاتفاق مع حلف شمال الأطلسي، قال ترامب في مقابلة هاتفية مع كريستين ويلكر من شبكة "إن بي سي نيوز": "سنرسل صواريخ باتريوت إلى الحلف، الذي سيدفع ثمنها بالكامل، ليقدمها بدوره إلى أوكرانيا". وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد ذكر أن التحوّل الذي طرأ على موقف ترامب بإعلانه، في السابع من يوليو/تموز الحالي، عن نيته إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لمساعدتها على الدفاع عن نفسها في وجه روسيا، بدأت تتضح ملامحه يوم 4 يوليو بعدما أجرى محادثة هاتفية مع زيلينسكي وصفها الطرفان بأنها "الأفضل" منذ تولي ترامب مهامه في يناير/كانون الثاني الماضي. ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين على المحادثة الهاتفية قولهما إنّ ترامب أخبر زيلينسكي بأنه يود مساعدة أوكرانيا على صعيد الدفاع الجوي، لكنّه شدد على أن الولايات المتحدة الأميركية اضطرت إلى التوقف مؤقتاً عن إرسال شحنات الأسلحة الأخيرة من أجل مراجعة مخزونها. وأضاف المصدران أن ترامب تعهد بإرسال عشرة صواريخ باتريوت، وهو رقم أقل مما كان مخططاً له في الشحنة المؤجلة، وكذلك المساعدة في البحث عن طرق أخرى للتزود بالصواريخ. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)

وزيرة عدل إدارة ترامب تسقط التهم عن طبيب أتلف لقاحات مضادة لكوفيد-19
وزيرة عدل إدارة ترامب تسقط التهم عن طبيب أتلف لقاحات مضادة لكوفيد-19

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

وزيرة عدل إدارة ترامب تسقط التهم عن طبيب أتلف لقاحات مضادة لكوفيد-19

أعلنت وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، أنّها أمرت بإسقاط التهم الموجّهة إلى طبيب عمد إلى إتلاف جرعات من لقاحات مضادة لكوفيد-19 وسط أزمة كورونا الوبائية وإصدار شهادات تطعيم مزوّرة. يأتي هذا القرار المفاجئ بعد أيام معدودة من بدء محاكمة الطبيب، الأمر الذي يمثّل أحدث بادرة دعم من إدارة الرئيس دونالد ترامب لحركة المشكّكين في اللقاحات ب الولايات المتحدة الأميركية . وكانت وزارة العدل قد وجّهت في عام 2023، في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، اتّهامات إلى جرّاح التجميل مايكل كيرك مور وثلاثة أشخاص آخرين بـ"إدارة مخطط" للاحتيال على الحكومة. واتُّهم مور بإتلاف أو التخلّص من جرعات من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تعود للحكومة تزيد قيمتها عن 28 ألف دولار أميركي، إلى جانب إصدار ما لا يقلّ عن 1.937 بطاقة تطعيم كاذبة في مقابل مبالغ مالية. إلى جانب ذلك، اتُّهم مور، الذي يواجه عقوبة بالسجن لعقود، بتزويد الأطفال بمحلول ملحي بناءً على طلب آبائهم للإيهام بأنّهم تلقّوا لقاحاً يقيهم من فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) الذي أرّق العالم منذ أوائل عام 2020، علماً أنّه رُصد للمرّة الأولى في الصين في أواخر عام 2019. Thank you AG Pam Bondi for dropping the WRONGFUL charges against Dr. Kirk Moore! @Moore22K is a hero who refused to inject his patients with a government mandated unsafe vaccine!. We can never again allow our government to turn tyrannical under our watch. Thankfully, as soon… — Rep. Marjorie Taylor Greene🇺🇸 (@RepMTG) July 12, 2025 وانطلقت محاكمة مور، هذا الأسبوع، في محكمة فيدرالية بمدينة سولت ليك سيتي في ولاية يوتا الأميركية. ويوم الثلاثاء الماضي، صرّحت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين المحسوبة على اليمين المتطرّف والمؤيدة للرئيس ترامب شخصياً، بأنّها طالبت بوندي بإسقاط التهم الموجّهة إلى مور. وكتبت بوندي، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، أنّ "الدكتور مور منح مرضاه خياراً عندما رفضت الحكومة الفيدرالية القيام بذلك". وأضافت أنّه "لم يكن يستحق سنوات السجن التي كان يواجهها"، مؤكدةً أنّ "هذا الأمر ينتهي اليوم (أمس السبت)". At my direction @TheJusticeDept has dismissed charges against Dr. Kirk Moore. Dr. Moore gave his patients a choice when the federal government refused to do so. He did not deserve the years in prison he was facing. It ends today. — Attorney General Pamela Bondi (@AGPamBondi) July 12, 2025 وأصدرت وزيرة العدل في إدارة ترامب قرارها في الوقت الذي تواجه فيه انتقادات من ناشطين يمينيّين بسبب طريقة تعاملها مع التحقيق في قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين. وقد شكرت بوندي النائبة غرين وعضو مجلس الشيوخ اليميني المتشدّد مايك لي، لدعوتهما إلى إسقاط التهم الموجّهة إلى مور. وكانت أزمة كورونا الوبائية قد أحدثت انقساماً سياسياً حاداً في الولايات المتحدة الأميركية بين مؤيّدي الإغلاق وحملات التطعيم ضدّ كوفيد-19، وبين الذين عدّوا هذه الإجراءات مقيّدة للحرية، مع العلم أنّ هذه الإجراءات اعتمدت على الصعيد العالمي، بعدما اجتاح الفيروس المستجدّ ثمّ متحوّراته الكرة الأرضية بمعظمها. صحة التحديثات الحية انطلاق مراجعة اللقاحات وعمليات التطعيم بأوامر من إدارة ترامب وبعد تولّي ترامب ولايته الرئاسية الثانية، هو الذي تلقّى بدوره لقاحاً مضاداً لكوفيد-19، عمد إلى تعيين روبرت كينيدي جونيور وزيراً للصحة في إدارته، وأطلق الأخير "عملية إصلاح شامل" لسياسة اللقاحات الأميركية. يُذكر أنّ كينيدي كان قد كتب، في تدوينة نشرها على موقع إكس في شهر إبريل/ نيسان الماضي، أنّ مور "يستحقّ وساماً لشجاعته" وكذلك لـ"التزامه بالمداواة". وفي نهاية شهر مايو/ أيار التالي، أعلن وزير الصحة أنّ السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية لن توصي بعد الآن بتطعيم الأطفال والنساء الحوامل ضدّ كوفيد-19. Dr Moore deserves a medal for his courage and his commitment to healing ! — Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) April 28, 2025 تجدر الإشارة إلى أنّ كينيدي، صديق ترامب، عمد في مناسبات عدّة إلى نشر معلومات مضلّلة حول اللقاحات عموماً، من بينها لقاح الحصبة، في حين تواجه الولايات المتحدة أسوأ وباء حصبة تشهده منذ 30 عاماً. وفي أوائل يونيو/ حزيران الماضي، أقال وزير الصحة جميع الخبراء الأعضاء في لجنة استشارية خاصة باللقاحات والتحصين، البالغ عددهم 14 خبيراً، بدعوى "تضارب المصالح"، ثمّ عيّن ثمانية آخرين بدلاً منهم، من بينهم الخبير الأميركي روبرت مالون المعروف بنشر معلومات كاذبة في خلال أزمة كورونا. (فرانس برس، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store