logo
منظم مناخ العالم.. "تيار الأطلسي" لن ينهار بشكل كبير بسبب الاحتباس الحراري

منظم مناخ العالم.. "تيار الأطلسي" لن ينهار بشكل كبير بسبب الاحتباس الحراري

الشرق السعودية٢٩-٠٥-٢٠٢٥

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن نظام التيارات المحيطية المعروف باسم "الدوران الانقلابي لخط الطول الأطلسي" (AMOC)، الذي ينقل الحرارة من نصف الكرة الجنوبي إلى الشمالي، وينظم المناخ العالمي، من غير المرجح أن ينهار بشكل كبير بسبب تغير المناخ، عكس بعض التوقعات السابقة.
وبينما تؤكد النماذج المناخية الحالية أن الاحتباس الحراري سيضعف التيار، تشير الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) إلى أن هذا الضعف سيكون محدوداً نسبياً.
يؤثر التغير المناخي على تيار الأطلسي بشكل مباشر من خلال ذوبان الجليد في جرينلاند، والقارة القطبية الجنوبية، حيث يضخ كميات هائلة من المياه العذبة الباردة إلى شمال المحيط الأطلسي، ما يقلل من ملوحة وكثافة المياه السطحية، ويضعف عملية الغوص العميق للمياه التي تشكل المحرك الرئيسي للتيار.
ارتفاع درجة حرارة المحيطات
كما أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يقلل من التباين الحراري بين المناطق الاستوائية والقطبية الذي يُعتبر القوة الدافعة للتيار، بالإضافة إلى ذلك فإن التغيرات في أنماط الرياح، وتوزيع الأمطار الناتجة عن الاحتباس الحراري تؤثر على ديناميكية التيار.
وسجلت القياسات الحديثة بالفعل ضعفاً في التيار بنسبة 15% منذ منتصف القرن العشرين، وتشير النماذج المناخية إلى أن استمرار الانبعاثات الكربونية بمعدلاتها الحالية قد يؤدي إلى مزيد من الضعف، مع احتمالية وصول التيار إلى نقطة التحول الحرجة التي قد تسبب انهياره الكامل، ما سيكون له عواقب كارثية على المناخ العالمي.
وأشارت الدراسة إلى أن الانخفاض سيحدث بشكل تدريجي في قوة وسرعة تدفق تيار الأطلسي مقارنة بحالته الراهنة.
وقال الباحثون إن تيار الأطلسي سيضعف بنسبة تتراوح بين 18% و43% بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، وهي نسبة أقل بكثير من بعض التقديرات السابقة.
جاءت هذه التقديرات كتعديل مهم للتوقعات المناخية السابقة التي كانت تتوقع ضعفاً شديداً يتراوح بين 50% و60%، أو حتى انهياراً كاملاً (100%)، ما يشير إلى أن التيار سيحافظ على أكثر من نصف قوته حتى نهاية القرن.
مرونة غير متوقعة
ويُظهر هذا الفرق الجوهري بين مفهومَي "الضَّعف" الذي يعني استمرار عمل التيار بكفاءة مخفضة وبين "الانهيار" الذي يعني توقفاً تاماً مع عواقب كارثية.
وأظهرت الدراسة مرونة غير متوقعة لنظام التيار المحيطي، حيث تبعد نقطة التحول لانهياره أكثر مما اعتُقد سابقاً، مؤكدة أن تأثيرات التغير المناخي ستكون تدريجية.
وذكرت الدراسة أن هذا الضعف المحدود سيُترجم إلى تغيرات مناخية أقل حدة في أوروبا وشمال أميركا، مع استقرار نسبي في الأنماط المطرية الاستوائية، وارتفاع بحري معتدل على السواحل الشرقية لأميركا، ما يخفف من سيناريوهات الكارثة المناخية السابقة، دون أن يلغي تماماً مخاطر الضعف التدريجي الذي سيظل مؤثراً على المناخ العالمي.
يعتمد هذا الاستنتاج على نموذج فيزيائي مبسط طوَّره الباحثون يأخذ في الاعتبار العلاقة بين اختلافات الكثافة وعمق التيار، بالإضافة إلى بيانات رصدية حقيقية تم جمعها على مدى 20 عاماً عبر شبكات مراقبة المحيط.
تنبؤات النماذج المناخية
ووجد الفريق البحثي أن النماذج المناخية التي تحاكي تياراً أعمق في الوقت الحالي تميل إلى التنبؤ بضعف أكبر في المستقبل؛ لأن التغيرات في درجة حرارة السطح، وملوحة المياه تؤثر على طبقات أعمق. في المقابل، فإن النماذج التي تفترض تياراً ضحلاً تُظهر مقاومة أكبر.
والدوران الانقلابي لخط الطول الأطلسي هو نظام معقد من التيارات المحيطية، يعمل كمحرك رئيسي للمناخ العالمي.
ويعمل النظام كحزام ناقل ضخم ينقل المياه الدافئة من المناطق الاستوائية نحو الشمال عبر سطح المحيط الأطلسي، بينما ينقل المياه الباردة والمالحة نحو الجنوب في الأعماق.
وتنقل هذه العملية الحيوية كميات هائلة من الحرارة، تؤثر بشكل مباشر على أنماط الطقس في مختلف أنحاء العالم.
يتكون ذلك النظام من عدة مكونات رئيسية: في الجزء السطحي، تحمل التيارات مثل تيار الخليج الدفء من المناطق الاستوائية نحو شمال المحيط الأطلسي. وعندما تصل هذه المياه الدافئة إلى مناطق خطوط العرض العليا بالقرب من جرينلاند وشمال أوروبا فإنها تبرد وتصبح أكثر كثافة، ما يجعلها تغوص إلى الأعماق ثم تبدأ رحلة العودة جنوباً عبر أعماق المحيط في دورة مكتملة عندما تعود إلى السطح في مناطق أخرى من العالم.
تأثيرات مناخية بعيدة المدى
ولهذا التيار تأثيرات مناخية بعيدة المدى، فهو المسؤول عن المناخ المعتدل نسبياً في شمال غرب أوروبا، حيث إن الحرارة التي ينقلها تعمل على تدفئة المنطقة، بمقدار يترواح بين 5 و10 درجات مئوية مقارنة بما سيكون عليه الحال بدون هذا التيار.
كما أن له تأثيرات مهمة على أنظمة الرياح الموسمية في إفريقيا والهند، حيث يؤثر على توزيع الأمطار الموسمية التي يعتمد عليها الملايين في زراعتهم وحياتهم اليومية.
وأشارت الدراسات التاريخية، من خلال تحليل الرواسب البحرية وغيرها من السجلات الطبيعية، إلى أن هذا التيار شهد تقلبات كبيرة في الماضي الجيولوجي.
ومن بين أشهر هذه التقلبات حدث خلال العصر الجليدي الأخير، عندما أدى ضعف التيار إلى تغيرات مناخية مفاجئة في شمال الأطلسي. واليوم، تشير القياسات المباشرة التي بدأت بشكل منهجي منذ عام 2004 إلى أن التيار قد ضَعف بنحو 15% خلال القرن الماضي، مع تسارعه في العقود الأخيرة.
ويُعتبر فهم ديناميكيات وطبيعة هذا التيار تحدياً علمياً كبيراً بسبب تعقيد التفاعلات بين درجة الحرارة والملوحة والرياح والتيارات الأخرى.
وتحاول النماذج المناخية الحديثة محاكاة هذه التفاعلات، ولكنها تُظهر اختلافات كبيرة في توقعاتها لمستقبل التيار.
وتشير بعض النماذج إلى إمكانية حدوث انهيار كامل للتيار في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري الشديدة، بينما تتنبأ أخرى بضعف تدريجي أكثر اعتدالاً.
التغيرات المستقبلية
وأشارت النتائج إلى أن عدم اليقين السابق في توقعات ضعف الدوران الانقلابي لخط الطول الأطلسي نابع جزئياً من تحيزات في نمذجة التدرج الكثافي للمحيطات في النماذج المناخية الحالية.
على الرغم من أن السجلات المناخية القديمة، مثل رواسب المحيطات، تُظهر أن التيار تعرَّض لضعف كبير في الماضي -كما حدث خلال الحد الأقصى الجليدي الأخير قبل 20 ألف عام- إلا أن الدراسة الجديدة تشير إلى أن التغيرات المستقبلية ستكون أقل حدة.
وسيكون لانهيار تيار الدوران الانقلابي لخط الطول الأطلسي تداعيات مناخية، وبيئية كارثية على نطاق عالمي، حيث سيؤدي إلى اضطراب حاد في أنماط الطقس عبر القارات، مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في شمال غرب أوروبا قد يصل إلى 10 درجات مئوية في بعض المناطق، مما يحول مناخها إلى شبه قطبي.
بينما سترتفع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في المناطق الاستوائية، مع تغيرات جذرية في أنظمة الرياح الموسمية في إفريقيا وجنوب آسيا، ما يهدد الأمن الغذائي لمئات الملايين.
كما سيسبب انهيار ذلك التيار في ارتفاع غير متكافئ في مستويات سطح البحر يصل إلى متر واحد على طول السواحل الشرقية لأميركا الشمالية مع زيادة كبيرة في وتيرة وشدة العواصف والأعاصير، بالإضافة إلى اضطراب النظم البيئية البحرية بسبب التغيرات في توزيع المغذيات ودرجات حرارة المياه، ما سيؤدي إلى انهيار مصايد الأسماك الرئيسية، وتأثيرات متتالية على السلسلة الغذائية البحرية العالمية، وكل ذلك سيكون مصحوباً باضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية غير مسبوقة نتيجة لهذه الصدمة المناخية المفاجئة.
ومع ذلك، حذَّر الباحثون من أن حتى الضعف المحدود قد يؤثر على أنماط الطقس، مثل تبريد شمال أوروبا أو تغير أنماط الرياح الموسمية في إفريقيا والهند.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثون يطورون أسلوباً جديداً لاختراق الحواسيب المعزولة عن الإنترنت
باحثون يطورون أسلوباً جديداً لاختراق الحواسيب المعزولة عن الإنترنت

الشرق السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق السعودية

باحثون يطورون أسلوباً جديداً لاختراق الحواسيب المعزولة عن الإنترنت

كشف فريق من الباحثين عن وسيلة اختراق غير تقليدية تستهدف أنظمة الحواسيب المعزولة عن الشبكات air-gapped، عبر الساعات الذكية التي تلتقط بيانات حساسة تُرسل عبر إشارات فوق صوتية لا يُمكن سماعها. الثغرة الجديدة التي تحمل اسم SmartAttack تمثل تهديداً أمنياً لواحدة من أكثر وسائل الحماية الرقمية اعتماداً في المؤسسات الحساسة وهي الحواسيب المعزولة بشكل كامل عن شبكة الإنترنت. وفي دراسة قُبلت للنشر في مؤتمر IEEE COMPSAC 2025، أوضح الباحثون بقيادة موردخاي جوري، أن هذه الطريقة تستغل الميكروفونات المدمجة في الساعات الذكية لاستقبال إشارات فوق صوتية يتم بثها من مكبرات الصوت الخاصة بالحواسيب المعزولة، وذلك بعد تثبيت برمجية خبيثة على متنها. أسلوب غير تقليدي وتعمل البرمجية الخبيثة المثبتة مسبقاً على هذه الحواسيب، على إرسال البيانات بشكل مشفّر عبر هذه الإشارات فوق الصوتية باستخدام تقنية تُعرف باسم "تبديل التردد الثنائي" (Binary Frequency Shift Keying - B-FSK)، حيث يمثل تردد 18.5 كيلوهرتز القيمة "0"، في حين يمثل تردد 19.5 كيلوهرتز القيمة "1". تُرسل هذه الإشارات لاسلكياً على هيئة موجات فوق صوتية غير مسموعة، وتلتقطها ميكروفونات الساعات الذكية القريبة، سواء كانت هذه الأجهزة مزروعة عمداً من قبل جهة معادية أو تم اختراقها مسبقاً. وتقوم تطبيقات خاصة على الساعة بتحليل هذه الترددات وتحويلها إلى بيانات رقمية مفهومة، والتي يمكن لاحقاً إرسالها إلى الخارج باستخدام الاتصال اللاسلكي مثل الواي فاي، البلوتوث أو الشبكة الخلوية، بعد مغادرة مرتدي الساعة للمنشأة الحساسة. ويشير الباحثون إلى أن نقطة البداية لهذا الهجوم تعتمد غالباً على تهديد داخلي، مثل موظف ناقم، أو حاسوب تم اختراقه ضمن سلسلة التوريد، مما يسهل زرع البرمجية الخبيثة على الجهاز المستهدف. وبعد تثبيت البرمجية، لا تعتمد على الشبكات التقليدية، بل توظف المكونات الفيزيائية للجهاز – وتحديداً مكبر الصوت – كقناة لنقل البيانات. حدود التطبيق ورغم براعة التقنية، إلا أن لها حدوداً عملية، أبرزها أن ميكروفونات الساعات الذكية أصغر حجماً وأقل حساسية من تلك الموجودة في الهواتف الذكية، ما يجعل استقبال الإشارات أضعف وأكثر عرضة للتشويش، خصوصاً في حالات الترددات العالية أو انخفاض شدة الإشارة، كما أن فعالية الاستقبال تعتمد بشكل كبير على موضع الساعة واتجاهها بالنسبة لمصدر الصوت، حيث تكون النتائج أفضل عند وجود خط رؤية مباشر بين الساعة ومكبر الصوت. أما فيما يتعلق بمدى الإرسال، فقد حُدِّد بين 6 إلى 9 أمتار، بينما تتراوح سرعة نقل البيانات بين 5 إلى 50 بت في الثانية، وهي سرعة بطيئة للغاية تجعل من عملية تسريب كميات كبيرة من البيانات مهمة طويلة ومجهدة. مع ذلك، فإن خطورة هذه التقنية تكمن في إثبات أن الحواسيب المعزولة ليست منيعة كما يُعتقد، وأن التهديدات قد تأتي من قنوات غير تقليدية. وقد سبق لجوري أن قدم دراسات مشابهة أظهرت إمكانية تسريب البيانات من الأجهزة المعزولة عبر وسائل متعددة مثل إشارات الضوء من شاشات LCD، وتقلبات البيانات داخل الذاكرة العشوائية RAM، ومؤشرات إضاءة بطاقات الشبكة، والإشعاع الكهرومغناطيسي من كابلات USB وSATA، بل وحتى من خلال وحدات تزويد الطاقة. ويرى الباحثون، أن هذا النوع من الهجمات، رغم صعوبته النظرية والعملية، يمثل إنذاراً مبكراً لصناع القرار والخبراء في أمن المعلومات. كما أوصوا باتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية، أبرزها حظر دخول الساعات الذكية إلى المرافق الحساسة، أو إزالة مكبرات الصوت من الحواسيب المعزولة، حيث تمثل المصدر الرئيسي للإشارات. وفي حال عدم إمكانية تنفيذ تلك الإجراءات، يمكن استخدام تقنيات أكثر تعقيداً، مثل التشويش فوق الصوتي، والذي يعتمد على إصدار ضوضاء شاملة تُربك الإشارة الأصلية، إلى جانب تطوير جدران حماية برمجية قادرة على رصد أي نشاط غير معتاد لمكبرات الصوت، وكذلك فرض حواجز مادية تمنع انتقال الصوت.

العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة
العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة

الرياض

timeمنذ 4 أيام

  • الرياض

العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة

كشفت دراسة علمية حديثة أن المداومة على العلاقات الاجتماعية النشطة تقلل الشيخوخة البيولوجية واحتمالات الوفاة. وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Journal of the American Geriatrics Society، أكد فريق من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاما ممن يظلون منخرطين اجتماعيا تتراجع لديهم الشيخوخة البيولوجية، وتقل مخاطر وفاتهم. وفي حين أن عمر الشخص في الأساس يقاس زمنيا حسب سنوات حياته، فإن قياس العمر البيولوجي يتوقف على درجة تلف الخلايا والأنسجة والأعضاء بمرور الزمن. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة شملت حوالي 230 شخصا مسنا بعد إجراء سلسلة من التحاليل الطبية وملء استبيانات لاستيضاح أنماط حياتهم. وبعد أربع سنوات من متابعة الحالة الصحية للمتطوعين في الدراسة، تبين أن الانخراط في الحياة الاجتماعية يقلل احتمالات الوفاة بنسبة 42 %، وأن الأنشطة مثل الأعمال الخيرية والمشاركة في تريبة الأحفاد والانخراط في الأنشطة الرياضية والاجتماعية بالنوادي تقلل من احتمالات الوفاة.

علماء: 2025 يسجل ثاني أكثر شهور مايو سخونة على الإطلاق
علماء: 2025 يسجل ثاني أكثر شهور مايو سخونة على الإطلاق

الشرق السعودية

timeمنذ 5 أيام

  • الشرق السعودية

علماء: 2025 يسجل ثاني أكثر شهور مايو سخونة على الإطلاق

قال علماء في خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إن العالم شهد هذا العام تسجيل ثاني أكثر شهور مايو سخونة على الإطلاق منذ بدء السجلات، إذ أدى فيه تغير المناخ إلى موجة حر تخطت المعدلات القياسية في جزيرة جرينلاند. وذكرت الخدمة في نشرتها الشهرية، أن الشهر الماضي كان "ثاني أكثر شهر مايو دفئاً على الإطلاق على الكوكب ولم يتجاوزه إلا مايو 2024". وأضافت أن شهر مايو كان "متمماً لثاني أكثر فصل ربيع سخونة على الإطلاق في نصف الكرة الشمالي"، موضحاً أن درجات حرارة سطح الأرض في الشهر الماضي جاءت أعلى بمتوسط 1.4 درجة مئوية عن فترة ما قبل الصناعة بين عاميْ 1850 و1900، عندما بدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق كبير لأغراض الصناعة. وأدى ذلك إلى كسر موجة ارتفاع حرارة غير معتادة، إذ تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمي في 21 شهراً من أصل 22 شهراً، انقضت 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، لكن العلماء أشاروا إلى أن هذا من غير المرجح أن يستمر. وقال كارلو بونتيمبو مدير خدمة "كوبرنيكوس": "ربما يقدم هذا راحة قصيرة للكوكب، لكننا نتوقع تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية مرة أخرى في المستقبل القريب بسبب استمرار ارتفاع درجة حرارة نظام المناخ". والسبب الرئيسي لتغير المناخ هو انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري. وجاء العام الماضي الأكثر حرارة على الإطلاق على كوكب الأرض. وتوصلت دراسة منفصلة نشرتها مجموعة "ورلد ويذر أتريبيوشن"، التي تضم علماء في مجال المناخ، الأربعاء، إلى أن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري تسبب في موجة حر كسرت الأرقام القياسية في أيسلندا وجرينلاند الشهر الماضي بنحو ثلاث درجات مئوية أعلى مما تكون عليه عادة، مما ساهم في ذوبان إضافي ضخم للغطاء الجليدي في جرينلاند.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store