
الاحتلال يرتكب مجزرة دموية جديدة بحق طالبي المساعدات في رفح
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مجزرة دموية جديدة في قطاع غزة، استهدفت الفلسطينيين المتجمهرين للحصول على المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، قرب موقع لتوزيع مساعدات أمريكية غرب مدينة رفح جنوبي القطاع.
وتوجه آلاف المواطنين فجر اليوم إلى نقطة المساعدات التي يديرها الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع جهات أمريكية في حي تل السلطان برفح، وسرعان ما أطلقت طائرات مسيّرة من نوع 'كوادكابتر' النار صوبهم، قبل أن يستهدفهم الاحتلال بقذائف مدفعية، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح.
وأكد شهود عيان أن جنود جيش الاحتلال أطلقوا النار، بمشاركة طائرات مسيّرة من طراز 'كوادكابتر'، على جموع المواطنين الذين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات من الموقع الأمريكي الواقع غرب رفح.
وأشار الشهود إلى أن عناصر يرتدون زيًا أمنيًا تابعًا للشركة الأمريكية المكلّفة بتأمين المساعدات، شاركوا إلى جانب قوات الاحتلال في إطلاق النار، ما يكشف عن تورّط مباشر للولايات المتحدة في الجريمة، ليس فقط عبر الدعم السياسي والعسكري، بل من خلال شركائها الميدانيين على الأرض.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تروّج فيه الإدارة الأمريكية لما تصفه بـ'جهود تقديم المساعدات'، إلا أن هذه المساعدات تحوّلت اليوم إلى غطاء لارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين الجوعى.
لا أستطيع وصف هذا المشهد… المعاناة مستمرة، ما بين قتلٍ بلا رحمة وتجويعٍ بلا نهاية. #غزة #مجزرة pic.twitter.com/0RduglAEor
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) June 1, 2025
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ الجريمة الجديدة تمثّل دليلاً إضافيًا على مضيّ الاحتلال في تنفيذ خطة ممنهجة للإبادة الجماعية عبر سياسة التجويع. وأوضح، في بيان له، أن عدد الشهداء في مواقع توزيع المساعدات بلغ 39 شهيدًا وأكثر من 220 مصابًا خلال أقل من أسبوع.
وأضاف البيان أن الاحتلال حوّل مواقع توزيع المساعدات من نقاط للإغاثة الإنسانية إلى مصائد للقتل الجماعي، مشددًا على أن ما يجري هو استخدام ممنهج للمساعدات كأداة حرب وابتزاز ضد المدنيين الجوعى.
وأشار إلى أن الاحتلال، عبر سياسة تجويع متعمّدة تمهّد للتهجير القسري، وفق ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة، دفع نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى حافة المجاعة، بعد أن أبقى المعابر مغلقة أمام المساعدات الإنسانية، وخصوصًا الغذائية، لأكثر من 90 يومًا.
وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات عبر ما تُعرف بـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، وهي جهة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى 'المناطق العازلة' جنوب غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، إذ توقفت عمليات التوزيع مرارًا بسبب تدفق أعداد هائلة من المدنيين الجياع، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار على المتجمعين، وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى. كما أن الكميات الموزعة وُصفت بأنها شحيحة، ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات مئات الآلاف من الجياع في القطاع.
حركة حماس تحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية مسؤولية المجزرة
حملت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة في مواقع توزيع المساعدات، وعن استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب ضد الشعب الفلسطيني.
وأدانت الحركة، في بيان، المجزرة الوحشية التي ارتكبها 'جيش الاحتلال الفاشي' باستهدافه آلاف المواطنين الذين توجهوا إلى أحد مراكز توزيع المساعدات، وفق آلية حددها الاحتلال غرب مدينة رفح، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 35 مواطنًا، وإصابة أكثر من 150 آخرين بجراح متفاوتة.
وأكدت أن 'هذه المجزرة تؤكد الطبيعة الفاشية للاحتلال وأهدافه الإجرامية من وراء هذه الآلية، حيث يستخدم المراكز الخاضعة لسيطرته كمصائد لاستدراج المدنيين الجوعى، ويمارس أبشع صور القتل والإذلال بحقهم'.
وأضافت الحركة: 'لقد توجه آلاف المواطنين، فجر اليوم، إلى منطقة توزيع المساعدات، استجابة لدعوة صادرة عن جيش الاحتلال، رغم ما يعانونه من حرب إبادة وتجويع غير مسبوقة، قبل أن يطلق عليهم النار بوحشية، في تأكيد صارخ على النية المبيّتة لارتكاب هذه الجريمة'.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، باتخاذ قرارات عاجلة وملزمة تُجبر الاحتلال على وقف هذه الآلية الدموية، وفتح معابر قطاع غزة فورًا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الأممية المعتمدة.
كما دعت إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، تدخل قطاع غزة للتحقيق في هذه الجرائم الممنهجة بحق المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عنها كمجرمي حرب.
وحثّت الدول العربية والإسلامية على التحرّك العاجل لإغاثة سكان القطاع، والضغط لوقف حرب الإبادة الوحشية، وكسر الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط.
أطباء بلا حدود: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة للتطهير العرقي
أكدت منظمة 'أطباء بلا حدود' أن 'البداية الكارثية لتوزيع المساعدات الغذائية تثبت فشل الخطة الأميركية – الإسرائيلية، وتؤكد أن إسرائيل تستخدم المساعدات كوسيلة لتهجير السكان قسرًا، ضمن ما يبدو أنه إستراتيجية للتطهير العرقي'.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم، بحق المواطنين أثناء توجههم إلى نقطة توزيع المساعدات في منطقة المواصي برفح، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 30 مواطنًا، وإصابة 150 آخرين.
وأشارت المنظمة إلى أن إسرائيل تمارس منذ أكثر من 19 شهرًا سياسات تنتهك أبسط مبادئ الإنسانية في غزة، وتتبنى نهجًا خطيرًا في توزيع المساعدات عبر توجيهها إلى مناطق محددة يتم فيها حشد المدنيين عمدًا.
وأوضحت أن النظام الإنساني في غزة يوشك على الانهيار بسبب القيود الإسرائيلية الصارمة، التي سمحت بدخول أعداد ضئيلة من شاحنات المساعدات، مشددة على أن استغلال المساعدات كسلاح قد يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.
المرصد الأورومتوسطي: مجزرة اليوم هي الأكبر منذ فرض آلية توزيع المساعدات
من جانبه، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والجاد لإجبار إسرائيل على وقف العمل بآليتها غير الإنسانية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، وذلك عقب المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 220 مدنيًا صباح اليوم، نتيجة إطلاق نار مباشر قرب إحدى نقاط المساعدات المدعومة أمريكيًا جنوب رفح.
وقال المرصد، في بيان صحافي، إن فريقه الميداني وثق قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار باتجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا فجر الأحد 1 يونيو/حزيران 2025، في حي تل السلطان غرب رفح، قرب نقطة مساعدات أقامها الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد نحو 30 مدنيًا – بينهم امرأتان – في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، إلى جانب إصابة أكثر من 200 آخرين، وسط فقدان عدد غير محدد من الأشخاص، في ظل تدهور بالغ في النظام الصحي بفعل الحصار واستهداف المنظومة الطبية.
وأشار المرصد إلى أن الجيش الإسرائيلي والمنظمة الأميركية الشريكة له، وجّها الفلسطينيين إلى نقطة توزيع المساعدات وطلبا منهم الانتظار حتى الساعة السادسة صباحًا للمرور عبر بوابات التفتيش، قبل أن تُفتح النيران عليهم من طائرات 'كوادكابتر' المسيّرة، وتُستكمل بقصف مدفعي مباشر، بالإضافة إلى إطلاق عناصر الشركة الأميركية قنابل الغاز على الجموع، ما أدى إلى سقوط ضحايا وحدوث تدافع كبير للفرار من الموت.
وبحسب شهود عيان قابلهم فريق المرصد، فإن المنظمة الأميركية تحضر كميات محدودة من الطرود الإغاثية، وتستدعي عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق التوزيع الخطرة، حيث يتعرضون لإطلاق النار والقذائف، فيما يتنازع من ينجو منهم على كمية ضئيلة من المساعدات لا تكفي إلا لأعداد محدودة جدًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
حتى لو هُزِمت المقاومة في فلسطين…إسرائيل لن تنتصر! (2)
"نهاية الفصل العنصري كانت شهادة على إمكانية النصر من خلال الإيمان بالعدالة، والصبر، والإصرار على المساواة". – الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع تزايد التأييد الدولي لحل الدولتين، وتعاظم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وصل عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين حتى أيار/مايو 2025 إلى 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة. وقد انضمت إلى هذا المسار دولٌ ذات ثقل دبلوماسي، مثل إسبانيا، النرويج، أيرلندا، سلوفينيا، أرمينيا، جزر الباهاماس، جامايكا، ترينيداد وتوباغو، بربادوس، وكولومبيا، وكلها اتخذت قرارها بعد حرب غزة. كما أعربت دول أخرى، بينها فرنسا، المملكة المتحدة، ومالطا، عن نيتها اللحاق بهذا التوجه. لكن، ورغم هذا الزخم، لا تزال بعض الدول الكبرى ترفض الاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة مستقلة، وفي مقدمتها: الولايات المتحدة، كندا، اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، نيوزيلندا، سويسرا، ودول عدة من الاتحاد الأوروبي. الولايات المتحدة… محور المعادلة يبقى الموقف الأميركي حجر الأساس في كل ما يتعلّق بمستقبل الصراع. ففي ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى، بدت واشنطن وكأنها تمنح إسرائيل "شيكًا على بياض": • اعتراف رسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل. • شرعنة ضم الجولان المحتل. • الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. • فرض عقوبات قاسية على طهران. • اغتيال قاسم سليماني، أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين. لكنّ ولاية ترامب الثانية جاءت مخالفة للتوقعات. ففي 7 نيسان/أبريل 2025، استقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وأعلن بشكل مفاجئ بدء محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكدًا أن لقاءً "كبيرًا جدًا" سيُعقد بعد أيام. وتوالت المؤشرات على تباين المواقف بين الجانبين، إذ سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية أن ترامب قال لنتنياهو في مكالمة لاحقة: "أريد حلًا دبلوماسيًا مع الإيرانيين… وأؤمن بقدرتي على إبرام صفقة جيدة". ورغم نفي مكتب نتنياهو لوجود خلاف، أكد ترامب بنفسه حصول المكالمة، وتشديده على التزامه بمسار التفاوض مع طهران، ورفضه لأي عمل عسكري إسرائيلي ضدها. وفي أوائل أيار/مايو، وقبيل أول جولة لترامب في الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية، اتخذت واشنطن سلسلة خطوات فُسّرت على أنها ابتعاد عن المزاج الإسرائيلي: • وقف الحملة الجوية في اليمن، رغم تهديدات الحوثيين لإسرائيل. • تفاوض مباشر مع "حماس" لتأمين الإفراج عن الجندي الأميركي - الإسرائيلي إيدان ألكسندر. • زيارة إلى السعودية استُثنيت منها إسرائيل. • إعلان إنهاء العقوبات على سوريا. • عرض صريح على إيران بفتح صفحة جديدة إذا أُنجز الاتفاق النووي. كل هذه التحركات ترافقت مع فتور متزايد في العلاقة مع نتنياهو، الذي بات يرى في توجهات ترامب خطرًا على أجندته. أوروبا… الرأي العام يسبق الحكومات في الدول الأوروبية الكبرى، كشفت استطلاعات الرأي (لا سيما في فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) عن تنامي تعاطف لافت مع الفلسطينيين، خصوصًا بين فئة الشباب. شارك مئات الآلاف في مظاهرات ضخمة مؤيدة لغزة، طالبت برفع الحصار ومحاسبة إسرائيل على جرائمها. وازدادت الدعوات في الأوساط البرلمانية والسياسية إلى: • تجميد صفقات الأسلحة مع إسرائيل. • مراجعة اتفاقات التعاون العسكري والتجاري. • دعم المساءلة أمام المحكمة الجنائية الدولية. أصبحت مفاهيم مثل العدالة الدولية وحقوق الإنسان جزءًا أساسيًا من الخطاب الرسمي لبعض الحكومات والأحزاب، لا سيما اليسار والخضر. وفي دول مثل النرويج، إسبانيا، وأيرلندا، استُدعي سفراء إسرائيل، ودُعمت مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين. ورغم أن هذه التحولات ليست جذرية بعد، فإنها تراكمية، تُعمّق الفجوة بين المواقف الرسمية والرأي العام، وتؤسس تدريجيًا لتحوّل في السياسة الخارجية الأوروبية تجاه إسرائيل. داخل إسرائيل… تشققات في الهيكل قد يكون الخلاف داخل الكيان المحتل أحد العوامل المؤثرة، إذ تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة من الداخل، سواء من شخصيات سياسية وعسكرية أو من الشارع الإسرائيلي، تطالب بإنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى حلول سياسية. هذه التحركات تعكس تغيرًا في المزاج العام داخل إسرائيل تجاه استمرار العمليات العسكرية في القطاع خاصة واتجاه مستقبل إسرائيل. مع اتهام عدد لا بأس به من أركان الدولة الصهيونية ومعارضي بنيامين نتنياهو كمثل رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك الذي حذر من أن استمرار الحرب سيقود إسرائيل نحو "الهاوية"، مشيرًا إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ومستقبل الدولة في خطر. وأكد أن نتنياهو هو المسؤول عن دفع البلاد إلى هذا الوضع الخطير. أما رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت فقد ذهب أبعد من ذلك بوصف العمليات العسكرية في غزة بأنها "حرب تدمير" و"قتل عشوائي للمدنيين"، معتبرًا أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، كما وصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة بلطجية"، محذرًا من تدهور صورة إسرائيل دوليًا وداعيًا إلى وقف الحرب قبل فوات الأوان. أما نائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، يائير غولان، فقد صرح بأن إسرائيل "تتجه لتُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أن "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية". أما وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، فقد أدلى بتصريحات مشابهة، منتقدًا طريقة تعامل الحكومة مع الحرب، معبرًا عن إدانته لها وفق قاعدة أخلاقية ترتكز ان قتل المدنيين العزّل والأطفال "يُفقد إسرائيل روحها والمبادئ الأخلاقية التي قامت عليها" وفق قوله. الانقسام الداخلي في إسرائيل عامل مؤثر على استقرار تلك الدولة وعلى حاضرها والأهم على مستقبلها. فالانقسام في جنوب أفريقيا ساهم مساهمة فاعلة في سقوط دولة الفصل العنصري. وجنوح المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين ثم إلى اليمين الأكثر تطرفًا، يضع المجتمع هناك أمام انقسامات حادة قد تؤدي إلى صدامات لن تكون بأي شكل من الأشكال لمصلحة الاحتلال، والفصل العنصري، ومشاريع الإبادة، والتهجير. لا تطبيع مع مشروع تهجيري قد يكون وقف إطلاق النار، أو حتى اتفاقات السلام، جزءًا من لغة السياسة. لكن التطبيع مع إسرائيل، كما أثبتت التجربة هو خيار مختلف تمامًا. لقد أدرك الجميع اليوم أنّه لا يمكن تطبيع العلاقات مع كيان يسعى إلى تهجير أهل غزة نحو مصر، وأهل الضفة نحو الأردن. فـ"اتفاقات أبراهام" لم تُقدّم شيئًا ملموسًا للقضية الفلسطينية، بل كشفت مدى عدوانية إسرائيل على المستوى العالمي. إنها دولة تمارس "البلطجة" باسم معاداة السامية، وتغتال أفرادًا من أبناء الطائفة اليهودية لتشتيت الأنظار عن مجازرها، وتُسخّر الإعلام، والمال، والاقتصاد، في خدمة خطاب التضليل. لا يمكن لكيان لا جذور له في الجغرافيا، ولا صلة له بالمحيط، أن ينجح في فرض تاريخ مزوّر على حساب أصحاب الأرض. وفي النهاية، تبقى المعادلة الأوضح: وما الصبر إلا صبر ساعة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ماذا يجري داخل "الجماعة الإسلامية" في لبنان؟
نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات الأمنية تقريراً جديداً سأل فيه عمَّا إذا كانت الجماعة الإسلامية في لبنان ستقطعُ علاقتها مع حركة "حماس". ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الجماعة تمثل شريحةً كبيرة من أهل السنة في البلاد، مشيراً إلى أنها "ثاتي أكبر حركة سياسية سنية في لبنان بعد تيار المُستقبل"، وأضاف: "يتنافس داخل الحركة تياران سياسيان، أحدهما موالٍ لتركيا وقطر، والآخر متحالف مع حزب الله ومحور المقاومة". وتابع: "لقد دعم حزب الله هذا التنافس وأذكاه من أجل تعزيز تحالفه مع حماس، خاصة بعد أن أدت الانتخابات الداخلية في الجماعة الإسلامية في آب 2021 إلى تعزيز المعسكر المؤيد للتحالف مع محور المقاومة وخاصة صلاح العاروري الذي قضت عليه إسرائيل في بيروت في بداية الحرب بين لبنان وإسرائيل وتحديداً مطلع العام 2024، علماً أنَّ العاروري هو من هندس الانتخابات الداخلية للجماعة الإسلامية وعزز التنسيق مع حزب الله". وأضاف: "يُقدَّر عدد عناصر قوات الفجر، الجناح العسكري لحركة الجماعة الإسلامية في لبنان، بنحو ألف عنصر، وخلال الحرب بين لبنان وإسرائيل، شارك عناصر قوات الفجر ضمن حركة حماس في أعمال عسكرية ضد إسرائيل، بتنسيق كامل مع حزب الله". واستكمل: "منذ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، قضت إسرائيل على 15 عنصراً من الجماعة الإسلامية/قوات الفجر، كان آخرهم الشيخ حسين عطوي، القيادي البارز، الذي اغتيل في 22 نيسان 2025 جنوب بيروت". وقال: "بينما تنبع الجماعة الإسلامية وحماس من جذور أيديولوجية واحدة، ويعمل الجناح العسكري للحركة، (قوات الفجر)، فعلياً تحت قيادة حماس العسكرية في لبنان، تشير التقارير الواردة من بيروت إلى تنامي الأصوات داخل الجماعة الإسلامية التي تحض على تغيير مسارها، وتدعو هذه الأصوات إلى إعادة تقييم علاقة الجماعة بحماس، بما في ذلك زيادة المسافة بينهما وإعادة تقييم تعاونهما". وتابع: "استناداً إلى التقارير الواردة من لبنان، فقد تزايد التوتر داخل الجماعة الإسلامية في أعقاب التصفيات الإسرائيلية لعناصر الجماعة الإسلامية/قوات الفجر، مما دفع بعض قيادات الحركة إلى الدعوة إلى التركيز على النشاط السياسي المحلي والداخلي داخل لبنان، وعدم المشاركة في النشاط العسكري لحماس في لبنان ضد إسرائيل". وذكر أن "الأصوات المطالبة بتغيير النهج تتعزز أيضاً في ضوء الضغوط السياسية والاجتماعية والأمنية داخل لبنان في إطار المطالبة بنزع سلاح المنظمات الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان"، وقال: "في هذه المرحلة، لا نستطيع أن نقدر مدى وزن وتأثير هذه الأصوات داخل الحركة، إن وجد، وما إذا كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى التغيير المطلوب من وجهة نظرهم والذي من شأنه أن يدفع الجماعة الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع حماس". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
اعتقالات واقتحامات وتصاعد اعتداءات المستوطنين
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون خلال اقتحامها مدينتي نابلس والخليل بالضفة الغربية، في حين تصاعدت اعتداءات المستوطنين في أعلى معدل منذ 20 عاما وفق الأمم المتحدة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اعتقلت 9 فلسطينيين بينهم أسرى محررون خلال اقتحامها لمدينة دورا جنوب الخليل. وأضافت أن قوات الاحتلال دهمت منازل المعتقلين وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، كما اقتحمت بلدات الظاهرية، والسموع، وبيت أمر، وعدة أحياء من مدينة الخليل. وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 3 سيدات وشابا من عائلة صنوبر بعد اقتحام منازلهم في زواتا غرب مدينة نابلس. كذلك دهمت عدة منازل خلال اقتحامها بلدة سالم شرق نابلس، وزواتا ومخيم العين غربي المدينة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت سالم وسط انتشار واسع ودهم لعدة منازل، في حين اقتحمت زواتا ودهمت منزلا. وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العين، وسط انتشار فرق المشاة ودهم منازل عدة. اعتداءات المستوطنين وفي سياق آخر، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 220 فلسطينيا أصيبوا على يد مستوطنين منذ بداية العام، في أعلى معدل منذ 20 عاما. وأضافت أن أكثر من 33 ألف فلسطيني لا يزالون نازحين وغير قادرين على العودة لمخيمات جنين ونور شمس وطولكرم. وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنا اعتدى فجر اليوم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواطنين وناشطين في عزبة أبو همام جنوب قرية المغير شمال شرق رام الله. وقبل أيام أحرق مستوطنون أرضا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع في منطقة سهل "مرج سيع" بين قريتي المغير وأبو فلاح، بحماية قوات الاحتلال. ويهاجم المستوطنون منطقة السهل باستمرار، ويحرقون أراضي المواطنين وممتلكاتهم ويخربونها، خاصة بعد إقامتهم بؤرة استيطانية في المنطقة مؤخرا. ونفذ المستوطنون خلال شهر نيسان الماضي 231 عملية تخريب وسرقة لممتلكات المواطنين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، وكذلك تسببت اعتداءات المستوطنين في اقتلاع 1168 شجرة زيتون، توزعت في محافظات: رام الله بـ530 شجرة، ونابلس بـ300، وسلفيت بـ298. وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.