logo
عمال جزائريون يتذكرون..أول اعتداء عنصري في ألمانيا بعد الحرب – DW – 2025/8/11

عمال جزائريون يتذكرون..أول اعتداء عنصري في ألمانيا بعد الحرب – DW – 2025/8/11

DW١١-٠٨-٢٠٢٥
أول حادثة عنصرية ضد مهاجرين في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، كان ضحاياها عمال جزائريون. وثقتها الشرطة الحادثة ونال المعتدون جزاءهم، لكن ما سبب التكتم عليها إعلاميا منذ عام 1975؟
مر نصف قرن على ذكرى أعمال شغب عنصرية استهدفت عمالا جزائريين، فقبل 50 عاما، وتحديدا في شهر أغسطس/آب 1975، هاجم 300 شاب من سكان مدينة إرفورت، الواقعة شرقي ألمانيا، 25 عاملا جزائريا في وسط المدينة، وانهالوا بالضرب المبرح على بعضهم، ما استلزم نقلهم إلى المستشفى.
كان هذا أول حادث شغب ضخم بدوافع عنصرية في ألمانيا منذ عام 1945، لكنه ظل لسنوات طي الكتمان، ولم تناقشه وسائل الإعلام أو تشرح تفاصيله للرأي العام منذ حدوثه.
استمر الهجوم في إرفورت لمدة ثلاثة أيام، منذ العاشر إلى غاية 13 أغسطس/آب 1975. بعد أول مطاردة وأعمال عنف تجاه العمال الجزائريين، نُفذَّت هجمات أخرى على التوالي وتدخلت الشرطة لحماية العمال الشباب الذين كان قد تم توظيفهم في العديد من شركات مدينة إرفورت التي كانت تعاني كما باقي المدن في ألمانيا من نقص اليد العاملة.
تحدث أهالي المدينة لأيام عن المهاجرين الجزائريين بالسوء، بعدما نشر بعض الشباب مزاعم ملفقة بالاغتصاب وشائعات عنصرية متداولة في إرفورت. يقول علي صديقي، أحد العمال وضحايا الحادث حينها "كانوا ينشرون إشاعات عن بعض الشباب بأنهم يتحرشون بالنساء الألمانيات، ثم بدأت الاعتداءات يوم 10 أغسطس، وقد تم استهدافي أيضا بشكل مباشر ودون سابق إنذار، لولا تدخل أصدقائي لإنقاذي، لكنت فقدت حياتي يومها".
علي هو واحد من العمال الجزائريين الذين أتوا إلى ألمانيا في إطار اتفاقية رسمية مع الجزائر، ووفقا لبحث أجرته جامعة إرفورت، عمل أكثر من 8 آلاف عامل جزائري مهاجر في ألمانيا الشرقية بين عامي 1974 و1984. وقد تم استقدام العمال بموجب اتفاقية بين ألمانيا الشرقية والجزائر.
كما أُبرمَت اتفاقيات حكومية مماثلة تنظم استقدام عمال أجانب بموجب تعاقدات مع المغرب وفيتنام وأنغولا، ودول أخرى كثيرة.
وصل علي صديقي إلى ألمانيا سنة 1975، وكان من بين المعتدى عليهم يوم 10 أغسطس، يقول خلال حديثه مع DW عربية: "كنت في محطة القطار وحيدا وهاجمتني مجموعة من الشباب دون سبب، أنقذني صديقان كانا على متن المترو، عندما رأياني أحاول الإفلات من ضرب شبان انهالوا علي بالعصي، قاما بالتدخل، ثم فتحا الباب بينما خفف السائق السرعة وتمكنت من الهرب، بفضلهما نجوت لأعيش إلى اليوم".
في مهرجان بمدينة إرفورت، اندلعت في العاشر من أغسطس/آب عام 1975، أعمال عنفٍ معاديةٍ للأجانب بعدما اعتدى شبان، من اليمين المتطرف، بالضرب على جزائريين اثنين. بعد ذلك بوقت قصير، تمت مطاردة عشرات الشباب الجزائريين الفارين في وسط المدينة، وانهال عليهم المعتدون ضربا.
سيطرت قوات الأمن على الوضع في البداية، وساد الهدوء المسكن الداخلي للجزائريين. يقول علي عبود في تصريحه لـ DW، "هي لحظات نتمنى أن ننساها فعلا، فبعد الاعتداءات الأولى، حاولت الشرطة حمايتنا بمنعنا من الخروج في مكان السكن لما يناهز أسبوعين، خوفا من حوادث أعنف".
عبود هو واحد من المهاجرين الجزائريين السابقين، الذين عاشوا أطوار الاعتداء قبل أن ينتهي عقده كما زملاؤه علي صديقي وعبد القادر مانع، ويمنعوا من العودة إلى ألمانيا منذ ذلك الحين إلى الآن، رغم أن بعضهم ترك أسرة هنا.
يوم 12 أغسطس/آب 1975، تمت مطاردة شباب جزائريين مرة أخرى في وسط المدينة، واقتيدوا إلى مساكنهم تحت حماية الشرطة. وارتفع عدد المعتدين الذين توجهوا نحو المسكن وبدأوا برشقه بالحجارة وتكسير نوافذه.
حسب الأبحاث التاريخية، وما نشرته وسائل إعلام ألمانية، فقد طالب المعتدون بتسليم الجزائريين، بشعارت عنصرية وفقا لما ذكرته الشرطة السرية الألمانية (شتازي). وعندما حاولوا اقتحام السكن، تدخلت الشرطة بحزم ضدهم. في اليومين التاليين، تم اعتقال 31 شخصًا، ورفعت دعاوى جنائية ضد تسعة آخرين، وفقًا للأرقام الرسمية.
التزمت وسائل الإعلام في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الصمت تجاه أعمال الشغب العنصرية بشكل لافت، والسبب هو محاولة طمس أي قضية تتعلق بكراهية الأجانب والنازية في تلك الفترة، بعد تأسيس دولة الاشتراكية نموذجية.
وتعتقد المؤرخة أنيغريت شوله في تصريحها لوسائل إعلام ألمانية، أن سبب عدم معرفة الرأي العام بتلك الوقائع في إرفورت هو حرص السلطات الرسمية في ألمانيا الشرقية على التكتم عليها.
وأوضحت شوله أن جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سجل الهجمات بدقة متناهية، لكن مُنِع الجميع من الحديث عنها، وقالت: "الحديث عن وجود عنصرية في ألمانيا الشرقية كان من المحظورات، وهو ما ساهم بشكل كبير في غياب نقاش مجتمعي شامل حول العنصرية في شرق ألمانيا".
يقول علي صديقي "بعد الحادث، قدمنا إفادتنا للشرطة وروينا التفاصيل، وفي النهاية أخبرنا رئيس الشرطة في المدينة أن ألمانيا الغربية هي سبب هذا الشغب، وأن الأمر لا يتعلق بأعمال عنصرية بقدر ما هو تدبير من الجارة التي تريد تخريب علاقتنا بدول أخرى، ولكن إفادتي كانت صريحة، أنني تعرضت لاعتداء عنصري".
حُكم على المتهمين، الذين وصفوا جميعا بأنهم من ذوي السوابق، بالسجن لعدة سنوات. ولم تُذكر كلمة "عنصرية" حتى خلال المحاكمة.
سمع الرأي العام الألماني باعتداء إرفورت منذ سنوات، لكن بصيغة أقرب لرواية المعتدين حسب الباحث الألماني يان دانيال شوبرت، وهو مؤرخ وباحث في مجال علم الاجتماع، يعمل في مركز أبحاث التاريخ الشفوي بجامعة إرفورت وفي منظمة Decolonize Erfurt، ويعود له فضل إحياء هذه القضية بهذه القوة.
فقد تقرر هذه السنة، إحياء ذكراها ضمن فعاليات تمتد لثلاثة أيام بتعاون بين جامعة إرفورت، والهيئة المركزية للتثقيف السياسي، وموقع توبف آند زونه التذكاري، إلى جانب جمعية "ميغرانيتز تورينغن". وبفضل البحث الذي أجراه شوبرت، "تمكن ثلاثة من الناجين من الاعتداءات، العودة لأول مرة إلى ألمانيا منذ مغادرتها في السبعينات، للمشاركة في صياغة رواية مكتملة للأحداث التاريخية"، حسب قول المؤرخ.
ويقول عنهم الباحث في تصريحات لـ DW عربية: "الكثير منهم اضطروا لمغادرة ألمانيا رغم أنهم لم يرغبوا في ذلك، وبعضهم رحل طواعية بعد الحادث. وأرى أن الحديث عن هذه الحادثة الماضية، سيساعدنا كثيرا على بناء الرواية الكاملة والصحيحة لما جرى، وتصحيح المعلومات. إن الاستماع للضحايا أمر مهم للغاية، ولم يتم من قبل، لذلك كان بذل المجهود للوصول إليهم أمرا مهما".
درس شوبرت التاريخ وقضايا الشرق الأوسط في إرفورت، كما تعلم اللغة العربية والفرنسية وزار بلدانا مغاربية منها الجزائر، وذلك في محاولة للوصول إلى ضحايا الاعتداء لأجل استكمال أجزاء من القصة. يقول "كان الوصول لبعضهم عبر الأنترنيت أول خيط نحوهم، بعضهم كان متجاوبا ويود التواصل مع أشخاص في ألمانيا، بينما رفض آخرون الحديث عن الموضوع وتذكر التجربة".
عبد القادر مانع، الذي يعيش اليوم في العاصمة السويدية ستوكهولم، واحد من العمال السابقين الثلاثة العائدين إلى ألمانيا لإحياء هذه الذكرى، يقول "بعد عودتي للجزائر لم أكن أرغب لا في العودة إلى ألمانيا ولا الهجرة إلى بلاد آخر، عشت في بلدي 17 عاما، لأغادر كسائح نحو السويد، وتبدأ رحلة أخرى هناك".
لم يزر مانع ألمانيا منذ ذلك الحين، يرى في حضوره إحياء ذكرى الاعتداء أمرا بالغ الأهمية، لأن في الأمر رسالة من التاريخ، وجزء مهم من هذه الرسالة يجب أن يستثمر في المستقبل، حسب رأيه. ويقول إن "إحياء هذه الذكرى هي محاولة من الباحثين لإعادة الاعتبار لمن عانوا خلال هذه الاعتداءات، وكثيرون منا يطالبون بتسهيل ولوج هؤلاء العمال السابقين إلى ألمانيا خاصة منهم من ترك زوجة أو أبناء هنا".
ومن بين الأشخاص الذين عانوا من فراقهم لأسرة كونها هنا، كان علي عبود، الذي قال "منذ مغادرتنا سنة 1079 لم يسمحوا لنا بالعودة وأوصدوا في وجوهنا كل الأبواب". ووراء هذا المنع قصة حرمان أب من ابنه، انتهى يوم التاسع من أغسطس الجاري، بلقاء غير مسبوق.
يقول مانع، بفضل الباحث يان، عاد الأمل في الدخول إلى ألمانيا مجددا، ووجدت فرصة للقاء ابني، إنها تجربة صعبة، ولا يجوز أن يستمر منع العمال الجزائريين من العودة إلى هنا".
يقول يان شوبرت، إن البحث والوصول إلى الضحايا كان أمرا مهما، لكن التمكن من مساعدتهم في العودة لألمانيا مجددا، كان أكثر أهمية، خاصة عبود الذي تمكن لأول مرة من اللقاء بابنه بعد سنوات طويلة، كما أن هناك شخص آخر من العمال السابقين في الجزائر، مازال يحاول التأكد من وجود ابن له هنا في ألمانيا ويحاول الوصول إليه".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اللاجئات بألمانيا.. صعوبات مضاعفة رغم وجود فرص مساعدة وافرة! – DW – 2025/8/14
اللاجئات بألمانيا.. صعوبات مضاعفة رغم وجود فرص مساعدة وافرة! – DW – 2025/8/14

DW

timeمنذ 5 أيام

  • DW

اللاجئات بألمانيا.. صعوبات مضاعفة رغم وجود فرص مساعدة وافرة! – DW – 2025/8/14

قبل 10 فتحت ألمانيا أبوابها بشكل واسع أمام اللاجئين من سوريا وأفغانستان، ومن أوكرانيا فيما بعد. وإضافة إلى الصعوبات أمام اللاجئين تعاني اللاجئات من صعوبات مضاعفة، لكن هناك كثيرات تغلبن على التحديات بفضل برامج مساعدة.تنفسّت دنيا الصعداء بعد وصولها إلى ألمانيا عام 2016 مع ابنها البالغ من العمر 19 عاماً هاربة من أفغانستان بعد اختفاء زوجها وتلقيها تهديدات بالقتل. وصفت دنيا وهي قابلة مُدربة في أفغانستان ليلتها الأولى في ألمانيا لـ DW قائلة: "نمتُ نوماً هانئاً لم أنعم به منذ سنوات، لن أنسى تلك الليلة"، معبرة عن مدى الإحساس بالأمان الذي شعرت به في ألمانيا. هذا الشعور بالأمان صاحبه أيضا شعور بالقلق والخوف بشأن مستقبل حياتها وحياة ابنها، وخاصة وأنه من الصعب التغلب على الصدمة التي عاشتها بسرعة، والبدء من جديد وهو شرط أساسي للحصول على وظيفة في ألمانيا على حدّ تعبيرها. ومع ذلك تغلّبت دنيا على مخاوفها والتحقت بعمل، وهي تعمل الآن منذ عامين في دار لرعاية المسنين، بعد إكمال برنامج تدريبي لمدة ثمانية أشهر والتحاقها بدورات في اللغة الألمانية. تقول دنيا البالغة من العمر 53 عاماً إنها تشعر بفقدان التحدي والحافز في عملها الحالي، ولكنها لن تستطيع التأقلم مجدداً مع تغيير مسارها المهني مرة أخرى. استفادت دنيا من مشروع "العمل من أجل اللاجئين" الذي تديره الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وشركاء آخرون، ويموله مجلس شيوخ برلين، ويهدف إلى مساعدة اللاجئين وتذليل عقبات التوظيف أمامهم. وفقاً لمسح دوري أُطلق عام 2016، فإن حوالي 68 بالمئة من الأشخاص الهاربين من الصراعات في دولهم وجدوا عملاً بعد ثماني سنوات من قدومهم إلى ألمانيا. لكن دراسة أخرى صادرة عن معهد أبحاث التوظيف (IAB) والمكتب الاتحادي الألماني لشؤون اللاجئين (BAMF) واللجنة الاجتماعية والاقتصادية (SOEP) أظهرت أن مستويات توظيف الإناث أقل بكثير من مستويات توظيف الرجال. وتبقى حوالي ثلثي اللاجئات عاطلات عن العمل بعد ثماني سنوات من قدومهن، بالمقارنة مع 15 بالمئة من الذكور. ويمكن إرجاع ذلك إلى أن كثير من الرجال الذين يفرّون إلى ألمانيا عازبون، بينما تأتي العديد من النساء مع أطفالهن. تقول مي إيهاب باحثة في معهد أبحاث التوظيف (IAB) لـ DW: "هذا يضعهن في وضع غير مؤاتٍ فيما يتعلق بقدرتهن على الالتحاق بدورات اللغة الألمانية أو الاستفادة من الخدمات المختلفة التي تقدمها الحكومة". كما أن نقص العاملين في مجال رعاية الأطفال حرمهنّ القدرة على التعلم والعمل، وهو ما حصل مع كثير من اللاجئات الأوكرانيات الهاربات من أوكرانيا بعد الغزو الروسي. على عكس ما حصل في عامي 2015 و2016، حيث جاء معظم طالبي اللجوء البالغ عددهم 1.2 مليون شخص من العراق وسوريا وأفغانستان، وكان معظمهم من الذكور. عقبة أخرى تقف أمام اللاجئات في ألمانيا هي عدم عملهنّ أصلاً في بلدانهن الأصلية، أو أنهم قد عملنَ في قطاعات تتطلب في ألمانيا لمهارات لغوية عالية وتخضع لقيود صارمة مثل الطب والتعليم. وبهذا الصدد تقول إيهاب: "يمكن للرجال العمل في وظائف لا تتطلب مهارات ألمانية جيدة، مثل قطاع البناء أو قطاع الخدمات. وهذا يُسهّل عليهم تجاوز هذه العقبة"، ولكن يبقى ذلك أصعب بالنسبة للنساء. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video إجراءات الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية في ألمانيا أمر معقد للغاية، فمثلاً لم يكن لدى دنيا أي أوراق تثبت دراستها الأساسية أو التدريب الطبي الذي حصلت عليه، بالإضافة إلى ذلك فإن الخبرة العملية يصعب الاعتراف بها في ألمانيا ما لم ترافقها مؤهلات موثقة بشهادات، ما يُجبر الكثير من اللاجئين على البدء من الصفر. أما فيما يخص دورات الاندماج في ألمانيا فتشمل عادة 600 ساعة من دروس اللغة الألمانية بغض النظر عن مؤهلات المستفيدين، وهذا النهج الموحد تراه أفسانة أفريز غير مجدٍ. تعمل أفسانة في جمعية التعايش بين الثقافات في برلين، وهي أخصائية نفسية مُدربة، هربت برفقة زوجها - سجين سياسي سابق - من إيران إلى ألمانيا عام 2014. قالت أفسانة عن تجربتها الشخصية: "حصلتُ على 600 ساعة لتعلم اللغة الألمانية، لكني كنت قبل ذلك قد درستُ وأجيد التحدث باللغة الإنجليزية. في الفصل، جلستُ بجانبي امرأة تبلغ من العمر 55 عاماً لم يسبق لها أن أمسكت قلماً". تقدّم أفسانة الدعم النفسي لدنيا منذ سنوات عدة، وتقول إنها استثناء عن القاعدة، وأضافت في حديثها مع DW: "ليس من السهل على امرأة أن تصل إلى ما وصلت إليه في أفغانستان". وعن أفضل طريقة للاندماج في ألمانيا، قالت إينا جيسا، مستشارة التوظيف في مشروع " العمل من أجل اللاجئين" إن العمل أفضل وأسرع طريقة لتعلم اللغة وتكوين علاقات اجتماعية وفقاً لتجربتها. إينا هي لاجئة أوكرانية، حصلت على أول وظيفة لها في ألمانيا في مطعم فندق، وقالت لـ DW إنها في ذلك الوقت لم تكن تجيد سوى العد إلى خمسة باللغة الألمانية وأن تُعرّف باسمها، وأوضحت أن إتقانها للغة الألمانية كان مفتاح دخولها سوق العمل والاندماج. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video مشروع "العمل من أجل اللاجئين" الذي يتخذ من برلين مقراً له يقدم استشارات فردية مجانية، وورش عمل لكتابة السيرة الذاتية، ويساعد في العثور على وظائف مناسبة، وينظم أيضاً معارض توظيف عديدة. ومع ذلك ليس المشروع الوحيد الذي يُعنى بأمور اللاجئين، فتنظم مؤسسة "خيمة ألمانيا" غير الحكومية معارض توظيف لمساعدة اللاجئين في العثور على عمل من خلال شبكتها المكونة من 80 شركة، وتوفر برامج خاصة للاجئات. وتقدّم مدرسة ريدي للتكامل الرقمي التي تأسست عام 2015 وانطلقت من برلين عام 2016 برامج إرشادية، وتدريبات على المهارات الرقمية للمهتمين بالتكنولوجيا من السكان المحليين والمهاجرين. هالة يونس إحدى المستفيدات من هذه البرامج والمؤسسات. تبلغ هالة من العمر 30 عاماً، أتت إلى ألمانيا من سوريا بتأشيرة إنسانية عام 2022، وتمكنت من بدء مسيرتها المهنية هنا. كانت هالة معلمة في سوريا، وتعمل اليوم كمديرة علاقات عملاء لدى منصة الأزياء الإلكترونية زالاندو، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى تجاربها في مدرسة ريدي. وعن تجربتها قالت هالة لـ DW: "كان الأمر بمثابة مجتمع يضم جميع القادمين من الخارج، اللاجئين، من يعانون من نفس المعاناة. هذا ما يجلب المزيد من التعاطف والدعم فلا تشعر بالوحدة في خضمّ كل هذه التحديات". تحرير: عبده جميل المخلافي

عمال جزائريون يتذكرون..أول اعتداء عنصري في ألمانيا بعد الحرب – DW – 2025/8/11
عمال جزائريون يتذكرون..أول اعتداء عنصري في ألمانيا بعد الحرب – DW – 2025/8/11

DW

time١١-٠٨-٢٠٢٥

  • DW

عمال جزائريون يتذكرون..أول اعتداء عنصري في ألمانيا بعد الحرب – DW – 2025/8/11

أول حادثة عنصرية ضد مهاجرين في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، كان ضحاياها عمال جزائريون. وثقتها الشرطة الحادثة ونال المعتدون جزاءهم، لكن ما سبب التكتم عليها إعلاميا منذ عام 1975؟ مر نصف قرن على ذكرى أعمال شغب عنصرية استهدفت عمالا جزائريين، فقبل 50 عاما، وتحديدا في شهر أغسطس/آب 1975، هاجم 300 شاب من سكان مدينة إرفورت، الواقعة شرقي ألمانيا، 25 عاملا جزائريا في وسط المدينة، وانهالوا بالضرب المبرح على بعضهم، ما استلزم نقلهم إلى المستشفى. كان هذا أول حادث شغب ضخم بدوافع عنصرية في ألمانيا منذ عام 1945، لكنه ظل لسنوات طي الكتمان، ولم تناقشه وسائل الإعلام أو تشرح تفاصيله للرأي العام منذ حدوثه. استمر الهجوم في إرفورت لمدة ثلاثة أيام، منذ العاشر إلى غاية 13 أغسطس/آب 1975. بعد أول مطاردة وأعمال عنف تجاه العمال الجزائريين، نُفذَّت هجمات أخرى على التوالي وتدخلت الشرطة لحماية العمال الشباب الذين كان قد تم توظيفهم في العديد من شركات مدينة إرفورت التي كانت تعاني كما باقي المدن في ألمانيا من نقص اليد العاملة. تحدث أهالي المدينة لأيام عن المهاجرين الجزائريين بالسوء، بعدما نشر بعض الشباب مزاعم ملفقة بالاغتصاب وشائعات عنصرية متداولة في إرفورت. يقول علي صديقي، أحد العمال وضحايا الحادث حينها "كانوا ينشرون إشاعات عن بعض الشباب بأنهم يتحرشون بالنساء الألمانيات، ثم بدأت الاعتداءات يوم 10 أغسطس، وقد تم استهدافي أيضا بشكل مباشر ودون سابق إنذار، لولا تدخل أصدقائي لإنقاذي، لكنت فقدت حياتي يومها". علي هو واحد من العمال الجزائريين الذين أتوا إلى ألمانيا في إطار اتفاقية رسمية مع الجزائر، ووفقا لبحث أجرته جامعة إرفورت، عمل أكثر من 8 آلاف عامل جزائري مهاجر في ألمانيا الشرقية بين عامي 1974 و1984. وقد تم استقدام العمال بموجب اتفاقية بين ألمانيا الشرقية والجزائر. كما أُبرمَت اتفاقيات حكومية مماثلة تنظم استقدام عمال أجانب بموجب تعاقدات مع المغرب وفيتنام وأنغولا، ودول أخرى كثيرة. وصل علي صديقي إلى ألمانيا سنة 1975، وكان من بين المعتدى عليهم يوم 10 أغسطس، يقول خلال حديثه مع DW عربية: "كنت في محطة القطار وحيدا وهاجمتني مجموعة من الشباب دون سبب، أنقذني صديقان كانا على متن المترو، عندما رأياني أحاول الإفلات من ضرب شبان انهالوا علي بالعصي، قاما بالتدخل، ثم فتحا الباب بينما خفف السائق السرعة وتمكنت من الهرب، بفضلهما نجوت لأعيش إلى اليوم". في مهرجان بمدينة إرفورت، اندلعت في العاشر من أغسطس/آب عام 1975، أعمال عنفٍ معاديةٍ للأجانب بعدما اعتدى شبان، من اليمين المتطرف، بالضرب على جزائريين اثنين. بعد ذلك بوقت قصير، تمت مطاردة عشرات الشباب الجزائريين الفارين في وسط المدينة، وانهال عليهم المعتدون ضربا. سيطرت قوات الأمن على الوضع في البداية، وساد الهدوء المسكن الداخلي للجزائريين. يقول علي عبود في تصريحه لـ DW، "هي لحظات نتمنى أن ننساها فعلا، فبعد الاعتداءات الأولى، حاولت الشرطة حمايتنا بمنعنا من الخروج في مكان السكن لما يناهز أسبوعين، خوفا من حوادث أعنف". عبود هو واحد من المهاجرين الجزائريين السابقين، الذين عاشوا أطوار الاعتداء قبل أن ينتهي عقده كما زملاؤه علي صديقي وعبد القادر مانع، ويمنعوا من العودة إلى ألمانيا منذ ذلك الحين إلى الآن، رغم أن بعضهم ترك أسرة هنا. يوم 12 أغسطس/آب 1975، تمت مطاردة شباب جزائريين مرة أخرى في وسط المدينة، واقتيدوا إلى مساكنهم تحت حماية الشرطة. وارتفع عدد المعتدين الذين توجهوا نحو المسكن وبدأوا برشقه بالحجارة وتكسير نوافذه. حسب الأبحاث التاريخية، وما نشرته وسائل إعلام ألمانية، فقد طالب المعتدون بتسليم الجزائريين، بشعارت عنصرية وفقا لما ذكرته الشرطة السرية الألمانية (شتازي). وعندما حاولوا اقتحام السكن، تدخلت الشرطة بحزم ضدهم. في اليومين التاليين، تم اعتقال 31 شخصًا، ورفعت دعاوى جنائية ضد تسعة آخرين، وفقًا للأرقام الرسمية. التزمت وسائل الإعلام في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الصمت تجاه أعمال الشغب العنصرية بشكل لافت، والسبب هو محاولة طمس أي قضية تتعلق بكراهية الأجانب والنازية في تلك الفترة، بعد تأسيس دولة الاشتراكية نموذجية. وتعتقد المؤرخة أنيغريت شوله في تصريحها لوسائل إعلام ألمانية، أن سبب عدم معرفة الرأي العام بتلك الوقائع في إرفورت هو حرص السلطات الرسمية في ألمانيا الشرقية على التكتم عليها. وأوضحت شوله أن جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سجل الهجمات بدقة متناهية، لكن مُنِع الجميع من الحديث عنها، وقالت: "الحديث عن وجود عنصرية في ألمانيا الشرقية كان من المحظورات، وهو ما ساهم بشكل كبير في غياب نقاش مجتمعي شامل حول العنصرية في شرق ألمانيا". يقول علي صديقي "بعد الحادث، قدمنا إفادتنا للشرطة وروينا التفاصيل، وفي النهاية أخبرنا رئيس الشرطة في المدينة أن ألمانيا الغربية هي سبب هذا الشغب، وأن الأمر لا يتعلق بأعمال عنصرية بقدر ما هو تدبير من الجارة التي تريد تخريب علاقتنا بدول أخرى، ولكن إفادتي كانت صريحة، أنني تعرضت لاعتداء عنصري". حُكم على المتهمين، الذين وصفوا جميعا بأنهم من ذوي السوابق، بالسجن لعدة سنوات. ولم تُذكر كلمة "عنصرية" حتى خلال المحاكمة. سمع الرأي العام الألماني باعتداء إرفورت منذ سنوات، لكن بصيغة أقرب لرواية المعتدين حسب الباحث الألماني يان دانيال شوبرت، وهو مؤرخ وباحث في مجال علم الاجتماع، يعمل في مركز أبحاث التاريخ الشفوي بجامعة إرفورت وفي منظمة Decolonize Erfurt، ويعود له فضل إحياء هذه القضية بهذه القوة. فقد تقرر هذه السنة، إحياء ذكراها ضمن فعاليات تمتد لثلاثة أيام بتعاون بين جامعة إرفورت، والهيئة المركزية للتثقيف السياسي، وموقع توبف آند زونه التذكاري، إلى جانب جمعية "ميغرانيتز تورينغن". وبفضل البحث الذي أجراه شوبرت، "تمكن ثلاثة من الناجين من الاعتداءات، العودة لأول مرة إلى ألمانيا منذ مغادرتها في السبعينات، للمشاركة في صياغة رواية مكتملة للأحداث التاريخية"، حسب قول المؤرخ. ويقول عنهم الباحث في تصريحات لـ DW عربية: "الكثير منهم اضطروا لمغادرة ألمانيا رغم أنهم لم يرغبوا في ذلك، وبعضهم رحل طواعية بعد الحادث. وأرى أن الحديث عن هذه الحادثة الماضية، سيساعدنا كثيرا على بناء الرواية الكاملة والصحيحة لما جرى، وتصحيح المعلومات. إن الاستماع للضحايا أمر مهم للغاية، ولم يتم من قبل، لذلك كان بذل المجهود للوصول إليهم أمرا مهما". درس شوبرت التاريخ وقضايا الشرق الأوسط في إرفورت، كما تعلم اللغة العربية والفرنسية وزار بلدانا مغاربية منها الجزائر، وذلك في محاولة للوصول إلى ضحايا الاعتداء لأجل استكمال أجزاء من القصة. يقول "كان الوصول لبعضهم عبر الأنترنيت أول خيط نحوهم، بعضهم كان متجاوبا ويود التواصل مع أشخاص في ألمانيا، بينما رفض آخرون الحديث عن الموضوع وتذكر التجربة". عبد القادر مانع، الذي يعيش اليوم في العاصمة السويدية ستوكهولم، واحد من العمال السابقين الثلاثة العائدين إلى ألمانيا لإحياء هذه الذكرى، يقول "بعد عودتي للجزائر لم أكن أرغب لا في العودة إلى ألمانيا ولا الهجرة إلى بلاد آخر، عشت في بلدي 17 عاما، لأغادر كسائح نحو السويد، وتبدأ رحلة أخرى هناك". لم يزر مانع ألمانيا منذ ذلك الحين، يرى في حضوره إحياء ذكرى الاعتداء أمرا بالغ الأهمية، لأن في الأمر رسالة من التاريخ، وجزء مهم من هذه الرسالة يجب أن يستثمر في المستقبل، حسب رأيه. ويقول إن "إحياء هذه الذكرى هي محاولة من الباحثين لإعادة الاعتبار لمن عانوا خلال هذه الاعتداءات، وكثيرون منا يطالبون بتسهيل ولوج هؤلاء العمال السابقين إلى ألمانيا خاصة منهم من ترك زوجة أو أبناء هنا". ومن بين الأشخاص الذين عانوا من فراقهم لأسرة كونها هنا، كان علي عبود، الذي قال "منذ مغادرتنا سنة 1079 لم يسمحوا لنا بالعودة وأوصدوا في وجوهنا كل الأبواب". ووراء هذا المنع قصة حرمان أب من ابنه، انتهى يوم التاسع من أغسطس الجاري، بلقاء غير مسبوق. يقول مانع، بفضل الباحث يان، عاد الأمل في الدخول إلى ألمانيا مجددا، ووجدت فرصة للقاء ابني، إنها تجربة صعبة، ولا يجوز أن يستمر منع العمال الجزائريين من العودة إلى هنا". يقول يان شوبرت، إن البحث والوصول إلى الضحايا كان أمرا مهما، لكن التمكن من مساعدتهم في العودة لألمانيا مجددا، كان أكثر أهمية، خاصة عبود الذي تمكن لأول مرة من اللقاء بابنه بعد سنوات طويلة، كما أن هناك شخص آخر من العمال السابقين في الجزائر، مازال يحاول التأكد من وجود ابن له هنا في ألمانيا ويحاول الوصول إليه".

ألمانيا - اعتقالات في بافاريا لعناصر من حركة "مواطني الرايخ" – DW – 2025/8/7
ألمانيا - اعتقالات في بافاريا لعناصر من حركة "مواطني الرايخ" – DW – 2025/8/7

DW

time٠٧-٠٨-٢٠٢٥

  • DW

ألمانيا - اعتقالات في بافاريا لعناصر من حركة "مواطني الرايخ" – DW – 2025/8/7

أعلن الادعاء العام في ميونيخ توقيف ثلاثة رجال يُشتبه بانتمائهم إلى جماعة "مواطنو الرايخ" المتطرفة. وتواجه المجموعة اتهامات بالانتماء إلى منظمة إرهابية والتخطيط للخيانة العظمى. قال الادعاء العام في ميونيخ اليوم الخميس (السابع من أغسطس/ آب 2025) إن السلطات الألمانية ألقت القبض على ثلاثة رجال في بافاريا لصلتهم بجماعة "مواطنو الرايخ" المنتمية إلى تيار اليمين المتطرف. وتشتبه السلطات في انتماء الرجال الثلاثة إلى منظمة إرهابية وتخطيطهم للخيانة العظمى. والمجموعة، التي تضم "الأمير رويس" بين زعمائها، متهمة بالتخطيط للإطاحة بنظام جمهورية ألمانيا الاتحادية وفرض نظام المجموعة المتطرفة بدلا به عن طريق استخدام العنف. وذكر الادعاء العام أنه يشتبه في مشاركة أعضاء المجموعة في التدريب على إطلاق الأسلحة النارية من أجل هجوم محتمل على البرلمان الألماني في أبريل/ نيسان 2022. وأُجريت عمليات تفتيش في ثمانية مواقع في ولايات بافاريا و ساكسونيا وتورينغن في وقت مبكر صباح اليوم. يذكر أنه في 7 كانون الأول/ديسمبر 2022، تم الكشف من خلال سلسلة من مداهمات الشرطة عن وجود مؤامرة محتملة للإطاحة بالحكومة الألمانية. والمتآمرون حول هاينريش الثالث عشر، أمير رويس، وضعوا خطة لاقتحام البرلمان الألماني (البوندستاغ) واعتقال المستشار وأهم الوزراء وزعيم المعارضة وتشكيل حكومة انتقالية، تتفاوض مع قوى الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على نظام دولة جديد في ألمانيا. وبحسب إحصاءات المكتب الاتحادي لحماية الدستور، أي جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، فإنَّ مجموع أتباع "مواطني الرايخ" بلغ في عام 2023 نحو 25 ألف شخص. وعشرهم يعتبرون من ذوي الميول والتوجهات العنيفة. وتعود بدايات حركة "مواطني الرايخ" إلى ثمانينيات القرن العشرين. وتوجد بحسب المكتب الاتحادي لحماية الدستور، بالإضافة إلى المجموعات الصغيرة العديدة، نحو 30 مجموعة نشطة أكبر. ويُضاف إلى ذلك جماعات مثل "ورثة بسمارك" أو "الجمعية التأسيسية" أو "اتحاد الرايخ الألماني". وبعضهم يرفضون دفع الغرامات والضرائب ويتجاهلون قرارات المحاكم أو يعلنون مناطقهم السيادية الخاصة، التي يضعون لها بأنفسهم قواعد وقوانين خاصة ويطبعون لها الوثائق مثل بطاقات الهوية وجوازات السفر أو حتى العملات. تحرير: صلاح شرارة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store