logo
مالمو كما لم تريها من قبل.. بين التاريخ الحي والحداثة اللافتة

مالمو كما لم تريها من قبل.. بين التاريخ الحي والحداثة اللافتة

مجلة سيدتيمنذ 4 أيام
هل يمكن لمدينة صغيرة نسبياً أن تجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر بهذا القدر من التوازن والجمال؟ وهل من الممكن أن تتجولي في شوارعها لتجدي في كل زاوية دليلاً على حقبة مختلفة من الزمن، من العصور الوسطى إلى العمارة المستقبلية؟ مالمو، ثالث أكبر مدن السويد، تطرح على الزائرة هذا النوع من الأسئلة منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدميكِ أرض المدينة. فما الذي يجعل مالمو وجهة تستحق الاستكشاف؟ هل هو مركزها التاريخي، غاملا ستادن، حيث تمتزج البيوت نصف الخشبية والساحات الحجرية القديمة بسحر يصعب مقاومته؟ أم لعلّ السر يكمن في التجربة الثقافية التي تقدمها المتاحف مثل موديرنا موزيت مالمو، حيث يُعرض الفن المعاصر في محطة كهرباء قديمة تحوّلت إلى صرح إبداعي نابض بالحياة؟ وماذا عن الحياة اليومية في مالمو؟ هل يكون في قاعة الطعام المفعمة بالنكهات المحلية؟ أم على شاطئ ريبرسبورغ، حيث تلتقي الطبيعة بالنشاط الاجتماعي والحمامات الباردة التقليدية؟ ثم ماذا عن الطابع الجماعي للمطاعم التي تتحدى المفاهيم التقليدية للضيافة وتحوّل تجربة الطعام إلى مشروع مجتمعي حي وأخيراً، هل بإمكانك أن تلمسي روح الفايكنغ القديمة في متحف فوتيفيكين، حيث يُعاد إحياء ماضٍ طويل عبر القرى الخشبية والمعارك التمثيلية؟ في مالمو، كل تجربة تطرح سؤالاً جديداً، وكل زاوية تحمل قصة بانتظار من يكتشفها.
استجمي في أشهر شواطئ مالمو
عندما تُشرق الشمس، يتوجه معظم سكان مالمو إلى مكان واحد: شاطئ ريبرسبورغ. هذا الشاطئ الطويل يُعد وجهة مفضلة لممارسي ركوب الأمواج الشراعي والطائرات الورقية، إلى جانب العائلات التي تستمتع بالرمال وأجواء الصيف. في نهاية أحد الأرصفة، يقع حمّام ريبرسبورغ البارد وهو حمّام تقليدي افتُتح عام 1898 ويُعد من معالم المدينة. يفتح أبوابه طوال العام ويضم مسبحين خارجيين كبيرين في البحر أحدهما للنساء والآخر للرجال وساونات وأحواض استحمام ساخنة تُسخَّن بالحطب ومعالجين بالتدليك ومقهى صغير. في الشتاء، تقوم الزائرات الشجاعات بالاستحمام في المياه الجليدية، ثم يتوجّهن إلى الساونا للتدفئة. وفي أول يوم اثنين من كل شهر، يستضيف الحمام Queer Kallis، حيث تكون جميع المسابح مفتوحة للجميع.
شاهدي الفن داخل موديرنا موزيت مالمو
تحتضن مالمو عدداً من المعارض الفنية المخصصة للفن المعاصر، لكن Moderna Museet Malmö هو بلا شك الأبرز بينها. يشغل المتحف مبنى محطة كهرباء قديم رائع الطراز من عام 1901، أُعيد تصميمه ليكون معرضاً فنياً ويضم ملحقاً عصرياً بُني داخل هيكل التوربين الأصلي. ستجدين فيه عدداً كبيراً من الأعمال الفنية المعاصرة والتركيبية، إلى جانب لوحات لفنانين كبار مثل بيكاسو ودالي.
استمتعي بجولة في أحدث تصاميم العمارة الحديثة
تُعد مالمو متحفاً مفتوحاً يعرض بعضاً من أكثر التصاميم المعمارية المعاصرة تميزاً في السويد. أشهر مبنى في المدينة هو تورنينغ تورسو أو البرج الملتف. صمّمه المهندس المعماري والإنشائي الإسباني سانتياغو كالاترافا وكان في الأصل مجرّد منحوتة مستقلة قبل أن يُعاد تصميمها كبرج سكني متعدد الاستخدامات في منطقة فسترا هامنن، الميناء الغربي. من المباني الحديثة البارزة أيضاً جامعة العالم البحرية المصنوعة من الألمنيوم والزجاج والمطلة على القناة قرب محطة القطار المركزية وهو توسعة نحتية لمبنى قديم يعود إلى عام 1910 كان مقرّاً لقائد الميناء. في مكان قريب، ستجدين مالمو سالوهول قاعة الطعام في مالمو وتُعد مثالاً رائعاً لإعادة استخدام المباني القديمة بطريقة عصرية. بالقرب من غاملا ستادن، يوجد مشروع Slussplan متعدد الاستخدامات الذي بُني عام 2013. يعكس هذا المشروع فهماً عميقاً للهندسة المستدامة والتجديد الحضري. أما مركز المعرفة البحرية Marint Kunskapscenter i Malmö المطلّ على شاطئ ريبرسبورغ، فقد نال إشادة واسعة بفضل تصميمه المبتكر ومنخفض الارتفاع.
اكتشفي قلب مالمو العائد للعصور الوسطى
يطلق السكان المحليون على مركز مدينة مالمو اسم غاملا ستادن أي المدينة القديمة ويتوافدون إلى شوارعه المرصوفة بالحجارة للتسوّق والتلاقي الاجتماعي. يضم هذا الجزء من المدينة ثلاث ساحات تاريخية رئيسية: ستورتيوريت، الساحة الكبرى، ليلا توريت، الساحة الصغيرة وغوستاف أدولف ستورغ التي سُمّيت باسم غوستاف الرابع أدولف، ملك السويد بين عامي 1792 و1809. تُضفي مباني المنطقة الجميلة وطابعها المُدمج وغياب حركة السيارات، أجواءًا مميزة تجعل من استكشافها سيراً على الأقدام أو بالدراجة تجربة ممتعة. أثناء تجوالك في الشوارع، ستلاحظين العديد من المنازل نصف الخشبية وهو الطراز المعماري السائد في السويد خلال العصور الوسطى. أقدم منزل من هذا النوع في المدينة هو ثوتسكا هوسيت عام 1558 ويقع عند زاوية شارعي أوستريغاتان وهملغاتان. ومن الأمثلة البارزة الأخرى، مباني حي القديسة غيرترود وهو مجمّع سكني ذو فناء يقع في العنوان أوستريغاتان 7B. كادت هذه المباني الثلاثة، التي كانت منازل مانور تاريخية، أن تُهدَم في ستينيات القرن الماضي، لولا أن بلدية مالمو قامت بشرائها وتجديدها. ويضم الحي الآن مطعماً ومخبزاً ومحالاً بوتيكية. كما يمكنك مشاهدة المزيد من المباني نصف الخشبية في الشوارع المجاورة. غالباً ما تُبدي الزائرات إعجابهن بعدد المباني المبنية من الطوب الأحمر التي تعود للقرنين الخامس عشر والسادس عشر في غاملا ستادن. يعود تاريخ ليلا توريت إلى عام 1590، ويُعد مركز مشهد الطعام في مالمو، حيث يمكنك الجلوس في الهواء الطلق وسط المطاعم المحيطة بالساحة، أو في الشوارع الضيقة المؤدية إلى كونغس بارك، منتزه الملك.
اطلقي الفايكينغ التي بداخلك في متحف فوتيفيكين
افتتح متحف فوتيفيكين في عام 1995 وهو اليوم وجهة مفضلة للزائرات، حيث يعرض إعادة بناء دقيقة لأكواخ الفايكنغ الأصلية، من منزل زعيم القرية، إلى مقر اليارل قائد القوات، إضافة إلى بيوت بسيطة تعود للصيادين والحرفيين. من أبرز المعالم أيضاً: منجنيق حربي قوي وقاعة كبيرة محاطة بالدروع تُدعى Thinghöll ونموذج دقيق لسفينة فايكنغ خشبية بطول 11 متراً تُدعى Eric Emune وهي واحدة من أربع سفن اكتُشفت في ثمانينيات القرن الماضي عند مصب خليج فوتيفيكن. يفتح المتحف أبوابه في عيد الفصح، ثم من مايو حتى بداية سبتمبر. لكن أفضل وقت للزيارة هو الأسبوع الذي يلي ليلة منتصف الصيف Midsummer Eve، حيث تُقام أسبوع الفايكنغ وهو مهرجان ضخم يضم ورش عمل للحرف اليدوية وعروضًا تمثيلية للمعارك وألعاب فايكنغ ممتعة مثل: شد الحبل، رمي السمك، رمي الفؤوس والرماية. تقع هولفيكن ومتحف فوتيفيكين على بُعد 30 دقيقة بالسيارة من وسط مالمو. وإن كنتِ تفضلين وسائل النقل العام، فبإمكانك ركوب الحافلة رقم 15 التابعة من غاملا ستادن وتستغرق الرحلة حوالي ساعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ويل سميث يودّع "Slow Horses" بعد الموسم الخامس (فيديو)
ويل سميث يودّع "Slow Horses" بعد الموسم الخامس (فيديو)

الرجل

timeمنذ 37 دقائق

  • الرجل

ويل سميث يودّع "Slow Horses" بعد الموسم الخامس (فيديو)

أكدت منصة Apple TV+ مغادرة الكاتب والمنتج التنفيذي ويل سميث (Will Smith) لمسلسل "Slow Horses" بعد انتهاء الموسم الخامس، في خطوة تُنهي مشاركته التي استمرت منذ انطلاق العمل عام 2022. يُعد سميث من العوامل الأساسية التي أسهمت في نجاح المسلسل، إذ قاد العملية الإبداعية منذ البداية، وكتب سيناريوهات المواسم اعتمادًا على سلسلة روايات الجاسوسية البريطانية "Slough House" للكاتب ميك هيرون (Mick Herron). وبالرغم من أن اسمه لم يُسجّل رسميًا كـ"شو رنر"، إلا أن سميث قام بهذا الدور فعليًا، مشرفًا على كل ما يتصل بالإنتاج والكتابة. وقد تُوّجت جهوده بفوزه بجائزة إيمي عن أفضل كتابة لمسلسل درامي عام 2024، وهو مرشّح هذا العام أيضًا عن نفس العمل في فئتي "أفضل مسلسل درامي" و"أفضل كتابة". مغادرة مبتكر "Slow Horses" ويل سميث بعد الموسم الخامس - المصدر: Shutterstock من يكتب موسم Slow Horses 6؟ بحسب ما نشرته مجلة Variety، فإن "Slow Horses" لن يتوقف برحيل سميث، بل سيستمر حتى الموسم السابع على الأقل، حيث تم تجديده رسميًا من قِبل Apple TV+. وسيتولى غابي تشيابيه (Gaby Chiappe)، المعروفة بأعمالها في الدراما البريطانية مثل "The Level"، كتابة الموسم السادس. أما بن فانستون (Ben Vanstone)، مبتكر "All Creatures Great and Small"، فسيقود الموسم السابع، ليصبح أول من يستلم زمام القيادة الكاملة بعد رحيل سميث. الموسم الخامس من المسلسل سيُعرض على Apple TV+ في 24 سبتمبر 2025، وسيتناول أحداث رواية "London Rules"، وهي جزء خامس من سلسلة كتب Herron التي يستند إليها العمل. قصة "Slow Horses" وطاقم العمل يروي مسلسل "Slow Horses" قصة مجموعة من عملاء الاستخبارات البريطانية MI5 الذين تم إرسالهم إلى قسم منبوذ يُدعى "Slough House" بعد ارتكابهم أخطاء مهنية. يُعرف هذا الفريق بتنفيذه لمهام مملة، لكنه غالبًا ما يجد نفسه متورطًا في قضايا تجسّس معقّدة وخطيرة. يقود الفريق النجم العالمي غاري أولدمان (Gary Oldman) في دور "جاكسون لامب"، العميل الساخر والحاد الطباع، الذي أصبح من أبرز الشخصيات التلفزيونية في السنوات الأخيرة. يضم طاقم العمل أيضًا كلًا من جاك لودن (River Cartwright)، كريستين سكوت توماس (Diana Taverner)، سوفي أوكونيدو (Ingrid Tearney)، جوناثان برايس (David Cartwright)، وهوغو ويفينغ (Frank Harkness). المسلسل من إنتاج شركة See-Saw Films لصالح Apple TV+، ويشارك في الإنتاج التنفيذي عدد من الأسماء البارزة مثل جوليان ستيفنز، جيمي لورينسون، إيميل شيرمان، آدام راندال، والكاتب الأصلي ميك هيرون، بالإضافة إلى النجم غاري أولدمان نفسه. ومع رحيل ويل سميث عن المسلسل، تبقى الأنظار متجهة إلى مدى قدرة الفريق الجديد على الحفاظ على الهوية السردية للعمل، الذي نال إعجاب الجمهور والنقّاد على حد سواء، وكرّس نفسه كأحد أنجح أعمال الجاسوسية المعاصرة.

الأزياء الراقية... من العصر المذهب إلى عُرس القرن
الأزياء الراقية... من العصر المذهب إلى عُرس القرن

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

الأزياء الراقية... من العصر المذهب إلى عُرس القرن

ما أشبه اليوم بالأمس. بين زفاف يصفه البعض بـ«عرس القرن»، ويراه البعض الآخر استعراضاً للنفوذ العالمي الجديد، وبين عودة مسلسل «العصر المذهب» The Gilded Age في جزئه الثالث، وأخيراً وليس آخراً، انطلاق موسم الـ«هوت كوتور» الأسبوع المقبل في باريس. ثلاثة أحداث تتقاطع فيها مشاهد الثراء والجاه الفاحش، إلى جانب تصاعد نفوذ طبقة جديدة... كما لو أن التاريخ يعيد نفسه. مسلسل«العصر المذهب» The Gilded Age الذي يعرف نجاحاً كبيراً، يتناول حقبة زمنية غيّرت التاريخ الحديث. شهدت ابتكارات واختراعات مهمة مثل الإضاءة الكهربائية، والسكك الحديدية، ما خلق طبقة جديدة من الأثرياء. هذه الاختراعات تبدو لنا اليوم عادية، إلا أنها كانت في عصرها ثورة صناعية بكل معنى الكلمة. المشهد الراهن لا يختلف كثيراً عما يصوره المسلسل. لم يتغير سوى الزمن والوسائل والسياق. فنحن الآن نتابع صعوداً غير مسبوق لطبقة جديدة كوّنت ثرواتها هذه المرة من الذكاء الاصطناعي والسياحة الفضائية وما شابه من تكنولوجيا. لقطة من مسلسل «العصر المذهب» تظهر فيه الأزياء هادئة تعكس المال القديم (غيتي) لكن الجميل في العمل الدرامي أن كاتبه جوليان فيلوز، وهو كاتب المسلسل نفسه الشهير Downton Abbey، التقط صراع الثروة وحبكه في معركة تاريخية دارت بين وريثات من أسر عريقة، وحديثات النعمة. كان أقوى سلاح فيها هو الموضة التي جعلت منصات عروضها حفلات باذخة. عناصر يعرف فيلوز أنها تشد الأنفاس وتوقظ تلك الأحداث التاريخية التي نسيناها أو تناسيناها. عرس جيف بيزوس مؤسس «أمازون» ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة لورين سانشيز على إحدى جزر البندقية، أثار ضجة وجدلاً بين منبهر ومستنكر. ردود فعل تأخذنا إلى عام 1883، وذلك الحفل الضخم الذي أقامته ألفا فاندربيلت، زوجة رجل أعمال راكم ثروة ضخمة من السكك الحديدية. حرصت على أن يأتي الحفل أسطورياً، بحيث لم تبخل عليه بأي شيء، من طباخين فرنسيين إلى مغنيين وطبعاً، ريش وزخرفات غنية زينت ديكورات البيت كما الأزياء. فالهدف من هذا الحفل لم يكن للترفيه أو حسن الضيافة. كان المفتاح لاختراق ناد نخبوي مغلق تطلب منها خوض حرب اجتماعية ضد نظام كانت تتحكم فيه كارولين آستور. سيدة من الطبقة الأرستقراطية الأميركية يحسب لها المجتمع النيويوركي ألف حساب. كانت تعد المال الجديد تهديداً للتقاليد الأرستقراطية الكلاسيكية، ومن ثمّ كانت ترى في زوجات رجال الأعمال الجدد «حديثات نعمة» ليس لهن مكان في ناديها الخاص. لكن المال الجديد غلبها في الأخير، مؤكداً مقولة منسوبة لرجل الأعمال الأميركي جي. بول غيتي مفادها أن «المال هو القوة الحقيقية في هذا العالم، ولا شيء يتحرك من دونه». لورين سانشيز في فستان زفاف من تصميم «دولتشي أند غابانا» برفقة زوجها جيف بيزوس (رويترز) كما فعلت ألفا فاندربيلت قبل قرن ونصف، فعلت لورين سانشيز وكأنها امتداد لها. أعادت اختراع لعبة الدخول إلى المجتمع عبر بوابة المال والصورة. المبلغ الضخم الذي أنفقته ألفا فاندربيلت على حفلها الأسطوري مثلاً، قُدّر بربع مليون دولار، وهو مبلغ يوازي تكاليف عرس القرن التي قدرت بـ46 مليون دولار. كلتاهما، ألفا ولورين، تعرف أهمية الصورة في التأثير على الرأي العام. الأولى كانت أول من بدأ في تسريب أخبار عن حفلها في سابقة غير مألوفة، والثانية كما تابعنا في الأسبوع الماضي، صوّرت العرس كما لو أنه حفل دعائي أو حملة تسويقية، بحضور نخبة من أصحاب المليارات والنجوم والشخصيات المهمة، مثل عائلة كارداشيان وأوبرا وينفري وليوناردو دي كابريو والملكة رانيا وعائلتها. هي أيضاً كانت تستهدف انتزاع اعتراف بقوتها الجديدة. كيم وكلوي كارداشيان من الحاضرات لعرس القرن (أ.ف.ب) في كل هذه الصور، كانت الموضة الخيط الرابط بين القديم والجديد، وبين الراقي والمبالغ فيه. فساتين موقعة من جيورجيو أرماني و«ميزون سكاباريللي» و«ألكسندر ماكوين» و«دولتشي أند غابانا» و«بالنسياغا» و«ديور»، وهلم جرّاً، ظهرت بها سانشيز وعدد من الحاضرات. تلقت سانشيز الكثير من التعليقات على إطلالاتها، على أساس أن بعضها كان موفقاً وبعضها الآخر غير متناسق مع جسدها. لكن تبقى الحقيقة الراسخة أن هذه الإطلالات أدّت وظيفتها في شد الانتباه ومن تم تحقيق الهدف. لقطة من معرض خاص بتشارلز فردريك وورث في متحف «لوبوتيه باليه» بباريس تظهر فيه لوحة فنية ملهمة (أ.ف.ب) المقارنة بين مسلسل «العصر المذهب» وعرس بيزوس وسانشيز، تستحضر لنا رجلين شكّلا هذا المشهد المثير في منتصف القرن التاسع عشر. الأول هو الفنان جون سينغر سارجان الذي أرخها بالريشة من خلال بورتريهات رسمها لسيدات المجتمع الأميركي بدقة، وأصبحت الآن مرجعاً تاريخياً. غني عن القول أن العمل الدرامي استلهم منها الكثير، وبشكل حرفي أحياناً. الثاني هو تشارلز فريدريك وورث، الأب الروحي للأزياء الراقية، التي نعرفها اليوم بالـ«هوت كوتور». كان المايسترو والأداة التي مكّنت هؤلاء السيدات، من التعبير عن مكانتهن الاجتماعية، سواء كن من وريثات العز القديم أو حديثات النعمة. كل طبقة استخدمتها بأسلوبها الخاص. الشريحة الأولى فضّلت فخامة هادئة تعكس ثقتها الراسخة، بينما مالت الثانية إلى «الماكسيماليزم» والمبالغة في التفاصيل لإثبات نفسها. المصمم فرديريك وورث كان الحلقة التي تجمع الطبقتين، وغذى بطريقة مباشرة وغير مباشرة هذه المنافسة. كان السفر بحراً إلى باريس من أجل اقتناء خزانة ملابس أقصى درجات التميز. لقطة من معرض خاص بتشارلز فردريك وورث في متحف «لوبوتيه باليه» بباريس (أ.ف.ب) لا يختلف اثنان أن فريدريك وورث، الذي يحتضن متحف «لوبوتي باليه» بباريس معرضاً خاصاً به، هو من أسس لصناعة الموضة كما نعرفها اليوم. رسخ نفسه بوصفه مصمماً لا خياطاً في بادرة غير مسبوقة. ابتكر أيضاً نموذجاً تجارياً يُحتذى به حتى اليوم، حيث فرض على سيدات المجتمع الأرستقراطي والمخملي أن يأتين إليه لاختيار ما يناسبهن من أزياء جاهزة، وإجراء البروفات عوض أن يذهب إليهن. لم يستثن أحداً، حتى سيدات البلاط الفرنسي كن يحضرن إليه شخصياً. قبل ذلك، كانت سيدات المجتمع الراقي يأتين بأقمشتهن وأفكارهن إلى الخيّاطين لينفذوا لهن ما يرغبن فيه. رفض وورث هذا المفهوم، وفرض رؤيته الخاصة عليهن. كان هو من يبتكر ويُقرر. «النساء يأتين إليّ ليطلبن أفكاري، لا ليُمليْن عليّ أفكارهن»، هكذا صرّح لمجلة «Blackwood's Edinburgh Magazine» عام 1858. بيد أنه كان يتنازل ويسمح لهن بإضافة التفاصيل والزخرفات، مثل الريش أوالتطريز وما شابه. طبعاً كل شيء بثمنه، فكلما أضاف تفصيلاً جديداً زاد السعر. من بين الإنجازات الكثيرة التي قام بها وتصب حتى الآن في صالح كل من أتى من بعده، أنه بدأ بتوقيع اسمه الشخصي على الأزياء. الفكرة كانت لمنع التقليد والتوثيق، لأنه كان قد بدأ تصوير تصاميمه في ذلك الحين، مستعيناً بزوجته بصفتها عارضة أزياء. هذه الممارسات لا تزال جزءاً أساسياً من صناعة الموضة إلى الآن. كان وورث ولا يزال الأب الروحي لـ«الهوت كوتور» أسسها كفن وصناع منذ أكثر من قرن من الزمن (أ.ف.ب) وُلد وورث في إنجلترا عام 1825، وتدرّب على يد تاجرين في الأقمشة قبل أن ينتقل إلى باريس ليعمل بائعاً وخيّاطاً. بعد فترة قصيرة نسبياً، أسس داره الخاصة بالتعاون مع رجل الأعمال السويدي أوتو بوبيرغ تحت اسم «وورث وبوبيرغ». شهد أوجه خلال الإمبراطورية الفرنسية الثانية (1852 - 1870)، حين كانت الحفلات التنكرية ذروة المناسبات الاجتماعية. فساتين وورث كانت عز الطلب لتفردها وأناقتها، ولأنه في هذه الفترة، أصبح المصمم الرسمي للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث. توسّعت قائمة زبوناته من الطبقات الأرستقراطية الأوربية والفرنسية، لتشمل نساء مثل الكونتيسة إليزابيث غريفويل، التي ألهمت الكاتب الفرنسي مارسيل بروست شخصية الدوقة أوريان دو غيرمانت في روايته «البحث عن الزمن المفقود». وصول سمعته إلى الوريثات الأميركيات وبعدهن زوجات رجال الأعمال الجدد، كان مسألة وقت فقط. من تصاميم «أرماني بريفيه» يظهر فيه فستان بتنورة مستديرة لكن بما يتناسب مع العصر الحالي (أرماني) في عام 1868، وصفته إحدى المجلات بـ«السلطة المطلقة في بلاطات الملوك». واليوم، بعد أكثر من قرن على رحيله، لا تزال تصاميمه تبهر وتبدو وكأن الزمن لم ينل من جمالها. الفضل يعود إلى أنه إلى جانب خياله الخصب، كان أيضاً قارئاً جيداً للتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، وتكيّف معها. استبدل مثلا بالكرينيولين بطانات خفيفة، وخفف من الزخرفات المبالغ فيها، عندما تطلب الأمر بعض التقشف تماشياً مع روح الجمهورية الثالثة. عندما فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية عالية على الأزياء الفرنسية في تسعينات القرن التاسع عشر، شعر أن ذلك سيفتح الباب أمام المقلدين والمستنسخين لتصاميمه، الأمر الذي انبثقت عنه نواة غرفة تحمي الأزياء الراقية الفرنسية من التقليد. في عام 1868 تبلورت فيما أصبحت تُعرف بغرفة الهوتو كوتور الفرنسية Chambre Syndicale de la Haute Couture، المسؤولة حتى الآن عن حماية التصاميم والمصممين وتنظيم أسبوع باريس وانتقاء من يشارك فيه. التفاصيل الغنية والمبتكرة هي عنوان كل موسم «هوت كوتور» (ستيفان رولان) من رحم هذه الرؤية، سينطلق أسبوع الهوت كوتور يوم الاثنين المقبل بمشاركة مصممين وبيوت أزياء مثل «ميزون إيلي صعب» و «أرماني بريفيه» وستيفان رولان ورامي العلي و«ديور» و«شانيل» و«ميزون سكاباريللي» وغيرها من الأسماء المهمة. ستختلف الاقتراحات وتبقى الفكرة واحدة: مخاطبة امرأة ترغب في التميز والتفرد بأي ثمن.

"أبل" تكشف قوة آيفون السينمائية.. هكذا صُوّر فيلم "بعد 28 عامًا"
"أبل" تكشف قوة آيفون السينمائية.. هكذا صُوّر فيلم "بعد 28 عامًا"

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

"أبل" تكشف قوة آيفون السينمائية.. هكذا صُوّر فيلم "بعد 28 عامًا"

في مشهد غير معتاد من كواليس صناعة السينما، كشفت شركة " أبل" عن الإمكانات السينمائية لهواتف آيفون من خلال فيديو جديد يُوثّق كواليس تصوير فيلم "بعد 28 عامًا" للمخرج البريطاني الشهير داني بويل، باستخدام ما يصل إلى 20 هاتف آيفون 15 برو ماكس. الفيديو يعرض كيف استُخدمت هذه الهواتف الذكية لتصوير مشاهد رئيسية من الفيلم، ضمن إعدادات إبداعية سمحت لطاقم العمل بالتحرك بسلاسة في أماكن نائية وبمساحات ضيقة يصعب الوصول إليها بكاميرات التصوير التقليدية، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business". المخرج داني بويل، المعروف بأعماله مثل "ترينسبوتينغ" و"الشاطئ" وفيلم "ستيف جوبز"، أبدى إعجابه الشديد بقدرات آيفون التصويرية، خاصةً دقته في تسجيل الفيديو بدقة 4K وبمعدل يصل إلى 60 إطارًا في الثانية، ما جعله خيارًا مثاليًا لمشاهد سينمائية تحتاج إلى ديناميكية وحيوية. واحدة من أبرز التجارب كانت تطوير إعداد خاص يضم 20 هاتف آيفون، تم استخدامه لالتقاط مشاهد من زوايا متعددة في الوقت نفسه. هذا النوع من التصوير يفتح الباب أمام تقنيات متقدمة مثل التأثيرات البصرية المشابهة لفيلم "The Matrix"، والتصوير الحجمي، وتطبيقات الواقع الافتراضي، وحتى تحليل العمق الفائق في المونتاج اللاحق. الهدف من هذا النهج، بحسب بويل، لم يكن مجرد استعراض تقني، بل سعي حقيقي لتحقيق مرونة أكبر في مواقع التصوير، وإضفاء طابع واقعي على الفيلم، الذي يفترض أن تدور أحداثه بعد 28 عامًا من العزلة. ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات بشأن الجيل القادم من أجهزة آيفون، حيث تشير الشائعات إلى أن آيفون 17 برو ماكس سيحمل ثلاث كاميرات بدقة 48 ميغابكسل، بما في ذلك عدسة تليفوتوغرافية تدعم تقريبًا بصريًا حتى 8 مرات، وقدرات تسجيل فيديو بدقة 8K أصلية. كل ذلك يلمّح إلى مستقبل تُصبح فيه الهواتف الذكية أدوات أساسية في إنتاج الأفلام السينمائية، وربما نشهد قريبًا أفلامًا كاملة تُصور بهواتف آيفون، ليس كحيلة تسويقية، بل كخيار تقني واعٍ يضاهي الكاميرات الاحترافية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store