
العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات: أين تبدأ الثقة؟
تُعتبر الثقة حجر الزاوية في بناء العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات؛ حيث تبدأ من مراحل مبكرة من النمو النفسي والاجتماعي. تُظهر الدراسات العلمية أن الثقة تتشكل تدريجياً من الطفولة المبكرة، وتستمر في التطور خلال فترة المراهقة، مع وجود اختلافات بين الجنسين في كيفية تكوينها وتعبيرها.
مراحل تكوين الثقة
تبدأ الثقة في العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات من مراحل مبكرة من النمو، وتتأثر بالعوامل النفسية والاجتماعية والثقافية. فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعد في بناء علاقات أكثر صحة وتفاهماً بين الجنسين وفق موقع Verywell Mind.
المرحلة المبكرة: الثقة مقابل انعدام الثقة
وفقاً لنظرية إريك إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي، تبدأ الثقة في مرحلة الطفولة المبكرة؛ حيث يعتمد الطفل على مقدمي الرعاية لتلبية احتياجاته الأساسية. إذا كانت هذه الاحتياجات تُلبى بشكل موثوق، يتطور لدى الطفل شعور بالأمان والثقة في العالم من حوله. أما إذا كانت هذه الاحتياجات غير مُلباة، فقد ينشأ شعور بالقلق وصعوبة في بناء علاقات صحية لاحقاً.
قد يعجبك أهمية دعم الشريك في الأزمات والمواقف الصعبة
المراهقة: تطور الثقة بين الجنسين
خلال فترة المراهقة، تبدأ الثقة في التوسع؛ لتشمل الأقران والمجتمع. تشير الدراسات إلى أن الأولاد يظهرون زيادة أقوى في الثقة الأولية مع تقدم العمر مقارنة بالفتيات. ومع ذلك، لا توجد اختلافات بين الجنسين في كيفية تكييف سلوك الثقة في التفاعلات مع شركاء غير موثوقين.
دراسة أخرى أظهرت أن الأولاد أكثر ميلاً للثقة في الآخرين مقارنة بالفتيات، ولكن الفتيات يظهرن قدرة أكبر على استعادة الثقة بعد تفاعلات غير عادلة.
الثقة في الصداقات: الاختلافات بين الجنسين
تشير الأبحاث إلى أن الصداقات بين الفتيات تتميز بمستوى أعلى من الثقة والحميمية العاطفية مقارنة بالصداقات بين الأولاد. تُظهر الفتيات استعداداً أكبر للتعبير عن مشاعرهن ومشاركة تجاربهن الشخصية، مما يعزز بناء الثقة في هذه العلاقات.
الثقة في العلاقات العاطفية: التحديات والفرص
تُظهر الدراسات أن الشباب، وخاصة الأولاد، يواجهون تحديات في بناء الثقة في العلاقات العاطفية. وقد يكونون أكثر عرضة للخوف من الرفض أو القلق بشأن التوقعات الاجتماعية، مما يؤثر على قدرتهم على بناء علاقات قائمة على الثقة.
التأثيرات الاجتماعية والثقافية
تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دوراً كبيراً في تشكيل كيفية بناء الثقة بين الشباب والبنات. الضغوط الاجتماعية، والتوقعات الثقافية، تؤثر على كيفية تعبير الأفراد عن ثقتهم وكيفية بناء علاقات صحية.
العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات من وجهة نظر مختصة
خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم هبة حمادة تشرح لـ"سيدتي" العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات وكيفية بناء الثقة.
في المجتمعات الحديثة، أصبحت العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية. سواء في أماكن الدراسة، أو العمل، أو عبر الفعاليات الاجتماعية، يتفاعل الشبان والفتيات مع بعضهم بشكل مستمر. ومع هذا الانفتاح، تبقى الثقة هي العنصر الأساسي الذي يحمي هذه العلاقات ويجعلها ناجحة ومتوازنة.
فكيف تبدأ الثقة؟
أول خطوة نحو بناء الثقة هي الاحترام المتبادل. عندما يشعر كل طرف بأن الطرف الآخر يقدره ويحترم خصوصيته وأفكاره، تبدأ الثقة بالتشكل تدريجياً. الاحترام يظهر في طريقة الحديث، في التعامل، وفي تقبل الاختلافات.
ثانياً، الصدق والوضوح هما مفتاحان أساسيان. من المهم أن تكون النوايا واضحة منذ البداية، وأن يكون هناك حوار صريح حول حدود العلاقة وطبيعتها. الغموض أو التصرفات المزدوجة تضعف الثقة بسرعة، وتفتح المجال للشك وسوء الفهم.
ثالثاً، الالتزام بالكلمة والتصرف بثبات يبني الثقة مع الوقت. عندما يفي الشخص بوعوده ويتصرف بطريقة متسقة، يشعر الطرف الآخر بالأمان والراحة في التعامل معه.
التحديات موجودة دائماً. قد يواجه الشباب والبنات مواقف تتطلب الحكمة والصبر، ولكن وجود أساس قوي من الاحترام والثقة يجعل التعامل مع هذه التحديات أسهل وأكثر نضجاً.
في النهاية، العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات ليست مجرد تواصل عابر، بل هي فرصة لبناء علاقات إنسانية قائمة على القيم والأخلاق. تبدأ الثقة عندما نعامل الآخرين كما نحب أن يعاملونا، وعندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا.
نصائح لبناء الثقة بين الشباب والبنات
وتقدم حمادة بعض النصائح لبناء الثقة بين الشباب والبنات.
احترم حدود الآخرين: احترم المسافة الشخصية والأفكار والمعتقدات المختلفة. كل شخص له خصوصيته ويستحق أن يشعر بالأمان في العلاقة.
كن صادقاً وواضحاً: تحدث بصدق عن نواياك وتوقعاتك من العلاقة. لا تترك مجالاً للتأويل أو سوء الفهم.
استمع أكثر مما تتكلم: الاستماع الجيد يدل على احترامك للطرف الآخر، ويساعدك على فهمه بشكل أعمق.
احترم الوعود والالتزامات: عندما تعد بشيء، التزم به. التصرف بثبات ومصداقية يجعل الثقة تنمو يوماً بعد يوم.
تجنب الغموض أو الإشارات المزدوجة: كن واضحاً في تصرفاتك وكلماتك، حتى لا يشعر الطرف الآخر بالحيرة أو الشك.
لا تنقل الكلام ولا تدخل في النميمة.: الحديث عن الآخرين بسوء يُضعف صورتك أمام الطرف الآخر ويهز الثقة بك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات: أين تبدأ الثقة؟
تُعتبر الثقة حجر الزاوية في بناء العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات؛ حيث تبدأ من مراحل مبكرة من النمو النفسي والاجتماعي. تُظهر الدراسات العلمية أن الثقة تتشكل تدريجياً من الطفولة المبكرة، وتستمر في التطور خلال فترة المراهقة، مع وجود اختلافات بين الجنسين في كيفية تكوينها وتعبيرها. مراحل تكوين الثقة تبدأ الثقة في العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات من مراحل مبكرة من النمو، وتتأثر بالعوامل النفسية والاجتماعية والثقافية. فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعد في بناء علاقات أكثر صحة وتفاهماً بين الجنسين وفق موقع Verywell Mind. المرحلة المبكرة: الثقة مقابل انعدام الثقة وفقاً لنظرية إريك إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي، تبدأ الثقة في مرحلة الطفولة المبكرة؛ حيث يعتمد الطفل على مقدمي الرعاية لتلبية احتياجاته الأساسية. إذا كانت هذه الاحتياجات تُلبى بشكل موثوق، يتطور لدى الطفل شعور بالأمان والثقة في العالم من حوله. أما إذا كانت هذه الاحتياجات غير مُلباة، فقد ينشأ شعور بالقلق وصعوبة في بناء علاقات صحية لاحقاً. قد يعجبك أهمية دعم الشريك في الأزمات والمواقف الصعبة المراهقة: تطور الثقة بين الجنسين خلال فترة المراهقة، تبدأ الثقة في التوسع؛ لتشمل الأقران والمجتمع. تشير الدراسات إلى أن الأولاد يظهرون زيادة أقوى في الثقة الأولية مع تقدم العمر مقارنة بالفتيات. ومع ذلك، لا توجد اختلافات بين الجنسين في كيفية تكييف سلوك الثقة في التفاعلات مع شركاء غير موثوقين. دراسة أخرى أظهرت أن الأولاد أكثر ميلاً للثقة في الآخرين مقارنة بالفتيات، ولكن الفتيات يظهرن قدرة أكبر على استعادة الثقة بعد تفاعلات غير عادلة. الثقة في الصداقات: الاختلافات بين الجنسين تشير الأبحاث إلى أن الصداقات بين الفتيات تتميز بمستوى أعلى من الثقة والحميمية العاطفية مقارنة بالصداقات بين الأولاد. تُظهر الفتيات استعداداً أكبر للتعبير عن مشاعرهن ومشاركة تجاربهن الشخصية، مما يعزز بناء الثقة في هذه العلاقات. الثقة في العلاقات العاطفية: التحديات والفرص تُظهر الدراسات أن الشباب، وخاصة الأولاد، يواجهون تحديات في بناء الثقة في العلاقات العاطفية. وقد يكونون أكثر عرضة للخوف من الرفض أو القلق بشأن التوقعات الاجتماعية، مما يؤثر على قدرتهم على بناء علاقات قائمة على الثقة. التأثيرات الاجتماعية والثقافية تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دوراً كبيراً في تشكيل كيفية بناء الثقة بين الشباب والبنات. الضغوط الاجتماعية، والتوقعات الثقافية، تؤثر على كيفية تعبير الأفراد عن ثقتهم وكيفية بناء علاقات صحية. العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات من وجهة نظر مختصة خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم هبة حمادة تشرح لـ"سيدتي" العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات وكيفية بناء الثقة. في المجتمعات الحديثة، أصبحت العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية. سواء في أماكن الدراسة، أو العمل، أو عبر الفعاليات الاجتماعية، يتفاعل الشبان والفتيات مع بعضهم بشكل مستمر. ومع هذا الانفتاح، تبقى الثقة هي العنصر الأساسي الذي يحمي هذه العلاقات ويجعلها ناجحة ومتوازنة. فكيف تبدأ الثقة؟ أول خطوة نحو بناء الثقة هي الاحترام المتبادل. عندما يشعر كل طرف بأن الطرف الآخر يقدره ويحترم خصوصيته وأفكاره، تبدأ الثقة بالتشكل تدريجياً. الاحترام يظهر في طريقة الحديث، في التعامل، وفي تقبل الاختلافات. ثانياً، الصدق والوضوح هما مفتاحان أساسيان. من المهم أن تكون النوايا واضحة منذ البداية، وأن يكون هناك حوار صريح حول حدود العلاقة وطبيعتها. الغموض أو التصرفات المزدوجة تضعف الثقة بسرعة، وتفتح المجال للشك وسوء الفهم. ثالثاً، الالتزام بالكلمة والتصرف بثبات يبني الثقة مع الوقت. عندما يفي الشخص بوعوده ويتصرف بطريقة متسقة، يشعر الطرف الآخر بالأمان والراحة في التعامل معه. التحديات موجودة دائماً. قد يواجه الشباب والبنات مواقف تتطلب الحكمة والصبر، ولكن وجود أساس قوي من الاحترام والثقة يجعل التعامل مع هذه التحديات أسهل وأكثر نضجاً. في النهاية، العلاقات الاجتماعية بين الشباب والبنات ليست مجرد تواصل عابر، بل هي فرصة لبناء علاقات إنسانية قائمة على القيم والأخلاق. تبدأ الثقة عندما نعامل الآخرين كما نحب أن يعاملونا، وعندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا. نصائح لبناء الثقة بين الشباب والبنات وتقدم حمادة بعض النصائح لبناء الثقة بين الشباب والبنات. احترم حدود الآخرين: احترم المسافة الشخصية والأفكار والمعتقدات المختلفة. كل شخص له خصوصيته ويستحق أن يشعر بالأمان في العلاقة. كن صادقاً وواضحاً: تحدث بصدق عن نواياك وتوقعاتك من العلاقة. لا تترك مجالاً للتأويل أو سوء الفهم. استمع أكثر مما تتكلم: الاستماع الجيد يدل على احترامك للطرف الآخر، ويساعدك على فهمه بشكل أعمق. احترم الوعود والالتزامات: عندما تعد بشيء، التزم به. التصرف بثبات ومصداقية يجعل الثقة تنمو يوماً بعد يوم. تجنب الغموض أو الإشارات المزدوجة: كن واضحاً في تصرفاتك وكلماتك، حتى لا يشعر الطرف الآخر بالحيرة أو الشك. لا تنقل الكلام ولا تدخل في النميمة.: الحديث عن الآخرين بسوء يُضعف صورتك أمام الطرف الآخر ويهز الثقة بك.


مجلة سيدتي
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
كيف تتعامل الفتاة مع المقارنة المجتمعية؟
بسبب منصات التواصل الاجتماعي أصبحت المقارنة أحد التحديات الشائعة، لا سيما بين الفتيات، لأن الجميع يتسابق على الظهور بشكل لافت وجذاب من أجل الحصول على علامات الإعجاب والتعليقات الإيجابية، لكن ما لا تدركه الفتيات هي حقيقة أن أغلب ما نتابعه على منصات السوشيال ميديا غير واقعي. المقارنة قد تؤثر على جودة الحياة، وتدفع الفتيات نحو اختيارات لا تناسبهن، من ثم يجب أن تحصن نفسها ضد المقارنات المجتمعية الوهمية أو تلك التي يفرضها علينا المجتمع، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تعزيز الثقة بالنفس. إعداد: أيمان محمد تأثير المقارنة المجتمعية علينا أولاً أن نحدد ماهية سلوك المقارنة وكيف ننتبه له، يشير موقع Verywell Mind إلى أن المقارنة الاجتماعية تبدأ في سن مبكرة كطريقة طبيعية لفهم الذات و تحديد الأهداف ، لكنها قد تتحول إلى مصدر للضغوط النفسية إذا تم توجيهها بطريقة سلبية. أنواع المقارنة ويشير الموقع في هذا الصدد إلى أن هناك نوعين رئيسيين من المقارنة، وهما: المقارنة التصاعدية حين تنظر الفتاة إلى من تعتبرهم أكثر نجاحاً أو جاذبية منها، وهي قد تكون طريقة إيجابية أو سلبية، بحسب طريقة التعامل معها وتأثيرها. المقارنة التنازلية عندما تقارن الفتاة نفسها بأشخاص ترى أنهم أقل حظاً، ولم يحصلوا على النعم والمزايا التي حصلت عليها هي، ويقول الخبراء إن كلا النوعين قد يؤثر على الحالة النفسية، لكن المقارنة التصاعدية خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تؤدي إلى الإحساس بالدونية وفقدان الرضا عن الذات. هل الفتيات أكثر تأثراً بالمقارنة؟ الإجابة عن هذا السؤال هي "نعم"، تشير مؤسسة JED إلى أن الفتيات أكثر عرضة لتأثير المقارنة، خاصة فيما يتعلق بالمظهر الجسدي والنجاحات الاجتماعية، ولسوء الحظ فإن العالم يروج لصورة مثالية غير واقعية للحياة، فتجدين المنصات مثل إنستغرام وفيسبوك وتيك توك مليئة بالتجارب الإيجابية ولحظات السعادة والمتعة، مما يشعر الفرد بأنه الوحيد في العالم الذي لم ينل هذا النعيم، رغم أن ما نراه من حياة صاخبة على منصات التواصل ما هو إلا دقائق في حياة كاملة لا نعرف عنها شيئاً. خطوات فعالة للتعامل مع المقارنة المجتمعية لحسن الحظ، يمكن اتخاذ عدد من الخطوات الفعالة لمواجهة هذه الظاهرة بطريقة صحية تحمي الفتاة وتزيد شعورها بالرضا عن الذات: تحديد الواقع الافتراضي أكبر خطأ نقع فيه، هو أن ننظر للحياة من خلف الشاشات على أنها حقيقة، في حين أن ما يُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي ليس انعكاساً حقيقياً لحياة الآخرين، بل مجرد لقطات منتقاة من أفضل لحظاتهم، وقد يكون ما لا نراه أمام الشاشات أموراً لا نتمنى على الإطلاق أن تنال منا. وضع حدود للتصفح أحد أكثر الأساليب فعالية للحد من المقارنة هو وضع حدود لوقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، قد تستهلكين ساعات أمام الهاتف دون شعور بقيمة الوقت، وفي هذه الحالة قد تهملين مهامكِ الأساسية، كما أن حياة السوشيال ميديا ستتحول إلى إدمان، إذا كانت الفتاة تبحث عن طريقة لمواجهة المقارنات المجتمعية المرهقة فإن تقليل مدة التصفح اليومي يحقق ذلك، ويمنح الفتاة مساحة أكبر للتركيز على تطوير ذاتها الواقعية بدلاً من الانشغال بمقارنة حياتها بحياة الآخرين. انتقاء المحتوى يجب متابعة حسابات ذات محتوى هادف وله قيمة، تشجع على التقدير الذاتي والنمو الشخصي بدلاً من حسابات تركز على جمال المظهر أو التشجيع على الإجراءات التجميلية، وذلك لأن المحتوى الإيجابي يساعد على الشعور بقيمة الذات، ويعلم ممارسات تزيد الشعور بالامتنان لنعم الحياة. تعزيز الشعور بالامتنان التركيز على الصور الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي يسبب عدم الشعور بالنعم، لذلك يجب تخصيص وقت يومي لتسجيل الإنجازات الشخصية وأسباب الامتنان ، وقد وجدت الأبحاث أن هذه العادة البسيطة ترتبط بزيادة مستويات السعادة وتقوية التقدير الذاتي. بناء شبكة واقعية الإفراط في متابعة السوشيال ميديا يفقد الشخص شبكة علاقاته الحقيقية، وهذا سلوك سلبي له تبعات عديدة على الصحة النفسية والشعور بالرضا، وجود بيئة اجتماعية داعمة يشكل عاملاً حاسماً في تخفيف أثر المقارنات السلبية؛ إذ يساعد التواصل مع أشخاص يقدرون الفتاة لما هي عليه، وليس لما تملكه أو مظهرها، في تعزيز شعورها بالثقة والانتماء. تعريف النجاح من المهم أن تعيد الفتاة صياغة مفهومها للنجاح بناءً على معاييرها الخاصة، وليس بالضرورة أن تنجح فيما نجح فيه الآخرون، فالنجاح لا يُقاس وفقاً لما يروجه المجتمع أو وسائل الإعلام، النجاح قد يكون في تحقيق أهداف شخصية صغيرة أو تجاوز تحديات معينة، وليس بالضرورة في مراكمة الإنجازات الكبرى أو نيل إعجاب الآخرين. في النهاية ينصح الخبراء الفتيات بضرورة العمل على الذات من خلال تطوير المهارات وتعزيز الشعور ب الثقة بالنفس حتى تتحصن ضد أي مقارنات أو مظاهر مزيفة. اقرئي أيضاً


مجلة سيدتي
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
كيف أنمّي ثقتي بنفسي؟
الشعور بالثقة بالنفس وسط تحديات الحياة الافتراضية بات صعباً، لا سيما مع مقارنات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الثقة بالنفس هي الأساس ليعيش الشخص حياة متوازنة ومليئة بالإنجازات دون النظر لغيره. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال غاية في الأهمية، هل الثقة بالنفس فطرة أم صفة يمكن اكتسابها؟. الإجابة الأقرب للواقع أن الثقة بالنفس لا تُولد مع الإنسان فقط، بل تزرع وتنمو بالتجربة وتتغذى بالمواقف وتصقل بالوعي. كيف يمكن بناء الثقة بالنفس؟ تشير الكاتبة وخبيرة الصحة النفسية آمي مورين، في مقال لها بموقع Psychology Today، إلى أن بناء الثقة بالنفس لا يعني أن تشعر المرأة دائماً بالقوة أو الإيجابية، بل أن تمتلك القدرة على التصرف بثقة حتى في لحظات التردد أو القلق. تقول مورين: 'إذا انتظرتِ الشعور بالثقة قبل اتخاذ الخطوة، فقد تفقدين الكثير من الفرص، السر هو أن تتصرفي بثقة، وستلحق المشاعر فيما بعد"، وهذا المفهوم يجيب عن السؤال السابق، كما يعيد تعريف الثقة بالنفس ليس كفطرة، لكن كممارسة يومية وسلوك مكتسب، كما أنها ليست بالضرورة نتاج ظروف مثالية عاشها الشخص. كيف تنمي الثقة بالنفس؟ وفقاً لخبراء تحدثوا إلى موقع Very Well Mind، فإن ثمة عادات يمكن ممارستها لتعزيز الثقة بالنفس على نحو تدريجي، وهي: التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين من أكثر العوائق التي تدمر الثقة بالنفس، هي المقارنة الدائمة بالآخرين، سواء كانت هذه المقارنة مع صديقاتك، زميلات العمل، أو حتى المؤثرات على مواقع التواصل، فإنها غالباً ما تؤدي إلى تقليل الشعور بالكفاءة الذاتية، تشير الباحثة كيري تايلور إلى أن المقارنات تؤدي إلى الشعور بالقلق وتثبيت الشعور بعدم الكفاءة، وتقترح بدلاً من مقارنة الشخص بالآخرين، أن يركز الشخص على نفسه ويراقب تقدمه الذاتي، وتقول "قارن نفسك بنسختك السابقة، لا بنسخة مُصنعة لشخص آخر على الإنترنت". أحِط نفسك بالأشخاص الذين يرفعونك من الصعب أن تُنمي ثقتك بنفسك إن كنت محاطاً بأشخاص يشككون في قدراتك، أو يسخرون من طموحاتك، أو يقللون من إنجازاتك، بينما وجود شبكة دعم إيجابية من الأصدقاء أو العائلة، تلعب دوراً مهماً في تعزيز احترام الذات. من هنا ينصح الخبراء الشباب باختيار من يكون بجانبهم بعناية، والابتعاد عن أي شخص يشعرك بالدونية. استخدام قوة الحديث الذاتي الإيجابي كثيراً ما نتحدث إلى أنفسنا بطرق لا نسمح لغيرنا أن يحدثنا بها، جمل مثل "أنا فاشل"، أو "لن أستطيع فعل ذلك"، قد تبدو عابرة، لكنها في الحقيقة تخترق اللاوعي وتغذي الشكوك الذاتية، بينما عند استبدال النقد الذاتي بكلمات الدعم، فإنك تبنين عقلية مرنة، وهذا هو جوهر الثقة. الاعتناء بالذات عندما يولي الشخص أهمية لروحه وجسده فإن هذا ينعكس على الثقة بالنفس، ويمكن تحقيق ذلك من خلال روتين بسيط مثل النوم الجيد ، التغذية السليمة، الحركة البدنية، والاهتمام بالمظهر، فكل هذا لا يعد رفاهيات، لكن هي طريقة أثبتت جدارتها في تعزيز النظرة الذاتية الإيجابية. مثلاً، أكدت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة يشعرون بثقة أكبر، بغض النظر عن الوزن أو الشكل، ويعود ذلك إلى الشعور بالسيطرة على الجسد، والتقدير الذاتي الناتج عن الالتزام بالذات. وضع أهداف صغيرة قابلة للتنفيذ أحياناً نفقد الثقة بأنفسنا لأننا نضع أهدافاً ضخمة، ونشعر بالإحباط حين لا نتمكن من تحقيقها بسرعة، لكن بناء الثقة يشبه بناء العضلات، لا يحدث دفعة واحدة، من الأفضل وضع أهداف صغيرة، قابلة للقياس، والاحتفال بتحقيق كل منها، حتى أبسط الإنجازات، مثل إنهاء قراءة كتاب، أو تنظيم المهام الأسبوعية، فهذا يخلق شعوراً بالإنجاز. عدم الخوف من الفشل الحياة فرصة للنجاح والفشل معاً، بل الفشل قد يكون فرصة لتصحيح الأخطاء، ومن ثم النجاح لاحقاً، تشير الأبحاث إلى أن التعامل مع الفشل بوصفه تجربة تعليمية وليس دليلاً على الضعف هو أحد مفاتيح بناء الثقة بالنفس، اسمح لنفسك بالفشل بل وتعلم كيف تتفادى الأخطاء لتغير النتائج المرة القادمة. الثقة بالنفس لا تعني الغرور الثقة بالنفس لا تعني الغرور، ولا تتطلب الكمال، بل تتطلب فقط أن تتصالح المرأة مع نفسها، أن تتحدث إليها بلطف، وأن تسمح لنفسها بالنمو خطوة بخطوة. في النهاية يمكن القول إن تعزيز الثقة بالنفس هي رحلة مع الذات، وهي صفة يمكن اكتسابها من خلال الوعي والتقدير وبعض الممارسات التي تنعكس على الشخصية مع الوقت. اقرأوا أيضاً